ما لا يعرفه كثيرون أن الحامل تعيش حالة من القلق طوال شهور الحمل، خوفا من فقدان الحمل أو تعرض جنينها لمكروه، لكن هناك أيضا بعض المخاوف التي تتعلق بصحتها، إذ يعد تسمم الحمل أحد أبرز مخاوف النساء خلال الحمل، لا سيما وأنه قد يصيب المرأة التي لا تشكو من متاعب صحية واضحة.
تسمم الحمل، هو أحد مضاعفات الحمل التي تتميز بارتفاع ضغط الدم، وهو علامة على تلف عضو آخر بالجسم، وغالبًا ما يكون الكبد أو الكلى. وتبدأ مقدمات تسمم الحمل عادةً بعد 20 أسبوعًا من الحمل عند النساء اللواتي كان ضغط دمهن طبيعيًا.
ويمكن أن يؤدي تسمم الحمل، إذا تُركت الحامل من دون علاج، إلى مضاعفات خطيرة وقاتلة لها وللجنين، بحسب “مايو كلينك” (Mayoclinic).
ويُعد الحل الأكثر فعالية في تلك الحالة هو الولادة العاجلة. حتى بعد ولادة الطفل، قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تتحسن حالة الأم الصحية.
أما إذا تم تشخيص الحامل بتسمم الحمل في وقت مبكر -قبل الأسبوع الـ20 من الحمل- مما يعني أنه لا يمكن التعجيل بالولادة، فقد تواجه المرأة خطورة على حياتها، لا سيما وأن إجهاضها سيصبح ضرورة طبية تجنبا لتعريض حياتها وحياة طفلها إلى مضاعفات خطيرة.
ولكن بحسب مايوكلينك، فإنه نادرًا ما يحدث تسمم الحمل بعد ولادة الطفل، وهي حالة تعرف باسم تسمم الحمل التالي للوضع.
أعراض تسمم الحمل
تتمثل خطورة تسمم الحمل في عدم وضوح أعراضه التدريجية، فربما تتطور الحالة من دون أي أعراض، ويرتفع ضغط الدم ببطء، أو بصورة مفاجئة.
ومع ذلك، ينبغي مراقبة ضغط الدم بصورة منتظمة خلال شهور الحمل، لأن العلامة الأولى لتسمم الحمل هي عادةً ارتفاع ضغط الدم.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
لهذا، فإن على المرأة الانتباه في حال، تجاوز قياس ضغط الدم 140/90 مليمترا من جهاز الضغط الزئبقي، على أن يتم القياس بفارق 4 ساعات على الأقل.
وقد تشمل العلامات والأعراض الأخرى لتسمم الحمل ما يلي:
- زيادة البروتين في البول، قد يطلب الطبيب تحليل بول بصفة متكررة خلال الحمل.
- صداع شديد.
- اضطراب في الرؤية، بما في ذلك فقدان مؤقت للرؤية أو عدم وضوح الرؤية أو حساسية تجاه الضوء.
- ألم في الجزء العلوي من البطن، وعادة ما يكون تحت ضلوعك على الجانب الأيمن.
- الغثيان أو القيء.
- قلة إخراج البول.
- انخفاض مستويات الصفائح الدموية في الدم.
- ضعف وظائف الكبد.
- ضيق التنفس الناتج عن السوائل في رئتيك.
- زيادة الوزن المفاجئة والتورم، خاصة في الوجه واليدين.
قد تحدث الأعراض السابقة مع تسمم الحمل، ولكنها تحدث أيضًا في العديد من حالات الحمل الطبيعية، لذا ينبغي أن تخضع لمراقبة الطبيب.
أسباب تسمم الحمل
يعتقد الأطباء أن السبب الأساسي والدقيق لتسمم الحمل يبدأ من المشيمة، العضو الذي يغذي الجنين طوال فترة الحمل.
