خرج النبي صلوات الله عليه إلى أرض بالمدينة يقال لها بطحان، فقال: ” يا أنس اسكب لي وضوءاً ” فسكبت له، فلما قضى حاجته أقبل إلى الإناء وقد أتى هر فولغ في الإناء، فوقف النبي وقفة حتى شرب الهر ثم توضأ، فذكرت للنبي أمر الهر، فقال: “يا أنس إن الهر من متاع البيت لن يقذر شيئاً ولن ينجسه “
تُعتبر القطط في الإسلام أو (السنّور) حيوانات طاهرة، ووُردت أحاديث من السُنة النبويّة التي تدل على طهارتها وجواز اقتنائها وتربيّتها، كما تُعتبر القطط حيوانات مُحببةٍ إلى النبي محمد صلوات الله عليه وكان يسميها من الطوافين والطوافات في البيوت، وكان يتوضأ من الماء الذي شربت منه القطة لأنه يبقى طاهراً.
كُني أحد الصحابة بأبو هريرة اقتباساً من لفظ الهر بسبب تعلقه الشديد بهذا الحيوان. ويُعتبر القط أكثر الحيوانات تواجداً في بلاد المُسلمين، ومن أكثر الحيوانات اقتناءً من قِبل المُسلمين. وعلى عكس الكلاب، فإن الشرع الإسلامي أجاز بدخول القطط للمنازل والبيوت والمساجد وذلك لطهارتها.
دعا النبي إلى حسن معاملة الحيوانات، فذكر لنا قصة المرأة التي دخلت النار في قطة لمجرد أنها حبستها فقط ، فلا هي أطعمتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.
كما ذكر لنا صلى الله عليه وسلم قصة امرأة بغي كانت في بني إسرائيل رأت كلبًا يموت عطشًا فسقته فدخلت بذلك الجنة، وكذلك فعل رجل أن سقى كلبًا عطشانًا الماء في نعله فدخل الجنة.
ونهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يقص المرء أجزاءا من الحيوان قد تضايقه أو تضره، فقال: “لا تقصوا نواصىَ الخيل ولا معارفها، ولا أذنابها، فإن أذنابها مذابها ومعارفها دفاؤها، ونواصيها معقود فيها الخير”.
وهذا الحديثان يتضمنان قيمًا ومعان إنسانية رائعة، فالرحمة ليست قصرًا على الإنسان كما قد يتصور البعض، بل ربما كانت أوجب مع الحيوان، لأنه لا يعقل، وإلا لما كان حبس القطة سببًا في دخول امرأة النار، وسقي الكلب سببًا في دخول رجل الجنة، إذ أن الرحمة واجبة بين البشر بعضهم البعض، وكذا مع الحيوان، لابد من الرحمة بهم والترفق بهم، وتقديم الطعام والماء لهم، وهذا مما سيؤجر عليه الإنسان، ولا شك.
اقرأ ايضًا “هل ترى القطط الجن؟” عبر الضغط هنا
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وقد كان سيدنا أبو هريرة، الذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من 5 آلاف حديث يعرف بعطفه الكبير على الحيوان، وكانت له هرة (قطة) يحنو عليها، ويطعمها، ويرعاها، فكانت تلازمه وتذهب معه في كل مكان وكان يحملها في كم جلبابه، فسمي بذلك أبا هريرة، وكان رسول الله يدعوه أبا هريرة
اخبرنا النبي من ١٤٠٠ عام ان القطط ليست نجسة بعينها، من عادات القط المعروفة تنظيفه لنفسه؛ حتى إن العالم “باستور” قال: “إن القطط حيوانات نظيفة بسبب قضائهم يومهم في تنظيف أنفسهن، ولا يوجد منطقة في جسم القط إلا ويصله هذا التنظيف”.
ونظراً لتعرض جلد القط للبيئة الخارجية لن يكون من المفاجئ أن نعلم أن هناك خلايا فيه تعمل عملا دفاعيًا مثل الكريات البيضاء، والجلد يحوي خلايا عديدة تعدل من حساسية خلايا الأدمة.
أما سطح اللسان فهو مغطى بعدد من النتوءات المدببة المنشارية الشكل، وهذه النتوءات المعقوفة الكبيرة المخروطية يجعلها مبردًا حقيقيًا أو فرشاة مفيدة جداً لتنظيف الجلد.
وقد روي عن داود بن صالح التمار عن أمه: (أن مولاة لها أهدت إلى عائشة صحفة هريسة فجاءت بها وعائشة قائمة تصلي، فأشارت إليها أن ضيعها، فوضعتها وعند عائشة نسوة، فجاءت الهرة فأكلت منها أكلة، أو قال لقمة، فلما انصرفت قالت للنسوة كلن، فجعلن يتقين موضع فم الهرة فأخذتها عائشة فأدارتها ثم أكلتها وقالت إن رسول (صلى الله عليه وسلم) قال: إنها ليست بنجس، إنها من الطوافين والطوافات عليكم، وقد رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتوضأ بفضلها وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهرة: (إنها ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم والطوافات رواه مالك وأحمد وأهل السنن الأربع. فالهرة إذن هي طاهرة البدن، طاهرة الريق، ريقها طاهر، فسؤرها طاهر، بقية شرابها، أو بقية ما تأكله طاهر) .
وقد اثبت العلم الحديث ان القطط لديها مادة مطهرة اسمها الليزوزيم، و القطط تكره الماء وتبتعد عنه؛ لأن الماء هو موطن مثالي للبكتريا، وخصوصًا إن كان راكدًا، و القطط تحافظ على درجة حرارتها ثابتة فتبتعد عن الشمس ولا تقترب من الماء لكي لا تنتقل البكتيريا لها وهذا يعلل عدم وجود جراثيم على فراء القطط الذي تحتفظ به جاف دائماً.
وقد اظهر لنا أن النبي “عليه الصلاة و السلام” عندما اعتبر سؤر الهرة طاهر، وتوضأ به أنه أعطانا إشارة طبية إلى طهارة هذا الهر و إلا لما كان توضأ بسؤره.
فسبحان الله كيف عرف النبي (صلى الله عليه وسلم) أن الهر ليس بنجس لو لم يكن رسول الله وهو الذي لا ينطق عن الهوى. و صدق الله تعالى عندما قال في حقه: وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى