أغلبنا يتفق على أن تربية الأطفال إحدى أهم المهام التي نقوم بها على مدار حياتنا تقريباً، و على اختلاف نفسيات الأطفال والبيئات المختلفة التي ينشؤون بها هناك اختلاف في طرق التربية
على أي حال، فإن كل ما يصلح لطفل لا يصلح للآخر، وعليه فإن إدراك طبيعة طفلك أمر مهم جداً لمعرفة ما الذي ينبغي فعله حيال طفلك.
في هذا التقرير جمعنا لكم الأساليب الأكثر شيوعاً حالياً في التربية، وأيها يلائم شخصيتك وأهدافك حسب Pop Sugar موقع الأمريكي.
أسلوب النمر
انتشر هذا الأسلوب خلال مذكرات أستاذة كلية ييل للحقوق، إيمي تساو، بعنوان Battle Hymn of the Tiger Mother، وفيه تشرح إيمي كيف يضع آباء وأمهات كُثر ضغطاً شديداً على أبنائهم من أجل تحقيق إنجازات ونجاحات عالية المستوى -خاصة من الناحية الأكاديمية- ويجعلون ذلك أولوية على أي شيء آخر.
يعني هذا النهج من الحب الصارم عدم تشجيع الأطفال على الانخراط في النشاطات الاجتماعية مثل اللعب مع أقرانهم، إن لم يتماشَ ذلك مع الأهداف التنافسية التي وضعها الأبوان.
لماذا يمارسه الآباء؟ يتبنى الآباء هذا المنهج أحياناً، لأنهم يعطون أولوية لتحقيق الإنجازات عن أي شيء آخر.
رأي الأبحاث: دحضت دراسات عديدة منافع هذا النهج المتشدد، ووفقاً للنتائج المنشورة في موقع Developmental Psychologist عام 2013، فقد حقق أبناء الآباء الذين اتبعوا “أسلوب النمر” متوسط معدل درجات أقل، مقارنة بأبناء الآباء الداعمين، وأشارت النتائج أيضاً إلى أن التربية القاسية تؤدي إلى أسوأ محصلات تطورية بين الأطفال.
أسلوب جز العشب
يُعد واحداً من أجدد أنواع التربية، اشتهر هذا المصطلح في عام 2018 بعد أن كتب أحد الباحثين مقالاً يدين تدخُّل الأبوين في حياة أطفالهما، مشبهاً إياها بالآلة الزراعية التي تزيل الحشائش، إذ يزيل الآباء الذين يتبعون أسلوب جز العشب جميع العقبات التي قد تواجه أطفالهم، وقد يفعلون أي شيء لحماية أطفالهم من مواجهة الشدائد.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
لماذا يمارسه الآباء؟ ينبع ذلك من رغبة الآباء في عدم رؤية الطفل يعاني، وعادة يشعر الآباء الذين يملكون الأموال والموارد اللازمة لحل المشكلات.
رأي الأبحاث: من المخاطر الأساسية المصاحبة لتنشئة الأطفال بهذه الفلسفة الأشبه بالجرافة، أنهم في نهاية المطاف سيتعرضون لنزاع، وعندها لن يكونوا مستعدين للتعامل معه.
أسلوب الطائرة المروحية/الهليكوبتر
في الثمانينيات، عندما بدأت النساء تنضم إلى القوى العاملة بأعداد أكبر، وبالتبعية ذهب أطفال أكثر إلى الحضانات، ومعه بدأ تخصيص موعد محدد للأطفال للعب.
بدأت الرقابة لدرجة جعلت من الممنوعات ترك الأطفال بمفردهم ليستكشفوا العالم من حولهم، فسُمي المنهج بالهليكوبتر، لأن الآباء أو المعلمين بدأوا يحلّقون حول أطفالهم من أجل حمايتهم من أي ضرر منتظر.
لماذا يمارسه الآباء؟ هذا الأسلوب أساسه الحب: فالأفعال التي تبدأ بتحصين المنزل بأدوات حماية الأطفال، تتطور عادة ليصير هؤلاء الآباء المُحلِّقين مشاركين بدرجة كبيرة في حياة أطفالهم بنيَّة إبقائهم آمنين، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم ومساعدتهم في النجاح.
رأي الأبحاث تشير الدراسات إلى وجود آثار سلبية مشابهة للأطفال الذين تربوا بأسلوب آلة جز العشب. وإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أن الأمهات اللاتي يمارسن أسلوباً تربوياً مفرط الحماية مثل هذا، يعانين من صحة نفسية أسوأ؛ فهن “أقل سعادة وأكثر قلقاً” من نظيراتهن الأكثر بساطة.
الأسلوب الحازم
حددت الأخصائية النفسية ديانا بومريند، بناءً على المراقبة والتحليلات المكثفة خلال الستينيات، 3 أنواع مختلفة من أساليب التربية؛ وتشمل الآباء السلطويين الذين يتسمون بالصرامة ويطلبون الطاعة، والآباء المتساهلين الذين لا يفرضون قواعد كثيرة كي لا يزعجون أبناءهم، والآباء الحازمين، وهم خليط من النوعين السابقين. وكان الاعتقاد أن هذا الأسلوب الأخير هو الأكثر نفعاً والمعيار الذهبي إجمالاً في تربية الأطفال.
لماذا يمارسه الآباء؟ بدلاً من تطبيق ثقافة “الآباء الذين يعرفون كل شيء” شاع هذا الأسلوب، لكونه يسمح للآباء بامتلاك منافع الصرامة والتساهل، فهم آباء بالدرجة الأولى وأصدقاء ثانياً، حازمون لكنهم ودودون، وهم يتوقعون الكثير من أطفالهم، لكنهم في الوقت ذاته سريعو الإشادة بهم.
