سكري الحمل من الأمراض التي قد تصاب بها النساء قبل الولادة بـ3 إلى 4 أشهر، وفي حين أن المرض ليس خطيراً في حد ذاته، إلا أن إهمال علاجه قد يؤدي إلى مضاعفات سيئة على المرأة والجنين كذلك.
فما هو سكري الحمل، وما أسبابه وأعراضه وطرق علاجه؟ إليك كل ما تريدين معرفته:
ما هو سكري الحمل؟
أثناء الحمل قد ترتفع مستويات السكر في الدم لدى بعض النساء، وتُعرف هذه الحالة باسم سكري الحمل GDM، وتحدث عادة بين الأسبوعين الرابع والعشرين والثامن والعشرين من الحمل.
ومن المهم معرفة أن إصابة المرأة بسكري الحمل لا تعني بالضرورة أنها ستصاب بمرض السكري بعد الحمل، لكنه مع ذلك يزيد من خطر الإصابة مستقبلاً بنسبة 2%.
أعراض سكري الحمل
من النادر أن يتسبب سكري الحمل بأي أعراض تذكر، وفي حال ظهرت الأعراض تكون خفيفة في الغالب، وتشمل:
- التعب
- عدم وضوح الرؤية
- العطش الشديد
- الحاجة المفرطة للتبول
- الشخير
أسباب سكري الحمل
السبب الدقيق لمرض سكري الحمل لا يزال غير معروف، وفقاً لما ورد في موقع Healthline، ولكن من المحتمل أن الهرمونات تلعب دوراً في الإصابة. فعندما تكونين حاملاً يُنتج جسمكِ كمياتٍ أكبر من بعض الهرمونات، بما في ذلك:
- اللاكتوجين المشيمي البشري (hPL)
- الهرمونات التي تزيد من مقاومة الأنسولين
هذه الهرمونات مهمة للغاية للحفاظ على الحمل، لكن نسبتها قد تزداد مع الوقت، ما يجعل الجسم مقاوماً للأنسولين، ماذا يعني ذلك؟
الأنسولين هو الهرمون الذي ينظم نسبة السكر في الدم، ويساعد على نقل الجلوكوز من الدم إلى الخلايا، ما يمنحنا الطاقة.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وفي فترة الحمل يصبح مقاوماً للأنسولين بعض الشيء بشكل طبيعي، وبالتالي سيتوفر المزيد من الجلوكوز في مجرى الدم ليتم تمريره إلى الطفل.
لكن إذا أصبح جسم الحامل مقاوماً قوياً للأنسولين فقد ترتفع مستويات الجلوكوز في الدم بشكل غير طبيعي، ما يمكن أن يسبب سكري الحمل.
من هن النساء المعرّضات بشكل أكبر للإصابة بسكري الحمل؟
قد تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل في الحالات التالية:
- النساء فوق سن 25
- اللواتي يعانين من ارتفاع في ضغط الدم
- اللواتي لديهن تاريخ عائلي مع مرض السكري
- اللواتي يعانين من زيادة الوزن قبل الحمل
- اللواتي اكتسبن قدراً أكبر من الوزن الطبيعي أثناء الحمل
- الحوامل بأكثر من طفل
- اللواتي سبق وأنجبن طفلاً يزيد وزنه عن 4.5 كغ
- النساء اللواتي أصابهن سكري الحمل في الماضي
- النساء اللواتي سبق وأجهضن أو أنجبن جنيناً ميتاً
- اللواتي يعانين من متلازمة تكيّس المبيض (PCOS)
كيف يتم تشخيص سكري الحمل؟
يشجع الأطباء النساء الحوامل على إجراء فحوصات روتينية للكشف عن علامات الإصابة بسكري الحمل، خاصة أن أعراضه لا تكون واضحة في الغالب.
يُجري الأطباء هذه الفحوصات عادة عندما تكون الحامل في الأسبوع الـ24 إلى الـ28، وتشمل الفحوصات المطلوبة اختبارات لفحص مستويات السكر في الدم، فإذا كانت أعلى من مستوى معين سيبدأ الطبيب خطة علاجية.
هل هناك أشكال مختلفة من سكري الحمل؟
ينقسم سكري الحمل إلى فئتين، A1 وA2 .
تستخدم الفئة A1 لوصف سكري الحمل الذي يمكن السيطرة عليه من خلال تغييرات في النظام الغذائي وحده.
