باب فرض الصلاة قال الله عز وجل : وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة
179 – أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ، نا أحمد بن مهران ، نا عبيد الله بن موسى ، أنا حنظلة بن أبي سفيان ، قال : سمعت عكرمة بن خالد ، يحدث طاوسا عن ابن عمر ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحج ، وصوم رمضان ”
باب فرض الصلوات الخمس قال الله عز وجل : فسبحان الله حين تمسون قال ابن عباس : صلاة المغرب وحين تصبحون صلاة الصبح وعشيا صلاة العصر وحين تظهرون صلاة الظهر ، وقرأ ابن عباس ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عوراتلكم .
180 – أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف بن أحمد الأصبهاني ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا الحسن بن محمد الزعفراني ، نا عبد الله بن نافع ، ومحمد بن إدريس الشافعي ، قالا : نا مالك ، عن عمه أبي سهيل بن مالك ، عن أبيه ، أنه سمع طلحة بن عبيد الله ، يقول : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس نسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول : حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” خمس صلوات في اليوم والليلة ” فقال : هل علي غيرهن ؟ قال : ” لا ، إلا أن تطوع ” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” وصيام شهر رمضان ” قال : هل علي غيره ؟ قال : ” لا ، إلا أن تطوع ” قال : وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة فقال : هل علي غيرها ؟ قال : ” لا ، إلا أن تطوع ” فأدبر الرجل وهو يقول : والله لا أزيد على هذا ولا انقص منه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أفلح إن صدق ” وقال الشافعي في حديثه وذكر الصدقة وقال : هل علي غيرها
باب مبتدأ فرض الصلوات الخمس
181 – أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا يحيى بن أبي طالب ، نا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ، أنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن مالك بن صعصعة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان إذ سمعت قائلا يقول : أحد الثلاثة بين الرجلين . قال : فأتيت ، فانطلق بي ثم أتيت بطست من ذهب فيها من ماء زمزم فشرح صدري إلى كذا وكذا ” قالقتادة : قلت لصاحبي : ما يعني ؟ قال : ” إلى أسفل بطني ، واستخرج قلبي فغسل بماء زمزم ثم أعيد مكانه ” قال : وحشي أو قال : وكنز أيمانا
وحكمة ” والشك من سعيد ، قال : ” ثم أتيت بدابة أبيض يقال لها البراق فوق الحمار ودون البغل يقع خطوه عند أقصى طرفه فحملت عليه ومعي صاحبي لا يفارقني فانطلقنا حتى أتينا السماء الدنيا فاستفتح جبريل عليه السلام فقيل : من هذا ؟ فقال : جبريل . فقال : ومن معك ؟ قال : محمد . قالوا : أوقد بعث إليه ؟ قال : نعم . قال : ففتح لنا ، وقالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء . فأتيت على آدم عليه السلام فقلت : يا جبريل ، من هذا ؟ فقال : هذا أبوك آدم . فسلمت عليه فقال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ثم انطلقناحتى أتينا السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل . قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . فقيل : أوقد بعث إليه ؟ فقال : نعم . قال : ففتح لنا ، وقالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء . فأتيت على يحيى وعيسى ” قال سعيد أحسبه قال : ” ابني الخالة ، فسلمت عليهما فقالا : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الثالثة فاستفتح جبريل قيل : من هذا ؟ قال : جبريل . قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل : أوقد بعث إليه ؟ قال : نعم . قالوا : مرحبا به ، ولنعم المجيء جاء . فأتيت على يوسف فقلت : يا جبريل ، من هذا ؟ قال : هذا أخوك يوسف فسلمت عليه فقال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح . ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الرابعة فاستفتح جبريل قيل : من هذا ؟ قال : جبريل . قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل : أوقد بعث إليه ؟ قال : نعم . قالوا : مرحبا به ، ولنعم المجيء جاء . فأتيت على إدريس فقلت : من هذا ؟ قال : أخوك إدريس فسلمت عليه قال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ” قال عبد الوهاب : قال سعيد وكان قتادة يقول عندها : قال الله تعالى ورفعناه مكانا عليا ” ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الخامسة فاستفتح جبريل فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل . قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل : أوقد بعث إليه ؟ قال : نعم . قالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء . قال : فأتيت على هارون عليه السلام فقلت : يا جبريل من هذا ؟ فقال : هذا أخوك هارون . فسلمت عليه فقال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح . ثم انطلقنا حتى أتينا السماء السادسة فاستفتح جبريل فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل . قيل : ومن معك ؟ قال : محمد قال : أوقد بعث إليه ؟ قال : نعم . قالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء . قال : فأتيت على موسى عليه السلام فقلت : يا جبريل من هذا ؟ قال : أخوك موسى . فسلمت عليه فقال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح فلما جاوزته بكى فنودي : ما يبكيك ؟ فقال : يا رب هذا غلام بعثته بعدي يدخل من أمته الجنة أكثر مما يدخل من أمتي . ثم انطلقنا حتى أتينا السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل : أوقد بعث إليه ؟ قال : نعم . قالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء . فأتيت على إبراهيم عليه السلام فقلت : من هذا ؟ قال : أبوك إبراهيم . فسلمت عليه فقال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ثم رفع لنا البيت المعمور فقلت : يا جبريل ما هذا ؟ قال : هذا البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك حتى إذا خرجوا منه لم يعودوافيه آخر ما عليهم . ثم رفعت لنا سدرة المنتهى فحدث نبي الله صلى الله عليه وسلم أن ورقها مثل آذان الفيلة وأن نبقها مثل قلال هجر ، وحدث النبي صلى الله عليه وسلم أن رأى أربعة أنهار يخرج من أصلها نهران باطنان ونهران ظاهران فقلت : ما هذه الأنهار يا جبريل ؟ فقال : أما الباطنان فنهران في الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات . قال : وأتيت بإناءين أحدهما خمر والآخر لبن فعرضا علي فاخترت اللبن فقيل لي : أصبت أصاب الله بك أمتك على الفطرة ، وفرضت علي خمسون صلاة كل يوم أو قال : أمرت بخمسين صلاة كل يوم ، الشك من سعيد ، فجئت حتى أتيت على موسى فقال لي : بما أمرت ؟ فقلت : أمرت بخمسين صلاة كل يوم قال : إني قد بلوت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة وإن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فرجعت فحط عني خمس صلوات فما زلت اختلف بين ربي وبين موسى كلما أتيت عليه قال : لي مثل مقالته حتى رجعت بخمس صلوات كل يوم فلما أتيت على موسى قال لي : بم أمرت ؟ قلت : أمرت بخمس صلوات كل يوم قال : إني قد بلوت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة وإن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك قلت : لقد رجعت إلى ربي حتى استحييت ولكن أرضى وأسلم قال : فنوديت أو ناداني مناد ، الشك من سعيد ، ” أن قد أمضيت فريضتي ، وخففت عن عبادي ، وجعلت لكل حسنة عشر أمثالها “182 – وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، نا أبو صالح ، وابن بكير قالا : نا الليث ، حدثني يونس ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك ، قال : كان أبو ذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” فرج سقف بيتي وأنا بمكة ، فنزل جبريل عليه السلام ، فعرج بي إلى السماء ففرض الله تعالى على أمتي خمسين صلاة ، فلم أزل أراجع ربي قال : هي خمس وهي خمسون ، لا يبدل القول لدي ”
باب عدد ركعات الصلوات الخمس
183 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي حامد المقرئ قالا : أنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا محمد بن سنان ، نا بكار بن عبد الله بن محمد بن سيرين ، نا داود بن أبي هند ، عن عامر ، عن مسروق ، عن عائشة ، قالت : ” إن أول ما فرضت الصلاة ركعتين فلما قدم نبي الله صلى الله عليه وسلم المدينة واطمأن زاد ركعتين غير المغرب لأنها وتر ، وصلاة الغداة لطول قراءتها قالت : وكان إذا سافر صلى صلاته الأولى “184 – ورواه معمر بن راشد عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، ” دون ذكر المغرب والصبح ، وسائر الثقات أطلقوه لم يقيدوا الزيادة بالمدينة ” وكان الحسن بن أبي الحسن البصري يذهب إلى أنهن فرضت في الابتداء بأعدادهن ، ورواه أيضا أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم مرسلا عن أبي مسعود الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث إمامة جبريل عليه السلام بالنبي صلى الله عليه وسلم إلا أن حديث الزهري وغيره موصول وهذان مرسلان والله أعلم والروايات بالإجماع متفقة على استقرار الشرع على هذه الأعداد المعلومة للجماعة ”
باب فضل إقامة الصلوات الخمس
185 – أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ ، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، نا يوسف بن يعقوب ، نا أبو الربيع ، نا إسماعيل بن جعفر ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر “186 – وكذلك رواه محمد بن سيرين عن أبي هريرة ، ورواه إسحاق مولى زائدة عن أبي هريرة ، وزاد فيه ” ورمضان إلى رمضان ”
187 – وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أحمد بن سليمان الفقيه ، نا الحسن بن مكرم ، نا يزيد بن هارون ، أنا يحيى بن سعيد ، عن محمد بن يحيى بن حبان ، عن ابن محيريز ، أن المخدجي ، رجل من بني كنانة ، حدثه أن أبا محمد ، رجلا من الأنصار ، كان يسكن الشام قال : إن الوتر واجب وإن المخدجي راح إلى عبادة بن الصامت فأخبره بذلك فقال عبادة : كذب أبو محمد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” خمس صلوات كتبهن الله على العباد من جاء بهن ، ولم ينقص منهن كان له عند الله عهد ومن جاء بهن وقد انتقص من حقهن شيئا ليس له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة ” والله أعلم بالصواب
باب مواقيت الصلوات الخمس قال الله عز وجل : إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا قال الشافعي رحمه الله : والموقوت والله أعلم الوقت الذي يصلى فيهوعددها
188 – أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، ومحمد بن موسى ، قالا : أنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا أسيد بن عاصم ، نا الحسين بن حفص ، عن سفيان ، نا عبد الرحمن بن عياش بن أبي ربيعة ، حدثني حكيم بن حكيم بن عباد بن سهل بن حنيف ، عن نافع بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أمني جبريل عليه السلام عند البيت مرتين فصلى بي الظهر حين زالت الشمس فكانت بقدر الشراك ، ثم صلى بي العصر حين كان ظل كل شيء مثله ، ثم صلى المغرب حين أفطر الصائم ، ثم صلى بي العشاء حين غاب الشفق ، ثم صلى بي الفجر حين حرم الطعام والشراب على الصائم ثم صلى بي الغد الظهر حين كان ظل كل شيء مثله ، ثم صلى بي العصر حين كان كل شيء مثليه ثم صلى بي المغرب حين أفطر الصائم ثم صلى بي العشاء إلى ثلث الليل الأول ثم صلى بي الفجر فأسفر ثم التفت إلي فقال : يا محمد ، إن هذا وقت الأنبياء من قبلك الوقت فيما بين هذين الوقتين ” . قلت : وقوله في العصر : ” صلى بي حين كان ظل كل شيء مثله ” يعني حين تم ظل كل شيء مثله ، وقوله في الظهر : ” من الغد صلى بي حين كان ظل كل شيء مثله ” يعني فرغ من الظهر حين كان ظل كل شيء مثله إلا أنه أراد تبيين أول الوقت وآخره وإنما يحصل التبيين بذلك لأن الصلاة تطول وتقصر وصلاته في اليوم الثاني الصبحوالعصر وقعت في آخر وقت الاختيار ويبقى وقت الجواز للصبح إلى طلوع الشمس والعصر إلى غروب الشمس ، واحتج الشافعي رضي الله عنه في ذلك بما روي أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، في آخرين قالوا : نا أبو العباس الأصم ، أنا الربيع بن سليمان ، أنا الشافعي ، أنا مالك
189 – وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا : نا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ، نا عثمان بن سعيد الدارمي ، أنا القعنبي ، فيما قرئ على مالك قال : وحدثنا يحيى بن بكير ، نا مالك ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، وعن بسر بن سعيد ، وعن الأعرج ، يحدثونه عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” من أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح ، ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر ”
190 – ورواه عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن زيد بن أسلم ، وقال في الحديث : ” من أدرك من الصبح ركعة قبل أن تطلع الشمس وركعة بعد ما تطلع فقد أدركها ” وكذلك قاله في العصر
191 – وأخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الفقيه الزيادي ، أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ، نا أحمد بن يوسف السلمي ، نا عمر بن عبد الله بن رزين ، نا إبراهيم بن طهمان ، عن الحجاج ، عن قتادة ، عن أبي أيوب ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وقت الصلاة فقال : ” وقت صلاة الفجر ما لم يطلع قرن الشمس ، ووقت صلاة الظهر إذا زالت الشمس عن بطن السماء ما لم تحضر العصر ، ووقت صلاة العصر ما لم تصفرالشمس ، ويسقط قرنها الأول ووقت صلاة المغرب إذا غابت الشمس ما لم يسقط الشفق ، ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل ”
192 – ورواه شعبة وغيره عن قتادة ، وقال في الحديث : ” وقت الصبح إذا طلع الفجر ما لم يطلع قرن الشمس ” وقال في المغرب : ” ما لم يغب نور الشفق ”
193 – وفي حديث عبد الله بن عمرو بيان صحة ما ذكرنا في حديث ابن عباس وفيه ” زيادة رخصة في تفاوت المغرب إلى سقوط الشفق والشفق الذي يدخل بغيبوبته وقت العشاء الآخر هي الحمرة ” قاله جماعة من الصحابة منهم عمر وعلي وابن عباس وعبادة وأبو هريرة وشداد بن أوس
194 – وفي حديث عبد الله بن عمرو ” زيادة رخصة في تفاوت العشاء إلى نصف الليل ” وهو أيضا في حديث أنس بن مالك وغيره وروينا عن عبد الرحمن بن عوف ، إنه قال : ” وإذا طهرت الحائض قبل أن تغرب الشمس صلت الظهر والعصر جميعا ، وإذا طهرت قبل الفجر صلت المغرب والعشاء جميعا ” وروينا معناه ، أيضا عن عبد الله بن عباس ، وعن الفقهاء السبعة ، من أهل المدينة ، وقد جعل الشافعي رحمه الله في معناها المغمى عليه يفيق والمجنون يفيق ، والنصراني يسلم والصبي يحتلم ، وذكر أيضا إدراك الصبح بإدراك قدر ركعة قبل طلوع الشمس وفي موضع آخر بإدراك قدر تكبيرة ، وذكر القولين أيضا في آخر وقت العصر ، ووقت العشاء وفيه من قول الصحابة دلالة على تفاوت وقت الجواز لصلاة العشاء إلى طلوع الفجر والله أعلمباب السنة في الأذان والإقامة للصلاة المكتوبة قال الله عز وجل : وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا وقال : إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله .
195 – أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري ، في كتاب السنن لأبي داود أنا أبو بكر محمد بن بكر ، نا أبو داود ، نا محمد بن منصور الطوسي ، نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : أخبرني أبو يحيى أحمد بن محمد بن إبراهيم السمرقندي ، نا محمد بن نصر ، نا عبيد الله بن سعد الزهري ، نا عمي يعقوب بن إبراهيم ، نا أبي ، عن محمد بن إسحاق ، حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه ، قال : حدثني أبي عبد الله بن زيد ، قال : ” لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناقوس يعمل ليضرب به للناس في الجمع للصلاة طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوسا في يده فقلت له : يا عبد الله ، أتبيع الناقوس ؟ قال : وما تصنع به ؟ فقلت : ندعو به إلى الصلاة قال : أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك ؟ قلت : بلى . قال : تقول : الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ثم استأخر غير بعيد قال : ثم تقول إذا أقمت الصلاة : الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الفلاح قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله . فلما أصبحت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما رأيت فقال : ” إنها لرؤيا حق إن شاء الله فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فليؤذن به فإنه أندى صوتا منك ” فقمت مع بلال فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به فسمع بذلك عمر بن الخطاب وهو في بيته فخرج يجر رداءه ويقول : يا رسول الله والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل ما رأى . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” فلله الحمد ” لفظ حديث أبي عبد الله وهكذا رواه الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن عبد الله بن زيد ، في إفراد الإقامة . ورواه عبد الرحمن بن أبي ليلى تارة عن عبد الله بن زيد ، وتارة عن معاذ ، في قصة عبد الله بن زيد فذكر الإقامة مثنى مثنى . وعبد الرحمن لم يدرك معاذا ولا عبد الله بن زيد . أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا زكريا أحمد بن إسحاق الفقيه يقول : سمعت أبا بكر محمد بن يحيى المطرز يقول : سمعت محمد بن يحيى الذهلي ، يقول : ليس في أخبار عبد الله بن زيد في قصة الأذان خبر أصح من هذا . يعني ما ذكرناه بإسناده ، قال : لأن محمدا سمع من أبيه وابن أبي ليلى لم يسمع من عبد الله
196 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر محمد بن إسحاق الفقيه ، أنا محمد بن شاذان الجوهري ، نا محمد بن يحيى القطيعي ، نا روح بن عطاء بن أبي ميمونة ، نا خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، عن أنس ، قال : ” كانت الصلاة إذا حضرت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سعى رجل فيالطريق فنادى : الصلاة الصلاة . فاشتد ذلك على الناس فقالوا : لو اتخذنا ناقوسا يا رسول الله ؟ فقال : ” ذلك للنصارى ” فقالوا : لو اتخذنا بوقا ؟ فقال : ” ذلك لليهود ” قال : فأمر بلالا أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة
197 – أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنا أبو حامد بن بلال البزاز ، نا أبو الأزهر ، نا عبد الرزاق ، نا معمر ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أنس ، قال : ” أمر بلال أن يشفع ، الأذان ، ويوتر الإقامة إلا قوله : قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة ”
198 – ورواه عبد الوهاب الثقفي ، عن أيوب السختياني ، عن أبي قلابة ، عن أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أمر بلالا أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة ” أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس بن يعقوب ، نا العباس بن محمد الدوري ، نا يحيى بن معين ، نا عبد الوهاب ، فذكره
199 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، في آخرين قالوا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا هارون بن سليمان ، نا عبد الرحمن بن مهدي ، نا شعبة ، عن أبي جعفر ، عن أبي المثنى ، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، قال : ” كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مثنى مثنى ، والإقامة مرة مرة ، غير أن المؤذن إذا قال : قد قامت الصلاة قالها مرتين .قلنا : ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سن الترجيع في أذان جميع الصلاة والتثويب في أذان الصبح فيما علم أبا محذورة مؤذن مكة وأقره على إفراد الإقامة إلا قوله : قد قامت الصلاة ، فإنه كان يقولها مرتين ”
200 – أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن علي الروذباري ، أنا أبو بكر محمد بن بكر ، نا أبو داود السجستاني ، نا مسدد ، نا الحارث بن عبيد ، عن محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قلت : يا رسول الله ، علمني سنة الأذان قال : فمسح مقدم رأسه قال : ” تقول : الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ترفع بها صوتك ، ثم تقول : أشهد ألا إله إلا الله أشهد ألا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله تخفض بها صوتك ثم ترفع بها صوتك بالشهادة أشهد ألا إله إلا الله أشهد ألا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح ، فإن كان صلاة الصبح قلت : الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ”
201 – وقد روى مكحول ، وغيره ، عن عبد الله بن محيريز ، عن أبي محذورة ، ” أنالنبي صلى الله عليه وسلم علمه الأذان فكان فيما علمه الترجيع في كلمتي الشهادة ”
202 – ورواه أيضا السائب مولى أبي محذورة ورواه عبد الملك بن أبي محذورة وكلاهما عن أبي محذورة ، وهو في رواية أولاد سعد القرظ عن سعد أنه قال : ” هذا الأذان أذان بلال الذي أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم وإقامته فذكر الأذان بالترجيع والإقامة واحدة واحدة ”
203 – وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : نا أبو جعفر محمد بن صالح بن هاني ، أنا أحمد بن سلمة ، نا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، أنا إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة ، قال : أدركت أبي وجدي يؤذنون من الأذان الذي أؤذن ويقيمون هذه الإقامة ويقولون : إن النبي صلى الله عليه وسلم علمه أبا محذورة فذكر صفة الأذان بالترجيع ثم قال والإقامة فرادى : ” الله أكبر الله أكبر أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الفلاح قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ”
204 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا الربيع بن سليمان ، نا عبد الله بن وهب ، أخبرني يونس ، والليث بن سعد ، عن ابن شهاب ، عن سالم ، عن عبد الله بن عمر ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” إن بلالا يؤذن بليل ، فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم ” قال يونس في الحديث : وكان ابن أم مكتوم هو الأعمى الذي أنزل الله عزوجل فيه عبس وتولى كان يؤذن مع بلال
205 – قال سالم : ” وكان رجلا ضرير البصر ، ولم يكن يؤذن حتى يقول له الناس حين ينظرون إلى بزوغ الفجر أذن ”
206 – وروينا في ، حديث زياد بن الحارث الصدائي ما دل على تقديم الأذان على طلوع الفجر وفيه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال : ” إن أخا صداء أذن ومن أذن فهو يقيم ”
207 – وأما حديث بلال أنه أذن قبل طلوع الفجر فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع فينادي : ” ألا إن العبد نام ” فإنه لم ينتبه
208 – وأنكره مالك بن أنس وقال : ” لم يزل الأذان عنده بليل ”
209 – وأخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني ، أنا أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ، نا محمد بن إبراهيم البوشنجي ، نا يحيى بن بكير ، نا مالك ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري ، ثم المازني ، عن أبيه ، أنه أخبره أن أبا سعيد الخدري قال : ” إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك ، أو باديتك فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة ” قال أبو سعيد : سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلمباب ما يقول إذا سمع المؤذن يؤذن أو يقيم ؟
210 – أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، نا أبو عبد الله محمد بن يعقوب إملاء ، أنا علي بن الحسن بن أبي عيسى ، نا محمد بن جهضم ، نا إسماعيل بن جعفر ، عن عمارة بن غزية ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص بن عاصم بن عمرو بن الخطاب ، عن أبيه ، عن جده ، عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم : الله أكبر ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله قال : أشهد ألا إله إلا الله ثم قال : أشهد أن محمدا رسول الله قال : أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال : حي على الصلاة قال : لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال : حي على الفلاح قال : لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال : الله أكبر الله أكبر قال : الله أكبر الله أكبر ثم قال : لا إله إلا الله قال : لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة ”
211 – أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، نا أبو عبد الرحمن المقري ، نا حيوة بن شريح ، عن كعب بن علقمة ، عن عبد الرحمن بن جبير ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إذا سمعتم المؤذن فقولوا كما يقول ثم صلوا علي فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ، ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا ينبغي أن تكون إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة ”
212 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو نصر أحمد بن علي بن أحمد القاضي قالا : أنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا محمد بن عوف ، نا علي بنعياش ، نا شعيب بن أبي حمزة ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من قال حين يسمع النداء : اللهم إنى أسألك بحق هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه مقاما محمودا ، الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد إلا حلت له شفاعتي ”
213 – وروينا عن أبي أمامة ، أو عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن بلالا أخذ في الإقامة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما روينا في حديث عمر : فإذا قال : قد قامت الصلاة قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” أقامها الله وأدامها ”
214 – وروينا عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ” لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة “باب قضاء الفائتة والأذان لها
215 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا أحمد بن عبد الجبار ، نا محمد بن فضل ، عن حصين بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أبيه ، قال : سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقال بعض القوم : لو عرست بنا يا رسول الله . فقال : ” إني أخاف أن تناموا عن الصلاة فقال بلال : أنا أوقظكم . فنزل القوم فاضطجعوا وأسند بلال ظهره إلى راحلته فغلبته عينه فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد طلع حاجب الشمس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يا بلال ، أين ما قلت ؟ قال بلال : يا رسول الله ، ما ألقي علي نوم مثله قط . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن الله قبض أرواحكم حين شاء وردها إليكم ” ثم قال : ” قم يا بلال فأذن بالناس بالصلاة فتوضأ فلما ارتفعت الشمس وابيضت قام وصلى ”
216 – وروينا عن عبد الله بن رباح ، عن أبي قتادة ، في هذه القصة قال : ثم ” أذن بلال فصلينا ركعتين ثم أقام فصلى ركعتين قبل الفجر ثم صلى الفجر ”
217 – وفي حديث عمران بن حصين ثم ” أمر بلالا فأذن فصلينا ركعتين ، ثم أقام فصلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم ”
218 – وروينا في ، حديث جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة الحج قال : ” فجمع بين الظهر والعصر بعرفة بأذان وإقامتين وجمع بين المغرب والعشاء بمزدلفة بأذان وإقامتين ” وهذا أولى من رواية من روى جمعه بمزدلفة بين المغرب والعشاء بإقامة إقامة لأن هذا زائد
219 – وأما حديث أبي سعيد في ” قصة الخندق وقضاء النبي صلى الله عليه وسلم ما فاته من الصلوات بإقامة إقامة فقد روي فيها من وجه آخر أنه أمر بلالا فأذن ثم أقام فصلى الظهر ، ثم أقام ، فصلى العصر ، ثم أقام فصلى المغرب ، ثم أقام فصلى العشاء ”
باب التعجيل بالصلوات في أوائل الأوقات قال الله عز وجل : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى . قال الشافعي رحمه الله : المحافظة على الشيء تعجيلهوأما الصلاة الوسطى فقد قيل : هي صلاة الصبح وإليه مال الشافعي وقيل : هي العصر وإليه ذهب أكثر الصحابة وقيل هي الظهر
220 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ غير مرة ، نا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله بن السماك ، نا الحسن بن مكرم ، نا عثمان بن عمر ، نا مالك بن مغول ، عن الوليد بن العيزار ، عن أبي عمرو الشيباني ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي العمل أفضل ؟ قال : ” الصلاة في أول وقتها ” قلت : ثم أي ؟ قال : ” الجهاد في سبيل الله عز وجل ” قلت : ثم أي ؟ قال : ” بر الوالدين ” وكذلك رواه أبو بكر بن إسحاق بن خزيمة عن محمد بن بشار ، عن عثمان بن عمر
221 – أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هاني ، نا السري بن خزيمة ، نا مسلم بن إبراهيم ، نا شعبة ، نا سعد بن إبراهيم ، عن محمد بن عمرو ، قال : سألنا جابر بن عبد الله عن وقت ، صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ” كان يصلي الظهر بالهاجرة ، ويصلي العصر والشمس حية ، ويصلي المغرب إذا وجبت ، ويصلي العشاء إذا كثر الناس عجل ، وإذا قلوا أخر ويصلي الصبح بغلس” وقال بعضهم عن شعبة : يصلي الظهر إذا زالت الشمس . قلت : وكان يصلي الظهر بالهاجرة ، ثم إنه أمر في شدة الحر بالإبراد لها
222 – أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد الصفار ، أنا أحمد بن علي الخزاز ، نا أبو زكريا بن يحيى بن معين ، نا إسحاق الأزرق ، عن شريك ، عن بيان بن بشر ، عن قيس بن أبي حازم ، عن المغيرة بن شعبة ، قال : كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر بالهاجرة فقال لنا : ” أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم ” . وقوله في العصر : يصليها والشمس حية ، يعني أن يجد حرها
223 – ورواه أيضا أنس بن مالك فزاد : ” والشمس مرتفعة فيذهب الذاهب إلى العوالي والشمس مرتفعة وبعد العوالي من المدينة على أربعة أميال أو ثلاثة ”
224 – وفي رواية أبي مسعود الأنصاري في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم : ” فينصرف الرجل من صلاته فيأتي ذا الحليفة قبل غروب الشمس وهي ستة أميال ” وقوله في المغرب : إذا وجبت ، يعني غربت الشمس . وروينا عن سلمة بن الأكوع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ” يصلي المغرب إذا غربت الشمس وتوارت بالحجاب “225 – وروينا عن أبي برزة الأسلمي ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ” كان يستحب أن يؤخر العشاء قال : وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها ”
226 – ورويناه عن عائشة ، رضي الله عنها أنها قالت : ” ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نائما قبل العشاء ، ولا لاغيا بعدها ، إما ذاكرا فيغنم ، وإما نائما فيسلم ”
227 – وحدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي إملاء أنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب النيسابوري ، نا أبو حاتم الرازي ، نا يحيى بن صالح الوحاظي ، نا فليح بن سليمان ، نا عبد الرحمن بن القاسم ، عن القاسم ، عن عائشة ، قالت : ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الصبح فينصرف ونساء المؤمنين متلففات بمروطهن لا يعرفن من الغلس ”
228 – وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي قالا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا سعيد بن عثمان التنوخي ، نا بشر بن بكر ، حدثني الأوزاعي ، حدثني أبو النجاشي ، حدثني رافع بن خديج ، قال : ” كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر ، ثم تنحر الجزور فتقسم عشر قسم ، ثم تطبخ فنأكل لحما نضيجا قبل أن تغيب الشمس “229 – وفي هذا الحديث الصحيح دلالة على خطأ ما روي عن رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ” يأمرهم بتأخير العصر ”
230 – وفيما ذكرنا في الصبح دلالة على أن المراد بما روي عن رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجر ” الإسفار بها : مقدار ما بين طلوع الفجر الآخر معترضا ، والله أعلم ”
باب ستر العورة قال الله عز وجل : خذوا زينتكم عند كل مسجد . قال الشافعي رحمه الله : فقيل والله أعلم : الثياب . قلت : هذا قول طاوس . وقال مجاهد : ما وارى عورتك ولو عباءة
