1- مَنْ كَرِهَ الْخُرُوجَ فِي الْفِتْنَةِ وَتَعَوَّذَ مِنْهَا
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ:
38264- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ، قَالَ: انْتَهَيْت إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ وَالنَّاسُ عَلَيْهِ مُجْتَمِعُونَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي سَفَرٍ إذْ نَزَلْنَا مَنْزِلاً، فَمِنَّا مَنْ يَضْرِبُ خِبَاءَهُ، وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ، وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي جَشَرِهِ إذْ نَادَى مُنَادِيهِ: الصَّلاَةَ جَامِعَةً، فَاجْتَمَعْنَا، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَخَطَبَنَا، فَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلاَّ كَانَ حَقَّ اللهِ عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُمْ، وَيُنْذِرَهُمْ مَا يَعْلَمُهُ شَرًّا لَهُمْ، وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَتْ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا، وَإِنَّ آخِرَهَا سَيُصِيبُهُمْ بَلاَءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا فَمِنْ ثَمَّ تَجِيءُ الْفِتْنَةُ، فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ، ثُمَّ تَجِيءُ الْفِتْنَةُ، فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ، ثُمَّ تَنْكَشِفُ، فَمَنْ سَرَّهُ
مِنْكُمْ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ, فَلتُدْرِكْهُ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَلْيَأْتِ النَّاسَ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يَأْتُوا إلَيْهِ، وَمَنْ بَايَعَ إمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنْ جَاءَ أَحَدٌ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا، عُنُقَ الآخَرَ، قَالَ: فَأَدْخَلْت رَأْسِي مِنْ بَيْنِ النَّاسِ، فَقُلْتُ: أُنْشِدُك بِاللهِ، أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ: فَأَشَارَ بِيَدَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ، سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي، قَالَ: قُلْتُ: هَذَا ابْنُ عَمِّكَ، يَأْمُرُنَا أَنْ نَأْكُلَ أَمْوَالَنَا بَيْنَنَا بِالْبَاطِلِ، وَأَنْ نَقْتُلَ أَنْفُسَنَا، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ: {لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ، قَالَ: فَجَمَعَ يَدَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عَلَى جَبْهَتِهِ، ثُمَّ نَكسَ هُنَيْهَةً، ثُمَّ قَالَ أَطِعْهُ فِي طَاعَةِ اللهِ، وَاعْصِهِ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ.
38265- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِمِثْلِهِ إِلاَّ أَنَّ وَكِيعًا، قَالَ: وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلاَءٌ وَفِتَنٌ يُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَقَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَلْتُدْرِكْهُ مَنِيَّتُهُ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ.
38266- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عُثْمَانَ الشَّحَّامِ، قَالَ: حدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ أَبِي بَكرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ، الْمُضْطَجِعُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْجَالِسِ، وَالْجَالِسُ خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا تَأْمُرُنِي، قَالَ: مَنْ كَانَتْ لَهُ إبِلٌ فَلْيَلْحَقْ بِإِبِلِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ فَلْيَعْمَدْ إِلَى سَيْفِهِ فَلْيَضْرِبْ بِحَدِّهِ عَلَى صَخْرَةٍ، ثُمَّ لِيَنْجُ إِنِ اسْتَطَاعَ النَّجَاءَ.
38267- حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى وَعَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَعْدٍ رَفَعَهُ عَبِيدَةُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ عَبْدُ الأَعْلَى، قَالَ: تَكُونُ فِتْنَةٌ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، وَالسَّاعِي خَيْرٌ مِنَ الْمُوضِعِ.
38268- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ نَجِيحٍ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ صَخْرِ بْنِ بَدْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سُبَيْعٍ، أَوْ سُبَيْعِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: أَتَيْتُ الْكُوفَةَ فَجَلَبْت مِنْهَا دَوَابَّ, فَإِنِّي لَفِي مَسْجِدِهَا, إذْ جَاءَ رَجُلٌ قَدَ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا: حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، قَالَ: فَجَلَسْت إلَيْهِ، فَقَالَ: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْت أَسْأَلُهُ، عَنِ الشَّرِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْت هَذَا الْخَيْرَ الَّذِي كُنَّا فِيهِ هَلْ كَانَ قَبْلَهُ شَرٌّ ؟ وَهَلْ كَائِنٌ بَعْدَهُ شَرٌّ ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: فَمَا الْعِصْمَةُ مِنْهُ ؟ قَالَ: السَّيْفُ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَهَلْ بَعْدَ السَّيْفِ مِنْ بَقِيَّةٍ ؟ قَالَ: نَعَمْ، هُدْنَةٌ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا بَعْدَ الْهُدْنَةِ ؟ قَالَ: دُعَاةُ الضَّلاَلَةِ، فَإِنْ رَأَيْت خَلِيفَةً فَالْزَمْهُ وَإِنْ نَهَكَ ظَهْرَك ضَرْبًا وَأَخَذَ مَالَك، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ خَلِيفَةٌ فَالْهَرَبُ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَاضٌّ عَلَى شَجَرَةٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا بَعْدَ ذَلِكَ ؟ قَالَ: خُرُوجُ الدَّجَّالِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا يَجِيءُ بِهِ الدَّجَّالُ ؟ قَالَ: يَجِيءُ بِنَارٍ وَنَهْرٍ، فَمَنْ وَقَعَ فِي نَارِهِ وَجَبَ أَجْرُهُ، وَحُطَّ وِزْرُهُ، وَمَنْ وَقَعَ فِي نَهْرِهِ حبط أَجْرُهُ، وَوَجَبَ وِزْرُهُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا بَعْدَ الدَّجَّالِ ؟ قَالَ: لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْتَجَ فَرَسَهُ مَا رَكِبَ مُهْرَهَا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
38269- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: قَالَ حُمَيْدٌ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ اللَّيْثِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا اليشكري، قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَسْأَلُهُ النَّاسُ عَنِ الْخَيْرِ, وَكُنْت أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِ، وَعَرَفْتُ أَنَّ الْخَيْرَ لَنْ يَسْبِقَنِي، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ ؟ قَالَ: يَا حُذَيْفَةُ، تَعَلَّمْ كِتَابَ اللهِ وَاتَّبِعْ مَا فِيهِ، ثَلاَثًا، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرُّ ؟ قَالَ: فِتْنَةٌ وَشَرٌّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ بَعْدَ هَذَا الشَّرِّ خَيْرٌ ؟ قَالَ: يَا حُذَيْفَةُ، تَعَلَّمْ كِتَابَ اللهِ وَاتَّبِعْ مَا فِيهِ ثَلاَثَ مِرَارٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرُّ ؟ قَالَ: فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ صَمَّاءُ عَلَيْهَا دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ النَّارِ، فَأَنْ تَمُوتَ يَا حُذَيْفَةُ وَأَنْتَ عَاضٌّ عَلَى جَِذْلٍ, خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَتْبَعَ أَحَدًا مِنْهُمْ.
38270- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ خَبَّابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إذْ ذَكَرَ الْفِتْنَةَ، أَوْ ذُكِرَتْ عِنْدَهُ، قَالَ: فَقَالَ: إِذَا رَأَيْت النَّاسَ مَرَجَتْ عُهُودُهُمْ وَخَفَّتْ أَمَانَاتُهُمْ، وَكَانُوا هَكَذَا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، قَالَ: فَقُمْت إلَيْهِ، فَقُلْتُ: كَيْفَ أَفْعَلُ عِنْدَ ذَلِكَ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَك، قَالَ: فَقَالَ لِي: الْزَمْ بَيْتَكَ, وَأَمْسِكْ عَلَيْك لِسَانَك, وَخُذْ بِمَا تَعْرِفُ, وَذَرْ مَا تُنْكِرُ، وَعَلَيْك بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ، وَذَرْ عَنْك أَمْرَ الْعَامَّةِ.
38271- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ، وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ.
38272- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ حُجَيْرِ بْنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: ائْتِ قَوْمَك فَانْهَهُمْ أَنْ يَخِفُّوا فِي هَذَا الأَمْرِ، فَقُلْتُ: إنِّي فِيهِمْ لَمَغْمُورٌ، وَمَا أَنَا فِيهِمْ بِالْمُطَاعِ، قَالَ: فَأَبْلِغْهُمْ عَنِّي لأَنْ أَكُونَ عَبْدًا حَبَشِيًّا فِي أَعْنُزٍ حَضَنِيَّاتٍ أَرْعَاهَا فِي رَأْسِ جَبَلٍ حَتَّى يُدْرِكَنِي الْمَوْتُ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ أَرْمِيَ فِي أَحَدٍ مِنَ الصَّفَّيْنِ بِسَهْمٍ أَخْطَأْتُ، أَوْ أَصَبْتُ.
38273- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: إِنَّ لِلْفِتْنَةِ وَقَفَاتٍ وَبَعَثَاتٍ، فَإِنَ اسْتَطَعْت أَنْ تَمُوتَ فِي وَقَفَاتِهَا فَافْعَلْ.
38274- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنْ زِيَاد بن سِمِيْنْ كُوشْ الْيَمَانِيَّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: تَكُونُ فِتْنَةٌ، أَوْ فِتَنٌ تَسْتَنْظِفُ الْعَرَبَ، قَتْلاَهَا فِي النَّارِ، اللِّسَانُ فِيهَا أَشَدُّ مِنْ وَقْعِ السَّيْفِ.
38275- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السَّدُوسِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: خَطَبَنَا، فَقَالَ: أَلاَ وَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُصْبِحُ كَافِرًا وَيُمْسِي مُؤْمِنًا، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي خَيْرٌ مِنَ الرَّاكِبِ، قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا ؟ قَالَ: كُونُوا أَحْلاَسَ الْبُيُوتِ.
38276- حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: بَيْنَ يَدَيَ السَّاعَةِ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، وَيَبِيعُ أَقْوَامٌ دِينَهُمْ بِعَرَضِ الدُّنْيَا.
38277- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ، عَنِ هُذَيْلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: اكْسِرُوا قِسِيَّكُمْ، يَعْنِي فِي الْفِتْنَةِ، وَقَطِّعُوا الأَوْتَارَ وَالْزَمُوا أَجْوَافَ الْبُيُوتِ، وَكُونُوا فِيهَا كَالْخَيِّرِ مِنَ ابْنَيْ آدَمَ.
38278- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: يَا أَبَا ذَرٍّ، أَرَأَيْت إنِ اقْتَتَلَ النَّاسُ حَتَّى تَغْرَقَ حِجَارَةُ الزَّيْتِ مِنَ الدِّمَاءِ كَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ ؟ قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: تَدْخُلُ بَيْتَكَ، قَالَ: قُلْتُ: أَفَأَحْمِلُ السِّلاَحَ ؟ قَالَ: إذًا تشارك، قَالَ: قُلْتُ: فَمَا أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: إِنْ خِفْت أَنْ يَغْلِبَ شُعَاعُ الشَّمْسِ فَأَلْقِ مِنْ رِدَائِكَ عَلَى وَجْهِكَ يَبُوءُ بِإِثْمِكَ وَإِثْمِهِ.
38279- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا يَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ, وَيُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ, وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْهَرْجُ ؟ قَالَ: الْقَتْلُ.
38280- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: أَتَتْكُمُ الْفِتَنُ مِثْلَ قِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يَهْلِكُ فِيهَا كُلُّ شُجَاعٍ بَطَلٍ, وَكُلُّ رَاكِبٍ موْضِعٍ, وَكُلُّ خَطِيبٍ مِصْقَعٍ.
38281- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ كُرْزِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لِلإِسْلاَمِ مُنْتَهًى ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْعَرَبِ، أَوِ الْعَجَمِ أَرَادَ اللَّهُ بِهِمْ خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمَ الإِسْلاَمَ، قَالَ: ثُمَّ مَهْ ؟ قَالَ: ثُمَّ الْفِتَنُ تَقَعُ كَالظُّلَلِ تَعُودُونَ فِيهَا أَسَاوِدَ صُبًّا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، وَالأَسْوَدُ: الْحَيَّةُ تَرْتَفِعُ، ثُمَّ تَنْصَبُّ.
38282- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُسَامَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَشْرَفَ عَلَى أُطُمٍ مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى إنِّي لأَرَى مَوَاقِعَ الْفِتَنِ خِلاَلَ بُيُوتِكُمْ كَمَوَاقِعِ الْقَطْرِ.
38283- حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ سَيَّارِ بْنِ سَلاَمَةَ، قَالَ: لَمَّا كَانَ زَمَنُ أُخْرِجَ ابْنُ زِيَادٍ وَثَبَ مَرْوَانُ بِالشَّامِ حِينَ وَثَبَ، وَوَثَبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ، وَوَثَبَت الْقُرَّاءُ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْمِنْهَالِ: غُمَّ أَبِي غَمًّا شَدِيدًا، قَالَ: وَكَانَ يُثْنِي عَلَى أَبِيهِ خَيْرًا، قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: أَيْ بُنَي، انْطَلِقْ بِنَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ مِنْ صَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَانْطَلَقْنَا إِلَى أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ فِي يَوْمٍ حَارٍّ شَدِيدِ الْحَرِّ، وَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ عُلْوٍ مِنْ قَصَبٍ، فَأَنْشَأَ أَبِي يَسْتَطْعِمُهُ الْحَدِيثَ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَرْزَةَ، أَلاَ تَرَى ؟ أَلاَ تَرَى ؟ فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ، قَالَ: أَمَا إنِّي أَصْبَحْت سَاخِطًا عَلَى أَحْيَاءِ قُرَيْشٍ، إنَّكُمْ مَعْشَرَ الْعَرَبِ كُنْتُمْ عَلَى الْحَالِ الَّتِي قَدْ عَلِمْتُمْ مِنْ قِلَّتِكُمْ وَجَاهِلِيَّتِكُمْ، وَإِنَّ اللَّهَ نَعَشَكُمْ بِالإِسْلاَمِ وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَتَّى بَلَغَ بِكُمْ مَا تَرَوْنَ، وَإِنَّ هَذِهِ الدُّنْيَا هِيَ الَّتِي قَدْ أَفْسَدَتْ بَيْنَكُمْ، إِنَّ ذَاكَ الَّذِي بِالشَّامِ، يَعْنِي مَرْوَانَ وَاللهِ إِنْ يُقَاتِلُ إِلاَّ عَلَى الدُّنْيَا، وَإِنَّ ذَاكَ الَّذِي بِمَكَّةَ، يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ, وَاللهِ إِنْ يُقَاتِلَ إِلاَّ عَلَى الدُّنْيَا، وَإِنَّ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ حَوْلَكُمْ تَدْعُونَهُمْ قُرَّاءَكُمْ وَاللهِ إِنْ يُقَاتِلُونَ إِلاَّ عَلَى الدُّنْيَا، قَالَ: فَلَمَّا لَمْ يَدَعْ أَحَدًا، قَالَ لَهُ أَبِي: أَبَا بَرْزَةَ، مَا تَرَى ؟ قَالَ: لاَ أَرَى الْيَوْمَ خَيْرًا مِنْ عِصَابَةٍ مُلَبَّدَةٍ، خِمَاصٌ بُطُونِهِمْ مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ، خِفَافُ ظُهُورِهِمْ مِنْ دِمَائِهِمْ.
38284- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُمَرَ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي الْفِتْنَةِ كَمَا قَالَ ؟ فَقُلْتُ: أَنَا، قَالَ: فَقَالَ: إنَّك لَجَرِيءٌ، وَكَيْفَ ؟ قَالَ: قُلْتُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ: فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَنَفْسِهِ وَجَارِهِ يُكَفِّرُهَا الصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ، عَنِ الْمُنْكَرِ، فَقَالَ عُمَرُ: لَيْسَ هَذَا أُرِيدُ، إنَّمَا أُرِيدُ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ، قَالَ: قُلْتُ: مَالَك وَلَهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا، قَالَ: فَيُكْسَرُ الْبَابُ، أَمْ يُفْتَحُ، قَالَ: قُلْتُ: لاَ، بَلْ يُكْسَرُ، قَالَ: ذَاكَ أَحْرَى أَنْ لاَ يُغْلَقَ أَبَدًا، قَالَ: قُلْنَا لِحُذَيْفَةَ: هَلْ كَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ مَنِ الْبَابُ، قَالَ: نَعَمْ، كَمَا أَعْلَمُ، أَنَّ غَدًا دُونَ اللَّيْلَةِ، إنِّي حَدَّثْته حَدِيثًا لَيْسَ بِالأَغَالِيطِ، قَالَ: فَهِبْنَا حُذَيْفَةَ أَنْ نَسْأَلَهُ مَنِ الْبَابُ، فَقُلْنَا لِمَسْرُوقٍ: سَلْهُ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: عُمَرُ.
38285- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: لَفِتْنَةُ السَّوْطِ أَشَدُّ مِنْ فِتْنَةِ السَّيْفِ، قَالُوا: وَكَيْفَ ذَاكَ، قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُضْرَبُ بِالسَّوْطِ حَتَّى يَرْكَبَ الْخَشَبَةَ.
38286- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ يَِسَافٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَذَكَرَ فِتْنَةً فَعَظَّمَ أَمْرَهَا، قَالَ: فَقُلْنَا، أَوْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَئِنْ أَدْرَكْنَا هَذَا لَنَهْلِكَنَّ، قَالَ: كَلاَّ، إِنَّ بِحَسْبِكُمُ الْقَتْلُ.
قَالَ سَعِيدٌ: فَرَأَيْتُ إخْوَانِي قُتِلُوا.
38287- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: تَكُونُ ثَلاَثُ فِتَنٍ، الرَّابِعَةُ تَسُوقُهُمْ إِلَى الدَّجَّالِ، الَّتِي تَرْمِي بِالنَّشَفِ وَالَّتِي تَرْمِي بِالرَّضْفِ، وَالْمُظْلِمَةُ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ.
38288- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: قَالَ حُمَيْدٌ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْيَشْكُرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ صَمَّاءُ عَلَيْهَا دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ النَّارِ، فَأَنْ تَمُتْ يَا حُذَيْفَةُ وَأَنْتَ عَاضٌّ عَلَى جِذْلٍ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَتْبَعَ أَحَدًا مِنْهُمْ.
38289- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِحُذَيْفَةَ: كَيْفَ أَصْنَعُ إِذَا اقْتَتَلَ الْمُصَلُّونَ ؟ قَالَ: تَدْخُلْ بَيْتَكَ، قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ إِنْ دُخِلَ بَيْتِي ؟ قَالَ: قُلْ: إِنِّي لَنْ أَقْتُلَك {إنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}.
38290- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: وُكِّلَتِ الْفِتْنَةُ بِثَلاَثَةٍ: بِالْجَادِّ النِّحْرِيرِ الَّذِي لاَ يُرِيدُ أَنْ يَرْتَفِعَ لَهُ شيء إِلاَّ قَمَعَهُ بِالسَّيْفِ, وَبِالْخَطِيبِ الَّذِي يَدْعُو إلَيْهِ الأُمُورَ، وَبِالشَّرِيفِ الْمَذْكُورِ، فَأَمَّا الْجَادُّ النِّحْرِيرُ فَتَصْرَعُهُ، وَأَمَّا هَذَانِ فَتَبْحَثُهُمَا قَتَبْلُو مَا عِنْدَهُمَا.
38291- حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بَهْرَامُ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ هَوْذَةَ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا بَرَكَتْ تَجُرُّ خِطَامَهَا فَأَتَتْكُمْ مِنْ هَاهُنَا وَمِنْ هَاهُنَا، قَالُوا: لاَ نَدْرِي وَاللهِ، قَالَ: لَكِنِّي وَاللهِ أَدْرِي، أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَالْعَبْدِ وَسَيِّدِهِ إِنْ سَبَّهُ السَّيِّدُ لَمْ يَسْتَطِعَ الْعَبْدُ أَنْ يَسُبَّهُ، وَإِنْ ضَرَبَهُ لَمْ يَسْتَطِعَ الْعَبْدُ أَنْ يَضْرِبَهُ.
38292- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامُ، عَنْ مُنْذِرِ بْنِ هَوْذَةَ، عَنْ خَرَشَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا انْفَرَجْتُمْ، عَنْ دِينِكُمْ كَمَا تَنْفَرِجُ الْمَرْأَةُ، عَنْ قُبُلِهَا لاَ تَمْنَعُ مَنْ يَأْتِيهَا، قَالُوا: لاَ نَدْرِي، قَالَ: لَكِنِّي وَاللهِ أَدْرِي، أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ بَيْنَ عَاجِزٍ وَفَاجِرٍ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: قَبُحَ الْعَاجِزُ عَنْ ذَاكَ، قَالَ: فَضَرَبَ ظَهْرَهُ حُذَيْفَةُ مِرَارًا، ثُمَّ قَالَ: قُبِّحْت أَنْتَ، قُبِّحْت أَنْتَ.
38293- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ هَوْذَةَ، عَنْ خَرَشَةَ، أَنَّ حُذَيْفَةَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ يُقْرِئُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَقَالَ: إِنْ تَكُونُوا علَى الطَّرِيقَةِ، لَقَدْ سَبَقْتُمْ سَبْقًا بَعِيدًا، وَإِنْ تَدَعُوهُ فَقَدْ ضَلَلْتُمْ، قَالَ: ثُمَّ جَلَسَ إِلَى حَلْقَةٍ، فَقَالَ: إنَّا كُنَّا قَوْمًا آمَنَّا قَبْلَ أَنْ نَقْرَأَ وَإِنَّ قَوْمًا سَيَقْرَؤُونَ قَبْلَ أَنْ يُؤْمِنُوا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: تِلْكَ الْفِتْنَةُ، قَالَ: أَجَلْ، قَدْ أَتَتْكُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ حَيْثُ تَسُوءُ وُجُوهَكُمْ، ثُمَّ لِتَأْتِيَكُمْ دِيَمًا دِيَمًا، إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْجِعُ فَيَأْتَمِرُ الأَمْرَيْنِ: أَحَدُهُمَا عَجْزٌ وَالآخَرُ فُجُورٌ، قَالَ خَرَشَةُ: فَمَا بَرِحْت إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى رَأَيْت الرَّجُلَ يَخْرُجُ بِسَيْفِهِ يَسْتَعْرِضُ النَّاسَ.
38294- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: قِيلَ لِحُذَيْفَةَ: مَا وَقَفَاتُ الْفِتْنَةِ، وَمَا بَعَثَاتُهَا، قَالَ: بَعَثَاتُهَا سَلُّ السَّيْفِ، وَوَقَفَاتُهَا إغْمَادُهُ.
38295- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ أَنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، أَنَّ حُذَيْفَةَ، قَالَ لَهُ: كَيْفَ أَنْتَ وَفِتْنَةٌ خَيْرُ النَّاسِ فِيهَا غَنِيٌّ خَفِيٌّ ؟ قَالَ: قُلْتُ: وَكَيْفَ ؟ وَإِنَّمَا هُوَ عَطَاءٌ أَحَدُنَا يَطْرَحُ بِهِ كُلَّ مُطَّرَحٍ، وَيَرْمِي بِهِ كُلَّ مَرْمًى، قَالَ: كُنْ إذًا كَابْنِ الْمَخَاضِ لاَ رَكُوبَةَ فَتُرْكَبُ وَلاَ حَلُوبَةَ فَتُحْلَبُ.
38296- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الرُّوَّاعِ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: تَكُونُ فِتْنَةٌ تُقْبِلُ مُشَبَّهَةً وَتُدْبِرُ منتنة، فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ فَالْبُدو لبود الرَّاعِي عَلَى عَصَاهُ خَلْفَ غَنَمِهِ، لاَ يَذْهَبُ بِكُمُ السَّيْلُ.
38297- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، قَالَ: قِيلَ لِحُذَيْفَةَ: أَكَفَرَتْ بَنُو إسْرَائِيلَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، قَالَ: لاَ، وَلَكِنْ كَانَتْ تُعْرَضُ عَلَيْهِمَ الْفِتْنَةُ فَيَأْبَوْنَهَا فَيُكْرَهُونَ عَلَيْهَا، ثُمَّ تُعْرَضُ عَلَيْهِمْ فَيَأْبَوْنَهَا حَتَّى ضُرِبُوا عَلَيْهَا بِالسِّيَاطِ وَالسُّيُوفِ حَتَّى خَاضُوا إِخَاضَة الْمَاءَ حَتَّى لَمْ يَعْرِفُوا مَعْرُوفًا وَلَمْ يُنْكِرُوا مُنْكَرًا.
38298- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلاً فِي جِنَازَةِ حُذَيْفَةَ يَقُولُ: سَمِعْت صَاحِبَ هَذَا السَّرِيرِ يَقُولُ: مَا بِي بَأْسٌ مُذْ سَمِعْت مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: وَلَئِنَ اقْتَتَلْتُمْ لأدْخُلَنَّ بَيْتِي، فَلَئِنْ دُخِلَ عَلَيَّ لأَقُولَنَّ: هَا بُؤْ بِإِثْمِي وَإِثْمِك.
38299- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فقد فَارَقَ الإِسْلاَمَ.
38300- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يَنْجُو فِيهِ إِلاَّ الَّذِي يَدْعُو بِدُعَاءٍ كَدُعَاءِ الْغَرِيقِ.
38301- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يَنْجُو فِيهِ إِلاَّ مَنْ دَعَا بِدُعَاءٍ كَدُعَاءِ الْغَرِيقِ.
38302- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: وَاللهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصْبِحُ بَصِيرًا، ثُمَّ يُمْسِي، وَمَا يَنْظُرُ بِشُفْرٍ.
38303- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زيد، قَالَ: قَرَأَ حُذَيْفَةُ هَذِهِ الآيَةَ {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ}، قَالَ: مَا قُوتِلَ أَهْلُ هَذِهِ الآيَةِ بَعْدُ.
38304- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: أَعْطَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَيْفًا، فَقَالَ: قَاتِلْ بِهِ الْمُشْرِكِينَ مَا قُوتِلُوا، فَإِذَا رَأَيْت النَّاسَ يَضْرِبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا فَاعْمِدْ بِهِ إِلَى صَخْرَةٍ فَاضْرِبْهُ بِهَا حَتَّى يَنْكَسِرَ، ثُمَّ اُقْعُدْ فِي بَيْتِكَ حَتَّى تَأْتِيَك يَدٌ خَاطِئَةٌ، أَوْ مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ.
38305- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: إيَّاكُمْ وَقِتَالَ عِمِّيَّةٍ وَمِيتَةَ جَاهِلِيَّةٍ، قَالَ: قُلْتُ: مَا قِتَالُ عِمِّيَّةٍ، قَالَ: إِذَا قِيلَ: يَا لَفُلاَنُ، يَا بَنِي فَُلاَنٍ، قَالَ: قُلْتُ: مَا مِيتَةُ جَاهِلِيَّةٍ، قَالَ: أَنْ تَمُوتَ وَلاَ إمَامَ عَلَيْك.
38306- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: مَنْ قُتِلَ فِي قِتَالِ عِمِّيَّةٍ فَمِيتَتُهُ مِيتَةُ جَاهِلِيَّةٍ.
38307- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: لَمَّا تَشَعَّبَ النَّاسُ فِي الطَّعْنِ عَلَى عُثْمَانَ قَامَ أَبِي فَصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ نَامَ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: قُمْ فَاسْأَلِ اللَّهَ أَنْ يُعِيذَك مِنَ الْفِتْنَةِ الَّتِي أَعَاذَ مِنْهَا عِبَادَهُ الصَّالِحِينَ، قَالَ: فَقَامَ فَمَرِضَ فَمَا رُئِيَ خَارِجًا حَتَّى مَاتَ.
38308- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: يَنْقُصُ الإِسْلاَم حَتَّى لاَ يُقَالُ: اللَّهُ اللَّهُ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّينَ بِذَنَبِهِ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ بُعِثَ قَوْمٌ يَجْتَمِعُونَ كَمَا يَجْتَمِعُ قَزَعُ الْخَرِيفِ، وَاللهِ إنِّي لأعْرِفُ اسْمَ أَمِيرِهِمْ وَمُنَاخَ رِكَابِهِمْ.
38309- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسْلاَم مِنْ عُنُقِهِ.
38310- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مَرْثَدٍ، قَالَ: حدَّثَنِي عَمِّي أَبُو صادق، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: الأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ، وَمَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَقَدْ نَزَعَ رِبْقَةَ الإِسْلاَم مِنْ عُنُقِهِ.
38311- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَبِسَتْكُمْ الفِتْنَةُ يَرْبُو فِيهَا الصَّغِيرُ, وَيَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ, وَيَتَّخِذُهَا النَّاسُ سُنَّةً، فَإِنْ غُيِّرَ مِنْهَا شَيْءٌ قِيلَ: غُيِّرَتِ السُّنَّةُ، قَالُوا: مَتَى يَكُونُ ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ قَالَ: إِذَا كَثُرَتْ قُرَّاؤُكُمْ وَقَلَّتْ أُمَنَاؤُكُمْ، وَكَثُرَتْ أُمَرَاؤُكُمْ, وَقَلَّتْ فُقَهَاؤُكُمْ، وَالْتُمِسَتِ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ.
38312- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ الأَعْمَشِ، عَنْ مُنْذِرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: وَضَعَ اللَّهُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ خَمْسَ فِتَنٍ: فِتْنَةً عَامَّةً، ثُمَّ فِتْنَةً خَاصَّةً، ثُمَّ فِتْنَةً عَامَّةً، ثُمَّ فِتْنَةً خَاصَّةً، ثُمَّ فِتْنَةً تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ، يُصْبِحُ النَّاسُ فِيهَا كَالْبَهَائِمِ.
38313- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَرَ، أَوِ ابْنَ أَحْمَرَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً.
