الجلد القماشي الرقيق هو حالة جلدية يبدو فيها الجزء المصاب في الجسم مُجعداً ومُكرمشاً كما لو أنه ورق الكريب، المعروف في تصميم الأشغال اليدوية. ويبدو الجلد في هذه الحالة مُجعداً ورخواً ورقيقاً، وذلك في مناطق مثل أسفل العينين أو منطقة الكوع والركبتين والكعبين والعُنُق والذراعين الداخليين.
وبينما يُشبه جلد الكريب التجاعيد الشائعة التي نعرفها جميعاً من نواحٍ كثيرة، تميل الحالة إلى التأثير على مناطق أكبر في حالة الجلد الكريب، ويشعر المصاب أن هذا الجلد أكثر هشاشة ونحافة بشكل ملحوظ عن أي منطقة أخرى في الجسم، وقد تبدو من خلاله العروق والشرايين الموجودة داخل الجسم، كما يختلف لونه عن المنطقة المحيطة.
الفارق بين جلد الكريب والتجاعيد المعروفة
يوضح موقع Mind Body Green للعناية والجمال، أنه في حين أن جلد الكريب يشبه التجاعيد من نواحٍ كثيرة (إذ يميل كلاهما إلى الحدوث مع ترقق بشرتنا وترهلها)، إلا أنه يختلف قليلاً عن متوسط الخطوط الدقيقة.
أولاً: يؤثر جلد كريبي على المناطق الكبيرة المعرضة للشمس، في حين أن التجاعيد يمكن أن تظهر في الشقوق المستهدفة التي تتكرر فيها الحركات باستمرار، مثل تجاعيد الابتسام حول الفم والعينين.
وتتميز التجاعيد أيضاً بالخطوط الدقيقة أو الغائرة عما حولها، في حين أن الجلد الكريب يتركز أكثر حول ملمس الجلد الهش الورقي وتهدُّله، رغم أن كلا الحالتين يمكن أن تظهر في نفس المنطقة.
ورغم أن التجاعيد هي علامة حتمية للشيخوخة، فإن التقدم في السن ليس السبب الأول لجلد الكريب. وتقول أخصائية الأمراض الجلدية إيمي روس، لـMind Body Green: “تبدو بشرة الكريب رفيعة وهشة، ومترهلة، ومتجعّدة، ولكنها ليست مرتبطة بالضرورة بالشيخوخة”.
وبدلاً من ذلك، يتأثر المظهر الرقيق لجلد الكريب بنقص الترطيب وتناقص معدل دوران الخلايا، وهي العمليات التي تتأثر بالشيخوخة، نعم، ولكنها أيضاً متعلقة بالتأثيرات البيئية.
أسباب جلد الكريب الأكثر شيوعاً
تُعد أشعة الشمس هي السبب الأكثر شيوعاً للتسبب في حدوث جلد الكريب، لكنها بالطبع ليست السبب الوحيد لهذه المشكلة الجلدية المزعجة.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وبحسب موقع Healthline الصحي، يمكن أن ينتج جلد الكريب نتيجة شيخوخة الجلد أو قلة الرطوبة أو فقدان الوزن المفرط، أو أي مزيج من هذه العوامل مجتمعة في آنٍ واحد، بالإضافة للعوامل الجينية الوراثية أيضاً.
وتعمل الأشعة فوق البنفسجية في أشعة الشمس على تكسير الكولاجين والإيلاستين في البشرة، وهي العناصر التي تعمل على إبقاء الجلد مشدوداً وخالياً من التجاعيد.
وبمجرد أن تتحلل هذه الألياف والعناصر بسبب الأشعة أو عوامل الشيخوخة وقلة الرطوبة، يمكن أن يرتخي الجلد ويصبح رقيقاً ويتجعَّد مثل الورق الكريب.
العمر هو أيضاً عامل مهم في حدوث هذه الظاهرة؛ وذلك لأن الجلد ينتج كمية أقل من الكولاجين والإيلاستين -الألياف التي تساعد البشرة أيضاً على أن تبدو ناعمة ومرنة- كلما تقدمت في السن.
بالإضافة لما سبق، يؤثر التلوث والإجهاد وتدخين السجائر أيضاً على البشرة على مدى الحياة، ويمكن أن تُسهم هذه العوامل في ظهور علامات ظاهرة للشيخوخة وعلامات جلد الكريب الهش.