231 – أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ، نا أبو الأزهر ، نا يونس بن محمد ، نا فليح بن سليمان ، عن سعيد بن الحارث ، أنه أتى جابر بن عبد الله فقال : ” إني خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فجئته ليلة لبعض أمري فوجدته يصلي وعلي ثوب واحد فاشتملت به وصليت إلى جنبه فلما انصرف قال : ” ما السرى يا جابر ؟ ” فأخبرتهبحاجتي فقال : ” يا جابر ، ما هذا الاشتمال الذي رأيت ؟ ” فقلت : يا رسول الله ، كان ثوبا واحدا ضيقا . قال : إذا صليت وعليك ثوب واحد فإن كان واسعا فالتحف به وإن كان ضيقا فأتزر به ” وفي هذا دلالة على أن الرجل إذا ستر ما تحت الإزار صحت صلاته
232 – وروينا في ، حديث عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ” ما دل على أن عورة الرجل ما بين السرة والركبة ”
233 – وروينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لجرهد : وهو كاشف عن فخذه : ” غطهما فإنهما من العورة ” وقال أيضا لمعمر
234 – وروينا ، عن ابن عباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” الفخذ عورة ”
235 – وروينا عن أبي موسى الأشعري ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ” كشف عن ركبتيه فلما أقبل عثمان رضي الله عنه غطاهما ” قال الشيخ أحمد رحمه الله : وفي ذلك دلالة على أن ” ركبتي الرجل ليستا بعورة والله أعلم ”
236 – وأما المرأة الحرة فقد قال الله عز وجل : ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وروي عن ابن عباس أنه قال : ” ما في الوجه والكف “237 – وعن عائشة ، ” ما ظهر منها الوجه والكفان ” وروي عن ابن عمر
238 – وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنا أبو الحسن الطرائفي ، نا عثمان بن سعيد الدارمي ، نا يحيى بن بكير ، نا مالك ، قال : حدثني القعنبي ، فيما قرأ على مالك عن محمد بن زيد بن قنفذ ، عن أمه ، أنها سألت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم : ماذا تصلي فيه المرأة من الثياب ؟ فقالت : ” تصلي في الخمار والدرع السابغ الذي يغيب ظهور قدميها ”
239 – ورواه عثمان بن عمر ، عن عبد الرحمن بن عبد الله ، عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ ، عن أمه ، عن أم سلمة ، أنها قالت سألت النبي صلى الله عليه وسلم : ” أتصلي المرأة في درع وخمار ليس عليها إزار ؟ فقال : ” إذا كان الدرع سابغا يغطي ظهور قدميها ” أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، في آخرين قالوا : أنا أبو العباس محمد بنيعقوب ، نا العباس بن محمد الدوري ، نا عثمان بن عمر ، فذكره ، وأما الأمة قبل أن تعتق فرأسها ورقبتها وصدور يديها وقدميها وما ظهر منها فضلا في حال المهنة ليس بعورة ”
240 – وروينا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما دل على ” أن رأسها ليس بعورة ”
241 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس بن يعقوب ، نا بحر بن نصر ، نا ابن وهب ، أخبرني رجل ، والليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير ، سمع عقبة بن عامر ، يقول : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعليه فروج حرير فصلى فيه ، ثم انصرف فنزعه وقال : ” لا ينبغي لباس هذا للمتقين ” وفي هذه دلالة على أنه تكره الصلاة فيها وإن صلى فيه لم يعده كالدلالة على أن لبس الحرير لا يجوز للرجال ”
242 – وفي الحديث الثابت عن حذيفة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” نهانا عن لبس الحرير والديباج ، وأن نجلس عليه “243 – ورويناه عن ابن عباس ، أنه قال : إنما ” نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الثوب المصمت من الحرير ، فأما العلم من الحرير وسدى الثوب فلا بأس به . قلت : وتحريم لبس الديباج والجلوس عليه يختص بالرجال دون النساء كذلك التحلي بالذهب ”
244 – فقد روينا عن علي بن أبي طالب ، وعقبة بن عامر ، وأبي موسى الأشعري وعبد الله بن عمرو ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : في الحرير والذهب ” حرام على ذكور أمتي حل لإناثهم ”
245 – وقد وردت الرخصة للرجال فمن قطع أنفه بأن يتخذ أنفا من ذهب وذلك في حديث عرفجة بن أسعد أنه ” أصيب أنفه يوم الكلاب في الجاهلية فاتخذ أنفا من ورق فأنتن عليه فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ أنفا من ذهب” أخبرنا أبو بكر بن فورك ، نا عبد الله بن جعفر ، نا يونس بن حبيب ، نا أبو داود ، نا أبو الأشهب ، عن عبد الرحمن بن طرفة ، عن جده ، عرفجة بن أسعد فذكر140 وقد قيل عنه عن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن عرفجة ، وقيل ، عنه عن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن جده وروينا في ، شد الأسنان بالذهب عن أنس بن مالك وروينا رخصة النبي صلى الله عليه وسلم للزبير وعبد الرحمن بن عوف في غزاة لهما حين شكيا إليه القمل في لبس الحرير
246 – وعن أسماء بنت أبي بكر ، ” أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له جبة مكفوفة بالديباج يلقى فيها العدو ”
247 – وأما وصل المرأة شعرها فقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا العباس بن محمد الدوري ، نا يونس بن محمد المؤدب ، نا فليح بن سليمان ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة “248 – وروينا عن عائشة ، أن امرأة ، من الأنصار تمرط شعرها فأرادوا أن يصلوه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” لعن الله الواصلة والمستوصلة ”
باب استقبال القبلة
249 – أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، ببغداد ، أنا عبد الله بن جعفر النحوي ، نا يعقوب بن سفيان ، نا ابن قعنب ، وابن بكير ، عن مالك ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر قال : ” بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه قرآن وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها . وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة ”
250 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر أحمد بن سليمان الفقيه ، نا أحمد بن محمد بن عيسى ، نا أبو نعيم ، نا زهير ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” صلى قبل بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا ، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت وأنه صلى صلاة العصر ، وصلى معه قوم فخرج رجل ممن كان يصلي معه ، فمر على مسجد وهم راكعون ، فقال : أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مكة فداروا كما هم قبلالبيت ”
251 – وبإسناده عن البراء ، قال : قيل : ” هؤلاء الذين ماتوا قبل أن تحول الكعبة ، ورجال قتلوا ولم ندر ما نقول فيهم ؟ فأنزل الله عز وجل وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم ”
252 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس بن محمد بن يعقوب ، نا محمد بن إسحاق الصغاني ، نا سعيد بن أبي مريم ، نا يحيى بن أيوب ، أخبرني حميد ، أنه سمع أنس بن مالك ، يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فإذا شهدوا أن لا إله ألا الله وأن محمدا رسول الله ، وصلوا صلاتنا ، واستقبلوا قبلتنا ، وأكلوا ذبيحتنا ، حرمت علينا أموالهم ودماؤهم إلا بحقها ، لهم ما للمسلم وعليهم ما على المسلم ”
باب فرض الصلاة وسننها قال الله عز وجل : ” ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام يعني والله أعلم : نحو المسجد الحرام ، وهو قول ابن عباس ومجاهد وغيرهما من أهل التفسير ، وقال الله عز وجل وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة وقال : حافظوا على الصلوات ، والصلاة الوسطى ، وقوموا لله قانتين يعني : قوموا لله مطيعين “253 – أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، نا إبراهيم بن أبي طالب ، وإبراهيم بن محمد الصيدلاني ، قالا : نا الحسن بن علي الحلواني ، نا عبد الله بن نمير ، نا عبد الله بن عمر ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن أبي هريرة ، أن رجلا ، دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في ناحية للمسجد فصلى ، ثم جاء يسلم فقال : ” وعليك السلام ارجع فصل فإنك لم تصل ” فقال في الثالثة أو في التي بعدها : علمني يا رسول الله . فقال : ” إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ، ثم استقبل القبلة فكبر ، ثم اقرأ بما تيسر معك من القرآن ، ثم اركع حتى تطمئن راكعا ، ثم ارفع حتى تستوي قائما ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ”
254 – ورواه أبو أسامة عن عبيد الله بن عمر ، هكذا ، وزاد فيه ذكر السجود الثاني والقيام منه فقال : ” ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم ارفع حتى تستوي قائما ” وروينا عن رفاعة بن رافع ، عن النبي صلى الله عليه وسلم شبيها بهذه القصة قال الشافعي رحمه الله : وفيه دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه الفرض عليه في الصلاة دون الاختيار ، ولم يذكر الجلوس في التشهد فأوجبنا التشهد ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على من أحسنه بغير هذا الحديث . قلت : وأوجبنا الصلاة وتعيينها بآية الإخلاص ، ثم يقول النبيصلى الله عليه وسلم : ” إنما الأعمال بالنيات ” ، وأوجبنا تعيين القراءة بالفاتحة بما روي في بعض الروايات عن رفاعة ، وفي حديث عبادة بن الصامت ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ” لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب ”
255 – وأوجبنا التشهد بما روينا عن عبد الله بن مسعود ، أنه قال : ” كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد : السلام على الله قبل خلقه السلام على جبريل وميكائيل . فعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد . وأوجبنا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بقوله عز وجل يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ”
256 – قال كعب بن عجرة : لما نزلت هذه الآية قلنا : يا رسول الله إنا قد عرفنا السلام عليك فكيف نصلي عليك ؟ قال : ” قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ” وإلى آخر الحديث ، وإنما عرفوا كيف السلام عليه بما علمهم في التشهد فسألوه كيف يصلون عليه فعلمهم257 – وفي حديث أبي مسعود الأنصاري في هذه القصة فقال : ” يا رسول الله ، أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا ؟ فعلمهم ”
258 – وأوجبنا السلام من الصلاة وهو قوله : السلام عليكم بما روينا عن علي بن أبي طالب وأبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير ، وتحليلها التسليم ” وروينا عن عبد الله بن مسعود ، من قوله
259 – وروينا عن عطاء بن أبي رباح ، أنه قال : ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قعد في آخر صلاته قدر التشهد أقبل على الناس بوجهه وذلك قبل أن ينزل التسليم . فأقل ما على المرء في صلاته ، وما يجب عليه ، وأكمله ما نحن ذاكرون إن شاء الله ”
باب التكبير في الصلاة
260 – أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، نا عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم ، نا عبيد بن عبد الواحد ، نا يحيى بن عبد الله بن بكير ، نا الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ، أنه سمع أبا هريرة ، يقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم ، ثم يكبر حين يركع ، ثم يقول : ” سمع الله لمن حمده ” حيث يرفع صلبه من الركعة ، ثميقول وهو قائم : ” ربنا ولك الحمد ” ثم يكبر حتى يهوي ساجدا ، ثم يكبر حين يرفع رأسه ، ثم يكبر حين يسجد ، ثم يكبر حين يرفع رأسه ، ثم يفعل في الصلاة كلها حتى يقضيها ، ويكبر حين يقوم من الثنتين بعد الجلوس
باب رفع اليدين إلى المنكبين في الصلاة
261 – أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ، ببغداد ، أنا إسماعيل بن محمد الصفار ، نا عبد الكريم بن الهيثم ، نا أبو اليمان ، أنا شعيب بن أبي حمزة القرشي ، عن محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب الزهري ، أخبرني سالم بن عبد الله ، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، أنه قال : ” رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح التكبير في الصلاة رفع يديه حين يكبر حتى يجعلهما حذو منكبيه ، ثم إذا كبر للركوع فعل ذلك ، ثم إذا قال : ” سمع الله لمن حمده ” فعل مثل ذلك وقال : ” ربنا ولك الحمد ” ولا يفعل ذلك حين يسجد ، ولا حين يرفع رأسه من السجود ”
262 – هكذا رواه الجماعة عن الزهري ، ورواه معتمر بن سليمان ، عن عبيد الله بن عمر ، عن الزهري ، عن سالم ،عن ابن عمر ، ” أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل في الصلاة رفع يديه ، وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع ، وبين الركعتين كل ذلك يرفع يديه حذو المنكبين ” أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ، في الأمالي وقال : حدثني علي بن حمشاذ العدل ، نا موسى بن هارون ، نا عثمان بن أبي شيبة ، نا معتمر ، فذكره ورواه محمد بن إسحاق بن خزيمة ، عن الصغاني ، عن المعتمر ، واحتج به
263 – وقد رواه عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، قال : ” كان ابن عمر يرفع يديه إذا افتتح الصلاة ، وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع وإذا قام من الركعتين ، ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك ” أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثني أبو الحسن أحمد بن الخضر الشافعي ، نا أبو بكر محمد بن إسماعيل الإسماعيلي وأحمد بن خالد الدامغاني ومحمد بن إسحاق بن خزيمة وقالوا : نا نضر بن علي الجهضمي ، نا عبد الأعلى ، عن عبيد الله بن عمر ، فذكره وهذا قد رواه محمد بن إسماعيل البخاري ، عن عياش بن الوليد ، عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى وروي رفع اليدين ، عند القيام من الركعتين في حديث علي بن أبي طالب وأبي حميد الساعدي في عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وفي حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
باب وضع اليمين على الشمال في الصلاة
264 – أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، نا أبو نعيم ، نا موسى بن عمير العنبري ، حدثني علقمة بن وائل ، عن أبيه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ” كان إذا قام في الصلاة قبض على شماله بيمينه ورأيت علقمة يفعله ” قال يعقوب : وموسى بن عمير كوفي ثقة . قلت : وتابعه في ذلك عبد الجبار بن وائل عن علقمة بن وائل ومولى لهم كلاهما عن وائل
265 – ورواه كليب الجرمي عن وائل ، قال : قلت : ” لأنظرن إلى النبي صلى الله عليه وسلم كيفيصلي . قال : ثم وضع كفة يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ من الساعد ” وفي رواية أخرى عنه عن وائل : ثم وضعهما على صدره ”
266 – وفي حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم ” نهى عن التخصر في الصلاة ، وهو أن يضع يده على خصره وهو يصلي ”
باب افتتاح الصلاة بعد التكبير والقول في الركوع وفي رفع الرأس منه وفي السجود
267 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، نا يوسف بن يعقوب القاضي ، وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ ، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، نا يوسف بن يعقوب ، نا محمد بن أبي بكر ، نا يوسف الماجشون ، حدثني أبي ، عن عبد الرحمن الأعرج ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، عن علي بن أبي طالب ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال : ” وجهت وجهي للذي فطر السموات ، والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له ، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين ، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت أنت ربي ، وأنا عبدك ظلمت نفسي ، واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا لا يغفر الذنوب إلا أنت ، واهدني لأحسن الأخلاق ، ولا يهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عني سيئها ، ولا يصرفعن سيئها إلا أنت ” وفي رواية المقرئ : ” لا يصرف عني سيئها إلا أنت لبيك وسعديك ، والخير كله في يديك والشر ليس إليك أنا بك وإليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك ” فإذا ركع قال : ” اللهم لك ركعت وبك آمنت ، ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ، ومخي وعظامي ، وعصبي فإذا رفع رأسه قال : ” اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات والأرض ، وما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد ” فإذا سجد قال : ” اللهم لك سجدت ، وبك آمنت ، ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه وصوره فشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين ” ثم يكون آخر ما يقول بين التشهد والسلام : ” اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت ، وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ”
268 – وروينا عن النضر بن شميل ، أنه قال : قوله : ” والشر ليس إليك ” معناه لا يتقرب به إليك
باب التعوذ قبل القراءة قال الله عز وجل : فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم .
269 – أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرني عبد الله بن محمدبن موسى ، نا محمد بن أيوب ، أنا أبو بكر بن أبي شيبة ، نا محمد بن فضيل ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن ابن مسعود ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل في الصلاة يقول : ” اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم ، ونفخه وهمزه ونفثه ” قال : همزه : الموتة ، ونفثه : الشعر ، ونفخه : الكبرياء وروي ذلك ، أيضا في حديث جبير بن مطعم ، عن النبي صلى الله عليه وسلم
270 – وفي حديث روي عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ” أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ” ثم يقرأ
باب تعيين القراءة بفاتحة الكتاب
271 – حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، إملاء ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ، نا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن محمود بن الربيع ، عن عبادة بن الصامت ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب “272 – أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد الطرائفي ، نا عثمان بن سعيد الدارمي ، نا يحيى بن بكير ، نا مالك ، قال : وحدثنا عثمان ، نا القعنبي ، فيما قرأ على مالك عن العلاء بن عبد الرحمن ، أنه سمع أبا السائب ، مولى هشام بن زهرة يقول : سمعت أبا هريرة ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج فهي خداج غير تمام ” فقلت : يا أبا هريرة ، إني أكون أحيانا وراء الإمام ؟ قال : فغمز ذراعي وقال : يا فارسي اقرأ بها في نفسك . وقال القعنبي : اقرأها في نفسك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” قال الله عز وجل : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي ، ولعبدي ما سأل” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يقول العبد الحمد لله رب العالمين يقول الله : حمدني عبدي . يقول العبد الرحمن الرحيم يقول الله : أثنى علي عبدي . يقول العبد إياك نعبد وإياك نستعين فهذه الآية بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل . يقول العبد اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ، ولا الضالين فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل “باب افتتاح فاتحة الكتاب ب ( بسم الله الرحمن الرحيم ) والبيان أنها آية منها وافتتاح سائر السور بها سوى سورة براءة قال الله عز وجل ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم قال الشافعي رضي الله عنه : يعني أم القرآن وأولها : بسم الله الرحمن الرحيم وهذا الذي قاله الشافعي قد رويناه عن عبد الله بن عباس ، ترجمان القرآن
273 – أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي حامد المقرئ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالوا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا محمد بن إسحاق الصغاني ، نا حجاج بن محمد ، قال : قال ابن جريج : أخبرني أبي أن سعيد بن جبير ، أخبره فقال : له ” ولقد آتيناك سبعا من المثاني قال : هي أم القرآن ، ثم قال أبي : وقرأ على سعيد بن جبير بسم الله الرحمن الرحيم الآية السابعة حتى ختمها يعني ختم أم القرآن ثم قال : بسم الله الرحمن الرحيم ”
274 – قال سعيد بن جبير فقرأها علي ابن عباس كما قرأتها عليك ثم قال ابن عباس : ” فذخرها الله لكم فماأخرجها لأحد قبلكم ” وروينا معناه عن علي بن أبي طالب ، وعن أبي هريرة ، مرفوعا وموقوفا
275 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا العباس بن محمد الدوري ، نا سعيد بن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري ، نا علي بن ثابت ، عن عبد الحميد بن جعفر ، قال : حدثني نوح بن أبي بلال ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : ” الحمد لله رب العالمين سبع آيات إحداهن بسم الله الرحمن الرحيم وهي السبع المثاني والقران العظيم ، وهي أم القرآن وهي فاتحة الكتاب ” ورواه أبو بكر الحنفي عن عبد الحميد بن جعفر ، هكذا مرفوعا ، قال أبو بكر : ثم لقيت نوحا فحدثني به موقوفا عن أبي هريرة
276 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا محمد بن إسحاق الصغاني ، حدثني خالد بن خداش ، نا عمر بن هارون ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، عن أم سلمة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” قرأ في الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم فعدها آية الحمد لله رب العالمين آيتين الرحمن الرحيم ثلاث آيات مالك يوم الدين أربع آيات ، وقال هكذا : إياك نعبد وإياك نستعين ” وجمع خمس أصابعه أخرجه محمد بن إسحاق بن خزيمة في كتابه عن الصغاني ، ورواه جماعة عن ابن جريج ، ببعض معناه منهم همام بن يحيى وحفص بن غياث ويحيى بن سعيد الأموي277 – أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن محمد بن علي الروذباري ، أنا أبو بكر بن داسة ، نا أبو داود ، نا هناد بن السري ، نا ابن فضيل ، عن المختار بن فلفل ، قال : سمعت أنس بن مالك ، يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أنزلت علي آنفا سورة ” فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم : إنا أعطيناك الكوثر حتى ختمها وقال : ” هل تدرون ما الكوثر ؟ ” قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل في الجنة ”
278 – قلت : وروينا في ، حديث عروة عن عائشة ، في قصة الإفك ، ” أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ الآيات التي نزلت فيها ، ولم يذكر فيه أنه قرأ بسم الله الرحمن الرحيم ، وفي ذلك دلالة على أنه كان يقرؤها حيث نزلت ” ولما روي عن ابن عباس ، بما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا محمد بن إسحاق الصغاني ، نا معلى بن منصور الرازي
279 – وأخبرنا أبو عبد الله ، قال : وأخبرني أبو قتيبة سالم بن الفضل الآدمي بمكة ، نا القاسم بن زكريا المقرئ ، نا الحسن بن الصباح ، قالا : نا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا يعلم ختم السورة حتى ينزل بسم الله الرحمن الرحيم ”
280 – ورواه قتيبة بن سعيد ، عن سفيان ، وقال في الحديث : ” لا يعرف فصل السورة حتى ينزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم ” أخبرنا أبو علي الروذباري ، أنا أبو بكر بن داسة ، نا أبو داود ، نا قتيبة ، فذكره ، والأصل فيه إجماع الصحابة رضي الله عنهم وهو أنهم حين كتبوا القرآن في المصاحف وبعثوا بها إلى الآفاق ليعتمد الناس على ما أثبتوا فيها ولا يقع الاختلاف في القرآن كتبوا فيها على رأس كل سورة إلا سورة براءة بسم الله الرحمن الرحيم بخط القرآن وشكله من غير تقييد ولا استثناء ولا أدخل شيء آخر بينهما سوى القرآن
باب الجهر بها في صلاة يجهر فيها بالقراءة
281 – أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ، ثنا أبي وشعيب بن الليث ، قالا : ثنا الليث بن سعد ، وأخبرنا أبو عبد الله ، قال : وأنا أحمد بن سليمان الفقيه ، نا محمد بن الهيثم القاضي ، نا سعيد بن أبي مريم ، نا الليث بن سعد ، حدثني خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن نعيم المجمر ، قال : كنت وراء أبي هريرة ، وفي حديث ابن عبد الحكم قال : صليت وراء أبي هريرة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم قرأ بأم القرآن حتى بلغ ولا الضالين قال : آمين . وقال الناس : آمين . ويقول كلما سجد : الله أكبر ، وإذا قام من الجلوس قال : الله أكبر ويقول إذا سلم : والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم “282 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق في آخرين قالوا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنا الربيع بن سليمان ، أنا الشافعي ، رحمه الله ، أنا عبد المجيد بن عبد العزيز ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني عبد الله بن عثمان بن خثيم ، أن أبا بكر بن حفص بن عمر ، أخبره أن أنس بن مالك قال : ” صلى معاوية بالمدينة صلاة فجهر فيها بالقراءة فقرأ فيها بسم الله الرحمن الرحيم لأم القرآن ولم يقرأ بها للسورة التي بعدها حتى قضى تلك القراءة ، ولم يكبر حين يهوي حتى قضى تلك الصلاة فلما سلم ناداه من سمع ذلك من المهاجرين من كل مكان : يا معاوية أسرقت الصلاة أم نسيت ؟ فلما صلى بعد ذلك قرأ بسم الله الرحمن الرحيم للسورة التي بعد أم القرآن وكبر حين يهوي ساجدا ” وروينا ” افتتاح القراءة ، ب ( بسم الله الرحمن الرحيم ) عن أميرين أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وهو مشهور عن عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وأبي هريرة رضي الله عنه
283 – وأخبرنا أبو نصر بن أبي قتادة ، أنا أبو محمد أحمد بن إسحاق البغدادي أنا معاذ بن نجدة ، نا خلاد بن يحيى ، نا عبد العزيز بن أبي رواد ، نا نافع ، عن ابن عمر ، أنه ” كان إذا افتتح الصلاة كبر ، ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله فإذا فرغ قرأ بسم الله الرحمن الرحيم قال : وكان يقول : لم كتبت في المصحف إذا لم أقرأ ؟
284 – أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، نا أبو غانم أزهر بن محمد بن حمدون الحرفي ، نا أبو قلابة ، نا بكر بن بكار ، نا مسعر بن كدام ، عن يزيد الفقير ، قال : ” صليت خلف ابن عمر فجهر ب بسم الله الرحمن الرحيم ”
285 – وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا يحيى بن أبي طالب ، أنا عبد الوهاب بن عطاء ، نا سعيد بن أبي عروبة ، عن عاصم ابن بهدلة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أنه ” كان يفتتح القراءة ب بسم الله الرحمن الرحيم ”
286 – وروينا عن عكرمة ، عن ابن عباس ، أنه ” كان يجهر ب بسم الله الرحمن الرحيم ”
287 – وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أنا إسماعيل بن محمد الصفار ، نا سعدان بن نصر ، نا معاذ بن معاذ العنبري ، عن حميد الطويل ، عن بكر بن عبد الله ، قال : كان ابن الزبير ” يستفتح القراءة في صلاته ب بسم الله الرحمن الرحيم ويقول : ما يمنعهم منها إلا التكبر ”
288 – وروينا عن جعفر بن محمد ، أنه قال : ” اجتمع آل محمد صلى الله عليه وسلم على الجهر ب بسم الله الرحمن الرحيم ” وروينا عن عطاء ، وطاوس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، والزهري . وأما حديث أنس بن مالك في افتتاح النبي صلى الله عليه وسلم وغيره ب الحمد لله رب العالمين فإنه إنما قصد به بيان ابتدائهم بسورة الفاتحة قبل ما يقرأ بعدها ومن روي عنه أنه لم يجهر بها فإنه لم يسمعه ، ومن روي عنه الجهر فإنه أدى ما سمع ، والقول قول من سمع دون من لم يسمع ، ثم هو من الاختلاف المباح ، والله أعلمباب الإمام يجهر بالتأمين في صلاة الجهر ويقتدي به المأموم
289 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالوا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا بحر بن نصر ، قال : قرئ على ابن وهب أخبرك مالك بن أنس ، ويونس بن يزيد ، عن الزهري ، حدثني سعيد بن المسيب ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” إذا أمن الإمام فأمنوا فإن الملائكة تؤمن فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ” قال ابن شهاب : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” آمين ” قال يونس : وكان ابن شهاب يقول ذلك
290 – حدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي ، نا أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي ، نا معاذ بن نجدة ، نا خلاد بن يحيى ، أنا سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن حجر بن عنبس ، عن وائل بن حجر ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال ولا الضالين قال : ” آمين ” يرفع بها صوته في الصلاة “باب قراءة السورة بعد الفاتحة
291 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن العدل قالا : نا أبو عبد الله محمد بن يعقوب إملاء ، نا إبراهيم بن عبد الله ، أنا يزيد بن هارون ، أنا همام ، وأبان بن يزيد ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أبيه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” كان يقرأ في الركعتين الأوليين من الظهر والعصر بفاتحة الكتاب ، وسورة ويسمعنا الآية أحيانا ويقرأ في الركعتين الأخريين بفاتحة الكتاب ”
292 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو بكر بن إسحاق ، أنا إسماعيل بن قتيبة ، نا يحيى بن يحيى ، أنا هشيم ، عن منصور ، عن الوليد بن مسلم ، عن أبي الصديق ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : ” كنا نحزر قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر فحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من الظهر قد قرأ الم تنزيل السجدة وحرزنا قيامه في الأخريين قدر النصف من ذلك وحرزنا قيامه في الركعتين الأوليين من العصر على قدر قيامه في الركعتين الأخريين من الظهر وفي الأخريين من العصر على النصف من ذلك ” وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ ، نا الحسن بن محمد بن إسحاق ، نا يوسف بن يعقوب ، نا مسدد ، نا هشيم بن بشير ، فذكر نحوه إلا أنه قال : في الأوليين على قدر ثلاثين آية وفي حديث أبي سعيد دلالة على أنه كان يقرأ في الركعتين الأخريين بعدالفاتحة وقد انتخبه الشافعي في الجديد ، وروى فيه عن أبي بكر الصديق وابن عمر وعمر بن عبد العزيز
293 – أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، أنا حاجب بن أحمد الطوسي ، نا عبد الرحيم بن منيب ، نا أبو بكر الحنفي ، نا الضحاك بن عثمان ، حدثني بكير بن الأشج ، عن سليمان بن يسار ، قال : سمعت أبا هريرة ، يقول : ” ما رأيت أحدا أشبه صلاة بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من فلان لرجل كان أميرا على المدينة فقال سليمان : وصليت خلفه فكان يطيل الأوليين من الظهر ويخفف الأخريين ، ويخفف العصر ويقرأ في الأوليين من المغرب بقصار المفصل ، ويقرأ في الأوليين من العشاء بوسط المفصل ويقرأ في الصبح بطوال المفصل ”
294 – قال الضحاك : وحدثني من ، سمع أنس بن مالك ، يقول : ” ما رأيت أحدا أشبه صلاة بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى يعني عمر بن عبد العزيز قال الضحاك : وصليت خلفه فكان يصلي مثل ما وصف سليمان بن يسار ”
295 – أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، نا أبو عبد الله بن يعقوب ، نا يحيى بن محمد بن يحيى ، نا مسدد ، نا إسماعيل ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، قال : كان أبو هريرة في كل صلاة يقرأ فما ” أسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمعناكم وما أخفيناه منكم أخفى . فقال رجل : أرأيت إن لم أزد على أم القرآن ؟ قال : إنزدت عليها هو خير وإن انتهيت إليها أجزأت عنك ”
باب كيفية الركوع والسجود والاعتدال في الركوع والقعود بين السجدتين وجلسة الاستراحة والقعود في التشهد الأول والجلوس في التشهد الأخير
