قال الله تعالى (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا) (سورة النساء/ءاية145)
إن النفاق في الاعتقاد مرض قلبي خبيث ومعناه التظاهر بالإسلام ظاهراً وإضمار وإبطان الكفر والضلال، فالمنافقون مخادعون، أصحاب نفوس خبيثة يدعون الانتساب للإسلام ظاهراً وأما بواطنهم وقلوبهم فتعتقد الكفر، وهم متلونون كالحرباء يخادعون الناس ويشككون بالحق، ولكن الله تبارك وتعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، يعلم حقيقتهم لأنه سبحانه لا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء، لهذا قال الله تعالى {إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} (سورة المنافقون/ءاية1).
ومع أن المنافقين يتظاهرون بالإسلام من حيث الظاهر فإن لهم علامات يعرفون بها [تحيتهم لعنه وطعامهم نهبة وغنيمتهم غلول ولا يقربون المساجد إلا هجر ولا يأتون الصلاة إلا دبر مستكبرين لا يألفون ولا يؤلفون خشب بالليل صخب بالنهار].
وقد كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافقون بالمدينة المنورة، وكانوا مصدر خطر داهم وكبير على المسلمين وعلى الدعوة الإسلامية حيث كانوا يتحينون الفرص والمناسبات للتفريق بين وحدة المسلمين المهاجرين والأنصار، وضرب قوتهم في المدينة، وكان على رأس هؤلاء المنافقين رجل خبيث ماكر من الخزرج هو “عبد الله بن أبي بن سلول” يجيد أساليب الخداع والمكر، وكان هذا المنافق مع أصحابه يثير الفتن وينشر الأكاذيب ويدبر المكائد للمسلمين، ولكن الله تعالى فضحه هو وأمثاله في القرءان الكريم وأخبر رسوله الكريم بأحوالهم ليحذرهم، وفي هذا يقول الله عزّ وجلّ {هُمُ الْعَدُوُّفَاحْذَرْهُمْ} (سورة المنافقون/ءاية 4) ويروي الطبري في تفسير جامع البيان عن جابر بن عبد الله قال: إن الأنصار كانوا أكثر من المهاجرين، ثم إن المهاجرين كثروا فخرجوا في غزوة لهم فكسع (ضرب) رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فكان بينهما قتال فصرخ الأنصاري: يا معشر الأنصار، وصرخ المهاجر: يا معشر المهاجرين، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: مالكم ولدعوة الجاهلية، دعوها فإنها منتنة (يعني العصبية) وكان زيد بن أرقم غلاماً حديث السن يجلس مع رهط من أصحاب المنافق عبد الله بن أبي بن سلول فسمع ابن سلول يقول: كما أخبر تعالى: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَىمَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا} (سورة المنافقون/ءاية 7) يعني الأعراب من المهاجرين وقال {يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَىالْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} (سورة المنافقون/ءاية 8) فأخبر زيد رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول ابن سلول، فجاء فحلف كاذباً للنبي ما قال ذلك، قال زيد: فجلست في بيتي حتى أنزل الله تصديق زيد، قوله {إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ} (سورة المنافقون/ءاية 1-2-3)
وطلب سيدنا عمر الفاروق من النبي أن يقتل ابن أبي سلول المنافق، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم [إني أكره أن يتحدث الناس أن محمداً يقتلأصحابه] وذلك لأن ابن سلول كان يظهر الإسلام ويبطن الكفر، فلما علم ابنه يعني عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول الصحابي الأنصاري الجليل بمقوله أبيه قال للنبي: دعني أضرب عنقه فلم يأذن له النبي بقتل أبيه المنافق، فقال هذا الصحابي: لقد صدق والله يا رسول الله، أنت والله الأعز وهو الأذل
اللَّهم نجنا من النفاق والمنافقين يا أرحم الراحمين.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website