Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
من أهل إفريقية
أبو سعيد خلف بن عمر كذا قال الرقيق، وقال المالكي عثمان بن عمر، قال أبو عبد الله الخواص عثمان بن خلف المعروف بابن أخي هشام الربعي الخياط من أهل القيروان تفقه بابن نصر وسمع منه ومن أبي القاسم الصدري وأحمد بن عبد الرحمن القصري وأبي بكر ابن اللباد وغيرهم وبه تفقه أكثر القرويين.
ذكر مكانه من العلم والثناء عليه:
قرأت في التعليق المنسوب إلى خط أبي عمران الفقيه، ذكره، فقال كان شيخ الفقهاء وإمام أهل زمانه في الفقه قال الرفيق في تاريخه نحوه، وقال كان إمام أهل زمانه في الفقه ولم يكن عنده رياء ولا تصنع وكان يجتمع هو وأبو الأزهر ابن معتب وأبو محمد ابن أبي زيد وابن شبلون وابن التبان والقابسي وجماعة ذكرناهم ونذكرهم للتفقه في جامع القيروان عندما ظهر أمر أبي يزيد على بني عبيد.
أخذ عنه جماعة ممن ذكرناه وخلف بن تميم الهواري، قال المالكي كان يعرف معلم الفقهاء لم يكن في وقته أحفظ منه، اختلط علم الحلال والحرام بلحمه ودمه وما اختلف الناس فيه واتفقوا عليه عالماً بنوازل الأحكام حافظاً بارعاً فرّاجاً للكرب مع تواضع ورقة قلب وسرعة دمعة وخالص نية. سأل عبد الله صاحب القيروان أبا محمد بن أبي زيد رحمه الله من أحفظ أصحابكم؟ فقال له أبو سعيد، قال فمن أحفظهم بخلاف الناس؟ قال أبو سعيد، وذكر مرة حفظه وقوة نفسه فقال لو شاء أن يخطي دحمان بن معافى فعل، وقال أبو القاسم بن شبلون ما أخذ على أبي سعيد مسألة خطأ قط، قال أبو محمد الأجدابي كان أبو سعيد من أجلّ أهل زمانه يعرف طريق الصوفية، قالوا وكان أبو سعيد إذا قال أجمعت الأمة لم يوجد خلاف لقوله.
ولما لفّ في أكفانه قال أبو محمد بن أبي زيد رحمه الله إن أبا سعيد ليس يلقى الله بمثل ذرة من رياء ولما ورد درّاس بن اسماعيل أبو ميمونة القيروان وعجب الناس من حفظه بلغ أبا سعيد تقصيره بعلماء القيروان وأضافته قلة الحفظ إليهم فقال لأصحابه اعملوا على أن تجمعوا بيني وبينه لئلا يقول دخلت القيروان ولم أرَ بها عالماً فما زالوا به حتى أتوا به إلى أبي سعيد في مسجده فسلم عليه فألقى أبو ميمونة عليه نحواً من أربعين مسألة من المستخرجة والواضحة فأجابه عنها أبو سعيد ثم ألقى عليه أبو سعيد عشر مسائل من ديوان محمد بن سحنون فأخطأ فيها أبو ميمونة كلها فعطف عليه أبو سعيد وقال له لا تغفل عن الدراسة فإني أرى لك فَهماً فإن واظبت كنت شيئاً، فلما قام أبو ميمونة يخرج لم يعرف الباب من الحيرة.
وناظره بعض العراقيين فقال لهم أنتم تقولون من سبّ عائشة قتل والله يقول (والذين يرمون المحصَنات ثم لم يأتوا بأربعة شُهداء) الآية، والرسول إنما جلد أصحاب عائشة فلم تأخذوا بالقرآن ولا بالسنّة، فقال له أبو سعيد قال الله تعالى (أولئك مُبرأون مما يقولون) ليضرب مثل البراءة بما في القرآن وبعد القرآن من سبّها فقد رد القرآن ومن رد حرفاً منه فقد كفر بإجماع.
بقية أخباره ونوادره:
وكان أولاً يبيع الحنطة ثم رجع يكتب الوثائق ويأخذ عليها الأجر لقلة ذات يده وكان يقول من دارى الناس مات شهيداً، وسئل عن الكرامات؟ فقال ما ينكرها إلا صاحب بدعة وصحح انقلاب الأعيان فيها.
وفاته رحمه الله:
قال وتوفي ليلة الجمعة لسبع خلون من صفر سنة إحدى وسبعين وثلاثماية، وقال الرقيق والمالكي سنة ثلاث وسبعين وصلى عليه ابن الكوفي القاضي وحضر الصلاة عبد الله بن زيري الصنهاجي أمير إفريقية المعروف بلقين وجميع عسكره وأهل القيروان كافة وجميع أهل المذهبين من الموافق والمخالف، مولده سنة سبع وتسعين ومايتين ورثي بمرات كثيرة.
من ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك للإمام القاضي العلامة الحافظ شيخ الإسلام أبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي الأندلسي ثم السبتي المالكي توفي 544 هـ رحمه الله تعالى.