مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على محمد وآله وسلم
قال الحافظ البيهقي رحمه الله : ” الحمد لله رب العالمين ، شكرا لنعمته ، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إقرارا بربوبيته ووحدانيته ، والصلاة على رسوله محمد وآله أما بعد : فإن الله تبارك وتعالى سهل علي تصنيف كتاب مختصر ، في بيان ما يجب على العاقل البالغ اعتقاده والاعتراف به في الأصول ، منوى بذكر أطراف أدلته من كتاب الله تعالى ، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومن إجماع السلف ودلائل المنقول ، ثم إني استخرت الله تعالى في إردافه بتصنيف كتاب يشتمل على بيان ما ينبغي أن يكون مذهبه بعدما صح اعتقاده في العبادات ، والمعاملات ، والمناكحات ، والحدود ، والسير ، والحكومات ، ليكون بتوفيق الله عز وجل لكتابه ، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم متبعا ، وبالصالحين من عباده مقتديا ، ولله جل ثناؤه فيما فرض عليه ، وندب إليه نصا أو دلالة مطيعا ، وعما زجر عنه منزجرا ، ويكون في حالتي التوقير والتقصير ممن يرجو رحمة ربه ، ويخشى عذابه ، وأي عبد عبده حق قدره ؟ أو قام فيما تعبده به بواجب أمره ، والله تعالى بجزيل إنعامه وإكرامه ، يعيننا على حسن عبادته ، وبفضله وسعة رحمته يتجاوز عنا ما قصرنا فيه من طاعته ، ويوفقني لإتمام ما نويته من بيان مذهب أهل السنة والجماعة في استعمال الشريعة على طريق الاختصار ، ويعينني والناظرين فيه للاستشعار به ، والاقتداء في جميع ذلك بأهل الرشد والهداية ، ولحسن عاقبتنا في أمور الدنيا والآخرة ، إنه قريب مجيب ، وبعباده رءوف رحيم “
باب استعمال العبد الصدق والنية والإخلاص فيما يقول ويعمل لله عز وجل على موافقة السنة قال الله تعالى : وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين
1 – أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ وأبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قالا : نا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني ، أنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب الفراء ، نا جعفر بن عون ، أنا يحيى بن سعيد ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن علقمة بن وقاص ، قال : سمعت عمر ، رضي الله عنه يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” إنما الأعمال بالنية وإنما لامرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه ” وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا : أخبرنا أبو عبد الله الشيباني ، نا إبراهيم بن عبد الله السعدي ، أنا يزيد بن هارون ، أنا يحيى بن سعيد ، بمثله
2 – سمعت أبا عبد الله الحافظ ، يقول : سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ يقول : سمعت محمد بن سليمان بن فارس ، يقول : سمعت محمد بن إسماعيل ، يقول : قال عبد الرحمن بن مهدي : ” من أراد أن يصنف كتابا فليبدأ بحديث الأعمالبالنيات ” وقد استعمله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله فبدأ الجامع الصحيح بحديث الأعمال بالنيات واستعملناه في هذا الكتاب فبدأنا بهوكان الشافعي رحمه الله يقول : ” يدخل في حديث الأعمال بالنيات ثلث العلم ” قلنا : وهذا لأن كسب العبد إنما يكون بقلبه ولسانه وبنانه ، والنية واحدة من ثلاثة أقسام اكتسابه ، ثم لقسم النية ترجيح على القسمين الآخرين ؛ فإن النية تكون عبادة بانفرادها ، والقول العاري عن النية والعمل الخالي عن العقيدة لا يكونان عبادة بأنفسهما ، ولذلك قيل : ” نية المؤمن خير من عمله ” ؛ لأن القول والعمل يدخلهما الفساد والرياء ، والنية لا يدخلها وبالله التوفيق
3 – أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا سعدان بن نصر ، نا أبو معاوية ، نا عاصم الأحول ، عن أبي العالية ، قال : كنا نحدث منذ خمسين سنة أن الأعمال تعرض على الله عز وجل ما كان منها له قال : ” هذا كان لي وأنا أجزي به وما كان لغيره قال : اطلبوا ثواب هذا ممن عملتموه له ”
4 – أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، نا بكير بن الحداد الصوفي ، بمكة ، نا أبو عمر محمد بن الفضل بن سلمة ، نا سعيد بن زنبور ، قال : سمعت فضيل بن عياض ، يقول : إن ” الله تعالى ما يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا ولا يقبله إذا كان خالصا إلا على السنة ”
5 – أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن موسى السلمي قال : سمعت محمد بن الحسن البغدادي ، يقول : سمعت جعفرا ، يقول : سمعت الجريري ، يقول : سمعت سهلا ، يعني ابن عبد الله التستري ، يقول : ” نظر الأكياس في تفسير الإخلاص فلم يجدوا غير هذا أن تكون حركاته وسكونه في سره وعلانيته لله وحده لا شريك له لا يمازجه شيء لا نفس ولا هوى ولا دنيا ”
6 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني جعفر بن محمد بن نصير ، حدثني الجنيد بن محمد ، قال : سمعت السري بن المغلس ، وقد ذكر الناس فقال : ” لا تعمل لهم شيئا ولا تترك لهم شيئا ولا تعط لهم شيئا ، ولا تكشف لهم شيئا” قال الجنيد : يريد بهذا القول كون أعمالك لله وحده
باب تحسين العبد عبادة معبوده حتى كأنه يراه ويشاهده فإنه سبحانه جل ثناؤه يراه ويعلم سره وعلانيته قال الله تعالى : ألم يعلم بأن الله يرى وقال : يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون .
7 – أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل بمدينة السلام ، أنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار ، نا محمد بن عبيد الله بن المنادي ، نا يونس بن محمد ، نا معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن يحيى بن يعمر ، قال : قلت : لابن عمر : يا أبا عبد الرحمن ، إن قوما يزعمون ليس قدر . قال : هل عندنا منهم أحد ؟ قال : قلت : لا . قال : فأبلغهم عني إذا لقيتهم أن ابن عمر بريء إلى الله منكم وأنتم برآء إلى الله منه ، سمعت عمر بن الخطاب قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس إذ جاءه رجل ليس عليه عناء سفر وليس من البلد يتخطى حتى ورك بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يجلس أحدنا في الصلاة ثم وضع يده على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ما الإسلام ؟ فقال : ” الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن تقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتحج وتعتمر وتغتسل منالجنابة ، وتتم الوضوء وتصوم رمضان ” قال : فإن فعلت هذا فأنا مسلم ؟ قال : ” نعم ” قال : صدقت . قال : يا محمد ، ما الإيمان ؟ قال : ” الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وتؤمن بالجنة والنار والميزان وتؤمن بالبعث بعد الموت وتؤمن بالقدر خيره وشره ” قال : فإذا فعلت فأنا مؤمن . قال : ” نعم ” قال : صدقت . قال : يا محمد ، ما الإحسان ؟ قال : ” أن تعمل لله كأنك تراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك ” قال : فإذا فعلت هذا فأنا محسن ؟ قال : ” نعم ” قال : صدقت . قال : فمتى الساعة ؟ قال : ” سبحان الله ما المسئول بأعلم بها من السائل ” قال : ” إن شئت أنبأتك بأشراطها . قال : أجل . قال : ” إذا رأيت العالة الحفاة العراة يتطاولون في البناء وكانوا ملوكا ” قال : ما العالة الحفاة العراة ؟ قال : ” العرب ” قال : ” وإذا رأيت الأمة تلد ربها وربتها فذلك من أشراط الساعة ” قال : صدقت . ثم نهض فولى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” علي بالرجل ” قال : فطلبناه فلم نقدر عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” هل تدرون من هذا ؟ هذا جبريل عليه السلام أتاكم يعلمكم دينكم فخذوا عنه فوالذي نفسي بيده ما شبه علي منذ أتاني قبل مدتي هذه وما عرفته حتى ولى “8 – أخبرنا محمد بن عبد الله ، أحمد بن محمد الحاتمي الطوسي يقول : سمعت إبراهيم بن حسان ، يقول : سمعت الجنيد بن محمد ، يقول : وسئل عن أول مقام التوحيد فقال : قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” كأنك تراه ” إلخ
9 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو عبد الرحمن السلمي ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنا العباس بن الوليد بن مزيد ، أخبرني أبي قال : سمعت الضحاك بن عبد الرحمن ، يقول : سمعت بلال بن سعد ، يقول : ” عباد الرحمن إنكم تعملون في أيام قصار لأيام طوال وفي دار زواللدار مقام وفي دار نصب لدار نعيم وخلد فمن لم يعمل على يقين فلا يتعنى ”
10 – حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف بن أحمد الأصبهاني ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ، نا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن يحيى بن جعدة ، قال : قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الصيف عام الأول والعهد قريب : ” سلوا الله عز وجل اليقين والعافية ” وروينا عن أوسط البجلي ، سمع أبا بكر ، سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : معناه وزاد : ” فإنه ما أعطي العبد بعد اليقين خيرا من العافية ”
11 – أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنا الحسين بن صفوان ، نا عبد الله بن أبي الدنيا ، حدثني محمد بن عثمان العجلي ، نا أبو أسامة ، عن جرير بن حازم ، ثنا الحسن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن الناس لم يؤتوا في الدنيا خيرا من اليقين والعافية فاسألوهما الله ” قال الحسن : ” صدق الله ورسوله ، باليقين طلبت الجنة وباليقين هرب من النار وباليقين أديت الفرائض وباليقين صبر على الحق وفي معافاة الله خير كثير ، قد والله رأيناهم يتقربون في العافية فإذا نزل البلاء تفارقوا ”
12 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، قال : سمعت أبا عثمان الحناط يقول : سمعت ذا النون ، يقول : ثلاثة من أعلام اليقين : ” النظر إلى الله في كل شيء ، والرجوع إليه في كل شيء ، والاستعانة به في كل حال “باب استعانة العبد بمعبوده على حسن عبادته علما منه بأنه لا يمكن ذلك إلا بمعونته قال الله عز وجل : فيما علمنا إياك نعبد وإياك نستعين يعني قولوا : إياك نعبد وإياك نستعين ، وعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أخبار كثيرة أن نقول : ” لا حول ولا قوة ألا بالله ” يعني : لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله .
13 – حدثنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن الطوسي ، نا عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة ، نا عبد الله بن يزيد المقرئ ، نا حيوة بن شريح ، قال : سمعت عقبة بن مسلم التجيبي ، يقول : حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي ، عن الصنابحي ، عن معاذ بن جبل ، أنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي يوما ثم قال : ” يا معاذ ، والله إني لأحبك ” فقال معاذ : بأبي وأمي يا رسول الله ، وأنا أحبك . فقال : ” أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول : ” اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ” قال : وأوصى بذلك معاذ الصنابحي وأوصى الصنابحي أبا عبد الرحمن الحبلي وأوصى أبو عبد الرحمن عقبة بن مسلم
جماع أبواب الطهارة
باب لا صلاة إلا بطهور قال الله عز وجل : إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم إلى قوله وإن كنتم جنبا فاطهروا
14 – أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا الحسن بن علي بن عفان العامري ، نا حسين بن علي الجعفي ، عن زائدة ، عن سماك بن حرب ، عن مصعب بن سعد ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” لا يقبل الله صدقة من غلول ولا صلاة بغير طهور ”
باب ما يوجب الوضوء قال الله عز وجل : إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا قال الشافعي رحمه الله : سمعت من أرضى علمه بالقرآن يزعم أنها نزلت في القائمين من النوم . وهذا التفسير قد رواه مالك بن أنس عن زيد بن أسلم وقال في سياق الآية( أو جاء أحد منكم من الغائط أو لمستم النساء ) , وقرئ لامستم .
