العيد في اللغة اسم لكل ما يُعتاد، وإذا كان لغير المسلمين الكثير من الأعياد الدينية السنوية، فإن الإسلام شرع لأتباعه عيديْن سنوييْن فقط جعلهما من شعائره الكبرى وربطهما بركنيْن عظيمين من أركان الدين الخمسة، وهما: عيد الفطر في نهاية شهر الصيام (رمضان)، وعيد الأضحى في وسط موسم الحج تاليا ليوم عرفة المعظّم.
فقد صحّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه لما قدم المدينة مهاجرا من مكة وجدهم يحتفلون بعيدين، فقال صلى الله عليه وسلم: “كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد أبدلكم اللَّه بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم الأضحى”.
ويُحيي المسلمون في بقاع العالم عيد الأضحى المبارك وسط أجواء يسودها الفرح والبهجة، فتقام صلوات العيد الحاشدة في الجوامع والساحات المفتوحة، وتشدو حناجر المؤمنين بالذكر والتكبير.
كما يتقرب المسلون إلى الله تعالى أيام العيد بذبح أضاحيهم، ويتزيّوْن بجديد الثياب، ويتبادلون التهاني والتبريكات بمقدم العيد.
شعائر العيد
شرع الإسلام في عيد الأضحى مجموعة من الشعائر الجماعية ليؤديها المسلمون فيه حيثما كانوا، ومن أبرز هذه الشعائر:
1- التكبير
يُشرع التكبير في البيوت والمساجد عقب الصلوات وفي الأسواق وغيرها من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق (اليوم الـ13 من شهر ذي الحجة) لقوله تعالى: “واذكروا الله في أيام معدودات”. ومن أشهر صِيَغ التكبير في العيد: “الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد”.
2- صلاة العيد
يصلي الإمام بالناس في صلاة العيد ركعتين ثم يخطب بهم خطبتين، ويسن أن يبكر بالصلاة إذا ارتفعت الشمس. وصلاة العيد سنة مؤكدة عند بعض المذاهب وقال بعضها الآخر بوجوبها عيناً أو كفاية، أما حضور خطبتها فهو مستحب لا واجب. وتشهد النساء صلاة العيد حتى الحيَّض منهن، لكن لا تقرب الحيَّض المصلى.
ومن السنة النبوية أن يسلك العائد من مصلى العيد طريقا آخر غير الطريق الذي سلكه في ذهابه إليه. كما يُستحب له الاغتسال والتعطر ولبس أحسن الثياب حسب المستطاع.
3- الأضحية
من السنن المؤكدة يوم العيد ذبح الأضاحي والإهداء منها للفقراء والمحتاجين، وتشترط لها شروط مقررة في كتب الفقه الإسلامي تتعلق بنوعها وسنها وصفتها وصحتها.
ولا تـُذبح الأضاحي أو تـُنحر إلا بعد انتهاء صلاة العيد، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: “من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح”. ويستمر الوقت المشروع لذبح الأضاحي من يوم النحر (عاشر ذي الحجة) وحتى نهاية أيام التشريق، لقوله صلى الله عليه وسلم :”كل أيام التشريق ذبح”.
4- الفرح والتهاني
من السنة إظهار الفرح والسرور في أيام العيد والتوسعة على النفس والأهل بممارسة أنواع الترويح والترفيه المباح شرعا.
ومنها كذلك زيارة الجيران والأقارب والأصدقاء؛ وتبادل عبارات التهاني بأي لفظ معروف كانت، مثل: “عيدكم مبارك”، و”تقبل الله منا ومنكم”. فقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: “تقبل الله منا ومنك”.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website