هل أنتَ من الأشخاص الذين يشعرون باليأس والحزن والتعب بمجرد استيقاظهم صباحاً؟ ومع مرور اليوم تتلاشى جميع هذه المشاعر لتعاود الظهور مجدداً في صباح اليوم التالي؟ إنه ما يسمى “الاكتئاب الصباحي” الذي يعاني منه العديد من الناس حول العالم.
ما هو الاكتئاب الصباحي؟
عادة ما يشعر الأشخاص الذين يعانون من تغير مزاجي نهاري بأعراض الاكتئاب بشكل كبير في الصباح، ويلاحظون تحسناً تدريجياً مع مرور اليوم، وفقاً لما ذكره موقع Very Well Mind.
وقد يشعر الأشخاص المصابون بالاكتئاب بعدم وجود سبب واضح لتغيرات الحالة المزاجية التي يمرون بها في أوقات معينة من اليوم، وعلى عكس الأشخاص الذين لا يعانون من الاكتئاب، فقد يشعرون أنهم غير قادرين على التحكم في التغييرات.
أسباب الاكتئاب الصباحي
لم يحدد الأطباء حتى الآن السبب الرئيسي للاكتئاب الصباحي، لكن هناك أسباباً مُختلفة لحدوث الاكتئاب، وقد تؤثر العوامل الهرمونية أيضاً على نوعية الأعراض، وهذه الأسباب وفقاً لما ذكره موقع Medical News Today هي:
ساعة الجسم البيولوجيّة
قد يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب الصباحي من ارتفاعات وانخفاضات متغيرة بالإيقاع اليومي أكثر من معظم الناس، نظراً لأن الاكتئاب الصباحي يحدث في نفس الوقت تقريباً كل يوم، إضافة إلى الشعور بالنعاس الشديد في ساعات المساء والشعور بالانتباه الشديد صباحاً، ولذلك اقترح الأطباء أن اختلالات إيقاع الساعة البيولوجية للشخص قد تكون عاملاً وراء المرض.
وإيقاع الساعة البيولوجية أو ساعة الجسم، هي عملية تشير إلى دورة النوم والاستيقاظ.
التغيرات الهرمونية
ومن بين الأمور الأخرى، التغيرات الهرمونية التي تحدث على مدار اليوم، والتي تعتبر سبباً وراء الاكتئاب الصباحي.
ووفقاً لمجلة BJP البريطانية لعلم الأدوية فإنه عندما يحل الظلام ينتج الجسم الميلاتونين وهو هرمون يجعل الشخص يشعر بالنعاس الشديد، كما يلعب هرمون الكورتيزول دوراً في الاستجابة للتوتر والاكتئاب صباحاً.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
كما تشير المجلة إلى أن الاختلالات في ساعة الجسم الداخلية للشخص وكمية النوم والتعرض للضوء يمكن أن تؤدي إلى تغيرات في الحالة المزاجية للأشخاص.
أسباب الاكتئاب الأخرى
ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC فإن هناك عوامل أخرى قد تساهم في الاكتئاب الصباحي، مثل:
- التاريخ العائلي مع مرض الاكتئاب
- مشكلة طبيّة مثل السرطان
- استخدام الكحول أو بعض العقاقير التي تحتوي على الكحول
- الأدوية
- أحداث الحياة مثل الطلاق أو الحزن
- الصدمات
أعراض الاكتئاب الصباحي
غالباً ما يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب الصباحي من أعراض حادة في الصباح، مثل الشعور بالحزن والكآبة، وقد تشمل الأعراض الأخرى وفقاً لما ذكره موقع Health Line الطبي:
- صعوبة الاستيقاظ والنهوض من الفراش في الصباح
- نقص شديد في الطاقة عند بداية اليوم
- صعوبة مواجهة المهام البسيطة مثل الاستحمام أو صنع القهوة
- تأخر الأداء الجسدي أو المعرفي
- قلة الانتباه أو قلة التركيز
- الانفعالات الشديدة أو الإحباط
- عدم الاهتمام بالأنشطة التي كانت ممتعة في يوم من الأيام
- مشاعر الفراغ
- تغيرات في الشهية (عادة تناول أكثر أو أقل من المعتاد)
- فرط النوم (النوم لفترة أطول من المعتاد)
طرق علاج الاكتئاب الصباحي
فيما يلي بعض العلاجات التي يمكن أن تساعد في تخفيف الاكتئاب الصباحي:
العلاج النفسي
يمكن أن يساعد العلاج النفسي الشخص المصاب بالاكتئاب الصباحي في التعرف على أنماط التفكير السلبية وتعلم السلوكيات الإيجابية.
ممارسة الرياضة
يمكن أن تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، خاصة في الهواء الطلق، في تقليل أعراض الاكتئاب الخفيفة إلى المتوسطة، كما يمكن أن تكون ممارسة الرياضة مفيدة بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من اكتئاب الصباح، لأنها قد تقلل من الأرق وتضمن الكثير من التعرض للضوء الطبيعي.
لذلك ننصحك بقضاء ساعتين على الأقل أثناء المشي بشكل يومي.
الأدوية
من بين تلك الأدوية التي يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض اكتئاب الصباح، مضادات الاكتئاب، مثبتات المزاج، ومضادات الذهان، لكننا ننصحك بأخذ استشارة طبيبك قبل الحصول على أي دواء.
التعايش مع الاكتئاب الصباحي
يمكن أن تكون العلاجات الطبية وسيلة فعالة في علاج الاكتئاب الصباحي، لكن عادات نمط الحياة يمكنها أن تساعد أيضاً، مثل:
تحسين عادات النوم: هناك روابط قوية بين النوم والاكتئاب، إذ يساعد تحسين أنماط النوم في إدارة الاكتئاب، من خلال تعتيم غرفة النوم، والحفاظ على درجة الحرارة باردة في الغرفة، والتأكد من أن السرير مريح، وتخفيف الضوضاء.
احصل على قسط كافٍ من الراحة: الذهاب للنوم والاستيقاظ في نفس الأوقات، ومحاولة النوم على الأقل 7 ساعات يومياً بإمكانها تحسين الأعراض.
استعد لصباح اليوم التالي في المساء: إن إعداد الملابس والأشياء للعمل أو المدرسة، وتجهيز وجبات الغداء مسبقاً، يمكن أن تجعل الصباح أسهل للأشخاص الذين لديهم القليل من الحافز أو الطاقة عندما يستيقظون.
المصدر: عربي بوست.