الفصل الرابع
إنكار الألباني تأويل البخاري
أنكر الألباني [1] تأويل البخاري لقوله تعالى: {كلُّ شئٍ هالكٌ إلا وجههُ} أي إلا ملكهُ فقال الألباني [2] أيضًا عن هذا التأويل: “هذا لايقوله مسلم مؤمن” اهـ، وذكر أنه ليس في البخاري مثل هذا التأويل الذي هو عينالتعطيل ثم قال ما نصه [3]: “ننزه الإمام البخاري أن يؤول هذه الآية وهو إمام فيالحديث وفي الصفات وهو سلفي العقيدة والحمد لله” اهـ.
الرد: الألباني بهذا يكون كفَّر من أوَّل هذه الآية بهذا التأويلفإذن البخاري عنده كافر لأن نسخ البخاري كلها متفقة على هذا ولا يستطيع الألباني أنيثبت نسخة خالية عن هذا التأويل لكنه يكابر هربًا مما يتوقعه، فمثله كمثل من أرادأن يغطي الشمس بكفه في يوم صحو رابعة النهار. ثم ليس هذا التأويل مما انفرد بهالبخاري بل أوَّل [4] سفيان الثوري رضي الله عنه هذه الآية {كلُّ شئٍ هالكٌ إلا وجهه} بقوله: “ما أريد به وجهه“.
ثم إن تأويل البخاري لهذهالآية ثابت عنه، فقد قال في أول سورة القصص ما نصه: “{كل شئٍ هالكٌ إلا وجهه} إلا ملكه،ويقال: إلا ما أريد به وجه الله” انتهى بحروفه. فإنكار الألباني لذلك دليل جهلهفكيف يدعي أصحابه بأنه حافظ محدث، سبحانك ربنا هذا بهتان عظيم.
وأما قولهبأن هذا التأويل لا يقوله مسلم مؤمن لأنه على زعمه يكون من أهل التعطيل الضالين،فماذا يقول عن البخاري بعد ثبوت ذلك عنه، هل يرميه بالتعطيل [5]؟
الهوامش:
[1] و[2] و[3] فتاوى الألباني [ص/523].
[4] تفسير القرءان [ص/194].
[5] وقد حصل من شخص وهابي لما قيل له: البخاري أوَّل فقال في صحيحه في تفسير قوله تعالى: {كلُّ شئٍ هالكٌ إلا وجهه}: إلاملكه، فقال الوهابي: البخاري في إيمانه شك. فبعد هذا يظهر للمتأمل شدة بغض الوهابيةلأهل الحق أهل السنة والجماعة وازدرائهم بالأئمة الكبار.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website