عن النبيِّ، صلَّى الله عليه وسلَّم، أنَّه قال لعليِّ بنِ أبي طالبٍ قبل أن يخرج الرسولُ لغزوة تبوك تاركًا عليًّا في المدينة [أنتَ منِّي بمنزلةِ هارونَ من موسى إلّا أنَّه لا نبيَّ بعدي].. والحديث صحيح رواه البخاريُّ ومسلم.. وليس المرادُ أنَّ عليًّا هو الأحقُّ بالخلافةِ بعد موتِ رسولِ الله من أبي بكر وعمر، وذلك لأنَّ هارونَ مات قبل موسى بإجماع المؤرِّخين، وإنَّمَا هي خلافة مؤقَّتة إلى أن يعود رسولُ الله من غزوة تبوك..
وعن النبيِّ، صلَّى الله عليه وسلَّم، قال [مَنْ كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، اللهمَّ والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصُر مَنْ نصَره واخذُل من خَذَلَهُ].. رواه أحمد وغيرُه، وصَحَّحَهُ الهيثميُّ في (مجمع الزوائد).. وعن النبيِّ، صلَّى الله عليهِ وسلَّم، قال [مَنْ ءاذى عليًّا فقد ءاذاني].. رواه الحاكمُ في (المستدرَك) وصَحَّحَهُ.. وصَحَّحَهُ الهيثميُّ في (مجمع الزوائد)..
وعن النبيِّ، صلَّى الله عليه وسلَّم، قال [عليٌّ منِّي وأنا من عليٍّ].. رواه التِّرْمِذِيُّ في (سننه) وقال [هذا حديث حسن صحيح غريب].. معناه: مَحَبَّةُ رسولِ الله لعليٍّ كاملة ومَحَبَّةُ عليٍّ لرسول الله كاملة أيضًا.. قال الحافظُ الهيثميُّ في (مجمَع الزوائد) بعدما ذكَر هذا الحديث [وإسنادُه حسن]..
فهذه جملة من بعض الأحاديث التي وردت في فضل عليٍّ، رضي الله عنه، طعن فيها ابنُ تَيْمِيَةَ.. فظهر بذلك أنَّ تجَرُّؤَه على هذا الأمر أدَّاه إليه بغضُه لعليٍّ.. يقول ابنُ تَيْمِيَةَ في كتابه [(مِنْهَاجُ السُّنَّةِ النبويَّة)/جـ2/ص203] ما نصُّه [إنَّ القتالَ مَعَ عليٍّ ليس بواجبٍ ولا مستحبٍّ] انتهى.. وقولُه هذا باطلٌ مخالفٌ لقولِ الله تعالى في سورة النساء (يا أيُّها الذين ءامنوا أطيعوا اللهَ وأطيعوا الرسولَ وأولي الأمر منكم[59])، ومخالف لقول الله تعالى في سورة الحُجُراتِ (وإنْ طائفتانِ من المؤمنينَ اقتتلوا فأصلحوا بينَهما، فإن بَغَتْ إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتَّى تفيءَ إلى أمرِ الله[9]).. ولقد وصف الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في كتابه[(لسانُ الميزان)/جـ6/ص319] ابنَ تَيْمِيَةَ بأنَّه أراد تنقيصَ عليٍّ رضي الله عنه.. وابنُ تَيْمِيَةَ ينطبق عليه قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم [ومن أبغض عليًّا فقد أبغَضَني].. وينطبق عليه حديثُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم [مَنْ سَبَّ عليًّا فقد سبَّني].. وكفاه بهذا خِزْيًا.. هذا الحديث [مَنْ سَبَّ عليًّا فقد سبَّني] رواه الإمام أحمد في (المسند)، وقال الحافظ الهيثميُّ في(مجمَع الزوائد) [رواه أحمد، ورجالُه رجالُ الصحيح غيرَ أبي عبدِ الله الجَدَلِيِّ وهو ثقة].. كذلك روى هذا الحديثَ الحاكمُ في كتابه(المستدرَك) وصَحَّحَهُ ووافقه الذهبيُّ..
وعن النبيِّ، صلَّى الله عليه وسلَّم، قال [مَنْ أحبَّ عليًّا فقد أحبَّني، ومن أحبَّني فقد أحبَّ الله، ومن أبغض عليًّا فقد أبْغَضَنِي، ومن أبْغَضَنِي فقد أبغض الله].. أخرجه الطبرانيُّ في (المعجَم الكبير) والحاكمُ في (المستدرَك) وصَحَّحَهُ..
