الفصل السادس
بيان شذوذ الألباني في مسألة التوسل والاستغاثة
زادت جرأة الألباني وتطاوله على الحق وأهله حينحرَّم [1] التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم وجعل الاستغاثة بغير الله شركًا [2].
الرد: روى البخاري [3] عن رسول الله صلى اللهعليه وسلم أنه قال: “إن الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الأذن، فبينا همكذلك استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد”، والتوسل والاستغاثة بمعنى واحد كما قالالحافظ اللغوي تقي الدين السبكي الذي قال فيه السيوطي إنه حافظ مجتهد لغوي فقيهأصولي نحوي متكلم.
ومما يدل على ذلك أن حديث الشفاعة روي بلفظين، رواهالبخاري عن ابن عمر بهذا اللفظ، ورواه أيضًا عن أنس بلفظ الاستشفاع ونصه: “فاشفعلنا عند ربك”، فهاتان الروايتان يؤخذ منهما أن الاستغاثة توسل والتوسلاستغاثة.
ومن أدلة أهل السنة على جواز الاستغاثة ما رواه البخاري في الأدبالمفرد [4] عن ابن عمر أنه قال: يا محمد، وذلك عندما خدرت رجله، ولم ينكر عليه أحدمن الصحابة، وكلامه هذا استغاثة ويقال عنه توسل أيضًا.
ومن أدلة التوسل مارواه الحافظ الطبراني [5] عن عثمان بن حنيف: أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفانفي حاجة له فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته فلقي عثمان بن حنيف فشكاذلك إليه، فقال له عثمان بن حنيف إئت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصلّ ركعتين ثمقل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة، يامحمد إني أتوجه إليك إلى ربي عزّ وجل ليقضي لي حاجتي، وتذكر حاجتك، ورُح إليّ حتىأروح معك.
فانطلق الرجل فصنع ما قال عثمان له ثم أتى عثمان بن عفان فجاءالبواب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة وقال: ماحاجتك؟ فذكر حاجته فقضاها له ثم قال له: ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة؟ وقالله: ما كان لك من حاجة فأتنا، ثم إن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له: جزاك الله خيرًا ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت حتى كلمته فيَّ، فقال عثمان بنحنيف: والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه ضرير فشكا إليهذهاب بصره فقال له النبي: “أو تصبر” فقال: يا رسول الله إنه ليس لي قائد وقد شقَّعليَّ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “إئت الميضأة فتوضأ ثم صلِّ ركعتين ثمادع بهذه الدعوات”. قال عثمان بن حنيف: فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا الحديث حتىدخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضرر قط. قال الطبراني [6]: والحديث صحيح. انتهى. ففي هذا الحديث الصحيح دليل على جواز التوسل بالنبي في حياته بغير حضوره وبعدوفاته.
ومن أدلة الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم ما رواه الحافظالبيهقي [7] أيضًا بإسناد صحيح عن مالك الدار –وكان خازن عمر- قال: “أصاب الناس قحطفي زمان عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسقِلأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال: ائت عمرفأقرئه مني السلام وأخبره أنهم يسقون وقل له: عليك بالكيس الكيس، فأتى الرجل فأخبرعمر فقال: “يا ربّ ما ءالوا إلا ما عجزت” اهـ. وهذا الرجل هو بلال بن الحارث المزنيالصحابي، فهذا الصحابي قد قصد قبر الرسول للتبرك فلم ينكر عليه عمر ولاغيره.
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري [8] ما نصه: “وروى ابن أبي شيبةبإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار قال: أصاب الناس قحط في زمنعمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتكفإنهم قد هلكوا، فأتي الرجل في المنام فقيل له: ائت عمر… الحديث. وقد روى سيف فيالفتوح أن الذي رأى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة” اهـ.
ولما لم يستطع الألباني إثبات ضعف هذا الأثر عمد إلى الافتراء علىالحافظ ابن حجر بأنه ضعفه [9]، مع أن الحافظ صرّح بصحة سنده كما نقلنا عنه من كتابه “فتح الباري”، وهذا دليل أيضًا على أن الألباني لا يوثق بنقله ولا برأيه الذي يحرفالحقائق والوقائع نصرة لرأيه.
ثم إن الاستغاثة بالرسول بعد موته شرك وكفرعند هذا الرجل أي ناصر الدين الألباني فماذا يقول في زعيمه ابن تيمية الذي أوقعه فيالتجسيم وتوابعه في قوله في كتابه الذي سماه “الكلم الطيب” أي أن كل ما فيه شئ حسنأن عبد الله بن عمر رضي الله عنه خدرت رجله –أي أصابها مرض الخدر الذي هو شبه فالجفي الرجل وهو معروف عند الأطباء- فقال له رجل: اذكر أحبَّ الناس إليك فقال: يا محمدفكأنما نشط من عقال.
