Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
أركانُ الصَّلاَةِ سبعةَ عشرَ.
الشرح: أنَّ أركانَ الصلاةِ أو-بتعبِيرٍ ءاخر-فرائضَ الصلاةِ. أى أجزاءَ الصلاةِ التى لا تصحُ الصلاةُ إن تُرِكَ واحدٌ منها هى سبعةَ عَشرَ رُكْـنَاً أى إذا عُدَّت الطمأنينةُ فى كل محلٍ من مَحَالّـِهَا رُكناً مستقلاً.
الأول: النيةُ بالقلبِ للفعلِ وَيُعَيّـِنُ ذاتَ السبَبِ والوقتِ وينوِى الفرضيةَ فِى الفرضِ.
الشرح: أن النيةَ هى الركنُ الأول مِنْ أركان الصلاة، ومحلُّهَا القلبُ. فلا يكفِى التلفُّظُ بها باللسان قبلَ الدخولِ فِى الصلاة إن لم يستحضرْها الشخصُ بقلبهِ فِى ابتداءِ صلاتِهِ. ووقتُ النية هو تكبيرةُ الإحرام، أى لا بد أن يَستحضر فى قلبه النيةَ بينما هو يقولُ بلسانِهِ الله أكبر. ولا بد فى النيةِ منْ أن يَقْصِدَ بقلبه فعلَ الصلاة.
ثم إن كانت الصلاةُ فرضاً لا بدَّ أن ينوِىَ الفرضيةَ، وإنْ كان لَهَا وقتٌ مُعَيَّنٌ لا بد أن يُعَينَهَا.
فالظهر مثلاً لها وقت مُعَـيَّن فلا بد أن يستحضرَ فى قلبه عند النيةِ أنه يُؤَدّى صلاةَ الظهرِ بخصُوصِهَا، لأن لها وقتاً معيناً. وإن كان للصلاةِ سبب مُعَيَّنٌ لا بد أن يُعَينَهَا أيضاً، كصلاةِ الكسوف أى كسوف الشمس، فلا بد أن يعين فى النيةِ أنه يصلى صلاةَ الكسوفِ، لأن لها سبباً معيناً. فإذا أراد أن يصلِىَ فرضَ الصبح مثلاً فالنيةُ المجزِئَةُ عندئذٍ تكون أن يقولَ بقلبه أُصلِى فرضَ الصبح أو أُصَلّى الصبحَ المفروضةَ أو نحو ذلك، وإذا كان يريد أن يُصَلّـِىَ صلاةَ العيد التى لها سبب يقول أُصلِى صلاةَ العيد،
وإذا أراد أن يصلّىَ نَفْلاً مُطْلقَاً ليس مُخْتَصاً بسبب معين ولا بوقت معين يَكفِى أن يقولَ بقلبه أُصَلّـِى.
–الثانى: أن يَقُولَ بحيثُ يُسْمِعُ نفسَهُ كَكُلِّ رُكْنٍ قولِىٍّ: اللهُ أكبرُ.
الشرح: أن الركنَ الثانِىَ من أركان الصلاة هو تكبيرةُ الإحرام أى التكبيرة التى يُحْرِم بها بالصلاة أى بها يدخل فى الصلاة وهى أولى تكبيراتها. ولا بد فى هذه التكبيرة من أن يُسمِعَ نفسَهُ. وهذا -يعنى أن يُسْمِعَ نفسه- لا بد منه أيضاً فى كُلِّ ركن قولىّ.
—الثالث: القيامُ فى الفرضِ للقادر.
الشرح: أنَّ مِنْ أركانِ الصلاةِ أن يقومَ فيها إن كان قادراً على القيام، وذلك بأن يَعْتَمِدَ على قدميه ناصباً لِفَقَارِ ظهْرِهِ. فإن عَجَزَ عن القيام صلَّى قاعداً، فإن عَجَزَ عن الجلوس صلَّى مضطجعاً على جَنْبِهِ الأيمن أو الأيسر وصدرُهُ إلى القبلة، لكن الاضطجاع على جنبه الأيمن أفضل.
فإن عجز عن ذلك صلَّى مُستلقياً على ظهرِه مَادّاً قدَمَيهِ إلى القبلة، مع وضعِ شىءٍ تحتَ رأسِهِ ليكونَ وجهُهُ إلى القبلة (لا إلى السماء) إنْ قَدَر.
—الرابعُ: قراءَةُ الفاتِحَةِ بالبَسْمَلَةِ والتشدِيداتِ، ويشترطُ مُوالاتُهَا، وترتيبُهَا، وإخراجُ الحُرُوفِ مِنْ مَخَارِجِهَا.
