لم يُعرَفُ على وَجهِ التحديدِ من قَطَنَ تلك الديار قبل الفتح الإسلامي وإنما كانت هناك روايات وأخبار من قبيل الظنيات وردها المؤرخونَ في مؤلفاتهم فقال الأديب المؤرخ ابن النظّام والذي كان من أهل قرطبة: إِنَّ أول من سكن الأندلس على قديم الأيام فيما نقله الأخباريون من بعد عهد الطوفان قومٌ يعرفون “بالأندلش” أو “الأندليش” أو “الأندالش” وبهم سمي المكان، وهم الذين عمروها وتناسلوا فيها وتداولوا مُلكها دهرًا، وكانوا مفسدين في الأرض ثم أخذهم الله بذنوبهم.
فكان عدة ما عمرتها هذه الأمة البائدة مائة عام وبضع عشرة سنة فيما يزعمون. ثمَّ بعث الله لعمارتها الأفارقة وهم قومٌ أجلاهم ملك أفريقيا، فنزلوا الأندلس وتوالدوا فيها ونصبوا من أنفسهم ملوكًا عليهم وكانوا على ديانة من قبلهم في الجاهلية واستمر ملكهم مائة وسبعة وخمسين عامًا إِلى أن أهلكهم الله تعالى، ثُمَّ صَار مُلك الأندلس إِلى عجم روما وملكهم “إشبان بن طيطش” وبإسمه سميت الأندلس إِشبانيا وهو الذي بنى إِشبيلية. ثم دخل على هؤلاء الإشبانيين أمةٌ يُدعونَ “البشتولقات” وملكهم “طلوبش بن بيطة” واستولوا على مملكة الأندلس قبل أن تدخل عليهم أمة “القوط” الذين تغلبوا على “البشتولقات” وتفردوا بسلطانهم واتخذوا من طليطلة دار مملكتهم .
وعلى هذا مدار بحثنا لأن الثابت أَنَّ المسلمين دخلوا الأندلس على دولة هؤلاء “القوط” الذين بلغ عدد ملوكهم ستة وثلاثين ملكًا ءاخرهم “لُذَريق” وكانت مدة أيام ملكهم بالأندلس ثلاثمائة واثنتين وأربعين سنة.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website