نتوق جميعاً إلى الرضا من خلال نضج الشخصية، نحن نولد بمجموعة من الصفات الشخصية وفي بيئات مختلفة، ونتعرض لوابل من صور المقارنة بشأن المستقبل الذي ينبغي أن نحققه، ونظل نعيش في توق إلى ما نريد؛ بحسب ما نشرته مجلة Psychology Today.
حبل غير قابل للتمدد
رغم كل الجهود التي نبذلها، إلا أننا قد نشعر في بعض الأحيان وكأننا لم نحرز سوى القليل من التقدم.
كما لو كنا مربوطين بحبل غير قابل للتمدد موصول بموضع ثابت؛ وفهم مراكزنا في العالم لا يأتي بسهولة.
يوجد الوعي الذاتي داخل كل شخص بدرجة ما. بعض الناس لديهم مستويات خيالية من الجهل.
يعيشون حياتهم دون تغيير بفعل ضغوط الواقع المحيط بهم؛ سوى أنه عندما تتعارض المصادفة مع مقياس الخطر الداخلي الخاص بهم، فإنهم قد يتوقفون عن الالتفات إلى الافتراضات المعهودة، وغالباً يشعرون بدرجة عالية من الألم النفسي.
على الجهة المقابلة من هذه الفئة، يوجد أولئك الذين يتألمون بسبب المراجعة شبه الدائمة لنواياهم وعواطفهم. فهم عاجزون بسبب هذا التخوف ويتطلعون إلى مخرج من دائرة التفكير التي لا تنتهي.
عالم الشخصية الإنساني
عندما يوجد فرق كبير بين تصوراتنا حول هوياتنا “ذاتنا المثالية” وهوياتنا على أساس الحقائق الواقعية في حياتنا “الفشل في تحقيق الأهداف المحددة”، فهناك صراع ومحنة. يؤدي التباين إلى محاولات لا جدوى منها للتطور وحل الصراع الواقع بينهما.
عامل آخر هو الخوف من التغيير ذاته. فيزداد شعورنا بالراحة في علاقاتنا الشخصية دون وعي تام بآليات الدفاع داخلنا. إن الإقرار بالنماذج غير القادرة على التكيف صعب ومؤلم للغاية.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
من السهل علينا تماماً أن نظل كما نحن، على أن نتوغل في عالم الشخصية الإنسانية، وليكن ما يكون. مع ذلك فقد تسبب لنا صفاتنا الفريدة بعض المِحَن، إلا أنها أفضل من المجهول الذي ينتظرنا. إن العجز أمر غير مريح، لكنه يفوق رعب التغيير بمراحل.
أهداف أكثر وضوحاً
غالباً ما يبدو مفهوم قبول الذات وكأنه اعتراف بالفشل. لكن الحقيقة تكمن في عكس ذلك. فقط عندما يسد الناس الفجوة بين الفكر والواقع، يمكنهم حينئذٍ التحرر وتحقيق المراد.
إنهم قادرون بكل حرية على تقييم نقاط القوة والضعف؛ ويمكنهم وضع أهداف أكثر وضوحاً، والبناء على أساس من الصفات الإيجابية، والنجاح في تحقيق نضج الشخصية.
وبغض النظر عن ذلك، فإن التغيير، بأي وسيلة هادفة وطويلة الأمد، يعد بطيئاً وتدريجياً. نادراً ما يستمر في اتجاه ثابت، فهو يتخذ خطوات إلى الأمام والخلف، ويخرج عن المسار بصورة متكررة.
مع ذلك عندما تكون الأهداف ذات أهمية للشخص، فإن رحلة النضج تحفل بالرضا النابع عن تحقيق خطوات التغيير بصورة نجاحه نحو الهدف النهائي، ومن هناك تنشأ السعادة.
المصدر: عربي بوست.