Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
محمد بن ابراهيم بن عبدوس بن بشير
أصله من العجم.
قال أبو سعيد المصري وهو من موالي قريش.
قال المؤلف رحمه الله تعالى هو من كبار أصحاب سحنون وأئمة وقته وهو رابع المحمدين الأربعة الذين اجتمعوا في عصر من أئمة مذهب مالك لم يجتمع في زمان مثلهم، اثنان مصريان ابن عبد الحكم وابن المواز واثنان قرويان ابن سحنون وابن عبدوس.
ذكر مكانه من العلم والفضل:
قال محمد بن أحمد بن تميم: كان محمد بن عبدوس ثقة، إماماً في الفقه، صالحاً زاهداً، ظاهر الخشوع ذا ورع وتواضع، بذُّ الهيئة من أشبه الناس بأخلاق سحنون في فهمه وزهادته في ملبسه ومطعمه، وكان صحيح الكتاب حسن التقييد، عالماً بما اختلف فيه أهل المدينة وما اجتمعوا عليه.
قال حماس القاضي: ما رأيت مثل ابن عبدوس في الزهادة والفقه وقال مثله محمد بن بسطام.
قال ابن حارث: كان حافظاً لمذهب مالك والرواة من أصحابه إماماً فقيهاً، غزير الاستنباط، جيد القريحة، ناسكاً عابداً متواضعاً، يقال إنه كان مستجاب الدعوة وإنه دعا على ابن الأغلب المعروف بأبي الغرانيق فعرفت استجابته.
قال ابن حارث: وكان نظيرا لمحمد بن المواز، وألف كتاباً شريفاً سمّاه المجموعة على مذهب مالك وأصحابه، أعجلته المنيّة، قبل تمامه وكان قرناً لابن سحنون وجاراً لهم نشأ معه بين يدي سحنون رحمه الله، وله أيضاً كتاب التفاسير، وله كتب فسر فيها أصولاً من العلم كتفسير كتاب المرابحة وتفسير المواضعة وتفسير كتاب الشفعة وكتاب الدور.
وذكر مرة عند حماس القاضي ففضلوه على محمد بن سحنون، فقال حماس كان ابن عبدوس يلقي علينا المسائل فإذا أشكلت شرحها فلا يزال يفسرها حتى نفقهها فيسر بذلك، وإن لم يرنا فهمناها غمه.
وكان ابن طالب شديد الإعظام لابن عبدوس عارفاً بحقه وعليه كان يعتمد في أحكامه ويطالبه بالمشاورة في كل وقت.
وكان سليمان بن عمران يقول لابن طالب إن مات لك ابن عبدوس أيش تصنع؟
قال لقمان كان وجه ابن طالب إلى ابن سحنون وقلبه إلى ابن عبدوس وكان ابن طالب يقول اللهم ابقني ما أبقيت محمد بن عبدوس أقتدي به في ديني وكان يثني عليه.
قال ابن حبيب كنت أسأل في المسائل النازلة سحنون فإن تعذّر فابن عبدوس.
وبه تفقه جماعة من أصحاب سحنون فمن بعدهم واستجازه أخوه في المجموعة وألف كتبه في المذهب هذه المسماة بالمجموعة وهو نحو الخمسين كتاباً وله أيضاً أربعة أجزاء في شرح مسائل من المدونة ذكرناها وكتاب الورع، وكتاب فضائل أصحاب مالك وكتاب مجالس مالك أربعة أجزاء وقد تضاف بعض هذه الكتب إلى المجموعة.
ودخل يوماً محمد بن عبدوس على سحنون وعنده ابنه محمد، وأبو داود، وعبد الله بن الطبية، وعبد الله بن الفريابي وجماعة من كبار أصحابه وقد ألقى عليهم مسألة فبقي عليهم في الجواب فقال أيش تتكلمون؟ فقال سحنون فأخبِروه، فقال قال فيها بعض أصحابنا كذا وبعضهم كذا وذكر الجواب والاختلاف، فقال سحنون نعم انظروا من يدرس وأنتم تركتم الدرس.
وحكى الأبياني أن ابن عبدوس أقام سبع سنين يدرس لا يخرج من داره إلا إلى الجمعة.
ذكر زهده:
ذكر ابن اللباد أن محمد بن عبدوس صلّى الصبح بوضوء العتمة، ثلاثين سنة خمسة عشرة من دراسة وخمسة عشرة من عبادة.
وروينا عن غيره أنه رأى في منامه أنه يقال له مخضت فجبن فأتى بعض أهل العلم بالرؤيا فقال له حضضت على العمل، فقال وأي عمل أفضل مما أنا فيه، من تأليف المجموعة ثم لزم العبادة والعمل فمات إلى سنة.
قال أحمد بن نصر: كنت إذا دخلت إلى محمد بن عبدوس وجدته قد جلس محتبياً متواضعاً زائلاً من صدر فراشه فلا يعرف من يدريه أنه صاحب المجلس.
ذكر المالكي في تاريخه أنه لم يكن في أصحاب سحنون أفقه من ابنه وابن عبدوس وكان الناس بينهما طائفتين المحمدية والعبدوسية كل طائفة تتعصب لصاحبها.
وفاته:
وتوفي ابن عبدوس سنة ستين ومائتين فيما قاله ابن حارث وغيره، وقال آخرون سنة إحدى وستين. وصلى عليه أخوه.
مولده سنة اثنين ومائتين مع ابن سحنون في سنة واحدة وقيل بعده بسنة على الخلاف في مولد ابن سحنون، والله أعلم.
من ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك للإمام القاضي العلامة الحافظ شيخ الإسلام أبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي الأندلسي ثم السبتي المالكي توفي 544 هـ رحمه الله تعالى.