38314- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا سُئِلْتُمَ الْحَقَّ، فَأَعْطَيْتُمُوهُ، وَمُنِعْتُمْ حَقَّكُمْ ؟ قَالَ: إذًا نَصْبِرُ، قَالَ: دَخَلْتُمُوهَا إذا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ.
38315- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ إسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى حُذَيْفَةَ وَإِلَى أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ وَهُمَا جَالِسَانِ فِي الْمَسْجِدِ وَقَدْ طَرَدَ أَهْلُ الْكُوفَةِ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ، فَقَالَ: مَا يُجْلِسُكُمْ وَقَدْ خَرَجَ النَّاسُ ؟ فَوَاللهِ إنَّا لَعَلَى السُّنَّةِ، فَقَالاَ: وَكَيْفَ تَكُونُونَ عَلَى السُّنَّةِ وَقَدْ طَرَدْتُمْ إمَامَكُمْ، وَاللهِ لاَ تَكُونُونَ عَلَى السُّنَّةِ حَتَّى يُشْفِقَ الرَّاعِي وَتَنْصَحَ الرَّعِيَّةُ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: فَإِنْ لَمْ يُشْفِقِ الرَّاعِي وَتُنْصَحِ الرَّعِيَّةُ فَمَا تَأْمُرُنَا، قَالَ: نَخْرُجُ وَنَدَعُكُمْ.
38316- حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ صُهَيْبٍ الْفَقِيرِ، قَالَ: بَلَغَنِي، أَنَّهُ مَا تَقَلَّدَ رَجُلٌ سَيْفًا فِي فِتْنَةٍ إِلاَّ لَمْ يَزَلْ مَسْخُوطًا عَلَيْهِ حَتَّى يَضَعَهُ.
38317- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: أَيُّ يَوْمٍ أحرم ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَقَالُوا: يَوْمُ الْحَجِّ الأَكْبَرِ، قَالَ: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ, كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا, فِي شَهْرِكُمْ هَذَا, فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلاَ لاَ يَجْنِي جَانٍ إِلاَّ عَلَى نَفْسِهِ، لاَ يَجْنِي جَانٍ إِلاَّ عَلَى نَفْسِهِ, لاَ يَجْنِي وَالِدٌ عَلَى وَلَدِهِ, وَلاَ مَوْلُودٌ عَلَى وَالِدِهِ، أَلاَ يَا أُمَّتَاهُ هَلْ بَلَّغْت، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ, ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.
38318- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ أَبِي عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَدَّاءَ بْنَ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ، قَالَ: حَجَجْت مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَجَّةَ الْوَدَاعِ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَائِمًا فِي الرِّكَابَيْنِ وَهُوَ يَقُولُ: تَدْرُونَ أَيُّ شَهْرٍ هَذَا ؟ أَيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟ قَالَ: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، هَلْ بَلَّغْت ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ.
38319- حَدَّثَنَا الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، أَنَّهُ قَالَ: أَيُّ شَهْرٍ هَذَا ؟ قُلْنَا:
اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: أَلَيْسَ ذَا الْحِجَّةِ ؟ قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: أَلَيْسَ الْبَلَدَ الْحَرَامَ ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ ؟ قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ، قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَحْسَبُهُ، قَالَ: وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ, كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا, فِي بَلَدِكُمْ هَذَا, فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ.
38320- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي حَجَّةٍ: أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ أَعْظَمُ حُرْمَةً ؟ قَالَ: فَقُلْنَا: يَوْمَنَا هَذَا، قَالَ: فَأَيُّ بَلَدٍ أَعْظَمُ حُرْمَةً، قَالَ: قُلْنَا: بَلَدُنَا هَذَا، قَالَ: فَأَيُّ شَهْرٍ أَعْظَمُ حُرْمَةً قلْنَا: شَهْرُنَا هَذَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا.
38321- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: قامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ مُخَضْرَمَةٍ، فَقَالَ: أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمِكُمْ هَذَا أَتَدْرُونَ أَيُّ شَهْرِكُمْ هَذَا أَتَدْرُونَ أَيُّ بَلَدِكُمْ هَذَا، قَالَ: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا.
38322- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجَرَعَةِ قِيلَ لِحُذَيْفَةَ: أَلاَ تَخْرُجُ مَعَ النَّاسِ، قَالَ: مَا يُخْرِجُنِي مَعَهُمْ قَدْ عَلِمْت أَنَّهُمْ لَمْ يُهْرِيقُوا بَيْنَهُمْ مِحْجَمًا مِنْ دَمٍ حَتَّى يَرْجِعُوا، وَلَقَدْ ذُكِرَ فِي حَدِيثِ الْجَرَعَةِ حَدِيثُ كَثِيرٌ: مَا أُحِبّ، أَنَّ لِي بِهِ مَا فِي بَيْتِكُمْ، إِنَّ الْفِتْنَةَ تَسْتَشْرِفُ مَن اسْتَشْرَفَ لَهَا.
38323- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَدِيٍّ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: وَدِدْت أَنَّ عِنْدِي مِئَةَ رَجُلٍ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذَهَبٍ فَأَصْعَدُ عَلَى صَخْرَةٍ فَأُحَدِّثُهُمْ حَدِيثًا لاَ تَضُرُّهُمْ فِتْنَةٌ بَعْدَهُ أَبَدًا، ثُمَّ أَذْهَبُ قَلِيلاً قَلِيلاً فَلاَ أَرَاهُمْ وَلاَ يَرَوْنَنِي.
38324- حدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: لَوْ حَدَّثْتُكُمْ مَا أَعْلَمُ لافْتَرَقْتُمْ عَلَى ثَلاَثِ فِرَقٍ: فِرْقَةٍ تُقَاتِلُنِي، وَفِرْقَةٍ لاَ تَنْصُرُنِي، وَفِرْقَةٍ تُكَذِّبُنِي.
38325- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ: حدَّثَنِي ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْظَلَةَ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: مَا مِنْ رَجُلٍ إِلاَّ بِهِ أُمَّةٌ يُنَجِّسُهَا الظَّفَرُ إِلاَّ رَجُلَيْنِ: أَحَدُهُمَا قَدْ بَرَزَ وَالآخَرُ فِيهِ مُنَازَعَةٌ، فَأَمَّا الَّذِي بَرَزَ فَعُمَرُ، وَأَمَّا الَّذِي فِيهِ مُنَازَعَةٌ فَعَلِيٌّ.
38326- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْحَارِثِ الأَزْدِيِّ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ امْرَءًا كَفَّ يَدَهُ وَأَمْسَكَ لِسَانَهُ وَأَغْنَى نَفْسَهُ وَجَلَسَ فِي بَيْتِهِ، لَهُ مَا احْتَسَبَ وَهُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مَعَ مَنْ أَحَبَّ، أَلاَ إِنَّ الأَعْمَالَ أَسْرَعُ إلَيْهِمْ مِنْ سُيُوفِ الْمُؤْمِنِينَ، أَلاَ إِنَّ لِلْحَقِّ دَوْلَةً يَأْتِي بِهَا اللَّهُ إِذَا شَاءَ.
38327- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَوَكِيعٌ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ إسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ: أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ فَلاَ تَقْتَتِلُنَّ بَعْدِي.
38328- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ الأَحْمَسِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِمِثْلِهِ.
38329- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يُحَدِّثُ، عَنْ عبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، أَنَّهُ قَالَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: وَيْحَكُمْ، أَوَ قَالَ: وَيْلَكُمْ، لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ.
38330- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: بَلَغَنَا، أَنَّ جَرِيرًا، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: اسْتَنْصِتِ النَّاسَ، ثُمَّ قَالَ عِنْدَ ذَلِكَ: لاَ أعَرِّفَنَّكُمْ بَعْدُ مَا أَرَى، تَرْجِعُونَ بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ.
38331- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ بْنَ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ يُحَدِّثُ، عن جرير أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: اسْتَنْصِتِ النَّاسَ، وَقَالَ: لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ.
38332- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ وَلأُنَازَعَنَّ أَقْوَامًا، ثُمَّ لأُغْلَبَنَّ عَلَيْهِمْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِ، أَصْحَابِي، فَيُقَالُ: إنَّك لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَك.
38333- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: الْكَوْثَرُ نَهْرٌ وَعَدَنِي رَبِّي، عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ، هُوَ حَوْضِي تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ، فَيُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ فَأَقُولُ: رَبِّ، إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي، فَيَقُولُ: لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثَ بَعْدَك.
38334- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ: إنِّي سَلَفٌ لَكُمْ عَلَى الْكَوْثَرِ، فَبَيْنَمَا أَنَا عَلَيْهِ إذْ مُرَّ بِكُمْ أَرْسَالاً مُخَالَفًا بَكُمْ، فَأُنَادِي: هَلُمَ، فَيُنَادِي مُنَادٍ فَيَقُولُ: أَلاَ إنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَك، فَأَقُولُ: أَلاَ سُحْقًا.
38335- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: قامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَقَالَ: أَلاَ إنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، أَنْظُرُكُمْ وَأُكَاثِرُ بِكُمُ الأُمَمَ, فَلاَ تُسَوِّدُوا وَجْهِي.
38336- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي مُوسَى: إِنَّ لِلنَّاسِ نُفْرَةً عَنْ سُلْطَانِهِمْ، فَأَعُوذُ بِاللهِ أَنْ تُدْرِكَنِي وَإِيَّاكُمْ ضَغَائِنَ مَحْمُولَةً, وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً, وَأَهْوَاءَ مُتَّبَعَةً، وَإِنَّهُ سَتُدْعَى الْقَبَائِلُ, وَذَلِكَ نِخْوَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ فَالسَّيْفَ السَّيْفَ، الْقَتْلَ الْقَتْلَ، يَقُولُونَ: يَا أَهْلَ الإِسْلاَم، يَا أَهْلَ الإِسْلاَم.
38337- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ كَهْمَسٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ: مَن اتَّصَلَ بِالْقَبَائِلِ فَأَعْضُوهُ بِهَنِ أَبِيهِ وَلاَ تَكْنُوه.
38338- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ أُبَيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِمِثْلِهِ.
38339- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: مَن اعْتَزَى بِالْقَبَائِلِ فَأَعِضُّوهُ، أَوْ فَأَمِصُّوهُ.
38340- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كَرَيْزٍ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أُمَرَاءِ الأَجْنَادِ: إِذَا تَدَاعَتِ الْقَبَائِلُ فَاضْرِبُوهُمْ بِالسَّيْفِ حَتَّى يَصِيرُوا إِلَى دَعْوَةِ الإِسْلاَم.
38341- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ سَهْلٍ أَبِي الأَسَدِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: مَنْ قَالَ يَا آلَ بَنِي فَُلاَنٍ، فَإِنَّمَا يَدْعُو إِلَى جُثَا النَّارِ.
38342- حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: لاَ أَلْفِيَنَّكُمْ بِهِ، تَرْجِعُونَ بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، لاَ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ بِجَرِيرَةِ أَخِيهِ وَلاَ بِجَرِيرَةِ أَبِيهِ.
38343- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: إِنَّهَا سَتَكُونُ هَنَاتٌ, وَأُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ، فَعَلَيْك بِالتُّؤَدَةِ, فَتَكُونُ تَابِعًا فِي الْخَيْرِ, خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَكُونَ رَأْسًا فِي الشَّرِّ.
38344- حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ رَجُلاً، قَالَ: يَا لَضَبَّة، قَالَ: فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ، قَالَ فَكَتَبَ إلَيْهِ عُمَرُ أَنْ عَاقِبْهُ، أَوَ قَالَ: أَدِّبْهُ، فَإِنَّ ضَبَّةَ لَمْ تَدْفَعْ عَنْهُمْ سُوءًا قَطُّ وَلَمْ يَجُرَّ إلَيْهِمْ خَيْرًا قَطُّ.
38345- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: حدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ، قَالَ: تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا، وَمَا بَطَنَ، قُلْنَا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا، وَمَا بَطَنَ.
38346- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا بَعَثَ عُثْمَانُ إلَيْهِ يَأْمُرُهُ بِالْخُرُوجِ إِلَى الْمَدِينَةِ اجْتَمَعَ النَّاسُ إلَيْهِ، فَقَالُوا لَهُ: أَقِمْ لاَ تَخْرُجْ، فَنَحْنُ نَمْنَعُك، لاَ يَصِلُ إلَيْك مِنْهُ شَيْءٌ تَكْرَهُهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: إِنَّهَا سَتَكُونُ أُمُورٌ وَفِتَنٌ، لاَ أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ أَنَا أَوَّلَ مَنْ فَتَحَهَا وَلَهُ عَلَيَّ طَاعَةٌ، قَالَ: فَرَدَّ النَّاسَ وَخَرَجَ إلَيْهِ.
38347- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ يُسَيْرِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: شَيَّعْنَا ابْنَ مَسْعُودٍ حِينَ خَرَجَ، فَنَزَلَ فِي طَرِيقِ الْقَادِسِيَّةِ فَدَخَلَ بُسْتَانًا، فَقَضَى الْحَاجَةَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى جَوْرَبَيْهِ، ثُمَّ خَرَجَ، وَإِنَّ لِحْيَتَهُ لَيَقْطُرُ مِنْهَا الْمَاءُ، فَقُلْنَا لَهُ: اعْهَدْ إلَيْنَا فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ وَقَعُوا فِي الْفِتَنِ وَلاَ نَدْرِي هَلْ نَلْقَاك أَمْ لاَ قَالَ: اتَّقُوا اللَّهَ وَاصْبِرُوا حَتَّى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ، أَوْ يُسْتَرَاحَ مِنْ فَاجِرٍ، وَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَجْمَعُ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ عَلَى ضَلاَلَةٍ.
38348- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: إِنَّهَا سَتَكُونُ مُلُوكٌ، ثُمَّ جَبَابِرَةٌ، ثُمَّ الطَّوَاغِيتُ.
38349- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ إِلَى أَهْلِ الْحُجُرَاتِ، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْحُجُرَاتِ سُعِّرَتِ النَّارُ وَجَاءَتِ الْفِتَنُ كَأَنَّهَا قِطَعُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا.
38350- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ ابْنِ مُبَارَكٍ وَمُفَصَّلِ بْنِ يُونُسَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي إدْرِيسَ عن حذيفة، قَالَ: إِنَّهَا فِتَنٌ قَدْ أَظَلَّتْ كَجِبَاهِ الْبَقَرِ يَهْلِكُ فِيهَا أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ مَنْ كَانَ يَعْرِفُهَا قَبْلَ ذَلِكَ.
38351- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَبْسٍ، قَالَ: قَالَ لَنَا حُذَيْفَةُ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا ضَيَّعَ اللَّهُ أَمْرَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَقَالَ رَجُلٌ: مَا تَزَالُ تَأْتِينَا بِمُنْكَرَةٍ، يُضَيِّعُ اللَّهُ أَمْرَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِذَا وَلِيَهَا مَنْ لاَ يَزِنُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ: أَفَتَرَوْنَ أَمْرَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ضَاعَ يَوْمَئِذٍ.
38352- حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، أَنَّهُ قَالَ: يَا خَالِدُ، إِنَّهَا سَتَكُونُ أَحْدَاثٌ وَاخْتِلاَفٌ، وَقَالَ عَفَّانُ: وَفُرْقَةٌ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَإِنَ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ الْمَقْتُولَ لاَ الْقَاتِلَ، قَالَ عَفَّانُ: فَافْعَلْ.
38353- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، أَوْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: رَحِمَك اللَّهُ، إنَّك مِنْ هَذَا الأَمْرِ بِمَكَانٍ، فَلَوْ خَرَجْتَ إِلَى النَّاسِ فَأَمَرْتَ وَنَهَيْتَ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ وَفُرْقَةٌ وَاخْتِلاَفٌ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَأْتِ بِسَيْفِكَ أُحُدًا فَاضْرِبْهُ حَتَّى تَقْطَعَهُ، ثُمَّ اجْلِسْ فِي بَيْتِكَ حَتَّى تَأْتِيَك يَدٌ خَاطِئَةٌ، أَوْ مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ، فَقَدْ وَقَعَتْ وَفَعَلْتُ مَا قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
38354- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الشَّامَ لاَ تَزَالُ مُوَائمَةً مَا لَمْ يَكُنْ بَدُوّهَا مِنَ الشَّامِ.
38355- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: مَنْ مَاتَ وَلاَ طَاعَةَ عَلَيْهِ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَمَنْ خَلَعَهَا بَعْدَ عَقْدِهِ إيَّاهَا فَلاَ حُجَّةَ لَهُ.
38356- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا الأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ عَاصِمٌ الْبَجَلِيُّ: سَلُوا بِكَاليَّكُمْ، يَعْنِي نَوْفًا، عَنِ الآيَةِ فِي شَعْبَانَ, وَالْحُِدْثَانِ فِي رَمَضَانَ وَالتَّمْيِيزُ فِي شَوَّالَ، وَالْحَسُّ، يَعْنِي الْقَتْلَ وَالْمَعْمَعَةُ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، وَالْقَضَاءُ فِي ذِي الْحِجَّةِ.
38357- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: إِنَّهَا سَتَكُونُ أُمَرَاءُ وَعُمَّالٌ صُحْبَتُهُمْ فِتْنَةٌ وَمُفَارَقَتُهُمْ كُفْرٌ، قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، أَعِدْ عَلَيَّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَرَّجْتَ عَنِّي، فَأَعَادَ عَلَيْهِ، قَالَ سَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ: قَالَ اللَّهُ: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} وَالْفِتْنَةُ أَحَبُّ إلَيَّ مِنَ الْقَتْلِ.
38358- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: دَخَلَ أَبُو مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ عَلَى حُذَيْفَةَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَاعْتَنَقَهُ، فَقَالَ: الْفِرَاقُ، فَقَالَ: نَعَمْ حَبِيبٌ جَاءَ عَلَى فَاقَةٍ، لاَ أَفْلَحَ مَنْ نَدِمَ، أَلَيْسَ بَعْدُ مَا أَعْلَمُ مِنَ الْفِتَنِ.
38359- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الأَجْلَحِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: ضَرَبَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَمْثَالاً وَاحِدًا وَثَلاَثَةً وَخَمْسَةً وَسَبْعَةً وَتِسْعَةً وَأَحَدَ عَشَرَ، وَفَسَّرَ لَنَا مِنْهَا وَاحِدًا وَسَكَتَ، عَنْ سَائِرِهَا، فَقَالَ: إِنَّ قَوْمًا كَانُوا أَهْلَ ضَعْفٍ وَمَسْكَنَةٍ فَقَاتَلُوا قَوْمًا أَهْلَ حِيلَةٍ وَعِدَاءٍ، فَظَهَرُوا عَلَيْهِمْ فَاسْتَعْمَلُوهُمْ وَسَلَّطُوهُمْ فَأَسْخَطُوا رَبَّهُمْ عَلَيْهِمْ.
38360- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلاَءُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَعْرَابِيٌّ لَنَا، قَالَ: هَاجَرْت إِلَى الْكُوفَةِ فَأَخَذْت أُعْطِيَةً لِي، ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ أَخْرُجَ، فَقَالَ النَّاسُ: لاَ هِجْرَةَ لَكَ، فَلَقِيت سُوَيْد بْنَ غَفَلَةَ فَأَخْبَرْته بِذَلِكَ، فَقَالَ: لَوَدِدْت أَنَّ لِي حَمُولَةً، وَمَا أَعِيشُ بِهِ وَأَنِّي فِي بَعْضِ هَذِهِ النَّوَاحِي.
38361- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ أَنْبَأَنَا هِلاَلُ بْنُ خَبَّابٍ أَبُو الْعَلاَءِ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، مَا عَلاَمَةُ هَلاَكِ النَّاسِ، قَالَ: إِذَا هَلَكَ عُلَمَاؤُهُمْ.
38362- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: وَاللهِ لاَ يَأْتِيهِمْ أَمْرٌ يَضِجُّونَ مِنْهُ إِلاَّ أَرْدَفَهُمْ أَمْرٌ يُشْغِلُهُمْ عَنْهُ.
38363- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: مَا بَيْنَ الْمَلْحَمَةِ وَفَتْحِ الْقُسْطَنْطِينِيَّة وَخُرُوجِ الدَّجَّالِ إِلاَّ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ، وَمَا ذَاكَ إِلاَّ كَهَيْئَةِ الْعِقْدِ يَنْقَطِعُ فَيَتْبَعُ بَعْضُهُ بَعْضًا.
38364- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، قَالَ: عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ، وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّة، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّة خُرُوجُ الدَّجَّالِ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِ رَجُلِ، وَقَالَ: وَاللهِ إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ.
38365- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْهَزْهَازِ، عَنْ يُثَيْعٍ، قَالَ: إِذَا رَأَيْت الْكُوفَةَ حُوِّطَ عَلَيْهَا حَائِطٌ فَاخْرُجْ مِنْهَا وَلَوْ حبوًا يَرِدُهَا كُمْتُ الْخَيْلِ وَدُهْمُ الْخَيْلِ حَتَّى يَتَنَازَعَ الرَّجُلاَنِ فِي الْمَرْأَةِ يَقُولُ هَذَا: لِي طَرَفُهَا، وَيَقُولُ هَذَا: لِي سَاقُهَا.
38366- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُنْذِرٍ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، قَالَ: لَوْ أَنَّ عَلِيًّا أَدْرَكَ أَمْرَنَا هَذَا كَانَ هَذَا مَوْضِعَ رَحْلِهِ، يَعْنِي الشِّعْبَ.
38367- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، قَالَ: حدَّثَنَا أَبُو الْعَلاَءِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صُحَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُخْسَفَ بِقَبَائِلَ حَتَّى يُقَالُ لِلرَّجُلِ: مَنْ بَقِيَ مِنْ بَنِي فَُلاَنٍ ؟ قَالَ: فَعَرَفْت أَنَّ الْعَرَبَ تُدْعَى إِلَى قَبَائِلِهَا، وَأَنَّ الْعَجَمَ تُدْعَى إِلَى قُرَاهَا.
38368- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ: إِنَّ فِي أُمَّتِي خَسْفًا وَمَسْخًا وَقَذْفًا.
38369- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيبة، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، أَنَّهَا، قَالَتْ: اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ نَوْمِهِ مُحْمَرًّا وَجْهُهُ وَهُوَ يَقُولُ: لاَ إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدَ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَعَقَدَ بِيَدِهِ، يَعْنِي عَشَرَةً، قَالَتْ زَيْنَبُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنُهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ، قَالَ: نَعَمْ، إِذَا ظَهَرَ الْخَبَثُ.
38370- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ جَامِعٍ، عَنْ مُنْذِرٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ امْرَأَةٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إِذَا ظَهَرَ السُّوءُ فِي الأَرْضِ أَنْزَلَ اللَّهُ بِأَهْلِ الأَرْضِ بَأْسَهُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَفِيهِمْ أَهْلُ طَاعَةِ اللهِ، قَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ يَصِيرُونَ إِلَى رَحْمَةِ اللهِ.
38371- حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: بَيْنَ يَدَيَ السَّاعَةِ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُصْبِحُ كَافِرًا وَيُمْسِي مُؤْمِنًا، وَيَبِيعُ قَوْمٌ دِينَهُمْ بِعَرَضِ الدُّنْيَا.
38372- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إسْمَاعِيلَ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، تُرْسَلُ عَلَيْهِمَ الْفِتَنُ إرْسَالَ الْقَطْرِ.
38373- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ وَهُوَ عِنْدَ عُمَرَ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفِتْنَةِ، أَوِ الْفِتَنِ، فَقَالَ عُمَرُ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الضَّفَاطَةِ، أَتُحِبُّ أَنْ لاَ يَرْزُقَك اللَّهُ مَالاً وَوَلَدًا، أَيُّكُمَ اسْتَعَاذَ مِنَ الْفِتَنِ فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ مُضِلاَتِهَا.
38374- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ ابْنِ الْقِبْطِيَّةِ، قَالَ: دَخَلَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ صَفْوَانَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ وَأَنَا مَعَهَا، فَسَأَلاَهَا عَنِ الْجَيْشِ الَّذِي يُخْسَفُ بِهِ، وَذَلِكَ فِي زَمَانِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَقَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: يَعُوذُ عَائِذٌ بِالْبَيْتِ فَيُبْعَثُ إلَيْهِ بَعْثٌ فَإِذَا كَانَ بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ يُخْسَفُ بِهِمْ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ بِمَنْ كَانَ كَارِهًا، قَالَ: يُخْسَفُ بِهِ مَعَهُمْ، وَلَكِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى نِيَّتِهِ، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: هِيَ بَيْدَاءُ الْمَدِينَةِ.
38375- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إِذَا تَوَاجَهَ الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَقَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ فَهُمَا فِي النَّارِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ، قَالَ: إِنَّهُ أَرَادَ قَتْلَ صَاحِبِهِ.
38376- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا رَزِينٌ الْجُهَنِيُّ، قَالَ: حدَّثَنَا أَبُو الرُّقاد، قَالَ: خَرَجْت مَعَ مَوْلاَيَ وَأَنَا غَُلاَمٌ، فَدُفِعْتُ إِلَى حُذَيْفَةَ وَهُوَ يَقُولُ: إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَتَكَلَّمَ بِالْكَلِمَةِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَيَصِيرُ مُنَافِقًا, وَإِنِّي لأَسْمَعُهَا مِنْ أَحَدِكُمْ فِي الْمَقْعَدِ الْوَاحِدِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلْتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلَتُحَاضُّنَّ عَلَى الْخَيْرِ، أَوْ لَيُسْحِتَنَّكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ جَمِيعًا، أَوْ لَيُؤَمِّرَنَّ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ، ثُمَّ يَدْعُو خِيَارُكُمْ فَلاَ يُسْتَجَابُ لَهُمْ.
38377- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ، عَنْ إسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ ثَرْوَانَ بْنِ مِلْحَانَ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا فِي الْمَسْجِدِ فَمَرَّ عَلَيْنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ فَقُلْنَا لَهُ: حَدِّثْنَا حَدِيثَ رَسُولِ اللهِ فِي الْفِتْنَةِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ: سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ يَقْتَتِلُونَ عَلَى الْمُلْك، يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ عَلَيْهِ بَعْضًا، فَقُلْنَا لَهُ: لَوْ حَدَّثَنَا بِهِ غَيْرُك كَذَّبْنَاهُ، قَالَ، أَمَا إِنَّهُ سَيَكُونُ.
38378- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: يُبَايَعُ لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ عِدَّة أَهْل بَدْرٍ، فَتَأْتِيهِ عَصَائِبُ الْعِرَاقِ وَأَبْدَالِ الشَّامِ، فَيَغْزُوهُمْ جَيْشٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ يُخْسَفُ بِهِمْ، ثُمَّ يَغْزُوهُمْ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَخْوَالُهُ كَلْبٌ فَيَلْتَقُونَ فَيَهْزِمُهُمَ اللَّهُ، فَكَانَ يُقَالُ: الْخَائِبُ مَنْ خَابَ مِنْ غَنِيمَةِ كَلْبٍ.
38379- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي إدْرِيسَ الْمُرْهبيِّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ صَفِيَّةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: لاَ يَنْتَهِي نَاسٌ عَنْ غَزْوِ هَذَا الْبَيْتِ حَتَّى يَغْزُوَ جَيْشٌ, حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ، أَوْ بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ, خُسِفَ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ وَلَمْ يَنْجُ أَوْسَطُهُمْ، قُلْتُ: فَإِنْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ يَكْرَهُ، قَالَ: يَبْعَثُهُمَ اللَّهُ عَلَى مَا فِي أَنْفُسِهِمْ.
38380- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ بِلاَلٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: قَالَ لَنَا نَبِيُّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَاتَ يَوْمٍ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا مَرِجَ الدِّينُ وَظَهَرَتِ الرَّغْبَةُ وَاخْتَلَفَتِ الإِخْوَانُ وَحُرِّقَ الْبَيْتُ الْعَتِيقُ.
38381- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السَّوِيقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ.
38382- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ حَنَشٍ الْكِنَانِيِّ، عَنْ عُلَيمٍ الْكِنْدِيِّ عن سلمان، قَالَ: لَيُخَرَّبَنَّ هَذَا الْبَيْتُ عَلَى يَدِ رَجُلٍ مِنْ آلِ الزُّبَيْرِ.
38383- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْن أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: سَمِعَ ابْنَ عَمْرٍو وهو يَقُولُ: كَأَنَّي بِهِ أُصَيْلِعِ أُفَيْدِعِ، قَائِمٌ عَلَيْهَا يَهْدِمُهَا بِمِسْحَاتِهِ، فَلَمَّا هَدَمَهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ جَعَلْت أَنْظُرُ إِلَى صِفَةِ ابْنِ عَمْرٍو فَلَمْ أَرَهَا.
38384- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُورَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: لَمَّا أَجْمَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى هَدْمِهَا خَرَجْنَا إِلَى مِنًى ثَلاَثًا نَنْتَظِرُ الْعَذَابَ.
38385- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْحَبَشِ أَصْلَعَ أَصْمَعَ حَمْشَ السَّاقَيْنِ جَالِسٌٍ عَلَيْهَا وَهِيَ تُهْدَمُ.
38386- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِينَاءَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: إِذَا رَأَيْتُمْ قُرَيْشًا قَدْ هَدَمُوا الْبَيْتَ، ثُمَّ بَنَوْهُ فَزَوَّقُوهُ فَإِنَ اسْتَطَعْت أَنْ تَمُوتَ فَمُتْ !.
