قد تسمع شخصاً يقول: “لم أستطع النوم ليلة البارحة في الفراش الجديد”، أو “لم أحظَ بليلة نوم جيدة لأنني في مكان غير غرفتي”، أو ربما تمرّ بذلك شخصياً.
وفي هذا السياق، أجرى ماساكوتاماكي، أستاذ علم النفس في جامعة براون بالولايات المتحدة الأميركية، تجربة تَمثَّل هدفها في توضيح بعض العوامل التي تُسبب اضطرابات في النوم عند تغيير المكان، وتوصَّل إلى أن أحد نصفي المخ يبقى مستيقظاً عندما نحاول الخلود إلى النوم خارج بيئة النوم المعتادة، بحسب ما نقلته مجلة Muyinteresante الإسبانية.
في الواقع، ننام بعمق أقل من المعتاد، خلال قضاء أول ليلة خارج البيت، لأن الأصوات، والروائح، وغيرها من العوامل المحيطة بنا غير معتادة، ما يسبب ارتفاع نشاط حالة اليقظة، والتي بزيادتها تمنع حدوث النوم، وهو ما يحدث أيضاً لباقي الكائنات الحية الأخرى.
وقد تمت ملاحظة هذه الظاهرة خلال الدراسة التي أجراها الدكتور تاماكي؛ وذلك عبر استخدام تقنيات عصبية، وقد أثبتت هذه التقنيات أن الأنماط الفسيولوجية لنصفي الدماغ قد كانت مختلفة خلال هذه التجارب.
من جانبها، قالت الطبيبة ميليسا مور، خبيرة النوم في مستشفى فيلادلفيا الأميركية للأطفال، في حديثها مع مجلة Condé Nast Traeller الأميركية: “يقل استغراق أحد النصفين الدماغيين في النوم عن النصف الآخر في أول ليلةٍ يقضيها المرء في بيئةٍ جديدة، وقد يُسبب هذا الاختلاف في قدر النوم الذي يحصل عليه كل نصفٍ دماغي صعوبةً في الاستغراق في النوم”.
إذ يبقى النصف الأيسر للمخ في حالة اليقظة طوال الوقت الذي تحاول النوم فيه تقريباً، على الرغم من أن النصف الأيمن للمخ يقول للأيسر بأن يتوقف عن القلق ويدعك تغفو. ولحسن الحظ، فإن عدم اتفاق نصفي المخ يحدث على الأغلب في أول ليلة فقط، وهذا يعني أنه بعد ليلة نومٍ مضطربة ستتمكَّن من النوم في اليوم التالي بسهولة أكبر.
وعموماً، لا داعي للقلق، فهناك بعض الحلول للنوم بشكل أسرع خارج البيت، ومنها:
– اجعل الغُرفة مُشابهةً لغرفة نومك في المنزل قدر المستطاع.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
– اصطحب شيئاً تعتاد عليه من غرفتك القديمة حتى يصبح الأمر مألوفاً بعض الشيء، مثل اصطحاب الصغار لدميتهم أو وسادتهم معهم.
– ابقَ مستيقظاً في الصباح عند وصولك للغرفة الجديدة في حالة سفرك مثلاً، حتى تنام بشكل جيد ليلاً.
– تناول الطعام وفقاً لأوقات الوجبات المعتادة في المنطقة الزمنية الجديدة التي وصلت إليها.
– حافظ على ثبات البيئة المُحيطة كما هي طوال الليل، على سبيل المثال، لا تُطفئ الآلة الصوتية إذا استيقظت بعد أربع ساعاتٍ من النوم، بل اتركها كما هي.
– تجنب تناول الكافيين من العصر وحتى وقت النوم.
– لا تستخدم الأجهزة الإلكترونية لمدة ساعة قبل نومك، إذ تتسبب الأجهزة الإلكترونية (وخاصةً الطول الموجي لموجات الضوء الأزرق) في الإعاقة المؤقتة لإفراز هرمون الميلاتونين، المسؤول عن الشعور بالنعاس في الدماغ.
– علينا أن ندرك أننا سنواجه صعوبة في بداية الأمر فقط، ثم سرعان ما نتكيف مع الوضع الجديد؛ لذا لا داعي للتوتر.
المصدر: عربي بوست.