يصعب على الأهل أحياناً الاعتراف بأن أولادهم يعانون من السمنة، لكن الاعتراف بالمشكلة هو أول الطريق نحو الحل. ولأن المشكلة هنا هي السمنة، أي صحة الأولاد، فلا بد من المعالجة الجدية والمستمرة ولكن بطريقة سهلة ويسيرة تهوّن الأمور على أهل المنزل كله.
فإذا كان طفلك يعاني من السمنة وليس لديك فكرة من أين تبدأ، إليك هذه النصائح التي نشرتها النسخة الأسترالية لـ”هافينغتون بوست” بناء على توصيات الهيئات الصحية.
ومن جانبها قالت دسبينا كامبر، خبيرة التغذية الأسترالية: “نحن نعرف أن أقل من 1% فقط من الأطفال يلتزمون بالإرشادات الغذائية الموصى بها، لذا فالتغيير ينبغي أن يحدث فوراً، ويمكن تحقيق ذلك عبر التعليم وتغيير العادات الاجتماعية التي نشأنا عليها”.
1. قدّم مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية
إذا كان أطفالك معتادين بشكل دائم على تناول الشيبسي والكيك والبسكويت والوجبات السريعة، فلا داعي للدهشة من رغبتهم الكبيرة في الحصول على تلك الأطعمة بالذات. لذا بادر بتقديم بعض الأطعمة الكاملة الملونة مثل الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة مثل الأرز البني، وكذلك الحبوب والمكسرات.
وأوضحت كامبر أن أكثر شيء يريده الأطفال هو الطعام ذو المذاق الجيد، لذلك إذا نجحنا في توفيره لهم، فسوف يعتادون عليه ويتناولونه دون مشاكل، مشيرة إلى أن الأبحاث أكدت أنك قد تحتاج إلى أن تقدم بعض الأطعمة لطفلك 7 مرات على الأقل قبل أن يقتنع ويبدأ بتناولها.
2. أنت القدوة
لا تتوقع أن يُقبل أطفالك على تناول الطعام الصحي ما لم تطبق ذلك أنت على نفسك أولاً، فالأطفال يتعلمون عن طريق المحاكاة والتقليد، لذا يمكنك تعليم أطفالك تناول الطعام الصحي عن طريق ممارستك الشخصية.
وأوضحت كامبر: “إذا تناول الأهل الطعام الصحي وقدموه لطفلهم على مائدة الطعام، فسوف تؤتي الخطة أكلها بعد 7 مرات، ولكن ينبغي ألا يصيح الأب فيهم إذا لم ينجح الأمر، ما عليه إلا الصبر وتكرار العملية”.
3. اتبع الإرشادات الغذائية
على الرغم من أن الإرشادات الغذائية بسيطة وقابلة للتطبيق، إلا أننا لا نتبعها، فالأطفال يرغبون في تناول فئة معينة من الأطعمة، لكن الخضراوات ليست ضمن هذه القائمة.
وقسم تقرير طبي نشر بالموقع الطبي الأسترالي “Eat For Health” الأطعمة المغذية التي ينبغي تناولها بشكل يومي إلى 5 مجموعات:
1.الخضراوات والفواكه باختلاف أنواعها وألوانها، وكذلك البقوليات.
2.الحبوب، خاصةً الحبوب الكاملة والأطعمة الغنية بالألياف مثل الخبز والأرز والمعكرونة والشوفان والشعير والكينوا.
3. لحوم الدجاج واللحوم الحمراء الخالية من الدهون والأسماك والبيض وجبن حليب الصويا “التوفو” والمكسرات.
4. اللبن والزبادي والجبن أو بدائلها، التي تحتوي على تركيزات قليلة من الدهون، ولكن ينبغي الانتباه أن الألبان قليلة الدسم لا تصلح للأطفال أقل من عامين.
5. كميات كبيرة من المياه، مع الحد من الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة مثل الكيك واللحوم المصنعة والبرغر والبيتزا والأطعمة المقلية.
4. غيّر الظروف المحيطة وعدّل سلوكك
قد يكون التغيير أكثر صعوبة إذا كانت الظروف المحيطة تحول دون أسلوب حياة صحي، وهذا لا ينطبق فقط على الظروف داخل منزلك وإنما داخل عقلك.
توضح كامبر: “للأسف، ساهمنا في تكوين ظروف وأجواء سيئة تجعل من السهل جداً أن نصاب بالسمنة، ويعتمد تكوين تلك البيئة والقناعات الشخصية والسلوكية على مدى تعرضنا للأطعمة الصحية وغير الصحية، لذا إذا كان لديك أطفال فلا تحضر الوجبات السريعة لمنزلك إطلاقاً، وبالتالي لن يصبح الأمر مثار إزعاج”.