38387- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ آخِذًا بِلِجَامِ دَابَّةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا هَدَمْتُمَ الْبَيْتَ، فَلَمْ تَدَعُوا حَجَرًا عَلَى حَجَرٍ، قَالُوا: وَنَحْنُ عَلَى الإِسْلاَم ؟ قَالَ: وَأَنْتُمْ عَلَى الإِسْلاَم، قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ: ثُمَّ يُبْنَى أَحْسَنَ مَا كَانَ، فَإِذَا رَأَيْت مَكَّةَ قَدْ بُعجَتْ كَظَائِمَ, وَرَأَيْت الْبِنَاءَ يَعْلُو رُؤُوسَ الْجِبَالِ فَاعْلَمْ، أَنَّ الأَمْرَ قَدْ أَظَلَّك.
38388- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: تَمَتَّعُوا مِنْ هَذَا الْبَيْتِ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ، فَإِنَّهُ سَيُرْفَعُ وَيُهْدَمُ مَرَّتَيْنِ وَيُرْفَعُ فِي الثَّالِثَةِ.
38389- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بِشْرٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللهِ، فَقَالَ: مَتَى أَضِلُّ، فَقَالَ: إِذَا كَانَ عَلَيْك أُمَرَاءُ إِنْ أَطَعْتَهُمْ أَضَلُّوك، وَإِنَّ عَصَيْتَهُمْ قَتَلُوك.
38390- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ كَامِلٍ أَبِي الْعَلاَءِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ رَأْسِ السَّبْعِينَ وَمِنْ إمْرَةِ الصِّبْيَانِ.
38391- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدَ اقْتَرَبَ: إمَارَةُ الصِّبْيَانِ إِنْ أَطَاعُوهُمْ أَدْخَلُوهُمَ النَّارَ، وَإِنْ عَصَوْهُمْ ضَرَبُوا أَعْنَاقَهُمْ.
38392- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ مَيْمُونَ بْنَ أَبِي شبيب يُحَدِّثُ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: أَتَمَنَّى لِحَبِيبِي أَنْ يَقِلَّ مَالُهُ، أَوْ يُعَجَّلَ مَوْتُهُ، فَقَالُوا: مَا رَأَيْنَا مُتَمَنِّيًا مُحِبًّا لِحَبِيبِهِ، فَقَالَ: أَخْشَى أَنْ يُدْرِكَكُمْ أُمَرَاءُ، إِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ أَدْخَلُوكُمُ النَّارَ، وَإِنْ عَصَيْتُمُوهُمْ قَتَلُوكُمْ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَخْبِرْنَا مَنْ هُمْ حَتَّى نَفْقَأَ أَعْيُنَهُمْ، قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ نَحْثُوَ فِي وُجُوهِهِمَ التُّرَابَ، فَقَالَ: عَسَى أَنْ تُدْرِكُوهُمْ فَيَكُونُوا هُمَ الَّذِينَ يَفْقَئُونَ عَيْنَك, وَيَحْثُونَ فِي وَجْهِكَ التُّرَابَ.
38393- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: مَا أَحَدٌ تُدْرِكُهُ الْفِتْنَةُ إِلاَّ وَأَنَا أَخَافُهَا عَلَيْهِ إِلاَّ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ لَهُ: لاَ تَضُرُّك الْفِتْنَةُ.
38394- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ عَلِيًّا أَرْسَلَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَأَرْسَلَ إلَيْهِ، وَقَالَ: إِنْ هُوَ لَمْ يَأْتِنِي فَاحْمِلُوهُ، فَأَتَوْهُ فَأَبَى أَنْ يَأْتِيَهُ، فَقَالُوا: إنَّا قَدْ أُمِرْنَا إِنْ لَمْ تَأْتِهِ أَنْ نَحْمِلَك حَتَّى نَأْتِيَهُ بِكَ، قَالَ: ارْجِعُوا إلَيْهِ فَقُولُوا لَهُ: إِنَّ ابْنَ عَمِّكَ وَخَلِيلِي عَهِدَ إلَيَّ، أَنَّهُ سَتَكُونُ فِتْنَةٌ وَفُرْقَةٌ وَاخْتِلاَفٌ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَاجْلِسْ فِي بَيْتِكَ وَاكْسِرْ سَيْفَك حَتَّى تَأْتِيَك مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ، أَوْ يَدٌ خَاطِئَةٌ، فَاتَّقِ اللَّهَ يَا عَلِيُّ وَلاَ تَكُنْ تِلْكَ الْيَدَ الْخَاطِئَةَ، فَأَتَوْهُ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: دَعُوهُ.
38395- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، عَنْ أَشْيَاخٍ، قَالُوا: قَالَ حُذَيْفَةُ: تَكُونُ فِتْنَةٌ، ثُمَّ تَكُونُ بَعْدَهَا تَوْبَةٌ وَجَمَاعَةٌ، ثُمَّ تَكُونُ فِتْنَةٌ لاَ تَكُونُ بَعْدَهَا تَوْبَةٌ وَلاَ جَمَاعَةٌ.
38396- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سَوَّارِ بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: حدَّثَنِي شَيْخٌ لَنَا مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ يُقَالُ لَهُ بَشِيرُ بْنُ غَوْثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: إِذَا كَانَتْ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِئَةٍ مَنَعَ الْبَحْرُ جَانِبَهُ، وَإِذَا كَانَتْ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِئَةٍ مَنَعَ الْبَرُّ جَانِبَهُ، وَإِذَا كَانَتْ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِئَةٍ ظَهَرَ الْخَسْفُ وَالْمَسْخُ وَالرَّجْفَةُ.
38397- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: لَقِيَنِي رَاهِبٌ فِي الْفِتْنَةِ، فَقَالَ: يَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، تَبَيَّنَ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ، أَوْ يَعْبُدُ الطَّاغُوتَ.
38398- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا غَيْلاَنُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي قَيْسِ بْنِ رِيَاحٍ الْقَيْسِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، أَنَّهُ قَالَ: مَنْ تَرَكَ الطَّاعَةَ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَة جَاهِلِيَّة، وَمَنْ خَرَجَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَتِهِ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَتَهُ، أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَتِهِ فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا لاَ يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلاَ يَفِي لِذِي عَهْدٍ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْت مِنْهُ.
38399- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَمْعَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُخْبِرُ أَبَا قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: يُبَايَعُ لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ الْبَيْتَ إِلاَّ أَهْلُهُ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ فَلاَ تَسْأَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ، ثُمَّ تَأْتِي الْحَبَشَةُ فَيُخَرِّبُونَ خَرَابًا لاَ يُعْمَرُ بَعْدَهُ أَبَدًا وَهُمَ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ.
38400- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: حدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، لإِزَالَةُ الْجِبَالِ مِنْ مَكَانِهَا أَهْوَنُ مِنْ إزَالَةِ مُلْكٍ مُؤَجَّلٍ، فَإِذَا اخْتَلَفُوا بَيْنَهُمْ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَادَتْهُمَ الضِّبَاعُ لَغَلَبَتْهُمْ.
38401- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ النِّسَاءِ حَوْلَ الأَصْنَامِ.
38402- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ أَبِي الأَشْهَبِ، قَالَ: حدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: تُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْقَوْمُ عَلَى قَصْعَتِهِمْ، يُنْزَعُ الْوَهْنُ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيُجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمْ وَتُحَبَّبُ إلَيْكُمُ الدُّنْيَا، قَالُوا: مِنْ قِلَّةٍ، قَالَ: أَكْثَرُكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ.
38403- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: تَكُونُ فِتْنَةٌ فَيَقُومُ لَهَا رِجَالٌ فَيَضْرِبُونَ خَيْشُومَهَا حَتَّى تَذْهَبَ، ثُمَّ تَكُونُ أُخْرَى فَيَقُومُ لَهَا رِجَالٌ فَيَضْرِبُونَ خَيْشُومَهَا حَتَّى تَذْهَبَ، ثُمَّ تَكُونُ أُخْرَى فَيَقُومُ لَهَا رِجَالٌ فَيَضْرِبُونَ خَيْشُومَهَا حَتَّى تَذْهَبَ، ثُمَّ تَكُونُ الْخَامِسَةُ دَهْمَاءُ مُجَلّلَةٌ تنبثق فِي الأَرْضِ كَمَا ينبثق الْمَاءُ.
38404- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا آلَ بَنِي تَمِيمٍ، فَحَرَمَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَطَاءَهُمْ سَنَةً، ثُمَّ أَعْطَاهُمْ إيَّاهُ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ.
38405- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي إدْرِيسَ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ نَجَبَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَلاَ يَطْعَنْ بِرُمْحٍ وَلاَ يَضْرِبْ بِسَيْفٍ وَلاَ يَرْمِ بِحَجَرٍ، وَاصْبِرُوا فَإِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ.
38406- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدَ اقْتَرَبَ، أَظَلَّتْ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ أَظَلَّتْ، وَاللهِ لَهِيَ أَسْرَعُ إلَيْهِمْ مِنَ الْفَرَسِ الْمُضَمَّرِ السَّرِيعِ، الْفِتْنَةُ الْعَمْيَاءُ الصَّمَّاءُ الْمُشْبِهَةُ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا عَلَى أَمْرٍ وَيُمْسِي عَلَى أَمْرٍ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، وَلَوْ أُحَدِّثُكُمْ بِكُلِّ الَّذِي أَعْلَمُ لَقَطَعْتُمْ، عُنُقِي مِنْ هَاهُنَا، وَأَشَارَ عَبْدُ اللهِ إِلَى قَفَاهُ بِحَرْفِ كَفِّهِ يَحُزّه، وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ لاَ يُدْرِكُ أَبَا هُرَيْرَةَ إمْرَةُ الصِّبْيَانِ.
38407- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدَ اقْتَرَبَ، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ كَفَّ يَدَهُ.
38408- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُنَخِّلِ بْن غَضْبَانَ، قَالَ: صَحِبْت عَاصِمَ بْنَ عَمْرٍو الْبَجَلِيَّ فَسَمِعْته يَقُولُ: يَا ابْنَ أَخِي، إِذَا فُتِحَ بَابُ الْمَغْرِبِ لَمْ يُغْلَقْ.
38409- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُخَارِقِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: إنِّي لاَ أَرَى هَؤُلاَءِ الْقَوْمَ إِلاَّ ظَاهِرِينَ عَلَيْكُمْ لِتُفَرِّقَكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ وَاجْتِمَاعُهُمْ عَلَى بَاطِلِهِمْ، وَإِنَّ الإِمَامَ لَيْسَ بِشَاقٍّ شَعْرَةً، وَإِنَّهُ يُخْطِئُ وَيُصِيبُ، فَإِذَا كَانَ عَلَيْكُمْ إمَامٌ يَعْدِلُ فِي الرَّعِيَّةِ وَيَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا، وَإِنَّ النَّاسَ لاَ يُصْلِحُهُمْ إِلاَّ إمَامٌ بَرٌّ، أَوْ فَاجِرٌ، فَإِنْ كَانَ بَرًّا فَلِلرَّاعِي وَلِلرَّعِيَّةِ، وَإِنْ كَانَ فَاجِرًا عَبَدَ فِيهِ الْمُؤْمِنُ رَبَّهُ وَعَمِلَ فِيهِ الْفَاجِرُ إِلَى أَجَلِهِ، وَإِنَّكُمْ سَتُعْرَضُونَ عَلَى سَبِّي، وَعَلَى الْبَرَاءَةِ مِنِّي، فَمَنْ سَبَّنِي فَهُوَ فِي حِلٍّ مِنْ سَبِّي، وَلاَ تَبْرَؤُوا مِنْ دِينِي فَإِنِّي عَلَى الإِسْلاَم.
38410- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ نَمِرٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ بِرِجَالٍ إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ: إنِّي رَأَيْت هَؤُلاَءِ يَتَوَعَّدُونَك فَفَرُّوا، وَأَخَذْتُ هَذَا، قَالَ: أَفَأَقْتُلُ مَنْ لَمْ يَقْتُلْنِي، قَالَ: إِنَّهُ سَبَّك، قَالَ: سُبَّهُ، أَوْ دَعْ.
38411- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرٍ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: كُنْتُ عَرِيفًا فِي زَمَانِ عَلِيٍّ، قَالَ: فَأَمَرَنَا بِأَمْرٍ، فَقَالَ: أَفَعَلْتُمْ مَا أَمَرْتُكُمْ، قُلْنَا، لاَ قَالَ: وَاللهِ لَتَفْعَلُنَّ مَا تُؤْمَرُنَّ بِهِ، أَوْ لَيَرْكَبَنَّ أَعْنَاقَكُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى.
38412- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ، عَنْ يَحْيَى وَعُبَيْدِ اللهِ، وَابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ وَعَلَى أَثَرَةٍ عَلَيْنَا وَعَلَى أَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، وَعَلَى أَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ أَيْنَمَا كُنَّا، لاَ نَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ.
38413- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَشَجِّ، قَالَ: قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ لِجُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ الأَنْصَارِيِّ: تَعَالَ حَتَّى أُخْبِرَك مَاذَا لَكَ وَمَاذَا عَلَيْك, السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ وَأَثَرَةٍ عَلَيْك، وَأَنْ تَقُولَ بِلِسَانِكَ، وَأَنْ لاَ تُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ إِلاَّ أَنْ تَرَى كُفْرًا بَوَاحًا.
38414- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ، عَنْ إسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ بن أبي حازم عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: قَالَ ذُو عَمْرٍو: يَا جَرِيرُ، إِنَّ بِكَ عَلَيَّ كَرَامَةً وَإِنِّي مُخْبِرُك خَبَرًا إنَّكُمْ مَعْشَرَ الْعَرَبِ، لَنْ تَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا كُنْتُمْ، إِذَا هَلَكَ أَمِيرٌ تَأَمَّرْتُمْ فِي آخَرَ، فَإِذَا كَانَتْ بِالسَّيْفِ غَضِبْتُمْ غَضَبَ الْمُلُوكِ وَرَضِيتُمْ رِضَا الْمُلُوكِ.
38415- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ، عَنْ حَسَنِ بْنِ فُرَاتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إِنَّ بَنِي إسْرَائِيلَ كَانَتْ تَسُوسُهُمْ أَنْبِيَاؤُهُمْ، كُلَّمَا ذَهَبَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِي، وَإِنَّهُ لَيْسَ كَائِنًا فِيكُمْ نَبِيٌّ بَعْدِي، قَالُوا: فَمَا يَكُونُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: تَكُونُ خُلَفَاءُ وَتَكْثُرُ، قَالُوا: فَكَيْفَ نَصْنَعُ، قَالَ: أَوْفُوا بَيْعَةَ الأَوَّلِ فَالأَوَّلِ، أَدُّوا الَّذِي عَلَيْكُمْ فَسَيَسْأَلُهُمَ اللَّهُ عَنِ الَّذِي عَلَيْهِمْ.
38416- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، قَالَ: قامَ سَلَمَةُ الْجُعْفِيُّ إِلَى رَسُولِ اللهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْت إِنْ كَانَ عَلَيْنَا مِنْ بَعْدِكَ قَوْمٌ يَأْخُذُونَنَا بِالْحَقِّ وَيَمْنَعُونَ حَقَّ اللهِ، قَالَ: فَلَمْ يُجِبْهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِشَيْءٍ، قَالَ: ثُمَّ قَامَ الثَّانِيَةَ فَلَمْ يُجِبْهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِشَيْءٍ، ثُمَّ قَامَ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ فَاسْمَعُوا لَهُمْ وَأَطِيعُوا.
38417- حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِمِثْلِهِ.
38418- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ سَرْجِسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَظَلَّتْكُمُ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، أَنْجَى النَّاس فِيهَا صَاحِبُ شَاهِقَةٍ، يَأْكُلُ مِنْ رِسْلِ غَنَمِهِ، أَوْ رَجُلٌ مِنْ وَرَاءِ الدَّرْبِ آخِذٌ بِعَنَانِ فَرَسِهِ، يَأْكُلُ مِنْ فِيء سَيْفِهِ.
38419- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنِ اسْتَطَعْت أَنْ تَمُوتَ فَمُتْ، قَالَ: قُلْتُ: لاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَمُوتَ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ أَجَلِي.
38420- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إِنَّهُ سَتَكُونُ بَعْدِي أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَّا ذَلِكَ، قَالَ: تُعْطُونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الَّذِي لَكُمْ.
38421- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّ يَوْمٍ هَذَا، قَالُوا: يَوْمٌ حَرَامٌ، قَالَ: فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا، قَالُوا: بَلَدٌ حَرَامٌ، قَالَ: فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا، قَالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ، قَالَ: فَإِنَّ أَمْوَالَكُمْ وَدِمَاءَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، ثُمَّ أَعَادَهَا مِرَارًا، قَالَ: ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْت مِرَارًا، قَالَ: يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَاللهِ، إِنَّهَا لَوَصِيَّتُهُ إِلَى رَبِّهِ، ثُمَّ قَالَ: أَلاَ فَلْيُبَلِّغَ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ.
38422- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ مَعَ كَعْبٍ فِي سَفِينَةٍ، فَقَالَ لِكَعْبٍ ذَاتَ يَوْمٍ: يَا كَعْبُ، أَتَجِدُ هَذِهِ فِي التَّوْرَاةِ كَيْفَ تَجْرِي وَكَيْفَ وَكَيْفَ ؟ فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ: لاَ تَسْخَرْ مِنَ التَّوْرَاةِ، فَإِنَّهَا كِتَابُ اللهِ، وَإِنَّ مَا فِيهَا حَقٌّ، قَالَ: فَعَادَ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ عَادَ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: لاَ وَلَكِنْ أَجِدُ فِيهَا، أَنَّ رَجُلاً مِنْ قُرَيْشٍ أَشَطَّ النَّابِ يَنْزُو فِي الْفِتْنَةِ كَمَا يَنْزُو الْحِمَارُ فِي قَيْدِهِ فَاتَّقِ اللَّهَ وَلاَ تَكُنْ أَنْتَ هُوَ قَالَ مُحَمَّدٌ: فَكَانَ هُوَ.
38423- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ رَوَاعٍ، قَالَ: ذَكَرْت الْفِتْنَةَ عِنْدَ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: ادْخُلْ بَيْتَكَ، فَإِنْ دُخِلَ عَلَيْك فَكُنْ كَالْبَعِيرِ الثَّفَالِ، لاَ يَنْبَعِثُ إِلاَّ كَارِهًا وَلاَ يَمْشِي إِلاَّ كَارِهًا.
38424- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، قَالَ: قَاعَدَنَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ الْجَرَعَةِ، قَالَ: وَكَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ قَدْ بَعَثَ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ عَلَى الْكُوفَةِ، قَالَ: فَخَرَجَ أَهْلُ الْكُوفَةِ فَأَدْرَكُوهُ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: إنَّا عَلَى السُّنَّةِ، فَقَالَ: لَسْتُمْ عَلَى السُّنَّةِ حَتَّى يُشْفِقَ الرَّاعِي وَتُنْصَحُ الرَّعِيَّةُ.
38425- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ, وَعَقَدَ وُهَيْبٌ بِيَدِهِ تِسْعِينَ.
38426- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي حَكِيمٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَمْ يُجَبْ لَكُمْ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ، قَالُوا: وَمَتَى يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ: إِذَا نَقَضْتُمَ الْعَهْدَ شَدَّدَ اللَّهُ قُلُوبَ الْعَدُوِّ عَلَيْكُمْ فَامْتَنَعُوا مِنْكُمْ.
38427- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ لِلرَّجُلِ أَحْمُرَةٌ يَحْمِلُ عَلَيْهَا إِلَى الشَّامِ أَحَبُّ إلَيْهِ مِنْ عَرَضِ الدُّنْيَا.
38428- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ مُسْلِمِ بْن يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو، قَالَ: إِذَا كَانَتْ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِينَ وَمِئَةٍ وَلَمْ تَرَوْا آيَةً فَالْعَنْونِي فِي قَبْرِي.
38429- حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: الآيَاتُ خَرَزٌ مَنْظُومَاتٌ فِي سِلْكٍ انْقَطَعَ السِّلْكُ فَيَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا.
38430- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: لَوْ أَنَّ رَجُلاً ارْتَبَطَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللهِ فَأَنْتَجَتْ مُهْرًا عِنْدَ أَوَّلِ الآيَاتِ مَا رَكِبَ الْمُهْرَ حَتَّى يَرَى آخِرَهَا.
38431- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ صِلَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِذَا رَأَيْتُمْ أَوَّلَ الآيَاتِ تَتَابَعَتْ.
38432- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْف، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَسَافَدَ النَّاسُ فِي الطُّرُقِ تَسَافُدَ الْحَمِيرِ.
38433- حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ وَيَنْقُصُ الْعِلْمُ وَيُلْقَى الشُّحُّ وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْهَرْجُ ؟ قَالَ: الْقَتْلُ.
38434- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قدِمْنَا عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ: كَيْفَ عَيْشُكُمْ فَقُلْنَا: أَخْصَبُ قَوْمٍ مِنْ قَوْمٍ يَخَافُونَ الدَّجَّالَ، قَالَ: مَا قَبْلَ الدَّجَّالِ أَخْوَفُ عَلَيْكُمُ الْهَرْجُ، قُلْتُ: وَمَا الْهَرْجُ، قَالَ: الْقَتْلُ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَقْتُلُ أَبَاهُ.
38435- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سَعِيدٍ، قَالَ: حدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ: وَلاَ يُحَدِّثُكُمْ بَعْدِي أَحَدٌ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ: إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ، وَأَنْ تُشْرَبَ الْخَمْرُ وَيَظْهَرَ الزِّنَا وَيَقِلَّ الرِّجَالُ وَيَكْثُرَ النِّسَاءُ.
38436- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ وَمِسْعَرٍ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ: إنَّكُمَ ابْتُلِيتُمْ بِفِتْنَةِ الضَّرَّاءِ فَصَبَرْتُمْ، وَسَتُبْتَلَوْنَ بِفِتْنَةِ السَّرَّاءِ، وَإِنَّ أَخْوَف مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ فِتْنَةُ النِّسَاءِ إِذَا سُوِّرْنَ الذَّهَبَ وَلَبِسْنَ رَيْطَ الشَّامِ فَأَتْعَبْنَ الْغَنِيَّ وَكَلَّفْنَ الْفَقِيرَ مَا لاَ يَجِدُ.
38437- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: مَا تَرَكْت عَلَى أُمَّتِي بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ.
38438- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ ابْن سِيرِينَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَا ذُكِرَ مِنَ الآيَاتِ فَقَدْ مَضَى إِلاَّ أَرْبَعٌ: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَالدَّجَّالُ وَدَابَّةُ الأَرْضِ وَخُرُوجُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، قَالَ: وَالآيَةُ الَّتِي تُخْتَتمُ بِهَا الأَعْمَالُ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى قَوْلِ اللهِ عز وجل: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ} الآيَةَ.
38439- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: زَعَمَ الْحَسَنُ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ مُوسَى صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يُرِيَهُ الدَّابَّةَ، قَالَ: فَخَرَجَتْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لاَ يَرَى وَاحِدٌ مِنْ طَرَفَيْهَا، قَالَ: فَقَالَ: رَبِّ رُدَّهَا، فَرُدَّتْ.
38440- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: تَخْرُجُ الدَّابَّةُ مَرَّتَيْنِ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُضْرَبَ فِيهَا رِجَالٌ، ثُمَّ تَخْرُجُ الثَّالِثَةُ عِنْدَ أَعْظَمِ مَسَاجِدِكُمْ، فَتَأْتِي الْقَوْمَ وَهُمْ مُجْتَمِعُونَ عِنْدَ رَجُلٍ فَتَقُولُ: مَا يَجْمَعُكُمْ عِنْدَ عَدُوِّ اللهِ، فَيَبْتَدِرُونَ فَتَسِمُ الْكَافِرَ حَتَّى أَنَّ الرَّجُلَيْنِ لَيَتَبَايَعَانِ، فَيَقُولُ هَذَا: خُذْ يَا مُؤْمِنُ، وَيَقُولُ هَذَا: خُذْ يَا كَافِرُ.
38441- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو، قَالَ: تَخْرُجُ الدَّابَّةُ مِنْ جَبَلِ جِيَادٍ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ وَالنَّاسُ بِمِنًى، قَالَ: فَلِذَلِكَ حُيِّيَ سَابِقَ الْحَاجِّ إِذَا جَاءَ بِسَلاَمَةِ النَّاسِ.
38442- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عَمْرٍو، قَالَ: تَخْرُجُ الدَّابَّةُ مِنْ صَدْعٍ فِي الصَّفَّا جَرْيَ الْفَرَسِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لاَ يَخْرُجُ ثُلُثُهَا.
38443- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حدَّثَنِي أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، قَالَ: جَلَسَ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ فَسَمِعُوهُ يُحَدِّثُ، عَنِ الآيَاتِ، أَنَّ أَوَّلَهَا خُرُوجُ الدَّجَّالِ، فَانْصَرَفَ النَّفَرُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو،
فَحَدَّثُوهُ بِاَلَّذِي سَمِعُوهُ مِنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ فِي الآيَاتِ، أَنَّ أَوَّلَهَا خُرُوجُ الدَّجَّالِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: لَمْ يَقُلْ مَرْوَانُ شَيْئًا، قَدْ حَفِظْت مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَدِيثًا لَمْ أَنْسَهُ بَعْدُ؛ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ: إِنَّ أَوَّلَ الآيَاتِ خُرُوجًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، أَوْ خُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحًى، وَأَيَّتُهُمَا مَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا فَالأُخْرَى عَلَى أَثَرِهَا قَرِيبًا، ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ وَكَانَ يَقْرَأُ الْكُتُبَ: وَأَظُنُّ أَوَّلُهُمَا خُرُوجًا طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَذَاكَ أَنَّهَا كُلَّمَا غَرَبَتْ أَتَتْ تَحْتَ الْعَرْشِ فَسَجَدَتْ فَاسْتَأْذَنَتْ فِي الرُّجُوعِ فَأُذِنَ لَهَا فِي الرُّجُوعِ حَتَّى إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَطْلُعَ مِنْ مَغْرِبِهَا أَتَتْ تَحْتَ الْعَرْشِ فَسَجَدَتْ وَاسْتَأْذَنَتْ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهَا بِشَيْءٍ، ثُمَّ تَعُودُ فَتَسْتَأْذِنُ فِي الرُّجُوعِ فَلاَ يَرُدُّ عَلَيْهَا بِشَيْءٍ، ثُمَّ تَعُودُ فَتَسْتَأْذِنُ فِي الرُّجُوع فَلاَ يَرُدُّ عَلَيْهَا بِشَيْءٍ، حَتَّى إِذَا ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَذْهَبَ، وَعَرَفَتْ أَنَّهَا لَوْ أُذِنَ لَهَا لَمْ تُدْرِكَ الْمَشْرِقَ، قَالَتْ: رَبِّ، مَا أَبْعَدَ الْمَشْرِقُ، قالت رب: مَنْ لِي بِالنَّاسِ، حَتَّى إِذَا أَضَاءَ الأُفُقُ كَأَنَّهُ طَوْقٌ اسْتَأْذَنَتْ فِي الرُّجُوعِ، قِيلَ لَهَا: مَكَانَك فَاطْلُعِي، فَطَلَعَتْ عَلَى النَّاسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، ثُمَّ تَلاَ عَبْدُ اللهِ هَذِهِ الآيَةَ وَذَلِكَ: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إيمَانِهَا خَيْرًا} .
38444- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَقَالَ: أَحْصُوا كُلَّ مَنْ تَلَفَّظَ بِالإِسْلاَمِ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، تَخَافُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ مَا بَيْنَ السِّتِّ مِئَةِ إِلَى السَّبْعِمِئَةِ، فَقَالَ: إنَّكُمْ لاَ تَدْرُونَ لَعَلَّكُمْ أَنْ تُبْتَلَوْا، قَالَ: فَابْتُلِينَا حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ مِنَّا مَا يُصَلِّي إِلاَّ سِرًّا.
38445- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عن أبي وائل, عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: مَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ أَنْ يُرْسَلَ عَلَيْكُمُ الشَّرُّ فَرَاسِخَ إِلاَّ مَوْتَةٌ فِي عُنُقِ رَجُلٍ يَمُوتُهَا, وَهُوَ عُمَرُ.
38446- حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: مَا أَعْرِفُ شَيْئًا إِلاَّ الصَّلاَةَ.
38447- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ كَانَ يَبِيعُ الطَّعَامَ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ حُذَيْفَةُ عَلَى جُوخَا أَتَى أَبَا مَسْعُودٍ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: مَا شَأْنُ سَيْفِكَ هَذَا يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ؟ قَالَ: أَمَّرَنِي عُثْمَان عَلَى جُوخَا، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، أَتَخْشَى أَنْ تَكُونَ هَذِهِ فِتْنَةً، حِينَ طَرَدَ النَّاسُ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ، قَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: أَمَا تَعْرِفُ دِينَك يَا أَبَا مَسْعُودٍ، قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَإِنَّهَا لاَ تَضُرُّك الْفِتْنَةُ مَا عَرَفْتَ دِينَك، إنَّمَا الْفِتْنَةُ إِذَا اشْتَبَهَ عَلَيْك الْحَقُّ وَالْبَاطِلُ فَلَمْ تَدْرِ أَيَّهُمَا تَتَّبِعُ، فَتِلْكَ الْفِتْنَةُ.
38448- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: مَا أَدْرَكَتِ الْفِتْنَةُ أَحَدًا مِنَّا إِلاَّ لَوْ شِئْت أَنْ أَقُولَ فِيهِ لَقُلْت فِيهِ إِلاَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ.
38449- حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: أيها الناس إِنَّ هَذَا السُّلْطَانَ قَدَ اُبْتُلِيتُمْ بِهِ، فَإِنْ عَدَلَ كَانَ لَهُ الأَجْرُ وَعَلَيْكُمُ الشُّكْرُ، وَإِنْ جَارَ كَانَ عَلَيْهِ الْوِزْرُ وَعَلَيْكُمُ الصَّبْرُ.