رأي الأبحاث: لأكثر من 25 سنة، ارتبط أسلوب التربية الحازمة دائماً بالمحصلات الأكثر إيجابية في دراسات متعددة، إذ يُنشئ هذا الأسلوب أطفالاً أقل انحرافاً ومرضاً نفسياً وأصحاب مهارات اجتماعية أفضل وإنجازات أكاديمية أعلى.
أسلوب المنارة
أن يُعطي الشخص لأولاده الحب غير المشروط الذي يحتاجون إليه ليزدهروا، وفي الوقت ذاته يُتوقع منهم تحقيق إنجازات كبيرة. بالنسبة للآباء الذين يمارسون أسلوب المنارة التربوي، يتعلق الأمر بمعرفة متى يكون عليهم ترك الأطفال يتولون زمام الأمور ومتى يكون عليهم التدخل للمساعدة.
لماذا يمارسه الآباء؟ كثير من الآباء يفضلونه، لأنه يمنح توازناً صحياً من الاستقلال والاعتمادية والحماية والثقة. وهو مناسب للآباء الذين يريدون أن يكونوا متاحين لإعطاء التوجيهات لكنهم لا يرغبون في قيادة السفينة.
رأي الأبحاث: المنافع الإيجابية لأسلوب المنارة بين الأطفال -والمراهقين خاصةً- المختلفين في العرق ونوع الجنس إيجابية جداً.
التربية بالارتباط
ما هو؟ هذا النهج يولي القيادة للطفل، وكان ذلك على يد بينجايمن سبوك. اعتقد سبوك أن الآباء -والأمهات بشكل خاص- أنهم لا إراديا يرعون أطفالهم، وأنهم إذا أدركوا هذا، فسوف يتلاءم ذلك مع احتياجات الطفل. نتج عن ذلك تأويل أحدث للارتباط الجسدي الحرفي -بداية من الترابط عند الولادة وحتى حمل الرضيع والنوم معه في الفراش نفسه وإرضاعه عند الطلب- وذلك بهدف ترسيخ ارتباط عاطفي آمن.
لماذا يمارسه الآباء؟ يعتقد المؤمنون بهذا الأسلوب في التربية أن هذه الطريقة الطبيعية جيدة جدا في تنشئة أطفال آمنين وعطوفين.
رأي الأبحاث: على الرغم من وجود بعض الجدل فيما إذا كانت بعض السلوكيات مثل الرضاعة الطبيعية ومشاركة سرير واحد مع الطفل، يمكن أن ينتج عنها ارتباط آمن، فإن الارتباط الوثيق -بين الآباء والأطفال طوال الوقت- قد يؤدي إلى الإصابة باضطرابات القلق.
التربية البطيئة
يستهدف هذا المفهوم منح الأطفال الوقت والمساحة الكافيين ليمارسوا اهتماماتهم. تُعطي “الحركة البطيئة”، في ظاهرها ومضمونها، الأولوية لفترات الاسترخاء وفعل اللاشيء.
لماذا يمارسها الآباء؟ يُعد هذا النهج البطيء رد فعل واضحاً لهؤلاء الآباء الذين يشعرون بضغط محموم وهائل لتوفير “الطفولة الاحسن” لأبنائهم.
رأي الأبحاث: يُعارض النقاد التوجه ناحية التربية البطيئة، لكونها تعني أن الآباء يمنحون الطفل فرصاً تعليمية أقل.
التربية اللطيفة
يُعد أسلوب التربية اللطيفة نهجاً مسالماً وإيجابياً يتسم بالتعاطف والاحترام والتفاهم، وهو يعزز العلاقة مع الطفل بناءً على الرغبة والاختيار بدلاً من القواعد أو الطلبات التي يُمليها الأبوان.
لماذا يمارسها الآباء؟ كثير من الآباء الذين تربوا بأساليب تعتمد على العقاب في التأديب، سعوا وراء مناهج مختلفة لتطبيقها مع أبنائهم، وبدلاً من بث الخوف، يمنحهم الآباء التفاهم.
رأي الأبحاث: تثبت الأبحاث أن منح الأطفال الاستقلالية والتعاطف يساعد تطورهم. غير أنه على الرغم من أن وضع الحدود يشكل مبدأ أساسياً بالنسبة لكثيرين، يؤدي نهج التربية اللطيفة إلى أسلوب متساهل في التربية، إذ تكون الحدود متراخية في بعض الأحيان إلى الحد الذي يجعلهم يفلتون أكثر مما ينبغي.
التربية الحرة
تخيل أنك تمنح طفلك البالغ من العمر 9 سنوات، فرصة أن يستقل القطار منفرداً مثلاً، صحيح أنه تناقض صارخ مع أساليب التربية الصارمة، لكن بعض الآباء يلجأون إلى هذه الطريقة في التربية لتأهيل أطفالهم للاستقلالية.
لماذا يمارسها الآباء؟ يحنُّ كثيرون من أنصار التربية الحرة إلى أوقات كانت أبسط، عندما كان ترك الطفل يذهب إلى مدرسته سيراً على الأقدام أو يلعب في الحديقة دون إشراف لا يُعد إهمالاً. وهم يعدون هذا النهج في التربية أشبه بحركة حقوقية، يدعون فيها إلى استعادة الأطفال حقهم في المشاركة بالعالم.
رأي الأبحاث: يعد الأطفال الذين أُتيح لهم هذا النوع من الحرية أفضل في التعامل مع الأخطاء وأكثر ميلاً إلى تحمُّل مسؤولية أفعالهم. ويُفترض أيضاً أن تؤدي هذه التربية إلى أشخاص بالغين أكثر سعادة.
المصدر: عربي بوست