وعن النبيِّ، صلَّى الله عليه وسلَّم، قال [أنا مدينةُ العلمِ وعليٌّ بابُها، فمن أراد المدينةَ فليأتِ الباب].. رواه الحاكمُ في (المستدرَك) وقال [هذا حديثٌ صحيح الإسناد].. وفي رواية عنده [فمن أراد مدينةَ العلم فليأتِها من بابها].. هذا الحديثُ اعتبره ابنُ الجَوْزِيِّ موضوعًا.. ورَدَّ على ابنِ الجَوْزِيِّ حُفَّاظٌ معتبَرون، منهم الحافظ العَلائِيُّ وتلميذُه الحافظُ العراقيُّ وتلميذ تلميذِه الحافظُ ابنُ حَجَرٍ العسقلانيُّ.. وخلاصةُ الأمر أنَّه حديث حسن رواه الحاكِم في [(المستدرَك)/كتاب معرفة الصحابة] وصَحَّحَهُ..
وعن عليِّ بنِ أبي طالبٍ، رضي الله عنه، قال [قلتُ: يا رسولَ اللهِ أوصِني.. قال: قل ربِّيَ اللهُ ثمَّ استقِم.. فقلتُ: الله ربِّي، وما توفيقي إلّا بالله، عليه تَوَكَّلْتُ وإليهِ أنيب.. فقال: لِيَهْنَكَ العلمُ أبا الحَسَنِ، لقد شَرِبْتَ العلمَ شُرْبًا، ونَهِلْتَهُ نَهْلًا] انتهى.. رواه أبو نُعَيْمٍ في (حِلْيَةِ الأولياء) من حديثِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه..
وعن النبيِّ، صلَّى الله عليه وسلَّم، قال [أقضى أمَّتي عليُّ بنُ أبي طالب].. أخرجه البَغَوِيُّ من طريق أنَسٍ مرفوعًا.. ذكر ذلك الحافظُ ابنُ حجَر في[(شرح البخاريِّ)/كتاب التفسير]..
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وعن ابنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما، قال [إذا حدَّثنا ثقةٌ عن عليٍّ بفُتيا لا نَعْدُوها].. رواه ابنُ سعد في [(الطبقات الكبرى)/جـ2/ص338].. ورَوَى عن عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ أنَّه قال [عليٌّ أقضانا].. وكان عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ يقول [نعوذ بالله من مُعْضِلَةٍ ليس لها أبو الحسن].. ثبَت هذا في [(تاريخ الخلفاء)/ص160] للسيوطيِّ.. وعن سعيدِ بنِ المسيَّب أنَّه قال [كان عُمَرُ يتعَوَّذ بالله من مُعْضِلَةٍ ليس لها أبو الحسن].. وأبو الحسن هو عليُّ بنُ أبي طالب.. ذكر ذلك ابنُ حَجَرٍ العسقلانيُّ في[(الإصابة في تمييز الصحابة)/جـ2/ص509] وابنُ سعدٍ في[(الطبقاتِ الكبرى)/جـ2/ص339].. وكان عمر، رضي الله عنه، يقول [أقْرَؤُنا أُبَيٌّ وأقضانا عليٌّ].. ثبَت هذا في (صحيح البخاريِّ) عن ابنِ عَبَّاسٍ عن عُمَرَ رضي الله عنه..
وعن النبيِّ، صلَّى الله عليه وسلَّم، قال [أرحمُ أمَّتِي بأمَّتِي أبو بكر، وأشدُّهم في دين الله عمَر، وأصدقُهم حياءً عثمان، وأقضاهم عليُّ بنُ أبي طالب، وأقرؤهم لكتابِ الله أبيُّ بنُ كَعب، وأعلمُهم بالحلالِ والحرام مُعَاذُ بنُ جَبَل، وأفرضُهم زيدُ بنُ ثابت.. ألَا وإنَّ لكلِّ أمَّةٍ أمينًا، وأمينُ هذه الأمَّةِ أبو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ].. رواه التِّرْمِذِيُّ في (سننه) من حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ وصَحَّحَهُ..
وعن النبيِّ، صلَّى الله عليه وسلَّم، قال [رَحِمَ اللهُ أبا بكرٍ، زوَّجني ابنتَه، وحَمَلَنِي إلى دارِ الهجرة، وأعتق بلالًا من ماله.. رَحِمَ اللهُ عُمَرَ، يقولُ الحَقَّ وإن كان مُرًّا، تركَه الحَقُّ وما له صديق.. رَحِمَ اللهُ عثمانَ، تستحْييهِ الملائكة.. رَحِمَ الله عليًّا، اللهمَّ أدِرِ الحَقَّ معه حيثُ دار].. رواه التِّرْمِذِيُّ في (سننه) من حديثِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ وقال [هذا حديثٌ غريبٌ لا نعرفُه إلّا من هذا الوجه].. ورواه السيوطيُّ في (الجامع الصغير) وصَحَّحَهُ..