38450- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الحسن عن عُتَيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي أُبَيّ: هَلَكَ أَهْلُ هَذِهِ الْعُقْدَةِ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ هَلَكُوا وَأَهْلَكُوا كَثِيرًا، أَمَا وَاللهِ مَا عَلَيْهِمْ آسِي وَلَكِنْ عَلَى مَنْ يَهْلَكُونَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه السلام.
38451- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مِحْصَنٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إِنَّهَا سَتَكُونُ أُمَرَاءُ تَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلاَ نُقَاتِلُهُمْ، قَالَ: لاَ، مَا صَلَّوْا.
38452- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَتُؤْخَذَنَّ الْمَرْأَةُ فَلْيُبْقَرَنَّ بَطْنُهَا، ثُمَّ لَيُؤْخَذَنَّ مَا فِي الرَّحِمِ فَلْيُنْبَذَنَّ مَخَافَةَ الْوَلَدِ.
38453- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: يَا وَيْحَه، يُخْلَعُ وَاللهِ كَمَا يُخْلَعُ الْوَظِيفُ، يَا وَيْلَتَاهُ، يُعْزَلُ كَمَا يُعْزَلُ الْجَدْيُ.
38454- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْتَلِمُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: الْعِبَادَةُ فِي الْفِتْنَةِ كَالْهِجْرَةِ إِلَيَّ.
38455- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَقْنَعِ الْبَاهِلِيِّ، عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ، فَأَقْبَلَ رَجُلٌ لاَ تَرَاهُ حَلْقَةٌ إِلاَّ فَرُّوا مِنْهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْحَلْقَةِ الَّتِي كُنْت فِيهَا، فَثَبَتُّ وَفَرُّوا، فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قُلْتُ: مَا يَفِرُّ النَّاسُ مِنْك، قَالَ: إنِّي أَنْهَاهُمْ عَنِ الْكُنُوزِ، قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ أُعْطِيَاتِنَا قَدْ بَلَغَتْ وَارْتَفَعَتْ فَتَخَافُ عَلَيْنَا مِنْهَا، قَالَ: أَمَّا الْيَوْمُ فَلاَ وَلَكِنَّهَا يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ أَثْمَان دِينِكُمْ، فَدَعُوهُم وَإِيَّاهَا.
38456- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْجَحَّاف، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مُعَاوِيَةُ بْنُ ثَعْلَبَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ، فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ الْمُخْتَارِ أَتَانَا يَدْعُونَا، قَالَ: فَقَالَ لِي: لاَ تُقَاتِل، إنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَسُوءَ هَذِهِ الأُمَّةَ، أَوْ آتِيهَا مِنْ غَيْرِ وَجْهِهَا.
38457- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي إبْرَاهِيمُ: إيَّاكَ أَنْ تُقْتلَ مَعَ فتنة.
38458- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: دَخَلَ أَبُو مُوسَى، وَأَبُو مَسْعُودٍ عَلَى عَمَّارٍ وَهُوَ يَسْتَنْفِرُ النَّاسَ، فَقَالاَ: مَا رَأَيْنَا مِنْك مُنْذُ أَسْلَمْت أَمْرًا أَكْرَهُ عِنْدَنَا مِنْ إسْرَاعِكَ فِي هَذَا الأَمْرِ، فَقَالَ: عَمَّارٌ: مَا رَأَيْت مِنْكُمَا مُنْذُ أَسْلَمْتُمَا أَمْرًا أَكْرَهُ عِنْدِي مِنْ إبْطَائِكُمَا عَنْ هَذَا الأَمْرِ، قَالَ: فَكَسَاهُمَا حُلَّةً حُلَّةً.
38459- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حُبَيْشٍ الأَسَدِيِّ، قَالَ: بَعَثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ بِهَدَايَا إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَفَضَّلَ عَلِيًّا، قَالَ: وَقَالَ لِي: قُلْ لَهُ: إِنَّ ابْنَ أَخِيك يُقْرِئُك السَّلاَمَ وَيَقُولُ: مَا بَعَثْتُ إِلَى أَحَدٍ بِأَكْثَرَ مِمَّا بَعَثْتُ إلَيْك إِلاَّ مَا كَانَ فِي خَزَائِنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَشَدُّ مَا يُحْزَنُ عَلَى مِيرَاثِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، أَمَا وَاللهِ لَئِنْ مَلَكْتهَا لأَنْفُضَنَّهَا نَفْضَ الْوِذَامِ التَّرِبَةَ.
38460- حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الرُّكَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كَانَ يَقُولُ لَنَا فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ: إِنَّهَا سَتَكُونُ هَنَات وَهَنَات، وَأَنَّ بَحَسْب الرَّجُلُ إِذَا رَأَى أَمْرًا يَكْرَهُهُ أَنْ يُعْلِمَ اللَّهَ، أَنَّهُ لَهُ كَارِهٌ.
38461- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: لاِبْنِ عَبَّاسٍ: أَنْهَى أَمِيرِي عَنْ مَعْصِيَةٍ، قَالَ: لاَ تَكُونُ فِتْنَةٌ، قَالَ: قُلْتُ: فَإِنْ أَمَرَنِي بِمَعْصِيَةٍ، قَالَ: فَحِينَئِذٍ.
38462- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: آمُرُ أَمِيرِي بِالْمَعْرُوفِ، قَالَ: إِنْ خِفْت أَنْ يَقْتُلَك فَلاَ تُؤَنِّبَ الإِمَامَ، فَإِنْ كُنْتَ لاَ بُدَّ فَاعِلاً فَفِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ.
38463- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْعَلاَءِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: إِذَا أَتَيْتَ الأَمِيرَ الْمُؤَمِنُ فَلاَ تؤتيه أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ.
38464- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُوسٍ، قَالَ: ذَكَرْت الأُمَرَاءَ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَابْتَرَكَ فِيهِمْ رَجُلٌ فَتَطَاوَلَ حَتَّى مَا أَرَى فِي الْبَيْتِ أَطْوَلَ مِنْهُ، فَسَمِعْت ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لاَ تَجْعَلْ نَفْسَك فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ، فَتَقَاصَرَ حَتَّى مَا أَرَى فِي الْبَيْتِ أَقْصَرَ مِنْهُ.
38465- حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هَمَّامٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوب السِّخْتِيَانِيُّ، قَالَ: اجْتَمَعَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَسَعْدٌ، وَابْنُ عُمَرَ وَعَمَّارٌ فَذَكَرُوا فِتْنَةٌ تَكُونُ، فَقَالَ سَعْدٌ: أَمَّا أَنَا فَأَجْلِسُ فِي بَيْتِي وَلاَ أَخْرُجُ مِنْهُ وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: أَنَا عَلَى مَا قُلْتَ، وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَنَا عَلَي مِثْلَ ذَلِكَ، وَقَالَ عَمَّارٌ: لَكِنِّي أَتَوَسَّطُهَا فَأَضْرِبُ خَيْشُومَهَا الأَعْظَمَ.
38466- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: كَانَ الْحَارِثُ بْنُ سُوَيْد فِي نَفَرٍ، فَقَالَ: إيَّاكُمْ وَالْفِتَنَ فَإِنَّهَا قَدْ ظَهَرَتْ، فَقَالَ رَجُلٌ: فَأَنْتَ قَدْ خَرَجْت مَعَ عَلِيٍّ، قَالَ: وَأَيْنَ لَكُمْ إمَامٌ مِثْلُ عَلِيٍّ.
38467- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زِيَادٍ، عَنْ تُبَيْعٍ، قَالَ: قَالَ كَعْبٌ: إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ كَلْبًا، فَاتَّقِ اللَّهَ لاَ يَضُرَّنَّكَ شَرُّهُ.
38468- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حميد، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ سياه، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،أَنَّهُ قَالَ فِي الْفِتْنَةِ: إِنَّهُ مَن شخص لَهُ أَردته.
38469- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مبشر بْنِ الْمُحَرَّر، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: تُوشِكُ الْمَدِينَةُ أَنْ لاَ يُحْمَلَ إلَيْهَا طَعَامٌ عَلَى قَتَبٍ، وَيَكُونُ طَعَامُ أَهْلِهَا بِهَا، مَنْ كَانَ لَهُ أَصْلٌ، أَوْ حَرْثٌ، أَوْ مَاشِيَةٌ يَتْبَعُ أَذْنَابَهَا فِي أَطْرَافِ السَّحَابِ، فَإِذَا رَأَيْتُمَ الْبُنْيَانَ قَدْ عَلاَ سَلَعًا فَارْتَبضُوهُ.
38470- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ عَمْرو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ سَفَرٍ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْمَدِينَةِ تَعَجَّلَ قَوْمٌ عَلَى رَايَاتِهِمْ، فَأَرْسَلَ فَجِيءَ بِهِمْ، فَقَالَ: مَا أَعْجَلَكُمْ، قَالُوا: أَوَلَيْسَ قَدْ أَذِنْت لَنَا، قَالَ: لاَ، وَلاَ شَبَّهْت وَلَكِنَّكُمْ تَعَجَّلْتُمْ إِلَى النِّسَاءِ بِالْمَدِينَةِ، ثُمَّ قَالَ: أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي مَتَى تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ قِبَلِ جَبَلِ الْوِرَاقِ تُضِيءُ لَهَا أَعْنَاقُ الإِبِلِ بُرُوكًا إِلَى بَرْكِ الْغِمَادِ مِنْ عَدَنَ أَبْيَنَ كَضَوْءِ النَّهَارِ.
38471- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلاَمٍ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: مَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ، فَقَالَ: أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ آنِفًا، أَنَّ نَارًا تَحْشُرُهُمْ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ.
38472- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: أَيُّهَا النَّاسُ، هَاجِرُوا قِبَلَ الْحَبَشَةِ، تَخْرُجُ مِنْ أَوْدِيَةِ بَنِي عَلِيٍّ نَارٌ تُقْبِلُ مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ تَحْشُرُ النَّاسَ، تَسِيرُ إِذَا سَارُوا، وَتُقِيمُ إِذَا ناموا حَتَّى إِنَّهَا لِتَحْشُر الْجِعْلاَنَ حَتَّى تَنْتَهِيَ بِهِمْ إِلَى بُصْرَى، وَحَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَقَعُ فَتَقِفُ حَتَّى تَأْخُذَهُ.
38473- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ قَوْلُهُ {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ ونحاس}، قَالَ: نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ تَحْشُرُ النَّاسَ حَتَّى، أَنَّهَا لَتَحْشُرُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ، تَبِيتُ حَيْثُ بَاتُوا، وَتَقِيلُ حَيْثُ قَالُوا.
38474- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَائِدَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ حِمَازٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: لَيْتَ شِعْرِي مَتَى تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ قِبَلِ الْوِرَاقِ تُضِيءُ لَهَا أَعْنَاقُ الإِبِلِ بِبُصْرَى بُرُوكًا كَضَوْءِ النَّهَارِ.
38475- حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: حدَّثَنِي أَبُو قِلاَبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: سَتَخْرُجُ نَارٌ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مِنْ بَحْرِ حَضْرَمَوْتَ، تَحْشُرُ النَّاسَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا تَأْمُرُنَا، قَالَ: عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ.
38476- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ هُذَيْلٍ بْن شُرَحْبِيلَ، قَالَ: خَطَبَهُمْ مُعَاوِيَةُ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إنَّكُمْ جِئْتُمْ فَبَايَعْتُمُونِي طَائِعِينَ وَلَوْ بَايَعْتُمْ عَبْدًا حَبَشِيًّا مُجْدَعًا لَجِئْت حَتَّى أُبَايِعَهُ مَعَكُمْ، فَلَمَّا نَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ، قَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: تَدْرِي أَيَّ شَيْءٍ جِئْتَ بِهِ الْيَوْمَ زَعَمْتَ أَنَّ النَّاسَ بَايَعُوكَ طَائِعِينَ، وَلَوْ بَايَعُوا عَبْدًا حَبَشِيًّا لَجِئْتَ حَتَّى تُبَايِعَهُ مَعَهُمْ، قَالَ: فَنَدِمَ فَعَادَ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، وَهَلْ كَانَ أَحَدٌ أَحَقَّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنِّي، وَهَلْ هُوَ أَحَدٌ أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنِّي، قَالَ: وَابْنُ عُمَرَ جَالِسٌ، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: هَمَمْت أَنْ أَقُولَ: أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْك مَنْ ضَرَبَك وَأَبَاك عَلَى الإِسْلاَم، ثُمَّ خِفْت أَنْ تَكُونَ كَلِمَتِي فَسَادًا وَذَكَرْت مَا أَعَدَّ اللَّهُ فِي الْجِنَانِ، فَهَوَّنْ عَلَيَّ مَا أَقُولُ.
38477- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ قَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ مَعَ عَلِيٍّ عَلَى مُقَدَّمَتِهِ وَمَعَهُ خَمْسَةُ آَلاَفٍ قَدْ حَلَقُوا رُؤُوسَهُمْ بَعْدَ مَا مَاتَ عَلِيٌّ، فَلَمَّا دَخَلَ الْحَسَنُ فِي بَيْعَةِ مُعَاوِيَةَ أَبَى قَيْسٌ أَنْ يَدْخُلَ، فَقَالَ: لأَصْحَابِهِ: مَا شِئْتُمْ، إِنْ شِئْتُمْ جَالَدْت بِكُمْ أَبَدًا حَتَّى يَمُوت الأَعْجَلِ، وَإِنَّ شِئْتُمْ أَخَذْت لَكُمْ أَمَانًا، فَقَالُوا: خُذْ لَنَا, فَأَخَذَ لَهُمْ أَنَّ لَهُمْ كَذَا وَكَذَا، وَأَنْ لاَ يُعَاقَبُوا بِشَيْءٍ، وَأَنِّي رَجُلٌ مِنْهُمْ، وَلَمْ يَأْخُذْ لِنَفْسِهِ خَاصَّةً شَيْئًا، فَلَمَّا ارْتَحَلَ نَحْوَ الْمَدِينَةِ وَمَضَى بِأَصْحَابِهِ جَعَلَ يَنْحَرُ لَهُمْ كُلَّ يَوْمٍ جَزُورًا حَتَّى بَلَغَ.
38478- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ شَهِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: رَحِم اللَّهُ ابْنَ الزُّبَيْرِ، أَرَادَ دَنَانِيرَ الشَّامِ، رَحِم اللَّهُ مَرْوَانَ، أَرَادَ دَرَاهِمَ الْعِرَاقِ.
38479- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ فِطْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا مُنْذِرٌ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، قَالَ: اتَّقُوا هَذِهِ الْفِتَنَ فَإِنَّهَا لاَ يَسْتَشْرِفُ لَهَا أَحَدٌ إِلاَّ اسْتَبْقَتْهُ، أَلاَ إِنَّ هَؤُلاَءِ الْقَوْمَ لَهُمْ أَكلٌ وَمُدَّةٌ، لَوِ اجْتَمَعَ مَنْ فِي الأَرْضِ أَنْ يُزِيلُوا مُلْكَهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَى ذَلِكَ، حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي يَأْذَنُ فِيهِ، أَتَسْتَطِيعُونَ أَنْ تُزِيلُوا هَذِهِ الْجِبَالَ.
38480- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَمَّا بُويِعَ لِعَلِيٍّ أَتَانِي، فَقَالَ: إنَّك امْرُؤٌ مُحَبَّبٌ فِي أَهْلِ الشَّامِ، فَإِنِّي قَدَ اسْتَعْمَلْتُك عَلَيْهِمْ فَسِرْ إلَيْهِمْ، قَالَ: فَذَكَرْت الْقَرَابَةَ وَذَكَرْت الصِّهْرَ، فَقُلْتُ: أَمَّا بَعْدُ، فَوَاللهِ لاَ أُبَايِعُك، قَالَ: فَتَرَكَنِي وَخَرَجَ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ جَاءَ ابْنُ عُمَرَ إِلَى أُمِّ كُلْثُومٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهَا وَتَوَجَّهَ إِلَى مَكَّةَ فَأَتَى عَلِي، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ قَدْ تَوَجَّهَ إِلَى الشَّامِ فَاسْتَنْفِرَ النَّاسَ، قَالَ: فَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيُعَجِّلُ حَتَّى يُلْقِيَ رِدَاءَهُ فِي عُنُقِ بَعِيرِهِ، قَالَ: وَأَتَيْت أُمَّ كُلْثُومٍ فَأُخْبرْت، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِيهَا: مَا الَّذِي تَصْنَعُ قَدْ جَاءَنِي الرَّجُلُ وَسَلَّمَ عَلَيَّ وَتَوَجَّهَ إِلَى مَكَّةَ، فَتَرَاجَعَ النَّاسُ.
38481- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْت أَنَا، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى أَسْمَاءَ قَبْلَ قَتْلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِعَشْرِ لَيَالٍ وَأَسْمَاءُ وَجِعَةٌ، فَقَالَ لَهَا عَبْدُ اللهِ: كَيْفَ تَجِدِينَك، قَالَتْ: وَجِعَةٌ، قَالَ: إِنَّ فِي الْمَوْتِ لَعَافِيَةٌ، قَالَتْ: لَعَلَّك تَشْتَهِي مَوْتِي، فَلِذَلِكَ تَمَنَّاهُ، فَوَاللهِ مَا أَشْتَهِي أَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَأْتِيَ عَلَى أَحَد طَرَفَيْك، إمَّا أَنْ تُقْتَلَ فَأَحْتَسِبَك، وَإِمَّا أَنْ تَظْهَرَ فَتَقَرَّ عَيْنِي، فَإِيَّاكَ أَنْ تُعْرَضَ عَلَيْك خُطَّةٌ لاَ تُوَافِقُك، فَتَقْبَلهَا كَرَاهَةَ الْمَوْتِ، وَإِنَّمَا عَنْى ابْنُ الزُّبَيْرِ لِيُقْتَلَ فَيُحْزِنُهَا بِذَلِكَ.
38482- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ أَسْمَاءَ بَعْدَ قَتْلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَقُلْتُ: بَلَغَنِي أنَّهُمْ صَلَبُوا عَبْدَ اللهِ مُنَكَّسًا، وَعَلَّقُوا مَعَهُ هِرَّةً، وَاللهِ إنِّي لَوَدِدْت أَنْ لاَ أَمُوت حَتَّى يُدْفَعَ إلَيَّ فَأُغَسِّلَهُ وَأُحَنِّطَهُ وَأُكَفِّنَهُ، ثُمَّ أَدْفِنَهُ، فَمَا لَبِثُوا أَنْ جَاءَ كِتَابُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَنْ يُدْفَعَ إِلَى أَهْلِهِ، فَأُتِيَتْ بِهِ أَسْمَاءَ فَغَسَّلَتْهُ وَحَنَّطَتْهُ وَكَفَّنَتْهُ، ثُمَّ دَفَنَتْهُ.
38483- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورِ ابْنِ صَفِيَّةَ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: دَخَلَ ابْنُ عُمَرَ الْمَسْجِدَ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ مَصْلُوبٌ، فَقَالُوا لَهُ: هَذِهِ أَسْمَاءُ، فَأَتَاهَا وَذَكَّرَهَا وَوَعَظَهَا، وَقَالَ: إِنَّ الْجُثَّةَ لَيْسَتْ بِشَيْءٍ، وَإِنَّ الأَرْوَاحَ عِنْدَ اللهِ فَاصْبِرِي وَاحْتَسِبِي، فَقَالَتْ: وَمَا يَمْنَعُنِي مِنَ الصَّبْرِ وَقَدْ أُهْدِيَ رَأْسُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا إِلَى بِغَيٍّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إسْرَائِيلَ.
38484- حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أُخْبِرت، أَنَّ الْحَجَّاجَ حِينَ قَتَلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ جَاءَ بِهِ إِلَى مِنًى فَصَلَبَهُ عِنْدَ الثَّنِيَّةِ فِي بَطْنِ الْوَادِي، ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا، هَذَا شَرُّ الأُمَّةِ، فَقَالَ: إنِّي رَأَيْت ابْنَ عُمَرَ جَاءَ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ فَذَهَبَ لِيُدْنِيَهَا مِنَ الْجِذْعِ فَجَعَلَتْ تَنْفَرُ، فَقَالَ لِمَوْلًى لَهُ: وَيْحَك، خُذْ بِلِجَامِهَا فَأَدْنِهَا، قَالَ: فَرَأَيْته أَدْنَاهَا فَوَقَفَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ وَهُوَ يَقُولُ: رَحِمَك اللَّهُ إِنْ كُنْت لَصَوَّامًا قَوَّامًا، وَلَقَدْ أَفْلَحَتْ أُمَّةٌ أَنْتَ شَرُّهَا.
38485- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرٍ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ يَِسَافٍ، قَالَ: حدَّثَنِي الْبَرِيدُ الَّذِي جَاءَ بِرَأْسِ الْمُخْتَارِ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: لَمَّا وَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: مَا حَدَّثَنِي كَعْبٌ بِحَدِيثٍ إِلاَّ رَأَيْت مِصْدَاقَهُ غَيْرَ هَذَا، فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَنَّه يَقْتُلَنِي رَجُلٌ مِنْ ثَقِيفٍ، أَرَانِي أَنَا الَّذِي قَتَلْتُهُ.
38486- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ مُنْذِرٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ فَرَأَيْته يَتَقَلَّبُ عَلَى فِرَاشِهِ وَيَنْفُخُ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: مَا يَكْرُبُك مِنْ أَمْرِ عَدُوِّكَ هَذَا ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: وَاللهِ مَا بِي عَدُوُّ اللَّه هَذَا ابْنُ الزُّبَيْرِ، وَلَكِنْ بِي مَا يَفْعَلُ فِي حَرَمِهِ غَدًا، قَالَ: ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْت أَعْلَمُ مِمَّا عَلَّمْتَنِي، أَنَّهُ يَحْرُمُ مِنْهَا قَتِيلاً يُطَافُ بِرَأْسِهِ فِي الأَمْصَارِ، أَوْ فِي الأَسْوَاقِ.
38487- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَى عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ، إيَّاكَ وَالإِلْحَادَ فِي حَرَمِ اللهِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ: إِنَّهُ سَيُلْحِدُ فِيهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ لَوْ أَنَّ ذُنُوبَهُ تُوزَنُ بِذُنُوبِ الثَّقَلَيْنِ لَرَجَحَتْ عَلَيْهِ، فَانْظُرْ لاَ تَكُونَهُ.
38488- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَى مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ وَهُوَ يَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ: ابْنُ أَخِيك مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ، قَالَ: صَاحِبُ الْعِرَاقِ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: جِئْت لأَسْأَلَك، عَنْ قَوْمٍ خَلَعُوا الطَّاعَةَ وَسَفَكُوا الدِّمَاءَ وَجَبَوا الأَمْوَالَ فَقُوتِلُوا فَغُلِبُوا, فَدَخَلُوا قَصْرًا فَتَحَصَّنُوا فِيهِ، ثُمَّ سَأَلُوا الأَمَانَ فَأُعْطَوْهُ، ثُمَّ قُتِلُوا، قَالَ: وَكَمَ الْعُدَّةُ، قَالَ: خَمْسَةُ آَلاَفٍ، قَالَ: فَسَبَّحَ ابْنُ عُمَرَ عِنْدَ ذَلِكَ، وَقَالَ: عَمَّرَك اللَّهُ يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ، لَوْ أَنَّ رَجُلاً أَتَى مَاشِيَةَ الزُّبَيْرِ فَذَبَحَ مِنْهَا فِي غَدَاةٍ خَمْسَةَ آلاَفٍ أَكُنْتَ تَرَاهُ مُسْرِفًا، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَتَرَاهُ إسْرَافًا فِي بَهَائِمَ لاَ تَدْرِي مَا اللَّهُ، وَتَسْتَحِلُّهُ مِمَّنْ هَلَّلَ اللَّهَ يَوْمًا وَاحِدًا.
38489- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، قَالَ: مَا رَأَيْت رَجُلاً هُوَ أَسَبُّ مِنْهُ، يَعني ابْنَ الزُّبَيْرِ.
38490- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَهْلَ الشَّامِ كَانُوا يُقَاتِلُونَ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَيَصِيحُونَ بِهِ: يَا ابْنَ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ، فَقَالَ: ابْنُ الزُّبَيْرِ:
وَتِلْكَ شَكَاةٌ ظَاهِرٌ عَنْك عَارُهَا.
قَالَتْ أَسْمَاءُ: عَيَّرُوك بِهِ ؟ قَالَ نَعَمْ، قَالَتْ: فَهُوَ وَاللهِ حَقُّ.
38491- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ كَانَ يَشُدُّ عَلَيْهِمْ حَتَّى يُخْرِجَهُمْ، عَنِ الأَبْوَابِ وَيَقُولُ:
لَوْ كَانَ قَرْنِي وَاحِدًا كُفِيْتُه.
ويقول:
وَلَسْنَا عَلَى الأَعْقَابِ تَدْمَى كُلُومُنَا *** وَلَكِنْ عَلَى أَقْدَامِنَا تَقْطُرُ الدِّمَا.
38492- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا أَبُو حَصِينٍ الأَسَدِيُّ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ قُطْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: الْزَمُوا هَذِهِ الطَّاعَةَ وَالْجَمَاعَةَ، فَإِنَّهُ حَبْلُ اللهِ الَّذِي أَمَرَ بِهِ، وَأَنَّ مَا تَكْرَهُونَ فِي الْجَمَاعَةِ خَيْرٌ مِمَّا تُحِبُّونَ فِي الْفُرْقَةِ، إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ شَيْئًا قَطُّ إِلاَّ جَعَلَ لَهُ مُنْتَهًى، وَإِنَّ هَذَا الدِّينَ قَدْ تَمَّ، وَإِنَّهُ صَائِرٌ إِلَى نُقْصَانٍ، وَإِنَّ أَمَارَةَ ذَلِكَ أَنْ تَنْقَطِعَ الأَرْحَامُ، وَيُؤْخَذَ الْمَالُ بِغَيْرِ حَقِّهِ، وَتُسْفَكَ الدِّمَاءُ وَيَشْتَكِي ذُو الْقَرَابَةِ قَرَابَتَهُ لاَ يَعُودُ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ، وَيَطُوفُ السَّائِلُ بَيْنَ جُمُعَتَيْنِ لاَ يُوضَعُ فِي يَدِهِ شَيْءٌ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إذْ خَارَتِ الأَرْضُ خُوَارَ الْبَقَرَةِ يَحْسِبُ كُلُّ أُنَاسٍ، أَنَّهَا خَارَتْ مِنْ قِبَلِهِمْ، فَبَيْنَمَا النَّاسُ كَذَلِكَ إذْ قَذَفَتِ الأَرْضُ بِأَفْلاَذِ كَبِدِهَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، لاَ يَنْفَعُ بَعْدُ شَيْءٌ مِنْهُ ذَهَبٌ وَلاَ فِضَّةٌ.
38493- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: أَشْرَفَ عَبْدُ اللهِ عَلَى دَارِهِ، فَقَالَ: أَعْظِمْ بِهَا خِرْبَةً، لَيُحِيطُنَّ فَقِيلَ: مَنْ ؟ فَقَالَ: أُنَاسٌ يَأْتُونَ مِنْ هَاهُنَا، وَأَشَارَ أَبُو حَصِينٍ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَغْرِبِ.
38494- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَرَقْمَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ يَقُولُ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا خَرَجْتُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ هَذِهِ إِلَى جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَمَنَابِتِ الشِّيحِ قُلْتُ: مَنْ يُخْرِجُنَا مِنْ أَرْضِنَا، قَالَ: عَدُوُّ اللهِ.
38495- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: كَأَنِّي بِهِمْ مُشْرِفِي آذَانَ خَيْلِهِمْ رَابِطِيهَا بِحَافَّتَيَ الْفُرَاتِ.
38496- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: مَا تَلاعَنَ قَوْمٌ قَطُّ إِلاَّ حَقَّ عَلَيْهِمَ الْقَوْلُ.
38497- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: مَا أُبَالِي عَلَى كَفِّ مَنْ ضَرَبْتُ بَعْدَ عُمَرَ.
38498- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: إِنَّ الْفِتْنَةَ لَتُعْرَضُ عَلَى الْقُلُوبِ، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُقِطَ عَلَى قَلْبِهِ نُقَطٌ سُود، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُقِطَ عَلَى قَلْبِهِ نُقْطَةٌ بَيْضَاءُ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَعْلَمَ أَصَابَتْهُ الْفِتْنَةُ أَمْ َلا، فَلْيَنْظُرْ، فَإِنْ رَأَى حَرَامًا مَا كَانَ يَرَاهُ حَلاَلاً، أَوْ يَرَى حَلاَلاً مَا كَانَ يَرَاهُ حَرَامًا فَقَدْ أَصَابَتْهُ.
38499- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حدَّثَنَا قُطْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ قيْسِ بْنِ سَكَنٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَوِ اعْتَرَضَتْهُمْ فِي الْجُمُعَةِ بِنَبْلٍ مَا أَصَابَتْ إِلاَّ كَافِرًا.
38500- حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: إِنَّ لِلْفِتْنَةِ وَقَفَاتٍ وَبَعَثَاتٍ، فَإِنَ اسْتَطَعْت أَنْ تَمُوتَ فِي وَقَفَاتِهَا فَافْعَلْ، وَقَالَ: مَا الْخَمْرُ صِرْفًا بِأَذْهَبَ لِعُقُولِ الرِّجَالِ مِنَ الْفِتَنِ.