296 – أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه ، أنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان ، نا ابن بكير ، حدثني الليث ، عن ابن أبي حبيب ، عن محمد بن عمرو بن حلحلة ، عن محمد بن عمرو بن عطاء ، أنه ” كان جالسا مع نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكرنا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو حميد الساعدي : أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيته إذا كبر جعل يديه حذو منكبيه ، وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ، ثم هصر ظهره ، وإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار مكانه فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما ، واستقبل بأطراف رجليه القبلة وإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ، وإذا جلس في الركعة الآخرة قدم رجله اليسرى وجلس على مقعدته “297 – ورواه غيره عن الليث ، وقال في الحديث : ” فإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ، ونصب قدمه اليمنى ، وإذا جلس في الركعة الأخيرة قدم رجله اليسرى ، ونصب قدمه اليمنى ، وقعد على مقعدته ”
298 – وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا أبو الحسن محمد بن سنان القزاز البصري ببغداد ، نا أبو عاصم ، عن عبد الحميد بن جعفر ، حدثني محمد بن عمرو بن عطاء ، قال : سمعت أبا حميد الساعدي ، في عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم أبو قتادة الحارث بن ربعي فقال أبو حميد الساعدي : أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالوا : لم ؟ ما كنت أكثرنا له تبعة ولا أقدمنا صحبة . قال : بلى . قالوا : فاعرض علينا . قال : فقال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ، ثم يكبر حتى يقر كل عضو منه في موضعه معتدلا ، ثم يقرأ ثم يكبر ويرفع حتى يحاذي بهما منكبيه ، ثم يركع ويضع راحتيه على ركبتيه ، ثم يعتدل ولا ينصب رأسه ، ولا يقنع ثم يرفع رأسه فيقول : ” سمع الله لمن حمده ” ثم يرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه حتى يعود كل عظم منه إلى موضعه معتدلا ثم يقول : ” الله أكبر ” ثم يهوي إلى الأرض ، ثم يرفع رأسه فيثني رجله اليسرى فيقعد عليها ويفتح أصابع رجليه إذا سجد ، ثم يعود ثم يرجع فيقول : ” الله أكبر ” ثم يثني برجله فيقعد عليها معتدلا حتى يرجع أو حتى يقر كل عظم موضعه معتدلا ، ثم يصنع في الركعة الأخرى مثل ذلك ، ثم إذا قام من الركعتين كبر ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه كما فعل ، أو كبر عند افتتاح الصلاة ، ثم صنع مثل ذلك في بقية صلاته حتى إذا كان في السجدة التي فيها التسليم أخر رجله اليسرى وقعد متوركا على شقه الأيسر . فقالوا جميعا : صدق ، هكذا كان يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم . قلت : قد ذكر ابن حلحلة في روايته عن محمد بن عمرو كيفية القعود في التشهدين ، ولم يذكر جلسة الاستراحة وذكرها عبد الحميد بن جعفر عن محمد بن عمرو ولم يذكر الجلوس في التشهد الأول ويحتمل أنه أراد كيفية الجلوس عند السجدة الأخيرة في الركعتين جميعهما في الركعة الأولى للاستراحة وفي الركعةالثانية للتشهد الأول ” ورواه عباس بن سهل ، عن أبي حميد . فذكر كيفية الجلوس للتشهد الأول دون الثاني ، وليس ذلك باختلاف ولكن كل واحد من الرواة أدى ما حفظ والجميع محفوظ صحيح معمول به عندنا بحمد الله ونعمته ، وقد حفظ جلسة الاستراحة ، والاعتماد بيديه على الأرض إذا قام مالك بن الحويرث عن النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ ابن عباس الإقعاء على القدمين بين السجدتين وهو أن يضع أطراف أصابع رجليه على الأرض ويضع أليتيه على عقبيه ويضع ركبتيه بالأرض ، وفعله ابن عمر وابن الزبير وهو من الاختلاف المباح إن شاء فعله ، وإن شاء فعل ما روينا في حديث أبي حميد ،والذي روي في حديث عائشة من ” النهي عن عقب الشيطان ” ، محمول على القعود في التشهد ”
299 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا عبد الله بن الحسين القاضي ، أنا الحارث بن أبي أسامة ، نا يزيد بن هارون ، نا شريك ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه ، عن وائل بن حجر ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم ” إذا سجد يضع ركبتيه قبل يديه ، وإذا رفع رفع يديه قبل ركبتيه ”
300 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو النصر الفقيه ، نا أبو بكر بن رجا ، وأحمد بن النضر ، قالا : نا أبو الربيع ، نا حماد ، عن عمرو بن دينار ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، قال : ” أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يسجد على سبعة أعظم ، ونهي أن يكف شعره ، وثيابه الكفين ، والركبتين والقدمين والجبهة “301 – وروينا عن صالح بن خيوان ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” رأى رجلا يسجد وقد اعتم على جبهته فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبهته ”
302 – وهذا إن كان مرسلا فقد رويناه من ، وجه آخر عن عياض بن عبد الله القرشي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا مرسلا وروينا في حديث رفاعة بن رافع عن النبي صلى الله عليه وسلم موصولا فيما علم الرجل الذي أساء الصلاة . قال : ثم ” يسجد فيمكن جبهته من الأرض حتى تطمئن مفاصله ويستوي ” وروينا في ، حسر العمامة عن الجبهة ، عن علي ، وعبادة بن الصامت ، وابن عمر موقوفا من قول علي وفعلهما وروينا في ، كشف الكعبين في السجود عن عبد الله بن عمر ، رضي الله عنهما من فعلهباب ما يقول في الركوع والسجود والاعتدال والقعود وما يقول إذا مر بآية رحمة أو بآية عذاب فقد ذكرنا ما ورد في ذلك في رواية علي رضي الله عنه في باب افتتاح الصلاة
303 – وحدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك ، أنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني ، نا يونس بن حبيب ، نا أبو داود الطيالسي ، نا شعبة ، أخبرني عمرو بن مرة ، سمع أبا حمزة ، يحدث عن رجل ، من بني عبس ، شعبة يرى أنه صلة بن زفر ، عن حذيفة ، أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما كبر قال : ” الله أكبر ذو الملكوت ، والجبروت والكبرياء والعظمة ” قال : ثم قرأ البقرة كما ركع فكان ركوعه مثل قيامه فجعل يقول في ركوعه : ” سبحانربي العظيم سبحان ربي العظيم ” ثم رفع رأسه من الركوع فقام مثل ركوعه وقال : ” إن لربي الحمد ” ثم سجد فكان في سجوده مثل قيامه وكان يقول في سجوده : ” سبحان ربي الأعلى ” ثم رفع رأسه من السجود وكان يقول بين السجدتين : ” رب اغفر لي رب اغفر لي ” وجلس بقدر سجوده . قال حذيفة : فصلى أربع ركعات يقرأ فيهن البقرة وآل عمران والنساء والمائدة أو الأنعام شك شعبة
304 – أخبرنا أبو علي الروذباري ، أنا أبو بكر بن داسة ، نا أبو داود ، نا حفص بن عمر ، نا شعبة ، قال : قلت لسليمان الأعمش : أدعو في الصلاة إذا مررت بآية خوف ؟ فحدثني عن سعد بن عبيدة عن مستورد عن صلة بن زفر عن حذيفة أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يقول في ركوعه : ” سبحان ربي العظيم ” وفي سجوده : ” سبحان ربي الأعلى ” وما مر بآية رحمة إلا وقف عندها فسأل ، ولا بآية عذاب ، إلا وقف عندها فتعوذ ”
305 – وروينا عن عون بن عبد الله ، عن عبد الله بن مسعود ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إذا ركع أحدكم قال : سبحان ربي العظيم ثلاث مرات فقد تم ركوعه وذلك أدناه ، وإذا سجد فقال : سبحان ربي الأعلى فقد تم سجوده وذلك أدناه ” أخبرناه أبو زكريا بن أبي إسحاق ، نا أبو العباس الأصم ، نا بحر بن نصر ، قال : قرئ على ابن وهب أخبرك ابن أبي ذئب ، عن إسحاق بن يزيد الهذلي ، عن عون بن عبد الله ، فذكره هو مرسل ؛ عون لم يدرك ابن مسعود قال الشافعي رحمه الله : إن كان هذا ثابتا فإنما يعني والله أعلم أدنى ما نسب إلى كمال الفرض والاختيار معا لإكمال الفرض وحده
306 – أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنا إسماعيل بن محمد الصفار ، نا عباس بن محمد الدوري ، نا محمد بن عبيد ، نا الأعمش ، عن عبيد بن الحسن ، عن ابن أبي أوفى ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال : ” سمع الله لمن حمده ، اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات ، وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد “307 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو عبد الرحمن السلمي ، وغيرهما ، قالوا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا العباس بن محمد الدوري ، نا خالد بن يزيد الطبيب ، نا كامل أبو العلاء ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : بت عند خالتي ميمونة فرأيت قام النبي صلى الله عليه وسلم من نومه ، فذكر الحديث في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم قال : كان إذا رفع رأسه من السجدة قال : ” رب اغفر لي وارحمني واجبرني ، وارفعني ، وارزقني ، واهدني ”
308 – أخبرنا أبو علي الروذباري ، أنا أبو بكر بن داسة ، نا أبو داود ، نا عبد الله بن محمد الزهري ، نا سفيان ، حدثني إسماعيل بن أمية ، قال : سمعت أعرابيا ، يقول : سمعت أبا هريرة ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من قرأ منكم والتين والزيتون فانتهى إلى آخرها أليس الله بأحكم الحاكمين فليقل : وأنا على ذلك من الشاهدين . ومن قرأ لا أقسم بيوم القيامة فانتهى إلى أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى فليقل : بلى . ومن قرأ والمرسلات فبلغ فبأي حديث بعده يؤمنون فليقل : آمنا بالله ” ثم ذكر إسماعيل كلاما يدل على حفظ الأعرابي
309 – وروينا عن موسى بن أبي عائشة ، قال : ” كان رجل يصلي فوقبيته فكان إذا قرأ أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى قال : سبحانك فبلى . فسألوه عن ذلك فقال : سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ”
310 – وعن ابن عباس ، مرفوعا وموقوفا : ” كان إذا قرأ سبح اسم ربك الأعلى قال : سبحان ربي الأعلى ” ورويناه عن علي ، وأبي موسى رضي الله عنهما
باب القنوت في صلاة الصبح في الركعة الثانية بعد الركوع
311 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا علي بن حمشاذ العدل ، نا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، نا عارم بن الفضل ، نا ثابت بن يزيد ، نا هلال بن خباب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : قنت النبي صلى الله عليه وسلم شهرا متتابعا في الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح في دبر كل صلاة إذا قال : ” سمع الله لمن حمده ” في الركعة الأخيرة يدعو على حي من بني سليم على رعل وذكوان وعصية ويؤمن من خلفه ، وكان أرسل إليهم يدعوهم إلى الإسلام فقتلوهم ” قال عكرمة : هذا مفتاح القنوت
312 – وروينا عن أبي هريرة ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد يقنت بعد الركوع ، فذكر دعاءه لقوم بالنجاة ، وعلى آخرين باللعن ”
313 – وروينا عن أنس بن مالك ، ” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت شهرا يدعو على أحياء من العرب ثم تركه ” قال عبد الرحمن بن مهدي إنما ترك اللعن . وقال الشافعي : الذي أرى بالدلالة فإنه ترك القنوت في أربع صلوات دون الصبح وذكر قنوته في الظهر وغيرها ولعنه على فلان وفلان ، ثم قال : فهذا الذي ترك ، وأما القنوت في الصبح فلم يبلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم تركه
314 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ، نا أحمد بن مهران الأصبهاني ، نا عبيد الله بن موسى ، أنا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أنس ، ” أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهرا يدعو عليهم ، ثم تركه ، فأما في الصبح فلم يزل يقنت حتى فارق الدنيا ” أخبرنا أبو الخير جامع بن أحمد بن محمد بن مهدي الوكيل ، أنا أبو طاهر المحمد آبادي ، نا عثمان بن سعيد الدارمي ، ناسليمان بن حرب
315 – وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا علي بن حمشاذ العدل ، نا أبو المثنى العنبري ، ويوسف القاضي ، وزياد بن عبد الجليل التستري ، قالوا : نا مسدد ، قال : نا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن محمد بن سيرين ، قال : سئل أنس أقنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ” في صلاة الصبح قبل الركوع أو بعده ؟ قال : بعد الركوع يسيرا ”
316 – أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد الماليني ، أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ ، نا زكريا الساجي ، نا بندار ، نا يحيى بن سعيد ، نا العوام بن حمزة ، قال : سألت أبا عثمان عن القنوت ، في الصبح فقال : ” بعد الركوع . قلت : عمن ؟ قال : عن أبي بكر وعمر وعثمان وقد روى القنوت ، في الصبح عبيد بن عمير وطارق وأبو رافع وزيد بن وهب ، عن عمر بن الخطاب
ورواه عبد الله بن نوفل وعبد الرحمن بن سويد الكاهلي وغيرهما عن علي بن أبي طالب قال الشافعي : وقد قنت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصبح أبو بكر وعمر وعلي كلهم بعد الركوع وعثمان بعض إمارته ، ثم قدم القنوت قبل الركوع وأما دعاء القنوت
317 – فأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، نا علي بن حمشاذ العدل ، نا العباس بن الفضل الأسفاطي ، نا أحمد بن يونس ، نا محمد بن بشر العبدي ، نا العلاء بن صالح ، حدثني بريد بن أبي مريم ، نا أبو الحوراء ، قال : سألت الحسن بن علي : ما عقلت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : علمني دعوات أقولهن : ” اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت إنك تقضي ، ولا يقضى عليك ” أراه قال : ” إنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت ” قال : فذكرت ذلكلمحمد بن الحنفية فقال : إنه الدعاء الذي كان أبي يدعو به في صلاة الفجر في قنوته ”
318 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو سهل بن زياد القطان ، نا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي ، نا أبو نعيم ، نا شيبان بن عبد الرحمن ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة ، قال : ” والله أنا أقربكم ، صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم . وكان أبو هريرة يقنت في الركعة الأخيرة من صلاة الصبح بعد ما يقول : ” سمع الله لمن حمده ” ويدعو للمؤمنين والمؤمنات ويلعن الكفار ”
319 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا محمد بن إسحاق الصغاني ، نا عبد الوهاب بن عطاء ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن أبي عثمان ، قال : ” صليت خلف عمر بن الخطاب فقرأ ثمانين آية من البقرة ، وقنت بعد الركوع ، ورفع يديه حتى رأيت بياض إبطيه ، ورفع صوته بالدعاء حتى سمع من وراء الحائط ”
320 – وبهذا الإسناد عن قتادة ، عن الحسن ، وبكر بن عبد الله المزني ، جميعا عن أبي رافع ، قال : ” صليت خلف عمر بن الخطاب فقنت بعد الركوع ، ورفع يديه وجهر بالدعاء ” قال قتادة : وكان الحسن يفعل مثل ذلك321 – قلت : وروينا عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة القراء ، قال : ” لقد رأيته كلما صلى الغداة رفع يديه يدعو يعني على الذين قتلوهم ”
322 – وروينا رفع اليدين في قنوت الوتر عن ابن مسعود ، وأبي هريرة فأما مسح اليدين بالوجه بعد الفراغ ، من دعاء القنوت فإنه من المحدثات
باب التشهد في الصلاة
323 – أخبرنا أبو الفوارس الحسن بن أحمد بن أبي الفوارس ، أخو الشيخ أبي الفتح ببغداد ، أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق الصواف ، نا أبو علي بشر بن موسى ، نا أبو نعيم ، نا الأعمش ، عن شقيق بن سلمة ، قال : قالعبد الله بن مسعود : كنا إذا صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم قلنا : السلام على الله دون عباده والسلام على جبريل وميكائيل وعلى فلان وفلان ، فالتفت إلينا النبي صلى الله عليه وسلم وقال : ” الله هو السلام فإذا صلى أحدكم فليقل : التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، فإنكم إذا قلتموها أصابت كل عبد صالح لله في السماء والأرض ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ”
324 – حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، أنا إبراهيم بن أحمد بن فراس المالكي ، نا موسى بن هارون بن عبد الله أبو عمران البزاز ، نا قتيبة بن سعيد ، نا الليث بن سعد ، عن أبي الزبير ، عن سعيد بن جبير ، وطاوس ، عن ابن عباس ، أنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا القرآن فكان يقول التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله سلام عليك يا أيها النبي ورحمة الله ، وبركاته سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله
325 – هكذا رواه جماعة من الأئمة عن قتيبة ، ورواه أبو داود السجستاني ، عن قتيبة ، وقال : ” السلام في الموضعين جميعا ” وأخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد الأزدستاني فيما قرأت عليه ببغداد ، نا أبو القاسم محمد بن عيسى السراج الشيخ الصالح ، نا عبد اللهبن سليمان ، إملاء ، نا عيسى بن حماد ، نا الليث بن سعد ، فذكره بإسناده نحوه وقال : في الأول : سلام عليك . وفي الآخر : السلام علينا
326 – ورواه أيمن بن نابل عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد : ” بسم الله وبالله التحيات لله ” فذكر الحديث وفي آخره : ” أسأل الله الجنة ، وأعوذ به من النار ” ورواية الليث أصح
327 – وروينا في ، إحدى الروايتين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : فيما علمهم من التشهد : ” بسم الله خير الأسماء ”
328 – وفي الحديث الثابت عن أبي موسى الأشعري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ” فإذا كان عند القعدة فليكن من أول قول أحدكم : التحيات ” وأما المسألة فإنها قد رويت في حديث آخر وهو فيها
329 – أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البغدادي بها ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، نا أبو يعقوب يوسف بن موسى ، نا جرير ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل : ” ما تقول في الصلاة ؟ ” قال : أتشهد ثم أقول : اللهم إني أسألك الجنة ، وأعوذ بك من النار ، أما والله ما أحسن دندنتك ، ولا دندنة معاذ . فقال : ” حولهما ندندن “باب الإشارة عند الشهادة لله بالتوحيد بالمسبحة
330 – أخبرنا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، نا أبو العباس الأصم ، أنا الربيع بن سليمان ، أنا الشافعي ، أنا مالك ، عن مسلم بن أبي مريم ، عن علي بن عبد الرحمن المعاوي ، قال : رآني ابن عمر وأنا أعبث ، بالحصى فلما انصرف نهاني وقال : ” اصنع كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع . فقلت : كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع ؟ قال : كان إذا جلس في الصلاة وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى ، وقبض أصابعه كلها وأشار بإصبعه التي تلي الإبهام ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى ”
331 – ورواه إسماعيل بن جعفر عن مسلم بن أبي مريم ، وزاد ” وأشار ، بإصبعه التي تلي الإبهام في القبلة ورمى ببصره إليها أو نحوها ”
332 – ورواه نافع عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال : ” وعقد ثلاثا وخمسين ، وأشار بالسبابة ”
333 – ورواه عبد الله بن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال : ” وأشار بإصبعه السبابة ، ووضع إبهامه على إصبعه الوسطى ”
334 – وروينا عن ابن عباس ، أنه ” سئل عن هذه الإشارة ، فقال : هو الإخلاص “باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد
335 – أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، نا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا الحسن بن محمد الزعفراني ، نا محمد بن إدريس الشافعي ، أنا مالك ، عن نعيم بن عبد الله المجمر ، أن محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري ، عن أبي مسعود الأنصاري ، قال : أتانا النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد : أمرنا الله أن نصلي عليك يا نبي الله فكيف نصلي عليك ؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنا لم نسأله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” قولوا : اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ”
336 – ورواه يحيى بن يحيى ويحيى بن بكير وجماعة عن مالك ، وزادوا فيه : ” والسلام كما قد علمتم ” يعني والله أعلم : أن الله تعالى أمرنا بالصلاة عليه والسلام عليه بقوله : صلوا عليه وسلموا تسليما وكانوا قد علموا كيف السلام عليه حين علمهم التشهد ، وعلمهم في هذا الحديث كيف الصلاة عليه ”
337 – ورواه محمد بن إبراهيم التيمي عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه ، عن أبي مسعود عقبة بن عامر قال : أقبل رجل حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن عنده فقال : يا رسول الله ، أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا صلى الله عليك ؟ قال : فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحببنا أن الرجل لم يسأله ثم قال : ” إذا أنتم صليتم علي فقولوا : اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت علىإبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ” وهذا فيما أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، نا أبو حامد بن بلال ، نا أبو الأزهر ، نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، قال : حدثني أبي ، نا محمد بن إسحاق ، قال : وحدثني في الصلاة ، على النبي صلى الله عليه وسلم إذا المرء المسلم صلى عليه في صلاته محمد بن إبراهيم فذكره
338 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي ، نا عبد الصمد بن الفضل ، نا عبد الله بن يزيد المقري ، نا حيوة ، عن أبي هانئ ، عن أبي علي عمرو بن مالك ، عن فضالة بن عبيد الأنصاري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا صلى لم يحمد الله ، ولم يمجده ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم وانصرف ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” عجل هذا ” فدعاه فقال له ولغيره : ” إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله ، أو قال : بتحميد ربه ، والثناء عليه وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم يدعو بما شاء “
باب الدعاء بعد التشهد
قد مضى في الباب قبله حديث فضالة بن عبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بما شاء339 – وأخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنا إسماعيل بن محمد الصفار ، نا سعدان بن نصر ، نا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن شقيق ، قال : قال عبد الله بن مسعود فذكر حديث التشهد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ثم ” ليختر بعد من الدعاء بما شاء ”
340 – وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو بكر بن أبي دارم الحافظ ، بالكوفة ، نا محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد الكندي ، نا عوف بن سلام بن سليم أبو جعفر ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، وأبي عبيدة قالا : قال عبد الله : ” يتشهد الرجل ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم يدعو لنفسه” وقد ذكرنا في كتاب الدعوات وفي كتاب السنن ما ورد من الدعوات في الصلاة ” وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا العباس بن محمد الدوري ، نا أبو النضر هاشم بن القاسم ، عن ليث بن سعد
341 – وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد الصفار ، أنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان ، نا يحيى بن بكير ، نا الليث ، عن يزيد بن حبيب ، عن أبي الخير ، عن عبد الله بن عمرو ، عن أبي بكر الصديق ، أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : علمني دعاء أدعو به في صلاتي . قال : ” قل : اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لي مغفرة من عندك ، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ”
342 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو محمد بن أبي حامد المقرئ قالا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنا العباس بن الوليد ، أنا عقبة يعني ابن علقمة ، أخبرني الأوزاعي ، حدثني ابن عطية ، حدثني محمد بن أبي عائشة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إذا فرغ أحدكم من التشهد فليتعوذ بالله من أربع : من عذاب جهنم ، وعذاب القبر ، وفتنة المحيا والممات وشر المسيح الدجال ”
343 – أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، نا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني أبو علي أحمد بن إبراهيم الموصلي ، نا خلف بن خليفة ، عن حفص ابن أخي أنس ، عن أنس ، أنه كان مع رسولالله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يصلي فلما ركع وسجد وتشهد ودعا قال : ” اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا حي يا قيوم ” فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى ”
باب التسليم من الصلاة
344 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر أحمد بن إسحاق ، أنا محمد بن غالب ، نا أبو حذيفة ، نا سفيان ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن محمد بن الحنفية ، عن علي بن أبي طالب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” مفتاح الصلاة الطهور ، وإحرامها التكبير وإحلالها التسليم ”
345 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنا الحسن بن مكرم ، نا أبو النضر ، نا أبو خيثمة ، نا أبو إسحاق ، عن عبد الرحمن بن الأسود ، عن أبيه ، وعلقمة ، عن عبد الله ، قال : أنا ” رأيت ، رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر في كل رفع ، ووضع ، وقيام ، وقعود ، ويسلم عن يمينه وشماله ، حتى أرى بياض خديه في كلتيهما ” السلام عليكم ورحمة الله ” ورأيت أبا بكر وعمر يفعلانه346 – وروينا عن أبي هريرة ، مرفوعا وموقوفا : ” حذف السلام سنة ، وهو أن لا يمد السلام ويحذفه ”
باب ما يقول بعد السلام
347 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي قالا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا 101222 سعيد بن عثمان التنوخي ، نا بشر بن بكر ، حدثني الأوزاعي ، حدثني أبو عمار ، ثنى أبو الأسماء الرحبي حدثني ثوبان ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينصرف من صلاته استغفر الله ثلاث مرات ثم قال : ” اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام ”
348 – وأخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف وأبو عبد الرحمن بن الحسين قالا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنا العباس بن الوليد بن مزيد ، أخبرني أبي قال : سمعت الأوزاعي ، قال : حدثني حسان بن عطية ، حدثني محمد بن أبي عائشة ، حدثني أبو هريرة ، قال : قال أبو ذر : يا رسول الله ذهب أصحاب الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كمانصوم ولهم فضول أموالهم يتصدقون بها ولا نجد ما نتصدق به . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يا أبا ذر ، ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن أدركت من سبقك ، ولم يلحق بك أحد بعدك ؟ ” قال : بلى يا رسول الله . قال : تكبر في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين تكبيرة وتحمد ، ثلاثا وثلاثين تحميدة ، وتسبح ثلاثا وثلاثين تسبيحة ، وتختمها ب لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ”
349 – ورواه عطاء بن يزيد الليثي ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ” فذكر الحديث في التكبير والتحميد كذلك ثم قال : ” تمام المائة يذكر التهليل ثم قال : ” غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر ”
350 – وفي حديث كعب بن عجرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم جعل تمام المائة في التكبير فقال : ” وأربعا وثلاثين تكبيرة ” وسائر ما روي فيه قد ذكرناها في كتاب الدعوات
باب فضل الصلاة بالجماعة
351 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو عثمان سعيد بن محمد بن محمد بن عبد الله ، وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي حامد المقرئ قالوا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا الحسن بن علي بن عفان المقرئ العامري ، نا محمد بن عبيد ، عن عبيدالله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” صلاة الجماعة تفضل على صلاة أحدكم بسبع وعشرين درجة ”
352 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ومحمد بن موسى ، قالا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا أحمد بن عبد الجبار ، أنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” فضل صلاة الرجل في جماعة على صلاته في بيته وصلاته في سوقه خمسا وعشرين درجة فما من رجل يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يأتي المسجد لا ينهزه إلا الصلاة إلا كتب له بكل خطوة درجة وحط عنه خطيئة حتى يدخل المسجد ، فإذا دخل كان في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه والملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه ، اللهم ارحمه اللهم اغفر له ما لم يؤذ فيه ما لم يحدث فيه ”
353 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق ، وأبو عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محبوب الدهان قالوا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنا محمد بن عبد الرحمن بن محبوب الدهان ، قالوا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أنا ابن وهب ، قال : وحدثنا بحر بن نصر ، قال : قرئ على ابن وهب ، أخبرك مالك بن أنس ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط ”
354 – أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي ، نا عثمان بن سعيد ، نا القعنبي ، فيما قرأ على مالك ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، عن أبي سعيد الخدري ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل ، وشاب نشأ في عبادة الله تعالى ، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ، ورجل كان قلبه معلقا بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا ، ورجل دعته امرأة ذات حسب وجمال فقال : إني أخاف الله ، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ” أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنا حاجب بن أحمد ، نا أبو عبد الرحمن المروزي ، نا ابن المبارك ، عن عبيد الله بن عمر ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص بن عاصم بن عمر ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكر الحديث بمعناه
355 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق ، وأبو صادق محمد بن أبي الفوارس الصيدلاني قالوا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا الحسن بن مكرم ، نا يزيد بن هارون ، أنا أبو غسان محمد بن مطرف ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا وراح ”
356 – أخبرنا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ، نا عثمان بن سعيد ، نا ابن بكير ، نا مالك ، قال :وحدثنا القعنبي ، فيما قرأ على مالك ، عن سمي ، مولى أبي بكر ، عن أبي صالح السمان ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا ”
357 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، نا أحمد بن إبراهيم بن ملحان ، نا ابن بكير ، نا الليث ، عن ابن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات ما تقولون يبقى من درنه ؟ ” قالوا : لا يبقى من درنه شيء ، قال : ” فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا ”
358 – أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا أبو جعفر أحمد بن عبد الحميد الحارثي ، نا أبو أسامة ، حدثني بريد بن عبد الله ، عن جده أبي بردة ، عن أبي موسى ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام في جماعة أعظم أجرا من الذي يصليها ثم ينام ”
359 – حدثنا أبو بكر بن فورك ، أنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني ، نا يونس بن حبيب ، نا أبو داود ، نا شعبة ، نا أبو إسحاق ، قال : سمعت عبد الله بن أبي بصير ، يحدث عن أبي بن كعب ، قال : صلى بنا رسول اللهصلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فقال : ” أشاهد فلان ؟ ” قالوا : لا . قال : ” أشاهد فلان ؟ ” قالوا : لا . قال : ” إن هاتين الصلاتين – يعني العشاء والصبح – من أثقل الصلوات على المنافقين ، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا والصف الأول على مثل صفوف الملائكة ولو تعلمون فضيلته لابتدرتموه وصلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل وما كثر فهو أحب إلى الله عز وجل ”
