إذا صادف وزرت مكتبة مؤخراً، فلا بد أنك لاحظت أرفف الكتب الضخمة المليئة بكتب عن التريبة. من الجيد حقاً أن الآباء في الوقت الحاضر يمكنهم الاطلاع على معلومات قيمة عن نمو الطفل ونصائح التربية. وربما يساعد هذا على دحض الكثير من المفاهيم الشائعة الخاطئة مثل ترك الطفل يبكي حتى يهدأ بنفسه، وإلا فسيصبح مدللاً حين يكبر، أو جعل العقاب وسيلة لتأديب طفل.
في هذا التقرير سنقدم تسع نصائح بسيطة ولكن فعالة لطفل هادئ ومتزن عاطفياً.
1.القيلولة والوجبات الخفيفة
في معظم الأوقات الطفل المرتاح طفل هادئ. وحرصك على أن يأخذ الطفل قيلولة أثناء النهار سيجنبك الكثير من الصداع. يحتاج الطفل في سن ما قبل المدرسة إلى النوم ما بين 10 و13 ساعة يومياً، وفي سن المدرسة يحتاج إلى النوم لمدة تتراوح بين 9 و11 ساعة.
قد يكون وضع الأطفال في قيلولة أثناء النهار معركة شاقة على عديدٍ من الآباء. لكن اتباع روتين مثالي قبل النوم، وغلق الستائر، وتحديد موعد معين للقيلولة كل يوم هي الاستراتيجية الأنجح. والشيء نفسه ينطبق على الوجبات الخفيفة. فجميعنا يعلم أن الطفل الجائع يتحول تدريجياً إلى شخص آخر، مرهق وجائع وغاضب.
2. تفهَّم مشاعر طفلك
إذا رأيت طفلك متحمساً لشيء، تواصل معه عن هذا الشعور، مثل القول: تبدو سعيداً بالذهاب للتسوق اليوم! والشيء نفسه ينطبق على المشاعر غير السارة. فإذا كان طفلك محبطاً لأنه، على سبيل المثال، ركل برجه المصنوع من المكعبات بطريق الخطأ، اعترف بشعوره: هذا الحادث جعلك محبطاً، لأنك عملت بجد لبنائه. هل تحتاج مساعدتي؟
3. احرص على تهدئة طفلك وطمأنته
كثيراً ما يختبر الأطفال حدود صبرك. وتأنيب طفلك على المشاعر السلبية مثل الغضب والإحباط والخوف وغيرها من المشاعر سيجعله يمتنع عن التعبير عن هذه المشاعر في المستقبل.
لكن ما يحدث هو أن تلك المشاعر لا تختفي لمجرد أنه لا يُسمح لها بالظهور. فلسوف تخرج بطريقة أو بأخرى، من خلال الجسدنة (تحويل الواقع النفسي إلى أعراض جسدية) في أغلب الأحيان، وسوء التصرف. عليك أن تعلم طفلك إذاً كيف يتعامل مع المشاعر الصعبة، لا أن يخفيها.
