كشفت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين تعافوا من إصابة بفيروس كورونا خلال إحدى الموجات السابقة للوباء أقل عرضة للإصابة بمتحور دلتا من أولئك الذين حصلوا على جرعتين من لقاح “فايزر-بيونتيك”، وفق ما نشرته وكالة Bloomberg الأمريكية.
الوكالة الأمريكية أوضحت في تقريرها الجمعة 27 أغسطس/آب 2021، أن تلك النتائج تأتي بعد أن كشفت دراسة عمدت إلى المقارنة بين المناعة الطبيعية- المكتسبة من عدوى سابقة- والحماية التي يوفرها أحد أقوى اللقاحات المستخدمة حالياً، أن العدوى في المصابين السابقين كانت أقل شيوعاً.
المتعافون من كورونا أكثر حماية
فيما تتناقض نتائج الدراسة التي أجراها باحثون في إسرائيل مع دراسات سابقة كانت قد ذهبت إلى أن التطعيمات ضد كورونا تقدم حماية أفضل من مناعة العدوى السابقة، وإن كانت تلك الدراسات لم تُجرَ على متحور دلتا.
تنطوي النتائج على أخبار جيدة للمرضى الذين تجاوزوا بنجاحٍ إصابة سابقة بفيروس كورونا، لكنها تبرز التحدي المتمثل في الاعتماد حصرياً على التطعيمات لتجاوز الوباء.
إذ كشفت الدراسة أن الأشخاص الذين تلقوا جرعتين من لقاح “فايزر-بيونتيك” كانوا أكثر عرضة بنحو 6 أضعاف للإصابة بعدوى دلتا، وأكثر عرضة للإصابة بأعراض المرض بنحو 7 أضعاف نسبة أولئك الذين تعافوا.
بناء على ذلك، قال الباحثون المشاركون في الدراسة: “أظهر هذا التحليل أن المناعة الطبيعية توفر حماية أقوى وأطول أمداً ضد العدوى والإصابة المصحوبة بتدهور صحي يستدعي الدخول إلى المستشفى بسبب متحور دلتا”.
الإصابة بنسخة دلتا أعلى بين الملقحين
من جهة أخرى، ومع أن الدراسة كشفت أيضاً أن الحماية المكتسبة من إصابة سابقة بالعدوى تتضاءل بمرور الوقت، فإنها وجدت أن خطر الإصابة بمتحورِ دلتا بين من تلقوا اللقاح أعلى بمقدار 13 ضعفاً من خطر الإصابة بعدوى ثانية عندما كانت الإصابة بالعدوى الأصلية خلال شهر يناير/كانون الثاني أو فبراير/شباط 2021.
ما يعني أن خطر الإصابة لدى متلقي اللقاح أكبر بكثير منه لدى من أصيبوا بالمرض في وقت مبكر من تفشي الفيروس.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
إضافة إلى ذلك، يبدو أن إعطاء جرعة واحدة من اللقاح لأولئك الذين أصيبوا سابقاً يعزز حمايتهم من الإصابة تعزيزاً كبيراً. في المقابل، فإن الفائدة طويلة المدى لجرعةِ التطعيم المنشطة، والتي بدأت للتو في إسرائيل، غير معروفة حتى الآن.
نُشرت الدراسة في نسخة تمهيدية (ما قبل الطباعة) على موقع medRxiv، ولم يُراجعها باحثون آخرون بعد.
المناعة الجماعية “غير فعالة”
فيما أشارت وكالة “فرانس برس” إلى أنه كان يُنظر إلى المناعة الجماعية، وهي نسبة الأشخاص المحصنين التي يتوقف الوباء بعدها عن أن يشكل تهديداً، على أنها الوسيلة الأنجع للخروج من الأزمة.
لكن يبدو أن مثل هذا الأمر ربما لا يتعدى أن يكون وهماً، إذ يتوقف الأمر على التعريف المعتمد، وفق الخبراء.
يقول عالم الأوبئة ميرسيا سوفونيا لوكالة فرانس برس: “إذا كان السؤال هو: هل سيسمح التطعيم وحده بتراجع الوباء والسيطرة عليه؟ فالجواب هو لا”.
يضيف أنه في الواقع “هناك عاملان يلعبان دوراً: مدى شدة عدوى الفيروس وفاعلية اللقاح في مواجهة العدوى. وهذا لا يكفي”.
تُعد المتحورة دلتا السائدة حالياً أكثر قابلية للانتشار بنسبة 60% من سابقتها ألفا ومرتين من الفيروس الأساسي. ولكن، كلما اشتدت عدوى الفيروس، زادت العتبة اللازمة للمناعة الجماعية التي يتم الحصول عليها من خلال اللقاحات أو من خلال العدوى الطبيعية.
يشرح عالم الأوبئة أنطوان فلاهولت لوكالة فرانس برس: “على المستوى النظري، إنها معادلة يسهل احتسابها”. ويمكن احتساب ذلك انطلاقاً من عدد التكاثر الأساسي للفيروس (المشار إليه برمز R0)، وهو عدد الأشخاص الذين يصيبهم الشخص المصاب في حالة عدم وجود تدابير لتجنب العدوى.