مع انتشار فيروس كورونا المستجد، تزيد الحاجة لكل ما يقوي المناعة ويعزز الصحة العامة للجسم؛ من أجل اكتساب القدرة على التصدي للفيروس ومواجهته.
وإذا لجأت إلى محرك البحث جوجل، ربما صادفت عديداً من الأطعمة الصحية التي تؤدي هذا الدور، وحتماً من بينها أطعمة تحتوي على البروبيوتيك.
فهناك كثير من الدراسات العلمية التي تؤكد دور البروبيوتيك في صحة الجهاز الهضمي والدماغ، والصحة العامة للجسم.
فلنتعرف معاً في هذا التقرير على البروبيوتيك، وكيف ينفع الأمعاء والصحة العامة للجسم.
ما هو البروبيوتيك؟
يحتوي جسم الإنسان على ملايين من الكائنات الدقيقة، خاصة في الأمعاء وعلى الجلد تسمى الميكروبيوم. تشارك هذه الكائنات في مجموعة كبيرة من وظائف الجسم، وتدعم الجهاز المناعي والجهاز الهضمي.
إذ يعيش نحو 100 تريليون من الكائنات الحية الدقيقة التي تمثل أكثر من 500 نوع مختلف، في كل أمعاء طبيعية وصحية.
يمكن أن يساعد تناول مكملات البروبيوتيك والأطعمة الغنية بالبروبيوتيك في دعم ميكروبيوم الأمعاء، ولذا فإنه يساعد في تحسين الصحة العامة للجسم.
والبروبيوتيك هو بكتيريا طبيعية توجد في الأطعمة المخمرة مثل الزبادي، والكِفير، ومخللات الملفوف، كما توجد كذلك في صورة مكملات غذائية.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
فوائد البروبيوتيك
عند تناول البروبيوتيك، فإنك تعزز وجوده ميكروبيوم الأمعاء وتضيف كائنات مفيدة إلى أمعائك
– يفيد صحة الأمعاء
يشتهر البروبيوتيك بتأثيره الإيجابي على صحة الأمعاء، فهو يتحكم في مشاكل الجهاز الهضمي التي تحدث نتيجة تناول المضادات الحيوية. ويقلل من وجود البكتيريا الضارة غير المرغوب فيها بالأمعاء.
يفيد البروبيوتيك في منع الإسهال الناجم عن تناول المضادات الحيوية وتقليل شدته، وغيره من الأنواع.
وفي مراجعة علمية نُشرت عام 2013 بدورية “التطورات العلاجية في أمراض الجهاز الهضمي” العلمية، بعنوان “آثار البروبيوتيك على الميكروبات المعوية”، وجد الباحثون أن البروبيوتيك قد يستعيد تكوين الميكروبات المعوية ويدعمها، مما يساعد على تحسين أو الوقاية من التهاب الأمعاء.
وفي دراسة حديثة نُشرت في بدايات العام 2020 بمجلة “Frontiers” بعنوان “كيف يؤثر البروبيوتيك على الميكروبات؟”، وجد الباحثون أن تعديل الكائنات الحية الدقيقة باستخدام البروبيوتيك أو الميكروبات المفيدة من الجيل التالي يشكل منظوراً مستقبلياً لتطوير أدوات غذائية أو صيدلانية للحفاظ على الصحة العامة.
– يتحكم في الوزن
قد تلعب تلك الكائنات الدقيقة دوراً إيجابياً في الحفاظ على الوزن، وذلك لأنها تدعم ميكروبيوم الأمعاء الذي يشارك في عملية الهضم، وإنتاج الطاقة وتخزينها، وكذلك تنظيم الشهية.
خلال دراسة لمدة 3 أشهر، فقدت النساء اللواتي تناولن البروبيوتيك وزناً أكبر بنسبة 50% مقارنةً بالمجموعة التي تناولت دواءً وهمياً. كما استمررن في فقدان الوزن خلال مرحلة الحفاظ على الوزن من الدراسة.
وأظهرت عديد من الدراسات أن ميكروبيوم الأفراد البدناء يختلف عن ميكروبيوم النحفاء.
من المثير للاهتمام، أنه عندما يتلقى الشخص البدين عملية زرع براز للبكتيريا الخالية من الدهون، فإنه يفقد الوزن والدهون في الجسم.
وقد يكون السبب متعلقاً بكيفية مساعدة الميكروبيوم لتحليل الطعام، كما أن بعض أنواع البروبيوتيك تمنع امتصاص الدهون الغذائية، مما يزيد من كمية الدهون في البراز.
كما أن بعض البكتيريا أفضل في استخراج الطاقة من الغذاء من غيرها، لذا، إذا كان لديك مزيد من هذه السلالات البكتيرية المرغوبة في أمعائك، فيمكنك أن تأكل كمية الطعام ذاتها التي يتناولها غيرك، وتحولها إلى طاقة، في حين يحولها الآخرون إلى دهون.
– يساعد على عملية الهضم الصحي
يساعد ميكروبيوم الأمعاء على هضم الكربوهيدرات الغنية بالألياف، ففي أثناء تفكك تلك الكربوهيدرات، ينتج الميكروبيوم أحماضاً دهنية قصيرة السلسلة تعمل كوقود للخلايا التي تبطن وتقوّي حاجز الأمعاء.