38501- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قالاَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنْ رُفَيْعٍ أَبِي كَثِيرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيًّا يَقُولُ: تَمْتَلِئُ الأَرْضُ ظُلْمًا وَجَوْرًا حَتَّى يَدْخُلَ كُلَّ بَيْتٍ خَوْفٌ وَحَرْبٌ يَسْأَلُونَ دِرْهَمَيْنِ وَجَرِيبَيْنِ فَلاَ يُعْطَوْنَهُ، فَيَكُونُ تَقْتَالٌ بِتَقْتَالٍ وَتَسْيَارٌ بِتَسْيَارٍ حَتَّى يُحِيطَ اللَّهُ بِهِمْ فِي مِصْرِهم، ثُمَّ تُمَْلأَ الأَرْضُ عَدْلاً وَقِسْطًا، وَقَالَ وَكِيعٌ: حَتَّى يُحِيطَ اللَّهُ بِهِمْ فِي مِصْرِهِ.
38502- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: جَلَدَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رَجُلاً حَدًّا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ جَلَدَ رَجُلاً آخَرَ حَدًّا، فَقَالَ رَجُلٌ هَذِهِ وَاللهِ الْفِتْنَةُ، جَلَدَ أَمْسُ رَجُلاً فِي حَدٍ، وَجَلَدَ الْيَوْمَ رَجُلاً فِي حَدٍّ، فَقَالَ: خَالِدٌ: لَيْسَ هَذِهِ بِفِتْنَةٍ، إنَّمَا الْفِتْنَةُ أَنْ تَكُونَ فِي أَرْضٍ يُعْمَلُ فِيهَا بِالْمَعَاصِي فَتُرِيدُ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَا إِلَى أَرْضٍ لاَ يُعْمَلُ فِيهَا بِالْمَعَاصِي فَلاَ تَجِدُهَا.
38503- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سعد بْنِ حُذَيْفَةَ، قَالَ: لَمَّا تَحَسَّر النَّاسُ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ كَتَبُوا بَيْنَهُمْ كِتَابًا أَنْ لاَ يَسْتَعْمِلَ عَلَيْهِمْ إِلاَّ رَجُلاً يَرْضَوْنَهُ لأَنْفُسِهِمْ وَدِينِهِمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إذْ قَدِمَ حُذَيْفَةُ مِنَ الْمَدَائِنِ فَأَتَوْهُ بِكِتَابِهِمْ فَقَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، صَنَعنَا بِهَذَا الرَّجُلِ مَا قَدْ بَلَغَك، ثُمَّ كَتَبْنَا هَذَا الْكِتَابَ وَأَحْبَبْنَا أَنْ لاَ نَقْطَعَ أَمْرًا دُونَك، فَنَظَرَ فِي كِتَابِهِمْ وَضَحِكَ، وَقَالَ: وَاللهِ مَا أَدْرِي أَيُّ الأَمْرَيْنِ أَرَدْتُمْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَتَوَلَّوْا سُلْطَانَ قَوْمٍ لَيْسَ لَكُمْ أو أَرَدْتُمْ أَنْ تَرُدُّوا هَذِهِ الْفِتْنَةَ حَيْثُ أَطْلَعتْ خِطَامَهَا وَاسْتَوَتْ، إِنَّهَا لَمُرْسَلَةٌ مِنَ اللهِ فِي الأَرْضِ تَرْتَعِي حَتَّى تَطَأَ عَلَى خِطَامِهَا، لَنْ يَسْتَطِيعَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ لَهَا رَدًّا وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يُقَاتِلُ فِيهَا إِلاَّ قُتِلَ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ قَزَعًا كَقَزَعِ الْخَرِيفِ يَكُونُ بِهِمْ بَيْنَهُمْ.
38504- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ زَاذَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ يَقُولُ: لَيَأْتِيَنَّ عَلَيْكُمْ زَمَانٌ خَيْرُكُمْ فِيهِ مَنْ لاَ يَأْمُرُ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ يَنْهَى عَنْ مُنْكَرٍ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَيَأْتِي عَلَيْنَا زَمَانٌ نَرَى الْمُنْكَرَ فِيهِ فَلاَ نُغَيِّرُهُ ؟ فَلاَ وَاللهِ لَنَفْعَلنَّ، قَالَ: فَجَعَلَ حُذَيْفَةُ يَقُولُ بِأُصْبُعِهِ فِي عَيْنِهِ: كَذَبْت وَاللهِ ثَلاَثًا، قَالَ الرَّجُلُ: فَكَذَبْت وَصَدَقَ.
38505- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ يَقُولُ: لَيَأْتِيَنَّ عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يَتَمَنَّى الرَّجُلُ فِيهِ الْمَوْتَ فَيُقْتَلُ، أَوْ يَكْفُرُ، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يَتَمَنَّى الرَّجُلُ الْمَوْتَ مِنْ غَيْرِ فَقْرٍ.
38506- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَرْضًا يُقَالُ لَهَا الْبَصْرَةُ، أَوِ الْبَصِيرَةُ إِلَى جَنْبِهَا نَهْرٌ يُقَالُ لَهُ دِجْلَةُ ذُو نَخْلٍ كَثِيرٍ يَنْزِلُ بِهِ بَنُو قَنْطُورَاءَ فَتَفْتَرِقُ النَّاسُ ثَلاَثَ فِرَقٍ: فِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِأَصْلِهَا وَهَلَكُوا، وَفِرْقَةٌ تَأْخُذُ عَلَى أَنْفُسِهَا وَكَفَرُوا، وَفِرْقَةٌ يَجْعَلُونَ ذَرَارِيَّهُمْ خَلْفَ ظُهُورِهِمْ فَيُقَاتِلُونَ، قَتْلاَهُمْ شُهَدَاءُ، يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى بَقِيَّتِهِمْ.
38507- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمَ الشَّعْرُ، وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا صِغَارَ الأَعْيُنِ.
38508- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمَ الشَّعْرُ، وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا صِغَارَ الأَعْيُنِ ذُلْفَ الآنُفِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمَ الْمَجَانُ الْمُطْرَقَةُ.
38509- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيُّ يَقُولُ: بِحَسْبِ أَصْحَابِي الْقَتْلُ.
38510- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُسَيْدَ بْنِ حُضَيْرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ لِلأَنْصَارِ: إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ.
38511- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ نُسَيْرٍ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ حُزيمَةَ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، قَالَ: لَمَّا جَاءَ قَتْلُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ.
38512- حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَوْقٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْغَرِيف قَالَ: كُنَّا مُقَدَّمَةَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا بِمَسْكَنٍ مُسْتَمِيتِينَ تَقْطُرُ سُيُوفُنَا مِنَ الْجِدِّ عَلَى قِتَالِ أَهْلِ الشَّامِ وَعَلَيْنَا أَبُو الْعَمَرَّطة، قَالَ: فَلَمَّا أَتَانَا صُلْحُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ كَأَنَّمَا كُسِرَتْ ظُهُورُنَا مِنَ الْحُزْنِ وَالْغَيْظِ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُوفَةَ قَامَ إلَيْهِ رَجُلٌ مِنَّا يُكْنَى أَبَا عَامِرٍ، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْك يَا مُذِلَّ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: لاَ تَقُلْ ذَاكَ يَا أَبَا عَامِرٍ، وَلَكِنِّي كَرِهْت أَنْ أَقْتُلَهُمْ طَلَبَ الْمُلْكِ، أَوْ عَلَى الْمُلْكِ.
38513- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ الْمُثَنَّى، عَنْ جَدِّهِ رِيَاحِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: قَامَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ بَعْدَ وَفَاةِ عَلِيٍّ، فَخَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ، وَإِنَّ أَمْرَ اللهِ وَاقِعٌ وَإِنْ كَرِهَ النَّاسُ، وَإِنِّي وَاللهِ مَا أُحِبُّ أَنْ إِلَيَّ مِنْ أَمْرِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَا يَزِنُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ يُهْرَاقُ فِيهَا مِحْجَمَةٌ مِنْ دَمٍ مُنْذُ عَلِمْت مَا يَنْفَعُنِي مِمَّا يَضُرُّنِي، فَالْحَقُوا بِمَطِيِّكُمْ.
38514- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: دَخَلْت أَنَا وَرَجُلٌ علَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ نَعُودُهُ، فَجَعَلَ يَقُولُ لِذَلِكَ الرَّجُلِ: سَلْنِي قَبْلَ أَنْ لاَ تَسْأَلنِي، قَالَ: مَا أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَك شَيْئًا، يُعَافِيك اللَّهُ، قَالَ: فَقَامَ فَدَخَلَ الْكَنِيفَ، ثُمَّ خَرَجَ إلَيْنَا، ثُمَّ قَالَ: مَا خَرَجْت إلَيْكُمْ حَتَّى لَفَظْت طَائِفَةً مِنْ كَبِدِي أُقَلِّبُهَا بِهَذَا الْعُود، وَلَقَدْ سُقِيت السُّمَّ مِرَارًا مَا شَيْءٌ أَشَدُّ مِنْ هَذِهِ الْمَرَّةِ، قَالَ: فَغَدَوْنَا عَلَيْهِ مِنَ الْغَدِ فَإِذَا هُوَ فِي السُّوقِ، قَالَ: وَجَاءَ الْحُسَيْنُ فَجَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَ: يَا أَخِي، مَنْ صَاحِبُك ؟ قَالَ: تُرِيدُ قَتْلَهُ ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: لَئِنْ كَانَ الَّذِي أَظُنُ، لَلَّهُ أَشَدُّ نِقْمَةً، وَإِنْ كَانَ بَرِيئًا فَمَا أُحِبُّ أَنْ يُقْتَلَ بَرِيءٌ.
38515- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ شَرِيكٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: لَقِيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ بِمَكَّةَ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، بَلَغَنِي أَنَّك تُرِيدُ الْعِرَاقَ، قَالَ: أَجَلْ، قَالَ: فَلاَ تَفْعَلْ فَإِنَّهُمْ قَتَلَةُ أَبِيك، الطَّاعِنُونَ فِي بَطْنِ أَخِيك، وَإِنْ أَتَيْتَهُمْ قَتَلُوك.
38516- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْعِتْرِيُّ، عَنْ جَبَلَةَ بِنْتِ المصفح، قَالَتْ: أَوْصَى مَالِكُ بْنُ ضَمْرَةَ بِسِلاَحِهِ لِلْمُجَاهِدِينَ مِنْ بَنِي ضَمْرَةَ أَلاَّ يُقَاتَلُ بِهِ أَهْلُ نُبُوَّةٍ، قَالَ: فَقَالَ: أَخُوهُ عِنْدَ رَأْسِهِ: يَا أَخِي عِنْدَ الْمَوْتِ تَقُولُ هَذَا، قَالَ: هُوَ ذَاكَ، قَالَ: فَنَحْنُ فِي حِلٍّ إِنِ احْتَاجَ وَلَدُك أَنْ يَبِيعَ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَذَهَبَ السِّلاَحُ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلاَّ رُمْحٌ، قَالَتْ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ الْبَعْثِ الَّذِينَ سَارُوا إِلَى الْحُسَيْنِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ مَالِكَ، يَا مُوسَى، أَعِرْنِي رُمْحَ أَبِيك أَعْتَرِضْ بِهِ، قَالَ: فَقَالَ: يَا جَارِيَةُ، أَعْطِهِ الرُّمْحَ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِهِ: يَا مُوسَى، أَمَا تَذْكُرُ وَصِيَّةَ أَبِيك، قَالَتْ: وَقَدْ مَرَّ الرَّجُلُ بِالرُّمْحِ، قَالَتْ: فَلَحِقَ الرَّجُلُ فَأَخَذَ الرُّمْحَ مِنْهُ فَكَسَرَهُ.
38517- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: رَفَعَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ مَعَهُ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّد، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
38518- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْن الْحَنَفِيَّةِ، قَالَ: الْفِتْنَةُ مَنْ قَابَلَهَا اجْتِيحَ.
38519- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: جَاءَنِي حُسَيْنٌ يَسْتَشِيرُنِي فِي الْخُرُوجِ إِلَى مَا هَاهُنَا، يَعْنِي الْعِرَاقَ، فَقُلْتُ: لَوْلاَ أَنْ يُزْرُوا بِي وَبِكَ لَشَبَّثْتُ يَدِي فِي شَعْرِكَ، إِلَى أَيْنَ تَخْرُجُ ؟ إِلَى قَوْمٍ قَتَلُوا أَبَاك وَطَعَنُوا أَخَاك، فَكَانَ الَّذِي سَخَا بِنَفْسِي عَنْهُ أَنْ قَالَ لِي: إِنَّ هَذَا الْحَرَمَ يُسْتَحَلُّ بِرَجُلٍ، وَلأَنْ أُقْتَلَ فِي أَرْضِ كَذَا وَكَذَا غَيْرَ أَنَّهُ يُبَاعِدُهُ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ.
38520- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَيُقْتَلَنَّ الْحُسَيْنُ قَتْلاً، وَإِنِّي لأَعْرِفُ تُرْبَةَ الأَرْضِ الَّتِي بِهَا يُقْتَلُ، يُقْتَلُ قَرِيبًا مِنَ النَّهْرَيْنِ.
38521- حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَرْبَدَ النَّخَعِيِّ، قَالَ: قالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: دَخَلَ الْحُسَيْنُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَنَا جَالِسَةٌ عَلَى الْبَابِ، فَتَطَلَّعْت فَرَأَيْتُ فِي كَفِّ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم شَيْئًا يُقَلِّبُهُ وَهُوَ نَائِمٌ عَلَى بَطْنِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَطَلَّعْتُ فَرَأَيْتُكَ تُقَلِّبُ شَيْئًا فِي كَفِّكَ، وَالصَّبِيُّ نَائِمٌ عَلَى بَطْنِكَ وَدُمُوعُكَ تَسِيلُ، فَقَالَ: إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي بِالتُّرْبَةِ الَّتِي يُقْتَلُ عَلَيْهَا، وَأَخْبَرَنِي أَنَّ أُمَّتِي يَقْتُلُونَهُ.
38522- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ مُدْرِكٍ الْجُعْفِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُجَيٍّ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَافَرَ مَعَ عَلِيٍّ، وَكَانَ صَاحِبَ مَطْهَرَتِهِ حَتَّى حَاذَى نِينَوَى وَهُوَ مُنْطَلِقٌ إِلَى صِفِّينَ فَنَادَى: صَبْرًا أَبَا عَبْدِ اللهِ، صَبْرًا أَبَا عَبْدِ اللهِ، فَقُلْتُ: مَاذَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَعَيْنَاهُ تَفِيضَانِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لِعَيْنَيْك تَفِيضَانِ أَأَغْضَبَك أَحَدٌ، قَالَ: قَامَ مِنْ عِنْدِي جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي، أَنَّ الْحُسَيْنَ يُقْتَلُ بِشَطِّ الْفُرَاتِ، فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنَيَّ أَنْ فَاضَتَا.
38523- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ سَلاَّمٍ أَبِي شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَبِي هُرَيم، قَالَ: بَعَرَتْ شَاةٌ لَهُ، فَقَالَ لِجَارِيَةٍ لَهُ: يَا جَرْدَاءُ، لَقَدْ أَذَكَرَنِي هَذَا الْبَعْرُ حَدِيثًا سَمِعْته مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَكُنْت مَعَهُ بِكَرْبَلاَءَ فَمَرَّ بِشَجَرَةٍ تَحْتَهَا بَعْرُ غِزْلاَنٍ فَأَخَذَهُ مِنْهُ قَبْضَةً فَشَمَّهَا، ثُمَّ قَالَ: يُحْشَرُ مِنْ هَذَا الظَّهْرِ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ.
38524- حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ وَائِلِ بْنِ عَلْقَمَةَ، أَنَّهُ شَهِدَ الْحُسَيْنَ بِكَرْبَلاَءَ، قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَفِيكُمْ حُسَيْنٌ ؟ فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ، فَقَالَ: أَبْشِرْ بِالنَّارِ، قَالَ: بَلْ رَبٌّ غَفُورٌ رَحِيمٌ مُطَاعٌ، قَالَ: وَمَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ: أَنَا ابْنُ حُوَيْزَةَ، قَالَ: اللَّهُمَّ حُذْهُ إِلَى النَّارِ، قَالَ: فَذَهَبَ فَنَفَرَ بِهِ فَرَسُهُ عَلَى سَاقَيْهِ، فَتَقَطَّعَ فَمَا بَقِيَ مِنْهُ غَيْرُ رِجْلِهِ فِي الرِّكَابِ.
38525- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ أُمِّ حَكِيمٍ، قَالَتْ: لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ, وَأَنَا يَوْمَئِذٍ جَارِيَةٌ قَدْ بَلَغْت مَبْلَغَ النِّسَاءِ، أَوْ كِدْت أَنْ أَبْلُغَ مَكَثَتِ السَّمَاءُ بَعْدَ قَتْلِهِ أَيَّامًا كَالْعَلَقَةِ.
38526- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: جَاءَنَا قَتْلُ عُثْمَانَ وَأَنَا أُؤنِسُ مِنْ نَفْسِي شَبَابًا وَقُوَّةً, وَلَوْ قَتَلْتُ الْقِتَالَ، فَخَرَجْتُ أُحْضِرُ النَّاسَ حَتَّى إِذَا كُنْت بِالرَّبَذَةِ إِذَا عَلِيٌّ بِهَا، فَصَلَّى بِهِم الْعَصْرَ، فَلَمَّا سَلَّمَ أَسْنَدَ ظَهْرَهُ فِي مَسْجِدِهَا, وَاسْتَقْبَلَ الْقَوْمَ، قَالَ: فَقَامَ إلَيْهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يُكَلِّمُهُ وَهُوَ يَبْكِي، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: تَكَلَّمْ وَلاَ تخِنَّ خَنِينَ الْجَارِيَةِ، قَالَ: أَمَرْتُك حِينَ حَصَرَ النَّاسُ هَذَا الرَّجُلَ أَنْ تَأْتِيَ مَكَّةَ فَتُقِيمَ بِهَا فَعَصَيْتنِي، ثُمَّ أَمَرْتُك حِينَ قُتِلَ أَنْ تَلْزَمَ بَيْتَكَ حَتَّى تَرْجِعَ إِلَى الْعَرَبِ غَوَارِبُ أَحْلاَمِهَا، فَلَوْ كُنْت فِي جُحْرِ ضَبٍّ لَضَرَبُوا إلَيْك آبَاطَ الإِبِلِ حَتَّى يَسْتَخْرِجُوك مِنْ جُحْرِكَ فَعَصَيْتنِي، وَأَنَا أُنْشِدُك بِاللهِ أَنْ تَأْتِيَ الْعِرَاقَ فَتُقْتَلَ بِحَالِ مَضْيَعَةٍ، قَالَ: فَقَالَ: عَلِيٌّ: أَمَّا قَوْلُك: آتِي مَكَّةَ، فَلَمْ أَكُنْ بِالرَّجُلِ الَّذِي تُسْتَحَلُّ لِي مَكَّةُ، وَأَمَّا قَوْلُك: قَتَلَ النَّاسُ عُثْمَانَ، فَمَا ذَنْبِي إِنْ كَانَ النَّاسُ قَتَلُوهُ، وَأَمَّا قَوْلُك: آتِي الْعِرَاقَ، فَأَكُون كَالضَّبُعِ تَسْتَمِعُ اللَّدْمِ.
38527- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَمَّا كَانَ الصُّلْحُ بَيْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ أَرَادَ الْحَسَنُ الْخُرُوجَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: مَا أَنْتَ بِاَلَّذِي تَذْهَبُ حَتَّى تَخْطُبَ النَّاسَ، قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: فَسَمِعْته عَلَى الْمِنْبَرِ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أما بعد فَإِنَّ أَكْيَسَ الْكَيْسِ التُّقَى، وَإِنَّ أَعْجَزَ الْعَجْزِ الْفُجُورُ، وَإِنَّ هَذَا الأَمْرَ الَّذِي اخْتَلَفْتُ أَنَا فِيهِ وَمُعَاوِيَةُ حَقٌّ كَانَ لِي، فَتَرَكْتُهُ لِمُعَاوِيَةَ، أَوْ حَقٌّ كَانَ لامْرِىءٍ أَحَقَّ بِهِ مِنِّي، وَإِنَّمَا فَعَلْت هَذَا لِحَقْنِ دِمَائِكُمْ {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِين} ثُمَّ نَزَلَ.
38528- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شريك، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ أُمَّتِي وَهُمْ جَمِيعٌ فَاضْرِبُوا رَأْسَهُ كَائِنًا مَنْ كَانَ.
38529- حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ الشَّامِيِّ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهَا فُسيلة، عَنْ أَبِيهَا، قَالَتْ: سَمِعْت أَبِي يَقُولُ: سَأَلْت رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يُحِبَّ الرَّجُلُ قَوْمَهُ، قَالَ: لاَ، وَلَكِنْ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يُعِينَ الرَّجُلُ قَوْمَهُ عَلَى الظُّلْمِ.
38530- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حِين أَتَى حُنَيْنًا مَرَّ بِشَجَرَةٍ يُعَلِّقُ الْمُشْرِكُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُمْ يُقَالُ لَهَ: ذَاتُ أَنْوَاطٍ, فَقَالُوا: اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: هَذَا كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى لِمُوسَى: {اجْعَلْ لَنَا إلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةً}، لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ.
38531- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: لَتَتَّبِعُنَّ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بَاعًا بِبَاعٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ وَشِبْرًا بِشِبْرٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمْ فِيهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، قَالَ: فَمَنْ إذَنْ.
38532- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: لَتَرْكَبُنَّ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حُلْوَهَا وَمُرَّهَا.
38533- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُزَيْلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: أَنْتُمْ أَشْبَهُ النَّاسِ سَمْتًا وَهَدْيًا بِبَنِي إسْرَائِيلَ لِتَسْلُكُنَّ طَرِيقَهُمْ حَذْو القذة بِالْقُذَّةِ وَالنَّعْلِ بِالنَّعْلِ، وَقَالَ عَبْدُ اللهِ: إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا.
38534- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: لاَ يَكُونُ فِي بَنِي إسْرَائِيلَ شَيْءٌ إِلاَّ كَانَ فِيكُمْ مِثْلُهُ، فَقَالَ رَجُلٌ يكون فِينَا قَوْمُ لُوطٍ، قَالَ: نَعَمْ، وَمَا تَرَى بَلَغَ ذَلِكَ لاَ أُمَّ لَك.
38535- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْن عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ: قَالَ: لَتَعْمَلُنَّ عَمَلَ بَنِي إسْرَائِيلَ فَلاَ يَكُونُ فِيهِمْ شَيْءٌ إِلاَّ كَانَ فِيكُمْ مِثْلُهُ، فَقَالَ رَجُلٌ: تَكُونُ منَّا قِرَدَةٌ وَخَنَازِيرُ، قَالَ: وَمَا يُبْرِيكَ مِنْ ذَلِكَ، لاَ أُمَّ لَكَ، قَالُوا: حَدِّثْنَا يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَوْ حَدَّثْتُكُمْ لاَفْتَرَقْتُمْ عَلَى ثَلاَثِ فِرَقٍ: فِرْقَةٍ تُقَاتِلنِي، وَفِرْقَةٍ لاَ تَنْصُرُنِي، وَفِرْقَةٍ تُكَذِّبُنِي أَمَا إنِّي سَأُحَدِّثُكُمْ وَلاَ أَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: أَرَأَيْتُكُمْ لَوْ حَدَّثْتُكُمْ أَنَّكُمْ تَأْخُذُونَ كِتَابَكُمْ فَتُحَرِّقُونَهُ وَتُلْقُونَهُ فِي الْحُشُوشِ، صَدَّقْتُمُونِي، قَالُوا: سُبْحَانَ اللهِ، وَيَكُونُ هَذَا، قَالَ: أَرَأَيْتُكُمْ لَوْ حَدَّثْتُكُمْ أَنَّكُمْ تَكْسِرُونَ قِبْلَتَكُمْ، صَدَّقْتُمُونِي، قَالُوا: سُبْحَانَ اللهِ، وَيَكُونُ هَذَا، قَالَ: أَرَأَيْتُكُمْ لَوْ حَدَّثْتُكُمْ، أَنَّ أُمَّكُمْ تَخْرُجُ فِي فِرْقَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَتُقَاتِلُكُمْ، صَدَّقْتُمُونِي، قَالُوا: سُبْحَانَ اللهِ وَيَكُونُ هَذَا.
38536- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، تَأْتُونَ بِالْمُعْضِلاَتِ.
38537- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: اسْتَأْذَنْت عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَقَالَ: ادْخُلْ، قُلْتُ: فَأَدْخُلُ كُلِّي، أَوْ بَعْضِي، قَالَ: ادْخُلْ كُلَّك، فَدَخَلْت عَلَيْهِ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ وُضُوءًا مَكِيثًا، فَقَالَ: يَا عَوْفَ بْنَ مَالِكَ، سِتٌّ قَبْلَ السَّاعَةِ مَوْتُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خُذْ إحْدَى، فَكَأَنَّمَا انْتُزِعَ قَلْبِي مِنْ مَكَانِهِ، وَفَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَمَوْتٌ يَأْخُذُكُمْ تُقْعَصُونَ بِهِ كَمَا تُقْعَصُ الْغَنَمُ، وَأَنْ يَكْثُرَ الْمَالُ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِئَةَ دِينَارٍ فَيَسْخَطُهَا، وَفَتْحُ مَدِينَةِ الْكُفْرِ, وَهُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ، فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ، ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا, فَيَكُونُونَ أَوْلَى بِالْغَدْرِ مِنْكُمْ.
38538- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ النَّهَّاسِ بْنِ قَهْمٍ، قَالَ: حدَّثَنِي شَدَّادٌ أَبُو عَمَّارٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: سِتٌّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: مَوْتِي وَفَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَأَنْ يُعْطَى الرَّجُلُ أَلْفَ دِينَارٍ فَيَسْخَطُهَا, وَفِتْنَةٌ يَدْخُلُ حَزْنُهَا بَيْتَ كُلِّ مُسْلِمٍ, وَمَوْتٌ يَأْخُذُ فِي النَّاسِ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ، وَأَنْ تَغْدِرَ الرُّومُ فَيَسِيرُونَ باثْنَي عَشَرَ أَلْفًا, تَحْتَ كُلِّ بَنْدٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا.
38539- حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَسِيدِ بْنِ الْمُتَشَمِّسِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى، فَقَالَ: أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُحَدِّثُنَاهُ، قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْهَرْجُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْهَرْجُ، قَالَ: الْقَتْلُ الْقَتْلُ، قُلْنَا: أَكْثَرُ مِمَّا نَقْتُلُ الْيَوْمَ، قَالَ: لَيْسَ بِقَتْلِكُمُ الْكُفَّارَ، وَلَكِنْ يِقَتْلُ الرَّجُلِ جَارَهُ وَأَخَاهُ، وَابْنَ عَمِّهِ، قَالَ: فَأُبْلَسْنَا حَتَّى مَا يُبْدِي أَحَدٌ مِنَّا عَنْ وَاضِحَةٍ: قَالَ: قُلْنَا: وَمَعنَا عُقُولُنَا يَوْمَئِذٍ، قَالَ: تُنْزَعُ عُقُولُ أَكْثَرِ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ، وَيَخْلُفُ هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ يَحْسِبُ أَكْثَرُهُمْ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ، وَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ خَشِيت أَنْ يُدْرِكَنِي وَإِيَّاكُمُ الأُمُورُ، وَلَئِنْ أَدْرَكَتْنَا مَا لِي وَلَكُمْ مِنْهَا مَخْرَجٌ إِلاَّ أَنْ نَخْرُجَ مِنْهَا كَمَا دَخَلْنَا.
38540- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلىِّ الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: إِذَا الْمُسْلِمَانِ حَمَلَ أَحَدُهُمَا عَلَى أَخِيهِ بِالسِّلاَحِ فَهُمَا عَلَى جُرْف جَهَنَّمَ، فَإِذَا قَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ دَخَلاَهَا جَمِيعًا.
38541- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: الْمَلاَئِكَةُ تَلْعَنْ أَحَدَكُمْ إِذَا أَشَارَ بِحَدِيدَةٍ، وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ.
38542- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ طُفَيْلٍ، أَبِي سِيدَان، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: قَالَ حذَيْفَةُ: لَتَرْكَبُنَّ سُنَّةَ بَنِي إسْرَائِيلَ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ وَالْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ غَيْرَ أَنِّي لاَ أَدْرِي تَعْبُدُونَ الْعِجْلَ أَمْ لاَ.
38543- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: إِذَا فَشَتْ بُقْعَانُ أَهْلِ الشَّامِ، فَمَنَ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَمُوتَ فَلْيَمُتْ.
38544- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: قَدِمْت الشَّامَ، قَالَ: فَقُلْتُ: لَوْ دَخَلْتَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو فَسَلَّمْتَ عَلَيْهِ, فَأَتَيْته فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ ؟ فَقُلْتُ: أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: يُوشِكُ بَنُو قنطوراء أَنْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ أَرْضِ الْعِرَاقِ، قُلْتُ: ثُمَّ نَعُودُ ؟ قَالَ: أَنْتَ تَشْتَهِي ذَاكَ ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: وَتَكُونُ لَكُمْ سَلْوَةٌ مِنْ عَيْشٍ.
38545- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: مَاتَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ حُذَيْفَةُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَمِنَ الْقَوْمِ هُوَ ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: بِاللهِ مِنْهُمْ أَنَا ؟ قَالَ: لاَ، وَلَنْ أُخْبِرَ بِهِ أَحَدًا بَعْدَك.
38546- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: مَا بَقِيَ مِنَ الْمُنَافِقِينَ إِلاَّ أَرْبَعَةٌ، أَحَدُهُمْ شَيْخٌ كَبِيرٌ لاَ يَجِدُ بَرْدَ الْمَاءِ مِنَ الْكِبَرِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: فَمَنْ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يَنْقُبُونَ بُيُوتَنَا وَيَسْرِقُونَ عَلاَئِقَنَا، قَالَ: وَيْحَك، أُولَئِكَ الْفُسَّاقُ.