الشرح: أنه لا بد أن يأتى المصلى بالتشديدات التى فى الفاتحة،: وأن يوالىَ بين ءاياتها يعنى أن يقرأ الآية بعد الأخرى من غير فاصل بينهما. ولا بد من ترتيبِ الآيات بحيثُ لا يُقَدّمُ ءايةً على التى قبلَها. ولا بد-أى لصحة الصلاة-من أن يُخْرِجَ الحروفَ من مخارِجِهَا صحيحةً، ويكفى فى ذلك أن يُخْرِجَ أصولَ الحروفِ صحيحةً ولو لَمْ يأتِ بكمالِ لفظِ الحرف. أما إن أَهْمَلَ ذلك فلا تَصِحُّ قراءَتُهُ للفاتحة، كالذين يَقْرَءُون الفاتحة فيلفظُون الطاء تاءً، أو الذال زاياً، فهؤلاء لا تصحُ قراءَتُهُم، وبالتالى لا تصحُ صلاتُهُم. مثلُهم الذين يأتون بالصاد بينَها وبين السين لا هى صاد خالصة ولا هى سين خالصة لا تصح صلاتُهُم.
وعَدَمُ اللحنِ المُخِلِّ بالمعنِى كضَمِّ تاءِ “أَنْعَمتَ”. ويَحْرُمُ اللحنُ الذِى لَمْ يُخِلَّ ولا يُبْطِلُ.
الشرح: أنه حرامٌ أن يَلْحَنَ الإنسانُ فى قراءةِ الفاتحة،
ولو كان بسببِ تقصِيرِهِ فى التعلُّم فإنّ هذا ليس عذراً. فإن لَحَنَ لَحْنَاً يُخِلُّ بالمعنى مثلَ ضَمِّ تاءِ أنعمتَ تبطل صلاته لأنه يغير المعنى فتبطُلُ صلاتُه ولو كان يَجْهَل أَنَّ الصوابَ هو غيرُ ما قَرَأَهُ، إن خَرَجَت منه الكلمةُ سَبْقَ لِسَان فيُعِيدُهَا على الصواب. أما اللحنُ الذى لا يخلُ بالمعنى مثل ما لو قال: “الحمد للهُ” بضم الهاء من لفظ الجلالة فإنه إذا كان يظن أنَّ هذا هو الصوابُ لا تَفْسُدُ صلاتُه. أما إذا كان يَعْرِف أن الصوابَ هو غيرُ ما يقول ونَطَقَ بالكلمةِ عمداً على الوجه الغَلَطِ فتفسُدُ صلاتُهُ لِتَلاعُبِهِ.
–الخامس: الركوعُ بأنْ يَنْحَنِىَ بِحَيْثُ تَنَالُ رَاحَتَاهُ رُكْبَتَيهِ.
لشرح: أن الركن الخامس من أركان الصلاة أن ينحنِىَ إلى حد أنه لو أرادَ أن يضع الراحتان على الركبتين يستطيع -أى من غير انخناس- ولا يُشتَرَط وضع الراحتين على الركبتين، لكنه سُّنَّةٌ. وكذلك ليس شرطاً أن يقول سبحان ربّـِىَ العظيم لكنه سُنَّةٌ.
–السادس: الطمأنيةُ فيه بِقَدْرِ سبحانَ اللهِ وهِىَ سُكُونُ كُلِّ عَظْمٍ مَكَانَهُ دَفْعَةً واحدةً.
الشرح: أن الركن السادسَ من أركانِ الصلاةِ الطمأنينةُ، أى أن تَسْكُنَ كل أعضائِهِ دَفعةً واحدة بقدرِ سبحان الله على الأقل.
—السابع: الاعتدالُ بأنْ يَنْتَصِبَ بعدَ الرُّكُوعِ قَائِمًا.
الشرح: أن معنى الاعتدال أن يَرْجِعَ الراكِعُ إلى ما كان عليه قبلَ الرُّكوع. ولا يُشتَرَطُ فى هذا الاعتدالِ أن يقولَ “سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَه ربَّنَا وَلَكَ الحمد”،لكنه سُنَّة ولا بد أن يَطْمَئِنَّ فِى الاعتدالِ بقدرِ سبحانَ اللهِ أيضاً، وهذا ثامِنُ الأركان
–الثامِنُ: الطمأنينةُ فيه.
–التاسِعُ: السجودُ مرتينِ بأنِ يَضَعَ جبهَتَهَ كُلَّهَا أَوْ بعضَهَا على مُصَلاَّهُ مكشوفَةً ومُتَثَاقِلاً بها ومُنَكّـِسًا
أَى يَجْعَلُ أَسَافِلَهُ أَعْلَى مِنْ أَعَالِيهِ، وَيَضَعَ شيئاً مِنْ رُكْبَتَيهِ وَمِنْ بُطُونِ أَصَابِعِ رِجْلَيهِ.
الشرح: أن الركن التاسع من أركانِ الصلاة السجود، وهو مرتانِ فى كُلِّ رَكعة. ولصحةِ السجود لا بد من أن تُبَاشِرَ الجبهَةُ المُصَلَّى -أى مكانَ السجود- من غير حائل بينَهُمَا، فلو كان الشَعَرُ يَحُولُ بين الجبهةِ وبين المُصَلَّى لَمْ يصحَّ السجودُ. ولا بد أن يكون الشخصُ متثاقلاً برأسِه عند السجود أى تاركاً ثِقَلَ رأسِهِ يَقَعُ على المُصَلَّى. ولا بد أن يكون مُنَكّـِسًا أى أن تكونَ أسافِلُهُ أَعْلَى مِنْ أعاليه وقال بعضُ الشافعيةِ يصحُ لو استوت الأسافلُ والأعَالِى. ولا بد أن يَضَعَ شيئاً من رُكبتيه وشيئاً من باطن كَفَّيهِ وشيئاً من باطِنِ أصابِعِ قدميه على مصلاه وقال بعضُ العلماءُ خارجَ المذهبِ: ليسَ شَرطاً فِى السجودِ التَنْكِيسُ، فلو كان رأسُهُ أَعْلَى مِنْ دُبُرِهِ صَحَّتِ الصَّلاَةُ عِنْدَهُم
الشرح: أن هذا مذهبُ الإمام أحمد رضى الله عنه. يعنى طالما لم يَخْرُج ذلك عن صفة السجود.
—العاشرُ: الطمأنينةُ فيه.
الشرح: أن الطمأنينة فى السجود ركن وقد مرَّ شرحها فيما قبل.
—الحادِى عَشَرَ: الجلوسُ بين السجدتينِ.
الشرح: أن من ترك الجلوسَ بين السجدتين عَمداً لم تصحَّ صلاتُهُ، ولا بد أن يَطْمَئِنَّ فى هذا الجلوسِ بقدْرِ سبحانَ الله،
—الثانِى عَشَرَ: الطمأنينةُ فيه.
—الثالثَ عَشَرَ: الجلوسُ للتشهُّدِ الأخيرِ وما بعدَهُ مِنَ الصلاةِ على النبىّ والسّلامِ.
الشرح: أن التشهدَ الأخير لا يُجْزِئُ إلا إذا قاله الشخص وهو جالس. إذاً مِنْ أركان الصلاة أن يجلِسَ لِيَتَشَهَّد التشهد الأخير. وكذلك أَمْرُ الصلاةِ على النبىّ بعد التشهُّد والسلامِ.
—الرابعَ عَشَرَ: التشهدُ الأخيرُ فيقولُ: التحياتُ المباركاتُ الصلواتُ الطيباتُ للهِ، السلامُ عليكَ أيُّها النبىُّ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ السلامُ علينا وعَلَى عبادِ اللهِ الصالحينَ. أشهدُ أَنْ لا إلَهَ إِلاَّ اللهُ، وأَشهدُ أَنَّ مُحَمَّداً رسولُ اللهِ،
أو أَقَلَّه وهُوَ: التحيّاتُ للهِ، سَلامٌ عليكَ أيُّهَا النبىُّ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ، سَلامٌ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصالحينَ، أشهدُ أنْ لا إلَهَ إلاَّ اللهُ وأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ.
الشرح: أن الركن الرابع عشر من أركان الصلاة قراءةُ التشهدِ الأخير فى الجلوس الأخير. وقد ثبت عن رسول الله عدةُ صِيَغٍ للتشهد ذُكر بعضها فى المتن، وكل واحدةٍ منها تُجْزِئُ فى الصلاة.
—الخامسَ عشرَ: الصلاةُ على النبىِّ وأَقَلُّهَا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد.
الشرح: أنّ الصلاةَ على النبىِّ بعد التشهدِ ركنٌ من أركانِ الصلاةِ فى مذهبِ الإمام الشافعىّ رضى الله عنه. والعبارةُ أى اللَّهمَّ صلّ على محمد هى مِثَالٌ عن الصلاةِ المُجْزِئَةِ. فلو قال صلَّى الله على محمّد أجزأ، أو قال صلَّى اللهُ على رسولِ الله، أو قال صلَّى اللهُ على النبىّ أجزأ ذلك أما إذا قال صلَّى الله على أحمد فلا يُجْزِئ
—السادِسَ عشرَ: السلام وأَقَلُّه: السلامُ عليكم.