ومع التقدم في السن، تنتج البشرة دهوناً أقل مما كانت عليه عندما كنت أصغر سناً، وفي الطبيعي تخلق هذه الزيوت حاجزاً دهنياً مهماً لحماية البشرة والمساعدة على حبس الرطوبة في الجلد.
وأخيراً، يشير موقع Healthline أن التغيرات الهرمونية أيضاً يمكن أن تؤدي إلى جفاف الجلد وتقليل إنتاج الزيوت الطبيعية في الجلد بشكل عام، ويمكن أن يسبب الجفاف لأي سبب من الأسباب جلد الكريب.
أما إذا كنت تعاني من جلد الكريب بشكل متقاطع وغير ثابت في بعض الأيام أو المواسم، فعلى الأغلب يكون السبب في حدوثه هو قلة الترطيب والتعرض للشمس بصورة مكثّفة.
طرق علاج جلد الكريب وفقاً للدرجة والأسباب
هناك العديد من العلاجات المختلفة لجلد الكريب، اعتماداً على مدى شدة الحالة وأسبابها، ومكان حدوثها في الجسم.
ويمكن للأشخاص الذين يعانون من هذا العرض الجلدي استشارة الطبيب الجلدي المختص قبل الشروع في تجربة وسائل العلاج، لاختيار المسار الأمثل في القضاء على المشكلة.
وفي العادة تكون الخيارات التالية هي السبيل من أجل التخلص من جلد الكريب، بحسب موقع Medical News Today المهتم بالصحة والجسم:
1- الكريمات والمراهم التجارية
تحتوي العديد من المنتجات التي لا تستلزم وصفة طبية على الريتينول، وهو أحد أعضاء عائلة فيتامين “أ” المفيد لعلاج هذه الحالة الجلدية.
وتحتوي المنتجات الأخرى على أحماض ألفا هيدروكسي، بما في ذلك حمض الجليكوليك، وحمض اللبنيك، وحمض الماليك، وحمض الستريك، وحمض الطرطريك الضرورية لصحة الجلد ومرونته.
ومن المهم استخدام هذه المنتجات حسب التوجيهات، والتوقف عن استخدامها في حالة المعاناة من أي أثر جانبي غير طبيعي، مثل الشعور بالحرقة أو الاحمرار.
كما ينبغي على الأشخاص إمهال تلك المستحضرات بعض الوقت لكي تعمل وتأتي بالنتيجة المرجوة، لأنها في العادة تستغرق أشهراً من المداومة على الاستعمال لكي تُحدِث أي تغيير ملحوظ.
2- الوصفات الطبية
عند استشارة الطبيب الجلدي المتخصص قد يصف للمريض مستحضرات طبية معنية بعلاج مشكلة جلد الكريب، والمساعدة في معرفة الأسباب ومحاولة معالجتها.
وعلى الأغلب ينصح طبيب الجلدية في هذه الحالة بالريتينوين، وهو كريم طبي موضعي يمكن لأي شخص وضعه مباشرة على منطقة الجلد الهشّ.
كما أنه جزء من عائلة فيتامين “أ” التي غالباً ما تُستخدم على الوجه لحماية البشرة من التعرض للأشعة فوق البنفسجية الضارة.
قد تحتوي العلاجات الموضعية الأخرى على فيتامين سي المستقر لإعادة صحة الجلد وتعزيز مقاومته لأعراض الشيخوخة المبكرة والتقدم في السن، بحسب Medical News Today.
ترددات الراديوية والموجات فوق الصوتية
قد يستخدم أطباء الأمراض الجلدية جهاز الترددات الراديوية أو الموجات فوق الصوتية أو جهاز الضوء النبضي، المعروف غالباً باسم العلاج بالليزر، للمساعدة في علاج جلد الكريب من الداخل والخارج.
ويقوم الجهاز بتسخين مناطق صغيرة من الجلد، ما يضخ الطاقة في عمق الجلد، ويساعد هذا الإجراء على إعادة تشكيل الكولاجين ويجعل الجلد مشدوداً نتيجة لذلك.
ومع ذلك، لا تستجيب مناطق الجلد المرتبطة بالعضلات، مثل الجزء العلوي من الذراع لهذا النوع من العلاج كما تفعل مناطق أخرى، مثل الوجه والرقبة.
واعتاد هذا العلاج أن يكون مؤلماً ومتطلباً للتخدير، لكن بمرور الوقت تطورت التكنولوجيا وأصبح بإمكان الناس الآن الحصول على العلاج مباشرة دون تخدير.
المصدر: عربي بوست.