ابْتِدَاء خلق الْجِنّ
قَالَ ابو حُذَيْفَة اسحاق بن بشر الْقرشِي فِي الْمُبْتَدَأ عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ رَضِي الله عَنهُ قَالَ خلق الله تَعَالَى بني الجان قبل آدم بألفي سنة أهـ
عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ وَكَانَ الْجِنّ سكان الأَرْض وَالْمَلَائِكَة سكان السَّمَاء وهم عمارها لكل سَمَاء مَلَائِكَة وَلكُل اهل سَمَاء صَلَاة وتسبيح وَدُعَاء فَكل سَمَاء فَوق سمائهم أَشد عبَادَة وَأكْثر دُعَاء وَصَلَاة وتسبيحا من الَّذين تَحْتهم فَكَانَت الْمَلَائِكَة عمار السَّمَاء وَالْجِنّ عمار الأَرْض أهـ
.وَقَالَ بَعضهم عمروا الارض الفي سنة وَقَالَ بَعضهم اربعين سنة
وَقَالَ اسحاق قَالَ ابو روق عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ خلق الله “سوميا” ابو الْجِنّ وَهُوَ الَّذِي خلق من مارج من نَار قَالَ تبَارك وَتَعَالَى “تمن” قَالَ: “أَتَمَنَّى أَن نرى وَلَا نرى وَأَن نغيب فِي الثرى وَأَن يصير كهلنا شَابًّا” فَأعْطِي ذَلِك فهم يرَوْنَ وَلَا يرَوْنَ وَإِذا مَاتُوا غَيَّبُوا فِي الثرى وَلَا يَمُوت كهلهم حَتَّى يعود شَابًّا يَعْنِي مثل الصَّبِي يرد الى أرذل الْعُمر.
قَالَ وَخلق الله تَعَالَى آدم فَقيل لَهُ “تمن” قَالَ فتمنى الْجَبَل فَأعْطِي الْجَبَل وَقَالَ إِسْحَاق حَدثنِي جُوَيْبِر وَعُثْمَان بإسنادهما أَن الله تَعَالَى خلق الْجِنّ وَأمرهمْ بعمارة الارض فَكَانُوا يعْبدُونَ الله جلّ ثَنَاؤُهُ حَتَّى طَال بهم الأمد فعصوا الله عز وَجل وسفكوا الدِّمَاء وَكَانَ فيهم ملك يُقَال لَهُ “يُوسُف” فَقَتَلُوهُ فَأرْسل الله تَعَالَى عَلَيْهِم جندًا من الْمَلَائِكَة كَانُوا فِي السَّمَاء الدُّنْيَا وكَانَ من بين ذلك الْجند بعضًأ من الْجِنّ وفيهم إِبْلِيس وَهُوَ على أَرْبَعَة آلَاف فهبطوا فأفنوا بني الجان من الأَرْض وأجلوهم عَنْهَا وألحقوهم بجزائر الْبَحْر وَسكن إِبْلِيس والجند الَّذين كَانُوا مَعَه الأَرْض فهان عَلَيْهِم الْعَمَل وأحبوا الْمكْث فِيهَا.
عَن حبيب بن أبي ثَابت أَو غَيره أَن إِبْلِيس وَجُنُوده أَقَامُوا فِي الأَرْض قبل خلق آدم أَرْبَعِينَ سنة. عَن مُجَاهِد: قَالَ إِبْلِيس كَانَ على سُلْطَان سَمَاء الدُّنْيَا وسلطان الأَرْض وَكَانَ مَكْتُوبًا فِي الرفيع َنه سَيجْعَلُ خَليفَة فِي الأَرْض فَوجدَ ذَلِك إِبْلِيس فقرأه وَأبْصر دون الْمَلَائِكَة فَلَمَّا ذكر الله عز وَجل للْمَلَائكَة أَمر آدم عَلَيْهِ السَّلَام اخبر إِبْلِيس الْمَلَائِكَة أَن هَذَا الْخَلِيفَة الَّذِي يكون تسْجد لَهُ الْمَلَائِكَة وَأسر ابليس فِي نَفسه أَنه لن يسْجد لَهُ أبدا وَأخْبر الْمَلَائِكَة أَن الله تَعَالَى يخلف خَليفَة يسفك دِمَاء وَأَنه سيأمر الْمَلَائِكَة فيسجدون لذَلِك الْخَلِيفَة
عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ لما أَرَادَ الله عز وَجل أَن يخلق آدم قَالَ للْمَلَائكَة {إِنِّي جَاعل فِي الأَرْض خَليفَة} قَالَت الْمَلَائِكَة من باب السؤال وليس من باب الإعتراض{أَتجْعَلُ فِيهَا من يفْسد فِيهَا} وَذَلِكَ أَنهم أَحبُّوا الْمكْث فِي الأَرْض واستخفوا لِلْعِبَادَةِ فِيهَا.