ح: أنه لا بد أن ينتبهَ الإنسانُ إلى الإتيانِ بـ (أَل) فى السلام فلا يقول مثلاً سَلامُ عليكم
والفرضُ هو التسليمةُ الأولى، أما الثانيةُ فسُنَّة. ولا يُشتَرَطُ أن يقولَ: ورحمةُ الله لكن لو قَالَهَا يكونُ أحسن.
—السابِعَ عشرَ: الترتيبُ.
الشرح: أنه لا بد أن يأتِىَ بأركان الصلاة على الترتيبِ المذكورِ فى تَعْدَادِهَا. يقفُ قائماً إن قَدَرَ ويُكَبّر وهو قائِم وفى خلال التكبير ينوى ثم يقرأُ الفاتحة ثم يَركع ويطمئنُ فى الركوع ثم يعتدل مع الطمأنينة ثم يسجُدُ مرتين مع الطمأنينة ويَجْلِسُ بين السجدتينِ مع الطمأنينة كذلك ثم فى الركعةِ الأخيرة بعد السجدةِ الثانية يقعُدُ، ثم يقرأ فى ذلك الجلوسِ التشهدَ ثم يُصَلّـِى على النبىّ ثم يُسَلّـِمُ.
—فإن تَعَمَّد تَرْكَهُ كأنْ سَجَدَ قبلَ ركوعِهِ بَطَلَتْ.
الشرح: أنه إذا تعمد الشخصُ تركَ الترتيب كأن قَدَّمَ السلامَ على محلّـِهِ عمداً، أو قدَّمَ ركناً فعلياً على ركنٍ فعلىٍّ قبْلَهُ فسَجَدَ قبلَ أن يركَع مثلاً وهو عامد لذلك تفسُدُ صلاتُهُ لأنه مُتلاعب.
—وإن سَهَا فليَعُدْ إليهِ إلاَّ أنْ يكونَ فى مثلِهِ أو بعدَهَ فَتَتمُّ بهِ رَكْعَتُهُ وَلَغَا مَا سَهَا بهِ. فلو لَمْ يَذْكُرْ تَرْكَهُ للركوعِ إلا بعدَ أنْ رَكَعَ فى القيامِ الذِى بعدَه أو فى السجودِ الذِى بعدَه لَغَا ما فَعَلَهُ بينَ ذلِكَ.
الشرح: أن مَنْ سها فَتَرك الترتيب ماذا يَفعل؟ هذه المسئلة لها حالانِ. إنْ تَذَكَّر قبل أن يصلَ إلى ركن هو مثلُ الركن الذى ترَكَهُ يرجِعُ إلى الركن المتروك فيؤَدِيه. مثالُ ذلك إذا أنهى الفاتحة ثم نَسِىَ أن يركع فنزل فوراً إلى السجود، ثم فى السجدةِ الثانية تذكّر أنه لم يركع، هنا يقف فوراً ثم يركع ويَعْتَبِرُ أنه الآن يُكْمِلُ الرَكعة. يعنى يَعتَدِلُ بعدَ ذلك ثم يسجدُ سجدةً ثم يجلس ثم يسجد سجدةً ثانية ثم يقوم إلى الركعةِ التى بعدَها أو يجلِس للتشهد.
أما إذا لَمْ يَذْكُر أنه ترك الركوع حتى وصلَ إلى الركوع فى الركعة التالية
يعنى فى الركعةِ الأولى قرأَ الفاتحة ثم نَسِىَ أن يركع فسجَدَ ثم جلَسَ ثم سَجد ثم قام فقرأ الفاتحة ثم رَكَع ثم تذكَّر وهو راكع أنه تركَ الركوع فى الركعةِ السابقة فإنه يعتبر نفسَه أنه يُكْمِلُ الآن الركعةَ الأولى وأنَّ كلَّ ما فَعَلَه بعدَ الركنِ الذى نَسِيَهُ إلى عند هذا الركوع كأنه ما كان. والحكم هو نفسُهُ لو تَذَكَّرَ بعدَ الركوع من الركعةِ الثانية. مثال ذلك إذا نَسِىَ الركوع فى الركعة الأولى ثم تذكّر فى الركعةِ الرابعة وهو ساجد أنه نَسِىَ الركوع فى الأولى إنه يعتبرُ أن هذه هى الثالثة ثم يأتى بركعة بعدَها حتى تَتِمَّ صلاتُه.
هذا وأستغفر الله لي ولكم وسبحان الله وبحمد والحمد لله رب العالمين