15 – أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمش الفقيه ، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن الحسين القطان ، نا أحمد بن يوسف السلمي ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن همام بن منبه ، قال : هذا ما حدثناه أبو هريرة ، قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إذا استيقظ أحدكم فلا يضع يده في الوضوء حتى يغسلها إنه لا يدري أحدكم أين باتت يده ” ورواه عبد الرحمن بن يعقوب ، عن أبي هريرة وقال : إذا قام أحدكم من النوم إلى الوضوء ” ورواه أبو سلمة بن عبد الرحمن وجماعة عن أبي هريرة ، وقالوا فيه : ثلاثا . في كل ذلك مع الآية دلالة على أن ” من قام من نومه إلى الصلاة توضأ “16 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو القاسم زيد بن أبي هاشم العلوي وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالوا : أنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ، نا إبراهيم بن عبد الله العبسي ، أنا وكيع ، عن الأعمش ، عن منذر أبي يعلى ، عن ابن الحنفية ، عن علي ، قال : كنت رجلا مذاء فكنت أستحيي أن أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكان ابنته ، فأمرت المقداد فسأله فقال : ” يغسل ذكرهويتوضأ ” قلت : وفي معنى هذا كل ما يخرج من السبيلين فإنه حدث يوجب الطهارة ”
17 – أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنا إسماعيل بن محمد الصفار ، أنا سعدان بن نصر ، نا أبو معاوية ، نا الأعمش . وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ الفقيه ، نا محمد بن نصر ، نا يحيى ، أنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن همام ، قال : ” بال جرير ثم توضأ ومسح على خفيه ، فقيل له : تفعل هذا وقد بلت ؟ قال : نعم ، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بال وتوضأ فمسح على خفيه ” قال : إبراهيم : وكان يعجبهم هذا الحديث لأن إسلام جرير كان بعد نزول المائدة “18 – وأخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن علي الروذباري ، أنا أبو بكر محمد بن بكر ، أنا أبو داود ، نا عثمان بن أبي شيبة ، نا جرير بن عبد الحميد ، عن عاصم الأحول ، عن عيسى بن حطان ، عن مسلم بن سلام ، عن علي بن طلق ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إذا فسا أحدكم في الصلاة فلينصرف فليتوضأ ، وليعد صلاته ”
19 – وروينا عن مسور بن مخرمة ، ” فيمن سبقه الحدث في الصلاة يستأنف ” وقوله في ذلك أشبه بالحديث فهو أولى
20 – وحديث ابن جريج عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في ” البناء على الصلاة بعد الوضوء منقطع ولا يثبت وصله ” أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنا الربيع بن سليمان ، أنا الشافعي ، أنا مالك
21 – وأخبرنا أبو زكريا ، أنا أبو الحسن الطرائفي ، نا عثمان بن سعيد الدارمي ، نا يحيى بن بكير ، نا مالك ، عن ابن شهاب ، عن سالم ، عن أبيه قال : ” قبلة الرجل امرأته وجسها بيده من الملامسة فمن قبل امرأته وجسها بيده فعليه الوضوء” وروينا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعبد الله بن مسعود معنى قول عبد الله بن عمر
22 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري ، نا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي ، نا الحكم بن موسى ، نا شعيب بن إسحاق ، أخبرني هشام بن عروة ، عن أبيه ، أن مروان ، حدثه ، عن بسرة بنت صفوان ، وكانت قد صحبت النبي صلى الله عليه وسلم ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إذا مس أحدكم ذكره فلا يصلين حتى يتوضأ” قال : فأنكر ذلك عروة فسأل بسرة فصدقته بما قال ورواه ربيعة بن عثمان عن هشام ، وقال : في الحديث : قال عروة : فسألت بسرة فصدقته بما قال : وروينا في ذلك عن عمر بن الخطاب ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عباس ، وعائشة ، وأبي هريرة ، رضي الله عنهم . قال الشافعي رضي الله عنه : والذي أوجب الوضوء فيه لا يوجبه ، إلا بالاتباع لأن الرأي لا يوجبه
23 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو الوليد الفقيه ، أنا الحسن بن سفيان ، نا أبو كامل ، نا أبو عوانة ، عن عثمان بن عبد الله بن موهب ، عن جعفر بن أبي ثور ، عن جابر بن سمرة ، أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أتوضأ من لحوم الغنم ؟ قال : إن ” شئت فتوضأ وإن شئت فلا توضأ ” قال : أتوضأ من لحوم الإبل ؟ قال : ” نعم ، فتوضأ من لحوم الإبل ” قال : أصلي في مرابض الغنم ؟ قال : ” نعم ” قال : أصلي في مبارك الإبل ؟ قال : ” لا “تابعه سماك بن حرب عن جعفر ويشبه أن يكون نهيه عن الصلاة في مبارك الإبل لما يخشى من بعرتها وأمره بالوضوء من لحومها لدسومتها وشدة رائحتها والاحتياط من أكلها أن يتوضأ فأما سائر ما مسته النار
24 – فقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، نا السري بن خزيمة ، نا عبد الله يعني ابن مسلمة ، عن مالك ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن عبد الله بن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أكل كتف شاة ، ثم صلى ولم يتوضأ ”
25 – وروينا في حديث جابر بن عبد الله أنه قال : ” كان ” آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مست النار ” أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ وأبو نصر أحمد بن علي القاضي قالا : نا أبو العباس هو الأصم ، نا محمد بن عوف ، نا علي بن عياش ، نا شعيب بن أبي حمزة ، عن محمد بنالمنكدر عن جابر فذكره أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس ، هو الأصم ، نا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، نا محمد بن إسحاق ، حدثني صدقة بن يسار ، عن ابن جابر ، عن جابر بن عبد الله ، قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع ” فأصاب رجل من المسلمين امرأة رجل من المشركين ، فذكر الحديث في مجيء الرجل حتى يهريق في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم دما وأن النبي صلى الله عليه وسلم نزل منزلا فقال : من يكلؤنا ليلتنا فانتدب رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار وأن المهاجري قال للأنصاري اكفني أول الليل فنام المهاجري وقام الأنصاري يصلي وأتى زوج المرأة فرماه بسهم فوضعه فيه فنزعه وثبت قائما يصلي ثم رماه بآخر ثم عاد له الثالثة ثم ركع فسجد ثم أهب صاحبه فلما رأى المهاجري ما بالأنصاري من الدماء قال : سبحان الله ، أفلا أهببتني أول ما رماك ؟ قال : كنت في سورة فلم أحب أن أقطعها وايم الله لولا أن أضيع ثغرا أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظه لقطعت نفسي قبل أن أقطعها ”
26 – أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ، ببغداد ، أنا إسماعيل بن محمد الصفار ، نا الحسن بن علي بن عفان ، نا عبد الله بن نمير ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أنه كان ” إذا احتجم غسل محاجمه ”
27 – وروينا عن بكر بن عبد الله المزني ، أنه قال : رأيت ابن عمر ” عصر بثرة في وجهه فخرج شيء من دم فحكه بين أصبعيه ، ثم صلى ولم يتوضأ” وروينا معناه عن ابن مسعود
28 – وروى الشافعي ، رحمه الله في القديم عن رجل ، عن ليث ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، قال : اغسل أثر المحاجم عنك وحسبك ” ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما روي عنه من الوضوء في كل دم سائل والاحتياط لمن خرج منه ذلك أن يتوضأ
29 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن ماتي السبيعي ، نا إبراهيم بن عبد الله العبسي ، نا وكيع ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، قال : سئل جابر ” عن الرجل ، يضحك في الصلاة قال : يعيد الصلاة ولا يعيد الوضوء ” ورواه يزيد بن سنان عن الأعمش ، فرفعه وروي عن أبي موسى الأشعري ثم عن الفقهاء السبعة ، من أهل المدينة وهم سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وسليمانبن يسار وخارجة بن زيد بن ثابت والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ومنهم من بدل أبا بكر بسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب . هؤلاء الفقهاء السبعة وعليهم إجماع الأمة وعطاء من أهل مكة والشعبي من أهل الكوفة مثل قول جابر وحديث القهقهة لم يثبت إسناده ومداره على أبي العالية الرياحي وأبو العالية إنما رواه مرسلا وإرسال أبي العالية ضعيف والله أعلم
30 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، في آخرين قالوا : نا أبو العباس هو الأصم أنا الربيع بن سليمان ، أنا الشافعي ، أنا سفيان ، وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه ، أنا بشر بن موسى ، نا الحميدي ، نا سفيان ، نا الزهري ، أخبرني سعيد بن المسيب ، وعباد بن تميم ، عن عمه عبد الله بن زيد ، قال : شكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يخيل إليه الشيء في الصلاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” لا ينتقل حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا “باب الاستبراء من البول
31 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا أحمد بن عبد الجبار ، نا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال : ” إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة ، وأما الآخر فكان لا يستنزه من البول ” قال : ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين ثم جعل في كل قبر واحدة قالوا : يا رسول الله ، لم فعلت هذا ؟ فقال : ” لعلهما أن يخفف عنهما ما لم ييبسا ” قوله صلى الله عليه وسلم : ” لا يستنزه من البول ” يعني : لا يستبرئ منه وفي رواية وكيع عن الأعمش : ” لا يستتر يعني لا يتوقى ” وكذلك في رواية أخرى عن أبي معاوية
باب الاستنجاء قال الله عز وجل : وثيابك فطهر والرجز فاهجر . فوجب بظاهر الآية هجران الأوثان والأنجاس وتطهير البدن والثياب ومكان الصلاة منها والله أعلم . وقال فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين .
32 – أخبرنا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنا الربيع بن سليمان ، أنا الشافعي ، أنا ابن عيينة عن محمد بن عجلان عن القعقاع بن الحكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إنما أنا مثل الوالد فإذا ذهب أحدكم إلى الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها لغائط ولا بول وليستنج بثلاثة أحجار ونهى عن الروث والرمة ”
33 – وروي في حديث ابن مسعود وأبي هريرة وجابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ” نهى عن الاستنجاء بالعظم والروثة ”
34 – وفي حديث ابن مسعود من الزيادة : سألت الجن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر ليلة لقيهم في بعض شعاب مكة الزاد فقال رسول الله : ” كل عظم يقع في أيديكم قد ذكر اسم الله عليه أوفر ما كان لحما والبعر علف لدوابكم ” فقالوا : إن بني آدم يخبثون علينا . فعند ذلك قال : ” لا تستنجوا بروث دابة ، ولا بعظم فإنه زاد إخوانكم من الجن ” أخبرناه أبو سهل محمد بن نصرويه المروزي ، أنا أبو بكر بن جناب ، نا يحيى بن أبي طالب ، أنا عبد الوهاب ، أنا داود بن أبي هند ، عن الشعبي ، عن علقمة ، عن ابن مسعود ، أنه قال فذكره
35 – أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا محمد بن خالد بن خلي ، نا أحمد بن خالد الوهبي ، نا محمد بن إسحاق ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، فيه رجال يحبون أن يتطهروا قال : لما نزلت هذه الآية بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عويم بن ساعدة فقال : ” ما هذا الطهور الذي أثنى الله عليكم به ؟ ” فقال : يا نبي الله ما خرج منا رجل ولا امرأة من الغائط إلا غسل دبره أو قال مقعده . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” هي هذا ” وروينا في حديث أبي هريرة قال : ” نزلت هذه الآية في أهل قباء كانوا يستنجون بالماء فنزلت فيهم هذه الآية ” وأما الذي رويناه في حديث أبي هريرة من النهي عن الاستقبال ، أو الاستدبار للبول والغائط ، فإن ذلك في الصحراء “36 – لما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا بكار بن قتيبة القاضي ، نا صفوان بن عيسى ، عن الحسن بن ذكوان ، عن مروان الأصفر ، قال : رأيت ابن عمر أناخ راحلته مستقبل القبلة ثم جلس يبول إليها فقلت : يا أبا عبد الرحمن ، أليس قد نهي عن هذا ؟ قال : بلى ، إنما ” نهي عن ذلك في الفضاء فإذا كان بينك وبين القبلة شيء يسترك فلا بأس . ويشبه أن يكون ابن عمر إنما قال ذلك لرؤيته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك في البناء ”
37 – وذلك فيما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله بن محمد بن يعقوب ، نا إبراهيم بن عبد الله ، أنا يزيد بن هارون ، أنا يحيى ، أن محمد بن يحيى بن حبان ، أخبره أن عمه واسع بن حبان أخبره قال : قال عبد الله بن عمر : ” لقد رقيت ذات يوم على ظهر بيتنا فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا على لبنتين لحاجته مستقبل الشام مستدبر القبلة ”
38 – وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، نا يوسف بن يعقوب ، نا أبو الربيع ، نا إسماعيل بن جعفر ،عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” اتقوا اللاعنين ” قالوا : وما اللاعنان يا رسول الله ؟ قال : الذي يتخلى في طريق المسلمين وفي ظلهم ”
39 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا العباس بن محمد ، نا يزيد بن هارون ، أخبرني محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن المغيرة بن شعبة ، قال : ” كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وكان إذا ذهب أبعد في المذهب ”
40 – أخبرنا أبو علي الروذباري ، أنا أبو بكر بن داسة ، نا أبو داود ، نا موسى بن إسماعيل ، نا حماد ، نا أبو التياح ، حدثني شيخ ، قال : لما قدم عبد الله بن عباس البصرة وكان يحدث عن أبي موسى ، فكتب عبد الله إلى أبي موسى يسأله عن أشياء ، فكتب إليه أبو موسى إني كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فأراد أن يبول فأتى دمثا في أصل جدار فبال ثم قال : ” إذا أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله ”
41 – ورويناه عن أبي سعيد ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” من أتى الغائط فليستتر ، فإن لم يجد إلا أن يجمع كثيبا من رمل فليستدبره ، فإن الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج” أخبرناه الحسين بن محمد الروذباري ، أنا محمد بن بكر ، نا أبو داود ، نا إبراهيم بن موسى الرازي ، أنا عيسى ، عن ثور ، عن الحصين ، عن أبي سعيد ، فذكره
42 – أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ، نا أحمد بن يوسف السلمي ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن همام بن منبه ، قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” لا يبال بالماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل منه ”
43 – وروينا عن أبي الزبير ، عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ” نهى أن يبال في الماء الراكد ”
44 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري ، نا إبراهيم بن أبي طالب ، نا إسحاق بن إبراهيم ، نا معاذ بن هشام ، حدثنا أبي ، عن قتادة ، عن عبد الله بن سرجس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” لا يبولن أحدكم في الجحر ” قيل لقتادة : وما يكره من البول في الجحر ؟ فقال : إنها مساكن الجن45 – أخبرنا أبو علي الروذباري ، أنا أبو بكر بن داسة ، نا أبو داود ، نا أحمد بن حنبل ، نا عبد الرزاق ، نا معمر ، أخبرني أشعث ، عن الحسن ، عن عبد الله بن مغفل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” لا يبولن أحدكم في مستحمه ، ثم يتوضأ فيه فإن عامة الوسواس منه ”
46 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو بكر محمد بن عبد الله الحفيد ، نا الحسن بن الفضل البجلي ، نا مسلم بن إبراهيم الوراق ، نا عكرمة بن عمار ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن عياض بن هلال ، أنا أبو سعيد ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” لا يخرج الرجلان يضربان الغائط كاشفين عن عورتهما يتحدثان فإن الله تعالى يمقت على ذلك ”
47 – وروينا عن أنس بن مالك ، قال : ” كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء وضع خاتمه ”
48 – وعنه وقيل عن ابن عمر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ” إذا أراد حاجة لا يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض “49 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، نا إبراهيم بن الحسين ، نا آدم بن أبي إياس ، نا شعبة ، عن عبد العزيز بن صهيب ، سمعت أنس بن مالك ، يقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال : ” اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ”
50 – أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو ، نا سعيد بن مسعود ، نا عبيد الله بن موسى ، أنا إسرائيل ، عن يوسف بن أبي بردة ، عن أبيه ، قال : دخلت على عائشة رضي الله عنها فسمعتها تقول : ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الغائط قال : ” غفرانك “باب السواك وما في معناه مما يكون نظافة
51 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، في آخرين قالوا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنا الربيع بن سليمان ، أنا الشافعي ، أنا سفيان ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بتأخير العشاء والسواك عند كل صلاة ”
52 – ورواه سعيد بن أبي هلال ، عن عبد الرحمن الأعرج ، وقال : ” لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع الوضوء ” أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد ، أنا ابن ملحان ، نا يحيى بن بكير ، نا الليث ، عن خالد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن الأعرج ، فذكره
53 – زاد قال أبو هريرة : ” قد كنت أستاك قبل أن أنام وبعدما أستيقظ وقبل أن آكل وبعدما آكل حين سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما قال ”
54 – أخبرنا أبو محمد بن يوسف ، نا أبو العباس الأصم ، أنا الربيع ، أنا الشافعي ، أنا ابن عيينة ، عن محمد بن إسحاق ، عن ابن أبي عتيق ، عن عائشة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ” تابعه عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ،عن أبيه ، عن عائشة ، ومحمد هو أبو عتيق
55 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بالويه وأبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي قالوا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا هارون بن سليمان ، نا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن منصور ، والأعمش ، وحصين ، عن أبي وائل ، عن حذيفة ، قال : ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك ”
56 – ورويناه عن محمد بن إسحاق ، قال : ذكر الزهري عن عروة ، عن عائشة ، مرفوعا : ” فضل الصلاة التي يستاك لها على الصلاة التي لا يستاك لها سبعون ضعفا ” ورواه معاوية بن يحيى الصدفي ، عن الزهري ، وليس بالقوي
57 – أنا أبو علي الروذباري ، أنا أبو بكر محمد بن بكر ، نا أبو داود ، نا يحيى بن معين ، نا وكيع ، عن زكريا بن أبي زائدة ، عن مصعببن شيبة ، عن طلق بن حبيب ، عن ابن الزبير ، عن عائشة ، قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” عشر من الفطرة قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك والاستنشاق بالماء وقص الأظفار وغسل البراجم ونتف الإبط وحلق العانة وانتقاص الماء ، يعني الاستنجاء ” قال زكريا : قال مصعب : ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة قلت : وقد روي ذكر المضمضة ، من غير شك في حديث عمار بن ياسر إلا أنه قال : ” بدل إعفاء اللحية : الختان ” وقد ذكر الختان في الحديث الصحيح عن أبي هريرة . أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أنا ابن وهب
58 – وحدثنا بحر بن نصر ، قال قرئ على ابن وهب : أخبرنا يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” الفطرة خمس : الاختتان والاستحداد وقص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط ” قلت وجميع ذلك محفوظ وأدى كل واحد من الصحابة ما حفظ ويحتمل أن يكون صاحب الشريعة صلى الله عليه وسلم أفرد بعضا بالذكر على وجه التأكيد أو ذكر بعضها ثم ألحق به غيره ، وبالله التوفيق
59 – أنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر بن أبي إسحاق قالا : نا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ، نا عثمان بن سعيد ، نا القعنبي ، فيما قرئ على مالك عن أبي بكر بن نافع ، عن أبيه ، عن عبد الله بنعمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أمر بإحفاء الشوارب وإعفاء اللحية ”
60 – أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو النضر الفقيه ، نا محمد بن نصر الإمام ، نا يحيى بن يحيى ، أنا جعفر بن سليمان ، عن أبي عمران الجوني ، عن أنس بن مالك ، قال أنس : ” وقت لنا في قص الشوارب ، وتقليم الأظفار ، وحلق العانة ونتف الإبط ، ألا نترك أكثر من أربعين ليلة ”
61 – أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يونس بن حبيب ، نا أبو داود ، نا المسعودي ، أخبرني أبو عون الثقفي ، عن المغيرة بن شعبة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” رأى رجلا طويل الشارب فدعا بسواك وشفرة فوضع السواك تحت الشارب فقص عليه ”
باب كيفية الوضوء قال الله عز وجل : يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين .
62 – أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، نا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار ،نا أحمد بن منصور الرمادي ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن ثابت ، وقتادة ، عن أنس ، قال : نظر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وضوءا فلم يجدوه قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ههنا ” فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم وضع يده في الإناء الذي فيه الماء ثم قال : ” توضئوا بسم الله ” قال : فرأيت الماء يفور بين أصابعه والقوم يتوضئون حتى توضئوا عن آخرهم . قال ثابت فقلت لأنس : تراهم كم كانوا ؟ قال : كانوا نحوا من سبعين رجلا ” وهذا الحديث أصح ما روي في التسمية . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم من أوجه غير قوية ” لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ” وقد حمله ربيعة بن أبي عبد الرحمن على النية ، وقد مضى في النية حديث عمر رضي الله عنه63 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالوا ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أنا ابن وهب ، وحدثنا بحر بن نصر ، قال قرئ على ابن وهب أخبرك يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، عن عطاء بن يزيد الليثي ، أخبره أن حمران مولى عثمان أخبره أن عثمان دعا بوضوء فتوضأ فغسل كفيه ثلاث مرات ثم مضمض واستنثر ثلاث مرات ثم غسل وجهه ثلاث مرات ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات ، ثم غسل يده اليسرى مثل ذلك ثم مسح برأسه ، ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات ثم غسل اليسرى مثل ذلك ثم قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما توضأ نحو وضوئي هذا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام يركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه ”
64 – وأخبرنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي ، بالكوفة ، أنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ، نا أحمد بن حازم ، نا أبو غسان مالك بن إسماعيل ، نا إسرائيل ، عن عامر بن شقيق يعني ابن جمرة ، عن شقيق بن سلمة ، قال : رأيت عثمان بن عفان ” يتوضأ فغسل كفيه ثلاثا ومضمض واستنشق ثلاثا وغسل وجهه ثلاثا وغسل ذراعيه ثلاثا ومسح برأسه ثلاثا وأذنيه ظاهرهما وباطنهما وخلل لحيته وغسل قدميه ثلاثا وخلل أصابع قدميه وقال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل كما رأيتموني فعلت ”
65 – – أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن الحسين المقرئ الإسفرائيني بها ، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، نا يوسف بن يعقوب القاضي ، ناسليمان بن حرب ، نا وهيب بن خالد ، نا عمرو بن يحيى ، عن أبيه ، قال : شهدت عمرو بن أبي حسن سأل عبد الله بن زيد عن وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فدعا بتور من ماء فتوضأ لهم فأكفأ على يديه ثلاث مرات من التور فغسل يديه ثم أدخل يده في الإناء فمضمض واستنشق واستنثر ثلاث مرات من ثلاث غرف من ماء ثم أدخل يده في الإناء فغسل وجهه ثلاثا ثم أدخل يده في الإناء فغسل ذراعيه إلى المرفقين مرتين مرتين ، ثم أدخل يده في الإناء فمسح برأسه وأقبل بيده وأدبر ثم أدخل يده في الإناء فغسل رجليه إلى الكعبين ”
66 – ورواه مالك بن أنس عن عمرو بن يحيى المازني ، وقال فيه : ” فأقبل بهما وأدبر ، بدأ بمقدم رأسه ثم ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه ”
67 – ورواه حبان بن واسع ، عن أبيه ، عن عبد الله بن زيد ، وقال فيه : ثم ” مسح برأسه بماء غير فضل يده ” هكذا رواه جماعة عن ابن وهب وعن عمرو بن الحارث عن حبان
68 – وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو الوليد الفقيه ، غير مرة ، نا الحسنبن سفيان ، نا حرملة بن يحيى ، أنا ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن حبان بن واسع ، أن أباه ، حدثه أنه سمع عبد الله بن زيد ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ” مسح أذنيه بماء غير الماء الذي مسح به رأسه ” وروي عن الهيثم بن خارجة ، وعبد العزيز بن مقلاص ، عن ابن وهب ، معنى هذا
69 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ، نا محمد بن عبد الوهاب الفراء ، وأخبرنا أبو عبد الله ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا العباس بن محمد الدوري ، قالا : نا خالد بن مخلد ، نا سليمان بن بلال ، حدثني عمارة بن غزية الأنصاري ، عن نعيم بن عبد الله المجمر ، قال : رأيت أبا هريرة توضأ فغسل وجهه فأسبغ الوضوء ثم غسل يده اليمنى حتى أشرع في العضد ثم يده اليسرى ثم أشرع في العضد ثم مسح رأسه ثم غسل رجله اليمنى حتى أشرع في الساق ثم غسل رجله اليسرى حتى أشرع في الساق ثم قال : هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أنتم المحجلون يوم القيامة من إسباغ الوضوء فمن استطاع منكم فليطل غرته وتحجيله ”
70 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالوا : أنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أنا ابن وهب ، وحدثنا بحر بن نصر ، قال : قرئ على ابن وهب : أخبرنا مالك بن أنس ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن وغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء ، أو مع آخر قطر الماء ، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة بطشتها يداه مع الماء ، أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل رجليه خرج كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو آخرقطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب ” ورويناه عن عمرو بن عبسة السلمي
71 – وعن الصنابحي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي حديثهما من الزيادة ذكر المضمضة والاستنشاق فقال في حديث أحدهما : ” فيمضمض ويستنشق ويستنثر إلا خرجت خطايا فمه وخياشمه مع الماء ” وفيه من الزيادة : ” ثم يمسح رأسه إلا خرجت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء ”
72 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أنا محمد بن أيوب ، أنا أبو الوليد ، نا عكرمة بن عمار ، نا شداد بن عبد الله أبو عمار – وقد كان أدرك نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم – قال أبو أمامة لعمرو بن عبسة : بأي شيء تدعي أنك رابع الإسلام ؟ قال : فذكرالحديث وقال فيه : قلت : يا رسول الله ، أخبرني عن الوضوء . فقال : ” ما منكم من رجل يقرب وضوءه ثم يمضمض ، ويستنشق ، ويستنثر إلا خرجت خطايا فمه وخياشمه مع الماء ، ثم يغسل وجهه كما أمره الله ، إلا خرجت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء ، ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرجت خطايا يديه من أطراف أنامله مع الماء ثم يمسح برأسه إلا خرجت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء ثم يغسل قدميه إلى الكعبين كما أمره الله عز وجل إلا خرجت خطايا رجليه من أطراف أصابعه مع الماء ” وفي هذا دلالة على أن الله تعالى إنما أمره بغسل الرجلين حيث قال : ” ثم يغسل قدميه إلى الكعبين ” كما أمره الله تعالى
73 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو سعيد بن أبي عمرو وأبو سعيد الجرجاني قالوا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا هارون بن سليمان الأصبهاني ، نا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن منصور ، عن هلال بن يساف ، عن أبي يحيى ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما يتوضئون وأعقابهم تلوح فقال : ” ويل للأعقاب من النار أسبغوا الوضوء ”
74 – وفي حديث عبد الله بن الحارث الزبيدي ، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلميقول : ” ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار ” أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان ، نا يحيى بن بكير ، حدثني الليث ، عن حيوة بن شريح ، عن عقبة بن مسلم ، عن عبد الله بن الحارث الزبيدي ، فذكره
75 – وروينا عن لقيط بن صبرة ، أنه قال : قلت : يا رسول الله ، أخبرني عن الوضوء . فقال : ” أسبغ الوضوء ، وخلل بين الأصابع ، وبالغ في الاستنشاق ، إلا أن تكون صائما ” أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أنا إسماعيل بن قتيبة ، نا يحيى بن يحيى ، أنا يحيى بن سلام ، عن إسماعيل بن كثير ، قال : سمعت عاصم بن لقيط بن صبرة ، يحدث عن أبيه ، فذكره
76 – أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا العباس بن محمد الدوري ، نا زيد بن الحباب ، نا معاوية بن صالح ،ثني ربيعة بن يزيد الدمشقي ، عن أبي إدريس الخولاني ، وأبي عثمان ، عن عقبة بن عامر ، أنه سمع عمر بن الخطاب يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال : أشهد أن لا إله ألا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء ” سقط من إسناده جبير بن نفير بين أبي عثمان وعقبة بن عامر وقد ذكره ابن أبي شيبة عن زيد بن الحباب . والذي روينا في هذه الأحاديث أكمل الوضوء إن شاء الله مع ما دل عليه حديث ” الأعمال بالنيات ” ويجزيه الاقتصار على ما ورد في الكتاب على ترتيب الكتاب مع النية فقد توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة مرة ومسح بناصيته وعمامته
77 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا أحمد بن عبد الحميد الحارثي ، نا خالي محمد بن سعيد بن زائدة الأسدي ، حدثني عبد الرحيم بن زيد العمي ، عن أبيه ، عن معاوية بن قرة ، حدثني ابن عمر ، وأنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة ثم قال : ” هذا وضوء الصلاة الذي لا يقبل الله الصلاة إلا به ” ثم توضأ مرتين مرتين ثم قال : ” هذا وضوء من توضأ ضعف الله له الأجر مرتين ” ثم توضأ ثلاثا ثلاثا ثم قال : ” هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي ووضوء إبراهيم خليل الرحمن ، من توضأ ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين فتحت له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء” قلت وقد روينا معنى ، ما قيل في الدعاء والتشهد عن المسيب بن واضح ، عن حفص بن ميسرة ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، وكلاهما ضعيف ولم يقع له إسناد قوي والله أعلم وفي جميع ما ذكرناه من الكتاب والسنة في كيفية الوضوء كالدلالة على وجوب الترتيب في الوضوء مع ما روى جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في حجته : ” نبدأ بما بدأ الله فبدأ بالصفا ” وفي رواية أخرى : ” أبدأ بما بدأ الله به ” إن الصفا والمروة من شعائر الله ” وأما البداية باليمنى قبل اليسرى فإنها سنة مستحبة لما
78 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر بن إسحاق ، أنا إسماعيل بن قتيبة ، نا يحيى بن يحيى ، أنا أبو الأحوص ، عن أشعث بن سليم ، عن أبيه ، عن مسروق ، عن عائشة ، قالت : ” إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمن في طهوره إذا تطهر ، وفي ترجله إذا ترجل وفي انتعاله إذا انتعل ” قال الشافعي رحمه الله : فإن بدأ باليسرى قبل اليمنى فقد أساء ولا إعادة عليه لأنهما ذكرتا في القرآن ذكرا واحدا وروي عن علي ، وابن مسعود في ” جواز الابتداء باليسرى قبل اليمنى ولا يثبت ما روي عنهما في جواز ترك الترتيب في الأعضاء ،وأما متابعة الوضوء فإنا نستحبها ” . قال الشافعي : لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء به متتابعا
79 – قلت : وروينا عن خالد بن معدان ، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ” رأى رجلا يصلي وفي ظهر قدميه لمعة قدر الدرهم لم يصبها الماء فأمره أن يعيد الوضوء والصلاة وهذا منقطع ”
80 – وفي الحديث الصحيح عن جابر ، عن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أنه قال : ” ارجع فأحسن وضوءك ”
81 – وروينا عن عمر بن الخطاب ، في مثل هذه القصة موقوفا عليه أنه قال : ” اغسل ما تركت من قدمك وأعد الصلاة ”
82 – وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ، نا عثمان بن سعيد الدارمي ، نا يحيى بن بكير ، نا مالك ، عن نافع ، أن عبد الله بن عمر ، ” بال بالسوق فتوضأ فغسل وجهه ويديه ومسح برأسه ، ثم دعي لجنازة حين دخل المسجد ليصلي عليه فمسح على خفيه ثم صلى عليها . والله أعلم ”
باب المسح على الخفين في الوضوء قد مضى فيه حديث جرير بن عبد الله وكان إسلامه بعد نزول المائدة
83 – وأخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، أنا أبو عبد اللهمحمد بن يعقوب بن يوسف الحافظ ، نا عبد الله بن محمد بن شيرويه ، نا محمد بن عبد الله بن بزيع ، نا يزيد بن زريع ، نا حميد الطويل ، نا بكر بن عبد الله المزني ، عن عروة بن المغيرة بن شعبة ، عن أبيه ، قال : تخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وتخلفت معه فلما قضى حاجته قال : ” معك ماء ؟ ” فأتيته بمطهرة فغسل وجهه وكفيه ثم ذهب يحسر عن ذراعيه فضاق كم الجبة فأخرج يده من الجبة وألقى الجبة على منكبيه وغسل ذراعيه ومسح بناصيته ، وعلى العمامة وعلى خفيه ثم ركب وركبت فانتهينا إلى القوم وقد قاموا في الصلاة فصلى بهم عبد الرحمن بن عوف وقد ركع بهم ركعة فلما أحس بالنبي صلى الله عليه وسلم ذهب يتأخر فأومى إليه فصلى بهم فلما سلم قام النبي صلى الله عليه وسلم وقمت معه فركعنا الركعة التي سبقتنا ” كذا قال : ابن بزيع في إسناده عروة وقال غيره فيه عن يزيد بن زريع , حمزة بن المغيرة وأما المسح بالعمامة والناصية فهو محفوظ في حديث المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلموروي مثل ، ذلك في حديث بلال رضي الله عنه
84 – أخبرنا أبو النضر بن قتادة ، أنا أبو بكر بن محمد المؤمل ، نا الفضل بن محمد ، نا عمرو وهو ابن عون ، نا خالد ، وهو ابن عبد الله الواسطي ، عن حميد ، عن أبي رجاء ، مولى أبي قلابة عن أبي قلابة ، عن أبي إدريس ، عن بلال ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ” مسح على الخفين وناصيته والعمامة ” هذا إسناد حسن وفيه دليل على اختصار وقع من جهة الراوي في حديث من رواه دون ذكر الناصية ، والله أعلم
85 – أنا أبو محمد بن يوسف الأصبهاني ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا سعدان بن نصر ، نا سفيان بن عيينة ، قال : وزاد فيه حصين عن الشعبي ، عن عروة بن المغيرة ، عن أبيه قال : قلت : يا رسول الله ، أتمسح على خفيك ؟ قال : ” إني أدخلتهما وهما طاهرتان “باب التوقيت في المسح على الخفين
86 – أخبرنا أبو محمد بن عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ، ببغداد ، أنا إسماعيل بن محمد الصفار ، نا أحمد بن منصور الرمادي ، نا عبد الرزاق ، أنا الثوري ، أخبرني عمرو بن قيس الملائي ، عن الحكم بن عتيبة ، عن القاسم بن مخيمرة ، عن شريح بن هانئ ، قال : أتيت عائشة أسألها عن الخفين فقالت : عليك بابن أبي طالب فإنه كان يسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : فأتيت عليا وسألته فقال : ” أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نمسح ثلاثا إذا سافرنا ويوما إذا أقمنا ”
87 – حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا الحسن بن محمد الزعفراني ، نا سفيان بن عيينة ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن زر بن حبيش ، قال : أتيت صفوان بن عسال المرادي فقال : ما جاء بك ؟ فقلت : أبتغي العلم . فقال : إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاء بما يطلب . قلت : حك في صدري المسح على الخفين بعد الغائط والبول وكنت امرءا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيتك أسألك هل سمعت منه في ذلك شيئا ؟ قال : نعم ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا كنا سفرا أو مسافرين ألا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليها إلا من الجنابة ولكن من غائط وبول ونوم ” ، رواه معمر ، عن عاصم ، وزاد فيه ” أمرنا أن نمسح ، على الخفين إذا نحن أدخلناهما على طهر ثلاثا إذا سافرنا ، وليلة إذا أقمنا “قلت : فإذا خلع خفيه بعد ما مسح عليهما غسل رجليه في قول أبي بكرة رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قول علقمة والأسود وإبراهيم وقيل : عن إبراهيم خلع وضوءه
88 – وعن الزهري ، قال : ” يستأنف وضوءه ” ، وكذلك عن مكحول ، وللشافعي ، فيه قولان ” أصحهما أنه يستأنف الوضوء ، والله أعلم ”
باب كيف المسح على الخفين
89 – أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنا أبو الحسن الطرائفي ، نا عثمان بن سعيد الدارمي ، نا يحيى بن بكير ، نا مالك ، عن ابن شهاب ، أنه كان يقول : ” ليضع الذي يمسح الخفين يدا من فوق الخف ويدا من تحت
الخف ثم يمسح ” قال مالك : وذلك أحب ما سمعت إلي في مسح الخفين . قال عثمان : ووصفه لي يحيى فوضع إحدى يديه فوق والأخرى تحت
90 – قلت وقد رواه الشافعي رضي الله عنه أيضا عن مالك عن ابن شهاب واحتج في ذلك بما روي فيه عن ابن عمر وذكر حديث المغيرة بن شعبة أن النبي صلى الله عليه وسلم ” مسح أعلى الخف وأسفله ”
91 – أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد الصفار ، نا أحمد بن يحيى بن إسحاق الحلواني ، نا داود بن رشيد ، نا الوليد بن مسلم ، عن ثور بن يزيد ، عن رجاء بن حيوة ، عن كاتب المغيرة بن شعبة ، عن المغيرة بن شعبة ، قال : ” وضأت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فمسح أعلى الخفين وأسفله “92 – وأخبرنا أبو علي الروذباري ، أنا أبو بكر بن داسة ، نا أبو داود ، نا محمد بن العلاء ، نا حفص بن غياث ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن عبد خير ، عن علي ، قال : ” لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه ، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على ظاهر خفيه” قلت : وهذا في جواز الاقتصار عليه والأول على الاختيار إن صح إسناده وهو عن ابن عمر من فعله صحيح والله أعلم
باب ما يوجب غسل الجنابة قال الله عز وجل وإن كنتم جنبا فاطهروا
93 – أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ ابن الحمامي ببغداد ، أنا أبو سهل بن زياد القطان ، نا موسى بن هارون ، نا محمد بن مهران الجمال ، أنا مبشر الحلبي ، عن محمد بن أبي غسان ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد ، قال : حدثني أبي بن كعب ، أن الفتيا التي ، كانوا يفتون أن الماء من الماء كانت ” رخصة رخصها رسول الله صلى الله عليه وسلم في بدء الإسلام ثم أمرنا باغتسال بعد “94 – أنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان ببغداد ، أنا أبو سهل بن زياد القطان ، نا إسحاق بن الحسن الحربي ، نا عفان ، أنا أبان بن يزيد العطار ، وهمام بن يحيى ، قالا : نا قتادة ، عن الحسن ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إذا قعد بين شعبها الأربع ، ثم أجهد نفسه فقد وجب الغسل ، أنزل أو لم ينزل ”
95 – وفي رواية هشام الدستوائي وشعبة بن الحجاج ، عن قتادة ، ” وألزق الختان بالختان فقد وجب الغسل ”
96 – وفي رواية ابن أبي عروبة ، عن قتادة ، ” إذا التقى الختان بالختان وجب الغسل أنزل أو لم ينزل ” وفي حديث مطر ، عن الحسن : ” وإن لم ينزل ”
97 – أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا محمد بن إسحاق الصغاني ، نا عبد الله بن يوسف ، نا مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن زينب بنت أم سلمة ، عن أم سلمة أم المؤمنين ، أنها قالت : جاءت أم سليم امرأة أبي طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ، هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” نعم إذا رأت الماء “98 – وفي حديث القاسم ، عن عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الرجل يجد البلل ولا يذكر احتلاما قال : ” يغتسل ” وعن الرجل يرى أن قد احتلم ولا يجد البلل قال : ” لا غسل عليه ” ثم ذكر سؤال أم سليم
99 – وفي حديث أنس بن مالك في قصة أم سليم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن ماء الرجل غليظ أبيض وإن ماء المرأة رقيق أصفر ”
باب الكافر يسلم
100 – حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي ، أنا أبو حامد هو ابن الشرقي ، نا محمد بن يحيى الذهلي ، وأبو الأزهر ، قالا : نا عبد الرزاق ، أنا عبيد الله ، وعبد الله ابنا عمر ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، أن ثمامة الحنفي أسر فكان النبي صلى الله عليه وسلم يغدو إليه فيقول : ما عندك يا ثمامة ؟ فيقول : إن تقتل تقتل ذا دم ، وإن تمن تمن على شاكر وإن ترد المال نعطك منه ما شئت . وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبون الفداء ويقولون : ما نصنع بقتل هذا ؟ فمر عليه النبي صلى الله عليه وسلم يوما فأسلم فحله وبعث به إلى حائط أبي طلحة وأمره أن يغتسل فاغتسل وصلى ركعتين فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” لقد حسن إسلام أخيكم “باب كيفية غسل الجنابة
101 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا : أنا محمد بن يعقوب ، نا محمد بن عبد الوهاب ، أنا جعفر بن عون ، أنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، أن عائشة ، قالت : ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدأ فيغسل يديه ثم يتوضأ وضوءه للصلاة ثم يدخل كفيه في الماء فيخلل بهما أصول شعره حتى خيل إليه أنه قد استبرأ البشرة غرف بيده ثلاث غرفات فصبها على رأسه ثم اغتسل ”
102 – وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ، نا جعفر بن محمد ، وإسماعيل بن قتيبة ، قالا : نا يحيى بن يحيى ، أنا أبو معاوية ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة يبدأ فيغسل يديه ، ثم يفرغ بيمينه على شماله فيغسل فرجه ، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة ثم يأخذ الماء فيدخل أصابعه في أصول الشعر حتى إذا رأى أنه قد استبرأ حفن على رأسه ثلاث حفنات ثم أفاض على سائر جسده ثم غسل رجليه ”
103 – ورواه عطاء بن السائب ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن عائشة ، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة بدأ فغسل يديه ، ثم أخذ بيمينه فصب على شماله فغسل فرجه حتى ينقيه ثم مضمض ثلاثا ، وغسل وجهه ثلاثا وذراعيه ثلاثا ثم صب على رأسه وجسده الماء فإذا فرغغسل قدميه ” وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك ، أنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني ، نا يونس بن حبيب ، أنا أبو داود ، نا حماد بن سلمة ، عن عطاء بن السائب ، فذكره
104 – وروينا عن ابن عباس ، عن ميمونة بنت الحارث ، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه في غسل يديه وغسل فرجه ، زادت : ” وما أصابه ثم ضرب بيده على الحائط ثم توضأ وضوءه للصلاة غير قدميه ثم أفاض عليه الماء ثم نحى قدميه فغسلهما قال الشافعي رضي الله عنه في القديم : وأحب أن يغسل الرجلين . يعني في الابتداء على جملة الأحاديث يعني حديث عروة عن عائشة قلت : والأمر فيه واسع وقد ورد الحديث بكل واحد منهماقال الشافعي رحمه الله : وبلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ بالمد واغتسل بالصاع . ففي هذا ما دل على ألا وقت فيه إلا كماله فإذا أتى على ما أمر الله به من غسل ومسح فقد أدى ما عليه