38547- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدٍ، قَالَ: قرَأَ حُذَيْفَةُ {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ}، قَالَ، مَا قُوتِلَ أَهْلُ هَذِهِ الآيَةِ بَعْدُ.
38548- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: اللَّهُمَّ أَهْلِكَ الْمُنَافِقِينَ، فَقَالَ: حُذَيْفَةُ: لَوْ هَلَكُوا مَا انْتَصَفْتُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ.
38549- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرٍ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: أَيَسُرُّك أَنْ تَقْتُلَ أَفْجَرَ النَّاسِ ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: إذًا تَكُونُ أَفْجَرَ مِنْهُ.
38550- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: الْقُلُوبُ أَرْبَعَةٌ: قَلْبٌ مُصَفَحٌ فَذَاكَ قَلْبُ الْمُنَافِقِ، وَقَلْبٌ أَغْلَفُ، فَذَاكَ قَلْبُ الْكَافِرِ، وَقَلْبٌ أَجْرَدُ كَأَنَّ فِيهِ سِرَاجًا يَزْهر، فَذَاكَ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ، وَقَلْبٌ فِيهِ نِفَاقٌ وَإِيمَانٌ فَمِثْلُهُ مِثْلُ قُرْحَةٍ يَمُدُّهَا قَيْحٌ وَدَمٌ، وَمِثْلُهُ مِثْلُ شَجَرَةٍ يَسْقِيهَا مَاءٌ خَبِيثٌ وَمَاءٌ طَيِّبٌ، فَأَيُّ مَاءٍ غَلَبَ عَلَيْهَا؛ غَلَبَ.
38551- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: الْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ فِيكُمُ الْيَوْمَ شَرٌّ مِنَ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ كَانُوا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، وَكَيْفَ ذَاكَ، قَالَ: إِنَّ أُولَئِكَ كَانُوا يُسِرُّونَ نِفَاقَهُمْ، وَإِنَّ هَؤُلاَءِ أَعْلَنُوهُ.
38552- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ مُخَوَّلِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَبْدِ الْقِيسِ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: مَا أُبَالِي بَعْدَ سَنَةِ سَبْعِينَ لَوْ دَهْدَهْت حَجَرًا مِنْ فَوْقِ مَسْجِدِكُمْ هَذَا فَقَتَلَتْ مِنْكُمْ عَشْرَةً.
38553- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُخَوَّلٍ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ حُذَيْفَةَ فَأَخَذَ حَصًى فَوَضَعَ بَعْضَهُ فَوْقَ بَعْضٍ، ثُمَّ قَالَ لَنَا: انْظُرُوا مَا تَرَوْنَ مِنَ الضَّوْءِ قُلْنَا: نَرَى شَيْئًا خَفِيًّا، قَالَ: وَاللهِ لَيَرْكَبَنَّ الْبَاطِلُ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى لاَ تَرَوْنَ مِنَ الْحَقِّ إِلاَّ مَا تَرَوْنَ مِنْ هَذَا.
38554- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: لَيُوشِكَنَّ أَنْ يُصَبَّ عَلَيْكُمُ الشَّرُّ مِنَ السَّمَاءِ حَتَّى يَبْلُغَ الْفَيَافِيَ، قَالَ: قِيلَ: وَمَا الْفَيَافِيُ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، قَالَ: الأَرْضُ الْقَفْرُ.
38555- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ مُحَارِبٍ يُقَالُ لَهُ عَمْرُو بْنُ صُلَيعٍ إِلَى حُذَيْفَةَ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، حَدِّثْنَا مَا رَأَيْت وَشَهِدْت ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: يَا عَمْرُو بْنَ صُلَيعٍ، أَرَأَيْت مُحَارِبَ ؟ أَمِنْ مُضَرَ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّ مُضَرَ لاَ تَزَالُ تَقْتُلُ كُلَّ مُؤْمِنٍ وَتَفْتِنُهُ، أَوْ يَضْرِبُهُمَ اللَّهُ وَالْمَلاَئِكَةُ وَالْمُؤْمِنُونَ حَتَّى لاَ يَمْنَعُوا بَطْنَ تَلْعَةٍ، أَرَأَيْت مُحَارِبَ ؟ أَمِنْ قَيْسَ عَيْلاَنَ، قَالَ: نَعَمْ، فَإِذَا رَأَيْت عَيْلاَنَ قَدْ نَزَلَتْ بِالشَّامِ فَخُذْ حِذْرَك.
38556- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الْعَوَّامِ، قَالَ: حدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: ادْنُوا يَا مَعْشَرَ مُضَرَ, فَوَاللهِ لاَ تَزَالُونَ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ تَفْتِنُونَهُ, وَتَقْتُلُونَهُ حَتَّى يَضْرِبَكُمُ اللَّهُ وَمَلاَئِكَتُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ, حَتَّى لاَ تَمْنَعُوا بَطْنَ تَلْعَةٍ، قَالُوا: فَلِمَ تُدْنِينَا وَنَحْنُ كَذَلِكَ، قَالَ: إِنَّ مِنْكُمْ سَيِّدَ وَلَدِ آدَمَ، وَإِنَّ مِنْكُمْ سَوَابِقَ كَسَوَابِقِ الْخَيْلِ.
38557- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حَنْظَلَةَ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: لاَ تَدْعُ مُضَرُ عَبْدا للهِ مُؤْمِنًا إِلاَّ فَتَنُوهُ، أَوْ قَتَلُوهُ، أَوْ يَضْرِبَهُمَ اللَّهُ وَالْمَلاَئِكَةُ وَالْمُؤْمِنُونَ حَتَّى لاَ يَمْنَعُوا ذَنبَ تَلْعَةٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، تَقُولُ هَذَا وَأَنْتَ رَجُلٌ مِنْ مُضَرَ، قَالَ: أَلاَ أَقُولُ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
38558- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: إِنَّ أَهْلَ الْبَصْرَةِ لاَ يَفْتَحُونَ بَابَ هُدَى وَلاَ يَتْرُكُونَ بَابَ ضَلاَلَةٍ، وَإِنَّ الطُّوفَانَ قَدْ رُفِعَ مِنَ الأَرْضِ كُلِّهَا إَلاَّ عَنِ الْبَصْرَةِ.
38559- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَخِيهِ رَبِيعَةَ بْنِ جَوْشَنٍ، قَالَ: قَدِمْت الشَّامَ فَدَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتُمْ ؟ قُلْنَا مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، قَالَ: إِمَّا لاَ فَاسْتَعِدُّوا يَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ، قُلْنَا: بِمَاذَا، قَالَ: بِالمَزَّادِ وَالْقِرَبِ، خَيْرُ الْمَالِ الْيَوْمَ أَجْمَالٌ يَحْتَمِلُ الرَّجُلُ عَلَيْهِنَّ أَهْلَهُ وَيَمِيرُهُمْ عَلَيْهَا، وَفَرَسٌ وَقَاحٌ شَدِيد، فَوَاللهِ لَيُوشِكَ بَنُو قَنْطُورَاءَ أَنْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْهَا حَتَّى يَجْعَلُوكُمْ بِرُكْبَة، قَالَ: قُلْنَا: وَمَا بَنُو قَنْطُورَاءَ، قَالَ: أَمَّا فِي الْكِتَابِ فَهَكَذَا نَجِدُهُ، وَأَمَّا فِي النَّعْتِ فَنَعْتُ التُّرْكِ.
38560- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَمْ يَجِبْ لَكُمْ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ وَلاَ قَفِيزٌ.
38561- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ: أَرَادَ عُمَرُ أَنْ لاَ يَدَعَ مِصْرًا مِنَ الأَمْصَارِ إِلاَّ أَتَاهُ، فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ: لاَ تَأْتِ الْعِرَاقَ فَإِنَّ فِيهِ تِسْعَةَ أَعْشَارِ الشَّرِّ.
38562- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى يَقُولُ: إِنَّ لِهَذِهِ، يَعْنِي الْبَصْرَةَ أَرْبَعَةَ أَسْمَاءٍ: الْبَصْرَةُ وَالْخُرَيْبَةُ وَتَدْمُرُ وَالْمُؤْتَفِكَةُ.
38563- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: رَأَيْتُ كَثِيرَ بْنَ أَفْلَحَ فِي الْمَنَامِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا ابْنَ أَفْلَحَ، كَيْفَ أَنْتُمْ، قَالَ: بِخَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ: أَنْتُمَ الشُّهَدَاءُ، قَالَ: لاَ، إِنَّ قَتْلَى الْمُسْلِمِينَ لَيْسُوا بِشُهَدَاءَ وَلَكِنَّا النُّدَبَاءُ.
38564- حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: سَمِعَتِ الْحَيَّ غَيْرَ وَاحِدٍ يُحَدِّثُونَ، عَنْ أُبَيّ، أَنَّهُ قَالَ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: مَا يَمْنَعُك مِنَ الْقِتَالِ، قَالَ: لاَ، حَتَّى تُعْطُونِي سَيْفًا يَعْرِفُ الْمُؤْمِنَ مِنَ الْكَافِرِ.
38565- حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: يَقْتَتِلُ النَّاسُ بَيْنَهُمْ عَلَى دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ عِنْدَ قَتْلِ أَمِيرٍ، أَوْ إخْرَاجِهِ فَتَظْهَرُ إحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ حِينَ تَظْهَرُ وَهِيَ ذَلِيلَةٌ فَيَرْغَبُ فِيهِمْ مَنْ يَلِيهِمْ مِنَ الْعَدُوِّ فَيَسِيرُونَ إلَيْهِمْ وَيَتقَحَّمُ أُنَاسٌ فِي الْكُفْرِ تَقَحُّمًا.
38566- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَرَّبُوذَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ قَالَ: وَيْلٌ لِلْجَنَاحَيْنِ مِنَ الرَّأْسِ، وَيْلٌ لِلرَّأْسِ مِنَ الْجَنَاحَيْنِ، قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ: وَمَا الْجَنَاحَانِ، قَالَ: الْعِرَاقُ وَمِصْرُ، وَالرَّأْسُ: الشَّامُ.
38567- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ عَبَّاسٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: لَيُخْسَفَنَّ بِالدَّارِ إِلَى جَنْبِ الدَّارِ وَبِالدَّارِ إِلَى جَنْبِ الدَّارِ حَيْثُ تَكُونُ الْمَظَالِمِ.
38568- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ غَالِبِ بْنِ عَجْرَدٍ، قَالَ: أَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو أَنَا وَصَاحِبٌ لِي وَهُوَ يُحَدِّثُ النَّاسَ، فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتُمَا فَقُلْنَا: مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، قَالَ: فَعَلَيْكُمَا إذًا بضواحيها، فَلَمَّا تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ دَنَوْنَا مِنْهُ فَقُلْنَا: رَأَيْت قَوْلَك مِمَّنْ أَنْتُمَا وَقَوْلَك عَلَيْكُمَا بِضَوَاحِيهَا إذًا، قَالَ: إِنَّ دَارَ مَمْلَكَتِهَا، وَمَا حَوْلَهَا مَشُوبٌ بِهِمْ، قَالَ ثَابِتٌ: فَكَانَ غَالِبُ بْنُ عَجْرَدٍ إِذَا دَخَلَ عَلَى الرَّحْبَةِ سَعَى حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهَا.
38569- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى حُذَيْفَةَ، فَقَالَ: إنِّي أُرِيدُ الْخُرُوجَ إِلَى الْبَصْرَةِ، فَقَالَ: إِنْ كُنْت لاَ بُدَّ لَكَ مِنَ الْخُرُوجِ فَانْزِلْ عَرَوَاتِهَا وَلاَ تَنْزِلْ سُرَّتَهَا.
38570- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ هُرْمُزَ أَبِي الْمِقْدَامِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، قَالَ: سُئِلَ حُذَيْفَةُ: مَن الْمُنَافِقُ، قَالَ: الَّذِي يَصِفُ الإِسْلاَمَ وَلاَ يَعْمَلُ بِهِ.
38571- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الطَّائِفِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَتَهَارَجُونَ فِي الطُّرُقِ تَهَارُجَ الْحَمِيرِ فَيَأْتِيهِمْ إبْلِيسُ فَيَصْرِفُهُمْ إِلَى عِبَادَةِ الأَوْثَانِ.
38572- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: يَقْتَتِلُ الْقُرْآنُ وَالسُّلْطَانُ، قَالَ: فَيَطَأُ السُّلْطَانُ عَلَى سِمَاخِ الْقُرْآنِ, فَلأْيًا بِلأْي وَلأْيًا بَلأْي، مَا تَنْفَلِتنَّ مِنْهُ.
38573- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: يُوشِكُ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ الْيَمَنِ، قَالَ: تَسُوقُ النَّاسَ تَغْدُو مَعَهُمْ إِذَا غَدَوْا، وَتَقِيلُ مَعَهُمْ إِذَا قَالُوا: وَتَرُوحُ مَعَهُمْ إِذَا رَاحُوا، فَإِذَا سَمِعْتُمْ فَاخْرُجُوا إِلَى الشَّامِ.
38574- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ كَعْبٌ: إِذَا رَأَيْت الْقَطْرَ قَدْ مُنِعَ فَاعْلَمْ، أَنَّ النَّاسَ قَدْ مَنَعُوا الزَّكَاةَ فَمَنَعَ اللَّهُ مَا عِنْدَهُ، وَإِذَا رَأَيْت السُّيُوفَ قَدْ عَرِيَتْ فَاعْلَمْ أَنَّ حُكْمَ اللهِ قَدْ ضُيِّعَ فَانْتَقَمَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَإِذَا رَأَيْت الزِّنَا قَدْ فَشَا فَاعْلَمْ، أَنَّ الرِّبَا قَدْ فَشَا.
38575- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ، قَالَ: قَالَ لِي سَلْمَانُ: كَيْفَ أَنْتَ إِذَا اقْتَتَلَ الْقُرْآنُ وَالسُّلْطَانُ، قَالَ: إذًا أَكُونُ مَعَ الْقُرْآنِ، قَالَ: نِعْمَ الزويد أَنْتَ إذًا، فَقَالَ أَبُو قُرَّةَ وَكَانَ يَبْغَضُ الْفِتَنَ: إذًا أَجْلِسُ فِي بَيْتِي، فَقَالَ سَلْمَانُ: لَوْ كُنْت فِي أَقْصَى تِسْعَةِ أَبْيَاتٍ كُنْت مَعَ إحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ.
38576- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عن مالك بن مغول: قَالَ: حدَّثَنَا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: لَمَّا رَجَعنَا مِنَ النَّهْرَوَانِ، قَالَ عَلِيٌّ: لَقَدْ شَهِدَنَا قَوْمٌ بِالْيَمَنِ، قُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، كَيْفَ ذَاكَ، قَالَ: بِالْهَوَى.
38577- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَشْهَدُ الْمَعْصِيَةَ فَيُنْكِرُهَا, فَيَكُونُ كَمَنْ غَابَ عَنْهَا، وَيَكُونُ يَغِيبُ عَنْهَا فَيَرْضَاهَا فَيَكُونُ كَمَنْ شَهِدَهَا.
38578- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ مِنَ الْفِتْنَةِ، وَمَا هُوَ فِيْهَا.
38579- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُبَيعٍ، قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ، فقَالَ: لَتُخْضَبَنَّ هَذِهِ مِنْ هَذَا، يَعْنِي لِحْيَتَهُ مِنْ رَأْسِهِ، قَالُوا: أَخْبِرْنَا بِهِ نَقْتُلُهُ، قَالَ: إذًا تَاللهِ تَقْتُلُونَ بِي غَيْرَ قَاتِلِي، قَالُوا: فَاسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا، قَالَ: لاَ، وَلَكِنِّي أَتْرُكُكُمْ إِلَى مَا تَرَكَكُمْ إلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: فَمَا تَقُولُ لِرَبِّكَ إِذَا لَقِيته، قَالَ: أَقُولُ: اللَّهُمَّ كُنْت فِيهِمْ, وَأَنْتَ فِيهِمْ، فَإِنْ شِئْتَ أَصْلَحْتهمْ وَإِنْ شِئْتَ أَفْسَدْتهمْ.
38580- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَاللهِ لأَنْ أُزَاوِلَ جَبَلاً رَاسِيًا أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ أُزَاوِلَ مَلِكًا مُؤَجَّلاً.
38581- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَبَلَةَ، عَنْ عَامِرٍ بْنِ مَطَرٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ حُذَيْفَةَ، فَقَالَ: يُوشِكُ أَنْ تَرَاهُمْ يَنْفَرِجُونَ، عَنْ دِينِهِمْ كَمَا تَنْفَرِجُ الْمَرْأَةُ، عَنْ قُبُلِهَا، فَأَمْسِكْ بِمَا أَنْتَ عَلَيْهِ الْيَوْمَ فَإِنَّهُ الطَّرِيقُ الْوَاضِحُ، كَيْفَ أَنْتَ يَا عَامِرُ بْنُ مَطَرٍ إِذَا أَخَذَ النَّاسُ طَرِيقًا وَالْقُرْآنُ طَرِيقًا، مَعَ أَيُّهُمَا تَكُونُ قُلْتُ: مَعَ الْقُرْآنِ, أَحْيَا مَعَهُ وَأَمُوتُ مَعَهُ، قَالَ: فَأَنْتَ أَنْتَ إذًا.
38582- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، إِنَّ قَوْمًا مِنْ قَبْلِكُمْ تَحَيَّرُوا وَنَفَرُوا حَتَّى تَاهُوا، فَكَانَ أَحَدُهُمْ إِذا نُودِيَ مِنْ خَلْفِهِ أَجَابَ مِنْ أَمَامِهِ، وَإِنْ نُودِيَ مِنْ أَمَامِهِ أَجَابَ مِنْ خَلْفِهِ.
38583- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا أَتَاكُمْ زَمَانٌ يَخْرُجُ أَحَدُكُمْ مِنْ حَجَلَتِهِ إِلَى حُشِّهِ فَيَرْجِعُ وَقَدْ مُسِخَ قِرْدًا فَيَطْلُبُ مَجْلِسَهُ فَلاَ يَجِدُهُ.
38584- حَدَّثَنَا يَعْمَرُ بْنِ بِشْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَابِصَةَ الأَسَدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إنِّي بِالْكُوفَةِ فِي دَارِي إذْ سَمِعْت عَلَى بَابِ الدَّارِ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، أَلِجُ ؟ فَقُلْتُ: وَعَلَيْكُمُ السَّلاَمُ، فَلِجْ، فَإِذَا هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَيَّةُ سَاعَةِ زِيَارَةٍ, وَذَلِكَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، قَالَ: طَالَ عَلَيَّ النَّهَارُ فَتَذَكَّرْت مَنْ أَتَحَدَّثُ إلَيْهِ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأُحَدِّثُهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ: تَكُونُ فِتْنَةٌ النَّائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمُضْطَجِعِ وَالْمُضْطَجِعُ خَيْرٌ مِنَ الْقَاعِد، وَالْقَاعِدُ خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، قَتْلاَهَا كُلُّهَا فِي النَّارِ، قَالَ: قُلْتُ: وَمَتَى ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ ذَاكَ أَيَّامَ الْهَرْجِ، قُلْتُ: وَمَتَى أَيَّامُ الْهَرْجِ، قَالَ: حِينَ لاَ يَأْمَنُ الرَّجُلُ جَلِيسَهُ، قَالَ: قُلْتُ، فَبِمَ تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ، قَالَ: اُدْخُلْ بَيْتَكَ، قُلْتُ: أَفَرَأَيْت إِنْ دُخِلَ عَلَيَّ، قَالَ: تُوَالِ مَخْدَعَك، قَالَ: قُلْتُ: أَفَرَأَيْت إِنْ دُخِلَ عَلَيَّ، قَالَ: قُلْ هَكَذَا، وَقُلْ: بُؤْ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ، وَكُنْ عَبْدَ اللهِ الْمَقْتُولَ.
38585- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامُ، قَالَ: حدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جُنْدُبُ بْنُ سُفْيَانَ, رَجُلٍ مِنْ بَجِيلَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: سَتَكُونُ بَعْدِي فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، تَصْدِمُ الرَّجُلَ كَصَدْمِ جِبَاهِ فُحُولِ الثِّيرَانِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُسْلِمًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُسْلِمًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَكَيْفَ نَصْنَعُ عِنْدَ ذَلِكَ ؟ قَالَ: ادْخُلُوا بُيُوتَكُمْ وَأَخْمِلُوا ذَكَرَكُمْ، قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: أَفَرَأَيْت إِنْ دَخَلَ عَلَى أَحَدِنَا بَيْتَهُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: فَلْيُمْسِكْ بِيَدَيْهِ وَلْيَكُنْ عَبْدَ اللهِ الْمَقْتُولَ، وَلاَ يَكُنْ عَبْدَ اللهِ الْقَاتِلَ، فَإِنَّ الرَّجُلَ يَكُونُ فِي قُبَّةِ الإِسْلاَم فَيَأْكُلُ مَالَ أَخِيهِ وَيَسْفِكُ دَمَهُ وَيَعْصِي رَبَّهُ وَيَكْفُرُ بِخَالِقِهِ فَتَجِبُ لَهُ جَهَنَّمُ.
38586- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ إِذَا أَتَاهُ الرَّجُلُ يَقْتُلُهُ، يَعْنِي مِنْ أَهْلِ كَذَا أَنْ يَقُولَ هَكَذَا، وَقَالَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الأُخْرَى فَيَكُونُ كَالْخَيْرِ مِنَ ابْنَيْ آدَمَ، وَإِذَا هُوَ فِي الْجَنَّةِ وَإِذَا قَاتِلُهُ فِي النَّارِ.
38587- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ شُرَيْحٍ، قَالَ: مَا أَخْبَرْت وَلاَ اُسْتُخْبِرْت مُذْ كَانَتِ الْفِتْنَةُ، قَالَ لَهُ مَسْرُوقٌ: لَوْ كُنْتُ مِثْلَك لَسَرَّنِي أَنْ أَكُونَ قَدْ مِتُّ، قَالَ له شُرَيْحٌ: فَيَكْفِ بِأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ مَا فِي الصُّدُورِ، وَتَلْتَقِي الْفِئَتَانِ وَإِحْدَاهُمَا أَحَبُّ إلَيَّ مِنَ الأُخْرَى.
38588- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، قَالَ: حدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ، قَالَ: لِيَتَّقِ أَحَدُكُمْ، لاَ يَحُولَنَّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ مِلْءُ كَفٍّ مِنْ دَمِ مُسْلِمٍ.
38589- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ، أَنَّهُ سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ خَيْرُ أَهْلِهِ الَّذِي يَرَى الْخَيْرَ فَيُجَانِبَهُ قَرِيبًا.
38590- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: لاَ يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ، الإِيمَانُ قَيَّدَ الْفَتْكِ.
38591- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الزُّبَيْرِ أَيَّامَ الْجَمَلِ، فَقَالَ: أَقْتُلُ لَكَ عَلِيًّا، قَالَ: وَكَيْفَ، قَالَ: آتِيهِ فَأُخْبِرُهُ أَنِّي مَعَهُ، ثُمَّ أَفْتِكُ بِهِ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: لاَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ: الإِيمَانُ قَيَّد الْفَتْك، لاَ يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ.
38592- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: إِنَّ أَصْحَابِي تَعَلَّمُوا الْخَيْرَ, وَإِنِّي تَعَلَّمْت الشَّرَّ، قَالُوا: وَمَا حَمَلَك عَلَى ذَلِكَ، قَالَ: إِنَّهُ مَنْ يَعْلَمُ مَكَانَ الشَّرِّ يَتَّقْهِ.
38593- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُقْتَلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلْفَ قَتْلَةٍ، فَقَالَ لَهُ عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ: يَا أَبَا زُرْعَةَ، أَلْفَ قَتْلَةٍ، قَالَ: بِضُرُوبِ مَا قَتَلَ.
38594- حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إسْمَاعِيلَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لاَ تَزْرَعُوا مَعِي فِي السَّوَادِ فَإِنَّكُمْ إِنْ تَزْرَعُوا تَقْتَتِلُوا عَلَى مائهِ بِالسُّيُوفِ، وَإِنَّكُمْ إِنْ تَقْتَتِلُوا تَكْفُرُوا.
38595- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: عُرَيْنَةُ وَعَقِيدَةُ وَعُصِيَّةُ وَقَطِيعَةُ عَقَدُوا اللُّؤْمِ.
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ:
38596- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ عُمَرَ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: اعْتَقِدْ مَالاً وَاِتَّخِذْ سَابياء, فَيُوشِكُ أَنْ تُمْنَعُوا الْعَطَاءَ.
38597- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ فُضَيْلٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: خُذُوا الْعَطَاءَ مَا كَانَ طُعْمَةً، فَإِذَا كَانَ عَنْ دِينِكُمْ فَارْفُضُوهُ أَشَدَّ الرَّفْضِ.
38598- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْعَلاَءِ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، قَالَ: قَالَ سَلْمَانُ: خُذُوا الْعَطَاءَ مَا صَفَا لَكُمْ، فَإِذَا كُدِّرَ عَلَيْكُمْ فَاتْرُكُوهُ أَشَدَّ التَّرْكِ.
38599- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لاَ يَأْتِي عَلَيْكُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ حَتَّى يَقْضِيَ الثَّعْلَبُ وَسْنَتَهُ بَيْنَ سَارِيَتَيْنِ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، قَالَ عَبْدُ الْمَلِكَ، هُوَ مَسْجِدُ الْمَدِينَةِ، يَقُولُ: مِنَ الْخَرَابِ.
38600- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لاَ تُقتل هَذِهِ الأُمَّةُ حَتَّى يَقْتُلَ الْقَاتِلُ لاَ يَدْرِي عَلَى أَيِّ شَيْءٍ قَتَلَ، وَلاَ يَدْرِي الْمَقْتُولُ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ قُتِلَ.
38601- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، قَالَ: لَيُقْتَلَنَّ الْقُرَّاءُ قَتْلاً حَتَّى تَبْلُغَ قَتْلاَهُمَ الْيَمَنَ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَوَ لَيْسَ قَدْ فَعَلَ ذَلِكَ الْحَجَّاجُ، قَالَ: مَا كَانَتْ تِلْكَ بَعْدُ.
38602- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي إبْرَاهِيمُ: إيَّاكَ أَنْ تَقْتُلَ مَعَ فتنة.
38603- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي شَيْبَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ، عَنْ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: أَلاَ لاَ يَمْشِيَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ شِبْرًا إِلَى ذِي سُلْطَانٍ لِيُذِلَّهُ، فَلاَ وَاللهِ لاَ يَزَالُ قَوْمٌ أَذَلُّوا السُّلْطَانَ أَذِلاَءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
38604- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: تَقْتَتِلُ بِهَذَا الْغَائِطِ فِئَتَانِ لاَ أُبَالِي فِي أَيِّهِمَا عَرَفْتُك، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَفِي الْجَنَّةِ هَؤُلاَءِ أَمْ فِي النَّارِ ؟ قَالَ: ذَاكَ الَّذِي أَقُولُ لَكَ، قَالَ: فَمَا قَتْلاَهُمْ، قَالَ: قَتْلَى جَاهِلِيَّةٍ.
38605- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ، عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْعَامِرِيِّ، عَنْ سُحَيْمِ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا اقْتَتَلَ الْمُصَلُّونَ قُلْتُ: وَيَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قُلْتُ: وَكَيْفَ أَصْنَعُ، قَالَ: كُفَّ لِسَانَك وَأَخِفَّ مَكَانَك، وَعَلَيْك بِمَا تَعْرِفُ، وَلاَ تَدَعْ مَا تَعْرِفُ لِمَا تُنْكِرُ.
38606- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حدَّثَنَا عَبْدُ رَبِّهِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ، عنْ يَحْيَى بْنِ هَانِئٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: أَتُحِبُّ أَنْ يُسْكِنَك اللَّهُ وَسَطَ الْجَنَّةِ، قَالَ: فَقُلْتُ: جُعِلْت فِدَاك، وَهَلْ أُرِيدُ إِلاَّ ذَاكَ، فقَالَ: عَلَيْك بِالْجَمَاعَةِ، أَوْ بِجَمَاعَةِ النَّاسِ.
38607- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: قَالَ لِي الْحَسَنُ: أَلاَ تَعْجَبُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، دَخَلَ عَلِيَّ فَسَأَلَنِي عَنْ قِتَالِ الْحَجَّاجِ وَمَعَهُ بَعْضُ الرُّؤَسَاءِ، يَعْنِي أَصْحَابَ ابْنِ الأَشْعَثِ.
38608- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ أَرْفَعَ عِنْدَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مِنَ الْحَسَنِ حَتَّى خَفَّ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، وَكَفَّ الْحَسَنُ، فَلَمْ يَزَلْ أَبُو سَعِيدٍ فِي عُلُوٍّ مِنْهَا بَعْدُ وَسَقَطَ الآخَرُ.
38609- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: حدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ فِي أَيَّامِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا السِّلاَحُ فَجَعَلَ يَقُولُ: لَقَدْ أَعْظَمْتُمَ الدُّنْيَا، لَقَدْ أَعْظَمْتُمَ الدُّنْيَا، حَتَّى اسْتَلَمَ الْحَجَرَ.
2- ما ذكِر فِي فِتنةِ الدّجّالِ
قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ:
38610- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: أَنَا أَخْتِمُ أَلْفَ نَبِيٍّ، أَوْ أَكْثَرَ, وَأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ بُعِثَ إِلَى قَوْمٍ إِلاَّ يُنْذِرُ قَوْمَهُ الدَّجَّالَ، وَإِنَّهُ قَدْ بُيِّنَ لِي مَا لَمْ يُبَيَّنْ لأَحَدٍ، وَإِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ.
