Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
تخيل نفسك بالجنة الآن. تخيل أنك تُطِلُّ من قَصرك؛ لترى الأنهار والثمار، والخيام والقصور والأشجار، وأنت لابسٌ الذهبَ واللؤلؤَ والحريرَ، وأحاطت بك الحور الحِسان، وامتلأ قلبك بالفرح برضى الرحمن، فخيِّل لنفسك تواجدك في خير مكان، واطيب زمان..
فبعد ان انتهى العمل والتكليف وفرغ الناس من الحساب، وغادَرنا عالمَ النفاق والشقاق، وانطفأت الحروب والأغلال، ونُزع الغل، واختفت الهموم والمشاكل، والشيب ووهن العظم وضيق الصدر، والأدوية، والأجهزة والمهدئات. ها هو نرى المريض شُفي، والمهموم سُعِد، والهرِم عاد شابًا، والعجوز رجعت حورية.
وفي نفس المشهد، ها نحن نلتقي بأحبة دفناهم منذ زمن؛ الابن البار يلتقي بأمّه، والشيخ الفاني بابنته، والوالدان بمولودهما الذي مات يجر سُرَرَه فلا يدَعُ والديه حتى يأخذ بأيديهما ويدخلهما الجنة.
ما هذا الموكب المهيب؟! إنه موكب العلماء يتقدمهم شاب بهي الطلعة براق الثنايا؛ إنه معاذ بن جبل -رضي الله عنه-. ولنَعِد أنفسنا أننا سنرى في الجنة أصحابَ الأخدود، وفتية الكهف، ومؤمنوا آل فرعون، والخَضِر، وقادات آل عثمان، وذا القرنين، وأئمة الاسلام واوليائه كالرفاعيّ والجيلاني. وما أجمل الملائكةَ حين نراهم بأعيننا رأيَ العين، يَدخلون علينا ويُسلِّمون.
وتخيّل تجتمع انت وجميع اهلك واحبابك في قصرك في الفردوس على مائدة واحدة يترأسها حبيبك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلّم والخدم من حولكم، بحيث ما يحلو ببالك يصير امرًا.
إن الجنة تستحق فعلاً أن نجتهد ونجاهد أنفسنا، لا ننالها بالأماني فحسب، ولا بالغرور والأمن، لكن بشراء السلعة بالسوق، قبل أن يغلق سوقها: أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ، أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ.
فالبِدارَ البِدار، ولندَع الأمانيَ والاغترار، وليتمثل كل منا موقفه كما تمثله ذلك التابعي العابد إبراهيم التيمي -رحمه الله- حينما قال: “مثَّلتُ نفسي في الجنة، آكل من ثمارها، وأشرب من أنهارها، وأعانق أبكارَها، ثم مثَّلتُ نفسي في النار، آكلُ من زقومها، وأشربُ من صديدها، وأعالج أغلالهَا، فقلت لنفسـي: أيُّ شيء تريدين؟ قالت: أريد أن أُرَدَّ إلى الدنيا، فأعملَ صالحاً، فقلت لها: فأنتِ في الأمنية فاعملي“
فاللَّهُمَّ اجْعَلْ خَيْرَ أعْمَارِنَا أواخِرَهَا، وخَيْرَ أعْمَالِنَا خَوَاتِمَهَا، وخَيْرَ أيَّامِنَا يَوْمَ نَلْقَاك.
اللَّهُمَّ اقْذِفْ في قُلُوْبِنَا رَجَاءَك واقْطَعْ رجَاءَنَا عمنْ سِوَاك.
اللهم ارحمنا ولا تحرمنا، اللَّهُمَّ لا تَحْرِمْنَا خَيْرَ ما عِنْدَكَ بِشَرِّ ما عِنْدَنَا.
اللهم كَمَا هَدَيْتَنا لِلإِسْلاَمِ فلاَ تَنْزِعْهُ مِنّا حَتَّى تَتَوَفَّانا وَنحن مُسْلِمون.