105 – أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ ببغداد ، أنا أحمد بن سلمان الفقيه ، نا جعفر بن محمد بن شاكر ، نا عفان ، نا أبان ، نا قتادة ، حدثتني صفية ، أن عائشة ، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع ”
106 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا أحمد بن عبد الجبار ، أنا حفص بن غياث ، عن محمد بن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر أن أناسا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عن غسل الجنابة وقالوا : إنا بأرض باردة . فقال : ” إنما يكفي أحدكم أن يحفن على رأسه ثلاث حفنات ”
107 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثني أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ، نا عثمان بن سعيد ، نا علي بن المديني ، نا سفيان ، عنأيوب بن موسى ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن عبد الله بن رافع ، مولى أم سلمة عن أم سلمة ، قالت : قلت : يا رسول الله إني امرأة أشد ضفر رأسي أفأنقضه في الغسل ؟ قال : ” لا ، إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات ثم تفيضي عليك الماء فتطهري ” أو قال ” فإذا أنت قد طهرت ”
108 – أخبرنا أبو بكر بن فورك ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يونس بن حبيب ، نا داود ، نا شعبة ، عن الحكم ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، أنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان جنبا فأراد أن ينام أو يأكل توضأ . وأما قوله ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا فقد روينا عن ابن عباس أنه قال : ” لا تدخل المسجد وأنت جنب إلا أن تكون طريقك فيه ولا تجلس ” أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا محمد بن إسحاق ، نا يحيى بن بكير ، نا أبو جعفر الرازي ، نا زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن ابن عباس ، في قوله ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا فذكره وروينا معناه ، عن ابن مسعود ، وجابر ، وأنس
باب حيض المرأة واستحاضتها وغسلها قال الله عز وجل ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله . قال الشافعي رضي الله عنه : فأبان أنها حائض غير طاهر وأمرنا أن لا نقرب حائضا حتى تطهر ، ولا إذا تطهرت حتى تطهر بالماء ، وكانت الآية محتملة لما قال بعض أهل العلم بالقرآن : إن اعتزالهن يعني في موضع الحيض ، ومحتملة اعتزال جميع أبدانهن فدلت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم علىاعتزال ما تحت الإزار وإباحة ما فوقها
109 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو الحسن علي بن محمد السبيعي وأبو عبد الله إسحاق بن محمد السوسي وأبو صادق بن أبي الفوارس قالوا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا الحسن بن علي بن عفان العامري ، نا أسباط بن محمد القرشي ، عن أبي إسحاق الشيباني ، عن عبد الله بن شداد ، عن ميمونة ، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يباشر نساءه فوق الإزار وهن حيض ”
110 – وروينا عن عبد الله بن سعد الأنصاري ، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما يحل من امرأتي وهي حائض ؟ قال : ” لك ما فوق الإزار “111 – وحديث ابن عباس في الذي يأتي امرأته وهي حائض يتصدق بدينار أو بنصف دينار مشكوك في رفعه والله أعلم . قال الشافعي رحمه الله : لو كان ثابتا أخذنا به وكان الشافعي يذهب إلى أن أقل الحيض يوم وليلة وأكثره خمسة عشر يوما وهو قول عطاء بن أبي رباح فإن زاد الدم على خمسة عشر يوما كانت مستحاضة فيرد إلى التمييز ، إن تميز دم الاستحاضة عن دم الحيض فيما زاد على يوم وليلة إلى خمسة عشر يوما ، وإن لم يتميز فإلى عادتها فيما خلا من أيامها فإن كانت مبتدأة فإلى أقل الحيض ، في أحد القولين وإلى عادة نسائها في القول الآخر ، وأقل الطهر خمسة عشر يوما ولا غاية لأكثره” أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا : نا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، نا محمد بن عبد الوهاب ، أنا جعفر بن عون أنا هشام بن عروة عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني امرأة أستحاض فلا أطهر أفأدع الصلاة . قال : ” لا ، إنما ذلك عرق وليست بالحيضة ، فإذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة ، وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم وصلي ”
112 – وفي رواية الزهري عن عروة ، في هذا الحديث ” إن دم ، الحيض أسود يعرف فإذا كان ذلك فأمسكي عن الصلاة ، وإذا كان الآخر فتوضئي وصلي فإنما هو عرق ”
113 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو الطاهر الفقيه ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق وغيرهم قالوا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، نا إسحاق بن بكر بن مضر ، عن أبيه ، عن جعفر بن ربيعة ، عن عراك بن مالك ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت : إن أم حبيبة بنت جحش التي كانت تحت عبد الرحمن بن عوف شكت إلى النبي صلى الله عليه وسلم الدم فقال لها : ” أمسكي قدر ما كان تحبسك حيضتك ثم اغتسلي ” فكانت تغتسل عند كل صلاة
114 – أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد ، أنا ابن ملحان ، نا يحيى بن بكير ، قال : قال الليث بن سعد : لم يذكر ابن شهابعن عروة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أمر أم حبيبة بنت جحش أن تغتسل عند كل صلاة ولكنه شيء فعلته ”
115 – قلت : هكذا قال الشافعي : ” ويكفيها غسل واحد عند ذهاب قدر حيضتها ثم تتوضأ لكل صلاة وتصوم وتصلي ” وهكذا روي عن عدي بن ثابت ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبيه ، عن علي ، مثله وكذلك رويناه عن عائشة ، وأما الحديث الذي ، يرويه أصحابنا في المبتدأة فالظاهر من الحديث أنه أيضا في المعتادة وعلى هذا حمله الشافعي ونحن نرويه
116 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا العباس بن محمد الدوري ، نا أبو عامر العقدي ، نا زهير بن محمد ، نا عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة ، عن عمه عمران بن طلحة عن أمه حمنة بنت جحش قالت : كنت أستحيض حيضة كثيرة شديدة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أستفتيه وأخبره فوجدته في بيت أختي زينب بنت جحش فقلت : يا رسول الله ، إني امرأة أستحاض حيضة كثيرة شديدة فما ترى فيها قد منعتني الصلاة والصوم ؟ قال : ” أنعت لك الكرسف ، فإنه يذهب الدم ” قالت : هو أكثر من ذلك . قال : ” فاتخذي ثوبا ” قالت : هو أكثر من ذلك ، إنما أثج ثجا . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” سآمرك بأمرين أيهما فعلت أجزأ عنك من الآخر ، فإن قويت عليهما فأنت أعلم ” فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إنما هي ركضة من ركضات الشيطان ، فتحيضي ستة أيام ، أو سبعة أيام في علم الله عز وجل ثم اغتسلي حتى إذا رأيت أنك قد طهرتوامتنعت فصلي ثلاثا وعشرين ليلة ، أو أربعا وعشرين ليلة ، وأيامها وصومي فإن ذلك يجزئك وكذلك فافعلي كل شهر كما يحضن يعني النساء وكما يطهرن ميقات حيضهن وطهرهن وإن قويت على أن تؤخري الظهر وتعجلي العصر فتغتسلين فتجمعين بين الصلاتين الظهر والعصر وتؤخرين المغرب وتعجلين العشاء وتغتسلين وتجمعين بين الصلاتين ، وتغتسلين مع الفجر فافعلي ، وصومي إن قدرت على ذلك ” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” وهذا أعجب الأمرين إلي ”
117 – قلت : وهذا مثل حديث أم سلمة في المرأة التي استفتت لها أم سلمة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” لتنظر عدد الليالي والأيام التي كانت تحيضهن من الشهر قبل أن يصيبها الذي أصابها فلتترك الصلاة قدر ذلك من الشهر فإذا خلفت ذلك فلتغتسل ولتستثفر بثوب ثم لتصلي ” وفي حديث حمنة زيادة استحباب لزيادة الغسل وبيان جواز الأمر الأول وبالله التوفيق
وأكثر النفاس ستون يوما وهو قول عطاء والشعبي وعائشة وأربعون يوما في حديث أم سلمة قالت : كانت النفساء على عهد النبي صلى الله عليه وسلم تجلس أربعين ليلة وإليه ذهب ابن عباس في أكثر النفاسوغسل المرأة من حيضتها ونفاسها كغسلها من الجنابة إلا أنه يستحب لها أن تستعمل في غسلها من الحيض ما
118 – أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف ، نا أبو سعيد الأعرابي ، نا سعدان بن نصر ، نا سفيان بن عيينة ، عن منصور بن صفية ، عن أمه ، عن عائشة ، أن امرأة ، سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها من الحيض فأمرها كيف تغتسل قال : ” خذي فرصة من مسك فتطهري بها ” قالت : كيف أتطهر بها ؟ قال : ” تطهري بها ” قالت : ” كيف أتطهر بها ؟ قالت : فاستتر يعني هكذا وقال : ” سبحان الله تطهري بها ” قالت عائشة فاجتذبتها فقلت تتبعين بها أثر الدم
باب غسل الإناء من ولوغ الكلب أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق وغيرهما قالوا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا بحر بن نصر الخولاني ، نا بشر بن بكر ، ثنا الأوزاعي ، عن ابن سيرين
119 – وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أحمدبن سليمان بن الحسن الفقيه ، نا عبد الله بن محمد ، نا سعيد بن عامر ، نا هشام بن حسان ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولهن بالتراب ”
120 – ورواه علي بن مسهر ، عن الأعمش ، عن أبي رزين ، وأبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليرقه ثم ليغسل سبع مرات ” أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو النضر الفقيه ، نا الحسن بن سفيان ، نا علي بن حجر ، نا علي بن مسهر ، فذكره قال الشافعي رحمه الله : فقلنا في الكلب بما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان الخنزير إن لم يكن في شر من حاله لم يكن في خير منه فقلنا به قياسا عليهباب غسل سائر النجاسات
121 – أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، ويحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، قالا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ، أنا محمد بن عبد الله بن الحكم ، أنا ابن وهب ، أخبرني مالك ، قال : ونا بحر بن نصر ، قال قرئ على ابن وهب أخبرك يحيى بن عبد الله بن سالم ، ومالك بن أنس ، وعمرو بن الحارث ، عن هشام بن عروة ، عن فاطمة بنت المنذر ، عن أسماء بنت أبي بكر ، أنها قالت : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الثوب يصيبه الدم من الحيضة فقال : ” لتحته ، ثم لتقرصه بالماء ، ثم لتنضحه ، ثم لتصلي فيه ”
122 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا : نا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، نا محمد بن عبد الوهاب ، أنا جعفر بن عون ، أنا يحيى بن سعيد ، عن أنس بن مالك ، قال : جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قضى حاجته قام إلى ناحية المسجد فبال فصاح به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” فكفهم عنه ثم أمر بدلو من ماء فصبه على بوله .فوجب بهذين الحديثين إزالة النجاسات بالماء ”
123 – وأما الحديث الذي روي عن أبي سعيد الخدري ، وغيره ، في خلع النبي صلى الله عليه وسلم نعليه في صلاته وقوله بعد الانصراف : ” إن جبرئيل عليه السلام أخبرني أن بها أذى ” وفي رواية أخرى ” قذرا ” وفي رواية أخرى ” خبثا ” وقال : ” إذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر إلى نعليه فإن رأى فيهما قذرا ، أو أذى فليمسحهما بالأرض ، وليصل فيهما ”