360 – أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحربي ، ببغداد ، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ، حدثني إسحاق بن الحسن ، نا أبو نعيم ، نا أبو العميس ، قال : سمعت علي بن الأقمر ، يذكر عن أبي الأحوص ، قال : قال عبد الله بن مسعود : ” من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن ، فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى ، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ويعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ورفعه بها درجة وحط عنه بها سيئة ، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم نفاقه ولقد كان الرجل يؤتى به يهادي بين الرجلين حتى يقام في الصف ” ورواه إبراهيم الهجري ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله ، وزاد في آخره : حتى إنا كنا لنقارب بين الخطا
361 – أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البغدادي ، أناعبد الله بن جعفر بن درستويه ، نا يعقوب بن سفيان ، نا محمد بن عبد الله الأنصاري ، نا إسماعيل بن سليمان اليشكري ، حدثني عبد الله بن أوس الخزاعي ، أن بريدة الأسلمي ، حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة ”
362 – وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا محمد بن إسحاق الصغاني ، نا يحيى بن أبي بكير ، نا زائدة ، نا السائب بن حبيش الكلاعي ، عن معدان بن أبي طلحة اليعمري ، قال : قال أبو الدرداء : أين مسكنك ؟ قلت في قرية دون حمص . قال أبو الدرداء : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” ما من ثلاثة في قرية ولا بدو ولا تقام فيهم الصلاة إلا وقد استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية ” قال السائب – يعني بالجماعة الجماعة في الصلاة –
باب كيف المشي إلى الصلاة
363 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو محمد أحمد بن عبد الله المزكي ، قالا : نا علي بن محمد بن عيسى ، أخبرني أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن أبا هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون ، ايتوها تمشون عليكم السكينة ، فما أدركتم فصلوا ، وما فاتكم فأتموا ” وبهذا اللفظ رواه أكثر الرواة عن الزهري ، ثم أكثر الرواة عن أبي هريرة ، وكذلك رواه أبو قتادة ” فأتموا ” فيه كالدلالة على أن ما أدرك من صلاة الإمام فهو أول صلاته ، وكذلك روي عن عمر ، وعلي ، وأبي الدرداء ، وبه قال ابن عمر رضي الله عنهم أجمعين
باب ما يقول إذا دخل المسجد وإذا خرج
364 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أنا إسماعيل بن قتيبة ، نا يحيى بن يحيى ، أنا سليمان بن بلال ، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، عن عبد الملك بن سعيد ، عن أبي حميد ، أو عن أبي أسيد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إذا دخل أحدكم المسجد فليقل : اللهم افتح لي أبواب رحمتك ، وإذا خرج فليقل : اللهم إني أسألك من فضلك ” وأخبرنا أبو علي الروذباري ، أنا أبو بكر بن داسة ، نا أبو داود ، نا محمد بن عثمان الدمشقي ، نا عبد العزيز يعني الدراوردي ، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد ، قال : سمعت أبا حميد ،أو أبا أسيد الأنصاري يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل ” فذكره
باب الرخصة في ترك الجماعة لعذر
365 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، في آخرين قالوا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنا الربيع بن سليمان ، أخبرنا الشافعي رحمه الله ، أنا مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أنه أذن بالصلاة في ليلة ذات برد وريح فقال : ألا صلوا في الرحال ، ثم قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يأمر المؤذن إذا كانت ليلة باردة ذات مطر يقول : ” ألا صلوا في الرحال ”
366 – أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن الخليل الماليني ، أنا أبو أحمد بن عدي ، نا محمد بن داود بن دينار ، نا قتيبة بن سعيد ، نا جرير ، عن أبي جناب ، عن مغراء العبدي ، عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من سمع المنادي فلم يمنعه من اتباعه عذر لم تقبل منه تلك الصلاة التي صلاها ” قالوا : ما عذره ؟ قال : خوف أو مرض” قلت : وما كان من الأعذار في معناها فله حكمهما
367 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو عبد الله بن يعقوب ، نا محمد بن نعيم ، نا قتيبة ، نا إسماعيل بن جعفر ، نا أبو حزرة القاص ، عن عبد الله بن أبي عتيق ، عن عائشة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” لا يصلي أحدكم وهو بحضرة الطعام ولا وهو يدافع الأخبثين ”
368 – وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو زكريا المزكي ، وأبو نصر الفامي ، وأبو صادق العطار قالوا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا الربيع بن سليمان ، نا ابن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث ، ويونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، قال : حدثني أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إذا وضع العشاء وحضرت الصلاة فابدءوا به قبل صلاة المغرب ” وقد قال بعض التابعين : كان عشاؤهم خفيفا . وروي عن ابن عمر في معناهباب موقف الإمام والمأموم
369 – أخبرنا أبو علي الروزباري ، وأبو الحسين بن بشران ، وأبو عبد الله بن برهان ، وأبو الحسين بن الفضل القطان ، وأبو محمد السكري قالوا : نا إسماعيل بن محمد الصفار ، نا الحسن بن عرفة ، نا هشيم ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : بت ذات ليلة عند خالتي ميمونة بنت الحارث قال : ” فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ، قال : فقمت عن يساره أصلي بصلاته ” قال : ” فأخذ بذواب كان لي أو برأسي فأقامني عن يمينه ” ورواه عطاء ، عن ابن عباس ، وقال فيه : فأدارني من خلفه حتى جعلني عن يمينه وروينا عن جابر بن عبد الله ، أنه فعل مثل ذلك قال : فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمينه فجاء ابن صخر حتى قام عن يساره فأخذنا بيديه جميعا فدفعنا حتى أقامنا خلفه
370 – وأخبرنا زيد بن أبي هاشم العلوي بالكوفة ، أنا أبو جعفرمحمد بن علي بن دحيم ، نا محمد بن الحسن بن أبي الحنين ، نا القعنبي عن مالك ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس بن مالك ، أن جدته ، مليكة دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعته فأكل منه ثم قال : ” قوموا فلأصلي بكم ” قال أنس : فقمت إلى حصير لنا قد اسود من طول ما لبس فنضحته بماء فقام عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصففت أنا واليتيم وراءه والعجوز من ورائنا فصلى لنا ركعتين ثم انصرف
371 – وروينا عن موسى بن أنس ، عن أبيه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ” صلى به وبامرأة قال فأقامني عن يمينه والمرأة خلفنا ” قال الشافعي رضي الله عنه : وإذا أجزأت المرأة صلاتها مع الإمام منفردة أجزأت الرجل ، واحتج أيضا بحديث أبي بكرة أنه دخل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم راكع فركع قبل أن يصل إلى الصف ثم مشى إلى الصف ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” زادك الله حرصا ولا تعد ”
372 – وضعف الشافعي إسنادحديث وابصة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” رأى رجلا يصلي خلف الصف وحده فأمره أن يعيد الصلاة ” فإن أدخل هلال بن يساف بينه وبين وابصة رجلا وهو عمرو بن راشد وهو مجهول فكان في القديم يقول : لو ثبت لقلت به . قلت : وروي في ذلك من وجه آخر ، عن علي بن شيبان ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ” لا صلاة لفرد خلف الصف ” والاحتياط أن نتوقى ذلك وبالله التوفيق
باب إقامة الصفوف وتسويتها
373 – أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، وأبو يعلى حمزة بن عبد العزيز ، قالا : أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ، نا أحمد بن يوسف ، نا عبد الرزاق ،نا معمر ، عن همام بن منبه ، قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أقيموا الصف في الصلاة فإن إقامة الصف من حسن الصلاة ”
374 – أخبرنا الحسين بن بشران ، أنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ، نا عبد الملك بن محمد ، نا محمد بن عبد الله الأنصاري ، نا سعيد بن أبي عروبة ، نا قتادة ، عن أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” أتموا الصف الأول ، ثم الثاني ، فإن كان نقص كان في المؤخر ” ، وكان يقول : ” خير صفوف الرجال أولها ، وخير صفوف النساء آخرها ” وقد مضى حديث أبي بن كعب في فضل الصف الأول
375 – وروينا عن أبي قتادة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني ”
376 – وروينا عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة التفت – يعني عن يمينه وعن يساره – فقال : ” اعتدلوا سووا صفوفكم اعتدلوا سووا صفوفكم “باب صفة الأئمة في الصلاة
377 – أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنا إسماعيل بن الصفار ، نا الحسن بن علي بن عفان ، نا ابن نمير ، عن الأعمش ، وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر بن إسحاق ، أنا بشر بن موسى ، نا الحميدي ، نا سفيان ، قال : حفظناه من الأعمش ولم نجده ههنا بمكة قال : سمعت إسماعيل بن رجاء يحدث عن أوس بن ضمعج الحضرمي ، عن أبي مسعود الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة ، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة ، فإن كانوا في الهجرة سواء فأكبرهم سنا ولا يؤم الرجل في سلطانه ولا يجلس على تكرمته في بيته إلا بإذنه ” لفظهما سواء قال الشافعي رحمه الله وإنما قيل والله أعلم : يؤمهم أقرؤهم إن من مضى من الأئمة كانوا يسلمون كبارا فيتفقهون قبل أن يقرءوا ومن بعدهم كانوا يقرءون صغارا قبل أن يتفقهوا فأشبه أن يكون من كان فقيها كان إذا قرأ من القرآن شيئا أولى بالإمامة لأنه قد ينوبه في الصلاة ما يعلم كيف يفعل فيه بالفقه ولا يعلمه من لا فقه له وإذا استووا في الفقه والقراءة أمهم أسنهم ولو كان فيهم ذو نسب فقدموا غير ذي نسب أجزأهم وإن قدموا ذا النسب إذا اشتبهت حالهم في القراءة والفقه كان حسنا لأن الإمامة منزلة وفضل ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” قدموا قريشا ولا تقدموها ” فأحب أن يقدم من حضر منهم اتباعا للنبي صلى الله عليه وسلم إذاكان فيه لذلك موضع أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ، نا أبو العباس الأصم ، أنا الربيع ، أنا الشافعي ، فذكره وأجاز إمامة العبد والأعمى ، ومن كان مسلما يقيم الصلاة وإن كان غير محمود الحال في دينه واحتج بأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا خلف من لا يحمدون أفعاله من سلطان وغيره وذكر صلاة ابن عمر خلف الحجاج وصلاة الحسن والحسين خلف مروان وأنهما كانا لا يزيدان على صلاة الأئمة
378 – وأخبرنا أبو علي الروذباري ، نا أبو بكر بن داسة ، نا أبو داود ، نا أحمد بن صالح ، نا ابن وهب ، حدثني معاوية بن صالح ، عن العلاء بن الحارث ، عن مكحول ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” الجهاد واجب عليكم مع كل أمير برا كان أو فاجرا والصلاة واجبة عليكم خلف كل مسلم برا كان أو فاجرا وإن عمل الكبائر والصلاة واجبة على كل مسلم برا كان أو فاجرا وإن عمل الكبائر ”
379 – وروينا عن أنس بن مالك ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ” استخلف ابن أم مكتوم يؤم الناس وهو أعمى “380 – ” وأما الجنب أو المحدث إذا صلى بقوم ولم يعلموا بحاله حتى فرغوا ” ، فقد روينا عن عمر وعثمان ، وابن عمر ما دل على أنه يعيد ولا يعيدون
381 – أخبرنا أبو علي الروذباري ، أنا أبو بكر بن داسة ، نا أبو داود ، نا موسى بن إسماعيل ، نا حماد ، عن زياد الأعلم ، عن الحسن ، عن أبي بكرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” دخل في صلاة الفجر فأومأ بيده أن مكانكم ، ثم جاء ورأسه يقطر فصلى بهم ” قال : وحدثنا أبو داود ، نا عثمان بن أبي شيبة ، نا يزيد بن هارون ، أنا حماد بن سلمة ، بإسناده ومعناه ، قال في أوله : فكبر ، وقال في آخره : فلما قضى الصلاة قال : ” إنما أنا بشر مثلكم وإني كنت جنبا ” ورواه أيضا عطاء بن يسار وبكر بن عبد الله المزني عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وروي عن أنس بن مالك ، موصولا وروي عن ابن ثوبان ، وابن سيرين ، عن أبي هريرة ، موصولا ، وعن ابن سيرين ، مرسلا ، وفي أحاديثهم أنه كبر ، وفي حديث بعضهم فكبر وكبرنا ثم أشار إلى الناس أن كما أنتم ، والله أعلمباب صفة صلاة الأئمة
382 – أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، نا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا سعدان بن نصر ، نا سفيان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس ، عن أبي مسعود ، قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إني لأتخلف عن صلاة الصبح مما يطول بنا فلان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن منكم منفرين فأيكم أم الناس فليخفف ، فإن فيهم الكبير والسقيم وذا الحاجة “383 – وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، نا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي ، نا عثمان بن سعيد ، نا يحيى بن بكير ، نا مالك ، قال : ونا القعنبي ، فيما قرأ على مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إذا صلى أحدكم للناس فليخفف فإن فيهم السقيم والضعيف والكبير ، وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطل ما شاء ”
باب متابعة الإمام
384 – أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي طاهر البغدادي بها ، أنا أحمد بن سلمان ، قال : قرئ على الحارث بن محمد ، وأنا أسمع ، قال : نا علي بن عاصم ، في سنة مائتين أنا سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إنما جعل الإمام ليؤتم به ، فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا رءوسكم وإذا قال : سمع الله لمن حمده فقولوا جميعا : اللهم ربنا لك الحمد وإذا سجد فاسجدوا ولا تسجدوا قبل أن يسجد وإذا رفع رأسه فارفعوا رءوسكم ولا ترفعوا رءوسكم قبل أن يرفع ”
385 – وأنا أبو محمد بن يوسف ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا الهيثم بن سهل التستري ، نا حماد بن زيد ، نا محمد بن زياد ، عن أبي هريرة ، قال : قال محمد صلى الله عليه وسلم : ” أما يخشى أحدكم الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسهرأس حمار ؟ ”
باب الإمام يصلي قاعدا بقيام
386 – قد روينا في حديث عائشة ، وأبي هريرة ، وجابر بن عبد الله ، وأنس بن مالك ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إنما جعل الإمام ليؤتم به ، فإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا ” ، وكان ذلك حين سقط من فرس ، فجحش شقه الأيمن ، ثم حين صلى في مرضه الذي توفي فيه جالسا بقيام استدللنا بفعله الآخر ذلك على نسخ ما يقدمه وذلك
387 – فيما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أنا إسماعيل بن قتيبة ، نا يحيى بن يحيى ، أنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة قال : ” مروا أبا بكر فليصل بالناس ” فذكر الحديث قالت : فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة قالت : فقام يهادى بينرجلين ورجلاه تخطان في الأرض فلما دخل المسجد سمع أبو بكر حسه ذهب ليتأخر فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” قم مكانك ” فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس عن يسار أبي بكر رضي الله عنه قالت : فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس جالسا وأبو بكر قائما يقتدي أبو بكر بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم ويقتدي الناس بصلاة أبي بكر ، ورواه علي بن مسهر ، عن الأعمش ، وقال في الحديث : وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس وأبو بكر يسمعهم التكبير وفي رواية هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : فخرج فأم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وهو قاعد وأبو بكر قائم ، وفي رواية عبيد الله بن عبد الله عن عائشة ، قالت : فخرج لصلاة الظهر فأجلسناه إلى جنب أبي بكر فجعل أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم ،وأما الصلاة التي صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف أبي بكر فهي في الركعة الثانية من صلاة الصبح يوم الاثنين ، ذكره عروة ، وموسى بن عقبة في المغازي ، وروي عن أنس بن مالك ما دل على ذلك ، وأما صلاته جالسا حين صرع عن فرسه وقوله : ” إذا صلى الإمام جالسا فصلوا جلوسا ” فإنه صار منسوخا واستدللنا على نسخه بصلاته جالسا في مرض موته بالناس وهم قيام قال الشافعي لم يأمرهم بالجلوس ولم يجلسوا ولولا أنه منسوخ صاروا إلى الجلوس بتقدم أمره إياهم بالجلوس وحديث جابر في الإشارة إليهم بالجلوس ورد في قصة الصرعة وذلك بين في رواية أبي سفيان عن جابر
باب اختلاف نية الإمام والمأموم في الصلاة
388 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنا الربيع بن سليمان ، أنا الشافعي ، رحمه الله ، أخبرنا سفيان ، أنه سمع عمرو بن دينار ، يقول : سمعت جابر بن عبد الله ، يقول : كان معاذ يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم العشاء أو العتمة ، ثم يرجع فيصليها بقومه في بني سلمة ، قال : ” فأخر النبي صلى الله عليه وسلم العشاء ذات ليلة فصلى معاذ معه ، ثم رجع فأم قومه ، فقرأ بسورة البقرة فتنحى رجل من خلفه فصلى وحده ، فقالوا له : أنافقت ؟ ، فقال : لا ، ولكني آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه ، فقال : يا رسول الله ، إنك أخرت العشاء وإن معاذا صلى معك ، ثم رجع فأمنا فافتتح بسورة البقرة فلما رأيت ذلك تأخرت فصليت وإنما نحن أصحاب نواضح نعمل بأيدينا فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على معاذفقال : أفتان أنت يا معاذ ؟ أفتان أنت ؟ اقرأ بسورة كذا وسورة كذا ”
389 – ورواه ابن جريج ، عن عمرو بن دينار ، قال : أخبرني جابر بن عبد الله ، أن معاذا كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم العشاء ثم ينصرف إلى قومه ، فيصلي بهم تلك الصلاة وهي له نافلة ولهم فريضة ورواه أيضا عبيد الله بن مقسم ، عن جابر ، وفي هذا دلالة على جواز صلاة الفريضة خلف من يصلي النافلة وفيه دلالة على جواز صلاة البالغ خلف الصبي الذي يقيم الصلاة
390 – وأخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنا إسماعيل بن محمد الصفار ، نا محمد بن عبد الملك ، نا يزيد بن هارون ، أنا عاصم ، عن عمرو بن سلمة ، قال : لما رجع قومي من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : إنه قال : ” ليؤمكم أكثركم قراءة للقرآن ” فدعوني فعلموني الركوع والسجود فكنت أصلي بهم وأنا غلام وعلي بردة مفتوقة وكانوا يقولون لأبي : ألا تغطي عنا است ابنك ؟391 – ورواه أيوب السختياني ، عن عمرو بن سلمة قال : لما رجع قومي من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : إنه قال : ” ليؤمكم أكثركم قراءة للقرآن ” قال : فدعوني فعلموني الركوع والسجود فكنت أصلي بهم وأنا غلام قال : فقدموني بين أيديهم وأنا ابن سبع سنين أو ست سنين وزاد فيه : فكسوني قميصا من معقد البحرين
باب من كره الإمامة واستحب الأذان
392 – أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي ، أنا أبو بكر محمد بن علي بن أيوب بن سلمويه ، نا محمد بن يزيد السلمي ، نا عبد الله بن يزيد المقرئ ، نا حيوة ، عن نافع بن سليمان ، عن محمد بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن فأرشد الله الأئمة وعفى عن المؤذن ” وقيل فيه عن أبي صالح ، عن أبي هريرة393 – وفي الحديث الصحيح عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يصلون لكم فإن أصابوا فلكم ولهم وإن أخطأوا فلكم وعليهم ”
394 – وفي حديث عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم : ” من أم الناس فأصاب الوقت وأتم الصلاة فله ولهم ومن نقص من ذلك شيئا فعليه ولا عليهم ” والذي روي في النهي عن أن يكون الإمام مؤذنا لا يصح
395 – وروي في مقابلته : ” من أذن خمس صلوات وأمهم إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ” ولم يصح إسناده ، والله أعلم
396 – وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، نا أبو عبد الرحمن المقرئ ، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ، حدثني عمران بن عبد المعافري ، عن عبد الله بن عمرو ، أن النبيصلى الله عليه وسلم قال : ” ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاة : من يؤم قوما وهم له كارهون ورجل أتى دبارا والدبار أن يأتي بعد فوت الوقت ورجل اعتبد محررة ” ولهذا الحديث في الإمام شواهد يقوى بها ، والله أعلم
باب القراءة خلف الإمام
397 – أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ في آخرين قالوا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا بحر بن نصر ، قال : قرئ على عبد الله بن وهب ، أخبرك يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني محمود بن الربيع ، عن عبادة بن الصامت ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ”
398 – وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا سعيد بن عثمان التنوخي ، نا أحمد بن خالد الوهبي ، نا محمد بن إسحاق ، عن مكحول ، عن محمود بن الربيع ، عن عبادة بن الصامت ، قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الغداة فثقلت عليه القراءة فلما انصرف قال : ” إني أراكم تقرءون وراء إمامكم ” قال : قلنا : أجل والله يا رسول الله إنا لنفعل هذا ، قال : ” لا تفعلوا إلا بأم القرآن ، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها” ورواه إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق ، حدثني مكحول ، فذكره وروينا في القراءة خلف الإمام عن عمر ، وعلي ، وعبادة بن الصامت ، وأبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وابن مسعود ، وابن عباس ، وعبد الله بن عمرو ، وأبي الدرداء ، وجابر بن عبد الله ، وأبي سعيد الخدري وهشام بن عامر ، وأنس بن مالك ، وعبد الله بن مغفل ، وعائشة بنت الصديق رضي الله عنهم
399 – وأخبرنا أبو سعيد بن يحيى بن محمد بن يحيى الإسفرائيني ، أنا أبو بحر محمد بن الحسن البربهاري ، نا بشر بن موسى ، نا الحميدي ، نا سفيان ، نا العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج ” قلت : يا أبا هريرة ، إني أسمع قراءة الإمام ، فقال : يا فارسي أو يا ابن الفارسي ، اقرأ بها في نفسك
400 – وزاد فيه غيره عن سفيان ، قال : حدثني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” قال الله عز وجل : ” قسمت الصلاة بيني وبين عبدي فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى : حمدني عبدي , وإذا قال الرحمن الرحيم قال : مجدني عبدي أو أثنى علي عبدي ، وإذا قال مالك يوم الدين قال : فوض إلي عبدي ، وإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال : هذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، وإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال : هذه لك ” وأخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنا أبو حامد بن بلال ، نا يحيى بن الربيع ، نا سفيان ، فذكره والأحاديث التي رويت في ترك القراءة خلف الإمام في أسانيدها مقال والمراد بما عسى يصح منها ترك الجهر بالقراءة وترك قراءة السورة ودليل ذلك في حديث عبادة بن الصامت ، فإنه حفظ ما نهي عنه وما أمر به والله أعلم
باب سكتتي الإمام
401 – أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد الصفار ، نا إسماعيل بن إسحاق ، نا علي بن عبد الله ، نا جرير ، عن عمارة بن القعقاع ، عنأبي زرعة ، عن أبي هريرة ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر في الصلاة سكت هنيئة قبل أن يقرأ ، قلت : يا رسول الله بأبي أنت وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول ؟ قال : ” أقول : اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من الخطايا بالماء والثلج والبرد ”
402 – وروينا من وجه آخر عن عمارة ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم كان ” إذا نهض من الركعة الثانية استفتح القراءة ولم يسكت ، يعني والله أعلم لم يسكت كما كان يسكت في الركعة الأولى للإتيان بدعاء الافتتاح سرا ”
403 – وأخبرنا أبو علي الروذباري ، أنا أبو بكر بن داسة ، نا أبو داود ، نا مسدد ، نا يزيد ، نا سعيد ، نا قتادة ، عن الحسن ، أن سمرة بن جندب ، وعمران بن حصين ، تذاكرا فحدث سمرة بن جندب ، أنه ” حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سكتتين سكتة إذا كبر وسكتة إذا فرغ من قراءة غير المغضوب عليهم ولا الضالين ” فحفظ ذلك سمرة وأنكر عليه عمران بن حصين فكتبا في ذلك إلى أبي بن كعب وكان في كتابه إليهما أو في رده عليهما أن سمرة قد حفظوروي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، وعروة بن الزبير ، وسعيد بن جبير ، وعطاء بن أبي رباح ، ومكحول الشامي ، في قراءة المأموم فاتحة الكتاب في سكتة الإمام وذكرها الشافعي أيضا في كتاب البويطي وروي في حديث عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، أنه كان يفعل ذلك خلف النبي صلى الله عليه وسلم وذكره الأوزاعيباب إدراك الركعة بإدراك الركوع
404 – أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ ، نا يحيى بن أيوب العلاف ، نا ابن أبي مريم ، أنا نافع بن يزيد ، نا يحيى بن أبي سليمان ، عن زيد بن أبي عتاب ، وابن المقبري ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إذا جئتم الصلاة ونحن في سجود فاسجدوا ولا تعدوها شيئا ومن أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة ” ورواه عبد العزيز بن رفيع ، عن رجل ، عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو قول عبد الله بن مسعود ، وعبد الله بن عمر
405 – وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد الصفار ، نا محمد بن غالب ، نا أبو عمر ، نا همام ، نا زياد الأعلم ، عن الحسن ، عن أبي بكرة ، أنه دخل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم راكع فركع قبل أن يصل إلى الصف فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” زادك الله حرصا ولا تعد ” قال الشافعي : قوله : ” لا تعد ” يشبه قوله ” لا تأتوا للصلاة تسعون ” يعني والله أعلم : ليس عليك أن تركع حتى تصل إلى موقعك لما في ذلك من التعب كما ليس عليك أن تسعى إذا سمعت الإقامة
406 – قلت : روينا عن أبي بكر الصديق ، وزيد بن ثابت ، وعبد الله بن مسعود ، وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهم أنهم ” ركعوا دون الصف ثم دبوا إلى الصف والله أعلم “باب من خرج يريد الصلاة فسبق بها
407 – أخبرنا أبو علي الروذباري ، أنا أبو بكر بن داسة ، نا أبو داود ، نا عبد الله بن مسلمة ، نا عبد العزيز بن محمد ، عن محمد يعني ابن طحلاء ، عن محصن بن علي ، عن عوف بن الحارث ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من توضأ فأحسن وضوءه ثم راح فوجد الناس قد صلوا أعطاه الله مثل أجر من صلاها وحضرها لا ينقص ذلك من أجرهم شيئا ”
باب من استحب أن يصلي معه وكان قد صلى
408 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، نا موسى بن إسماعيل ، نا وهيب ، عن سليمان الأسود ، عن أبي المتوكل الناجي ، عن أبي سعيد الخدري ، أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر رجلا يصلي وحده فقال : ” ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه” وروي عن الحسن ، أن الذي صلى معه كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان قد صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم
باب استحباب إعادة ما صلى وحده إذا أدركها في الجماعة
409 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا أسيد بن عاصم ، نا الحسين بن حفص ، عن سفيان ، قال : حدثني يعلى بن عطاء ، نا جابر بن يزيد بن الأسود الخزاعي ، عن أبيه ، قال : صلينا مع رسولالله صلى الله عليه وسلم الفجر بمنى فانحرف فأبصر رجلين من وراء الناس فدعا بهما فجيء بهما ترعد فرائصهما فقال : ” ما منعكما أن تصليا مع الناس ؟ ” قالا : صلينا في الرحال قال : ” لا تفعلوا ، إذا صلى أحدكم في رحله ثم أدرك الصلاة مع الإمام فليصلها مع الإمام فإنها له نافلة ”
410 – وروينا في حديث محجن ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ” فإذا جئت فصل مع الناس ، وإن كنت قد صليت ” وروينا عن أبي أيوب الأنصاري ، وعبد الله بن عمر ، قال أبو أيوب : من صنع ذلك فإن له سهم جمع أو مثل سهم جمع ، وروي ذلك عنه مرفوعا
باب إمامة المرأة النساء دون الرجال
411 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ، نا أحمد بن يونس الضبي ، نا عبد الله بن داود الخريبي ، نا الوليد بن جميع ، عن ليلى بنت مالك ، وعبد الرحمن بن خلاد الأنصاري ، عن أم ورقة الأنصارية ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : ” انطلقوا بناإلى الشهيدة فنزورها ” – يعني أم ورقة – وأمر ” أن يؤذن لها ويقام وتؤم أهل دارها في الفرائض ”
412 – وروينا عن عائشة ، ” أنها أمت نسوة في المكتوبة فأمتهن بينهن وسطا وسطا ”
413 – وعن أم سلمة ، ” أنها أمتهن فقامت وسطا ”
باب متى يؤمر الصبي بالصلاة
414 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو طاهر الفقيه وغيرهما قالوا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ، نا حرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة ، عن عمه عبد الملك بن الربيع بن سبرة ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” علموا الصبي الصلاة ابن سبع سنين واضربوه عليها ابن عشر ”
415 – ورواه محمد بن هشام بن ملاس النميري ، عن حرملة ، وقال في الحديث : ” مروا الصبي بالصلاة ابن سبع ”
باب من ترك الصلاة المكتوبة متعمدا
939 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ، نا إسماعيل بن قتيبة ، نا عبد الله بن محمد المسندي ، نا حرمي بن عمارة ، نا شعبة ، عن واقد بن محمد يعني ابن زيد بن عبد الله بن عمر قال : سمعت أبي يحدث ، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « أمرت أن أقاتل الناس ، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله عز وجل »
940 – أخبرنا أبو علي الروذباري ، أنا أبو بكر بن داسة ، نا أبو داود ، نا هارون بن عبد الله ، ومحمد بن العلاء ، أن أبا أسامة ، أخبرهم عن مفضل بن يونس ، عن الأوزاعي ، عن أبي يسار القرشي ، عن أبي هاشم ، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بمخنث (1) قد خضب (2) يديه ورجليه بالحناء ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « ما بال هذا » فقيل : يا رسول الله يتشبه بالنساء ، فأمر به فنفي إلى
النقيع قالوا : يا رسول الله ألا نقتله ؟ قال : « إني نهيت عن قتل المصلين » قال أبو أسامة : النقيع ناحية عن المدينة وليس بالبقيع
941 – أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، نا إبراهيم بن عبد الله ، نا أبو عاصم ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني أبو الزبير ، أنه سمع جابر بن عبد الله ، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة » تابعه أبو سفيان ، عن جابر ، ويشبه أن يكون المراد به إباحة قتله ، كما يكفر فيباح قتله ، والله أعلم
باب الرخصة للمسافر في قصر الصلاة وإن كان آمنا
434 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا أحمد بن عبد الجبار ، نا عبد الله بن إدريس ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي عمار ، عن عبد الله بن بابيه ، عن يعلى بن أمية ، قال : قلت لعمر « ( فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا (1) ) وقد أمن الناس ؟ ، فقال : عجبت مما عجبت منه فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه ، فقال : » صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته « قال الشافعي رحمه الله : فدل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن القصر في
السفر بلا خوف صدقة من الله والصدقة رخصة لا حتم من الله أن يقصروا وإن عائشة قالت : كل ذلك فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أتم في السفر وقصر
