يستيقظ طفلك في منتصف الليل مرة أو أكثر ولا يبدو أنه يستطيع العودة إلى النوم من دونك؟ الاستيقاظ ليلاً أمر طبيعي جداً للأطفال الصغار وشائع جداً. مثل أي سلوك آخر غير مرغوب فيه، فإن عادة النوم هذه سوف تتحسن مع الوقت والصبر، وقد تحتاجين الكثير منهما أحياناً!
حتى لو كان طفلك ينام طوال الليل في سريره لعدة أشهر، فقد يدخل مرحلة يبدأ فيها الاستيقاظ مرة واحدة أو مرتين أو حتى ثلاث ويبكي حتى تقومي بتهدئته وإعادته للنوم.
تعرفي معنا في هذا التقرير على أسباب استيقاظ الطفل ليلاً وكيف يمكن أن تساعدي طفلك على العودة إلى النوم، والأهم طرق عملية لتساعدي طفلك على أن يحصل على نوم متواصل عن طريق توفير الشروط المناسبة.
لماذا يستيقظ الطفل فجأة في منتصف الليل؟
قد تتحول فترة النوم إلى كابوس مع استيقاظكِ المتكرر خلال الليل عند بكاء طفلكِ. تكون فترات النوم أحياناً جزءاً من مرحلة نمو الطفل ومروره بقفزات دماغية أو لأسباب فيسيولوجية مثل التسنين أو المغص. فيما يلي أكثر الأسباب شيوعاً:
التسنين
يمكن أن يسبب ظهور الأضراس التي تبدأ بالبزوغ من عام إلى عامين والأنياب العلوية والسفلية، أن تجعل طفلك غريب الأطوار أثناء النهار ويعاني صعوبة في النوم في الليل.
عندما يتعلق الأمر بتخفيف ألم التسنين عن طفلك، بإمكانكِ أن تقدمي له شيئاً بارداً لمضغه، كما يمكنك أن تسألي الطبيب عن استخدام علاج الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين عندما يكون طفلكِ يعاني ألماً شديداً.
وجود مرض معين
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
يمكن أن تؤدي التهابات الأذن والتهاب الحلق والحمى إلى منع طفلك من النوم بهدوء وبشكل متواصل. في مثل هذه الحالة، يمكن أن تساعد أجهزة الترطيب بالرذاذ البارد والمراهم المهدئة في تخفيف أعراض البرد، بينما يمكن أن يؤدي استخدام الكمادات الدافئة أو الباردة إلى تخفيف الضغط الناجم عن التهاب الأذن. يعد الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين خيارين لتسكين الآلام والحمى أيضاً إذا أعطى طبيبك الضوء الأخضر باستخدامها.
مرور الطفل بتغيير كبير
يمكن أن تتسبب التغييرات الحياتية مثل قدوم الأخ الجديد أو تعليم الطفل على استخدام الحمام، أو الفطام أو الانتقال إلى سرير منفصل أو حتى الانتقال إلى منزل جديد أو قضائه معظم وقته مع جليسة أطفال جديدة، في حدوث قلق أثناء النهار واضطراب في النوم أثناء الليل.
قد يستغرق التأقلم مع هذا التغيير بعض الوقت لطفلك الصغير. في غضون ذلك، فإن تقديم كثير من الاهتمام أثناء النهار وقبل النوم يمكن أن يساعده على الشعور بمزيد من الأمان والنوم بشكل أفضل في الليل.
شعور الخوف
عندما تصبح عمليات التفكير لدى طفلك أكثر تعقيداً، ستنمو قدرته على الشعور بالخوف من الأشياء، مثل الخوف من الظلام أو الخوف من الوحدة، مما قد يجعل من الصعب عليه أن ينام جيداً.
رؤية كابوس والذعر الليلي
قد يواجه الأطفال الصغار صعوبة في فهم أن الأحلام السيئة ليست حقيقية، مما قد يزيد من قلقهم. يمكن أن تؤدي التغييرات الكبيرة والضغوطات أثناء النهار أو التعرض لكثير من الإثارة قبل النوم أو المرض إلى تفاقم الكوابيس، لذا حاولي أن تنهي يوم طفلكِ بهدوء وسعادة، خاصة قبل وقت النوم.