124 – والذي روي عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ” إذا وطئ أحدكم بنعليه ، وروي خفيه ، في الأذى فإن التراب لهما طهور ” فقد كان الشافعي يقول : بذلك في القديم ، ثم رجع عنه في الأمر الجديد في المسألتين جميعا ، فأوجب إعادة الصلاة ولم يعذر من صلى وفي ثوبه نجس ، وإن لم يعلم به كهيئته في الوضوء أوجب غسل النعل بالماء وجعل حكمه حكم الثوب وكأنه وقف على اختلاف أئمة النقل في الاحتجاج ببعض رواة الحديث الأول وعلى اختلاف الرواة عن الأوزاعي في إسناد الحديث الآخر فلم ير تخصيص ما في معنى ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الغسل بالماء بما هو مختلف في ثبوته والله أعلم
باب طهارة سؤر سائر الحيوانات غير الكلب والخنزير
125 – أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحربي ، ببغداد ، نا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير الكوفي ، نا الحسن بن علي بن عفان ، نا زيدبن الحباب ، حدثني مالك ، قال : حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري ، عن حميدة بنت عبيد ، عن كبشة بنت كعب بن مالك ، قالت : كنت عند بعض ولد أبي قتادة فدخل أبو قتادة فصببت له وضوءا فتوضأ به فجاءت الهرة تشرب فأصغى لها الإناء فجعلت أنظر فقال : أتعجبين يا ابنة أخي ؟ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إنها ليست بنجس هي من الطوافين عليكم أو الطوافات ” قلت : وسائر الحيوانات سوى الكلب والخنزير قياس على الهر
126 – مع ما روي عن جابر بن عبد الله ، قال : قيل : يا رسول الله ، أنتوضأ بما أفضلت الحمر ؟ قال : ” نعم ، وبما أفضلت السباع كلها ” أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ، نا أبو العباس الأصم ، أنا الربيع بن سليمان ، أنا الشافعي ، أنا إبراهيم بن يحيى ، عن داود بن الحصين ، عن أبيه ، عن جابر ، قال : قيل : يا رسول الله ، فذكره . تابعه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داودباب طهارة المني قال الشافعي رحمه الله : بدأ الله جل ثناؤه خلق آدم عليه السلام من ماء وطين وجعلهما معا طهارة وبدأ خلق ولده من ماء دافق وكان ابتداء خلق آدم من الطاهرين اللذين هما طهارة دلالة لابتداء خلق غيره أنه طاهر ودلت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على مثل ذلك والخبر عن عائشة وعن ابن مسعود وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم
127 – أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ، وأبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان ، وأبو الحسين بن الفضل القطان ، وأبو محمد السكري قالوا : أنا إسماعيل بن محمد الصفار الصيرفي ، نا الحسن بن عرفة ، نا هشيم بن بشير ، عن مغيرة ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : إن ” كنت لأجده ، تعني المني ، في ثوب النبي صلى الله عليه وسلم فأحته عنه ”
128 – ورواه أبو معشر وحماد عن إبراهيم ، بإسناده قالت : ” أفرك المني من ثوب النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي فيه “129 – قال الشافعي : حديث سليمان بن يسار عن عائشة ، أنها كانت ” تغسل المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بخلاف لقولها : كنت أفركه من ثوبه ثم يصلي فيه ، كما لا يكون غسله قدميه مرة خلافا لمسحه على خفيه في يوم من أيامه ، فتجزئ الصلاة بالغسل وتجزئ بالمسح ، وكذلك تجزئ الصلاة لحته وتجزئ لغسله ، وغسله أقرب من التنظيف ”
باب طهارة عرق الجنب والحائض
130 – روينا عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغتسل بفضل ميمونة131 – وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، نا أبو العباس الأصم ، نا محمد بن عبد الله بن الحكم ، نا ابن وهب ، أنا الليث بن سعد ، وعمرو بن الحارث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن سويد بن قيس ، عن معاوية بن خديج ، قال : سمعت معاوية بن أبي سفيان ، يقول : سألت أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قلت : ” هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في الثوب الذي يجامعها فيه ؟ قالت : نعم ، إذا لم ير فيه أذى ”
132 – وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، نا السري بن خزيمة ، نا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : ” كنت أرجل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حائض ”
133 – وروينا عن ابن عباس ، أنه قال : ” لا بأس بعرق الجنب والحائض في الثوب ”
باب الرش على بول الصبي الذي لم يأكل الطعام
134 – أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ، نا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن أم قيس بنت محصن ، قالت : ” دخلت بابن لي على النبي صلى الله عليه وسلم لم يأكل الطعام فبال عليه فدعا بماء فرشهعليه ” زاد فيه غيره عن الزهري : ولم يغسله
135 – وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك ، نا عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي ، نا معاذ بن هشام ، حدثني أبي ، عن قتادة ، عن أبي حرب بن أبي الأسود ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في بول الرضيع : ” ينضح بول الغلام ، ويغسل بول الجارية ”
باب ما تكون به الطهارة من الماء قال الله تعالى : وأنزلنا من السماء ماء طهورا وقال : وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم .136 – أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحربي ، ببغداد ، نا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي ، نا الحسن بن علي بن عفان العامري ، نا زيد بن الحباب ، حدثني مالك ، عن صفوان بن سليم ، عن سعيد بن سلمة بن الأزرق ، عن المغيرة بن أبي بردة ، من بني عبد الدار ، حدثني أبو هريرة ، أن رجلا ، قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء فإن توضأنا به عطشنا أفنتوضأ من ماء البحر ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” هو الطهور ماؤه الحل ميتته ”
137 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، في آخرين قالوا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا الحسن بن علي بن عفان ، وأحمد بن عبد الحميد الحارثي ، قالا : نا أبو أسامة ، عن الوليد بن كثير ، عن محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر ، عن أبيه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الماء ما ينوبه من السباع والدواب فقال : ” إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث ” ورواه سعيد بن أيوب الصريفيني في آخرين عن أبي أسامة ، عن الوليد ، عن محمد بن جعفر بن الزبير ، ومحمد بن عباد بن جعفر ، عن عبد الله
138 – وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يونس بن حبيب ، نا أبو داود الطيالسي ، نا حماد بن سلمة ، عن عاصم بن المنذر ، قال : كنا مع ابن لابن عمر في البستان وثم جلد بعير في ماء فتوضأ منه فقلت : أتفعل هذا ؟ فقال : حدثني أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إذا كانالماء قدر قلتين لم ينجسه شيء ”
139 – ورواه جماعة عن حماد بن سلمة ، عن عاصم بن المنذر بن الزبير ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر ، وقالوا : ” جلد بعير ميت ” والقلتان عند الشافعي رحمه الله خمس قرب بقرب الحجاز وهي عند أصحابه خمسمائة رطل برطل العراق ، فإذا كان الماء خمس قرب لم يحمل نجسا إلا أن يظهر في الماء منه ريح أو طعم أو لون
140 – وروينا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أنه ” كان يسخن له الماء فيغتسل به ويتوضأ ”
141 – وعن عمر ، أنه ” كان يكره الاغتسال بالماء المشمس وقال : إنه يورث البرص ”
142 – ولا يثبت ما روي عن عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله في ذلك : ” يا حميراء ، لا تفعلي فإنه يورث البرص ”
143 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا أحمد بن حازم بن أبي عرزة ، أنا عبيد الله بن موسى ، عن سفيان ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : انتهى النبي صلى الله عليه وسلم إلى بعض أزواجه وقد فضل من غسلها فضل فأراد أن يتوضأ به فقالت : يا رسول الله ، إني اغتسلت منهمن جنابة فقال : ” إن الماء لا ينجس ” يعني والله اعلم : إنه لا ينجس بوصول يدها إليه ، وله شواهد وهو أولى مما روي في النهي لأن أخبار الجواز أصح وأكثر وفي إسناد خبر النهي نظر
باب الآنية
144 – حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، أنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ، نا الحسن بن محمد الزعفراني ، نا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بشاة ميتة لمولاة لميمونة فقال : ” ألا أخذوا إهابها فدبغوه فانتفعوا به ” قالوا : يا رسول الله ، إنها ميتة . قال : ” إنما حرم أكلها ”
145 – ورواه عقيل عن الزهري ، قال فيه : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أليس في الماء والقرظ ما يطهرها والدباغ ؟ “146 – وروينا عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن سودة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : ” ماتت شاة لنا فدبغنا مشكها فمازلنا ننتبذ فيه حتى صار شنا ” وقيل فيه : عن ميمونة بدل سودة
147 – أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري ، أنا إسماعيل بن محمد الصفار ، نا سعدان بن نصر ، نا سفيان ، نا زيد بن أسلم ، عن عبد الرحمن يعني ابن وعلة ، يرويه عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أيما إهاب دبغ فقد طهر ”
148 – وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا الحسين بن الحسن بن أيوب ، نا أبو حاتم الرازي ، نا عمرو بن الربيع بن طارق ، أنا يحيى بن أيوب ، عن يزيد بن أبي حبيب ، أنا أبو الخير ، حدثه قال : رأيت على ابن وعلة السبائي فروا فمسسته فقال : ما لك تمسه ؟ قد سألت عنه ابن عباس فقلت : إنا نكون في المغرب ومعنا البربر والمجوس نؤتى بالكبش فيذبحونه ونحن نأكل ذبائحهم ونؤتى بالسقاء فيه الودك ؟ فقال ابن عباس : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” دباغه طهوره ”
149 – وروينا عن عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” طهور كل أديم دباغه ”
150 – وعن سلمة بن المحبق ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ” دباغ الأديم ذكاته ” وفي روايةأخرى : ” دباغها طهورها ”
151 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا الحسن بن يعقوب بن يوسف العدل ، نا يحيى بن أبي طالب ، أنا عبد الوهاب بن عطاء ، أنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أبي المليح ، عن أبيه ، قال : ” نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جلود السباع ”
152 – وروينا عن معاوية ، أنه قال للمقدام : هل تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” نهى عن لبس جلود السباع والركوب عليها ؟ قال : نعم ”
153 – وفي حديث عبد الله بن عكيم قال : قرئ علينا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ” لا تستمتعوا من الميتة بإهاب ولا عصب ” وقيل عنه عن مشيخة من جهينة وكل ذلك ورد في الإهاب قبل الدباغ بدليل ما مضى154 – وروينا عن ابن عمر ، أنه ” كره أن يدهن في عظم فيل ” وروينا عن عطاء ، وطاوس ، وعمر بن عبد العزيز ، في معناه أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنا أبو الحسن الطرائفي ، نا عثمان بن سعيد الدارمي ، نا القعنبي ، فيما قرئ على مالك
155 – وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، في آخرين قالوا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنا الربيع بن سليمان ، أنا الشافعي ، أنا مالك ، عن نافع ، عن زيد بن عبد الله بن عمر ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، عن أم سلمة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” الذي يشرب في آنية الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم ”