وكتاب ابن تيمية هذا توجد منه نسخ خطية وطبع عدة طبعاتفي مصر وغيرها، فموجب قوله بتكفير المستغيث برسول الله بعد موته تكفير ابن تيميةحيث أنه استحسن هذا ومن استحسن الكفر فهو كافر ومن دلَّ إلى الكفر فهو كافر، فهليعترف بكفر ابن تيمية لأنه استحسن هذه الاستغاثة كما يكفّر المستغيثين بالرسول بعدوفاته على الإطلاق أم يستثنيه؟! أم ماذا يفعل؟! فإن قال: لا أكفر ابن تيميةلاستحسانه ذلك لأنه زعيمنا قيل له: إذن أنت تحكم تطبق على الناس ما لا تطبقه علىزعيمك فقد أشبهت في هذا اليهود الذين كانوا بدّلوا حكم التوراة في الرجل الزانيالمحصن كانوا يرجمون الزاني المحصن إن كان من الوضعاء ولا يرجمونه إن كان منأشرافهم. وقد اعترفت يا ألباني بأن هذا الكتاب من مؤلفات ابن تيمية كما عرف الناسسواك لأن مترجميه ذكروا ذلك في عداد مؤلفاته فأين المهرب؟!
ثم ماذا يقولالألباني فيما ذكره الحافظ الخطيب [10] بسنده إلى عبد الواحد بن ءادم يقول: “رأيتالنبي صلى الله عليه وسلم في النوم ومعه جماعة من أصحابه وهو واقف في موضع، فسلمتعليه فرد على السلام، فقلت: وما موقفك ههنا يا رسول الله؟ قال: أنتظر محمد بنإسماعيل –إلى ءاخر ما تقدم- وقال القسطلاني: لما ظهر أمره بعد وفاته، خرج بعضمخالفيه إلى قبره وأظهروا التوبة والندامة، وقال أبو علي الحافظ: أخبرنا أبو الفتحنصر بن الحسن السمرقندي، قدم علينا “بلنسية” عام اربعة وستين وأربعمائة، قال: فقحطالمطر عندنا بسمرقند في بعض الأعوام، فاستسقى الناس مرارًا فلم يسقوا، فأتى رجلصالح معروف بالصلاح إلى قاضي سمرقند وقال له: إني رأيت رأيًا أعرضه عليك. قال: وماهو؟ قال: أرى أن تخرج ويخرج الناس معك إلى قبر الإمام البخاري فنستسقي عنده فعسىالله أن يسقينا، فقال القاضي: نِعمَ ما رأيت! فخرج القاضي ومعه الناس واستقى بهموبكى الناس عند القبر وتشفعوا بصاحبه، فأرسل الله تعالى السماء بماء عظيم غزير،أدام الناس من أجله “بخرتنك” سبعة أيام ونحوها لا يستطيع أحد الوصول إلى سمرقند منكثرة المطر وغزارته” اهـ.
الهوامش:
[1] انظر كتابه المسمى “التوسل” [ص/70 و74].
[2] المصدر السابق [ص/25].
[3] أخرجه البخاري في صحيحه: كتابالزكاة: باب من سأل النبي تكثُّرًا.
[4] الادب المفرد [ص/207].
[5] المعجمالكبير [9/17]، والمعجم الصغير [1/201-202].
[6] المعجم الصغير [1/201-202].
[7] انظر البداية والنهاية [7/91-92].
[8] فتح الباري شرح صحيحالبخاري [2/495-496].
[9] أنظر كتابه المسمى “التوسل أنواعه وأحكامه” [ص/13].
[10] لامع الدراري [1/44].
[11] تاريخ بغداد [1/123].