في الحالات الطبيعية -في وقت مبكر من الحمل- تتطور الأوعية الدموية الجديدة وتتطور لإرسال الدم بكفاءة إلى المشيمة.
أما عند النساء المصابات بمقدمات تسمم الحمل، فلا يبدو أن هذه الأوعية الدموية تتطور أو تعمل بشكل سليم. فهي أضيق من الأوعية الدموية الطبيعية وتتفاعل بشكل مختلف مع الإشارات الهرمونية، مما يحد من كمية الدم التي يمكن أن تتدفق من خلالها.
وقد تشمل أسباب هذا التطور غير الطبيعي ما يلي:
- عدم كفاية تدفق الدم إلى الرحم.
- تلف الأوعية الدموية.
- مشكلة في جهاز المناعة.
- مشكلة جينية (وراثية).
- اضطرابات ارتفاع ضغط الدم الأخرى أثناء الحمل.
وهناك عدة عوامل تسهم في تطور مقدمات تسمم الحمل، أبرزها ما يلي:
- تاريخ تسمم الحمل: وجود تاريخ شخصي أو عائلي يزيد من احتمالات الإصابة.
- ارتفاع ضغط الدم المزمن: إذا كنتِ تعانين بالفعل من ارتفاع ضغط الدم المزمن، فأنتِ أكثر عرضة للإصابة بتسمم الحمل.
- الحمل الأول: يرتفع خطر الإصابة بمقدمات الارتعاج أثناء الحمل الأول.
- الزواج المتكرر: يزيد كل حمل مع زوج جديد من خطر الإصابة بمقدمات تسمم الحمل أكثر من الحمل الثاني أو الثالث مع نفس الشريك.
- عمر الحامل: يحتمل أن تصاب النساء الحوامل صغيرات السن وكذلك النساء الحوامل الأكبر من 35 عامًا بتسمم الحمل.
- العرق: النساء ذوات البشرة السوداء أكثر عرضة للإصابة بمقدمات تسمم الحمل من الأعراق الأخرى.
- السمنة: يصبح خطر الإصابة بمقدمات الارتعاج أعلى إذا كنتِ تعانين من السمنة.
- التوائم: أكثر شيوعًا عند النساء اللائي يحملن توأما أو 3 توائم أو مضاعفات أخرى.
- الفاصل الزمني بين الحمل: يؤدي وجود أطفال أقل من عامين أو أكثر من 10 سنوات على فترات متباعدة إلى زيادة خطر الإصابة بتسمم الحمل.
- التاريخ المرضي: الإصابة بارتفاع ضغط الدم المزمن، والصداع النصفي، وداء السكري من النوع الأول أو النوع الثاني، وأمراض الكلى، والميل إلى الإصابة بجلطات دموية، أو الذئبة، يزيد من خطر الإصابة به أيضا.
- التلقيح الصناعي: في المختبر.
هل يمكن الوقاية من تسمم الحمل؟
يواصل الباحثون دراسة طرق الوقاية من تسمم الحمل، ولكن حتى الآن، لم تظهر أي إستراتيجيات واضحة. وعلى عكس ما يعتقد البعض، فإن تناول كميات أقل من الملح أو تقييد السعرات الحرارية أو تناول الثوم أو زيت السمك لا يقلل من مخاطر إصابتك. كما لم يثبت أن زيادة تناولك للفيتامينات “سي” (C) و”إي” (E) له فائدة.
في حين أفادت بعض الدراسات وجود ارتباط بين نقص فيتامين “د” (D) وزيادة خطر الإصابة بمقدمات تسمم الحمل، لكنها ما تزال تحت المراجعة.
ويبقى الحل الناجع في تجنب مضاعفات الحمل هو الزيارة المنتظمة للطبيب، أو التوجه إلى الطوارئ مباشرة في حالة الشعور بأي تغير مفاجئ في الحالة الصحية.
المصدر: موقع الجزيرة