417 – أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه ، أنا علي بن عمر الحافظ ، نا المحاملي ، نا سعيد بن محمد بن ثواب ، نا أبو عاصم ، نا عمر بن سعيد يعني ابن أبي حسين ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن عائشة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ” يقصر في السفر ويتم ويصوم ويفطر ” قال علي : هذا إسناد صحيح قلت : وروي عن أبي عاصم ، عن ابن جريج ، عن عمرو بن مسلم ، عن طاوس عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وهو مرسل حسن شاهد للموصول وروينا عن عثمان بن عفان ، أنه أتم الصلاة في حجته بمنى فأتمها أيضا عبد الله بن مسعود وقال : الخلاف شر وعن عائشة ، ” أنها كانت تتم وفي كل ذلك دلالة على أن القصر في السفر مباح وأنه إن شاء قصر وإن شاء أتم
418 – وروينا عن عبد الله بن عمر ، أنه كان ” إذا صلى مع الإمام صلى أربعا وإذا صلى وحده صلى ركعتين ” قال الشافعي : ولو كان فرضه ركعتين ما صلى مسافر خلف مقيم – يعني أربعا – وإذا صلى مقيم خلف مسافر صلى أربعا ولا يقصر المغربباب السفر الذي تقصر في مثله الصلاة
419 – أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي ، نا عثمان بن سعيد ، نا ابن بكير ، نا مالك ، قال : ونا القعنبي ، فيما قرأ على مالك ، عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه ، أنه ركب إلى ريم ” فقصر الصلاة في مسيره ذلك ” ، قال مالك : ” وذلك نحو أربعة برد ”
420 – وبهذا الإسناد عن مالك ، عن نافع ، عن سالم بن عبد الله ، أن أباه عبد الله بن عمر ” ركب إلى ذات النصب فقصر الصلاة في مسيره ذلك ” ، قال مالك : وبين ذات النصب وبين المدينة أربعة برد ، قلت : وكل بريد أربعة فراسخ وكل فرسخ ثلاثة أميال
421 – وبهذا الإسناد عن نافع ، أنه كان ” يسافر مع عبد الله بن عمر البريد فلا يقصر الصلاة ”
422 – أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن ، نا أبو العباس الأصم ، أنا الربيع بن سليمان ، أنا الشافعي ، أنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن عطاء بن أبي رباح ، قال : قلت لابن عباس : القصر إلى عرفة ؟ قال :” لا ، ولكن إلى جدة وعسفان والطائف ”
باب المسافر يجمع مكثا والذي يقيم على شيء يراه ينجح في اليوم واليومين فطال به
423 – أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنا علي بن الفضل الخزاعي ، أنا إبراهيم بن هاشم ، نا عبد الله بن محمد بن أسماء ، حدثني عمى جويرية بن أسماء ، عن نافع ، أن عبد الله بن عمر ، كان ” إذا أجمع المقام ببلد أتم الصلاة ”
424 – وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنا أبو الحسن الطرائفي ، نا عثمان بن سعيد الدارمي ، نا القعنبي ، فيما قرأ على مالك ، عن عطاء الخراساني ، عن سعيد بن المسيب ، أنه قال : ” من أجمع إقامة أربع ليال وهو مسافر أتم الصلاة ”
425 – وبإسناد فيما قرأ على مالك ، عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه ، أنه كان يقول ” أصلي صلاة المسافر ما لم أجمع مكثا وإن حبسني ذلك اثنتي عشرة ليلة ”
426 – أخبرنا أبو عبد الله ، أنا أبو العباس القاسم بن القاسمالسياري ، بمرو ، نا أبو الموجه ، أنا عبدان ، أنا عبد الله ، هو ابن المبارك ، نا عاصم ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : ” أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة تسعة عشر يوما يصلي ركعتين ” قال ابن عباس فنحن نصلي ركعتين تسعة عشر يوما ، فإن أقمنا أكثر من ذلك أتممنا وكذا قاله جماعة ورواه حفص بن غياث ، عن عاصم الأحول ، وقال : سبع عشرة ، وكذلك قاله جماعة واختلف عليهم فيه وكذلك على عكرمة وأصح الروايات فيه رواية ابن المبارك ومن تابعه والله أعلم
باب الجمع بين الصلاتين في السفر
427 – حدثنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي ، أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ، نا محمد بن يحيى الذهلي ، نا حماد بن مسعدة ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، أن عبد الله بن عمر ، ” أسرع السير فجمع بين المغرب والعشاء ” سألت نافعا فقال : بعد ما غاب الشفق بساعة وقال : إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك إذا جد به السير428 – وأخبرنا أبو سعيد يحيى بن محمد بن يحيى الإسفرائيني ، أنا أبو الخير البربهاري ، نا بشر بن موسى ، نا الحميدي ، نا سفيان ، نا ابن أبي نجيح ، أخبرني إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذويب الأسدي ، قال : صحبت ابن عمر ” فلما غابت الشمس رهبنا أن نقول له انزل فصل فلما أن غاب الشفق نزل فصلى بنا المغرب ثلاثا ، ثم صلى بنا العشاء ركعتين ، ثم التفت إلينا ” ، فقال : هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل
429 – وروينا عن أبي الزبير ، عن جابر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” غابت له الشمس بمثله فجمع بينهما بسرف ” قال هشام بن سعد : بينهما عشرة أميال – يعني بين مكة وسرف –
430 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق ، وأبو بكر بن الحسن قالوا : أنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا بحر بن نصر ، قال : قرئ على ابن وهب ، أخبرك جابر بن إسماعيل ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان ” إذا عجل به السير يؤخر الظهر إلى أول وقت العصر فيجمع بينهما ويؤخر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء حين يغيب الشفق “431 – ورواه شبابة بن سوار ، عن الليث ، عن عقيل ، بإسناده وقال : كان النبي صلى الله عليه وسلم ” إذا أراد أن يجمع بين الظهر والعصر أخر الظهر حتى يدخل أول وقت العصر ، ثم يجمع بينهما ”
432 – ورواه أيضا شبابة ، عن الليث ، عن عقيل بإسناده وقال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا كان في سفر فزالت الشمس صلى الظهر والعصر جميعا ثم ارتحل ”
433 – وأخبرنا أبو علي الروذباري ، أنا أبو بكر بن داسة ، نا أبو داود ، نا يزيد بن خالد بن عبد الله الرملي ، نا المفضل بن فضالة ، والليث بن سعد ، عن هشام بن سعد ، عن أبي الزبير ، عن أبي الطفيل ، عن معاذ بن جبل ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في غزوة تبوك ” إذا زاغت الشمس قبل أن يرتحل جمع بين الظهر والعصر وإن ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر حتى ينزل للعصر وفي المغرب مثل ذلك إن غابت الشمس قبل أن يرتحل جمع بين المغرب والعشاء وإن ارتحل قبل أن تغيب الشمس أخر المغرب حتى ينزل للعشاء ثم جمع بينهما ”
باب الجمع بين الصلاتين بعذر المطر
434 – أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي ، نا عثمان بن سعيد ، نا ابن بكير ، نا مالك ، ح قال : وحدثنا القعنبي ، فيما قرئ على مالك بن أنس ، عن أبي الزبير المكي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أنه قال : ” صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر جميعا والمغرب والعشاء جميعا في غير خوف ولا سفر ” قال مالك : أرى ذلك في مطر
435 – وبهذا الإسناد عن مالك ، عن نافع ، أن عبد الله بن عمر ، كان ” إذا جمع الأمراء بين المغرب والعشاء في المطر جمع معهم ”
باب صلاة المريض
436 – أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أنا إسماعيل بن محمد الصفار ، نا عباس بن محمد ، نا أبو إسحاق الطالقاني ، نا ابن المبارك ، عن إبراهيم بن طهمان ، عن حسين المكتبي ، عن عبد الله بن بريدة ، عن عمران بن حصين ، قال : كانت بي بواسير فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ” صل قائما ، فإن لم تستطع فقاعدا ، فإن لم تستطع فعلى جنب “437 – وروينا في حديث أهل البيت عن علي بن أبي طالب ، مرفوعا : ” يصلي المريض قائما إن استطاع ، فإن لم يستطع صلى قاعدا ، فإن لم يستطع أن يسجد أومأ وجعل سجوده أخفض من ركوعه ، فإن لم يستطع أن يصلي قاعدا صلى على جنبه الأيمن مستقبل القبلة ، فإن لم يستطع أن يصلي على جنبه الأيمن صلى مستلقيا رجله مما يلي القبلة ”
438 – وأخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ، نا يحيى بن جعفر ، نا أبو بكر الحنفي ، نا سفيان الثوري ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد مريضا فرآه يصلي على وسادة فأخذها فرمى بها ، فأخذ عودا ليصلي عليه فأخذه فرمى به فقال : ” صل على الأرض إن استطعت وإلا فأوم إيماء واجعل سجودك أخفض من ركوعك ” وروي عن عبد الوهاب بن عطاء ، عن الثوري ، معناه ويحتمل أن يكون المراد به إذا رفع إلى جبهته شيئا فسجد عليه فنهاه عنه أو كان شيئا عاليا ، فإن كانت وسادة خفيفة لاصقة بالأرض فقد رويناه عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها سجدت على وسادة من أدم من رمد كان بعينها وأما قعود المريض في موضع القيام ، فقد روي عن أنس بن مالك أنه صلى متربعا وروي عن ابن عمر
439 – وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني محمد بن صالح بن هانئ ، نا السري بن خزيمة ، نا محمد بن سعيد الأصبهاني ، ناحفص بن غياث ، عن حميد بن قيس ، عن عبد الله بن شقيق ، عن عائشة ، أنها قالت : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ” يصلي متربعا هكذا ” هكذا قال عن حميد بن قيس
440 – وروي عن أبي داود الحفري ، عن حفص ، عن حميد الطويل ، ورواه عمر بن علي المقدمي ، عن حميد الطويل ، قال : ” رأيت أنس بن مالك يصلي متربعا ”
441 – وإذا ثبت حديث التربع فقول ابن مسعود : ” لأن أقعد على جمرة أو جمرتين أحب إلي من أن اقعد متربعا في الصلاة ، يكون محمولا على التربع في حال التشهد ” ، وقد حمله الشافعي على الإطلاق في كتاب علي وعبد الله وقال في كتاب البويطي : يقعد في موضع القيام متربعا وكيف أمكنه وكأنه حمله على الخصوص ببعض ما مضى والله أعلمباب فرض الجمعة قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع
442 – أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي الفقيه ، نا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ، نا أحمد بن يوسف السلمي ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن همام بن منبه ، قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة ، عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم فهذا يومهم الذي فرض عليهم ، فاختلفوا فيه فهدانا الله له فهم لنا فيه تبع فاليهود غدا والنصارى بعد غد ”
443 – أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن علي الروذباري ، وأبو عبد الله الحافظ ، قالا : ثنا الحسين بن الحسين بن أيوب الطوسي ، نا أبو حاتم الرازي ، نا أبو توبة ، نا معاوية بن سلام ، عن أخيه ، زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام ، يقول : حدثني الحكم بن ميناء ، أن عبد الله بن عمر ، وأبا هريرة حدثاه أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على أعواد منبره : ” لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ، ثم ليكونن من الغافلين ”
444 – أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ، نا محمد بن عبد الله ، أنا يعلى بن عبيد ، نا محمد بن عمرو بن علقمة ، عن عبيدة بن سفيان الحضرمي ، عن أبي الجعد الضمري ، قال : قالرسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاونا طبع الله على قلبه ”
باب فضل الجمعة
445 – قال الله عز وجل وشاهد ومشهود قد روينا عن أبي هريرة مرفوعا وموقوفا : ” الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة ، فهذان اليومان مما أقسم الله بهما مع اليوم الموعود وهو يوم القيامة ، فدل على كبر محلهما ”
446 – أخبرني يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي ، نا عثمان بن سعيد ، نا ابن بكير ، نا مالك ، ح قال : ونا القعنبي ، فيما قرأ على مالك ، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة ، أنه قال : خرجت إلى الطور فلقيت كعب الأحبار فجلستمعه فحدثني عن التوراة وحدثته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان فيما حدثته أن قلت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أهبط ، وفيه تيب عليه ، وفيه مات ، وفيه تقوم الساعة ، وما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة من حين يصبح حتى تطلع الشمس شفقا من الساعة إلا الجن والإنس ، وفيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله فيها شيئا إلا أعطاه الله إياه ” فقال كعب : ذلك في كل سنة يوم ، فقلت : بل هو في كل جمعة ، قال : فقرأ كعب التوراة فقال : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
447 – فقال أبو هريرة : فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري ، فقال : من أين أقبلت ؟ قال : فقلت : من الطور ، قال : لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام وإلى مسجدي هذا وإلى مسجد إيليا أو بيت المقدس ” يشك أيهما قال
448 – قال : قال أبو هريرة : ثم لقيت عبد الله بن سلام فحدثته بمجلسي مع كعب الأحبار وما حدثته في يوم الجمعة ، فقلت له : قال كعب : ذلك في كل سنة يوم ؟ فقال عبد الله : كذب كعب ، فقلت : نعم ، ثم قرأ كعب التوراة ، فقال : بل هي في كل جمعة ، فقال عبد الله : صدق كعب ، ثم قال عبد الله بن سلام : قد علمت أية ساعة هي ، قال أبو هريرة : فقلت له : فأخبرني بها ولا تضن عني ، قال عبد الله بن سلام : هي آخر ساعة في يوم الجمعة ، قال أبو هريرة : وكيف تكون آخر ساعة من يوم الجمعة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي ” وتلك ساعة لا يصلى فيها ؟ فقال عبد الله بن سلام : ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من جلس في مجلس ينتظر الصلاة فهو في صلاة حتى يصلي قال أبو هريرة : قلت : بلى . قال : هو ذلك449 – قلت : وروينا بإسناد غير قوي عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبيها ، ” أنها إذا تدلى عين الشمس للغروب ”
450 – وفي الحديث الصحيح عن أبي بردة بن أبي موسى ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة ” وقال له في الحديث الطويل : مسيخة – يعني مصيخة – ، قال أبو سليمان الخطابي : معناه مسغية ومستمعة يقال : أصاخ وأساخ بمعنى واحد
451 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس بن يعقوب ، نا أحمد بن عبد الحميد الحارثي ، نا الحسين بن علي ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن أبي الأشعث الصنعاني ، عن أوس بن أوس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم ، وفيه قبض ، وفيه النفخة ، وفيه الصعقة ، فأكثروا من الصلاة علي فيه ، فإن صلاتكم معروضة علي ” ، قالوا : يا رسول الله ، وكيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت ؟ يقولون قد بليت ، قال : ” إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ”
452 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر محمد بن المؤمل ، نا الفضل بن محمد الشعراني ، نا نعيم بن حماد ، نا هشيم ، نا أبو هاشم ، عن أبي مجلز ، عن قيس بن عباد ، عن أبي سعيد الخدري ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين “باب من تجب عليه الجمعة
453 – أخبرنا أبو علي الروذباري ، أنا أبو بكر بن داسة ، نا أبو داود ، نا عباس بن عبد العظيم ، حدثني إسحاق بن منصور ، نا هريم يعني ابن سفيان ، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر ، عن قيس بن مسلم ، عن طارق بن شهاب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا على أربعة : عبد مملوك ، أو امرأة ، أو صبي ، أو مريض ” قلت : وله شواهد بأسانيد ذكرناها في كتاب السنن منها حديث جابر وحديث تميم الدارمي وفيها من الزيادة ” أو مسافر ”
باب العدد الذين إذا كانوا في قرية وجبت عليهم الجمعة
454 – حدثنا أبو عبد الله الحافظ ، إملاء وقراءة ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، نا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، حدثني محمد بن أبي أمامة بن سهل ، عن أبيه ، قال : حدثني عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، قال : كنت قائد أبي حين كف بصره فإذا خرجت به إلى الجمعة فيسمع الأذان بها استغفر لأبي أمامة أسعد بن زرارة ، فمكث حينا أسمع ذلك منه ، فقلت : إن عجز أن لا أسأله عن هذا ، فخرجت به كما كنت أخرج فلما سمع الأذان بالجمعة استغفر له ، فقلت : يا أبتاه ، أرأيت استغفارك لأسعد بن زرارة كلما سمعت الأذان بالجمعة ، قال : ” أي بني كان أسعد أول من جمع بنا بالمدينة قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم في هزم من حرة بني بياضة في نقيع يقال له : الخضمات ” ، قلت : وكم كنتم يومئذ ؟ قال : أربعون رجلا455 – وروينا عن عمر بن عبد العزيز ، أنه كتب ” إذا بلغ أهل القرية أربعين رجلا فليجمعوا ” ، قلت : ” فإن كان في موضع لا يبلغ عدد أهله أربعين رجلا حرا بالغا صحيحا مستوطنا غير أن النداء يبلغه من موضع يجب فيه الجمعة وهو مسلم بالغ عاقل حر صحيح مقيم فعليه حضور الجمعة ”
456 – وروينا عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، مرفوعا وموقوفا : ” الجمعة على من سمع النداء ” وهو قول سعيد بن المسيب ، واحتج من قال ذلك لظاهر الآية وهو قوله عز وجل إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله
باب الهيئة للجمعة والتبكير لها
457 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أحمد بن جعفر القطيعي ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، نا إسماعيل بن إبراهيم ، عن محمد بن إسحاق ، حدثني محمد بن إبراهيم ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، وأبي أمامة بن سهل ، عن أبي هريرة ، وأبي سعيد قالا : سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلميقول : ” من اغتسل يوم الجمعة واستن ومس من طيب إن كان عنده ولبس أحسن ثيابه ، ثم جاء إلى المسجد ولم يتخط رقاب الناس ، ثم ركع ما شاء الله أن يركع ، ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يصلي كان كفارة لما بينها وبين الجمعة التي كانت قبلها ” يقول أبو هريرة : وثلاثة أيام زيادة إن الله قال : الحسنة بعشر أمثالها ورواه سلمان الفارسي عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال : ” ولم يفرق بين اثنين وينصت إذا تكلم الإمام ”
458 – ورواه أوس بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال فيه : ” من غسل واغتسل وبكر وابتكر ومشى ولم يركب ” والمراد بقوله ” غسل ” أي غسل رأسه من الخطمي وغيره ” واغتسل ” يعني غسل جسده وبذلك فسره مكحول وسعيد بن عبد العزيز ، وروي مفسرا في حديث روي عن ابن عباس ، وأبي هريرة في ذلك مرفوعا
459 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ، قالا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنا العباس بن الوليد بن مزيد ، أخبرني أبي ، نا الأوزاعي ، حدثني يحيى ، قال : حدثني أبو سلمة ، حدثني أبو هريرة ، قال : بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطب الناس يوم الجمعة ودخل عثمان بن عفان رضي الله عنه المسجد فعرض له عمر ، فقال : مابال رجال يتأخرون بعد النداء ؟ ، فقال عثمان : يا أمير المؤمنين ، ما زدت حين سمعت النداء أن توضأت ثم أقبلت ، فقال عمر : الوضوء أيضا أو لم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” إذا جاء أحدكم إلى الجمعة فليغتسل ؟ ” ، قلت : في هذا الحديث تأكيد التبكير إلى الجمعة والغسل لها وفيه دلالة على جواز ترك الغسل حيث لم يغتسل عثمان ، ولم يأمره عمر بالرجوع إلى الغسل وإن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالغسل للجمعة على الاختيار ، والله أعلم
460 – أخبرنا أبو الحسن بن بشران ، أنا إسماعيل بن محمد الصفار ، نا سعدان بن نصر ، نا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الناس الأول فالأول ، فالمهجر للصلاة كالمهدي بدنة ، ثم الذي يليه كالمهدي بقرة ، ثم الذي يليه كالمهدي كبشا حتى ذكر الدجاجة والبيضة ، فإذا جلس الإمام طووا الصحف واجتمعوا للخطبة ”
باب وقت الجمعة
461 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا محمد بن إسحاق الصغاني ، نا شريح بن النعمان ، نا فليح ، عن عثمان بن عبد الرحمن ، أن أنس بن مالك رضي الله عنه أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان “يصلي الجمعة حين تميل الشمس ”
باب الأذان للجمعة
462 – أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا عبد الله بن الحسين القاضي ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمد بن عيسى بن الطباع ، نا مصعب بن سلام ، عن هشام بن الغاز ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم ” إذا خرج يوم الجمعة وقعد على المنبر أذن بلال ”
463 – وروينا عن جابر ، وغيره ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ” إذا صعد المنبر سلم ”
باب الخطبة للجمعة
464 – أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي ، أنا أبو حامد بن الشرقي ، نا محمد بن يحيى الذهلي ، وعبد الرحمن بن بشر ، وأبو الأزهر ، قالوا : نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يخطب في يوم الجمعة خطبتين بينهما جلسة ”
465 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو بكر بن إسحاق ، أنا إسماعيلبن قتيبة ، نا يحيى بن يحيى ، أنا أبو الأحوص ، عن سماك بن حرب ، عن جابر بن سمرة ، قال : ” كانت للنبي صلى الله عليه وسلم خطبتان يجلس بينهما ويقرأ القرآن ويذكر الناس ”
466 – أخبرنا أبو علي الروذباري ، أنا أبو بكر بن داسة ، نا أبو داود ، نا سعيد بن منصور ، نا شهاب بن خراش ، نا شعيب بن زريق ، قال : جلست إلى رجل له صحبة يقال له الحكم بن حزن فأنشأ يحدثنا قال : وفدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم سابع سبعة أو تاسع تسعة ودخلنا عليه فقلنا : يا رسول الله ، زرناك فادع الله لنا بخير ، فأمر بنا أو أمر لنا بشيء من التمر والشأن إذ ذاك دون ، فأقمنا بها أياما شهدنا فيها الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام متوكئا على عصا أو قوس فحمد الله وأثنى عليه كلمات خفيفات مباركات ، ثم قال : ” أيها الناس ، إنكم لن تطيقوا ولن تفعلوا كما أمرتم به ولكن سددوا وأبشروا ”
باب الإنصات للخطبة
467 – أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، ومحمد بن موسى ، قالا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا أحمد بن عبد الجبار ، نا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من توضأ وأحسن الوضوء ، ثم أتى الجمعة فدنا وأنصت واستمع غفر له من الجمعة إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيام ، وإن مس الحصا فقد لغا “468 – وروينا في حديث معيقيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” لا تمسح وأنت تصلي ، فإن كنت لا بد فواحدة ” يعني تسوية الحصا
469 – أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنا إسماعيل بن محمد الصفار ، نا أحمد بن منصور ، نا عبد الرزاق ، أنا جريج ، عن الزهري ، عن ابن المسيب ، عن أبي هريرة ، قال ابن شهاب : وحدثني عمر بن عبد العزيز ، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إذا قال الرجل لصاحبه أنصت والإمام يخطب فقد لغا ”
470 – وروينا عن ثعلبة بن أبي مالك القرظي ، أنهم كانوا في زمن عمر بن الخطاب ” يصلون يوم الجمعة حتى يخرج عمر بن الخطاب فإذا خرج وجلس على المنبر وأذن المؤذن جلسوا يتحدثون حتى إذا سكت المؤذن وقام عمر سكتوا فلم يتكلم أحد ” أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنا أبو الحسن الطرائفي ، نا عثمان بن سعيد ، نا ابن بكير ، نا مالك ، قال : وحدثني القعنبي ، فيما قرأ على مالك ، عن ابن شهاب ، عن ثعلبة بن أبي مالك ، فذكره
471 – وبهذا الإسناد حدثنا مالك ، عن أبي النضر ، مولى عمر بن عبيد الله ، عن مالك بن أبي عامر ، أن عثمان بن عفان ، كان يقول في خطبته قل ما يدع ذلكإذا خطب : ” إذا قام الإمام يخطب يوم الجمعة فاستمعوا وأنصتوا فإن للمنصت الذي لا يسمع الخطبة مثل ما للسامع المنصت ، فإذا قامت الصلاة فاعدلوا الصفوف وحاذوا بالمناكب فإن اعتدال الصفوف من تمام الصلاة ، ثم لا يكبر حتى يأتيه رجال قد وكلهم بتسوية الصفوف فيخبرونه أن قد استوت فيكبر ”
باب من دخل المسجد والإمام يخطب ركع ركعتين ثم جلس
472 – أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنا أبو حامد بن بلال ، نا يحيى بن الربيع ، نا سفيان ، عن عمرو ، عن جابر ، قال : دخل رجل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال : ” صليت ؟ ” قال : لا ، قال : ” صل ركعتين ”
473 – قال : وحدثنا سفيان ، عن أبي الزبير ، عن جابر وهو سليك الغطفاني ، ورواه أبو سفيان ، عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم وزاد قال : ” إذا جاء أحدكم والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما “باب صلاة الجمعة
474 – وروينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : ” صلاة الجمعة ركعتان ، وصلاة الأضحى ركعتان ، وصلاة الفطر ركعتان ، وصلاة المسافر ركعتان تمام ليس بقصر على لسان النبي صلى الله عليه وسلم ” أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا أسيد بن عاصم ، نا الحسين بن جعفر ، عن سفيان ، عن زبيد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال فذكره وقد قيل فيه : عن ابن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة عن عمر وقيل : عنه عن الثقة عن عمر
باب ما يقرأ في صلاة الجمعة بعد الفاتحة وما يقرأ به في صلاة الغداة يوم الجمعة
475 – أخبرنا أبو بكر بن فورك ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يونس بن حبيب ، نا أبو داود ، نا شعبة ، عن المخول ، عن مسلم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ” يقرأ في الجمعة سورة الجمعة ،والمنافقين ، وكان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة الم تنزيل و هل أتى ”
476 – وأخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري ، أنا جدي يحيى بن منصور القاضي ، نا أحمد بن سلمة ، نا إسحاق بن إبراهيم ، أنا جرير ، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر ، عن أبيه ، عن حبيب بن سالم ، مولى النعمان بن بشير ، عن النعمان بن بشير ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يقرأ في الجمعة يوم الجمعة سبح اسم ربك الأعلى و هل أتاك حديث الغاشية وإذا اجتمع الجمعة والعيد في يوم واحد قرأ بهما جميعا في الجمعة والعيد ”
477 – وروينا عن عبيد الله بن عبد الله ، أن الضحاك بن قيس ، سأل النعمان بن بشير ماذا كان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة على أثر سورة الجمعة وفي رواية سوى سورة الجمعة ، قال : كان ” يقرأ ب هل أتاك حديث الغاشية ، وليس ذلك باختلاف ولكن كان يقرأ بهذه السورة في أيامه مرة أو مرات بهاتين ومرة بهاتين “باب ما يقرأ به في صلاة المغرب والعشاء ليلة الجمعة
478 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عمرو بن السماك ، وأبو العباس بن يعقوب ، قالا : ثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي ، نا أبي ، نا سعيد بن سماك بن حرب ، حدثني أبي ولا أعلمه إلا عن جابر بن سمرة ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يقرأ في صلاة المغرب ليلة الجمعة قل يا أيها الكافرون و قل هو الله أحد وكان يقرأ في صلاة العشاء الآخرة ليلة الجمعة سورة الجمعة والمنافقين ”
باب ما تدرك به الجمعة
479 – أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ، ببغداد ، نا إسماعيل بن محمد الصفار ، أنا أحمد بن منصور الرمادي ، نا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ” من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدركها ” قال الزهري فالجمعة من الصلاة هكذا رواية الجماعة
480 – وفي رواية يونس بن يزيد ، عن الزهري : ” من أدرك ركعة من الصلاة مع الإمام فقد أدرك الصلاة ” وفي رواية عبد الله بن عمر ، عن الزهري فقد أدركها كلها481 – وأخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو الحسن علي بن محمد المصري ، نا أحمد بن حماد ، نا ابن أبي مريم ، نا يحيى بن أيوب ، نا أسامة بن زيد ، عن الزهري ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” من أدرك من الجمعة ركعة فليصل إليها أخرى ” تابعه صالح بن أبي الأخضر ، عن الزهري
482 – ورويناه عن عبد الله بن مسعود ، وعبد الله بن عمر ، في الرواية عنهما من قولهما : ” ومن أدرك القوم جلوسا صلى أربعا ”
باب الصلاة بعد الجمعة وما يستحب للمصلي من الانحراف
483 – أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنا أبو حامد بن بلال ، نا عبد الرحمن بن بشر ، نا سفيان ، عن عمرو ، عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ” يصلي بعد الجمعة ركعتين ”
484 – وروينا عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قالرسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من كان منكم مصليا بعد الجمعة فليصل أربعا ”
485 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو العباس المحبوبي ، نا سعيد بن مسعود ، نا عبيد الله بن موسى ، نا سفيان ، عن سهيل فذكره ” والمستحب في هذه الصلوات وغيرها من النوافل بعد الفريضة ألا يصلها بالفريضة حتى يتكلم أو يخرج أو يتحول عن مكانه ”
486 – فقد روينا عن معاوية بن أبي سفيان أنه قال : إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تتكلم أو تخرج ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم ” أمر بذلك ألا توصل بصلاة حتى تخرج أو تتكلم ”
487 – أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أنا أبو عمرو بن السماك ، نا يحيى بن أبي طالب ، أنا عمرو بن عبد الغفار ، نا الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن عباد بن عبد الله ، قال : سمعت عليا ، رضي الله عنه يقول : ” إن من السنة إذا سلم الإمام ألا يقوم من موضعه الذي صلى فيه يصلي تطوعا حتى ينصرف أو يتحول أو يفصل بكلام ”
488 – وروينا عن يزيد بن الأسود ، أنه قال : ” صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا انصرف انحرف “489 – وعن البراء قال : ” كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نكون عن يمينه ليقبل علينا بوجهه ”
490 – وروينا في حديث أبي رمثة ” إنكار عمر على مأموم قام بعد فرائض الصلاة يشفع ” وقوله : اجلس فإنه لم يهلك أهل الكتاب إلا أنه لم يكن بين صلواتهم فصل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” أصاب الله بك يا ابن الخطاب
باب من استحب رد النافلة إلى بيته
491 – أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنا أبو حامد بن بلال ، نا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم ، نا يحيى بن سعيد القطان ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا ”
492 – وروينا عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبا من صلاته ، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا “وقيل عن جابر ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنه
باب من استحب المكث في مصلاه ليذكر الله في نفسه
493 – حدثنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي إملاء ، نا أبو القاسم عبيد الله بن إبراهيم بن بابويه المزكي ، نا أحمد بن يوسف ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن همام بن منبه ، قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه تقول : اللهم اغفر له اللهم ارحمه ما لم يحدث ”
494 – وروينا عن جابر بن سمرة ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم ” إذا صلى الصبح جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس ” قلت : وهذا بعد ما كان ينصرف
495 – فقد روينا عن سمرة ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا صلى الصبح أقبل علينا بوجهه “496 – وروينا عن أم سلمة ، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا سلم من صلاته قام النساء حين يقضي تسليمه ، ومكث النبي صلى الله عليه وسلم في مكانه يسيرا ” قال ابن شهاب : فنرى مكثه ذلك لكي ينفذ النساء قبل أن يدركهن من انصرف من القوم
باب انصراف المصلي
497 – أخبرنا أبو محمد بن يوسف ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا سعدان بن نصر ، نا سفيان ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أبي الأوبر ، عن أبي هريرة ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يصلي حافيا وناعلا وقائما وقاعدا وينفتل عن يمينه وعن شماله ”
