الربو مرض مزمن في الشُّعب الهوائية، ليس له علاج كامل. لكن يمكن من خلال إدارته مساعدة المصاب به على أن يعيش حياة نشيطة وفعّالة.
فأنابيب الشُّعب الهوائية، وهي القنوات التي تنقل الهواء من الرئتين وإليهما، تصبح منتفخة أو ملتهبة.
ويجعل هذا الالتهاب الشُّعب الهوائية حساسة جداً للتهيج، ويزيد من قابليتها للتفاعل مع الحساسية.
في هذا التقرير تجد كل ما تحتاج معرفته عن الربو، وكيف يمكن السيطرة عليه؟
ما هو الربو؟
الربو مرض تنفسي مزمن، وغالباً ما يؤدي إلى نوبات شديدة من الأعراض، يُسبب هذا المرض الالتهاب والتضييق داخل الرئة، وهو ما يحد من الهواء.
فيُعد الربو حالة تضيق فيها المسالك الهوائية وتتورم، وتفرز مزيداً من المخاط.
وهذا يمكن أن يجعل التنفس صعباً ويثير السعال والأزيز وضيق التنفس.
في بعض الأفراد يكون الربو مشكلة بسيطة، وفي بعض آخر، يمكن أن تكون مشكلة كبيرة تتداخل مع الأنشطة اليومية وقد تؤدي إلى نوبات ربو مهدِّدة للحياة.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
ورغم أنه يتعذر علاج الربو، فإنه يمكن السيطرة على أعراضه، بالمراجعة الدائمة مع الطبيب، لتتبُّع العلامات والأعراض وتعديل العلاج وفق الحاجة.
أعراض الربو
غالباً ما تظهر أعراض الربو في شكل نوبات دورية من الضيق ب الصدر، وضيق التنفس، والسعال. وتتضمن أعراض الربو:
- ضيق النفَس.
- ضيق أو ألم في الصدر.
- صعوبة في النوم بسبب ضيق النفَس أو السعال أو الصفير.
- صوت صفير أو أزيز في عملية الزفير، ويمثل الأزيز علامة شائعة من علامات الربو لدى الأطفال.
- السعال أو نوبات الأزيز التي تتفاقم بفعل أحد فيروسات الجهاز التنفسي، مثل البرد أو الإنفلونزا.
نوبات الربو
يمكن أن تؤدي مجموعة الأحداث الالتهابية في الجهاز التنفسي إلى ظهور أعراض حادة متمثلة في “نوبة الربو”.
يموت نحو 250 ألف شخص حول العالم كل عام بسبب الربو. تحدث نوباته عندما تكون الأعراض في ذروتها، قد تبدأ النوبة فجأة ويمكن أن تتراوح حدتها من خفيفة إلى شديدة.
في بعض الحالات، يمكن أن يمنع التورم في الشُّعب الهوائية الأكسجين تماماً من الوصول إلى الرئتين، وهو ما يمنع أيضاً من دخول مجرى الدم والوصول إلى الأعضاء الحيوية بالجسم، عندها لا بد من دخول المستشفى بشكل عاجل.
في بداية نوبة الربو، تسمح الممرات الهوائية بدخول كمية كافية من الهواء إلى الرئتين، لكنها لا تدع ثاني أكسيد الكربون يترك الرئتين بمعدل سريع بما فيه الكفاية.
يكون ثاني أكسيد الكربون ساماً إذا لم يطرده الجسم فوراً، وقد تؤدي نوبة طويلة من الربو إلى تراكم الغاز في الرئتين، وهذا من شأنه أن يُقلل كمية الأكسجين التي تدخل مجرى الدم.
ينبغي على الأشخاص الذين يعانون أعراض الربو الواضحة زيارة الطبيب.
سيصف الطبيب العلاج، وينصح بتقنيات إدارة المرض، بالإضافة إلى تحديد المُهيجات المُحتملة لأعراض الربو وكيفية تجنُّبها.
سيصف الطبيب أيضاً أدوية للمساعدة في تقليل تواتر نوبات الربو، ويستطيع التحكم الفعال في الربو التقليل من تأثير الحالة وسيطرتها على الحياة اليومية.
أنواع الربو
نظراً إلى اختلاف العوامل المسبِّبة، هناك عديد من الأنواع المختلفة للمرض، والتي تتفاوت وفقاً للعمر وشدة المرض.