بإمكانككِ القيام باللعب الهادئ وقراءة القصص المناسبة لوقت ما قبل النوم؛ لمساعدة طفلك على الدخول في أجواء الهدوء وتهيئته للنوم. كما يُنصح بإبعاده عن الضوضاء العالية وعدم تعريضه للشاشات قبل النوم.
قيلولة طويلة جداً أو متأخرة جداً
قيلولة الظهيرة مهمة للطفل ولكن إن استمرت وقتاً طويلاً أو حصل عليها في وقت متأخر بعد الظهر، فقد لا يكون طفلك متعباً بدرجة كافية للنوم في وقته المعتاد، وقد يستيقظ نشيطاً خلال الليل أو في وقت مبكر جداً بسبب تلك القيلولة.
جربي أن تجعلي وقت القيلولة في وقت أبكر من اليوم بقليل أو لفترة أقصر. الحصول على نومٍ سليم وغير مبالغ فيه في النهار قد يعني نوماً أفضل في المساء.
قيلولة قصيرة جداً أو النوم متأخراً
القيلولة المفرطة يمكن أن تدمر النوم الليلي، ولكن عدم الحصول على قيلولة ولو صغيرة قد يتعب طفلك جداً. بشكل عام، حاولي جعل طفلك يذهب إلى السرير بحلول الساعة 7:30 مساءً، وفي موعد لا يتجاوز الساعة 8 مساءً. ولا تخافي من جعل وقت النوم مبكراً أكثر إذا كان طفلك لم يحصل على قيلولة جيدة خلال النهار أو لم يستطع أن يغفو على الإطلاق.
قلق الانفصال
هل يمر طفلك الصغير بمرحلة يريد أن يكون معكِ دائماً وينزعج كثيراً عندما تغادرين؟ قد يجعل ذلك من الصعب عليه النوم بشكل جيد. يعاني العديد من الأطفال الصغار نوبة من قلق الانفصال في عمر الـ18 شهراً تقريباً، ويمكن أن تستمر هذه الفترات في الظهور لسنوات.
المفتاح هو مساعدة طفلك على التأقلم، حاولي الذهاب مع طفلك إلى السرير والجلوس معه حتى يغفو، وقضاء الوقت في قراءة القصص أو بإمكانك الغناء له أغنية هادئة تساعده على النوم.
دخول الطفل في مرحلة جديدة
التطورات الكبيرة في حياة الطفل، مثل انتقاله للزحف أو الحبو أو بداية المشي، قد تسبب اضطراباً في نومه. الخبر السار، هو أن طفلك سيعود إلى روتين نومه وقيلولته السابق بمجرد أن يتقن مهارته الجديدة.
كيف تتعاملين عند استيقاظ طفلك ليلاً؟
نوم الطفل غير المنتظم والمتقطع يؤثر على العائلة كلها ويؤدي إلى نوم أقل للجميع. السبب هو أن طفلك الصغير إما أنه لم يتعلم كيفية العودة إلى النوم بمفرده وإما أنه بحاجة إليكِ لتهدئته للعودة إلى النوم مرة أخرى.
لهذا السبب تعد الخطوات التي تتخذينها عندما يستيقظ ليلاً مهمة جداً في مساعدته على تعلم مهارة النوم بنفسه وتهدئة نفسه للعودة للنوم. إليك بعض النصائح التي سوف تساعدكِ:
لا تتعجلي:
إذا سمعت طفلك يتذمر في منتصف الليل، فانتظري بضع دقائق لتري ما إذا كان سيعود بمفرده للنوم قبل أن تذهبي لغرفته. من الطبيعي جداً أن يصدر طفلك صوتاً مرتفعاً قليلاً أثناء نومه ثم يعود للنوم في غضون بضع دقائق. إذا بدأ طفلك في البكاء، فاذهبي لغرفته فوراً وحاولي تهدئته، وتفقَّدي حرارته إن كان هناك سبب صحي أو ألم ما.
