عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حسين بن سعيد الأزدي أبو محمد الإشبيلي ويعرف بابن الخراط روى عن أبي الحسن شريح وابن برجان وأبي حفص عمر بن أيوب وأبي بكر بن مدير وأبي الحسن طارق وطاهر بن عطية وكتب إليه محدث الشام أبو القاسم بن عساكر وغيره.
نزل بجاية عند الفتنة الواقعة بالأندلس عند انقراض الدولة اللمتونية فنشر بها علمه وصنف وولي الخطبة والصلاة بجامعها وكان فقيهاً حافظاً عالماً بالحديث وعلله عارفاً بالرجال موصوفاً بالخير والصلاح والزهد والورع ولزوم السنة والتقلل من الدنيا مشاركاً في الأدب وقول الشعر وصنف في الأحكام نسختين كبرى وصغرى سبقه إلى مثل ذلك أبو العباس بن أبي مروان الشهير بلبلة فحظي هو دون أبي العباس وله الجمع بين الصحيحين وكتاب في الجمع بين المصنفات الستة وكتاب في المعتل من الحديث وكتاب في الرقائق ومصنفات أخر وله في اللغة كتاب حافل ضاهى به كتاب الغريبين للهروي أبي عبيد.
ولد سنة عشر وخمسمائة وتوفي ببجاية بعد محنة نالته من قبل الولاة في ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وخمسمائة وله رحمه الله تعالى:
إن في الموت والمعاد لشغلاً *** وادكاراً لذي النهى وبلاغا
فاغتنم خطتين قبل المنايا *** صحة الجسم يا أخي والفراغا
انتهى من كلام الحافظ أبي عبد الله محمد بن أبي عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي الكاتب الأبار.
ومن جملة تآليفه ما نقله محمد بن حسن بن عبد الله بن خلف بن يوسف الأنصاري عن المؤلف إملاء منه عليه قال بعد أن ذكر ما تقدم ذكره وكتاب المرشد تضمن حديث مسلم كله وما زاد البخاري على مسلم وأضاف إلى ذلك أحاديث حساناً وصحاحاً من كتاب أبي داود وكتاب النسائي وكتاب الترمذي وغير ذلك وما وقع في الموطأ مما ليس في مسلم والبخاري وهو أكبر من صحيح مسلم وكتاب الجامع الكبير في الحديث ومقصوده فيه الكتب الستة وأضاف إليه كثيراً من مسند البزار وغيره منه صحيح ومعتل تكلم على علله ونهب منه في دخلة البلد في الفتنة وكتاب بيان الحديث المعتل وهو قدر صحيح مسلم وقد تقدم ذكره وذكر جامع الكتب الستة نهب منه أيضاً في الدخلة المذكورة وكتاب التوبة في سفرين ومعجزات الرسول صلى الله عليه وسلم في سفر ومقالة الفقر والغنى وكتاب الصلاة والتهجد في سفر وكتاب العاقبة وتضمن ذكر الموت وما بعده وكتاب تلقين الوليد في الحديث سفر صغير وكتاب المنير وتقدم اسمه وكتاب الرقائق والأنيس في الأمثال والمواعظ والحكم والآداب من كلام النبي صلى الله عليه وسلم والصالحين ومختصر كتاب الرشاطي في الأنساب من القبائل والبلاد وهو في سفرين ومختصر كتاب الكفاية في علم الرواية وكتاب فضل الحج والزيارة وكتاب الواعي في اللغة وتقدم ذكره وهو نحو خمسة وعشرين سفراً تغمده الله تعالى برحمته.
من الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب للقاضي إبراهيم بن علي بن محمد بن فرحون برهان الدين اليعمري المالكي (المتوفى 799هـ).
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website