قَالَ ابْن عَبَّاس لم يعلمُوا الْغَيْب لكِنهمْ اعتبروا أَعمال ولد آدم بأعمال الْجِنّ فَقَالُوا {أَتجْعَلُ فِيهَا من يفْسد فِيهَا} اه
كَمَا أفسدت الْجِنّ ويسفك الدِّمَاء كَمَا سفكت الْجِنّ وَذَلِكَ إِنَّهُم قتلوا ملكًا لَهُم يُقَال لَهُ يُوسُف.
وعن ابْن جريج قَالَ الله تَعَالَى {إِنِّي جَاعل فِي الأَرْض خَليفَة} فتكلموا يَعْنِي بِمَا هُوَ كَائِن من خلق آدم عَلَيْهِ السَّلَام وَقَالَ الله تَعَالَى لَهُم {إِنِّي أعلم مَا لَا تعلمُونَ} {وَأعلم مَا تبدون وَمَا كُنْتُم تكتمون} فَأَما الَّذين كتموا فَلَمَّا قَالَ الله تَعَالَى {إِنِّي جَاعل فِي الأَرْض خَليفَة} فَرَجَعُوا بِمَا قد سَمِعت ليخلق الله تَعَالَى رَبنَا مَا شَاءَ فوَاللَّه لَا يخلق رَبنَا خلقا إِلَّا كُنَّا أكْرم عَلَيْهِ وَأعلم مِنْهُ فَلَمَّا أسجدهم لآدَم قَالُوا هُوَ أكْرم على الله تَعَالَى منا غير أَنا أعلم مِنْهُ فَلَمَّا أنبأهم بِأَسْمَائِهِمْ علمُوا أَن آدم عَلَيْهِ السَّلَام أعلم مِنْهُم
قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ فِي ربيع الْأَبْرَار أَبُو هُرَيْرَة يرفعهُ إِن الله تَعَالَى خلق الْخلق أَرْبَعَة أَصْنَاف الْمَلَائِكَة وَالشَّيَاطِين وَالْجِنّ وَالْإِنْس ثمَّ جعل هَؤُلَاءِ عشرَة أَجزَاء فتسعة مِنْهُم الْمَلَائِكَة وجزء وَاحِد الشَّيَاطِين وَالْإِنْس وَالْجِنّ ثمَّ جعل هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة عشرَة أَجزَاء فتسعة مِنْهُم الشَّيَاطِين وَوَاحِد الْجِنّ وَالْإِنْس ثمَّ جعل الْجِنّ وَالْإِنْس عشرَة أَجزَاء فتسعة مِنْهُم الْجِنّ وَوَاحِد مِنْهُم الْإِنْس قلت فعلى هَذَا يكون نِسْبَة الْإِنْس من الْخلق كنسبة الْوَاحِد من الْألف وَنسبَة الْجِنّ من الْخلق كنسبة التِّسْعَة من الْألف وَنسبَة الشَّيَاطِين من الْخلق كنسبة التسعين من الْألف وَنسبَة الْمَلَائِكَة من الْخلق كنسبة التسْعمائَة من الْألف وَالله اعْلَم
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website