يتقاسم البالغون والأطفال مسببات الأعراض نفسَها التي تسببت في حدوث استجابة حساسية بالشُّعب الهوائية، وضمن ذلك الملوثات التي تكون في الهواء ودخان السجائر، ومن أنواع الربو:
1- ربو الطفولة
الأطفال أكثر عرضة للإصابة بشكل متقطع بالربو، الذي يظهر في شكل نوبات حادة.
قد يعاني بعض الأطفال أعراضاً يومية، لكن السمة المشتركة هي الحساسية المفرطة للمواد التي تسبب الحساسية.
يتسبب دخان التبغ غير المباشر في مشاكل خطيرة للأطفال المصابين بالربو.
تعاني نسبة كبيرة من الأطفال أعراض الربو المتفاقمة نتيجة التدخين السلبي، وفقاً لجمعية الرئة الأمريكية.
قد يكون ربو الطفولة خفيفاً ويُحَل دون علاج، ومع ذلك يظل الخطر موجوداً بعودته في وقت لاحق، خاصة إذا كانت الأعراض معتدلة أو شديدة.
2- ربو البالغين
غالباً ما يكون الربو عند البالغين دائماً ويتطلب تدبيراً يومياً للنوبات الحادة ومنع الأعراض، ويمكن أن يبدأ الربو في أي عمر.
تؤدي الحساسية إلى الإصابة بالربو لدى البالغين، وتعتبر السمنة أحد عوامل الخطر القوية لإصابة البالغين بالربو أيضاً.
وتكون النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض بعد سن 20 عاماً.
الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً يُشكلون عدداً كبيراً من الوفيات الناتجة عن الربو.
3- الربو المهني
وهو نوع من الربو يحدث كنتيجة مباشرة لوظيفة أو مهنة.
تصبح الأعراض واضحة بعد الوجود في مكان عمل معين، فيكون الربو ناتجاً عن المهيّجات بمكان العمل مثل الأبخرة الكيميائية، أو الغازات أو الغبار.
في هذا النوع، تؤدي بيئة العمل إلى عودة الربو الذي كان في مرحلة الطفولة، أو تتسبب في بداية الربو الذي يصيب البالغين.
4- الربو التحسسي
وهو الربو الناتج عن المواد المتطايرة في الهواء، مثل حبوب اللقاح، أو جراثيم العفن، أو فضلات الصراصير، أو جزيئات الجلد واللعاب الجاف الخاص بالحيوانات الأليفة.
5- الربو الموسمي
يحدث هذا النوع استجابةً لمسببات الحساسية الموجودة بالبيئة المحيطة فقط في أوقات معينة من السنة، مثل الهواء البارد بالشتاء أو حبوب اللقاح خلال موسم حمى القش.
يعاني المصابون به بقية العام، لكن حدّته تزيد خلال هذه الأوقات.
أسباب الإصابة بالربو
ليس من الواضح سبب إصابة بعض الأشخاص بالربو، ولكن يحتمل أن يرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل البيئية والوراثية.
ومن العوامل التي قد تزيد من خطورة إصابتك بالربو:
1- إصابة أحد أفراد العائلة كأحد الأبوين أو الأشقاء بالربو.
2- لديك حالة حساسية أخرى، مثل التهاب الجلد التأتبي، أو التهاب الأنف التحسسي.
3- زيادة الوزن.
4- كونك مدخناً، أو متعرضاً للتدخين السلبي.
5- التعرض لأبخرة عوادم السيارات أو أنواع التلوث الأخرى.
6- التعرض لمحفزات مهنية، مثل المواد الكيميائية المستخدمة في الزراعة وتصفيف الشعر والتصنيع.
كذلك، فإن التعرض لمُسببات الحساسية يؤدي إلى ظهور علامات وأعراض الربو، وتختلف مهيّجات الربو من شخص إلى آخر، ويمكن أن تتضمن:
– المواد المتطايرة في الهواء، مثل: حبوب اللقاح، أو عثّ الغبار، أو جرثومات العفن، أو وبر الحيوانات الأليفة، أو جسيمات من بقايا الصراصير.
– عدوى الجهاز التنفسي، مثل الزكام.
– النشاط البدني أو التمرينات الرياضية.
– ملوثات الهواء والمهيّجات، مثل الدخان.
– الانفعالات القوية والتوتر.
– الكبريتيت والمواد الحافظة المضافة إلى بعض أنواع الأطعمة والمشروبات، وضمن ذلك الجمبري والفواكه المجففة والبطاطس المعالَجة.
