دلف بن جحدر أبو بكر الشبلي صوفي اختلف في اسمه فقيل دلف بن جحدر ويقال اسمه جعفر بن يونس حكى ذلك كله أبو عبد الرحمن السلمي في طبقاته وقال كذا وجدت على قبره ببغداد مكتوباً يعني القول الأخير وقيل في اسمه غير هذا.
هو الشبلي شيخ الصوفية وإمام أهل علم الباطن وذو الأنباء البديعة والإشارات الغريبة وأحد المتصرفين في علوم الشريعة أصله خراساني من مدينة أشروسة من قرية يقال لها شبلية ومنشؤه ببغداد كان عالماً فقيهاً على مذهب مالك وكتب الحديث الكثير وصحب الجنيد ومن في عصره من المشايخ وصار أوحد الوقت حالاً وعلماً وأسند الحديث.
روى عن محمد بن مهدي البصري روى عنه أبو بكر الأبهري وأبو بكر الرازي وأبو سهل الصعلوكي والحسين بن أحمد الصفار وجماعة غيرهم وكان مشايخ العراق يقولون عجائب بغداد ثلاثة في التصوف إشارات الشبلي ونكت المرتعش وحكايات جعفر الخلدي وقد ألف في فضائله أبو عبد الرحمن السلمي وأبو القاسم القشيري وأبو بكر المطوعي.
قال أبو بكر الرازي لم أر في الصوفية أعلم من الشبلي.
وقال الجنيد لكل قوم تاج وتاج هؤلاء القوم الشبلي رضي الله عنه.
وكانت مجاهدته في بدايته فوق الحد ودخل الشبلي يوماً على علي بن عيسى الجراح الوزير وعنده بن مجاهد المقرئ فقال بن مجاهد للوزير سأسكته الساعة وكان من شأن الشبلي إذا لبس شيئاً خرق فيه موضعاً فلما جلس قال له بن مجاهد يا أبا بكر أين في العلم إفساد ما ينتفع به؟ فقال الشبلي أين في العلم فطفق مسحاً بالسوق والأعناق؟ فسكت بن مجاهد فقال له بن الجراح أردت أن تسكته فأسكتك؟ ثم قال الشبلي قد أجمع الناس أنك مقرئ الوقت أين في القرآن الحبيب لا يعذب حبيبه؟ فسكت بن مجاهد وقال قل يا أبا بكر فقال قوله تعالى (وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السموات والأرض وما بينهما وإليه المصير) المائدة 18، قال ابن مجاهد كأني ما سمعتها قط وكان الشبلي يقول إنما يحفظ هذا الجانب بي يعني من الديلم فمات يوم الجمعة وعبرت الديلم إلى الجانب الغربي يوم السبت وقال الشبلي كتبت الحديث عشرين سنة وجالست الفقهاء عشرين سنة وكان يتفقه بمالك.
قال وخلف أبي ستين ألف دينار سوى الضياع والعقار فأنفقتها كلها ثم قعدت مع الفقراء لا أرجع إلى مأوى ولا أستظهر بعلوم.
وقال التصوف ضبط حواسك ومراعاة أنفاسك وسئل عن الدنيا فقال قدر يغلي وحش يملي، ومات الشبلي رحمه الله تعالى في ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة يوم الجمعة لليلتين بقيتا من الشهر وسنه سبع وثمانون سنة ودفن في مقبرة الخيزران ببغداد وقبره بها معروف رحمة الله تعالى عليه.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
من الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب للقاضي إبراهيم بن علي بن محمد بن فرحون برهان الدين اليعمري المالكي المتوفى 799 هـ.