وهناك أنواع معينة من البروبيوتيك من سلالات البيفيدوباكتيريوم واللاكتوباسيلوس قد حسَّنت الأعراض لدى الأشخاص المصابين بالتهاب القولون التقرحي الخفيف.
وقد تكون للبروبيوتيك فوائد لاضطرابات الأمعاء الأخرى، إذ تشير الأبحاث المبكرة إلى أنه قد يساعد في علاج أعراض متلازمة القولون العصبي.
– يدعم صحة البشرة
كما ذكرنا في البداية، فإن وجود الميكروبيوم لا يقتصر فقط على الأمعاء، وإنما يوجد على الجلد أيضاً. ولأن البروبيوتيك يدعم الميكروبيوم، فمن ثم فإن له فوائد خاصة بالبشرة.
تُظهر الأبحاث أن الميكروبيوم ينتج مواد مضادة للميكروبات تحارب مسببات الأمراض الجلدية الضارة.
يمكن أن يساعد البروبيوتيك في معالجة مشاكل مثل الإكزيما وحَب الشباب والتهاب الحساسية وفرط الحساسية، بالإضافة إلى تعزيز التئام الجروح والمساعدة في مكافحة تلف الجلد.
وجدت إحدى الدراسات أن أعراض الإكزيما تحسنت عند الرُّضع الذين تغذوا على الحليب المحتوي على مكمل البروبيوتيك، مقارنة بالرضع الذين تغذوا على الحليب من دون البروبيوتيك.
وفي دراسة أخرى، كان أطفال النساء اللاتي تناولن البروبيوتيك في أثناء الحمل، أقل بنسبة 83% من خطر الإصابة بالإكزيما في أول عامين من العمر.
ومع ذلك، فإن العلاقة بين البروبيوتيك وانخفاض شدة الإكزيما لا تزال ضعيفة، ويتعين إجراء مزيد من الأبحاث.
– يعزز الجهاز المناعي
قد يساعد تناول البروبيوتيك تعزيز جهاز المناعة ويمنع نمو بكتيريا الأمعاء الضارة، فقد ثبت أن بعض البروبيوتيك تعزز إنتاج الأجسام المضادة الطبيعية في الجسم.
ووجدت مراجعة كبيرة أنَّ تناول البروبيوتيك قلل من احتمالية ومدة التهابات الجهاز التنفسي، كما وجدت دراسة أخرى شملت أكثر من 570 طفلاً، أنَّ تناول إحدى سلالات البروبيوتيك قلل من تكرار وشدة التهابات الجهاز التنفسي بنسبة 17%.
– يحسّن الحالة المزاجية
إضافةً لذلك، وجدت عديد من الدراسات أن البروبيوتيك يقلل من استجابة الإجهاد في الجسم والذي يؤثر على الوظيفة الإدراكية.
الآليات معقدة، ولكن البكتيريا الجيدة في القناة الهضمية قادرة على إنتاج ناقلات عصبية تعمل على استقرار الحالة المزاجية، مثل السيروتونين والدوبامين.
كما وجدت الدراسات الحيوانية والبشرية أن مكملات البروبيوتيك يمكن أن تحسّن بعض اضطرابات الصحة العقلية.
كما تتبعت إحدى الدراسات 70 شخصاً لمدة 6 أسابيع. أولئك الذين استهلكوا 100 غرام من اللبن الزبادي بروبيوتيك يومياً أو تناولوا كبسولة بروبيوتيك يومياً، شهدوا تحسناً في الصحة العامة والاكتئاب والقلق والتوتر.
– يدعم صحة القلب
وجدت دراسة علمية أنَّ تناول مكملات بعض سلالات البروبيوتيك يمكن أن يؤثر بشكل كبير وإيجابي على مستويات الكوليسترول الكلية عن طريق تحطيم الصفراء بالأمعاء، مما يمنع امتصاصها في الدم على شكل كوليسترول.
وقد وجدت مراجعة لخمس دراسات أنَّ تناول اللبن الزبادي لمدة 2-8 أسابيع يقلل من الكوليسترول الكلي بنسبة 4%، والكوليسترول الضار بنسبة 5%.
كما يفيد استهلاك البروبيوتيك كلاً من ضغط الدم الانقباضي والانبساطي مثل تناول نظام غذائي قليل الملح، وهذا ما خلصت إليه مراجعة لـ9 دراسات.
من ينبغي أن يتناول البروبيوتيك؟
يعتبر البروبيوتيك عموماً آمناً لتناوله إذا كنت بصحة جيدة، ولكن إذا كان لديك مرض خطير أو جهاز مناعة ضعيف، فستحتاج أولاً إلى الحصول على الإذن من طبيبك.
هناك كثير من السلالات البكتيرية المختلفة التي تندرج تحت فئة البروبيوتيك، وترتبط كل سلالة بفوائد مختلفة، فمنها ما يفيد الصحة العامة، ومنها ما يدعم صحة القلب، وهناك ما يُستخدم للحفاظ على الوزن، وآخر لتحسين المزاج.
كذلك يمكن أن تتناول المرأة التي تعاني من الالتهابات المهبلية المستمرة، البروبيوتيك للحد من الالتهابات، لأن معظم الالتهابات المهبلية تحدث عندما يفوق عدد البكتيريا السيئة داخل المهبل تلك الجيدة.
المصدر: عربي بوست.