156 – وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، أنا إسحاق بن الحسين ، نا أبو نعيم ، نا سيف ، قال : سمعت مجاهدا ، يقول : حدثني عبد الرحمن بن أبي ليلى ، أنهم كانوا عند حذيفة فاستسقى فسقاه مجوسي بقدح فضة فلما وضع القدح في يده رماه به ثم قال : لولا أني نهيته غير مرة ولا مرتين . يقول أبو نعيم كأنه يقول : لم اصنع هذا ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” لا تلبسوا الحرير ولا الديباج ، ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة ، ولا تأكلوا في صحافها فإنها لهم في الدنيا ، ولكم في الآخرة ”
157 – ورواه أيضا جرير بن حازم عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، وذكر ، فيه النهي عن الأكل ، فيهما فقال : ” نهانا أن نشرب ، في آنية الذهب والفضة ، وأن نأكل فيهما ، وعن لبس الحرير ، والديباج وأن نجلس عليه ” ورويناه في ، كراهية الشرب من المفضض عن ابن عمر ، وعائشة ، وأنس بن مالك
158 – وقد رواه زكريا بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” من شرب في إناء من ذهب أو فضة أو إناء فيه شيء من ذلك فإنما يجرجر في بطنه نار جهنم ” أخبرنا أبو علي الروذباري ، أنا الحسين بن الحسن بن أبي أيوب الطوسي ، نا أبو يحيى بن أبي ميسرة ، نا يحيى بن محمد الجاري ، نا زكريا ، فذكره
159 – أما آنية المشركين فقد روينا عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، أن عمر ” توضأ من ماء نصرانية في جرة نصرانية ” أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنا إسماعيل بن الصفار ، نا سعدان بن نصر ، نا سفيان ، قال : حدثونا عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عمر ، فذكره فيحديث
160 – وروينا في ، حديث أبي ثعلبة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ” فإن وجدتم غير آنيتهم فلا تأكلوا فيها ، فإن لم تجدوا فاغسلوها ، ثم كلوا فيها ”
161 – وقد روى في ، حديث أبي ثعلبة أنهم قالوا : له في السؤال ” يطبخون في قدورهم الخنزير ويشربون في آنيتهم الخمر فأمر بالغسل ”
باب التيمم قال الله عز وجل : يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم إلى قوله تعالى فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه فإذا دخل وقت الصلاة وأراد القيام إليها طلب الماء فإذا لم يجده أحدث نية في التيمم في المكتوبة وتيمم صعيدا طيبا وهو التراب الطاهر فمسح به وجهه ويديه جنبا كان أو محدثا . قال الشافعي رضي الله عنه : في كثير من فقهاء الأنصار إلى المرفقين وهو الاحتياط والمروي من عبد الله بن عمر مرفوعا وموقوفا162 – أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد الصفار ، نا إسماعيل بن إسحاق ، نا مسلم بن إبراهيم الأزدي ، نا محمد بن ثابت العبدي ، نا نافع ، قال : انطلقت مع ابن عمر في حاجة إلى ابن عباس فلما قضى حاجته كان من حديثه يومئذ قال : بينما النبي صلى الله عليه وسلم في سكة من سكك المدينة وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم من غائط أو بول فسلم عليه رجل فلم يرد عليه ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم ” ضرب بكفيه فمسح بوجهه مسحة ، ثم ضرب بكفيه الثانية فمسح ذراعيه إلى المرفقين وقال : ” إنه لم يمنعني أن أرد عليه السلام إلا أني لم أكن على وضوء ، أو قال : على طهارة ”
163 – أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنا أبو الحسن الطرائفي ، نا عثمان بن سعيد الدارمي ، نا ابن بكير ، نا مالك ، عن نافع ، مولى عبد الله بن عمر أنه أقبل هو وعبد الله بن عمر من الجرف حتى إذا كانوا بالمربد نزل عبد الله بن عمر ” فتيمم صعيدا طيبا فمسح بوجهه ويديه إلى المرفقين ”
164 – وبإسناده عن نافع ، أن عبد الله بن عمر ، ” كان يتيمم إلى المرفقين ”
165 – أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنا إسماعيل بن محمد الصفار ، نا محمد بن إسحاق الصاغاني ، نا يعلى بن عبيد ، ثنا الأعمش ، عن شقيق ، قال : كنت جالسا مع عبد الله وأبي موسى فقال : أبو موسى : يا أبا عبد الرحمن ، الرجل يجنب فلا يجد الماء لا يصلي ؟ قال : لا . قال : ألم تسمع قول عمار لعمر : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني أنا وأنت فأجنبت فتمعكت بالصعيد فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه فقال : ” إنما كان يكفيك هكذا ” ومسح وجهه وكفيه واحدة فقال : إني لم أر عمر قنع بذلك . قال : قلت : فكيف تصنعون بهذه الآية فتيمموا صعيدا طيبا . قال : إنا لو رخصنا لهم في هذا كان أحدهم إذا وجد الماء البارد تمسح بالصعيد” قال الأعمش : فقلت لشقيق : فما كرهه إلا لهذا
166 – وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو الحسن بن يعقوب ، نا يحيى بن أبي طالب ، نا عبد الوهاب بن عطاء ، أنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن عزرة ، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى ، عن أبيه ، عن عمار ، أنه قال : ” سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن التيمم فأمرني بالوجه والكفين ضربة واحدة ” وكان قتادة يفتي به قلت : وكان الشافعي رحمه الله يقول : إن ثبت عن عمار عن النبي صلى الله عليه وسلم ما روينا في الوجه والكفين ولم يثبت إلى المرفقين فما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أولى . قلت : حديث عمار قد ثبت من وجهين وحديث ابن عمر صالح الإسناد ويحتمل أن يكون بعد حديث عمار والاحتياط مسحهما إلى المرفقين خروجا من الخلاف وبالله التوفيق قال الشافعي رحمه الله : وإذا وجد الجنب الماء بعد التيمم اغتسل وإذا وجد الذي ليس بجنب توضأ
167 – وهذا لما روينا في ، حديث أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرخصة في التيمم بالصعيد الطيب قال : ” فإذا وجد الماء فليمس بشره الماء فإن ذلك خير ”
168 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أنا عبد الله بن محمد ، نا إسحاق بن إبراهيم ، أنا جرير ، عن عطاء بن السائب ،عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، بعد قوله عز وجل وإن كنتم مرضى قال : ” إذا كانت بالرجل الجراحة في سبيل الله أو القروح أو الجدري فيجنب فيخاف إن اغتسل أن يموت فليتيمم ”
169 – والذي روي عن علي ، عليه السلام أنه قال : ” انكسر إحدى زنديه فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالمسح على الجبائر لم يثبت إثباته ”
170 – ولكن روي عن عطاء ، عن جابر ، قال : خرجنا في سفر فأصاب رجلا منا حجر فشجه في رأسه ثم احتلم فقال لأصحابه : هل تجدون لي رخصة في التيمم ؟ قالوا : ما نجد لك رخصة وأنت تقدر على الماء فاغتسل فمات فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك قال : ” قتلوه قتلهم الله ألا سألوا إذا لم يعلموا فإنما شفاء العي السؤال ، إنما كافيه أن يتيمم ويعصب على جرحه بخرقة ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده ”
171 – وأخبرنا أبو عبد الله ، أنا أبو بكر بن إسحاق ، نا عبد الله بن محمد ، نا الحسن بن عيسى ، نا ابن المبارك ، نا عبد الوارث ، عن عامر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : ” يتيمم لكل صلاة وإن لم يحدث ” قلت : وروي ذلك ، عن علي ، وابن عباس ، وعمرو بن العاص رضي الله عنهم أجمعين
172 – أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار ببغداد ، أنا الحسين بن يحيى بن عياش القطان ، نا أبو الأشعث ، نا يزيد بن زريع ، نا سليمان التيمي ، عن سيار ، عن أبي أمامة ، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إن الله عز وجل قد فضلني على الأنبياء أو قال أمتي على الأمم بأربع : أرسلني إلى الناس كافة وجعل الأرض كلها لي ولأمتي طهورا ، ومسجدا فأينما أدركت الرجل منأمتي الصلاة فعنده مسجده وعنده طهوره ونصرني بالرعب يسير بين يدي مسيرة شهر فقذف في قلوب أعدائي وأحلت لي الغنائم ”
173 – وفي الحديث الصحيح عن حذيفة بن اليمان ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” فضلت على الناس بثلاث : جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة ، وجعل لنا الأرض كلها مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا إذا لم نجد الماء ” وذكر خصلة أخرى أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا عبد الله بن محمد الكعبي ، نا إسماعيل بن قتيبة ، نا أبو بكر بن أبي شيبة ، نا محمد بن فضيل ، عن أبي مالك الأشجعي ، عن ربعي ، عن حذيفة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر مثله ، وفيه دلالة على جواز الصلاة في الكعبة
174 – وروينا عن بلال ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى في الكعبة وهو أولى من قول أسامة : ” أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل فيها فلما خرج ركع في قبل البيت ركعتين وقال : ” هذه القبلة ” لأن بلالا شاهد مثبت فهو أولى
175 – وأما الصلاة على ظهر الكعبة ففي حديث زيد بن علي عن داود بن الحصين عن نافع عن ابن عمر قال : ” نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في سبعة مواطن : المقبرة والمجزرة ، والمزبلة ، والحمام ومحجة الطريق ، وظهر بيت الله ، ومعاطن الإبل ” حدثنا أبو محمد بن يوسف ، أنا أبو بكر بن القطان ، نا علي بنالحسين الهلالي ، نا عبد الله بن يزيد المقرئ ، نا يحيى بن أيوب ، عن زيد بن جبيرة ، فذكره . وزيد هذا غير قوي إنما لم يجز الصلاة على ظهره لأنه إنما أمر بالصلاة إليه لا عليه والمعنى في النهي عن الصلاة في غيره من المواطن لنجاستها في الغالب وقيل في بعضها غيرها وهو مذكور في الكتب المبسوطة والله أعلم
176 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أخبرنا أبو المثنى ، ثنا مسدد ، ثنا خالد ، عن خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، عن عمرو بن بجدان ، عن أبي ذر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” الصعيد الطيب وضوء المسلم ، ولو إلى عشر سنين فإذا وجدت الماء فأمسه جلدك فإن ذلك خير ”
177 – وفي الحديث الصحيح عن عمران بن حصين ، في الرجل أصابته جنابة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” يا فلان ، ما منعك أن تصلي مع القوم ؟ ” قال : يا رسول الله ، أصابتني جنابة ولا ماء . قال : ” عليك بالصعيد الطيب فإنه يكفيك ” فلما وجدوا المرأة المشركة بين مزادتين من ماء قال للناس : ” اشربوا واستقوا ” وأعطى الذي أصابته الجنابة إناء من ماء فقال : ” اذهب فاغرفه عليك ”
178 – وأما الحديث الذي روي عن عبد الرحمن بن جبير ، عن عمرو بن العاص ، قال : احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك فتيممت ، ثم صليت بأصحابي الصبح ، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : ” يا عمرو ، صليت بأصحابك وأنت جنب ؟ ” فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت : إني سمعت الله يقول : ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكمرحيما فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا ” فهذا حديث مختلف في إسناده ومتنه ويروى هكذا وقيل عن عبد الرحمن بن جبير عن أبي قيس مولى عمرو أن عمرو بن العاص كان على سرية فذكر الحديث وقال فيه : فغسل مغابنه وتوضأ وضوءه للصلاة ، ثم صلى بهم ولم يذكر التيمم ، فإن كان التيمم محفوظا في الأول فيحتمل أنه غسل ما قدر وتيمم للباقي ، والله أعلم
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website