علاج الربو
الوقاية والسيطرة طويلة الأمد هما المفتاحان لإيقاف نوبات الربو قبل أن تبدأ.
يتضمن العلاج عادةً تعلُّم التعرّف على مثيرات نوبات الربو، واتخاذ الخطوات لتفاديها.
نصائح تُمكّنك من السيطرة على الربو
إلى جانب تجنُّب مهيجات نوبات الربو التي سبق ذكرها، يمكن القيام بما يلي:
– التمرينات الرياضية
قد تزيد بعض أنواع التمرينات الأمر سوءاً، لكن هذا لا يعني أن التمارين ليست مفيدة لك، النشاط البدني المنتظم أمر بالغ الأهمية لصحتك العامة، وضمن ذلك رئتاك.
وجدت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يعانون الربو والذين مارسوا التمارين مدة 30 دقيقة في اليوم كانوا أقدر بنسبة مرتين ونصف المرة على السيطرة على الأعراض، مقارنة بأولئك الذين لم يمارسوا التمرينات على الإطلاق.
إذا كان الجري المكثف أو التدريب صعباً للغاية بالنسبة لك، فجرِّب أنشطة مثل المشي مسافات طويلة وركوب الدراجات في الجبال واليوغا.
يمكن أن تكون السباحة رياضة مناسبة للأشخاص الذين يعانون الربو، لأن الهواء الدافئ الرطب حول معظم حمامات السباحة لا يؤدي عادة إلى ظهور الأعراض.
يحتاج الأطفال المصابون بالربو ممارسة الرياضة، فقط تأكَّد من أن طفلك يتناول الدواء كما يجب، وأن لديه جهاز استنشاقٍ سريعٍ قريباً في جميع الأوقات.
– علاج الحالات الطبية الأخرى التي تُعانيها
يمكن أن يصبح الربو أسوأ وأكثر خطورة عندما تتعامل مع مشكلة صحية أخرى، مثل نزلات البرد والإنفلونزا، والتهابات الجيوب الأنفية، وتوقف التنفس في أثناء النوم.
تحدَّث مع طبيبك عن علاج جميع الأعراض سواء أكانت مرتبطة مباشرة بالربو أم لا.
حتى الإجهاد النفسي والقلق يفاقم الوضع، فإذا كنت تمر بهذا الشعور فحاوِل أن تتجنب المواقف العصيبة، واحصل على الدعم من الأصدقاء والعائلة، وقم بتمارين الاسترخاء مثل التأمل.
وإذا لم يساعد ذلك ففكِّر في اللجوء إلى طبيب نفسي.
– حافِظ على نظافة منزلك
كل منزل يحتوي على الغبار، وبعض الحشرات التي تعيش في الأثاث والفراش والسجاد، فإذا كنت تعاني أنت أو طفلك الربو، فإن التنفس مع هذه المخلوقات يمكن أن يزيد الأعراض سوءاً.
لا يمكنك التخلص منها تماماً، لكن يمكن تقليل أعدادها بشكل كبير عند الحفاظ على نظافة المنزل.
اغسل وسادتك كل أسبوع بالماء الساخن، واغسل أيضاً الأغطية والبطانيات كل أسبوع، وأيضاً الألعاب المحشوة التي ينام عليها طفلك، استخدم مزيل الرطوبة أو مكيف الهواء، للحفاظ على المعدل الجيد للرطوبة في منزلك.
يمكن أن يساعد التنظيف بالمكنسة الكهربائية بشكل دائم في الحفاظ على منع الغبار، إذا كنت تعاني الربو وكان عليك القيام بعملية التنظيف بنفسك، فعليك لبس قناع يحميك من الغبار.
– انتبِه إلى الهواء
يمكن أن يهيّج الهواء البارد والجاف الرئتين، عندما تغادر في الأيام الشتوية غطِّ أنفك وفمك بمنديل.
عليك أيضاً خلال موسم الحساسية تتبُّع مستويات حبوب اللقاح، والبقاء في المنزل عندما تكون مرتفعة.
– قلِّل الاحتكاك بوبر الحيوانات
إذا كنت تعاني حساسية من الوبر، فتجنَّب الحيوانات الأليفة المكسوَّة بالفراء أو الريش، يمكن أن يقلل استحمام الحيوانات الأليفة وتنظيف وتمشيط فرائها بانتظام من كمية الوبر مِن حولك.
المصدر: عربي بوست.