498 – أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو جعفر الرزاز ، نا محمد بن عبيد الله بن المنادي ، نا محمد بن عبيد ، نا الأعمش ، عن عمارة بن عمير ، عن الأسود بن يزيد ، قال : قال عبد الله : ” لا يجعلن أحدكم للشيطان نصيبا من صلاته يرى أن حقا عليه ألا ينصرف إلا عن يمينه ، فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر ما ينصرف عن يساره ” قال الشافعي رحمه الله : فإن لم تكن لحاجة في ناحية أحببت أن يكون بوجهه عن يمينه
499 – قلت : وروينا عن أنس بن مالك ، أنه قال : ” أما أنا فأكثر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصرف عن يمينه ”
500 – أخبرنا أبو الحسن العلوي ، أنا عبد الله بن محمد بن الشرقي ، نا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم ، نا أبو قتيبة ، نا سفيان ، عن السدي ، عن أنس بن مالك ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم ” ينصرف عن يمينه ” ، قلت : وهذا من الاختلاف المباح وكل واحد منهما أدى ما رأى
باب صلاة الخوف قال الله عز وجل : وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك
501 – أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، أنا أحمد بن سلمان الفقيه ، نا الحسن بن مكرم ، نا روح بن عبادة ، نا شعبة ، ح . قال : وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب واللفظ له ، نا يحيى بن محمد بن يحيى ، ومحمد بن نصر ، وأحمد بن نصر بن عبد الوهاب ، وحسن بن سفيان ، وعمران بن موسى ، قالوا : نا عبيد الله بن معاذ العنبري ، نا أبي ، نا شعبة ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن صالح بن خوات ، عن سهل بن أبي حثمة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ” صلى بأصحابه في الخوف فجعلهم خلفه صفين ، فصلى بالذين يلونه ركعة ، ثم قام فلم يزل قائما حتى صلى الذي خلفه ركعة ، ثم تقدموا وتأخر الذين كانوا قد أمهم ، فصلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم ركعة ، ثم قعد حتى صلى الذين تخلفوا ركعة ، ثم سلم ”
502 – وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، نا يحيى بن محمد بن يحيى ، نا أحمد بن يونس ، نا زهير ، نا أبو الزبير ، عن جابر ، قال : ” غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما من جهينة فقاتلوا قتالا شديدا ، فلما صلينا الظهر قال المشركون : لو ملنا عليهم ميلة لاقتطعناهم ، فأخبر جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فذكر ذلك لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وقالوا : إنه سيأتيهم صلاة هي أحب إليهم من الأولاد ، يعني فلما حضرت العصر صفنا صفين والمشركون بيننا وبين القبلة ، قال : فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبرنا وركع وركعنا ، ثم سجد وسجد معه الصف الأول ، فلما قاموا سجد الصف الثاني ، ثم تأخر الصف الأول وتقدم الصف الثاني فقاموا مقام الأول ، فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبرنا وركع وركعنا ، ثم سجد وسجد معه الصف الأول وقام الثاني ، فلما قاموا سجد الصف الثاني ثم جلسوا جميعا فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ” قال أبو الزبير : ثم خص جابر أن قال : كما يصلي أمراؤكم هؤلاء
503 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو محمد بن أبي حامد المقرئ ، وأحمد بن محمد بن أبي الفوارس قالوا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا إبراهيم بن مرزوق ، نا سعيد بن عامر ، عن الأشعث ، عن الحسن ، عن أبي بكرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” صلى ببعضهم ركعتين ثم سلم فتأخروا ، وجاء الآخرون فصلى بهم ركعتين ثم سلم فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربع ركعات وللمسلمين ركعتين ركعتين في صلاة الخوف” وكذلك رواه أبو حرة الرقاشي ، عن الحسن ، ورواه قتادة ، ويونس بن عبيد ، عن الحسن ، عن جابر بن عبد الله وهو ثابت صحيح عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن جابر بن عبد الله ، وصلاة الخوف على هذه الأحوال الثلاث جائزة
504 – وحدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي ، أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى العلاف ، نا أحمد بن يوسف السلمي ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن الزهري ، عن سالم ، عن ابن عمر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ” صلى بهم صلاة الخوف فصف صفا خلفه وصفا مستقبل العدو يعني فصلى بهم ركعة ، ثم تقدم هؤلاء وتأخر هؤلاء ، فصلى بهم ركعة ثم سلم ثم قضى هؤلاء ركعة وهؤلاء ركعة ”
505 – أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنا أبو الحسن الطرائفي ، نا عثمان بن سعيد ، نا ابن بكير ، نا مالك ، عن نافع ، أن عبد الله بن عمر ، كان إذا سئل عن صلاة الخوف ؟ ، قال : ” يتقدم الإمام ” ، فذكر معنى ما رواه سالم بن عبد الله أبسط من ذلك ثم قال : فإن كان خوفا هو أشد من ذلك صلوا قياما على أقدامهم أو ركبانا مستقبلي القبلة أو غير مستقبليها قال مالك : قال نافع : لا أرى عبد الله ذكر ذلك إلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
506 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، في آخرين قالوا : نا أبو العباس محمد بنيعقوب ، أنا الربيع بن سليمان ، أنا الشافعي ، أنا ابن أبي فديك ، عن ابن أبي ذئب ، عن المقبري ، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه ، قال : حبسنا يوم الخندق عن الصلاة حتى كان بعد المغرب يهوي من الليل حتى كفينا وذلك قول الله عز وجل وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بلالا فأمره فأقام الظهر فصلاها فأحسن صلاتها كما كان يصليها في وقتها ، ثم أقام العصر فصلاها فأحسن صلاتها ، ثم أقام المغرب فصلاها كذلك ، ثم أقام العشاء فصلاها كذلك أيضا ، قال : وذلك قبل أن ينزل الله عز وجل في صلاة الخوف فرجالا أو ركبانا قال الشافعي : فبين أبو سعيد الخدري أن ذلك كان قبل أن ينزل الله عز وجل على النبي صلى الله عليه وسلم الآية التي ذكر فيها صلاة الخوف ونسخ رسول الله صلى الله عليه وسلم سنته في تأخير الصلاة عن وقتها بفرض الله تعالى في كتابه ثم بسنته فصلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقتها كما وصفت ، وذكر الأحاديث التي وردت في صلاة الخوف وذكر حديث مالك عن نافع ، عن ابن عمر في صلاة شدة الخوف
باب السنة في العيدين قال الله عز وجل قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى قيل : أراد به صلاة الفطر ، وقال فصل لربك وانحر قيل : أراد به صلاة النحر وقيل غير ذلك وقال ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم قال الشافعي رحمه الله فسمعت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول ولتكملوا عدة شهر رمضان ولتكبروا الله عند إكماله على ما هداكم وإكماله مغيب الشمس من آخر يوم من شهر رمضان فإذا رأوا هلال شهر شوال أحببت أن يكبر الناس جماعة وفرادى وأحب أن يكبر الناس خلف صلاة المغرب والعشاء والصبح وبين ذلك وغاديا حتى ينتهي إلى المصلى وأما في أيام النحر فقد قال الشافعي رضي الله عنه : يكبر خلف صلاة الظهر من يوم النحر إلى أن يصلي الصبح من آخر أيام التشريق ، ثم ساق الكلام أن قال : وقد سمعت من يستحب الابتداء بالتكبير خلف صلاة المغرب من ليلة النحر قياسا على أمر الله تعالى في الفطر من شهر رمضان بالتكبير مع إكمال العدة ثم قال : وقد روي عن بعض السلف أنه كان يبتدئ التكبير خلف صلاة الصبح يوم عرفة وأسأل الله توفيقه ، وحكى الشافعي أيضا عن بعضهم أنه يكبر حتى يصلي العصر من آخر أيام التشريق
507 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو بكر بن إسحاق ، أنا عبد الله بن محمد ، نا هناد ، نا حسين بن علي ، عن زائدة ، عن عاصم ، عن شقيق ، قال : كان علي رضي الله عنه ” يكبر بعد صلاة الفجر غداة عرفة ، ثم لا يقطع حتى يصلي الإمام في آخر أيام التشريق ثم يكبر بعد صلاة العصر ” وروينا أيضا عن عكرمة ، عن ابن عباس ، وفيه من الزيادة : الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر وأجل الله أكبر على ما هدانا وروينا في تكرار التكبير ثلاثا من وجه آخر عنه وعن جابر وسلمان الفارسي ، وهو قول عطاء ، والحسن
508 – وروينا عن نبيشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله ”
509 – وروينا عن ابن عمر ، وأنس بن مالك ، ” في تكبيرهم وصلاتهم غداة عرفة وهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ”
510 – أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي الحافظ ، أنا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ ، أنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ، أنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ، نا عمي ، نا عبد الله بن عمر ، عن نافع ، عن عبد الله ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ” يخرج في العيدين مع الفضل بن العباس وعبد الله والعباس وعلي وجعفر والحسن والحسين وأسامة بن زيد وزيد بن حارثة وأيمن بن أم أيمن رافعا صوته بالتهليل والتكبير فيأخذ طريق الحدادين حتى يأتي المصلى ، فإذا فرغ رجع على الحذائين حتى يأتي منزله ”
511 – وروينا عن أبي عبد الرحمن السلمي ، وكان من التابعين أنه قال : ” كانوا في التكبير في الفطر أشد منهم في الأضحى ”
512 – وروينا عن علي ، وابن عمر وغيرهما في ” الغسل للعيدين ”
513 – حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي ببغداد ، نا أبو العباس بن حمدان ، نا الحسن بن علي السري ، نا سعيد بن سليمان ، نا هشيم ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ” لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ” زاد فيه مرجا بن رجاء ، عن عبد الله : ويأكلهن وترا514 – وروينا عن بريدة بن خصيب ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ” لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم ، ولا يأكل يوم الأضحى حتى يرجع فيأكل من أضحيته ” أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد ، نا أبو مسلم ، نا مسلم بن إبراهيم ، نا ثواب بن عتبة ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، فذكره
باب صلاة العيدين
515 – أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، نا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري إملاء ، ثنا أحمد بن الوليد الفحام ، نا يزيد بن هارون ، أنا عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطاء ، عن جابر بن عبد الله ، لقد شهد الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عيد فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بلا أذان ولا إقامة ، ثم قام متوكئا على بلال فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ووعظهم وذكرهم ومضى متوكئا على بلال فأتى النساء فوعظهن وذكرهن وقال : ” تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم ” ، فقامت امرأة من سفلة النساء سفعاء الخدين ، فقالت : لم يا رسول الله ؟ ، قال : ” إنكن تكثرن الشكاة وتكفرن العشير ” فجعلن يتصدقن من خواتمهن وقلائدهن وأقلبتهن يعطينه بلالا يتصدقن به
516 – ورواه ابن نمير ، عن عبد الملك ، بإسناده ومعناه وقال : ” فأمر بتقوى الله وحث على طاعته ووعظ الناس وذكرهم “517 – ورواه ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه من الزيادة ” فصلى ركعتين لم يصل قبلها ولا بعدها ”
518 – وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أحمد بن سلمان الفقيه ، نا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي ، نا أبو نعيم ، وأخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو جعفر الرزاز ، أنا أحمد بن الوليد الفحام ، نا أبو أحمد الزبيري ، قالا : نا عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الثقفي ، أخبرني عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” كبر في العيدين يوم الفطر ويوم الأضحى سبعا وخمسا في الأولى سبعا وفي الآخرة خمسا سوى تكبيرة الصلاة ” لفظ حديث الزبيري ورواه معتمر بن سليمان عن عبد الله بن عبد الرحمن من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم وزاد القراءة بعدهما كلتاهما ، وروى ذلك أيضا في حديث عائشة وغيرها
519 – وأخبرنا ابن بشران ، نا إسماعيل الصفار ، نا عبد الكريم بن الهيثم ، نا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، قال : قال نافع : كان مروان يستخلف أبا هريرة على المدينة فكان أبو هريرة ” يكبر في صلاة الفطر في الركعة الأولى سبع تكبيرات قبل القراءة ، ويكبر في الآخرة خمس تكبيرات قبل أن يقرأ والأضحى بتلك المنزلة وهي السنة ”
520 – وروينا عن جابر بن عبد الله ، أنه قال : ” مضت السنة أن يكبر في الصلاة في العيدين سبعا وخمسا يذكر الله ما بين كل تكبيرتين ”
521 – وروينا عن عمر بن الخطاب ، ” أنه كان يرفع يديه مع كل تكبيرة في الجنازةوالعيدين ”
522 – وعن عطاء بن أبي رباح ، ” أنه كان يرفع يديه في كل تكبيرة ، ثم يمكث هنيئة ، ثم يحمد الله ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم يكبر يعني في صلاة العيد ”
523 – وروينا عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، ” في افتتاح الإمام الخطبة الأولى بتسع تكبيرات تترى والثانية بسبع تكبيرات تترى ” ويقول : هي السنة
524 – أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني ، أنا أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ، نا محمد بن إبراهيم العبدي ، نا ابن بكير ، نا مالك بن أنس ، عن ضمرة بن سعيد المازني ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، أن عمر بن الخطاب ، سأل أبا واقد الليثي ما كان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأضحى والفطر ، فقال : كان ” يقرأ فيهما ب ق والقرآن المجيد ، واقتربت الساعة وانشق القمر ” ورواه فليح بن سليمان ، عن ضمرة ، عن عبيد الله ، عن أبي واقد ، قال : سألني عمر
525 – وقد مضى حديث النعمان بن بشير في ” قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في العيدين والجمعة ب سبح اسم ربك الأعلى و هل أتاك حديث الغاشية ”
526 – وروينا عن فليح ، عن سعيد بن الحارث ، عن أبي هريرة ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا خرج إلى العيدين رجع في غير الطريق الذي خرج فيه” أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا محمد بن عبيد الله بن أبي داود المنادي ، نا يونس بن محمد المؤدب ، نا فليح بن سليمان ، فذكره ، وكذلك رواه أبو الأزهر ، عن يونس ، وقيل عن يونس ، بإسناده عن جابر بن عبد الله ، مكان أبي هريرة وكذلك اختلف فيه على أبى تميلة عن فليح ، ورواه محمد بن الصلت عن فليح ، عن سعيد بن الحارث ، عن أبي هريرة ، ورواه العمري ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه
527 – أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا الربيع بن سليمان ، نا عبد الله بن يوسف ، نا الوليد بن مسلم ، حدثني عيسى بن عبد الأعلى بن أبي فروة ، أنه سمع أبا يحيى عبيد الله التيمي ، يحدث عن أبي هريرة ، أنهم ” أصابهم مطر في يوم عيد ، فصلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم العيد في المسجد” وروينا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
528 – وروينا عن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه أنه ” أمر رجلا يصلي بضعفة الناس في المسجد يوم فطر أو يوم أضحى ”
529 – أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، نا عبيد الله بن موسى ، أنا إسرائيل ، عن عثمان ، هو ابن المغيرة ، عن إياس بن أبي رملة الشامي ، قال : سمعت معاوية ، سأل زيد بن أرقم أشهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم عيدين اجتمعا في يوم واحد ؟ قال : نعم ، قال : فكيف صنع ؟ ، قال : ” صلى العيدين ، ثم رخص في الجمعة ” فقال : ” من شاء أن يصلي فليصل ” وروي هذا ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا مقيدا بأهل العالية وكذلك قال عثمان بن عفان رضي الله عنه مقيدا بهمالجزء الرابع
باب صلاة خسوف الشمس أو القمر
530 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، في آخرين قالوا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا بحر بن نصر ، قال : قرئ على ابن وهب : أخبرنا يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، أخبرني عروة بن الزبير ، عن عائشة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : خسفت الشمس في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد ، فقام فكبر وصف الناس وراءه ، فاقترأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة طويلة ، ثم كبر فركع ركوعا طويلا ثم رفع رأسه ، فقال : ” سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ” ثم قام فاقترأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى ، ثم كبر فركع ركوعا طويلا هو أدنى من الركوع الأول ، ثم قال : ” سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ” ، ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك فاستكمل أربع ركعات وأربع سجدات وانجلت الشمس قبل أن ينصرف ، ثم قام فخطب الناس وأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : ” إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتموها فافزعوا إلى الصلاة ” ورواه أيضا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه من الزيادة فإذا رأيتموها فصلوا وتصدقوا واذكروا الله وادعوه ورواه عبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي حديثه من الزيادة فصلى والناس معه فقام قياما طويلا نحوا من سورة البقرة
531 – أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرفي ، ببغداد ، نا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، نا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي ، نا أبو نعيم ، نا شيبان ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : ” لما انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نودي الصلاة جامعة ، فركع ركعتين في سجدة ، ثم قام فركع ركعتين في سجدة ، ثم جلس حتى جلي عن الشمس ” ، فقالت عائشة : ما سجدت سجودا قط ولا ركعت ركوعا قط أطول منه
532 – وروينا عن عثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، وحذيفة بن اليمان ، وابن عباس رضي الله عنهم ” أنهم صلوا صلاة الخسوف بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ” كما قلنا غير أن في رواية عن علي الزيادة في الركوع على ما قلنا
533 – وروي فيها أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلموكان محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله يقول : ” أصح الروايات عندي في صلاة الكسوف أربع ركعات في أربع سجدات ” ، قلت : ولكونها أصح اختارها الشافعي دون غيرها ، والله أعلم
باب صلاة الاستسقاء
534 – أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد الفقيه ، أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ، نا أحمد بن يوسف السلمي ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن الزهري ، عن عباد بن تميم ، عن عمه ، قال : ” خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس يستسقي فصلى ركعتين جهر بالقراءة فيهما وحول رداءه واستسقى واستقبل القبلة ”
535 – ورواه الحسن بن أبي الربيع ، عن عبد الرزاق ، ” ورفع يديه يدعو فدعا واستسقى ”
536 – وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد ، نا محمد بن شاذان الجوهري ، نا المعلى بن منصور ، نا عبد العزيز بن محمد عن عمارة بن غزية ، عن عباد بن تميم ، عن عبد الله بن زيد ، قال : ” استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه خميصة سوداء فأراد أن يأخذ بأسفلها ، فيجعله أعلاها ، فلما ثقلتعليه قلبها على عاتقه ”
537 – وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا العباس بن محمد الدوري ، نا سهل بن عثمان العسكري ، نا يحيى بن زكريا ، عن إسماعيل بن ربيعة ، عن جده ، هشام بن إسحاق ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : ” خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استسقى متخشعا متذللا فصنع كما يصنع في العيدين ” ورواه أيضا عبد الله بن يوسف ، عن إسماعيل بن ربيعة ، عن جده ، هشام بن إسحاق ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعناه ورواه الثوري ، وحاتم بن إسماعيل ، عن هشام بن إسحاق ، وقالا في الحديث : وصلى ركعتين كما كان يصلي في العيد
538 – أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، نا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه ، نا محمد بن أيوب ، نا عمرو ، نا شعبة عن عمرو بن مرة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن شرحبيل بن السمط ، أنه قال لكعب بن مرة أو مرة بن كعب ، حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا على مضر فأتيته فقلت : يا رسول الله إن الله قد أعطاك واستجاب لك ، فإن قومك قد هلكوا فادع الله لهم ، فقال : ” اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا سريعا غدقا طبقا عاجلا غير غائب نافعا غير ضار ” فما كانت إلا جمعة أو نحوها حتىسقوا ، وروينا في كتاب الدعوات سائر ما ورد فيه من أراد الوقوف عليه رجع إليه إن شاء اللهتفريع أبواب سائر صلاة التطوع
باب ذكر النوافل التي هي أتباع الفرائض
539 – أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، نا يحيى بن منصور القاضي ، نا يوسف بن يعقوب القاضي ، نا سليمان بن حرب ، نا حماد ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : ” حفظت من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ركعات ركعتين قبل الظهر ، وركعتين بعدها ، وركعتين بعد المغرب في بيته ، وركعتين بعد العشاء في بيته ، وركعتين قبل صلاة الصبح ، وكانت ساعة لا يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فيها أحد ”
540 – وحدثتني حفصة ، ” أنه كان إذا أذن المؤذن وطلع الفجر صلى ركعتين ”
541 – ورواه عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، وقال : ” وبعد الجمعة سجدتين في بيته ”
542 – ورواه عبد الله بن شقيق قال : سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من التطوع ، فقالت : كان ” يصلي قبل الظهر أربعا في بيتي ، ثم يخرج فيصلي بالناس ، ثم يرجع إلى بيتي فيصلي ركعتين ” ، ثم ذكرت سائر الركعات التي ذكرها أيوب عن نافع ،وكذلك هي في رواية أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم ” اثنتا عشرة ركعة ” غير أن بعض من فسرها قال : ” وركعتين قبل العصر بدل الركعتين بعد العشاء ”
543 – وفي رواية أخرى عن أم حبيبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” من صلى أربعا قبل الظهر ، وأربعا بعدها حرم الله لحمه على النار ”
544 – وفي رواية أبي المثنى ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ” رحم الله امرءا صلى قبل العصر أربعا ”
545 – وفي حديث عاصم بن ضمرة ، عن علي ، في صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ” قبل الظهر أربعا وبعدها ركعتين ، وأربع ركعات قبل العصر ”
546 – وفي حديث عبد الله بن مغفل المزني قال : ” صلوا قبل المغرب ركعتين ” ، ثم قال في الثالثة ” لمن شاء ” كراهية أن يتخذها الناس سنة547 – وفي حديث أنس بن مالك قال : كان ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يبتدرون السواري يصلون الركعتين قبل المغرب ”
548 – وفي حديث ابن عباس قال : ” صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء ، ثم جاء إلى منزله فصلى أربع ركعات ، ثم قام ، ثم ذكر بعد ذلك قيامه من الليل ”
549 – وفي حديث شريح بن هانئ ، عن عائشة ، قالت : ” ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء قط فدخل علي إلا صلى أربع ركعات أو ست ركعات ” ، وقد ذكرنا أسانيد هذه الأحاديث وغيرها في كتاب السنن
550 – وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، نا علي بن الحسن بن أبي عيسى ، نا عبد الله بن يزيد المقري ، نا كهمس بن الحسن ، وأخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري ، أنا جدي ، يحيى بن منصور القاضي ، نا أحمد بن سلمة ، نا محمد بن العلاء أبو كريب الهمداني ، نا ابن المبارك ، نا كهمس بن الحسن ، عن عبد الله بن بريدة ، عن عبد الله بن المغفل ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” بين كل أذانين صلاة ، بين كل أذانين صلاة ” ، ثم قال في الثالثة : ” لمن شاء ” قال : فكان ابن بريدة يصلي قبل المغرب ركعتين
551 – وفي رواية المقرئ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” بين كل أذانين وإقامة صلاة ثلاث مرات ” ، ثم قال في الثالثة : ” لمن شاء ” ولم يذكر فعل ابن بريدة وفي رواية فعله دلالة على بطلان رواية من زاد في هذا الحديث ما خلا المغرب
باب تأكيد الركعات الأربع قبل الظهر وركعتي الفجر
552 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا إبراهيم بن مرزوق ، نا وهب بن جرير ، نا شعبة وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يونس بن حبيب ، نا أبو داود ، نا شعبة ، أخبرني إبراهيم بن محمد بن المنتشر ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا يدع أربعا قبل الظهر وركعتين قبل صلاة الفجر ” ، وفي رواية وهب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان . . وقال : قبل الغداء
553 – أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي ، نا أبو منصور ، ومحمد بن القاسم العتكي ، نا السري بن خزيمة ، نا المعلى ، نا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن زرارة بن أبي أوفى ، عن سعد بن هشام ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ”
554 – وروينا عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” قرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون و قل هو الله أحد “555 – وفي حديث ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ” في الركعة الأولى من ركعتي الفجر قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا ، وفي الثانية تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ”
556 – وروينا عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ” يفصل بين ركعتيه من الفجر وبين الصبح بضجعة على شقه الأيمن ”
557 – وفي حديث عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يصلي ركعتي الفجر ، فإن كنت مستيقظة حدثني وإلا اضطجع حتى يقوم إلى الصلاة ، يعني فريضة الصبح ” ، وقد أشار الشافعي إلى هذا أن الاضطجاع للفصل بين الفريضة والنافلة
باب من لم يتطوع حتى أقيمت صلاة الفريضة
558 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا العباس بن محمد الدوري ، نا روح بن عبادة ، نا زكريا بن أبي إسحاق ، نا عمرو بن دينار ، قال : سمعت عطاء بن يسار ، يقول : عن أبي هريرة ، عنالنبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إذا أقيمت الصلاة ” وقال مرة : ” إذا قامت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة ”
559 – وقد روينا كراهية الاشتغال بركعتي الفجر بعد ما أقيمت الصلاة ” عن ابن بحينة وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن سرجس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم وروينا عن عمر ، وابن عمر
باب فضل الركعتين بعد الفراغ من الفريضة
560 – أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبد الغفار ، نا الباغندي ، نا عبد الله بن الزبير وهو الحميدي ، نا سفيان ، نا سعد بن سعيد بن قيس الأنصاري ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن قيس ، جد سعد قال : أبصرني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي ركعتين بعد الصبح ، فقال : ” ما هاتان الركعتان ، يا قيس ؟ ” ، فقلت : يا رسول الله ، لم أكن صليت ركعتي الفجر وهما هاتان الركعتان ، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سفيان وكان عطاء بن أبي رباح يروي هذا الحديث عن سعد بن سعيد
561 – وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر أحمد بن كامل ، نا أبو قلابة ، نا عمرو بن عاصم ، نا همام ، عن قتادة ، عن النضر بن أنس ، عن بشير بن نهيك ، عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” من نسي ركعتي الفجر فليصلهما إذا طلعت عليه الشمس ”
562 – ورواه عباد بن الوليد ، عن عمرو : ” من لم يصل ركعتي الفجر حتى تطلع الشمس فليصلهما ” تفرد به عمرو بن عاصم
باب تأكيد صلاة الوتر
563 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا الربيع بن سليمان ، نا عبد الله بن وهب ، أنا ابن لهيعة ، والليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عبد الله بن راشد ، عن عبد الله بن أبي مرة ، عن خارجة بن حذافة العدوي ، أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” إن الله قد أمركم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم ، وهي لكم ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر الوتر الوتر ، مرتين ” هذا الحديث معروف بهذا الإسناد وكان البخاري يقول : لا يعرف لإسناده سماع بعضهم من بعض
564 – قلت : وقد روي عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ” إن الله زادكم صلاة إلى صلاتكم هي خير من حمر النعم ألا وهي الركعتان قبل صلاة الفجر ” أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثني أبو الحسن أحمد بن جناح الكشاني ببخارى من أصل كتابه ، نا عمر بن محمد بن بجير ، نا العباس بن الوليد الخلال ، بدمشق ، نا مروان بن محمد الدمشقي ، نا معاوية بن سلام ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي نضرة العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، فذكره ، وهذا حديث استغربه يحيى بن معين وأثنى على معاوية بن سلام واستحسنه محمد بن إسحاق بن خزيمة
565 – وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا محمد بن سنان القزاز ، نا عبد الله بن حمران ، نا عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم ، حدثني أبي ، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة ، أنه سأل عبادة بن الصامت عن الوتر ؟ ، فقال : ” أمر حسن جميل عمل به النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون من بعده وليس بواجب ”
566 – وقد روينا في حديث المخدجي احتجاج عبادة بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ” خمس صلوات كتبهن الله على العباد ”
567 – وروينا عن علي رضي الله عنه أنه قال : الوتر ليس بحتم ولكنه سنة حسنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن الله وتر يحب الوتر ”
باب من نام عن وتره أو نسيه حتى أصبح
568 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، في كتاب المستدرك أنا أبو النضر الفقيه ، نا عثمان بن سعيد الدارمي ، نا عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار ، نا أبو غسان محمد بن مطرف ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا أصبح أو ذكره ”
باب الوقت المختار لصلاة الوتر
569 – حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي إملاء ، ثنا عبد الله بن محمد بن الحسن الشرقي ، نا عبد الله بن هاشم ، نا عبد الرحمن بن مهدي ، نا سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن يحيى بن وثاب ، عن مسروق ، عن عائشة ، قالت : ” من كل الليل أوتر النبي صلى الله عليه وسلم ، فانتهى وتره إلى آخر الليل “570 – ورواه وكيع ، عن سفيان وقال : ” من أول الليل وأوسطه وآخره ، فانتهى وتره إلى السحر ”
571 – أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنا إسماعيل بن محمد الصفار ، نا محمد بن إسحاق الصغاني ، نا يعلى بن عبيد ، نا الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من خاف ألا يستيقظ من آخر الليل فليوتر أول الليل ثم ليرقد ، ومن طمع أن يستيقظ من آخر الليل فليوتر من آخر الليل ، فإن قراءة آخر الليل محضورة وذلك أفضل ”
572 – وروينا عن جماعة من الصحابة ” في ترك نقض الوتر ” ، منهم عائشة ، وابن عباس ، وعائذ بن عمرو
573 – وروي عن ابن عمر ، ” أنه كان ينقض وتره ، وهو أن يوتر ثم ينام ، فإذا قام شفع بركعة ، ثم يصلي ، ثم يعيد الوتر ”
574 – وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال : ” الوتر ثلاثة أنواع فمن شاء أوتر أول الليل ، ثم إن صلى صلى ركعتين ركعتين حتى يصبح ومن شاء أوتر ، ثم إن صلى صلى ركعة شفعا لوتره ، ثم صلى ركعتين ركعتين ثم أوتر ، ومن شاء لم يوتر حتى يكون آخر صلاته ” أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عمرو بن مطر ، نا يحيى بن محمد ، نا عبيد الله بن معاذ ، نا أبي ، نا شعبة ، عن أبي هارون الغنوي ، قال : سمعت حطان بن عبد الله ، يقول : سمعت عليا ، يقول ، فذكره
