هل عانيت من قبل من حالة من القشعريرة المفاجئة المصحوبة بتصبب غزير من العرق البارد؟ أغلبنا تقريباً مرّ بهذا الأمر. وغالباً ما نشعر بهذه الحالة غير المتوازنة من الأعراض حتى بغض النظر عن درجة الحرارة أو البرودة في محيطك ودرجة حرارة جسمك.
ويظهر العرق البارد بشكل شائع في باطن اليد، والإبطين، والقدم، والجبين.
وعلى عكس التعرق الطبيعي، فإن التعرق البارد لا ينتج عن التمارين الشديدة أو درجات الحرارة المرتفعة أو الخوف والارتباك. كما أنه يختلف عن التعرُّق الليلي.
وفي حالة التعرُّق الليلي، غالباً ما تستيقظ في منتصف الليل مع طبقة من العرق الكثيف الذي يغطي جسمك بالكامل، وقد تشعر بالبلل في ملابسك وملاءاتك وبطانياتك بالرطوبة؛ ويحدث التعرق الليلي أثناء النوم فقط.
لكن بالنسبة لحالة العرق البارد، فهو لا يحدث في جميع أنحاء الجسم، ولا يقتصر على الاستلقاء في الفراش أو يرتبط بالنوم الليلي بشكل خاص. ولكنه يحدث في أجزاء معينة فقط وفي حالات محددة أيضاً، نتعرَّف عليها في هذا التقرير.
طبيعة غدد التعرُّق في الجسم
يمتلك الإنسان الطبيعي من 2 إلى 4 ملايين غدة عرقية في جسمه. وهناك نوعان مختلفان من الغدد العرقية: الغدد العرقية eccrine التي توجد في جميع أنحاء الجسم وتساعد في التحكم في درجة حرارة الجسم، والغدد العرقية apocrine التي توجد بشكل أساسي في منطقتي الفخذ وتحت الإبطين.
وبحسب موقع Medical News Today فإن العرق الذي تنتجه الغدد العرقية المفرزة هو في الغالب من الماء؛ مما يساعد على تبريد الجسم. وفي حين أن الحرارة يمكن أن تؤدي في بعض الأحيان إلى تنشيط الغدد العرقية apocrine، إلا أن هذه الغدد تنشط في عادتها عن طريق الإجهاد والتغيُّرات الهرمونية، وهذا هو السبب في أنها تلعب دوراً مهماً في التعرُّق البارد.
الأعراض المصاحبة لمشكلة العرق البارد ومسبباته
ما يميز التعرُّق البارد عن التعرُّق المنتظم العادي هو ما يفعله الشخص المصاب عندما تبدأ هذه الحالة. ويحدث العرق البارد عند الشعور بالقشعريرة، أو خلال التعرُّق الليلي عند النوم، أو كاستجابة لمرض أو دواء معين.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وبشكل عام، يتفق الخبراء بحسب موقع Very Well Mind على أن التعرُّق البارد يحدث عندما تبدأ في الشعور بالعرق البارد على جسمك وعدم توازن درجة حرارتك.
وهناك مجموعة متنوعة من العوامل التي يمكن أن تسبب العرق البارد، ولكن بشكل عام، يمكن تضييق حصر الأعراض الأساسية في الإصابة بالعدوى أو الحمى أو بمشكلة صحية أساسية، مثل النوبة القلبية أو انخفاض نسبة السكر في الدم، وفقاً لموقع Health الصحي.
ويمكن للتعرُّق البارد أن يكون علامة على تغيرات هرمونية، مثل التعرض للهبة الساخنة أثناء مرحلة انقطاع الطمث، أو خلال مراحل إعادة توازن مستويات الهرمونات بعد الحمل. كما يمكن أن يؤدي الشعور بالتوتر أو القلق أو الهلع والخوف إلى شعور الشخص بأنه مغطى بعرق بارد وغير مريح بالإضافة لأعراض مثل الخفقان والدوار وتشوش الرؤية والارتعاش.