38611- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَكَرَ الْمَسِيحَ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ النَّاسِ، وَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَإِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ.
38612- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلاَّ وَقَدْ وَصَفَ الدَّجَّالَ لأُمَّتِهِ، وَلاَصِفَنَّهُ صِفَةً لَمْ يَصِفْهَا أَحَدٌ قَبْلِي، إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْوَرَ.
38613- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَالِه، يَعْنِي الْفَلَتَانَ بْنَ عَاصِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: أَمَّا مَسِيحُ الضَّلاَلَة, فَرَجُلٌ أَجْلَى الْجَبْهَةِ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى، عَرِيضُ النَّحْرِ فِيهِ دَفَاءٌ كَأَنَّهُ فُلاَنُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى، أَوْ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ فُلاَنٍ.
38614- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ أَبِي الدَّهْمَانِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: مَنْ سَمِعَ مِنْكُمْ بِخُرُوجِ الدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنَّ الرَّجُلَ يَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ، أَنَّهُ مُؤْمِنٌ، فَمَا يَزَالُ بِهِ حَتَّى يَتَّبِعَهُ مِمَّا يَرَى مِنَ الشُّبُهَاتِ.
38615- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: مَا كَانَ أَحَدٌ يَسْأَلُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، عَنِ الدَّجَّالِ أَكْثَرَ مِنِّي، قَالَ: وَمَا تَسْأَلُنِي عَنْهُ قُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ: إِنَّ مَعَهُ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ، قَالَ: هُوَ أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ ذَلِكَ.
38616- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: حدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ المسيح الدَّجَّالِ، قُلْنَا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ.
38617- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ.
38618- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ.
38619- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ فُرَاتٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ، قَالَ: اطَّلَعَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَقَالَ: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ, ذَكَرَ طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا, وَالدَّجَّالَ.
38620- حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، أَنَّهُ قَالَ: أَنَا أَخْتِمُ أَلْفَ نَبِيٍّ، أَوْ أَكْثَرَ، مَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ إِلَى قَوْمِهِ إِلاَّ حَذَّرَهُمَ الدَّجَّالَ، وَإِنَّهُ قَدْ بُيِّنَ لِي مَا لَمْ يُبَيَّنْ لأَحَدٍ قَبْلِي، إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَإِنَّهُ أَعْوَرُ عَيْنِ الْيُمْنَى، لاَ حَدَقَةَ لَهُ، جَاحِظَةٌ, وَالأُخْرَى كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّي، وَإِنَّهُ يَتَّبِعُهُ مِنْ كُلِّ قَوْمٍ يَدْعُونَهُ بِلِسَانِهِمْ إلَهًا.
38621- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: ذَكَرُوهُ، يَعْنِي الدَّجَّالَ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: ك ف ر، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ ذَلِكَ، وَلَكِنَّهُ قَالَ: أَمَّا إبْرَاهِيمُ فَانْظُرُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ، قَالَ يَزِيدُ: يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، وَأَمَّا مُوسَى فَرَجُلٌ آدَم جَعْدٌ طُوَالٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ مَخْطُومٍ بِخُلْبَةٍ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إلَيْهِ قَد انْحَدَرَ مِنَ الْوَادِي يُلَبِّي.
38622- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامَ عْن شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ ابْنَةِ يَزِيدَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: لَيْسَ عَلَيْكُمْ مِنْهُ بَأْسٌ، إِنْ خَرَجَ وَأَنَا حَيٌّ فَأَنَا حَجِيجُهُ، وَإِنْ خَرَجَ بَعْدَ مَوْتِي فَاَللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ.
38623- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ.
38624- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: الدَّجَّالُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى، عَلَيْهَا ظَفَرَةٌ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ.
38625- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: إِنَّ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ جَعْدٌ هِجَانٌ أَقْمَرُ, كَأَنَّ رَأْسَهُ غَصْنَةُ شَجَرَةٍ، أَشْبَهُ النَّاسِ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ، فَإِمَّا هَلَكَ الْهُلُكُ فَإِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ.
38626- حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، قَالَ: حدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، قَالَ: كَانَ هِشَامُ بْنُ عَامِرٍ الأَنْصَارِيُّ يَرَى رِجَالاً يَتَخَطَّوْنَهُ إِلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَغَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَغَضِبَ، وَقَالَ: وَاللهِ إنَّكُمْ لَتَخْطَوْنَ إِلَى مَنْ لَمْ يَكُنْ أَحْضَرَ لِرَسُولِ اللهِ مِنِّي وَلاَ أَوْعَى لِحَدِيثِهِ مِنِّي، لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ: مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ فِتْنَةٌ أَكْبَرُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ.
38627- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: لأَنَا أَعْلَمُ بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ مِنَ الدَّجَّالِ، مَعَهُ نَهْرَانِ يَجْرِيَانِ أَحَدُهُمَا رَأْيَ الْعَيْنِ مَاءٌ أَبْيَضُ، وَالآخَرُ رَأْيَ الْعَيْنِ نَارٌ تَأَجَّجُ، فَإِمَّا أَدْرَكَ أَحَدٌ ذَلِكَ فَلْيَأْتِ النَّارَ الَّذِي يَرَاهُ فَلْيُغْمِضْ، ثُمَّ لِيُطَأْطِئْ رَأْسَهُ لِيَشْرَبَ فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ، وَإِنَّ الدَّجَّالَ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ، عَلَيْهَا ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ، يقرؤه كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٍ وَغَيْرِ كَاتِبٍ.
38628- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: لأَنَا أَعْلَمُ بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ مِنَ الدَّجَّالِ إِنَّ مَعَهُ نَارًا تُحْرِقُ، وَنَهْرَ مَاءٍ بَارِدٍ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلاَ يَهْلِكَنَّ بِهِ فَلْيُغْمِضْ عَيْنَيْهِ، وَلْيَقَعْ فِي الَّذِي يَرَى أَنَّهُ نَارٌ, فَإِنَّهُ نَهْرُ مَاءٍ بَارِدٍ.
38629- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنِ الْحَضْرَمِيِّ بْنِ لاَحِقٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ: مَا يُبْكِيك ؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَكَرْت الدَّجَّالَ، قَالَ: فَلاَ تَبْكِي فَإِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا حَيٌّ أَكْفِيكُمُوهُ، وَإِنْ أَمُتْ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَإِنَّهُ يَخْرُجُ مَعَهُ يَهُودُ أَصْبَهَانَ، فَيَسِيرُ حَتَّى يَنْزِلَ بِضَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ، وَلَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ، عَلَى كُلِّ بَابٍ مَلَكَانِ، فَيَخْرُجُ إلَيْهِ شِرَارُ أَهْلِهَا، فَيَنْطَلِقُ حَتَّى يَأْتِيَ لُدَّ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَمْكُثُ عِيسَى فِي الأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، أَوْ قَرِيبًا مِنْ أَرْبَعِينَ سَنَةً إمَامًا عَادِلاً وَحَكَمًا مُقْسِطًا.
38630- حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ لَقِيطٍ التُّجِيبِيِّ، عَنِ ابْنِ حَوَالَةَ الأَزْدِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، أَنَّهُ قَالَ: مَنْ نَجَا مِنْ ثَلاَثٍ فَقَدْ نَجَا، قَالَهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، قَالُوا: مَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: مَوْتِي، وَالدَّجَّالُ، وَمِنْ قَتْلِ خَلِيفَةٍ مُصْطَبِرٍ بِالْحَقِّ مُعْطِيهِ.
38631- حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُرَاقَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ بَعْدَ نُوحٍ إِلاَّ وَقَدْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ الدَّجَّالَ، وَإِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ، وَصَفَهُ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، وَقَالَ: سَيُدْرِكُهُ بَعْضُ مَنْ رَآنِي، أَوْ سَمِعَ كَلاَمُي، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ قُلُوبُنَا يَوْمَئِذٍ أَمِثْلُهَا الْيَوْمَ ؟ قَالَ: أَوْ خَيْر.
38632- حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتٍ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يَخَامِرٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: عِمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ، وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ، وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّة وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّة خُرُوجُ الدَّجَّالِ، ثُمَّ يَضْرِبُ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِ الَّذِي حَدَّثَهُ، أَوْ مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذَا هُوَ الْحَقُّ كَمَا أَنَّك هَاهُنَا، أَوْ كَمَا أَنْتَ قَاعِدٌ، يَعْنِي مُعَاذًا.
38633- حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: أَتَيْنَا عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ لِنَعْرِضَ مُصْحَفًا لَنَا بِمُصْحَفِهِ، فَجَلَسْنَا إِلَى رَجُلٍ يُحَدِّثُ، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَان بْنُ أَبِي الْعَاصِ فَتَحَوَّلْنَا إلَيْهِ، فَقَالَ عُثْمَان: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ: يَكُونُ لِلْمُسْلِمِينَ ثَلاَثَةُ أَمْصَارٍ: مِصْرٌ بِمُلْتَقَى الْبَحْرَيْنِ، وَمِصْرٌ بِالْجَزِيرَةِ، وَمِصْرٌ بِالشَّامِ، فَيَفْزَعُ النَّاسُ ثَلاَثَ فَزَعَاتٍ, فَيَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أعْرَاضِ جَيْشٍ, فَيَهَزِمُ مَنْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ، فَأَوَّلُ مِصْرٍ يَرِدُهُ الْمِصْرُ الَّذِي بِمُلْتَقَى الْبَحْرَيْنِ, فَيَصِيرُ أَهْلُهُ ثَلاَثَ فِرَقٍ: فِرْقَةٌ تُقِيمُ تَقُولُ: نُشَامُّهُ وَنَنْظُرُ مَا هُوَ, وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالأَعْرَابِ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالْمِصْرِ الَّذِي يَلِيهِمْ, وَمَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمَ
السِّيجَانُ، فَأَكْثَرُ تُبَّاعِهِ الْيَهُودُ وَالنِّسَاءُ.
2- ثُمَّ يَأْتِي الْمِصْرَ الَّذِي يَلِيهِمْ فَيَصِيرُ أَهْلُهُ ثَلاَثَ فِرَقٍ: فِرْقَةٌ تُقِيمُ وَتَقُولُ: نُشَامُّهُ وَنَنْظُرُ مَا هُوَ, وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالأَعْرَابِ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالْمِصْرِ الَّذِي يَلِيهِمْ.
3- ثُمَّ يَأْتِي الشَّامَ فَيَنْحَازُ الْمُسْلِمُونَ إِلَى عَقَبَةِ أَفِيقَ، يَبْعَثُونَ سَرْحًا لَهُمْ فَيُصَابُ سَرْحُهُمْ، وَيَشْتَدُّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، وَتُصِيبُهُمْ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ وَجَهْدٌ, حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيُحْرِقُ وَتَرَ قَوْسِهِ فَيَأْكُلُهُ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إذْ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّحَرِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَتَاكُمُ الْغَوْثُ, ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إِنَّ هَذَا الصَّوْتَ لِرَجُلٍ شَبْعَانَ، فَيَنْزِلُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عِنْدَ صَلاَةِ الْفَجْرِ فَيَقُولُ لَهُ أَمِيرُ النَّاسِ: تَقَدَّمْ يَا رُوحَ اللهِ فَصَلِّ بِنَا، فَيَقُولُ: إنَّكُمْ مَعْشَرَ هَذِهِ الأُمَّةِ أُمَرَاءُ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، تَقَدَّمْ أَنْتَ فَصَلِّ بِنَا، فَيَتَقَدَّمُ الأَمِيرُ فَيُصَلِّي بِهِمْ، فَإِذَا انْصَرَفَ أَخَذَ عِيسَى حَرْبَتَهُ فَيَذْهَبُ نَحْوَ الدَّجَّالِ، فَإِذَا رَآهُ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ، وَيَضَعُ حَرْبَتَهُ بَيْنَ ثدييه فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَنْهَزِمُ أَصْحَابُهُ.
38634- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حدَّثَنَا حَشْرَجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلاَّ حَذَّرَ الدَّجَّالَ أُمَّتَهُ، هُوَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى، بِعَيْنِهِ الْيُمْنَى
ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ، بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ مَعَهُ وَادِيَانِ أَحَدُهُمَا جَنَّةٌ وَالآخَرُ نَارٌ، فَجَنَّتُهُ نَارٌ وَنَارُهُ جَنَّةٌ، وَمَعَهُ مَلَكَانِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ يُشْبِهَانِ نَبِيَّيْنِ مِنَ الأَنْبِيَاءِ أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرُ، عَنْ شِمَالِهِ، فَيَقُولُ لأُنَاسٍ: أَلَسْت بِرَبِّكُمْ أَلَسْت أُحْيِي وَأُمِيتُ فَيَقُولُ لَهُ أَحَدُ الْمَلَكَيْنِ: كَذَبْت فَمَا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ إِلاَّ صَاحِبُهُ، فَيَقُولُ صَاحِبُهُ: صَدَقْت، فَيَسْمَعُهُ النَّاسُ فَيَحْسَبُونَ إنَّمَا صَدَّقَ الدَّجَّالَ، وَذَلِكَ فِتْنَةٌ، ثُمَّ يَسِيرُ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَدِينَةَ فَلاَ يُؤْذَنُ لَهُ فِيهَا، فَيَقُولُ: هَذِهِ قَرْيَةُ ذَاكَ الرَّجُلِ، ثُمَّ يَسِيرُ حَتَّى يَأْتِيَ الشَّامَ فَيَقْتُلُهُ اللَّهُ عِنْدَ عَقَبَةِ أَفِيقَ.
38635- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أُسَيرِ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: هَاجَتْ رِيحٌ حَمْرَاءُ بِالْكُوفَةِ، فَجَاءَ رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ هِجِّيرَى إِلاَّ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ جَاءَتِ السَّاعَةُ، قَالَ وَكَانَ عَبْدُ اللهِ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ، فَقَالَ: إِنَّ السَّاعَة َلاَ تَقُومُ حَتَّى لاَ يُقْسَمَ مِيرَاثٌ وَلاَ يُفْرَحَ بِغَنِيمَةٍ، وَقَالَ: عَدُوٌّ يَجْمَعُونَ لأَهْلِ الإِسْلاَم وَيَجْمَعُ لَهُمْ أَهْلُ الإِسْلاَم، وَنَحَّا بِيَدِهِ نَحْوَ الشَّامِ قُلْتُ: الرُّومَ تَعْنِي ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَيَكُونُ عِنْدَ ذَاكُمُ الْقِتَالِ رَدَّةٌ شَدِيدَةٌ، فَيَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ
شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لاَ تَرْجِعُ إِلاَّ غَالِبَةً، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجُزَ بَيْنَهُمَ اللَّيْلُ، فَيَفِيءُ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ، وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ.
2- ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لاَ تَرْجِعُ إِلاَّ غَالِبَةً، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يُمْسُوا فَيَفِيءُ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ, وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ، فَإِذَا كَانَ الْيَوْمُ الرَّابِعُ نَهَدَ إلَيْهِمْ جُنْدُ أَهْلِ الإِسْلاَم، فَيَجْعَلُ اللَّهُ الدَّبَرَةَ عَلَيْهِمْ, فَيَقْتَتِلُونَ مَقْتَلَةً عَظِيمَةً، إمَا قَالَ: لاَ يُرَى مِثْلُهَا، أَوَ قَالَ: لَمْ يُرَ مِثْلُهَا, حَتَّى إِنَّ الطَّيْرَ لَيَمُرُّ بِجَنْبَاتِهِم مَا يُخَلِّفُهُمْ حَتَّى يَخِرَّ مَيِّتًا فَيَتَعَادُّ بَنُو الأَبِ كَانُوا مِئَة فَلاَ يَجِدُونَهُ بَقِيَ مِنْهُمْ إِلاَّ الرَّجُلُ الْوَاحِدُ، فَبِأَيِّ غَنِيمَةٍ يَفْرَحُ، أَوْ بِأَيِّ مِيرَاثٍ يُقَاسَمُ.
3- فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إذْ سَمِعُوا بِبَأْسٍ هُوَ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ, إذْ جَاءَهُمَ الصَّرِيخُ، إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خُلِّفَ فِي ذَرَارِيِّهِمْ، فَرَفَضُوا مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَيُقْبِلُونَ فَيَبْعَثُونَ عَشَرَةَ فَوَارِسَ طَلِيعَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إنِّي لأَعْرِفُ أَسْمَاءَهُمْ وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ هُمْ خَيْرُ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ، أَوَ قَالَ: هُمْ خَيْرِ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ يومئذ.
38636- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: يَمْكُثُ أَبَوَا الدَّجَّالِ ثَلاَثِينَ عَامًا لاَ يُولَدُ لَهُمَا، ثُمَّ يُولَدُ لَهُمَا غَُلاَمٌ أَعْوَرُ أَضَرُّ شَيْءٍ وَأَقَلُّهُ نَفْعًا، تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلاَ يَنَامُ قَلْبُهُ، ثُمَّ نَعَتَ أَبَوَيْهِ، فَقَالَ: أَبُوهُ رَجُلٌ طُوَالٌ ضَرْبُ اللَّحْمِ طَوِيلُ الأَنْفِ، كَأَنَّ أَنْفَهُ مِنْقَارٌ وَأُمُّهُ امْرَأَةٌ فِرْضَاخِيَّةٌ عَظِيمَةُ الثَّدْيَيْنِ.
38637- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ عَنِ الدَّجَّالِ حَدِيثًا مَا حَدَّثَهُ نَبِيٌّ قَوْمَهُ: إِنَّهُ أَعْوَرُ وَإِنَّهُ يَجِيءُ مَعَهُ بِمِثْلِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَاَلَّتِي يَقُولُ: هِيَ الْجَنَّةُ، هِيَ النَّارُ، وَإِنِّي أُنْذِرُكُمْ بِهِ كَمَا أَنْذَرَ بِهِ نُوحٌ قَوْمَهُ.
38638- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: لاَ يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ رُعْبُ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، لَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ، لِكُلِّ بَابٍ مَلَكَانِ.
38639- حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، قَالَ: حدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إيَاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: دَخَلَ بُرَيْدَةُ الْمَسْجِدَ وَمِحْجَنٌ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ وَسَكَبَةُ يُصَلِّي، فَقَالَ: بُرَيْدَةُ وَكَانَ فِيهِ مِزَاحٌ: أَلاَ تُصَلِّي كَمَا يُصَلِّي سَكَبَةُ، فَقَالَ مِحْجَنٌ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَخَذَ بِيَدِي فَصَعِدَ عَلَى أُحُدٍ وَأَشْرَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: وَيْلُ أُمِّهَا مَدِينَةٌ يَدَعُهَا أَهْلُهَا وَهِيَ خَيْرُ مَا كَانَتْ، أَوْ أَعْمَرُ مَا كَانَتْ، يَأْتِيهَا الدَّجَّالُ فَيَجِدُ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِهَا مَلَكًا مُصْلِتًا بِجَنَاحَيْهِ فَلاَ يَدْخُلُهَا.
38640- حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: لأَنْ أَحْلِفَ عَشْرًا، أَنَّ ابْنَ صَيَّادٍ هُوَ الدَّجَّالُ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ وَاحِدَةً، إِنَّهُ لَيْسَ بِهِ، وَذَلِكَ لِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم, بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى أُمِّ ابْنِ صَيَّادٍ، فَقَالَ: سَلْهَا كَمْ حَمَلَتْ بِهِ، فَقَالَتْ: حَمَلْت بِهِ اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا فَأَتَيْته فَأَخْبَرْته، فَقَالَ: سَلْهَا عَنْ صَبِيحَتِهِ حَيْثُ وَقَعَ، قَالَتْ صَاحَ صِيَاحَ صَبِيِّ ابْنِ شَهْرَيْنِ، قَالَ: أَوَ قَالَ لَهُ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إنِّي قَدْ خَبَّأْت لَكَ خَبِيئًا، فَقَالَ: خَبَّأْت لِي عَظْمَ شَاةٍ عَفْرَاءَ، وَأَرَادَ أَنْ يَقُولَ: وَ{الدُّخَانَ}، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: اخْسَأْ فَإِنَّك لَنْ تَسْبِقَ الْقَدَرَ.
38641- حدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُجَيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جُلُوسًا وَهُوَ نَائِمٌ، فَذَكَرْنَا الدَّجَّالَ فَاسْتَيْقَظَ مُحْمَرًّا وَجْهُهُ، فَقَالَ: غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنَ الدَّجَّالِ: أَئِمَّةٌ مُضِلُّونَ.
38642- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ رِيَاحِ بْنِ عَبِيْدَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ: يَمْكُثُ النَّاسُ بَعْدَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ أَرْبَعِينَ عَامًا, وَيُغْرَسُ النَّخْلُ وَتَقُومُ الأَسْوَاقُ.
38643- حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: لَقَدْ صُنِعَ بَعْضُ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَحَيٌّ.
38644- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: مَا خُرُوجُ الدَّجَّالِ بِأَكْرَثَ لِي مِنْ قِيْسِ اللِّجَامِ.
38645- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا أَبُو يَعْفُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ يَقُولُ: كُنْت عِنْدَ حُذَيْفَةَ جَالِسًا إذْ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ حَتَّى جَثَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: أَخَرَجَ الدَّجَّالُ ؟ فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: وَمَا الدَّجَّالُ إِنَّ مَا دُونَ الدَّجَّالِ أَخْوَفُ مِنَ الدَّجَّالِ، إنَّمَا فِتْنَتُهُ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً.
38646- حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: إِنَّ الدَّجَّالَ يَطْوِي الأَرْضَ كُلَّهَا إِلاَّ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ، قَالَ: فَيَأْتِي الْمَدِينَةَ فَيَجِدُ بِكُلِّ نَقْبٍ مِنْ أَنْقَابِهَا صُفُوفًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ, فَيَأْتِي سَبْخَةَ الْجُرْفِ فَيَضْرِبُ رِوَاقَهُ، ثُمَّ تَرْجُفُ الْمَدِينَةُ ثَلاَثَ رَجَفَاتٍ، فَيَخْرُجُ إلَيْهِ كُلُّ مُنَافِقٍ وَمُنَافِقَةٍ.
38647- حَدَّثَنَا أَبُو الْمُوَرِّعِ، قَالَ: حدَّثَنَا الأَجْلَحُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ يَقُولُ: لَوْ خَرَجَ الدَّجَّالُ لآمَنَ بِهِ قَوْمٌ فِي قُبُورِهِمْ.
38648- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ رَجُلاً مِنَ الْيَهُودِ عَنْ أَمْرٍ فَقَالَ: قَدْ بَلَوْتُ مِنْكَ صِدْقًا، فَحَدِّثْنِي عَنِ الدَّجَّالِ، فَقَالَ: وَإِلَهُ يَهُودٍ، لَيَقْتُلَنَّهُ ابْنُ مَرْيَمَ بِفِنَاءِ لُدٍّ.
38649- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: يَنْزِلُ الْمَسِيحُ بْنُ مَرْيَمَ، فَإِذَا رَآهُ الدَّجَّالُ ذَابَ كَمَا تَذُوبُ الشَّحْمَةُ، قَالَ: فَيَقْتُلُ الدَّجَّالَ, وَتَفَرَّقَ عَنْهُ الْيَهُودُ، فَيُقْتَلُونَ حَتَّى إِنَّ الْحَجَرَ يَقُولُ: يَا عَبْدَ اللهِ الْمُسْلِمُ، هَذَا يَهُودِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ.
38650- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ، قَالَ: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليهما السلام حَكَمًا مُقْسِطًا, وَإِمَامًا عَادِلاً, فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ, وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ, وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ, وَيَفِيضُ الْمَالُ, حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ.
38651- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ الأَسْلَمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَيُهِلَّنَّ ابْنُ مَرْيَمَ بِفَجِّ الرَّوْحَاءِ حَاجًّا، أَوْ مُعْتَمِرًا، أَوْ لَيُثَنِّيَنَّهُمَا.
38652- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ الْمُخَارِقِ، عَنْ عَقَّارِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِنَّ الْمَسَاجِدَ لَتُجَدَّدُ لِخُرُوجِ الْمَسِيحِ وَإِنَّهُ سَيَخْرُجُ فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيُؤْمِنُ بِهِ مَنْ أَدْرَكَهُ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلاَمَ، ثُمَّ الْتَفَتَ إلَيَّ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، إنِّي أَرَاك مِنْ أَحْدَثِ الْقَوْمِ، فَإِنْ أَدْرَكْته فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلاَمَ.
38653- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ إبْرَاهِيمَ يَقُولُ: إِنَّ الْمَسِيحَ خَارِجٌ فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ.
38654- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَلْ بِالْعِرَاقِ أَرْضٌ يُقَالُ لَهَا خُرَاسَانُ، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ مِنْهَا.
38655- حُدِّثْتُ، عَنْ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سُبَيْعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: الدَّجَّالُ يَخْرُجُ مِنْ خُرَاسَانَ.
38656- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: يَهْبِطُ الدَّجَّالُ مِنْ خوز وَكَرْمَانَ مَعَهُ ثَمَانُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمَ الطَّيَالِسَةُ، يَنْتَعِلُونَ الشَّعْرَ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ مَجَانُّ مُطْرَقَةٌ.
38657- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَوَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ حَوْطٍ الْعَبْدِيِّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: إِنَّ أُذُنَ حِمَارِ الدَّجَّالِ لَتُظِلُّ سَبْعِينَ أَلْفًا.
38658- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ بِشْرٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: إِنَّ بَيْنَ يَدَي الدَّجَّالِ لنيفا وَسَبْعِينَ دَجَّالاً.
38659- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ: تُقَاتِلُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ، ثُمَّ تُقَاتِلُونَ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ، ثُمَّ تُقَاتِلُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ، ثُمَّ تُقَاتِلُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ، قَالَ جَابِرٌ: فَلاَ يَخْرُجُ الدَّجَّالُ حَتَّى تُفْتَحَ الرُّومُ.
38660- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو لِحُذَيْفَةَ: أَلاَ تُحَدِّثُنَا بِمَا سَمِعْت من رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: بَلَى سَمِعْته يَقُولُ: إِنَّ مَعَ الدَّجَّالِ إِذَا خَرَجَ مَاءً وَنَارًا، فَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ مَاءً فَنَارٌ تُحْرِقُ، وَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ، أَنَّهُ نَارٌ فَمَاءٌ عَذْبٌ بَارِد، فَمَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ ذَلِكَ فَلْيَقَعْ فِي الَّذِي يَرَى، أَنَّهُ نَارٌ فَإِنَّهُ مَاءٌ عَذْبٌ بَارِدٌ، قَالَ عُقْبَةُ: وَأَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ.
38661- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: حدَّثَنَا جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ الدَّوْسِيُّ، قَالَ: دَخَلْت أَنَا وَصَاحِبٌ لِي عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا مَا سَمِعْت مِنْ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَلاَ تُحَدِّثْنَا عَنْ غَيْرِهِ، وَإِنْ كَانَ عِنْدَكَ مُصَدَّقًا، قَالَ: نَعَمْ، قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: أُنْذِرُكُمُ الدَّجَّالَ، أُنْذِرُكُمُ الدَّجَّالَ، أُنْذِرُكُمُ الدَّجَّالَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلاَّ وَقَدْ أَنْذَرَهُ أُمَّتَهُ، وَإِنَّهُ فِيكُمْ أَيَّتُهَا الأُمَّةُ، وَإِنَّهُ جَعْدٌ آدَم مَمْسُوحُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى، وَإِنَّ مَعَهُ جَنَّةً وَنَارًا، فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ، وَإِنَّ مَعَهُ نَهْرَ مَاءٍ وَجَبَلَ خُبْزٍ، وَإِنَّهُ يُسَلَّطُ عَلَى نَفْسٍ فَيَقْتُلُهَا، ثُمَّ يُحْيِيهَا، لاَ يُسَلَّطُ عَلَى غَيْرِهَا، وَإِنَّهُ يُمْطِرُ السَّمَاءَ وَلاَ تُنْبِتُ الأَرْضُ، وَإِنَّهُ يَلْبَثُ فِي الأَرْضِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا حَتَّى يَبْلُغَ مِنْهَا كُلَّ مَنْهَلٍ، وَإِنَّهُ لاَ يَقْرَبُ أَرْبَعَةَ مَسَاجِدَ: مَسْجِدَ الْحَرَامِ وَمَسْجِدَ الرَّسُولِ وَمَسْجِدَ الْمَقْدِسِ وَالطُّورِ، وَمَا شُبِّهَ عَلَيْكُمْ مِنَ الأَشْيَاءِ فَإِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ مَرَّتَيْنِ.
38662- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: لاَ يَخْرُجُ الدَّجَّالُ حَتَّى لاَ يَكُونَ غَائِبٌ أَحَبَّ إِلَى الْمُؤْمِنِ خُرُوجًا مِنْهُ، وَمَا خُرُوجُهُ بِأَضَرَّ لِلْمُؤْمِنِ مِنْ حَصَاةٍ يَرْفَعُهَا مِنَ الأَرْضِ، وَمَا عَلِمَ أَدْنَاهُمْ وَأَقْصَاهُمْ إِلاَّ سَوَاءً.
38663- حدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ،
عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبَ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ جَالِسًا وَأَصْحَابُهُ، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمْ، قَالَ: فَجَاءَ حُذَيْفَةُ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ الأَصْوَاتُ يَا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ، قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، ذَكَرُوا الدَّجَّالَ وَتَخَوَّفْنَاهُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: وَاللهِ مَا أُبَالِي أَهُوَ لَقِيت أَمْ هَذِهِ الْعَنْزُ السَّوْدَاءَ، قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ لِعَنْزٍ تَأْكُلُ النَّوَى فِي جَانِبِ الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ: لِمَ ؟ لِلَّهِ أَبُوك، قَالَ حُذَيْفَةُ: لأَنَّا قَوْمٌ مُؤْمِنُونَ وَهُوَ امْرُؤٌ كَافِرٌ، وَإِنَّ اللَّهَ سَيُعْطِينَا عَلَيْهِ النَّصْرَ وَالظَّفَرَ، وَايْمُ اللهِ، لاَ يَخْرُجُ حَتَّى يَكُونَ خُرُوجُهُ أَحَبَّ إِلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ مِنْ بَرْدِ الشَّرَابِ عَلَى الظَّمَأِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: لِمَ ؟ لِلَّهِ أَبُوك، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: مِنْ شِدَّةِ الْبَلاَءِ وَجَنَادِعِ الشَّرِّ.
