سواء كان الفصل شتاء قارساً أو صيفاً دافئاً، يمكن أن تؤدي نسبة الرطوبة المرتفعة إلى ظهور بقع المياه على جدران المنزل والتسبب في ظهور علامات العفن السوداء في الزوايا المختلفة مثل الأرضيات والملابس والكتب وعلى كافة مقتنيات المنزل.
وعلاوة على كونها مشكلة مزعجة تهدد سلامة الجدران والمقتنيات المنزلية، إلا أن لها عواقب صحية وخيمة عند تعرض جسم الإنسان لها بكميات كبيرة. في هذا التقرير نتناول العفن وأسباب حدوثه وتأثيره على صحة الشخص وكيفية علاجه قبل فوات الأوان.
ما هو العفن؟
في الطبيعة، يساعد العفن المواد النباتية والحيوانية على التحلل والامتزاج مع الأرض. وهو نوع من الفطريات الشائعة يطلق جراثيم صغيرة تطفو في الهواء وتكون قابلة للاستنشاق عند تنفسها.
وبحسب موقع Healthline الصحي، يمكن لهذه الجراثيم أن تدخل المنزل عن طريق: الأبواب والشبابيك المفتوحة، وفتحات التدفئة ومكيفات الهواء، وعلى متن الملابس والأحذية بعد العودة من الأماكن المصابة، أو من خلال فراء الحيوانات الأليفة التي قد تنقله من مكان إلى آخر.
وفي داخل المنازل والبنايات، لا يمكن لجراثيم العفن أن تنمو ما لم تكن الظروف مناسبة. وهي تنمو بالالتصاق بالأقمشة والسجاد والورق والخشب ثم تبدأ في التكاثر والانتشار.
ويفضل العفن المساحات التي بها الكثير من الرطوبة والضوء، مثل الأحواض وأحواض الاستحمام وصنابير المياه، وبالقرب من الأنابيب المتسربة أو حول النوافذ، أو في الأقبية والعليّات وغرف التخزين وخزانات الملابس والصناديق.
ما هي أنواع العفن؟
يمكن أن تنمو أنواع متعددة من العفن في البقعة الواحدة المصابة به، ولا يمكن التمييز بين تلك الأنواع دون اختبارات معملية.
وبحسب موقع Healthline، فإن أنواع العفن المنزلية غالباً ما تكون أحد تلك الأنواع:
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
- كلادوسبوريوم: هذا العفن يكون إما بنياً أو أخضر أو أسود اللون. وينمو في كل من المواقع الدافئة والباردة. وغالباً ما يتكاثر على الخشب أو السجاد أو الأقمشة وفي قنوات التدفئة والتبريد.
- بنسيليوم: هذا العفن يكون باللون الأزرق أو الأخضر أو الأصفر. وغالباً ما يتم العثور عليه تحت السجاد وفي الطوابق السفلية من البنايات، حيث التهوية السيئة. كما يتواجد في المنازل التي تعاني من تسربات المياه.
- فطر الرشاشيات أو أسبرجيليوس: ويكون لونه أخضر أو أبيض أو رمادياً مع بقع داكنة ومظهر ناعم كالفراء. وهذا النوع من العفن يحب الأماكن ضعيفة التهوية. وهو ينمو على الأقمشة والجدران والأقبية وغرف التخزين المظلمة، وكذلك على المواد الغذائية الجافة التي لا يتم تخزينها جيداً.
- ألترنانيا: يحدث هذا في الأماكن الرطبة بالداخل، مثل الاستحمام أو تحت الأحواض التي يتسرب منها الماء.
مخاطر العفن وعلامات الرطوبة على الصحة
يوضح موقع Medical News Today المعني بالصحة والمعلومات الطبية، أن للعفن والرطوبة الزائدة مخاطر صحية عديدة على سلامة الإنسان، خاصة عند التعرض المستمر لتلك النوعيات من السموم.
1- مشكلات التنفس والحساسية: مع نمو وتكاثر العفن في المنزل، يمكن للجراثيم والخلايا والمركبات العضوية الناجمة عنها أن تتداخل مع الهواء.
ويمكن أن تنتج تلك المهيجات والسموم الفطرية الحساسية والسميّة خاصة للأفراد الذين يعانون من الحساسيات في الجهاز التنفسي.
يُشار أيضاً إلى أن الرطوبة تدمر المواد في الأسطح والجدران وغيرها، ما يتسبب في تلوث الهواء بمخلفات دقيقة تسبب تهيج الرئتين والأنف والحنجرة عند استنشاقها، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشكلات التنفس أو الربو.
