Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
العلاج بالأكسجين عالي الضغط من بين عدد من الطرق العلاجية غير التقليدية التي أثبتت فاعليتها في حالات وأمراض معينة بدرجات متفاوتة، وتعتمد هذه التقنية على تعريض المريض لاستنشاق الأكسجين النقي بنسبة 100%، بالتزامن مع وضعه تحت ضغط جوي يعادل ثلاثة أضعاف الضغط الجوي الطبيعي، مما يساعد في علاج عدد من الأمراض وتحسين الحالة العلاجية لأمراض أخرى.
تاريخ العلاج بالأكسجين عالي الضغط
فهذه التقنية العلاجية القديمة التي تم استحداثها، كان أول من بادر إلى الاستنجاد بها طبيب بريطاني يسمي Henshaw عام 1662، إذ أخضع مرضاه لجلسات استنشاق الهواء المضغوط بوضعهم داخل حجرة خاصة كانت تُسمّى Domicilium،
إلا أن هذه التقنية بقيت في الظلّ لحين عودة الاهتمام بها من قِبل الطبيبين الفرنسيين Junod عام 1834 وTabarie عام 1840. لذلك، انتشرت الأنباء منذ القرن التاسع عشر حول منافع “حمامات استنشاق الأكسجين المضغوط”، في حل مشكلات سوء التغذية وانتفاخ الرئة والتهاب القصبات الهوائية ولين العظام.
هذا ما شجَّع الجراح الفرنسي Fontaine على بناء غرفة عمليات مضبوطة بالهواء المضغوط عام 1879.
ولكن من أضفى على تاريخ المعالجة بضغط الأكسجين العالي ميزات ولمسات خاصة، كان الفيزيائي الفرنسي Paul Bert الذي أثنى في كتابه الشهير “الضغط الجوي”، الصادر عام 1878، على الآثار العلاجية المفيدة للأكسجين، خاصة عندما يُستنشق بنسبة 60% مع مؤشر 1 ata على نطاق قياس ضغط الهواء.
الأمراض التي يمكن استخدام الأكسجين عالي الضغط في علاجها
حديثاً بدأ العالَم الالتفات إلى هذه التقنية كعلاج فعال للإصابات الشائعة لدى الغواصين كعلاج داء تخفيف الضغط decompression sickness والانصمام الغازي الشرياني، وكذلك في علاج التسمم بأحادي أكسيد الكربون.
ثم تطوَّر الأمر إلى أن أثبتت غرف العلاج بالأكسجين عالي الضغط فاعليتها في عدة حالات لا علاقة لها بالغوص، فقد أقرَّته الجمعية الطبية الأمريكية للعلاج بالأكسجين تحت الضغط في اجتماعها سنة 1976 كعلاج أساسي ووحيد للأمراض التالية:
التسمم بغاز أول أكسيد الكربون، ومرض الفقاقيع الهوائية داخل الدورة الدموية والتي تحدث أثناء عمليات القلب المفتوح والمناظير الجراحية، وأمراض الغطس، وعلاج تسوس العظام.
وكذلك أقرته علاجاً مساعداً ومكملاً في الحالات التالية: الجروح والقرح المزمنة وغير الملتئمة، والقدم السكري، والغرغرينا، وضيق وتصلب الشرايين الطرفية، والتهاب العظام النكروزي ما بعد العلاج بالإشعاع، والحروق غير الكهربائية بجميع أنواعها، وعمليات ترقيع الجلد، وقصور الدورة الدموية بالأطراف، وحالات الحوادث التي تؤدي إلى فقدان الدم وتهتك الأنسجة.
وتجتمع هذه الجمعية كل ثلاث سنوات؛ لإقرار أمراض جديدة يتم علاجها بالأكسجين تحت الضغط بعد إجراء البحوث اللازمة.
كيفية تلقي جلسة العلاج بالأكسجين عالي الضغط
يتم تقديم العلاج بالأكسجين عالي الضغط عادةً في غرفة كبيرة مستطيلة يصل الضغط بها إلى ثلاثة أضعاف ضغط الهواء العادي. وفي أثناء الوجود بالغرفة، ستتلقى أكسجيناً بنسبة 100%، من خلال غطاء خفيف الوزن.
تستمر جلسات العلاج بالأكسجين عالي الضغط لمدة تتراوح بين 45 و90 دقيقة، وأحياناً تكون الغرفة مجهزة بنظام ترفيهي لجعل علاجك باعثاً على الاسترخاء، ويشعر المريض أثناء وجوده داخل الغرفة بأن الضغط الواقع على جسمه طبيعي، لأنه في الواقع يكون متساوياً ومضاداً في الاتجاه فالمحصلة تصبح صفراً، كما أنه لا يشعر بالأكسجين الزائد على احتياجه، حيث إن زيادته في الدورة الدموية تعمل على انقباض الأوعية الدموية في الأعضاء السليمة، وبذلك يقلل من كمية الأكسجين الكبيرة الواصلة لهذه الأعضاء، ويكون بمثابة حماية طبيعية للأعضاء السليمة فلا تتأثر. لكن عندما يصل الأكسجين بكمية كافية في الأجزاء المصابة، يعمل على توسيع الأوعية الدموية الدقيقة فيها، وبذلك يعمل على حيويتها مرة أخرى.
ويتوقف عدد جلسات العلاج التي ستتلقاها على حالتك، فقد يلزم بعض الأشخاص جلستين أو ثلاث جلسات لعلاج حالاتٍ مثل التسمم بأول أكسيد الكربون، أو حتى 40 جلسة لعلاج الجروح غير الملتئمة.
يعمل أطباء التطبيب بالضغط العالي مع الخبراء في العديد من التخصصات الأخرى، ومن ضمنها طب الأوعية الدموية، وطب علاج الأورام بالأشعة، وتخصصات الترميم الجراحي، فيتعاون هذا الفريق متعدد التخصصات المكون من الخبراء المتخصصين، في تقديم الرعاية إليك.
الآثار الجانبية للعلاج بالأكسجين عالي الضغط
تُعد المعالجة بحجرة الأكسجين عالي الضغط آمنة بنسبة كبيرة، ولكن يحاول الأطباء تجنب استخدامها عند المرضى الذين يعانون من أيٍّ مما يلي:
اضطرابات الرئة المزمنة، واضطرابات الجيوب أو نزلات البرد، والحالات الشديدة من أمراض القلب، والاضطرابات الاختلاجية، ورهاب الأماكن المغلقة، وجراحة صدر تم إجراؤها مؤخراً، وجراحة أذن تم إجراؤها مؤخراً، أو إصابة أذنية حدثت مؤخراً، والحمى.
وعادةً ما ينبغي تجنُّب المعالجة بحجرة الأكسجين عالي الضغط خلال فترة الحمل، بسبب الآثار الضارة المحتملة للتراكيز العالية من الأكسجين على الجنين.
المصدر: عربي بوست.