4. تحكم في مشاعرك
يتأثر الأطفال كثيراً بالحالة العاطفية للأشخاص البالغين في حياتهم. وستلاحظ أن طفلك يصبح متوتراً وسيئ المزاج حين تكون غاضباً أو محبطاً أو متعباً. فاحرص على أن تنقل حالتك المزاجية لطفلك، “والدتك مرهقة” أو “والدتك غاضبة”، فهذا يبعث برسالة بأنه لا بأس بأن تمر بأوقات عصيبة وأن تنزعج. وهي أيضاً فرصة جيدة لمعرفة الطريقة المناسبة للتعامل مع مشاعر طفلك السلبية.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
5. ضع قواعد للسلوك
تقبُّل كل مشاعر طفلك لا يعني السماح له بالتعبير عنها بالطريقة التي يريدها. فاحرص على إرساء بعض قواعد السلوك والالتزام بها. على سبيل المثال، “نحن لا نضرب، فالضرب مؤلم”. فإذا همّ طفلك بضرب طفل آخر، امنعه برفق يمتزج بالحزم، وخاطبه على قدر عقله، وذكّره بهذه القاعدة. ولا تصرخ أو تلقي عليه محاضرة في هذه اللحظة. فهو غاضب وعقله لا يكون مهيئاً للإنصات إليك. أما إن ضرب شخصاً آخر بالفعل، فلا تندفع لإلقاء محاضرة عليه. بل اعتنِ بالطفل الآخر، وأحضر بعض مكعبات الثلج أو ضمادة، والأهم من ذلك، اجعله جزءاً من الانتباه إلى عواقب سلوكه. وتصرف بالطريقة التي تريد أن يتصرف بها طفلك في المستقبل حين لا تكون معه. وبعدها، حين يهدأ الجميع، تحدث معه عن أفعاله وعواقبها. وشدد على التأثير السلبي لسلوكه على الطفل الآخر. ويمكنك الاستعانة بالقصص لتجديد الحوار عن طرق التصرف عند الغضب. فالأطفال يتفاعلون جيداً مع القصص لأنها تجسد مثالاً خارجياً، وهو ما يسمح لهم بالتفكير في السلوكيات والاعتراف بالحلول المحتملة.
6. كن قدوة لطفلك
أفعالك تؤثر على طفلك ألف مرة أكثر من أقوالك. وإن كنت لا ترغب في تعزيز تصرفاته العدوانية، فلا تنتزع لعبة من يده وتعيدها لأخيه لإنهاء شجار بينهما. بل حافظ على هدوئك. واشرح لطفلك بهدوء أن شقيقه كان يلعب بتلك اللعبة. وأن عليه أن ينتظر دوره. فإذا رفض إعادة اللعبة، فاسحبها من يده برفق حازم وأعدها لشقيقه. واحرص على تهدئة طفلك بعد ذلك، وامنحه شيئاً يلهيه، وإذا استمر في البكاء، فلا تتركه. ولا ترفع صوتك ولا تلجأ للتهديدات ولا تعد لثلاثة.
7.اهتم بصحتك النفسية
اتفق مع شريكك أو والدتك أو صديقك أو أي شخص بالغ آخر جدير بالثقة على رعاية الأطفال لبضع ساعات. واذهب للتسوق بهدوء، أو اشرب القهوة وتحدث مع أصدقائك. ولا تشعر بالذنب لأنك تركت أطفالك برفقة شخص آخر للاهتمام بصحتك النفسية. فلن تستطيع أن تكون هادئاً ومتمالكاً لنفسك إذا لم تحافظ على صبرك وتعتني بنفسك.
8.التزم بروتين يومي
الأطفال يبلون بلاءً حسناً حين يتبعون جدولاً زمنياً لأنهم يعرفون ما سيحدث تالياً. فهذا يجعلهم يشعرون بالأمن والأمان، كما أنه سيجعل حياتك أسهل لأن الأطفال يصبحون معتادين على اتباع روتين معين. وهذا لا يعني أنه لا يمكنك الاستمتاع بيوم مثير أو التخطيط لأي شيء خارج عن المألوف. وإذا كان طفلك حساساً من التغيير، فأفضل ما تفعله هو أن تعده لهذا التغيير مقدماً.
9.احتفظ بمجموعة مهدئة من بعض ألعاب أطفالك
انتقِ بعض الألعاب الحسية والقصص ووجّه طفلك إلى هذا الصندوق حين يمر بوقت عصيب. وضع في اعتبارك أنه حين يمر طفلك بنوبة هياج فهذا لا يكون الوقت المناسب لتوجيهه إلى صندوق التهدئة. بل افعل ذلك قبلها، لتجنب نوبة الهياج، أو بعدها، لتهدئته. واحتفظ بواحد في سيارتك أيضاً. وبهذه الطريقة أيضاً ستتوفر لك ولطفلك مجموعة من الألعاب والأنشطة حين تضطران للانتظار، أو حين تسافران في رحلة طويلة، أو تفعلان أشياء مملّة أخرى تتطلب صبراً لا يتحلى به طفلك.
المصدر: عربي بوست