ويمكن أن تسبب حساسية العفن أعراضاً مشابهة لأعراض الحساسية الأخرى، مثل أعراض حمى القش أو الحساسية الموسمية.
ويمكن أن يؤدي الحجم الكبير من الغبار إلى زيادة خطر الإصابة بعث الغبار، مما قد يؤدي أيضاً إلى حدوث تفاعل تحسسي لدى بعض الأشخاص.
2- داء الرشاشيات: يمكن لبعض أنواع العفن، مثل الرشاشيات أو أسبرجيليوس، أن تسبب مشكلة صحية خطيرة تُعرف باسم داء الرشاشيات.
ويمكن لمعظم الناس أن يتنفسوا جراثيم هذه الفطريات دون أن يمرضوا، ولكن الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة أو الأمراض الرئوية قد يعانون من رد فعل شديد، مثل الصداع وسيلان الأنف والتهابات الجيوب الأنفية والسعال وصولاً إلى مشاكل التنفس بصورة طبيعية وتضرر الرئة.
وتشير منظمة الصحة العالمية “WHO” وفقاً لموقع Medical News Today، إلى أن العفن والعوامل الميكروبية التي ينتجها قد تزيد من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي، والالتهاب الشعبي، والتهاب الأسناخ التحسسي، والتهاب الجيوب الأنفية المزمن، والتهاب الجيوب الأنفية الفطري التحسسي، ومشاكل الجهاز التنفسي السفلي عند الأطفال الأصحاء.
وتشير بعض الأدلة وفقاً لمنظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى أن الأشخاص الذين يقضون الكثير من الوقت في بيئة يوجد بها العفن، يعانون من:
- تهيج الجلد والعين.
- أزيز أثناء التنفس.
- الحمى.
- الإعياء.
- الغثيان.
- الصداع.
- الأرق.
- تهيج الغشاء المخاطي في الأنف.
- التهاب الشعب الهوائية والسعال.
كيفية التخلص من العفن والرطوبة الزائدة
في كثير من الحالات يمكن التخلص من العفن المنزلي باستخدام المنتجات التجارية المتخصصة في إزالة العفن، أو الصابون والماء، أو باستخدام محلول مبيض مكون من 8 أونصات من المبيض أو Bleach لكل 1 غالون من الماء.
ولكن قبل البدء بعملية تنظيف العفن، ينصح Medical News Today بفتح النوافذ في المنزل، وارتداء نظارات واقية وقفازات طبية غير مسامية وقناع للوجه أو كمامة N-95.
ولا ينبغي خلط المنظفات الأخرى أو الأمونيا بالمبيض، حيث يمكن أن تصبح الأبخرة السامة عند الاستنشاق.
وتبدأ عملية التنظيف باستخدام الفرشاة القاسية للتأكد من غسل ذرات العفن كلياً من المكان.
كما يمكن أيضاً الاستعانة بالشركات المتخصصة في تنظيف وتطهير المنزل من العفن إذا ما كان مستوى إصابة بيتك متقدماً.
الوقاية من العفن
تنتشر الجراثيم والعفن في كل مكان في العالم، ومن الصعب التخلص منها تماماً. ووفقاً لموقع Healthline، فإن هناك بعض الطرق التي ستجعل المنزل آمناً وغير مستضيف للعفن بصورة تؤذيك وتؤذي أفراد أسرتك. ومن بينها الخطوات التالية.
- تصليح تسربات المياه على الفور، وتنظيف المياه الزائدة واستخدم المراوح لتجفيف المنطقة المصابة.
- إصلاح أو استبدال النوافذ التي تتسرب أو تتعرق، إذ قد تتجمع الرطوبة على إطارات النوافذ والشرفات وعتبات الأبواب.
- الحفاظ على مستوى رطوبة منخفض في المنزل عن طريق التهوية المستمرة واستخدام مكيفات الهواء ومزيلات الرطوبة Dehumidifier.
- قم بتغيير المرشحات ومكيفات الهواء والأفران على النحو الموصى به إذا ما كانت مصابة بأعطال تسبب أثراً في مستوى أدائها.
- كما لا يُنصح باستخدام السجاد في الحمامات وغرف التخزين أو في الطوابق السفلية حيث التهوية الرديئة. حيث تعمل المنسوجات على الاحتفاظ بالرطوبة، ما يزيد من احتمالية تكاثر العفن هناك.
- كذلك يجب مراعاة تهوية المنزل بصورة يومية واستخدام شفاطات الهواء عند الطهي والاستحمام لطرد الأبخرة.
المصدر: عربي بوست