أسباب صحية أخرى تسبب العرق البارد
ويلفت موقع Medical News Today، إلى أن الحالات الأخرى التي تؤدي إلى معاناة الشخص من العرق البارد ما يلي:
- الألم والصدمة: مثل التعرُّق البارد المصحوب بالألم، وغالباً ما يحدث بسبب الحوادث أو الإصابات الأخرى، ويمكن أن يكون علامة على زيادة معدل ضربات القلب وتحوُّل الدم إلى الأعضاء الرئيسية وانخفاض ضغط الدم. وأحياناً قد يؤشر الأمر لضرورة الحصول على علاج طبي فوراً.
- النوبة القلبية: يمكن أن يكون العرق البارد علامة تحذيرية للنوبة القلبية. إذا شعر الشخص بالتعرُّق وضيق التنفس، وكان يعاني من ألم في الصدر أو الجزء العلوي من الجسم، فعليه طلب الرعاية الطبية على الفور.
- نقص الأوكسجين: هذه المشكلة الصحية الخطيرة يمكن أن تحدث عندما لا تحصل مناطق في الجسم على كميتها الكافية من الأوكسجين، وذلك بسبب الانسداد أو الإصابة أو التعرض للسموم أو المواد المسببة للحساسية. ويمكن أن يسبب الأمر بتلك الأعراض المصحوبة بالتعرُّق البارد؛ وتتطلب علاجاً فورياً.
- نقص السكر في الدم: يحدث نقص السكر في الدم عندما ينخفض مستوى الغلوكوز في الدم عن المعدل الطبيعي. وهذه الحالة هي خطر خاص لمرضى السكري وينبغي لهم الحصول على الرعاية الطبية فوراً.
- الهبات الساخنة والتعرق الليلي وانقطاع الطمث: التغيرات في مستويات الهرمونات المرتبطة بآلام الدورة الشهرية وانقطاع الطمث وما قبل انقطاع الطمث يمكن أن تؤدي إلى نوبات من التعرق المصحوبة بالعرق البارد الكثيف.
كيف يمكن علاج مشكلة التعرُّق البارد المزعجة؟
يعتمد علاج العرق البارد بشكل رئيسي على سبب التعرُّق الرئيسي. ومن الممكن لتناول الماء بكثرة على مدار اليوم أن يمنعك من الإصابة بالجفاف نتيجة فقدان هذا القدر من السوائل والترطيب من الجسم.
وبحسب موقع Healthline الصحي، فإن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتجنب العادات السيئة مثل التدخين أو الإفراط في شرب المنبهات يمكن أن يمنع التعرق البارد.
وفي بعض الحالات التي يكون فيها الأوكسجين منخفضاً في الجسم، يمكن أن يساعد التنفس العميق وتقليل عوامل القلق والتوتر في استعادة إمدادات الأوكسجين في الدم. ويمكن أن تساعد تقنيات التأمل والاسترخاء في تهدئة القلق أو التوتر وتساعدك على استعادة أنفاسك.
متى ينبغي استشارة الطبيب؟
إذا تعرض الجسم لصدمة أو أصيب بالعدوى أو أصيب بجروح خطيرة وإصابات بالغة، فإن العناية الطبية الطارئة ضرورية لمنع أي ضرر طويل المدى أو خطر على الحياة.
ووفقاً لـHealthline، يجب أيضاً التماس العناية الطبية الطارئة إذا كنت تعتقد أنك تعاني من نوبة قلبية.
وينبغي عليك أيضاً مراجعة طبيبك إذا لاحظت الأعراض التالية مصحوبة بالعرق البارد:
- لديك تلون أزرق في أظافرك أو شفتيك.
- تشعر بضيق في حلقك.
- تشعر بقلة الانتباه وعدم الاتزان بشكل ملحوظ عن المعتاد.
- غثيان دموي وتبرز دموي.
إذا كان إحساسك بالعرق البارد ناتجاً عن حالة كامنة، مثل القلق أو انقطاع الطمث أو جرح معين ومؤلم، يمكن للطبيب أن يساعدك على إدارة الأعراض من خلال بعض العقاقير مثل مضادات الاكتئاب وحاصرات الأعصاب التي تمنع أعصابك من حثّ عقلك على التعرُّق، ومضادات التعرق التي تستلزم وصفة طبية.