وأردفت كامبر: “لا أقول امنعوا أطفالكم من تناول هذه الأطعمة حتى في الحفلات والمناسبات، ولكن لا تجعلوا هذه الوجبات المغرية تطرق باب منزلكم، فالبعيد عن العين بعيد عن الذهن”.
وبدلاً من التركيز على إجراء تغييرات جذرية، يمكن البدء بتغييرات صغيرة إيجابية مثل تناول خبز الحبوب الكاملة بدلاً من الخبز الأبيض، أو تناول البطاطا بدلاً من رقائق الشيبسي.
ولفتت كامبر إلى أنها لا تتعامل مع مرضاها بأسلوب المنع، فتحظر عليهم أكل أطعمة معينة، لكنها تركز على تحفيزهم لاتّباع الإرشادات الغذائية الصحية والإكثار من تناول الخضراوات.
وأَضافت “بدلاً من حصر المشكلة بالتخلص من الدهون والنشويات، نوسع الدائرة ونحث الناس على الإيجابية وتصبح رسالتنا: افعلوا كل ما من شأنه أن يجعلكم تتمتعون بصحة جيدة”.
5. طهي الطعام
تشير الأبحاث العلمية إلى أنه كلما ارتفع عدد الوجبات التي نعدها ونطهوها داخل المنزل، قلَّت فرص الإصابة بالسمنة، لذا ينبغي الابتعاد تماماً عن الأطعمة الجاهزة والوجبات السريعة.
وأكدت كامبر على أن إشراك الأطفال بتحضير الطعام يحببهم بتناوله، مثل أن نوكل لهم مهمة تقطيع بعض الخضراوات، وبذلك نكون ساهمنا في إكساب الطفل عاداته الصحية الجديدة.
أما إذا اعتقدت السيدات بأنهن لن يجدن الوقت الكافي للطهي بالمنزل، فتشدد كامبر: “جميعنا نمتلك الكثير من الوقت، وإذا كان الواقع غير ذلك، فنحن نحتاج إلى إعادة ترتيب أولوياتنا”.
وتابعت “قد تمسك الأم بالهاتف وتطلب وجبة بيتزا تصل المنزل خلال 20 إلى 30 دقيقة، رغم أنها كانت تستطيع خلال نفس المدة أن تطهو إحدى الوجبات”.
وأوصت كامبر بالتوقف عن جعل الوجبات السريعة نوعاً من المكافأة، ونصحت باستبدالها بوجبة مفضلة يتم طهيها داخل المنزل.
6. دور البطولة للخضراوات
لا تكوني سبباً في تضاؤل فرص تناول طفلك للخضراوات، كوني أكثر تنظيماً وقدمي له مجموعة متنوعة من الخضراوات، واجعلي أسرتك كلها تشاركه الاستمتاع بها. تحتوي الخضراوات على كل احتياجاتنا من مضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن.
وتوضح خبيرة التغذية: “يمكن تحديد القدر الذي يحتاجه الطفل وفق عمره، فالأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 8 أعوام يحتاجون يومياً إلى 4 حصص غذائية ونصف من الخضار، بينما الأشخاص الأكبر عمراً يتطلب جسمهم 5 حصص”.
ما هي الحصة الغذائية من الخضراوات؟
يعتبر كوب السلطة حصة غذائية واحدة، أما عند طهي الخضار فالحصة الغذائية حينئذ ستعادل نصف كوب فقط، وإذا أردنا أن نكون أكثر دقة، فإن الحصة الغذائية تعادل 75 جراماً من الخضراوات المطبوخة.
حيلة ذكية
إذا كان أطفالك يبغضون الخضراوات، الجئي إلى تقشيرها وتقطيعها إلى أجزاء صغيرة ودقيقة لإضافتها مع صلصة الطماطم والكاري مثلاً عند إعداد طبق المعكرونة أو اللازانيا. ويمكن إضافة الباذنجان والطماطم والبصل والفطر والعديد من الخضراوات.
7. تدرب على الأكل الواعي
نقضي الكثير من الوقت أمام شاشات التلفزيون والكومبيوتر، ونتناول وجباتنا تلقائياً أثناء المشاهدة فلا ندرك بالضبط متى نشعر بالشبع.
لذا أوصت خبيرة التغذية الأسترالية بالتوقف عن “الأكل اللاواعي” كي نساعد أنفسنا وأطفالنا على الشعور بالشبع دون الإفراط في الطعام.
المصدر: عربي بوست
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website