باب جواز الوتر ركعة واحدة ومن استحب الزيادة عليها
575 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنا الربيع بن سليمان ، قال : سئل الشافعي عن الوتر ؟ : أيجوز أن يوتر الرجل بواحدة ليس قبلها شيء ؟ قال : نعم ، والذي أختار أن أصلي عشر ركعات ، ثم أوتر بواحدة ” ، فقلت للشافعي : فما الحجة في أن الوتر يجوز بواحدة ؟ ، فقال : الحجة فيه السنة والآثار
576 – أخبرنا مالك ، عن نافع ، وعبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” صلاة الليل مثنى مثنى ، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر لما قد صلى ”
577 – قال وأخبرنا مالك ، وابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ” يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة يوتر منهابواحدة ”
578 – قال : وأخبرنا مالك ، عن ابن شهاب ، أن سعد بن أبي وقاص ، كان ” يوتر بركعة ”
579 – قال : وأخبرنا مالك ، عن نافع ، أن ابن عمر ، كان ” يسلم بين الركعة والركعتين من الوتر حتى يأمر ببعض حاجته ”
580 – قال الشافعي رحمه الله : وكان عثمان رضي الله عنه ” يحيي الليل بركعة وهي وتر ”
581 – وأوتر معاوية بواحدة ” ، فقال ابن عباس : أصاب
582 – أخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن محمد السوسي ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا محمد بن عوف ، نا أبو المغيرة ، نا الأوزاعي ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يصلي فيما بين العشاء الآخرة إلى أن ينصدع الفجر إحدى عشرة ركعة يسلم من كل ركعتين ويوتر بواحدة ويمكث في سجوده بقدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية ، فإذا سكت المؤذن قام ركع ركعتين خفيفتين ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن” قال الشيخ رحمه الله : كنا نقرأ فإذا سكت المؤذن – يعني فرغ من الأذان – وأخرجه أبو سليمان الخطابي من حديث ابن المبارك ، عن الأوزاعي ، وقال في الحديث : فإذا سكب المؤذن والأولى بالباء وقال : السكب الصب والدفق وأصله في الماء يسكب وقد يستعار في الكلام والقول
583 – ورواه ابن وهب ، عن ابن أبي ذئب ، وعمرو بن الحارث ، ويونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، وزاد فيه : ” فإذا سكت المؤذن من صلاة الفجر وتبين له الفجر ” ، والله أعلم بالصواب
باب من أوتر بخمس أو أقل أو أكثر لا يجلس ولا يسلم إلا في الآخرة منهن
584 – أخبرنا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ، نا محمد بن عبد الوهاب ، أنا جعفر بن عون ، أنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” كانت صلاته من الليل ثلاث عشرة ركعة ، يوتر بخمس ولا يسلم في شيء من الخمس حتى يجلس في الآخرة ويسلم ”
585 – ورواه عبد الله بن نمير ، وعبدة بن سليمان وغيرهما عن هشام ، وقالوا فيه : ” لا يجلس في شيء منها إلا في آخرها ” وروي معناه في حديث ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم586 – وروي عن عطاء ، أنه كان يوتر بثلاث ” لا يجلس فيهن ولا يتشهد إلا في آخرهن ”
باب من أوتر بسبع أو بتسع ثم لا يجلس إلا في الثامنة ولا يسلم إلا في التاسعة أو أوتر بسبع على هذا القياس
587 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو زكريا العنبري ، نا إبراهيم بن أبي طالب ، نا أبو قدامة ، نا معاذ بن هشام ، نا أبي ، عن قتادة ، عن زرارة بن أوفى ، عن سعد بن هشام ، عن عائشة ، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا نام وضع عنده سواكه ” ، زاد فيه غيره : ” وطهوره ، فيبعثه الله لما شاء أن يبعثه فيصلي تسع ركعات لا يجلس إلا في الثامنة فيحمد الله ويدعو ربه ثم يقوم ولا يسلم ثم يجلس في التاسعة فيحمد الله ويدعو ربه ، ثم يسلم تسليما يسمعنا ، ثم يصلي ركعتين وهو جالس فتلك إحدى عشرة يا بني ، فلما أسن رسول الله وأخذ اللحم صلى سبع ركعات لا يجلس إلا في السادسة فيحمد الله ويدعو ربه ، ثم يقوم ولا يسلم ثم يجلس في السابعة فيحمد الله ويدعو ربه ، ثم يسلم تسليما يسمعنا ، ثم يصلي ركعتين وهو جالس فتلك تسع يا بني ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ خلقا أحبأن يداوم عليه ، وكان إذا غلبه نوم أو مرض صلى ثنتي عشرة ركعة من النهار وما قام نبي الله صلى الله عليه وسلم ليلة حتى يصبح ولا صام شهرا كاملا غير رمضان ” وهذا في حديث فيه طول وكل هذه الأنواع من الوتر جائزة عندنا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلها على مر الليالي
588 – أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، نا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، نا المعلى بن أسد ، نا وهيب ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عطاء بن يزيد الليثي ، عن أبي أيوب الأنصاري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” الوتر حق فمن أحب أن يوتر بخمس فليفعل ، ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل ، ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل ومن لم يستطع فليوم إيماء ” رفعه جماعة ووقفه آخرون عن الزهري
589 – وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا الحسن بن عمارة ، نا ابن نمير ، عن الأعمش ، عن مالك بن الحارث ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، قال : قال عبد الله : ” الوتر ثلاث كوتر النهار المغرب ”
590 – وروي عن الأعمش ، عن بعض أصحابه ، وقيل : عن إبراهيم ، قال : قال عبد الله : ” الوتر سبع أو خمس ولا أقل من ثلاث” وهذا عن عبد الله بن مسعود مشهور ولا يصح رفعه
591 – وقد روي عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ” لا توتروا بثلاث تشبهوه بالمغرب أوتروا بسبع أو بخمس ”
592 – ” وأما الركعتان بعد الوتر ” ، فقد رواه أيضا أبو سلمة ، عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم
593 – وروي عن أبي غالب ، عن أبي أمامة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وفيه من الزيادة ” يقرأ فيهما إذا زلزلت وقل يا أيها الكافرون ” وروي أيضا في حديث أنس بن مالك
594 – وروينا عن الأسود ، عن عائشة ” في ترك النبي صلى الله عليه وسلم الركعتين ” وقالت : ثم قبض حين قبض وهو يصلي من الليل تسع ركعات آخر صلاته من الليل الوتر
595 – وفي الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا” أخبرنا أحمد بن الحسن القاضي ، أنا حاجب بن أحمد ، نا عبد الله بن هاشم ، نا يحيى ، نا عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره
باب ما يقرأ في الوتر
596 – أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أنا الحسين بن الحسن بن أيوب ، نا أبو حاتم الرازي ، نا سعيد بن كثير بن عفير ، نا يحيى بن أيوب ، عن يحيى بن سعيد ، عن عمرة بنت عبد الرحمن ، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ” يقرأ في الركعتين اللتين يوتر بعدهما بسبح اسم ربك الأعلى وقل يا أيها الكافرون ، ويقرأ في الوتر بقل هو الله أحد ، وقل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس “باب القنوت في الوتر وفي النصف الأخير من رمضان
597 – أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري ، أنا أبو بكر بن داسة ، نا أبو داود ، نا شجاع بن مخلد ، نا هشيم ، أنا يونس بن عبيد ، عن الحسن ، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جمع الناس على أبي بن كعب فكان ” يصلي لهم عشرين ليلة ولا يقنت بهم إلا في النصف الباقي ، فإذا كانت العشر الأواخر تخلف فصلى في بيته فكانوا يقولون : أبق أبي ”
598 – وروينا عن محمد بن سيرين ، عن بعض أصحابه أن أبي بن كعب ، ” أمهم وكان يقنت في النصف الآخر من رمضان ” وروينا عن علي ، وابن عمر ، ومعاذ القاري
599 – وروينا عن أبي عبد الرحمن السلمي ، أن عليا ، كان ” يقنت في الوتر بعد الركوع ”
600 – وروينا عن ابن مسعود ، أنه كان ” يرفع يديه في القنوت إلى ثدييه ”
601 – وعن أبي هريرة ، أنه كان ” يرفع يديه في قنوته في شهر رمضان ”
602 – وروينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان لما سلم – يعني من الوتر – قال : ” سبحان الملك القدوس ” ثلاث مرات ، ويرفع بالثالث صوته
603 – وروينا عن علي رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في آخر وتره : ” اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذبك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ”
باب الترغيب في قيام الليل والإكثار من الصلاة قال الله عز وجل ومن الليل فتهجد به نافلة لك وقال : فاقرءوا ما تيسر من القرآن
604 – أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنا إسماعيل بن محمد الصفار ، نا عبد الكريم بن الهيثم ، نا أبو اليمان الحكم بن نافع ، قال : أخبرني شعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري ، قال : أخبرني علي بن الحسين ، أن حسين بن علي ، أخبره أن علي بن أبي طالب أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا فقال : ” ألا تصليان ؟ ” فقلت : يا رسول الله ، إنما أنفسنا بيد الله عز وجل فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا ، فانصرف حين قلت ذلك ولم يرجع إلي شيئا ، ثم سمعته وهو مول يضرب فخذه ويقول : وكان الإنسان أكثر شيء جدلا605 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي وغيرهما قالوا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنا العباس بن الوليد بن مزيد ، أخبرني أبي ، نا الأوزاعي ، نا الوليد بن هشام ، عن معدان بن أبي طلحة ، قال : قلت لثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم : دلني على عمل ينفعني الله به ، فسكت عني ، فقلت : دلني على عمل ينفعني الله به ، فسكت عني ، قلت : دلني على عمل ينفعني الله به ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة ” قال معدان : ثم لقيت أبا الدرداء فحدثني مثل ذلك
606 – ورواه الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، وزاد في الحديث : ” عليك بكثرة السجود لله تعالى ”
607 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أحمد بن سلمان الفقيه ، نا إسحاق بن الحسن ، نا القعنبي ، عن مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب مكان كل عقدة : عليك ليل طويل فأرقد ، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة ، فإن توضأ انحلت عقدة ، فإن صلى انحلت عقدة ، فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان ”
608 – وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر بن إسحاق ، أنا أبو المثنى ، نا مسدد ، نا يحيى بن سعيد ، أنا محمد بن عجلان ، عن
القعقاع بن حكيم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته ، فإن أبت نضح في وجهها الماء ، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها ، فإن أبى نضحت في وجهه الماء ”
609 – أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، وأبو الحسن علي بن محمد بن علي المهرجاني بن السقاء ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق ، وأبو عبد الرحمن السلمي ، وأبو صادق محمد بن أحمد العطار ، وأبو نصر أحمد بن علي القاضي قالوا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا محمد بن علي بن عفان العامري ، أخو الحسن ، نا عبيد الله بن موسى ، نا شيبان ، عن الأعمش ، عن علي بن الأقمر ، عن الأغر أبي مسلم ، عن أبي سعيد ، وأبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من استيقظ من الليل فأيقظ أهله فصليا ركعتين جميعا كتب ليلتئذ من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات ”
610 – أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري ، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، نا يوسف بن يعقوب ، نا مسدد ، نا حماد بن زيد ، عن عباس الجريري ، عن أبي عثمان ، قال : تضيفت أبا هريرة سبعا فكان هو وامرأته وخادمه يعتقبون الليل أثلاثا ، يصلي هذا ، ثم يوقظ هذا ، وسمعته يقول : ” قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه تمرا ، فأصابني سبع تمرات إحداهن حشفة ”
611 – أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنا أبو الحسنالطرائفي ، نا عثمان بن سعيد الدارمي ، نا ابن بكير ، نا مالك ، ح قال : وحدثنا القعنبي ، فيما قرأ على مالك ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، أنه قال : كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ” يصلي من الليل ما شاء الله أن يصلي حتى إذا كان من آخر الليل أيقظ أهله للصلاة ، ثم يقول لهم : الصلاة الصلاة ، ثم يتلو هذه الآية وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ”
612 – أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد الصفار ، نا إسماعيل القاضي ، نا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك بن أنس ، عن أبي الزبير المكي ، عن طاوس اليماني ، عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ” إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل يقول : ” اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ولك الحمد أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن أنت الحق وقولك الحق ووعدك حق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق ، اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت إلهي لا إله إلا أنت ”
613 – أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب ، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي ، أخبرني أحمد بن الحسين بن نصر الحذاء العسكري ، أنا علي بن المديني ، نا الوليد بن مسلم ، نا الأوزاعي ، حدثني عمير بن هانئ ، حدثني جنادة بن أبي أمية ، حدثني عبادة بن الصامت ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من تعار من الليل فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم قال : رب اغفر لي غفر له ” أو قال : ” فدعا استجيب له ، فإن هو عزم فقام فتوضأ وصلى قبلت صلاته ”
باب العدد المختار في صلاة الليل والنهار
614 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا العباس بن محمد الدوري ، نا أبو داود الطيالسي ، نا شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، عن علي البارقي ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرى شعبة قال : ” صلاة الليل والنهار مثنى مثنى ”
615 – أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي ، نا عثمان بن سعيد الدارمي ، نا ابن بكير ، عن مالك ، ح قال : ونا القعنبي ، فيما قرأ على مالك ، عن مخرمة بن سليمان ، عن كريب ، مولى عبد الله بن عباس ، عن عبد الله بن عباس ، أخبره أنه بات ليلة عند ميمونة وهي خالته قال : فاضطجعت في عرض الوسادة واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طولها فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصف الليل أو قبله بقليل استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فجعل يمسح النوم عن وجهه بيديه ، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران ، ثم قام إلى شن معلقفتوضأ منها فأحسن وضوءه ، ثم قام فصلى ” ، قال عبد الله بن عباس : فقمت فصنعت مثل الذي صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قمت إلى جنبه فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي ، ثم أخذ بأذني اليمنى يفتلها فصلى ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم أوتر ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن ، فقام فصلى ركعتين خفيفتين ، ثم خرج فصلى الصبح
616 – وروينا في حديث زيد بن خالد الجهني في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” فصلى ركعتين خفيفتين ، ثم صلى ركعتين طويلتين طويلتين ، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما وهكذا في كل ركعتين ” قال : ” وهما دون اللتين قبلهما ثم أوتر فذلك ثلاث عشرة ركعة ”
617 – وفي رواية عائشة ” ثلاث عشرة ركعة بركعتي الفجر ” ، فكأنه كان يفعل هكذا مرة وكما روته عائشة مرة والله أعلمباب أي الليل أسمع
618 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أنا بشر بن موسى ، نا الحميدي ، نا سفيان ، نا عمرو بن دينار ، أنه سمع عمرو بن أوس الثقفي ، قال : سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص ، يقول : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أحب الصيام إلى الله صيام داود عليه السلام ، كان يصوم يوما ويفطر يوما وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ”
619 – وروينا في حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أي الصلاة أفضل بعد الصلاة المكتوبة قال : ” الصلاة في جوف الليل ”
620 – وعن عمرو بن عبسة ، قلت : يا رسول الله أي الليل أسمع ؟ قال : ” جوف الليل الأخير ”
621 – أنا أبو الحسين ابن الفضل القطان ، أنا أبو سهل بن زياد القطان ، نا يحيى بن أبي طالب ، أنا عبد الوهاب ، أنا سعيد ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، أنه قال في هذه الآية ” كانوا قليلا من الليل ما يهجعون “، قال : كانوا يتيقظون ما بين المغرب والعشاء يصلون ما بينهما
622 – ورواه يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن أبي عروبة ، فزاد في حديثه وكذلك ” تتجافى جنوبهم عن المضاجع ”
623 – أخبرنا أبو عبد الله ، أنا أبو بكر بن محمد الصيرفي ، نا جعفر بن محمد بن شاكر ، نا سعد بن عبد الحميد بن جعفر ، نا عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن موسى بن عقبة ، عن عبد الله بن سلمان ، عن أبيه أبي عبد الله سلمان الأغر ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من صلى في ليلة بمائة آية لم يكتب من الغافلين ، ومن صلى في ليلة بمائتي آية فإنه يكتب من القانتين الخاصين ” ورواه أبو حازم ، عن أبي هريرة بمعناه موقوفا
624 – أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنا إسماعيل بن محمد الصفار ، نا أحمد بن ملاعب ، نا ثابت بن محمد ، نا سفيان ، وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، نا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، نا محمد بن عبد الوهاب الفراء ، نا أبو نعيم ، وقبيصة ، قالا : نا سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن عبد الرحمن بن زيد ، عن ابن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه “باب قيام شهر رمضان
625 – أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، نا عبد الصمد بن علي بن مكرم ، نا أبو محمد بن عبيد الله بن عبد الواحد بن شريك ، وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد الصفار ، نا عبيد بن شريك ، نا يحيى بن بكير ، نا الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، أنه قال : أخبرني عروة بن الزبير ، أن عائشة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة في جوف الليل يصلي في المسجد فصلى رجال بصلاته فأصبح الناس فتحدثوا بذلك فاجتمع أكثر منهم ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة الثانية فصلى فصلوا معه فأصبح الناس فتحدثوا بذلك وكثر أهل المسجد في الليلة الثالثة ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فصلوا بصلاته فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فطفق رجال منهم يقولون : الصلاة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خرج لصلاة الصبح فلما قضى صلاة الفجر أقبل على الناس فتشهد ، ثم قال : ” أما بعد ، فإنه لم يخف علي شأنكم ولكن خشيت أن يفرض عليكم فتعجزوا عنها ” وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغبهم في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة أمر فيه فيقول : ” من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ” فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك ، ثم كان الأمر على ذلك خلافة أبي بكر رضي الله عنه وصدرا من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
626 – قال عروة : فأخبرني عبد الرحمن بن عبد القاري ، وكان من عمال عمر وكان يعمل مع عبد الله بن الأرقمعلى بيت مال المسلمين أن عمر بن الخطاب خرج ليلة في رمضان فخرج معه عبد الرحمن فطاف في المسجد وأهل المسجد أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرجال قال عمر : والله إني لأظن لو جمعناهم على قارئ واحد لكان أمثل ، ثم عزم على أن يجمعهم على قارئ واحد فأمر أبي بن كعب أن يقوم بهم في رمضان فخرج عمر والناس يصلون بصلاة قارئ لهم ومعه عبد الرحمن بن عبد القاري ، فقال عمر : ” نعمت البدعة هذه والتي تنامون عنها أفضل من التي تقومون . يريد آخر الليل وكان الناس يقومون في أوله ” ، لفظ حديث ابن بشران ، قلت : قد بين النبي صلى الله عليه وسلم أنه إنما منع أن يصلي بهم في الليلة الرابعة خشية أن يفرض عليهم فلما قبضه الله عز وجل إلى رحمته تناهت فرائضه فلم يخف عمر رضي الله عنه من ذلك ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يخافه ورأى أن جمعهم على قارئ واحد أمثل فجمعهم ، ولم يكن فيما صنع خلاف ما مضى من كتاب أو سنة أو إجماع فلم يكن بدعة ضلالة بل كان إحداث خير له أصل في السنة وهي ما ذكرنا من صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في خبر عائشة ثلاث ليال وفي خبر أبي ذر زيادة تحريض عليها وذكر ما فيها من الفضل وزيادة الأجر
627 – أنا أبو بكر ، محمد بن الحسن بن فورك أنا عبد الله بن جعفر ، نا يونس بن حبيب ، نا أبو داود ، نا وهيب ، عن داود بن أبي هند ، عن الوليد بن عبد الرحمن ، عن جبير بن نفير ، عن أبي ذر ، قال : صمنامع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقم بنا شيئا من الشهر حتى إذا كانت ليلة أربع وعشرين السابع مما يبقى صلى بنا حتى كاد أن يذهب ثلث الليل فلما كانت ليلة خمس وعشرين لم يصل بنا فلما كانت ليلة ست وعشرين الخامسة مما يبقى صلى بنا حتى كاد أن يذهب شطر الليل فقلت : يا رسول الله ، لو نفلتنا بقية ليلتنا . فقال : ” لا ، إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ” فلما كانت ليلة سبع وعشرين لم يصل بنا فلما كانت ليلة ثمان وعشرين أظنه قال : جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهله واجتمع له الناس فصلى بهم حتى كاد أن يفوتنا الفلاح ، ثم يا ابن أخي لم يصل بنا شيئا من الشهر قال : والفلاح السحور
628 – كذا رواه وهيب ، وجماعة ورواه حماد بن سلمة ، عن داود ” فجعل قيامه ليلة ثلاث وعشرين وخمس وعشرين وسبع وعشرين ” قلت : ” ثم من أهل العلم من زعم أن صلاة التراويح بالانفراد أفضل لمن كان قارئا بكتاب الله محتجا بما ”
629 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، نا عمران بن موسى ، نا عبد الأعلى بن حماد ، نا وهيب ، نا موسى بن عقبة ، قال : سمعت أبا النضر ، عن بسر بن سعيد ، عن زيد بن ثابت ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة قال : حسبت أنه قال : من حصير في رمضان فصلى فيها ليالي فصلى بصلاته ناس من أصحابه فلما علم بهم جعل يقعد فخرج إليهم فقال : ” قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم فصلوا أيها الناس في بيوتكم ، فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة “
، ومنهم من زعم أن صلاة الجماعة أفضل بكل حال لما ذكرنا من حديث أبي ذر ولما مضى في حديث فضل الجماعة وحديث زيد بن ثابت على سائر النوافل وعلى صلاة التراويح حين كان يخشى أن تفترض فلما تناهت الفرائض بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم وأقيمت لها جماعة ففعلها في الجماعة أفضل والله أعلم
630 – وأخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ، نا محمد بن عبد الوهاب ، أنا خالد بن مخلد ، نا محمد بن جعفر ، حدثني يزيد بن خصيفة ، عن السائب بن يزيد ، قال : ” كنا نقوم في زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعشرين ركعة والوتر ”
باب صلاة الضحى
631 – أخبرنا أبو القاسم زيد بن أبي هاشم العلوي بالكوفة ، أنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ، أنا محمد بن الحسين بن موسى القزاز ، أنا معلى بن أسد ، نا عبد العزيز بن مختار ، عن عبد الله الداناج ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة ، قال : أوصاني خليلي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم بثلاث : ” الوتر قبل النوم ، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر ، وركعتي الضحى ”
632 – وروينا عن معاذة ، عن عائشة ، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يصلي صلاة الضحى أربع ركعات ويزيد ما شاء الله ”
633 – وروينا عن أم هانئ بنت أبي طالب ، أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ” صلى ثمانيركعات يسلم من كل ركعتين ”
634 – أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنا إسماعيل بن محمد الصفار ، نا جعفر بن أحمد بن سليم ، نا بشر بن عيسى بن مرحوم العطار ، نا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ، عن موسى بن يعقوب ، عن الصلت بن سالم ، أن زيد بن سالم ، أخبره عن عبد الله بن عمرو السهمي ، يرفعه إلى أبي ذر وهو يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” من صلى الضحى سجدتين لم يكتب من الغافلين ، ومن صلى أربعا كتب من القانتين ، ومن صلى ستا كفي ذلك اليوم ، ومن صلى ثمانيا كتبه الله من العابدين ، ومن صلى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له بيتا في الجنة ، وما من يوم ولا ليلة إلا ولله فيه منن يمن به على عباده بصدقة ، وما من الله على عباده بشيء أفضل من أن يلهمهم ذكره ” قال الصلت : وأخبرني هذا الحديث ، سليمان بن ثعلبة الأنصاري
635 – ورواه إسماعيل بن رافع ، عن إسماعيل بن عبيد الله ، عن عبد الله بن عمرو ، عن أبي ذر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم يخالفه في بعض الألفاظ وزاد : ” إن صليتها عشرا لم يكتب عليه ذلك اليوم ذنب ”
636 – وروينا عن زيد بن أرقم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” صلاة الأوابين حين ترمض الفصال ”
637 – وفي حديث ابن لهيعة بإسناده عن عقبة بن عامر ، قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أن نصلي ركعتي الضحى بسورتيهما بالشمس وضحاها ، والضحى “َ
باب صلاة الاستخارة
638 – أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أنا عبد الله بن محمد الكعبي ، نا محمد بن أيوب ، نا القعنبي ، نا عبد الرحمن بن أبي الموال ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القران يقول لنا : ” إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين غير الفريضة ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم هذا الأمر ، يسميه بعينه الذي يريد ، خيرا لي في ديني ودنياي ومعاشي ومعادي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي وبارك لي فيه ، اللهم وإن كنت تعلمه شرا لي مثل الأول فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به ” أو قال : ” في عاجل أمري وآجله ”
باب صلاة التسبيح
639 – أخبرنا أبو سهل محمد بن نصرويه بن أحمد المروزي ، نا محمد بن أحمد بن خنب ، أنا أبو بكر يحيى بن أبي طالب ، أنا زيد بن حباب ، أنا موسى بن عبيدة الربذي ، أنا سعيد بن أبي سعيد ، مولى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن أبي رافع ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس : ” يا عم ، ألا أصلك ألا أحبوك ألا أنفعك ؟ ” قال : بلى ، يا رسول الله ، قال : ” صل أربع ركعات واقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة ، فإذا انقضت القراءة ، فقل : الله أكبر والحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله خمس عشرة مرة قبل أن تركع ، ثماركع فقلها عشرا قبل أن ترفع رأسك ثم ارفع رأسك فقلها عشرا قبل أن تسجد ، ثم اسجد فقلها عشرا قبل أن ترفع رأسك ، ثم ارفع رأسك فقلها عشرا قبل أن تسجد ، ثم اسجد فقلها عشرا قبل أن ترفع رأسك ، ثم ارفع رأسك فقلها عشرا قبل أن تقوم فتلك خمسة وسبعون في كل ركعة وهي ثلاثمائة فلو كان ذنوبك مثل رمل عالج لغفرها الله لك ” قال : يا رسول الله ، ومن لم يستطع بقولها في كل يوم ؟ قال : ” فإن لم تستطع فقلها في كل جمعة ، فإن لم تستطع فقلها في كل شهر ” فلم يزل يقول له حتى قال : ” قلها في سنة ”
640 – وروينا في كتاب الدعوات من حديث الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن ابن عباس وفيه من الزيادة : ” غفر الله لك ذنبك أوله وآخره وقديمه وحديثه وعمده وخطأه وصغيره وكبيره سره وعلانيته ” وقال في آخره : ” في كل سنة مرة ، فإن لم تستطع ففي عمرك مرة ” وروينا من ، وجه آخر ، عن عكرمة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا
641 – وروى عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، مرفوعا ، وموقوفا وروي عنه مرفوعا في رواية ” ثم يقول قبل القراءة خمس عشرة مرة سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ثم يقرأ بفاتحة الكتاب وسورة ” ، ثم يقولهن عشرا ولم يذكرهن في جلسة الاستراحةباب تحية المسجد
642 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ، أنا معمر البلخي ابن محمد ، قراءة ، نا مكي بن إبراهيم ، نا عبد الله بن سعيد بن أبي هند ، عن عامر بن عبد الله بن الزبير ، عن عمرو بن سليم ، عن أبي قتادة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس ”
باب الخشوع في الصلاة والإقبال عليها وإتمام ركوعها وسجودها قال الله تعالى قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون وروي عن علي ، أنه قال : ” الخشوع في القلب وأن لا تلتفت في صلاتك ”
643 – وعن مجاهد ، عن ابن الزبير ، أنه كان ” إذا قام في الصلاة كأنه عود ”
644 – وحدث أن أبا بكر كان يفعل كذلك قال : وكان يقال : ” ذاك الخشوع في الصلاة ” وعن مجاهد ، خاشعون قال :هو السكون فيها وعن الحسن ، قال : خائفون
645 – وعن قتادة ، قال : ” الخشوع في القلب وإلباد البصر في الصلاة ”
646 – وروينا عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة ، موصولا ومرسلا دون ذكر أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ” إذا صلى رفع بصره إلى السماء فنزلت هذه الآية فيما يظن ابن سيرين ” وكان محمد بن سيرين يحب ألا يتجاوز بصره مصلاه ، هذا هو المحفوظ مرسل
647 – وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، في آخرين قالوا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا بحر بن نصر ، قال : قرئ على ابن وهب ، أخبرك الليث ، عن جعفر بن ربيعة ، عن عبد الرحمن الأعرج ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” لينتهين أقوام عن رفعهم أبصارهم عند الدعاء في الصلاة إلى السماء أو لتختطفن أبصارهم ”
648 – أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري ، أنا أبو بكر بن داسة ، نا أبو داود ، نا مسدد ، نا أبو الأحوص ، عن الأشعث يعني ابن سليم ، عن أبيه ، عن مسروق ، عن عائشة ، قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التفات الرجل في صلاته ؟ ، فقال : ” هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد ”
649 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أحمد بن إسحاق ، أنا عبيد بن عبد الواحد ، أنا ابن أبي مريم ، أنا الليث بن سعد ، عن زبان بن فايد ، أنسهل بن معاذ ، حدثه عن أبيه ، معاذ صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” الضاحك في الصلاة والملتفت والمتفقع أصابعه بمنزلة واحدة ”
650 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، نا يحيى بن محمد بن يحيى ، نا أبو الوليد ، نا إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص ، حدثني أبي ، عن أبيه ، قال : كنت عند عثمان فدعا بطهور ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله ”
651 – وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا أحمد بن عبد الحميد الحارثي ، نا أبو أسامة ، عن الوليد بن كثير ، قال : حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ثم انصرف ، فقال : ” يا فلان ألا تحسن صلاتك ألا ينظر المصلى إذا صلى كيف يصلي ، فإنما يصلي لنفسه ، إني والله لأبصر من ورائي كما أبصر بين يدي ”
652 – وروينا عن أبي هريرة ، وقيل : عن أبي قتادة ، وقيل : عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” إن أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته ” قالوا : كيف يسرق صلاته ؟ قال : ” لا يتم ركوعها ولا سجودها ”