لكن في المقابل ستحتاج الحوامل المصابات بسكري الحمل من الفئة A2 إلى الأنسولين أو الأدوية الفموية للسيطرة على المرض.
كيف يتم علاج سكري الحمل؟
تعتمد خطة العلاج التي سيتبعها الطبيب على مستويات السكر في دم الحامل على مدار اليوم، في معظم الحالات سينصح الطبيب بفحص نسبة السكر في الدم قبل وبعد الوجبات، والسيطرة على الحالة من خلال تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة بانتظام.
لكن في حالات أخرى قد يصف الطبيب إبر الأنسولين للحامل المصابة إذا لزم الأمر، ووفقاً لما ورد في موقع Mayo Clinic، فإن 10 إلى 20% فقط من النساء المصابات بسكري الحمل بحاجة إلى الأنسولين للمساعدة في السيطرة على نسبة السكر في الدم.
ومن المهم أن تتبع الحامل إرشادات الطبيب فيما يخص مواعيد حقن إبر الأنسولين، واتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة إلى جانب ذلك.
كما قد يزود الطبيب المرأة المصابة بجهاز لمراقبة مستويات الجلوكوز في الدم.
ماذا يجب أن آكل إذا كنت مصابة بسكري الحمل؟
النظام الغذائي المتوازن هو المفتاح لإدارة سكري الحمل بشكل صحيح، وعلى وجه الخصوص يجب على المرأة المصابة الانتباه إلى كمية ونوعية الكربوهيدرات والبروتين والدهون التي تتناولها.
كما يمكن أن يساعدك تناول الطعام بانتظام -كل ساعتين- على التحكم في مستويات السكر في الدم.
الكربوهيدرات
سيساعدك طبيبك على تحديد كمية الكربوهيدرات التي يجب أن تتناوليها كل يوم بالضبط.
قد يوصي الطبيب أيضاً بمراجعة اختصاصي تغذية للمساعدة في وضع نظام غذائي تفصيلي للوجبات:
تشمل خيارات الكربوهيدرات الصحية ما يلي:
- كل الحبوب
- الأرز البني
- الفاصوليا، البازلاء، العدس، وغيرها من البقوليات
- الخضراوات النشوية
- الفواكه قليلة السكر
البروتين
ينبغي على النساء الحوامل تناول حصتين إلى ثلاث حصص من البروتين كل يوم.
وتشمل المصادر الجيدة للبروتين اللحوم الخالية من الدهن والدواجن، والأسماك، والتوفو.
الدهون
وتشمل الخيارات الصحية: المكسرات غير المملحة، البذور، زيت الزيتون، الأفوكادو.
ما المضاعفات المرتبطة بسكري الحمل؟
إذا لم تتبعي تعليمات الطبيب بدقة، أو أهملت علاج سكري الحمل، فقد تظل مستويات السكر في الدم أعلى مما ينبغي، ما يؤدي إلى مضاعفات قد تؤثر على صحة طفلك الذي قد يعاني مما يلي:
- وزن مرتفع عند الولادة
- صعوبات في التنفس
- انخفاض سكر الدم
- عسر ولادة
- قد يكون الأطفال أيضاً أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري في وقت لاحق من الحياة.
لهذا السبب من المهم جداً اتخاذ خطوات لإدارة سكري الحمل من خلال اتباع خطة العلاج التي أوصى بها الطبيب.
هل ستعود الأمور إلى طبيعتها بعد الولادة؟
ينبغي أن يعود سكر الدم إلى طبيعته بعد الولادة، لكن الإصابة بسكري الحمل قد تزيد من خطر الإصابة بداء السكري من النوع 2 لاحقاً في المستقبل.
استشيري طبيبك واسأليه عن كيفية تقليل خطر الإصابة بداء السكري، والمضاعفات المرتبطة به.
هل يمكن منع سكري الحمل؟
لا يمكن منع سكري الحمل تماماً، ومع ذلك فإن تبني عادات صحية يمكن أن يقلل من فرص الإصابة بهذه الحالة.
تشمل هذه العادات اهتمام الحوامل باتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة، فحتى النشاط الخفيف مثل المشي قد يكون مفيداً.
كذلك إذا كنت تخططين للحمل في المستقبل القريب وتعانين من زيادة الوزن، فإن أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها هو وضع خطة محكمة لفقدان الوزن.
حتى فقدان كمية صغيرة من الوزن يمكن أن يساعدك في تقليل خطر الإصابة بسكري الحمل.