الفصل السابع
يدعي الألباني انه لا يجوز الزيادة في التلبيةعلى تلبية
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن هذا بدعة [1]
ومن بدع هذا الألباني التي شوش بها على المسلمين حكمهعلى أفعالٍ أحدثها العلماء الاخيار من السلف والخلف وهي موافقة لكتاب الله وسنةرسوله غير مخالفة وهي داخلة تحت قوله صلى الله عليه وسلم: “من سنَّ في الإسلام سنةحسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شئ، ومن سنّ فيالإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شئ” رواه مسلم [2]، وللحديث الصحيح الموقوف وهو قول عبد الله بن مسعود: “ما رءاهالمسلمون حسنًا فهو عند الله حسن، وما رءاه المسلمون قبيحًا فهو عند الله قبيح” حسنه الحافظ ابن حجر في الأمالي [3] وذلك مثل عمل المولد في شهر ربيع الأول،واستعمال السبحة للذكر، والطرق التي أحدثها العلماء الأولياء الأبرار كالطريقةالقادرية والطريقة الرفاعية، وصيغة التلبية التي أحدثها عمر رضي الله عنه، كانتتلبية رسول الله: “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لكوالملك لا شريك لك” فأحدث عمر: “لبيك اللهم لبيك وسعديك والخيرُ في يديك، لبيكوالرغباءُ إليك والعمل”، وزاد ابن عمر في التشهد: “وحده لا شريك له” قال: “أنازدتها“.
أما تلبية عمر التي زادها على تلبية الرسول فقد رواها مسلم [4]، أمازيادة ابن عمر في تشهد الصلاة: “وحده لا شريك له” فأخرجها أبو داود [5].
وكذلك أحدث السلف من التابعين التعريف أي الاجتماع يوم عرفة للذكروالدعاء تشبهًا بالحجاج الذين يذكرون ويدعون الله في عرفات ومنهم الحسن البصري رضيالله عنه رواه جمع من علما الحفاظ منهم النووي.
وأحدث العلماء من السلفوالخلف كتابة “صلى الله عليه وسلم” عند كتابة اسم محمد وكُتب الرسول التي أملاهاعلى الصحابة التي كتبها إلى الملوك ليدعوهم إلى الإسلام كهرقل خالية عن ذلك فلم يملالرسول عليهم إلا اسمه، ففي صحيح البخاري صورة كتابة صلى الله عليه وسلم ولفظه: “بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام علىمن اتبع الهدى أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم” الحديث [6]، وهذهالكتابة سنة حسنة أحدثها العلماء مما لم يفعله الرسول وقبلها أهل السنة وغيرهم حتىالمشبهة جماعة الألباني في مؤلفاتهم عند كتابة اسم الرسول يكتبون صلى الله عليهوسلم،ومن ذلك ما ذكره المحدثون في كتب اصطلاح الحديث أنه يستحب للمحدث المملي فيمجلس الإملاء أن يبدأ بقراءة شئ من القرءان والحمد لله والصلاة والسلام على النبيثم يقول المستملي للمملي: “مَن ذكرتَ رحمك الله” وهذا لم يكن في عهد الرسول ولافيما بعده إلى زمان طويل، فالعجب من هذا الرجل وجماعته الوهابية حيث ينكرون بعض ماأحدثه علماء الإسلام مما ذكرنا ونحوه محتجين بأن الرسول لم يفعله وهم موافقون فيبعض ذلك بل يفعلونه ويحرمون على الناس بعضًا تحكمًا بلا دليل، فإن كان عندهم كل مالم يفعله الرسول ولا رغب في فعله حرامًا فليحرموا هذا أي كتابة صلى الله عليه وسلمعقب كتابة اسم “محمد” وليحرموا أيضًا تلبية عمر التي لم ينكرها عليه أحد من الصحابةوغيرهم، وليحرموا على عبد الله بن عمر قوله: “وأنا زدتها” أي كلمة “وحده لا شريكله”، وليحرموا على المحدثين ما استحسنوه لمجلس إملاء الحديث ما سبق ذكرهءانفًا.
ومن قبيل ما ذكر مما يحرمونه على المسلمين بدعوى أن الرسول لم يفعلهالجهر بالصلاة على النبي عقب الأذان مع أنه يخالف الشرع وإن لم ينقل عن مؤذنيالرسول أنهم كانوا يجهرون بذلك فأي بأس في الجهر بالصلاة عليه عقب الأذان بعد قولهعليه الصلاة والسلام: “إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا عليّ” رواه مسلم [7]، وقوله عليه السلام: “من ذُكرتُ عنده فليصلّ علي” رواه الحافظ السخاوي وحسناسناده [8]. فقوله: “من ذكرت عنده فليصل عليّ” يشمل المؤذن وغيره من كل ذكر اسمالرسول مطلوب من كل الصلاة عليه إما سرًّا وإما جهرًا لأن قوله: “فليصل علي” مطلقيشمل الصلاة عليه سرًّا والصلاة عليه جهرًا. فعند فرقة هذا الرجل الوهابية حرام حتىغلا بعضهم في ذلك فقال في الذي صلى على النبي عقب الأذان جهرًا: “هذا مثل الذي ينكحأمه“.