653 – وروينا عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” من أحسن الصلاةحيث يراه الناس وأسوأها حيث يخلو فتلك استهانة يستهين بها ربه ” أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا الحسن بن علي بن عفان ، نا حسين بن علي ، عن زائدة ، عن إبراهيم يعني الهجري ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله ، فذكره
654 – أنا أبو بكر بن فورك ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يونس بن حبيب ، نا أبو داود ، نا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة ، قال : ” نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التخصر في الصلاة ”
655 – ورواه يزيد بن هارون ، عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين ، إلا أنه قال عن الاختصار في الصلاة قال : قلنا لهشام : ما الاختصار ؟ قال : ” يضع يده على خصره وهو يصلي ”
656 – أخبرنا أبو علي الروذباري ، نا أبو بكر بن داسة ، نا أبو داود ، نا بشر بن هلال ، نا عبد الوارث ، عن إسماعيل بن أمية ، قال : سألت نافعا عن الرجل يصلي وهو مشبك يده قال : قال ابن عمر : ” تلك صلاة المغضوب عليهم ”
657 – وروينا عن كعب بن عجرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ” إذا توضأ أحدكم ، ثم أتى المسجد فلا يشبك بين أصابعه فإنه في صلاة “باب الرخصة في صلاة التطوع قائما وقاعدا ومومئا
658 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي قالا : أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، نا محمد بن عبد الوهاب ، أنا جعفر بن عون ، أنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : ” ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في شيء من الصلاة في ليل وهو قاعد حتى إذا دخل في السن ” قالت : ” فكان يقرأ السورة حتى إذا بقي منها ثلاثون آية قام فقرأ بقيتها ثم ركع ” هكذا رواه عروة بن الزبير ، عن عائشة
659 – وفي رواية عبد الله بن شقيق قال : سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يكثر الصلاة قائما وقاعدا ، فإذا افتتح الصلاة قائما يركع قائما ، وإذا افتتح قاعدا ركع قاعدا ” أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو بكر بن بالويه ، نا موسى بن الحسن بن عبادة ، نا عبد الله بن بكر السهمي ، نا هشام بن حسان ، عن ابن سيرين ، عن عبد الله بن شقيق ، فذكره ، قلت : كما رواه عروة بن الزبير ، عن عائشة ، رواه أيضا أبو سلمة بن عبد الرحمن ، وعلقمة بن وقاص ، وعمرة بنت عبد الرحمن ، عن عائشة ، وكأنهكان يفعل كما رووا أحيانا وأحيانا كما رواه ابن شقيق وبالله التوفيق
660 – أخبرنا محمد بن عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا سعدان بن نصر ، نا إسحاق بن الأزرق ، نا حسين المكتب ، عن عبد الله بن بريدة ، عن عمران بن حصين ، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة القاعد فقال : ” من صلى قائما فهو أفضل ، ومن صلى قاعدا فله نصف أجر القائم ، ومن صلى نائما فله نصف أجر القاعد ”
باب صلاة التطوع في السفر على الراحلة
661 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر بن الحسن ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالوا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا بحر بن نصر ، قال : قرئ على ابن وهب ، أخبرك يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله بن عمر ، عن أبيه عبد الله بن عمر ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يسبح على الراحلة قبل أي وجه توجه ، ويوتر عليها غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة “وقوله : يسبح ، أراد به يتنفل
662 – وفي حديث جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه ” يخفض السجدتين من الركوع ويومئ إيماء ”
باب سجود التلاوة
663 – أنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان ببغداد ، أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، نا يعقوب بن سفيان ، حدثني سعيد بن أبي مريم ، نا نافع بن يزيد ، أخبرني الحارث بن سعيد العتقي ، عن عبد الله بن منين ، من بني عبد كلال عن عمرو بن العاص ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أقرأه خمس عشرة سجدة في القرآن منها ثلاث في المفصل وسورة الحج سجدتين ”
664 – وروينا عن أبي هريرة ، أنه قال : ” سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في إذا السماء انشقت وفي اقرأ باسم ربك ” ، وإنما أسلم أبو هريرة بعد ما تحول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بزمان
665 – وروينا عن عمر ، وعلي ، وابن عباس ، وابن مسعود ، وابن عمر ، وعمار ، وأبي موسى ، وأبي الدرداء ، ” سجودهم في الحج سجدتين ”
666 – قول عمر ، وابن عباس ” فضلت هذه السورة بسجدتين ”
667 – أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، أنا أبو العباس محمد بن يعقوب إملاء ، ثنا بحر بن نصر الخولاني ، بمصر ، حدثني عبد الله بن وهب ، وأخبرني عمرو بن الحارث ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن عياض بن عبد الله بن سعد ، عن أبي سعيد ، قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ص وهو على المنبر ، فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه ، فلما كان يوم آخر قرأها ، فلما بلغ السجدة تهيأ الناس للسجود ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إنما هي توبة نبي ولكن رأيتكم تهيأتم للسجود ” فسجد وسجدوا
668 – وروينا عن عطاء بن يسار ، أن رجلا قرأ آية من القرآن فيها سجدة عند النبي صلى الله عليه وسلم فلم يسجد ولم يسجد النبي صلى الله عليه وسلم وقال : ” كنت إماما فلو سجدت سجدت معك ” وروي ذلك من وجه آخر موصولا وروي عن ابن مسعود ، من قوله
669 – وروينا عن عمر بن الخطاب ، أنه قرأ السجدة على المنبر يوم الجمعة فنزل وسجد وسجدوا ، ثم قرأ يوما آخر فلم يسجد وقال : ” إن الله لم يكتبها علينا إلا أن نشاء ”
670 – وروينا عن زيد بن ثابت ، أنه ” قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم والنجم إذا هوى ولم يسجد “671 – وعن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ” سجد في النجم ، وسجد الناس معه إلا رجلين أرادا الشهرة فسجوده يدل على أنها سجدة وتركه يدل على أنه ليس بواجب أو لأنه لم يسجد القارئ ، فلم يسجد هو وتركه أمره بالسجود يدل على كونه غير واجب ” ، والله أعلم بالصواب
باب سجود التلاوة في الصلاة
672 – أخبرنا أبو الخير جامع بن أحمد الوكيل ، أنا أبو طاهر محمد بن الحسن المحمد آبادي ، نا عثمان بن سعيد الدارمي ، نا مسدد ، نا المعتمر بن سليمان ، قال : سمعت أبي ، نا بكر بن عبد الله المزني ، عن أبي رافع ، قال : صليت مع أبي هريرة العتمة ، ” فقرأ إذا السماء انشقت فسجد ” ، قلت : ما هذه السجدة ؟ قال : سجدت بها خلف أبي القاسم صلى الله عليه وسلم فلا أزال أسجد بها حتى ألقاه
673 – أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنا إسماعيل بن محمد الصفار ، نامحمد بن عبد الملك ، نا يزيد بن هارون ، أنا سليمان التيمي ، عن أبي مجلز ، قال : ولم أسمعه عن أبي مجلز ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ” سجد في الركعة الأولى من صلاة الظهر فرأى أصحابه أنه قرأ تنزيل السجدة ، ورواه المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي مجلز
674 – وروينا عن أبي رافع ، قال : صليت مع عمر رضي الله عنه الصبح ” فقرأ ب ص وسجد فيها ”
باب ما يقول في سجود التلاوة
675 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر بن أحمد بن إسحاق الفقيه ، أنا يوسف بن يعقوب ، نا محمد بن أبي بكر ، نا مسدد ، نا إسماعيل بن إبراهيم وأخبرنا أبو علي الروزباري ، أنا أبو بكر بن داسة , نا أبو داود ، نا مسدد ، نا إسماعيل أنا خالد الحذاء ، عن رجل ، عن أبي العالية ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سجود القرآن بالليل يقول في السجدة مرارا : ” سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته ”
676 – وروينا عن العمري ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يقرأ علينا القرآن ، فإذا مر بالسجدة كبر وكبرنا وسجد وسجدنا “677 – وروينا ” رفع اليدين والتكبير لسجود التلاوة ” عن الحسن ، وابن سيرين
678 – وروينا عن أبي عبد الرحمن السلمي ، وأبي الأحوص ، ” أنهما سلما في السجدة تسليمة عن اليمين ”
باب سجود الشكر خارج الصلاة
679 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا يحيى بن أبي طالب ، أنا أبو عاصم ، أنا بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة ، عن أبيه ، عن جده ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ” إذا أتاه أمر يسر به خر ساجدا شكرا لله ”
680 – وروينا عن البراء بن عازب ، في كتاب علي بن أبي طالب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بإسلام همدان قال : فلما ” قرأ كتابه خر ساجدا ”
681 – وروينا ” سجود النبي صلى الله عليه وسلم للشكر في مواضع وسجود أبي بكر ، وعمر ، وعلي رضي الله عنهم وسجود كعب بن مالك حين بشر بتوبة الله بعد صلاة الفجر “باب سجود السهو
682 – أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ، أنا حمزة بن العباس بن الفضل ، نا عباس بن محمد بن حاتم الدوري ، نا موسى بن داود ، نا سليمان بن بلال ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى ثلاثا أم أربعا فليطرح الشك وليبن على ما استيقن ويسجد سجدتين وهو جالس قبل أن يسلم ، فإن كان هي خمسا كانتا شفعا وإن صلى تمام الأربع كانتا ترغيما للشيطان ”
683 – ورواه ابن عجلان ، عن زيد بن أسلم ، وفيه من الزيادة : ” فإن كانت صلاته تامة كانت الركعة نافلة والسجدتان ”
684 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو النضر محمد بن يوسف الفقيه ، نا عثمان بن سعيد ، نا القعنبي ، فيما قرأ على مالك قال : وحدثني أبو بكير ، نا مالك ، عن ابن شهاب ، عن عبد الرحمن الأعرج ، عن عبد الله بن مالك بن بحينة ، قال : ” صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين من بعض الصلوات ، ثم قام فلم يجلس ، فقام الناس معه فلما قضى صلاته وانتظرنا تسليمه كبر فسجد سجدتين وهو جالس قبل التسليم ، ثم سلم ”
685 – وروينا عن النعمان بن بشير ، ” أنه نهض في الركعتين فسبح القوم فجلس فلما فرغ سجد سجدتي السهووهذا لأنه لم يستقم قائما فجلس فإن استقام قائما لم يجلس لما ” رويناه في حديث ابن بحينة
686 – أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد ، نا عباس بن الفضل ، نا أبو الوليد ، نا شعبة ، عن الحكم ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ” صلى الظهر خمسا ” ، فقيل له : أزيد في الصلاة ؟ قال : ” ما ذاك ؟ ” قال : صليت خمسا ، فسجد سجدتين وهو جالس ، وقال مرة : بعد ما فرغ ، قلت : وهذا لأنه لم يذكره قبل التسليم فسجدهما بعد ما سلم
687 – أخبرنا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي ، نا عثمان بن سعيد الدارمي ، نا يحيى بن بكير ، نا مالك ، ح . وحدثنا القعنبي ، فيما قرأ على مالك ، عن داود بن الحصين ، عن أبي سفيان ، مولى ابن أبي أحمد قال : سمعت أبا هريرة ، يقول : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر فسلم في الركعتين ، فقام ذو اليدين فقال : أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” كل ذلك لم يكن ” ، فقال : قد كان بعض ذلك يا رسول الله . فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس فقال : ” أصدق ذو اليدين ؟ ” فقالوا : نعم . فأتم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بقي من صلاته ثم سجد سجدتين بعد التسليم وهو جالس . قلت : قد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن السهو إن كان نقصانا منالصلاة كان سجوده قبل التسليم لحديث ابن بحينة قلت : وكذلك إن كان زيادة متوهمة بحديث أبي سعيد الخدري وإن كان زيادة متيقنة في الصلاة ، فإن سجوده بعد التسليم بحديث ذي اليدين
688 – وذهب الزهري إلى ” أن السجود قبل التسليم آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ، وفي حديث ذي اليدين دلالة على أن كلام المخطئ لا يبطل الصلاة ، وفي معناه كلام الجاهل بتحريمه في الصلاة وكلام الناسي للصلاة
689 – وأما الحديث الذي أخبرنا أبو علي الروذباري ، أنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن شوذب الواسطي ، نا أحمد بن راشد الكوفي ، بواسط ، نا محمد بن فضيل ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال : كنا نسلم على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة فيرد علينا ، فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا عليه فلم يرد علينا قلنا : يا رسول الله ، كنا نسلم عليك في الصلاة فترد علينا فقال : ” إن في الصلاة شغلا ”
690 – وفي رواية عاصم ، عن أبي وائل ، عن عبد الله ، في هذا الحديث قال : فقال : ” إن الله يحدث من أمره ما يشاء ، وإن مما أحدث ألا تكلموا في الصلاة ” فهذا في كلام العمد وما ذكرنا في كلام الخطأ
691 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ، قالا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا العباس بن مزيد ، أخبرني أبي ، نا الأوزاعي ، حدثني يحيى بن أبي كثير ، عن ابن أبي ميمونة ، قال : حدثني عطاء بن يسار ، قال : حدثني معاوية بن الحكم السلمي ، قال : قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إنا كنا حديث عهد بجاهلية فجاء الله بالإسلام وأنرجالا منا يتطيرون ، قال : ” ذلك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدنهم ” قال : يا رسول الله ، ورجال منا يخطون ، قال : ” قد كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك ” قال : وبينا أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة إذ عطس رجل من القوم ، فقلت : يرحمك الله ، فحدقني القوم بأبصارهم قال : فقلت : واثكل أمياه ، ما لكم تنظرون إلي فضرب القوم بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يسكتونني لكني سكت ، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاني فبأبي وأمي لما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه فوالله ما ضربني ولا قهرني ولا سبني فقال : ” إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ، وإنما هي التسبيح والتكبير ، وتلاوة القرآن ” ، قلت : وفي هذا الحديث الصحيح دلالة على أن كلام الجاهل لا يبطل الصلاة حيث لم يأمره بالإعادة ، وإن سهو المأموم يتحمله الإمام حيث لم يأمره بسجود السهو ، وإن العمل القليل في الصلاة والنظر إلى غيره لا يبطل الصلاة ولا يقتضي سجود سهو حيث فعله القوم ، والله أعلم
باب تنبيه الإمام على السهو ومن فاته من صلاته شيء
692 – أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنا أبو بكر القطان ، نا أحمد بن يوسف ، نا عبد الرزاق ، نا معمر ، عن همام بن منبه ، قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” التسبيح للقوم ، والتصفيق للنساء في الصلاة “693 – أنا أبو الحسين بن بشران ، نا إسماعيل الصفار ، نا سعدان بن نصر ، نا سفيان ، عن أبي حازم ، سمع سهل بن سعد الساعدي ، وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول : وقع بين الأوس والخزرج كلام فتناول بعضهم بعضا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأتاهم فاحتبس فأذن بلال واحتبس النبي صلى الله عليه وسلم فلما احتبس أقام الصلاة فتقدم أبو بكر فأم الناس وجاء النبي صلى الله عليه وسلم من مجيئه ذلك قال : فتخلل الناس حتى انتهى إلى الصف الذي يلي أبا بكر فصفق الناس ، وكان أبو بكر لا يلتفت في الصلاة فلما سمع التصفيق التفت ، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم فأشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن اثبت مكانك ، فرفع أبو بكر رأسه إلى السماء ونكص القهقرى ، وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بهم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال : ” ما منعك أن تثبت ؟ ” ، فقال : ما كان الله ليرى ابن أبي قحافة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ما لكم حين نابكم شيء في صلاتكم صفقتم إنما هذا للنساء ، من نابه شيء في صلاته فليقل سبحان الله ”
694 – ورواه مالك بن أنس ، عن أبي حازم ، وقال في الحديث : ” فرفع أبو بكر يديه فحمد الله على ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك ، ثم استأخر أبو بكر رضي الله عنه حتى استوى في الصف ، وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم “باب الإشارة باليد في الصلاة
695 – أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا بحر بن نصر ، قال : قرئ على ابن وهب : أخبرك هشام بن سعد ، عن نافع ، قال : سمعت عبد الله بن عمر ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قباء فسمعت به الأنصار فجاءوا يسلمون على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فقلت لبلال أو صهيب : كيف رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد عليهم وهم يسلمون عليه وهو يصلي ؟ قال : ” يشير بيده ” ورواه جعفر بن عون ، عن هشام ، وقال : فقلت لبلال : لم يشك فيه وقال : يقول هكذا وبسط كفه وبسط جعفر كفه وجعل بطنه أسفل وظهره إلى فوق
696 – ورواه نابل صاحب العباء ، عن ابن عمر ، عن صهيب ، قال : ” مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فسلمت عليه فرد إلي إشارة ” قال الراوي : حسبته قال : ” بإصبعه ” ورواه زيد بن أسلم نحو رواية نافع إلا إنه قال : صهيب قال أبو عيسى : كلاهما صحيح بلال وصهيب . قلت : إلا أن الصحيح أنه أشار بيديه697 – وروي أيضا في حديث جابر أنه ” سلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فلم يرد عليه ، وأومأ بيده ”
باب حمل الصبي ووضعه في الصلاة
698 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، نا السري بن خزيمة ، نا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك ، عن عامر بن عبد الله بن الزبير ، عن عمرو بن سليم الزرقي ، عن أبي قتادة الأنصاري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ” يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأبي العاص بن أبي ربيعة بن عبد شمس ، وإذا سجد وضعها ، وإذا قام حملها ”
باب ما جاء في قتل الحية والعقرب في الصلاة ومن خطا فيها خطوة أو خطوتين
699 – أخبرنا أبو بكر بن فورك ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يونس بن حبيب ، نا أبو داود ، نا علي بن المبارك ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن ضمضم ، عن أبي هريرة ، قال : ” أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الأسودين في الصلاة الحية والعقرب “700 – وروينا عن برد ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : ” كان الباب في قبلة مسجدنا هذا فاستفتحت الباب فمشى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي حتى فتح الباب ، ثم رجع راجعا ” ، يعني مكانه أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، نا أبو الحسن المصري ، نا أحمد بن عبيد بن ناصح ، عن علي بن عاصم ، عن برد بن سنان ، فذكره . تابعه بشر بن المفضل ، عن برد
باب دفع المار بين يدي المصلي
701 – أخبرنا أبو علي الروذباري ، نا أبو بكر بن داسة ، نا أبو داود ، نا أبو موسى بن إسماعيل ، نا سليمان يعني ابن المغيرة ، عن حميد بن هلال ، قال : قال أبو صالح : أحدثك عما رأيت من أبي سعيد وسمعته منه دخل أبو سعيد على مروان فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفع في نحره ، فإن أبي فليقاتل فإنما هو شيطان ”
702 – وقد روينا في التشديد على المار بين يدي المصلى حديث أبي جهيم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه ” وقال أبو النضر : لا أدري ، قال : أربعين يوما أو شهرا أو سنة أخبرنا أبو زكريا ، أنا أبو الحسين الطرائفي ، نا عثمان بن سعيد ، نا يحيى بن بكير ، نا مالك ، ح قال : وحدثنا القعنبي ، فيما قرأ على مالك ، عن أبي النضر ، مولى عمر بن عبيد الله ، عن بسر بن سعيد ، أن زيد بن خالد الجهني ، أرسله إلى أبي جهيم يسأله ماذا سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم في المار بين يدي المصلي قال أبو جهيم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر هذا الحديث
703 – فإن مر إنسان بين يديه وهو يصلى فقد قال أبو ذر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” يقطع صلاة الرجل إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل المرأة والحمار والكلب الأسود ” والمراد بها عند أكثر الفقهاء قطع الخشوع فيها والإقبال عليها
704 – وروينا عن عكرمة ، أنه قال : سئل ابن عباس عن ذلك ، فقال : ” إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ” فما يقطع هذا ولكنه يكره هذا مع ما روي عن عكرمة ، وغيره ، عن ابن عباس ، يحسبه راويه مرفوعا ، معنى حديث أبي ذر وفي آخره رواية عكرمة : ويجزي عنه إذا مروا بين يديه على قذفه بحجر ففي قول ابن عباس مع روايته معنى ما روى أبو ذر ، دلالة على أن المراد بالقطع ما ذكرنا
705 – وأيضا فيما أخبرنا عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا الحسن بن محمد الزعفراني ، نا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يصليصلاته من الليل وأنا معترضة بينه وبين القبلة كاعتراض الجنازة ” ورواه أبو بكر بن حفص ، عن عروة ، عن عائشة ، فذكر إنكارها على من قال : ” تقطع الصلاة المرأة والحمار ” ثم ذكرت هذا الحديث
706 – وحدثنا أبو محمد بن يوسف ، أملانا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا سعدان بن نضر ، نا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، حدثه عبيد الله بن عبد الله ، سمع ابن عباس ، يقول : جئت أنا ، والفضل بن عباس ، يوم عرفة ورسول الله صلى الله عليه وسلم ” يصلي بالناس ونحن على أتان لنا فمررنا ببعض الصف فنزلنا عنها وتركناها ترتع فلم يقل لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ” ورواه مالك بن أنس ، عن الزهري ، غير أنه قال بمنى إلى غير جدار قال الشافعي رحمه الله : يعني والله أعلم إلى غير سترة . قلت : وفيه دلالة على أن مرور الحمار بين يدي المصلي لا يفسد صلاته وإن لم يكن بين يدي المصلي أو أمامه سترةباب في سترة المصلي
707 – أخبرنا أبو علي الروذباري ، أنا أبو بكر بن داسة ، نا أبو داود ، نا مسدد ، نا بشر بن المفضل ، نا إسماعيل بن أمية ، حدثني أبو عمرو بن محمد بن حريث ، أنه سمع جده ، يحدث عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئا ، فإن لم يجد فلينصب عصا ، فإن لم تكن معه عصا فليخطط خطا ، ثم لا يضره ما مر أمامه ” ورواه الثوري ، عن إسماعيل ، عن أبي عمرو بن حريث ، عن جده ، عن أبي هريرة ، وقيل غير ذلك
708 – وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا محمد بن هشام بن ملاس الدمشقي ، نا حرملة بن عبد العزيز الجهني ، قال : حدثني عمي عبد الملك يعني ابن الربيع بن سبرة ، عن أبيه ، عن جده ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” استتروا في صلاتكم ولو بسهم ”
709 – وروينا عن سهل بن أبي حثمة ، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم : ” إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته ”
710 – وفي حديث طلحة بن عبيد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ” إذا وضع أحدكمبين يديه مثل مؤخرة الرحل فليصل ولا يبالي من يمر وراء ذلك ” وفي رواية أخرى ” فلا يضره من مر من وراء ذلك ”
باب من يبزق وهو يصلي
711 – أنا أبو طاهر الفقيه ، أنا أبو بكر القطان ، نا أحمد بن يوسف السلمي ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن همام بن منبه ، قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إذا قام أحدكم للصلاة فلا يبصق أمامه فإنه يناجي الله ما دام في مصلاه ، ولا عن يمينه فإن عن يمينه ملكا ، ولكن يبصق عن شماله أو تحت رجله فيدفنها ”
712 – ورواه أبو رافع ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال في الحديث : ” ولكن عن يساره أو تحت قدمه اليسرى وإن لم يقدر فليبزق في ناحية ثوبه ، ثم ليرد ثوبه بعضه ببعض ”
713 – وفي حديث أنس بن مالك ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” البزاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها ” أخبرنا أبو بكر بن فورك ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يونس بن حبيب ، نا أبو داود ، أنا شعبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، فذكرهباب الساعات التي تكره فيها صلاة التطوع
714 – أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسي ، نا يعقوب بن سفيان الفارسي ، نا أبو توبة الربيع بن نافع ، نا محمد بن المهاجر ، عن العباس بن سالم ، عن أبي سلام ، عن أبي أمامة ، عن عمرو بن عبسة ، قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول ما بعث وهو بمكة وهو حينئذ مستخف فقلت : ما أنت ؟ قال : ” أنا نبي ” قلت : وما نبي ؟ قال : ” رسول الله ” قلت : الله أرسلك ؟ قال : ” نعم ” قلت : بما أرسلك ؟ قال : ” بأن تعبد الله وتكسر الأديان والأوثان وتوصل الأرحام ” قلت : نعم ما أرسلك به ، قلت : فمن يتبعك على هذا ؟ قال : ” عبد وحر ” يعني أبا بكر وبلالا ، فكان عمرو يقول : لقد رأيتني وأنا ربع الإسلام أو رابع الإسلام قال : فأسلمت ، قلت : أتبعك يا رسول الله . قال : ” لا ، ولكن الحق بقومك فإذا أخبرت أني قد خرجت فاتبعني ” قال : فلحقت بقومي وجعلت أتوقع خبره وخروجه حتى أقبلت رفقة من يثرب فلقيتهم فسألتهم عن الخبر فقالوا : قد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة قلت : وقد أتاها ؟ قالوا : نعم . قال : فارتحلت حتى أتيته قلت : أتعرفني يا رسول الله ؟ قال : ” نعم ، أنت الرجل الذي أتاني بمكة ” فجعلت أتجسس خلوته فلما خلا قلت : يا رسول الله ، علمني مما علمك الله وأجمل . قال : ” فسل عما شئت ” قلت : أي الليل أسمع ؟ قال : ” جوف الليل الآخر ، فصل ما شئت فإن الصلاة مشهودة مكتوبة حتى تصلي الصبح ثم أقصر حتى تطلع الشمس فترتفع قيد رمح أو رمحين فإنها تطلع بين قرني شيطان ويصلي لها الكفار ، ثم صل ما شئت فإن الصلاة مشهودة مكتوبة حتى يعدل الرمح ظله ثم أقصر فإن جهنم تسجر وتفتح أبوابها فإذا زالت الشمس فصل ما شئت فإن الصلاة مشهودة مكتوبة حتى تصلي العصر ، ثم أقصر حتى تغرب الشمس فإنها تغرب الشمس بين قرني شيطان ويصلي لها الكفار ، وإذا توضأت فاغسل يديك فإنك إذا غسلت يديك خرجت خطاياك من أناملك ، ثم إذا غسلت وجهك خرجت خطاياك من وجهك ، ثم إذا مضمضت واستنثرت خرجت خطاياك من مناخرك ، ثم إذا غسلت يديك خرجت خطاياك من ذراعيك ثم إذا مسحت برأسك خرجت خطاياك من أطراف شعرك ثم إذا غسلت رجليك خرجتخطاياك من رجليك ، فإن ثبت في مجلسك كان لك حظك من وضوئك وإن قمت وذكرت ربك وحمدته وركعت ركعتين مقبلا عليهما بقلبك كنت من خطاياك كيوم ولدتك أمك ” قال : قلت : يا عمرو اعلم ما تقول أو إنك تقول أمرا عظيما ، قال : والله لقد كبرت سني ودنا أجلي وإني لغني عن الكذب ولو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة أو مرتين ما حدثته ولكني سمعته أكثر من ذلك هكذا حدثني أبو سلام ، عن أبي أمامة ، إلا أن أخطئ شيئا أو أزيده فأستغفر الله وأتوب إليه وهذا أيضا حديث صحيح رواه شداد بن عبد الله أبو عمار ، ويحيى بن أبي كثير ، عن أبي أمامة ، عن عمرو بن عبسة عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر فيه المضمضة والاستنشاق قبل غسل الوجه
715 – وروينا النهي عن الصلاة في هذه الأوقات الثلاث عن عقبة بن عامر ، وغيره ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ” حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع وحين تقوم الظهيرة حتى تميل ، وحين تصفر الشمس للغروب حتى تغرب ”
716 – وروينا في ” النهي عن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس ، وعن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ” عن عمر بن الخطاب ، وعن جماعة ، من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم
717 – وروينا عن ابن عمر ، وعائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ” لا يتحرى أحدكم فيصلي عند طلوع الشمس ولا عند غروبها” وهذا النهي مخصوص ببعض الصلوات دون بعض فكل صلاة لها سبب يجوز فعلها في هذه الأوقات ويجوز التنفل بالصلاة يوم الجمعة لمن حضر الجمعة حتى يخرج الإمام ويجوز ركعتا الطواف بمكة في هذه الأوقات
718 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا محمد بن إسحاق الصغاني ، نا أبو نعيم ، وأبو الوليد ، ومسلم ، قالوا : نا همام بن يحيى ، عن قتادة ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها ولا كفارة لها إلا ذلك ” ، ثم قرأ قتادة وأقم الصلاة لذكري ورواه أبو عوانة ، عن قتادة ، وقال في الحديث : ” من نسي صلاة أو نام عنها ”
719 – في حديث أبي قتادة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ” ليس في النوم تفريط إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت الأخرى ، فإذا كان ذلك فليصلها حين يستيقظ ، فإذا كان من الغد فليصلها عند وقتها ” أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، وأبو محمد بن يوسف ، قالا : نا أبو بكر القطان ، نا إبراهيم بن الحارث ، نا يحيى بن أبي بكير ، نا سليمان بن المغيرة ، حدثني ثابت البناني ، عن عبد الله بن رباح ، فذكره720 – أخبرنا أبو علي الروذباري ، أنا أبو بكر بن داسة ، نا أبو داود ، نا أحمد بن صالح ، نا عبد الله بن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث ، عن بكير بن الأشج ، عن كريب ، مولى ابن عباس فذكر قصته في الركعتين بعد العصر وخروجه فيها إلى أم سلمة وإخبارها عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته الركعتين بعد العصر وإنقاذها إليه في مسألته عنها قالت : فلما انصرف قال : ” يا بنت أبي أمية سألت عن الركعتين بعد العصر إنه أتى ناس من عبد القيس بالإسلام من قومهم فشغلوني عن الركعتين بعد الظهر فهما هاتان ” ، وقد مضى حديث قيس في قضاء ركعتي الفجر بعد الفريضة وسكوت النبي صلى الله عليه وسلم
721 – أخبرنا أبو الحسن ، علي بن عبد الله بن إبراهيم الهاشمي ، نا عثمان بن أحمد الدقاق ، نا عبد الكريم بن الهيثم ، نا إبراهيم بن مهدي ، نا حسان الكرماني ، نا ليث ، عن مجاهد ، عن أبي الخليل ، عن أبي قتادة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ” كره أن يصلي نصف النهار إلا يوم الجمعة لأن جهنم تسجر كل يوم إلا يوم الجمعة ” وروي في ذلك عن أبي هريرة ، وأبي سعيد مرفوعا ورخص في ذلك الحسن ، وطاوس ، ومكحول
722 – وروينا عن أبي هريرة ، وأبي سعيد وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ” في الترغيب في التبكير إلى الجمعة وفي الصلاة حتى يخرج الإمام من غير استثناء وقت الاستواء وفي ذلك كالدلالة على جوازها يوم الجمعة ”
723 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا محمد بن إسحاق الصغاني ، نا أبو بكر بن أبي شيبة ، نا سفيان بن عيينة ، عن أبي الزبير ، عن عبد الله بن باباه ، عن جبير بن مطعم ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” يا بني عبد مناف ، لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت وصلى أي ساعة شاء من ليل أو نهار ”
724 – ورواه الشافعي ، عن سفيان ، بإسناده هذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” يا بني عبد مناف من ولي منكم من أمر الناس شيئا فلا يمنعن أحدا ” فذكره أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، في آخرين قالوا : نا أبو العباس ، أنا الربيع ، نا الشافعي ، نا سفيان ، فذكره
725 – وروينا عن ابن عباس ، وابن عمر ، وابن الزبير ، وأبي الدرداء ” أنهم صلوا ركعتي الطواف بعضهم بعد صلاة الصبح قبل أن تطلع الشمس ، وبعضهم بعد العصر قبل أن تغرب الشمس ”
726 – وعن الحسن ، والحسين رضي الله ، عنهما أنهما ” طافا بعد العصر وصليا ”
727 – قلت : وروينا عن ابن عمر ، عن حفصة ، أنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا طلع الفجر لا يصلي إلا ركعتين خفيفتين “728 – وروينا عن يسار ، عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” لا صلاة بعد طلوع الفجر إلا ركعتي الفجر ” والمعنى في تخفيفهما والاقتصار عليهما لكي يبادر إلى أداء الفرض في أول الوقت ، والله أعلم
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website