Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
[باب ما جاء في شهادة أركان الكافر والمنافق عليهما ولقائهما الله عز وجل]
قال الله تعالى: {اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون} وقال: {يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون} وقال: {وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا} الآية. حديث معاوية بن حيدة القرشي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تجيئون يوم القيامة على أفواهكم الفدام وأول ما يتكلم من الإنسان فخذه وكفه
عن أنس بن مالك قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نضحك فقال: هل تدرون لم أضحك؟ قلنا: الله ورسوله أعلم قال: من مخاطبة العبد ربه، يقول يا رب ألم تجرني من الظلم؟ قال: يقول: بلا، قال: فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهداً مني قال: كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً وبالكرام الكاتبين شهوداً، قال فيختم على فيه فيقال لأركانه انطق فتنطق بأعماله، قال: ثم يخلى بينه وبين الكلام قال: فيقول بعداً لكن وسحقاً فعنكن كنت أناضل
عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤتى بالعبد يوم القيامة فيقول: ألم أجعل لك سمعاً وبصراً ومالاً وولداً، وسخرت لك الأنعام، والحرث وترأس وتربع فكنت تظن أنك ملاقي يومك هذا؟ فيقول: لا فيقول: اليوم أنساك كما أنسيتني
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له أرأيت لو كان لك ملك الأرض ذهباً كنت تفتدى به؟ فيقول: نعم فيقال له: قد كنت سئلت ما هو أيسر من ذلك
قال بعض العلماء: ذكر الله تعالى الحساب جملة وجاءت الأخبار بذلك، وفي بعضها ما يدل على أن كثيراً من المؤمنين يدخلون الجنة بغير حساب، فصار الناس إذاً ثلاث فرق: فرقة لايحاسبون أصلاً، وفرقة تحاسب حساباً يسيراً، وهما من المؤمنين، وفرقة تحاسب حساباً شديداً يكون منها مسلم وكافر، وإذا كان من المؤمنين من يكون أدنى إلى رحمة الله فلا يبعد أن يكون من الكفار من هو أدنى إلى غضب الله فيدخله النار بغير حساب. وقد ذكر ابن المبارك في دقائقه عن شهر بن حوشب عن ابن عباس أن بعد أخذ النار هؤلاء تنشر الصحف وتوضع الموازين، وتدعى الخلائق للحساب. فإن قيل: فقد قال تعالى: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} وقال: {ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} وقال: {ولا يكلمهم الله} وهذا يتناول بعمومه جميع الكفار. قلنا: القيامة مواطن فموطن يكون فيه سؤال وكلام وموطن لا يكون ذلك فلا يتناقض الآي، والأخبار والله المستعان. وقال ابن عباس: لا يسألون سؤالاً شفا وراحة، وإنما يسألون سؤال تقريع وتوبيخ لم عملتم كذا وكذا والقاطع لهذا قوله تعالى: {فوربك لنسألنهم أجمعين * عما كانوا يعملون}
وقد قيل إن معنى قوله تعالى: {ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} {لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان} سؤال التعرف لتمييز المؤمنين من الكافرين. أي أن الملائكة لا تحتاج أن تسأل أحداً يوم القيامة أن يقال ما كان دينك وما كنت تصنع في الدنيا حتى يتبين لهم بإخباره عن نفسه أنه مان مؤمناً أو كان كافراً لكن المؤمنين يكونون ناضري الوجوه منشرحي الصدور، ويكون المشركون سود الوجوه زرقاً مكروبين، فهم إذا كلفوا سوق المجرمين إلى النار وتميزهم في الموقف كفتهم مناظرهم عن تعرف أديانهم