قومي بتهدئته دون حمله مباشرةً:
إذا شعرتِ بأن طفلك استيقظ، فلا تحمليه فوراً ولا تتحدثي معه كثيراً. بدلاً من ذلك، جرّبي أن تربتي برفق على ظهره واهمسي بكلمات تطمئنه مثل “ششش …” أو “لا بأس” أو “ماما معك”.
إذا كان طفلك الصغير قد استيقظ بسبب كابوس، فطمئنيه بأنه ليس حقيقياً وأنه بأمان. عندما يهدأ، غادري الغرفة. إذا بدأ في البكاء مرة أخرى، فاذهبي لجانبه مجدداً وكرري العملية، أو قومي بحمله إذا شعرتِ بأنه بحاجة لذلك أو يشعر بالخوف.
ضعي روتين للنوم:
تقديم الاطمئنان الهادئ في الليل مهم ولكنَّ جلب طفلك إلى سريرك سيعطي طفلك رسائل مختلطة. يتطلب تعزيز عادات النوم الجيدة وقتاً ومتابعة. لن يتعلم طفلك النوم مرة أخرى بمفرده إذا كان مرتبكاً بشأن الطريقة التي ستستجيبين بها لنوباته الليلية. حاولي الالتزام بتهدئته في غرفته وسريره إذا كنت قد فصلته مسبقاً.
قد يستغرق الأمر عدة ليالٍ ولكن بحلول الليلة الرابعة أو الخامسة، من المرجح أن تكون عادة الاستيقاظ قد انتهت.
كيف تمنعين طفلك من الاستيقاظ في منتصف الليل؟
1. تأكدي من حصول طفلك على القسط المناسب من النوم: يمكن أن يتسبب النوم أثناء النهار كثيراً أو القليل جداً في حدوث مشاكل بالليل. إذا كنت تعتقدين أن طفلك قد يكون مرهقاً جداً، فحاولي أن تجعلي موعد النوم مبكراً وتأكَّدي من أنه يأخذ قيلولة كافية خلال النهار. أما إذا كنت تعتقدين أنه يستيقظ في الليل لأنه يغفو كثيراً، فحاولي تقصير غفوته. تأكدي أيضاً من أنه لا يغفو في وقت قريب جداً من موعد النوم.
2. ضعي روتيناً لوقت النوم: قومي بإنشاء روتين مهدئ لوقت النوم (حمام دافئ، قصة هادئة، أحضان)، والذي ينتهي بمغادرة الغرفة قبل أن ينام طفلك تماماً. يساعد هذا طفلك على تعلم كيفية النوم بمفرده، وهي مهارة سيحتاجها لإعادة نفسه إلى النوم في منتصف الليل دون أن يوقظك أبداً.
3. حافظي على راحته: قد يشعر طفلك الصغير بالاختناق من كيس نومه، ويميل الأطفال الصغار إلى التخلص من بطانياتهم أثناء الغفوة، لذا احرصي على أن يرتدي ملابس مريحة توفر له الدفء؛ حتى لا يشعر بالبرد إذا استيقظ في الليل.
4. الاستماع إلى الضوضاء البيضاء: يساعد هذا النوع من الموسيقى على تهدئة الطفل ويعتبر طريقة سهلة لحجب الضوضاء الصادرة عن بقية المنزل أو خارجه.
5. تجنبي برامج الرعب: تحتوي العديد من البرامج التلفزيونية أو الكتب على مواقف مخيفة، قد تؤدي إلى الكوابيس والاستيقاظ ليلاً. لذلك احرصي على معرفة المحتوى الذي يشاهده ويقرؤه طفلك.
6. حددي وقت الشاشة: عند الحديث عن التلفزيون، فإن أي وقت يقضيه الطفل أمام التلفاز أو الجهاز اللوحي قبل النوم يمكن أن يعطل نوم طفلك. قومي بالتوقف عن استخدام الأجهزة قبل النوم بساعة على الأقل، وحاول الالتزام بحدود وقت الشاشة الصحية على مدار اليوم. توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) بما لا يزيد على ساعة للأطفال الذين تزيد أعمارهم على عامين، وعدم المشاهدة مطلقاً للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 شهراً.
المصدر: عربي بوست