لطالما كان هناك جدل بشأن منح الأبوين أموالاً لأطفالهما مقابل أداء الأعمال المنزلية. يوقن بعض الآباء تمام اليقين أنه يجب دفع قدرٍ من المال للأطفال مقابل عملهم، وأن لذلك إيجابيات واضحة، بينما يعتقد آخرون أنه من الخطأ إعطاء أموال للأطفال مقابل الأعمال التي ينبغي لهم تأديتها على أي حال. إذاً أي الرأيين أصح؟

مثل العديد من النقاشات والجدالات المثارة حول آداب الأبوة، يعتمد الأمر في النهاية على رأيك الشخصي في المسألة. لكن لمساعدتك على اتخاذ القرار السليم، إليك بعض الإيجابيات والسلبيات التي ربما لم تفكر فيها من قبل.

إذا لم تعطهم مالاً
الإيجابيات
1- لن تضطر إلى إعطائهم مالاً باستمرار

إحدى أهم إيجابيات عدم إعطاء مال لأطفالك مقابل المساعدة على أداء الأعمال المنزلية أنك لن تدفع باستمرار أموالاً للأطفال الذين، بصراحة، ليس لديهم أي فكرة عن كيفية صرفها بصورة سليمة على أي حال. وينطبق هذا بشكل خاص على العائلات ذات الميزانية المحدودة، التي يرى أربابها أن الأطفال غير مستعدين كي يكونوا مسؤولين عن شؤونهم المالية بعد.

2- لن تضطر إلى القلق بشأن مساعدتهم على إدارة هذا المال

إذا كنت تحمل كثيراً من المسؤوليات على عاتقك بالفعل، فإن إحدى إيجابيات عدم منح أموال لأطفالك مقابل أداء الأعمال المنزلية هو أنك لن تضطر للقلق بشأن مساعدتهم على إدارة تلك الأموال. عندما يكون لدى الأطفال مقدار من المال، فهذا يعني أنهم بحاجة إلى نوع من النظام لادخار هذا المال، ونوعٍ من المتابعة للتأكد من أنهم لا ينفقون كل ما لديهم على السكاكر والوجبات السريعة.

السلبيات

1- عدم وجود دافع

إن أحد الجوانب السلبية لعدم منح أموال لأطفالك مقابل أداء الأعمال المنزلية أنه ليس هناك الكثير من الخيارات لتحفيزهم. يمكنك بالطبع استخدام مكافآت أخرى، لكن في النهاية، جميعها نقدية بشكل ما.

2- لن يكون لديهم أي مهارات مالية

إحدى أكبر سلبيات عدم منح أطفالك أموالاً مقابل أداء الأعمال المنزلية، أو أي أموال أخرى خاصة بهم غير الأموال التي تمنحها لهم في المناسبات المهمة، أنهم لا يتعلمون المهارات المالية الأساسية. غالباً ما يعجز الأطفال الذين ليس لديهم إمكانية الوصول إلى المال عن تعلم قيمة كسبه، ما يؤدي إلى ارتكابهم الكثير من الأخطاء عندما يكبرون ويحاولون أن يصبحوا مستقلين مالياً.

من ناحية أخرى، فإن إعطاء المال للأطفال مقابل أداء الأعمال المنزلية يأتي أيضاً بمجموعة من السلبيات والإيجابيات. وإليك في ما يلي بعض منها:

إذا أعطيتهم مالاً

الإيجابيات

1- يتعلمون قيمة المال

من أهم إيجابيات إعطاء أموال لأطفالك مقابل الأعمال المنزلية هو أنهم لن يتعلموا قيمة المال فحسب، بل سيتعلمون كيفية إدارة أموالهم أيضاً (حتى ولو على مستوى بسيط). يمكن للأطفال الذين يملكون أموالاً خاصة بهم تعلم المزيد عن الادخار، والاستثمار، والإنفاق بمسؤولية، والتكلفة الفعلية للأشياء. ستمنحهم تجربتهم الخاصة فرصة لمعرفة مقدار الجهد والمال الذي يتطلبه شراء شيءٍ ما باهظ الثمن يتعاملون معه باستهتار!

2- يمكنهم شراء أشيائهم الخاصة

الخبر السار أنه عندما يكسب الأطفال مالهم الخاص من الأعمال المنزلية، يكونون قادرين على توفير المال وشراء الأشياء التي يريدونها بأنفسهم، ومن ثم يتعلمون المدة التي يستغرقها شراء شيء ما. إلى جانب ذلك، فإن الأطفال الذين يدخرون الأموال لشراء أي شيء، يميلون إلى الحفاظ عليه لأن قيمته تكبر بالنسبة لهم.

السلبيات

1- يتوقعون تلقي المال مقابل كل شيء

سلبيا,فور أن يدرك الأطفال حقيقة أنهم يتقاضون مقابل أداء الأعمال المنزلية، يمكنك أن تتوقع سماع الكثير من “كم ستدفع لي؟” عندما تطلب منهم فعل أشياء أخرى. قد يكون هذا مزعجاً لأنك إذا رفضت إعطاءهم المال، فهذا يؤثر سلبياً في الدرس الذي تحاول تعليمهم إياه، وهو “العمل مقابل أجر”، إضافة إلى أنه عندما يتعلق الأمر بتنظيف الغرف وما إلى ذلك، فقد لا تتمكن من تحمل السداد في كل مرة.

2- عليك أن تتابع كيفية إدارتهم للمال

أحد الجوانب السلبية الأخرى للأطفال الذين يكسبون المال من أعمالهم المنزلية أن الأمر متروك لك ولشريكك لاتخاذ خطوات استباقية لإبقائهم على المسار الصحيح في ما يتعلق بالمسؤولية المالية. هذا يعني أنك ستحتاج إلى مراقبة الأموال التي يجنونها، وتعليمهم مفهومات مثل الادخار والاستثمار ودفع الفواتير والإيجار والإنفاق. من الخطأ ترك الأطفال الذين يجنون مالاً دون رقيب، لذلك يتطلب ذلك منك مجهوداً إضافياً منك.

حل وسط

إذا لم تكن متأكداً حقاً من مدى صحة إعطاء المال للأطفال مقابل أداء الأعمال المنزلية، لكنك تعتقد أن الأطفال بحاجة إلى تطوير بعض المهارات المالية الأساسية وهم ما زالوا صغاراً، فقد يكون هناك حل وسط. اختار بعض الآباء توضيح أن بعض الأعمال الروتينية في المنزل غير قابلة للتفاوض ولن تكون مدفوعة الأجر، في حين أن أي أعمال إضافية يؤديها الطفل بمحض إرادته يتلقى مقابلها بعض المال المتفق عليه.

من بعض النواحي، فهذه الطريقة أكثر ذكاءً لأنها تساعد الأطفال على فهم المسؤوليات المنزلية، وأنهم عندما يبلغون سن الرشد، فلن يحصلوا على أموال مقابل إبقاء مساحاتهم الخاصة نظيفة. في الوقت نفسه، فإن لذلك إيجابيات خارج المنزل أيضاً. فالأطفال الذين لديهم دافع لتحمل المزيد من المسؤوليات في المنزل يُظهرون مهارة استثنائية في التعامل مع النشاطات المخصصة للأطفال خارجه، التي تمنحهم إحساساً بأنهم تسلموا وظيفتهم الأولى، ويضعهم على مسار بدء حياة مهنية رائعة.

المصدر: عربي بوست