ونقل الشيخ أحمد بن زيني دحلان رحمه الله عن زعيم الوهابية محمد بنعبد الوهاب أنه أتي برجل مؤذن أعمى صلى على النبي عقب الأذان جهرًا فأمر بقتلهفقتل. وهذه الحادثة التي قال فيها الوهابية للذي صلى على النبي جهرًا عقب الاذانهذا مثل الذي ينكح أمه يعرفها الرجال الكبار من محلة أهل جامع الدقاق بدمشق من محلةالميدان، فما دعوى هؤلاء الفرقة الإسلام وهم ساووا بين ممن يصلي على النبي جهرًاعقب الأذان وبين الزنى بالأم؟!.
هذا وقد جرى عمل السلف والخلف من أهل السنةعلى التبرك بقبور الأنبياء والصالحين وكان ذلك عادة الفقهاء والحفاظ والمحدثينوالزهاد، وتشهد بذلك كتب التواريخ وطبقات الفقهاء وطبقات المحدثين وطبقات الصوفيةالزهاد، ومن طالع طبقات الحفاظ يجد الكثير الكثير من ذلك، وأقدمُ السلف في ذلكالصحابي أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه فقد ثبت أنه وضع وجهه على قبر الرسول رواهالحاكم وصححه ووافقه الذهبي [9].
تنبيه: قد يقول بعضهؤلاء أن حديث مسلم: “من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده” خاص بإحياء سنة فعلها الرسول لأن سبب الحديث أن أناسًا مجتابي النمار من شدة البؤسفرقوا أوساط نمارهم فأدخلوها على رءوسهم فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم،فأمر الرسول بالتصدق فجمع لهم فسُرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذا الحديث،فلا تدخل تحته هذه الأشياء من عمل المولد والطريقة وأشباههما. فيقال لهم: دعواكمهذه باطلة مخالفة للقاعدة الأصولية: “العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب” فلو كانالأمر كما تقولون لانسدّ باب القياس، لأن القياس إلحاق ما لم يُنصّ عليه بما نصّعليه لشبهٍ بينهما وعلى هذه يدور عمل الأئمة المجتهدين.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
ألست يا ألباني تقولفي عمل المولد وطرق أهل الله من قادرية ورفاعية وغيرهما وجهر المؤذن بالصلاة علىالنبي عقب الأذان إنها بدعة ضلالة وتحتج في ذلك بالحديث المشهور: “وإياكم ومحدثاتالأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة” رواه أبو داود [10] وتنكر عموم حديث: “منسنّ في الإسلام سنة حسنة” وتقول إن هذا الحديث مخصوص بإحياء ما فعله الرسول وتنكرعمومه لكل ما أحدث من غير أن يكون مخالفًا للكتاب والسنة، وتدعي بلسان حالك أنكمحدث العصر وأنت في الحقيقة ضدهم تنقض ما صححوه وتصحح ما ضعفوه، وقد كفّرت فيفتاويك من يأول قوله تعالى: {كلُّ شئٍهالكٌ إلا وجهه}: “إلا ملكه”، وقد علمت أن البخاريقال ذلك وهو موجود في كل نسخة فلمّا قلت في فتاويك: “لا يقول ذلك مؤمن” كفّرتالبخاري، ولن تجد أنت نسخة من البخاري ليس فيها ذلك. فقولك: “لا يقول هذا البخاري” حيلة أردت أن تدفع بها ظاهرًا أن يثول الناس عليك لون قلتَ “البخاري قال هذا فهوكافر” ولن تستطيع أن تأتي بنسخة من البخاري تخلو عن هذا التأويل، إنما أردتَ أنتدافع عن عقيدتك عقيدة التجسيم إثبات الجسمية وما يتبعها لله تعالى وهذه العقيدةيهدمها قوله تعالى: {ليس كمثلهشئ}.
الهوامش:
[1] فتاوى الألباني [ص/318].
[2] اخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الزكاة: باب الحث على الصدقة.
[3] موافقة الخبر الخبر [2/435].
[4] أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الحج: باب التلبيةوصفتها ووقتها.
[5] سنن أبي داود: كتاب الصلاة: باب التشهد.
[6] أخرجهالبخاري في صحيحه: كتاب بدء الوحي: باب كيف كان بدء الوحي.
[7] أخرجه مسلم فيصحيحه: كتاب الصلاة: باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه ثم يصلي على النبيصلى الله عليه وسلم.
[8] انظر القول البديع [ص/103].
[9] رواه الحاكم فيالمستدرك [4/515].
[10] سنن أبي داود: كتاب السنة: باب في لزومالسنة.