لماذا علينا أن نتوقف عن تناول الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين؟ يقول الأطباء أن البعض يعاني من الحساسية أو عدم القدرة على هضم هذه المادة، وغالباً ما يكون الحديث عن الإصابة بالاضطرابات الهضمية، التي يعاني منها 1% من المجتمع الفرنسي.
على الجانب الآخر، تقول النسخة الفرنسية لـ “هافينغتون بوست” أن 5 ملايين فرنسي قرروا اعتماد الطعام منزوع الغلوتين لتقليل الوزن والرشاقة بعيداً عن الأسباب الطبية!
في البداية، لا بد من تعريف الغلوتين؛ فهو بروتين طبيعي موجود في القمح والأعلاف والشعير، يفيد في إعطاء المرونة والنسيج للخميرة. ويوجد الغلوتين في الخبز والمعجنات والحلويات، إلى جانب بعض المواد الغذائية المصنعة كالشيبس والصلصة.
مجلة “60 Le mensuel 60 millions de consommateurs مليون مستهلك” الفرنسية، قارنت بين مكونات المنتجات العادية والمنتجات منزوعة الغلوتين، لمعرفة ما إذا كانت هذه المواد – التي تباع غالباً إلى جانب المنتجات الصحية والطبيعية -، مفيدة مثلما يعتقد المستهلكون.
أقل أليافاً وبروتينات
لإعداد الخبز أو المعجنات الخالية من الغلوتين، لا يكفي فقط نزع هذا البروتين. إذ يجد المصنعون أنفسهم مضطرين لإضافة أمزجة ومسمكات لعجن الخميرة، وهي إضافات تسمح بتمديد قائمة المركبات بشكل معتبر، وهكذا اكتشفت المجلة أن بين خميرة تقليدية مكسرة، وأخرى منزوعة الغلوتين، تتم إضافة 9 مركبات على الأقل، على غرار السكر والكحول وصمغ الزنتان والمحمضات.
ولإزالة الغلوتين من الأغذية نتائج سلبية، ففي الحلويات والبيتزا والخبز الأبيض التي أجرت المجلة الدراسة عليهم، تبين أنها تحتوي على نسبة أقل من البروتينات والألياف، مقارنةً بما هو موجود في المنتجات التقليدية.
فعلى سبيل المثال، يوجد في كيس الخبز الأبيض العادي حوالي 8.3 غرام من البروتينات، مقابل 2.6 غرام من البروتينات في الخبز الأبيض منزوع الغلوتين.
النزع الكلي للغلوتين ضرورة حتمية بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض الاضطرابات الهضمية. لكن هل هو مفيد بالنسبة للأشخاص الأصحاء؟
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
الحساسية للغلوتين نادرة جدا
الحساسية من الغلوتين مرض نادر جداً، والأشخاص الذين يعانون منه يستطيعون تشخيص الداء بسهولة، لأن رد الفعل المرضي، يتم بشكل فوري بعد ابتلاع مادة تحتوي على الغلوتين.
وتظهر أعراضه، من خلال مشاكل تنفسية أو هضمية، ويمكن أن تتسبب في القيء أو انتفاخ بعض الأعضاء.
تشخيص حساسية الغلوتين صعب
تصنف الحساسية من الغلوتين كمرض اضطرابات هضمي، وهو مرض يمكن أن يظهر في أي وقت من حياة الإنسان، ويمتاز عادةً بصعوبة تشخيصه لكون الأعراض متعددة.
الاضطراب الهضمي يدمر تدريجياً جدار الأمعاء الدقيقة، ويمكن أن يسبب نتائج خطيرة إذا لم يتبع المريض نظاماً غذائياً خالياً من الغلوتين مدى الحياة.
هجر الغلوتين دون أسباب.. ممنوع!
قبل الإقلاع عن الغلوتين، يجب الخضوع أولاً لعدة اختبارات طبية، تبدأ بفحص الدم، وفحص نسبة الأجسام المضادة، ونسب مادة الغلوتامين (IGA)، وإذا كانت مرتفعة يجب إجراء فحص بالأشعة وتحليل عينة من جدار الأمعاء الدقيقة.
وإذا قام المريض بمقاطعة الغلوتين قبل الخضوع لهذه الاختبارات، سيكون من المستحيل تشخيص المرض.
الحساسية المفرطة لم تدرس بالشكل الكافي
الحساسية المفرطة للغلوتين لا تزال مادة نقاش في الأوساط العلمية، والذين يعانون من الحساسية الفائقة هم الأشخاص الذين خضعوا لاختبارات بعدما ظهرت عليهم أعراض الاضطرابات الهضمية، دون أن يكتشف الأطباء وجود الأجسام المضادة التي تميز عدم القابلية للغلوتين.
من جهة أخرى، فإن ردة فعلهم تجاه الغلوتين تكون أكثر سرعة من ذوي عدم القابلية.
قليلة هي الدراسات العلمية التي اهتمت بالحساسية المفرطة أو الفائقة للغلوتين إلى غاية اليوم، فلا تتسرع باتخاذ قرار مقاطعة الغلوتين.
المصدر: عربي بوست.