الخوف من إبرة الحقن أو كما يسمى رهاب الحقن هو الخوف الشديد من وخز الإبر تحت الجلد، ويميل لأن يكون أكثر شيوعاً عند الأطفال ويقل عند تقدم الأشخاص في السن، لكن رغم ذلك فإن بعض الناس ترافقهم فوبيا وخز الإبر حتى سن متقدمة.
ولكن الخبر السار هو أنَّ هذا النوع من الرهاب يمكن علاجه باستخدام بعض الاستراتيجيات النفسية التي تساعدك في إدارة قلقك قبل موعد زيارتك للطبيب.
سبب الخوف من إبرة الحقن
قالت رنا مافي، أخصائية الأمراض العصبية والطب التكاملي بمركز “Case Integrative Health” الطبي في شيكاغو، إنَّ الخوف من الحقن “أمر لا ينبغي بالتأكيد الخجل منه”.
وأضافت وفقاً لمجلة ِAllure الأمريكية أنه يوجد ما بين 11.5 مليون و66 مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها يعانون من رهاب الحقن بدرجةٍ أو بأخرى؛ لذا فأنت لست الشخص الوحيد الذي يشعر بالقلق والاضطراب من فكرة الحقن.
أما وفقاً لموقع Very Well Mind فإن العلماء لا يزالون غير متأكدين على وجه التحديد، وقد يكون هناك العديد من العوامل التي تساهم في إصابة الشخص من رهاب الحقن مثل:
الخبرة: قد تلعب التجارب السلبية التي تنطوي على الإبر أو الإجراءات الطبية دوراً في ظهور رهاب الإبرة.
علم الوراثة والتاريخ العائلي: يبدو أن رهاب الحقن أمر موروث؛ حيث أفاد 80% من البالغين الذين يعانون من هذه الحالة بوجود قريب من الدرجة الأولى يعاني من نفس الرهاب.
المنعكس الوعائي المبهمي: في بعض الحالات، قد يعاني الأشخاص من استجابة وعائية مبهمة لرؤية الإبر أو ثقب جلدهم بواسطة إبرة، إذ تؤدي هذه الاستجابة إلى انخفاض مفاجئ في ضغط الدم يؤدي إلى الدوار والإغماء.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
أعراض رهاب الحقن
إذا كنت مصاباً برهاب الحقن، فقد تخشى تلقي الرعاية الطبية، وخاصة الإبر، وعندما يُطلب منك الخضوع لإجراء طبي، فمن المحتمل أن تعاني من ارتفاع ضغط الدم وارتفاع معدل ضربات القلب في الساعات والأيام التي تسبق الإجراء، أما في وقت وقوع الحدث قد ينخفض ضغط الدم لديك بسرعة وقد تُصاب بالإغماء وفقاً لما ذكره موقع Very Well Mind.
وتشمل الأعراض الشائعة الأخرى لهذا الرهاب ما يلي:
- قلق.
- دوخة.
- أرق.
- غثيان.
- تسارع ضربات القلب.
- تنفس سريع.
- تعرق.
- ارتجاف.
كما قد يصاب الأشخاص بسلوكيات التجنب، والتي يمكن أن تؤثر على الرعاية الطبية إذا رفضوا تلقي العلاج بسبب خوفهم من الإبر، وفي بعض الحالات، يمكن أن تصبح مشاعر القلق هذه شديدة؛ لدرجة أن الشخص يعاني من نوبة هلع.
طرق لتهدئة النفس وإبعادها عن الخوف من إبرة الحقن
بمجرد أن تصبح مستعداً للتعامل مع خوفك من الحُقن، ابدأ بخطوات صغيرة قابلة للتطبيق تستطيع اتخاذها قبل موعد زيارتك للطبيب.
إذ تشير أخصائية علم النفس السريري، سابرينا رومانوف، إلى أنَّ كتابة قائمة بسيطة بالإيجابيات والسلبيات المترتبة على أخذ الحقنة قد يفيد في تهدئة خوفك.
وأضافت: “إذا تعمّدنا سرد مزايا تعاملاتنا الضرورية مع إبرة الحقن لأنفسنا، قد نصبح أفضل استعداداً لتغيير ارتباطاتنا الذهنية السلبية المتعلقة بالحقن لتحل محلها أخرى إيجابية”.
1 – مارس تمارين التنفس
بالنسبة لرنا مافي، أخصائية الأمراض العصبية والطب التكاملي، تعتبر تمارين التنفس نقطة بداية مهمة في رحلة معالجة خوفك من الحقن.
إذ يُعد استخدام أنفاسك وسيلة فعّالة لتهدئة الأعصاب وإدارة القلق الذي يتراكم داخلك عند مواجهة فكرة أخذ حقنة.
وتقول رنا: “أفضل تقنية التنفس بطريقة 4-7-8، حيث تستنشق الهواء عبر الأنف لمدة 4 ثوانٍ، ثم تحبس أنفاسك لمدة 7 ثوانٍ، ثم تبدأ عملية الزفير لمدة 8 ثوانٍ”.
وأضافت: “أحد تمارين التنفس الأخرى المفضلة لدي هي التقنية المعروفة باسم (تنفس الصندوق)، حيث تستنشق الهواء ببطء عبر أنفك حتى العد إلى أربعة، ثم تحبس أنفاسك لمدة 4 ثوان، ثم تبدأ الزفير حتى العد إلى 4، وتبقى رئتيك فارغتين حتى العد إلى 4 وتعيد تكرار هذه العملية بنفس الوتيرة”.
2 – لا تنظر إلى الإبرة
أمّا الممرضة إيمي ديا فإنها تقول إنها دائماً ما تنصح مرضاها بعدم النظر إلى الإبر في حال علمت أن لديهم خوفاً منها، فهي مجرد ثانيتين وسينتهي الأمر.
3 – خدر الموقع
إذا كان الألم المصاحب للحقن يسبب القلق، فإن التخدير باستخدام الثلج أو كريم الليدوكائين الذي لا يستلزم وصفة طبية قد يخفف الألم ويخفف من خوفك.
4 – تأقلم
أحد الأشياء التي قد تساعدك في التغلب على الخوف من الإبر والحقن هو إيجاد طرق للتأقلم، مثل الطلب من الطبيب إعطائك أدوية مماثلة لا تحتوي على إبر حقن، أو استخدام الحقن النفاثة التي بإمكانها نفث الدواء عبر الجلد باستخدام الضغط العالي، وبإمكان الحقن النفاثة التخفيف من الألم والخوف المرتبطين بإبر الحقن ولكنها مع الأسف ليست متاحة في مُعظم الدول العربية.
كما أنّ هناك أجهزة فحص نسبة السكر في الدم وإجراء الفحوصات الطبية الأخرى اللازمة بدون إبر، ولكن مع ذلك، لا تزال بعض الأدوية والاختبارات تتطلب الحقن أو سحب الدم؛ مما يجعل استخدام الإبرة أمراً لا مفر منه في بعض الأحيان.
المصدر: عربي بوست.