38664- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَقِيَ ابْنَ صَيَّادٍ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، أَوَ قَالَ: رَجُلاَنِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ، فَقَالَ: ابْنُ صَيَّادٍ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم آمَنْت بِاللهِ وَرَسُولِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: مَا تَرَى، فَقَالَ: ابْنُ صَيَّادٍ: أَرَى عَرْشًا عَلَى الْمَاءِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: تَرَى عَرْشَ إبْلِيسَ عَلَى الْبَحْرِ، قَالَ: مَا تَرَى، قَالَ: أَرَى صَادِقِينَ، أَوْ كَاذِبِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: لُبِسَ عَلَيْهِ لُبِسَ عَلَيْهِ فَدَعُوهُ.
38665- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ فَإِذَا النَّاسُ قِيَامٌ وَإِذَا هِيَ تُصَلِّي، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ ؟ فَأَشَارَتْ بِيَدِهَا نَحْوَ السَّمَاءِ، أَوْ قَالَتْ: سُبْحَانَ اللهِ، فَقُلْتُ: آيَةٌ، فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا أَنْ نَعَمْ، فَأَطَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقُمْت حَتَّى تَجَلاَّنِي الْغَشْي، وَجَعَلْت أَصُبُّ عَلَى رَأْسِي الْمَاءَ، قَالَتْ: فَحَمِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ وَقَالَ: مَا مِنْ شَيْءٍ لَمْ أَكُنْ رَأَيْتُهُ إِلاَّ قَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي هَذَا حَتَّى الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَقَدْ أُوحِيَ إلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ مِثْلَ، أَوْ قَرِيبًا لاَ أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ، قَالَتْ أَسْمَاءُ: مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ.
38666- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنِ الْهَيْثَم بْنِ الأَسْوَدِ، قَالَ: خَرَجْت وَافِدًا فِي زَمَانِ مُعَاوِيَةَ فَإِذَا مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ رَجُلٌ أَحْمَرُ كَثِيرُ غُضُونِ الْوَجْهِ، فَقَالَ لِي مُعَاوِيَةُ: تَدْرِي مَنْ هَذَا ؟ هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: فَقَالَ لِي عَبْدُ اللهِ: مِمَّنْ أَنْتَ ؟ فَقُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، قَالَ: هَلْ تَعْرِفُ أَرْضًا قِبَلَكُمْ كَثِيرَةَ السِّبَاخِ يُقَالُ لَهَا كُوثى ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: مِنْهَا يَخْرُجُ الدَّجَّالُ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: إِنَّ لِلأَشْرَارِ بَعْدَ الأَخْيَارِ عِشْرِينَ وَمِئَةَ سَنَةٍ، لاَ يَدْرِي أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ مَتَى يَدْخُلُ أَوَّلُهَا.
38667- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ: قَالَ كَعْبٌ: إِنَّ أَشَدَّ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ عَلَى الدَّجَّالِ لَقَوْمُك، يَعْنِي بَنِي تَمِيمٍ.
38668- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَعْلَبَةُ بْنُ عِبَادٍ الْعَبْدِيُّ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، أَنَّهُ شَهِدَ يَوْمًا خُطْبَةً لِسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، فَذَكَرَ فِي خُطْبَتِهِ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، أَنَّهُ قَالَ: وَاللهِ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلاَثُونَ كَذَّابًا آخِرُهُمَ الأَعْوَرُ الدَّجَّالُ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى كَأَنَّهَا عَيْنُ أَبِي تِحْيَى، أَوْ يَحْيَى لِشَيْخٍ مِنَ الأَنْصَارِ، وَإِنَّهُ مَتَى يَخْرُجُ فَإِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّهُ اللَّهُ، فَمَنْ آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ وَاتَّبَعَهُ فَلَيْسَ يَنْفَعُهُ صَالِحٌ مِنْ عَمَلٍ لَهُ سَلَفَ
وَمَنْ كَفَرَ بِهِ وَكَذَّبَهُ, فَلَيْسَ يُعَاقَبُ بِشَيْءٍ مِنْ عَمَلِهِ سَلَفَ، وَإِنَّهُ سَيَظْهَرُ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا إِلاَّ الْحَرَمَ وَبَيْتَ الْمَقْدِسِ, وَإِنَّهُ يَحْصُرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالَ: فَيَهْزِمُهُ اللَّهُ وَجُنُودَهُ حَتَّى إِنَّ جِذْمَ الْحَائِطِ أو أَصْلَ الشَّجَرَةِ يُنَادِي: يَا مُؤْمِنُ، هَذَا كَافِرٌ يَسْتَتِرُ بِي، تَعَالَ اقْتُلْهُ، قَالَ: وَلَنْ يَكُونَ ذَاكَ كَذَاك حَتَّى تَرَوْنَ أُمُورًا يتفاقم شَأْنُهَا فِي أَنْفُسِكُمْ، تَسَاءَلُونَ بَيْنَكُمْ: هَلْ كَانَ نَبِيُّكُمْ ذَكَرَ لَكُمْ مِنْهَا ذِكْرًا، وَحَتَّى تَزُولَ جِبَالٌ عَنْ مَرَاتِبِهَا، ثُمَّ عَلَى أَثَرِ ذَلِكَ الْقَبْضُ وَأَشَارَ بِيَدِهِ، قَالَ: ثُمَّ شَهِدَتْ لَهُ خُطْبَةٌ أُخْرَى، قَالَ: فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ مَا قَدَّمَ كَلِمَةً وَلاَ أَخَّرَهَا.
38669- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ الْيَحْصُبِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يَقُولُ: مَن الْتَبَسَتْ عَلَيْهِ الأُمُورُ فَلاَ يَتَّبِعَنْ مُشَاقًا وَلاَ أَعْوَرَ الْعَيْنِ، يَعْنِي الدَّجَّالَ.
38670- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: الدَّجَّالُ يَخُوضُ الْبِحَارَ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَيَتَنَاوَلُ السَّحَابَ، وَيَسْبِقُ الشَّمْسَ إِلَى مَغْرِبِهَا، وَفِي جَبْهَتِهِ قَرْنٌ يَخْرُصُ مِنْهُ الْحَيَّاتُ، وَقَدْ صُوِّرَ فِي جَسَدِهِ السِّلاَحُ كُلُّهُ، حَتَّى ذَكَرَ السَّيْفَ وَالرُّمْحَ وَالدَّرَقَ، قَالَ: قُلْتُ: وَمَا الدَّرَقُ، قَالَ: التُّرْسُ.
38671- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا يَبْلُغُ مِنْهَا كُلَّ مَنْهَلٍ الْيَوْمُ مِنْهَا كَالْجُمُعَةِ، وَالْجُمُعَةُ كَالشَّهْرِ وَالشَّهْرُ كَالسَّنَةِ، ثُمَّ قَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ وَقَوْمٌ فِي ضِحٍ وَأَنْتُمْ فِي رِيحٍ، وَهُمْ شِبَاعٌ وَأَنْتُمْ جِيَاعٌ، وَهُمْ رِوَاءٌ وَأَنْتُمْ ظِمَاءٌ.
38672- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي الْمَسْجِدِ فَأَتَى عَلَى هَذِهِ الآيَةِ {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ}، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: أَنْتُمَ الزَّرْعُ وَقَدْ دَنَا حَصَادُكُمْ، ثُمَّ ذَكَرُوا الدَّجَّالَ فِي مَجْلِسِهِمْ ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: لَوَدِدْنَا أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ حَتَّى نَرْمِيَهُ بِالْحِجَارَةِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: أَنْتُمْ تَقُولُونَ، وَالَّذِي لاَ إلَهَ غَيْرُهُ، لَوْ سَمِعْتُمْ بِهِ بِبَابِلَ لأَتَاهُ أَحَدُكُمْ وَهُوَ يَشْكُو إلَيْهِ الْحَفَا مِنَ السُّرْعَةِ.
38673- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا حَلاَّمُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ شِهَابٍ الْعَبْسِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مغنم وَذَكَرَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ: إِنَّ الدَّجَّالَ لَيْسَ بِهِ خَفَاءٌ، وَمَا يَكُونُ قَبْلَهُ مِنَ الْفِتْنَةِ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ مِنَ الدَّجَّالِ، إِنَّ الدَّجَّالَ لاَ خَفَاءَ فِيهِ، إِنَّ الدَّجَّالَ يَدْعُو إِلَى أَمْرٍ يَعْرِفُهُ النَّاسُ حَتَّى يَرَوْنَ ذَلِكَ مِنْهُ.
38674- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: لاَ يَخْرُجُ الدَّجَّالُ حَتَّى يَكُونَ خُرُوجُهُ أَشْهَى إِلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ شُرْبِ الْمَاءِ عَلَى الظَّمَأِ.
38675- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الْمُجَالِدِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، قَالَتْ: صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَاتَ يَوْمٍ الظُّهْرَ، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَاسْتَنْكَرَ النَّاسُ ذَلِكَ فَبَيْنَ قَائِمٍ وَجَالِسٍ، وَلَمْ يَكُنْ يَصْعَدُهُ قَبْلَ ذَلِكَ إِلاَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَأَشَارَ إلَيْهِمْ بِيَدِهِ أَن اجْلِسُوا، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ مَا قُمْت مَقَامِي هَذَا
لأَمْرٍ ينفعكم لِرَغْبَةٍ وَلاَ لِرَهْبَةٍ، وَلَكِنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي حتى مَنعَنِي الْقَيْلُولَةَ مِنَ الْفَرَحِ وَقُرَّةِ الْعَيْنِ، أَلاَ إِنَّ بَنِي عَمٍّ لِتَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَخَذَتْهُمْ عَاصِفٌ فِي الْبَحْرِ, فَأَلْجَأَتْهُمَ الرِّيحُ إِلَى جَزِيرَةٍلاَ يَعْرِفُونَهَا، فَقَعَدُوا فِي قَوَارِبِ السَّفِينَةِ فَصَعِدُوا فَإِذَا هُمْ بِشَيْءٍ أَسْوَدَ أَهْدَبَ كَثِيرِ الشَّعْرِ، قَالُوا لَهَا: مَا أَنْتَ، قَالَتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ، قَالُوا: فَأَخْبِرِينَا، قَالَتْ: مَا أَنَا بِمُخْبِرَتِكُمْ وَلاَ سَائِلَتِكُمْ عَنْهُ، وَلَكِنَّ هَذَا الدَّيْرَ قَدْ رَهَقْتُمُوهُ فَأْتُوهُ، فَإِنَّ فِيهِ رَجُلاً بِالأَشْوَاقِ إِلَى أَنْ يُخْبِرَكُمْ وَتُخْبِرُوهُ.
2- فَأَتَوْهُ فَدَخَلُوا علَيْهِ، فَإِذَا هُمْ بِشَيْخٍ مُوَثَّقٍ فِي الْحَدِيدِ شَدِيدِ الْوَثَاقِ كَثِيرِ الشَّعْرِ، فَقَالَ لَهُمْ: مِنْ أَيْنَ نَبَأْتُم، قَالُوا: مِنَ الشَّامِ، قَالَ: مَا فَعَلَتِ الْعَرَبُ ؟ قَالُوا: نَحْنُ قَوْمٌ مِنَ الْعَرَبِ، قَالَ: مَا فَعَلَ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي خَرَجَ فِيكُمْ، قَالُوا: خَيْرًا؛ نَاوَأَهُ قَوْمٌ فَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فَأَمْرُهُمَ الْيَوْمَ جَمِيعٌ، وَإِلَهُهُمْ الْيَوْمَ وَاحِدٌ وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ، قَالَ: ذَلِكَ خَيْرٌ لَهُمْ، قَالَ: مَا فَعَلَتْ عَيْنُ زُغَرَ ؟ قَالُوا: يَسْقُونَ مِنْهَا زُرُوعَهُمْ وَيَشْرَبُونَ مِنْهَا ِبشَفَتِهِمْ، قَالَ: مَا فَعَلَ نَخْلٌ بَيْنَ عَمَّانَ وَبَيْسَانَ، قَالُوا: يُطْعِمُ جَنَاهُ كُلِّ عَامٍ، قَالَ: مَا فَعَلَتْ
بُحَيْرَةُ طَبَرِيَّةَ ؟ قَالُوا: تَدَفَّقُ جَانِبَاهَا مِنْ كَثْرَةِ الْمَاءِ، قَالَ: فَزَفَرَ ثَلاَثَ زَفَرَاتٍ، ثُمَّ قَالَ: إنِّي لَوْ قَدَ انْفَلَتُّ مِنْ وَثَاقِي هَذَا لَمْ أَتْرُكْ أَرْضًا إِلاَّ وَطِئْتهَا بِقَدَمِي هَاتَيْنِ إِلاَّ طِيبَةً، لَيْسَ لِي عَلَيْهَا سُلْطَانٌ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إِلَى هَذَا انْتَهَى فَرَحِي، هَذِهِ طِيبَةٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا مِنْهَا طَرِيقٌ ضَيِّقٌ وَلاَ وَاسِعٌ إِلاَّ عَلَيْهِ مَلَكٌ شَاهِرٌ بِالسَّيْفِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
38676- وَحَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَابُوسُ بْنُ أَبِي ظَبْيَانَ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، قَالَ: ذَكَرْنَا الدَّجَّالَ فَسَأَلْنَا عَلِيًّا مَتَى خُرُوجُهُ، قَالَ: لاَ يَخْفَى عَلَى مُؤْمِنٍ، عَيْنُهُ الْيُمْنَى مَطْمُوسَةٌ، بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَتَهَجَّاهَا لَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: فَقُلْنَا: وَمَتَى يَكُونُ ذَلِكَ، قَالَ: حِينَ يَفْخَرُ الْجَارُ عَلَى جَارِهِ، وَيَأْكُلُ الشَّدِيدُ الضَّعِيفَ وَتُقْطَعُ الأَرْحَامُ، وَيَخْتَلِفُونَ اخْتِلاَفَ أَصَابِعِي هَؤُلاَءِ وَشَبَّكَهَا وَرَفَعَهَا هَكَذَا، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: كَيْفَ تَأْمُرُنَا عِنْدَ ذَلِكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: لاَ أَبَا لَكَ، إنَّك لَنْ تُدْرِكَ ذَلِكَ، قَالَ: فَطَابَتْ أَنْفُسُنَا.
38677- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: يُسَلَّطُ الدَّجَّالُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يُحْيِيهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَلَسْت بِرَبِّكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُحْيِي وَأُمِيت، وَالرَّجُلُ يُنَادِي: يَا أَهْلَ
الإِسْلاَم، بَلْ عَدُوُّ اللهِ الْكَافِرُ الْخَبِيثُ، إِنَّهُ وَاللهِ لاَ يُسَلَّطُ عَلَى أَحَدٍ بَعْدِي، قَالُوا: وَكُنَّا نَمُرُّ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى مُعَلِّمِ الْكِتَابِ فَيَقُولُ: يَا مُعَلِّمَ الْكِتَابِ، اجْمَعْ لِي غِلْمَانَك فَيَجْمَعُهُمْ فَيَقُولُ: قُلْ لَهُمْ: فَلْيُنْصِتُوا، أَيْ بَنِي أَخِي افْهَمُوا مَا أَقُولُ لَكُمْ، أَمَا يُدْرِكْنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّهُ شَابٌّ وَضِيءٌ أَحْمَرُ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ السَّلاَمَ، فَلاَ يَمُرُّ عَلَى مُعَلِّمِ كِتَابٍ إِلاَّ قَالَ لِغِلْمَانِهِ مِثْلَ ذَلِكَ.
38678- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُفْتَحَ مَدِينَةُ هِرَقْلِ قَيْصَرَ، وَيُؤَذِّنُ فِيهَا الْمُؤَذِّنُونَ، وَيُقْسَمُ فِيهَا الْمَالُ بِالتِرَسَةِ فَيُقْبِلُونَ بِأَكْثَرَ أَمْوَالٍ رَآهَا النَّاسُ، فَيَأْتِيهِمَ الصَّرِيخُ، إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ، فَيُلْقُونَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَيُقْبِلُونَ يُقَاتِلُونَهُ.
38679- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلاَءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، أَنَّ نُوحًا وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الأَنْبِيَاءِ كَانُوا يَتَعَوَّذُونَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ.
38680- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ،
عَنْ مُؤْثِرِ بْنِ عَفَازَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَقِيَ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى فَتَذَاكَرُوا السَّاعَةَ، فَبَدَؤُوا بِإِبْرَاهِيمَ فَسَأَلُوهُ عَنْهَا، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْهَا، فَسَأَلُوا مُوسَى فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنْهَا عِلْمٌ، فَرَدُّوا الْحَدِيثَ إِلَى عِيسَى، فَقَالَ: عَهِدَ اللَّهُ إلَيَّ فِيمَا دُونَ وَجْبَتِهَا، فَأَمَّا وَجْبَتُهَا فَلاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ اللَّهُ فَذَكَرَ مِنْ خُرُوجِ الدَّجَّالِ فَأَهْبِطُ فَأَقْتُلُهُ، فَيَرْجِعُ النَّاسُ إِلَى بِلاَدِهِمْ فَيَسْتَقْبِلُهُمْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، لاَ يَمُرُّونَ بِمَاءٍ إِلاَّ شَرِبُوهُ وَلاَ شَيْءٍ إِلاَّ أَفْسَدُوهُ، فَيَجِرونَ إلَيَّ فَأَدْعُو اللَّهَ فَيُمِيتهُمْ، فَتجْوَى الأَرْضُ مِنْ رِيحِهِمْ، فَيَجِرونَ إِلَيَّ، فَأَدْعُو اللَّهَ، فَيُرْسِلُ السَّمَاءَ بِالْمَاءِ فَتَحْمِلُ أَجْسَادَهُمْ فَتَقْذِفُهَا فِي الْبَحْرِ، ثُمَّ تُنْسَفُ الْجِبَالُ وَتُمَدُّ الأَرْضُ مَدَّ الأَدِيمِ، ثُمَّ يُعْهَدُ إلَيَّ إِذَا كَانَ ذَلِكَ، أَنَّ السَّاعَةَ مِنَ النَّاسِ كَالْحَامِلِ الْمُتِمّ، لاَ يَدْرِي أَهْلُهَا مَتَى تَفْجَؤُهُمْ بِوِلاَدَتِهَا، قَالَ الْعَوَّامُ: فَوَجَدْت تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ}.
38681- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ آدَمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ:
الأَنْبِيَاءُ إخْوَةٌ لِعَلاَّتٍ أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِد، وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِي، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ مَرْبُوعُ الْخَلْقِ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ سَبْطُ الرَّأْسِ، كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ بَيْنَ مُمَصَّرَتَيْنِ، فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الإِسْلاَم حَتَّى يُهْلِكَ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا غَيْرَ الإِسْلاَم، وَيُهْلِكَ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ مَسِيحَ الضَّلاَلَةِ الْكَذَّابَ الدَّجَّالَ، وَتَقَعُ الأَمَنَةُ فِي زَمَانِهِ فِي الأَرْضِ حَتَّى تَرْتَعَ الأُسُودُ مَعَ الإِبِلِ، وَالنُّمُورُ مَعَ الْبَقَرِ، وَالذِّئَابُ مَعَ الْغَنَمِ، وَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ، أَوِ الْغِلْمَانُ شَكَّ بِالْحَيَّاتِ، لاَ يَضُرُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَيَلْبَثُ فِي الأَرْضِ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُتَوَفَّى فَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ.
38682- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: أَكْثَرُ أَتْبَاعِ الدَّجَّالِ الْيَهُودُ وَأَوْلاَدُ الْمُومِسَاتِ.
38683- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: وَلَدَتْهُ أُمُّهُ مَسْرُورًا مَخْتُونًا تَعْنِي ابْنَ صَيَّادٍ.
38684- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَقِيت ابْنَ صَيَّادٍ فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ فَانْتَفَخَ حَتَّى مَلأَ الطريق، فَقُلْتُ: اخْسَأْ، فَإِنَّكَ لَنْ تَعْدُوَ قَدْرَك، فَانْضَمَّ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ وَمَرَرْت.
38685- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا نَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَمَرَرْنَا عَلَى صِبْيَانٍ يَلْعَبُونَ، فَتَفَرَّقُوا حِينَ رَأَوُا النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَجَلَسَ ابْنُ صَيَّادٍ، فَكَأَنَّهُ غَاظَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَقَالَ لَهُ: مَا لَكَ تَرِبَتْ يَدَاك، أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ ؟ فَقَالَ: أَتَشْهَدُ أَنْتَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ، فَقَالَ: عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، دَعَنْي فَلأَقْتُلْ هَذَا الْخَبِيثَ، قَالَ: دَعْهُ فَإِنْ يَكُنِ الَّذِي تَخَوَّف فَلَنْ تَسْتَطِيعَ قَتْلَهُ.
38686- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: فَقَدْنَا ابْنَ صَيَّادٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ.
38687- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ لاِبْنِ صَيَّادٍ: مَا تَرَى، قَالَ: أَرَى عَرْشًا عَلَى الْبَحْرِ وَحَوْلَهُ الْحَيَّاتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: ذَلِكَ عَرْشُ إبْلِيسَ.
38688- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُبَارَكٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إِنَّ بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ كَذَّابِينَ مِنْهُمْ صَاحِبُ الْيَمَامَةِ وَمِنْهُمَ الأَسْوَدُ الْعَنْسِيُّ وَمِنْهُمْ صَاحِبُ حِمْيَرَ وَمِنْهُمَ الدَّجَّالُ وَهُوَ أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً.
38689- حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: الدَّجَّالُ يَقْتُلُهُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَى بَابِ لُدٍّ.
38690- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ حَوْطٍ الْعَبْدِيِّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: إِنَّ أُذُنَ حِمَارِ الدَّجَّالِ لَتُظِلُّ سَبْعِينَ أَلْفًا.
38691- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ فِطْرٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ: يَخْرُجُ الدَّجَّالُ عَلَى حِمَارٍ، رِجْسٌ عَلَى رِجْسٍ.
38692- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: لَيَصْحَبَنَّ الدَّجَّالَ قَوْمٌ يَقُولُونَ: إنَّا لَنَصْحَبُهُ، وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّهُ كَذَّابٌ، وَلَكِنَّا إنَّمَا نَصْحَبُهُ لِنَأْكُلَ مِنَ الطَّعَامِ وَنَرْعَى مِنَ الشَّجَرِ، وَإِذَا نَزَلَ غَضَبُ اللهِ نَزَلَ عَلَيْهِمْ كُلِّهِمْ.
38693- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الْمِقْدَامِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ كُوثَى.
38694- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: إنِّي لأَعْلَمُ أَوَّلَ أَهْلِ أَبْيَاتٍ يَقْرَعُهُمَ الدَّجَّالُ أَنْتُمْ أَهْلُ الْكُوفَةِ.
38695- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: قالَوا: لَوْ خَرَجَ الدَّجَّالُ لَفَعَلْنَا، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: لَوْ أَصْبَحَ بِبَابِلَ لَشَكَوْتُم الْحَفَاء مِنَ السُّرْعَةِ.
38696- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ، قَالَ: مَا مَاتَ رَجُلٌ مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ إِلاَّ تَرَكَ أَلْفَ ذُرِّي لِصُلْبِهِ.
38697- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: اطَّلَعَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ غُرْفَةٍ لَهُ وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ السَّاعَةَ، فَقَالَ: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ: الدَّجَّالُ وَالدُّخَانُ وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَدَابَّةُ الأَرْضِ وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَثَلاَثَةُ خُسُوفٍ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَخَسْفٌ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدَنَ أَبْيَنُ تَسُوقُ النَّاسَ إِلَى الْمَحْشَرِ تَنْزِلُ مَعَهُمْ إِذَا نَزَلُوا, وَتَقِيلُ مَعَهُمْ إِذَا قَالُوا.
38698- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: لَيُحَجَّنَّ الْبَيْتُ وَلَيُعْتَمَرَنَّ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ.
38699- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، قَالَ: رَأَى ابْنُ عَبَّاسٍ غِلْمَانًا يَنْزُو بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، قَالَ: هَكَذَا يَخْرُجُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ.
38700- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إِنَّ فِي أُمَّتِي خَسْفًا وَمَسْخًا وَقَذْفًا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَهُمْ يَشْهَدُونَ أَنْ لاَ إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، إِذَا ظَهَرَتِ الْمَعَازِفُ وَالْخُمُورُ وَلُبِسَ الْحَرِيرُ.
38701- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ نُبَيٌّ، قَالَ: جَاءَ قِسّ إِلَى عَلِيٍّ فَسَجَدَ لَهُ فَنَهَاهُ وَقَالَ: اسْجُدْ لِلَّهِ، قَالَ: فَقَالَ: سَلُوهُ مَتَى السَّاعَةُ، فَقَالَ: لَقَدْ سَأَلْتُمُونِي عَنْ أَمْرٍ مَا يَعْلَمُهُ جِبْرَائِيلُ وَلاَ مِيكَائِيلُ، وَلَكِنْ إِنْ شِئْتُمْ أَنْبَأْتُكُمْ بِأَشْيَاءَ إِذَا كَانَتْ لَمْ يَكُنَ للسَّاعَةِ كَبِيرَ لَبْثٍ، إِذَا كَانَتِ الأَلْسُنُ لَيِّنَةً وَالْقُلُوبُ نَيَازِكَ، وَرَغِبَ النَّاسُ فِي الدُّنْيَا وَظَهَرَ الْبِنَاءُ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، وَاخْتَلَفَ الأَخَوَانِ فَصَارَ هَوَاهُمَا شَتَّى وَبِيعَ حُكْمُ اللهِ بَيْعًا.
38702- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ: إِنَّ مِنَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ أَنْ يَظْهَرَ الْبِنَاءُ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، وَأَنْ تُقْطَعَ الأَرْحَامُ، وَأَنْ يُؤْذِيَ الْجَارُ جَارَهُ.
38703- حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَظْهَرَ الْفُحْشُ وَالتَّفَحُّشُ, وَسُوءُ الْخُلُقِ, وَسُوءُ الْجِوَارِ.
38704- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْكِنْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَظْهَرَ الْقَوْلُ, وَيَخْزُنَ وَيَرْتَفِعَ الأَشْرَارُ, وَيُوضَعَ الأَخْيَارُ, وَتُقْرَأُ الْمَثَانِي عَلَيْهِمْ، فَلاَ يَعِيبُهَا أَحَدٌ مِنْهُمْ، قَالَ: قُلْتُ: مَا الْمَثَانِي، قَالَ: كُلُّ كِتَابٍ سِوَى كِتَابِ اللهِ.
38705- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، قَالَ: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لاَ تَحْمِلَ النَّخْلَةُ فيه إِلاَّ تَمْرَةً.
38706- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَوَّمَ رَأْسُ الْبَقَرَةِ بِالأُوقِيَّةِ.
38707- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، قَالَ: مِنَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ انْتِفَاخُ الأَهِلَّةُ.
38708- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ ذُرَيْحٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: مِنَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ أَنْ يُرَى الْهِلاَلُ قَبَلاً فَيُقَالُ: ابْنُ لَيْلَتَيْنِ.
38709- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا لاَ يُحَدِّثُكُمْ بِهِ أَحَدٌ بَعْدِي، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ فِي الْخَمْسِينَ امْرَأَةً الرَّجُلُ الْوَاحِدُ.
38710- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُكَلِّمَ السِّبَاعُ الإِنْسَ، وَحَتَّى تُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ وَشِرَاكُ نَعْلِهِ وَتُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا حَدَثَ فِي أَهْلِهِ بَعْدَهُ.
38711- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: أُخْبِرْت أَنَّ السَّاعَةَ لاَ تَقُومُ حَتَّى تَقُولَ الْحَجَرُ وَالشَّجَرُ: يَا مُؤْمِنُ، هَذَا يَهُودِي، هَذَا نَصْرَانِي، فَاقْتُلْهُ.
38712- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ: مَا الْمَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُك عَنْ أَشْرَاطِهَا: إِذَا وَلَدَتِ الأَمَةُ رَبَّتَهَا فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا, وَإِذَا كَانَتِ الْحُفَاةُ الْعُرَاةُ رُؤُوسَ النَّاسِ, فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، وَإِذَا تَطَاوَلَ رِعَاءُ الْغَنَمِ فِي الْبُنْيَانِ, فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، فِي خَمْسٍ لاَ يَعْلَمُهُنَّ إِلاَّ اللَّهُ: {إنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} .
38713- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ كَهْمَسِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَُرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَجَاءَهُ رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ فَدَنَا مِنْهُ حَتَّى أَدْنَى رُكْبَتَيْهِ مِنْ رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَتَى السَّاعَةُ ؟ فَقَالَ: مَا الْمَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وَلَكِنَّ مِنْ أَمَارَاتِهَا أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ أَصْحَابَ الشَّاءِ قَدْ تَطَاوَلُوا فِي الْبُنْيَانِ.
38714- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ الأَعْرَابُ إِذَا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَأَلُوهُ مَتَى السَّاعَةُ، فَنَظَرَ إِلَى أَحْدَثِ إنْسَانٍ مِنْهُمْ، فَقَالَ: إِنْ يَعِشْ هَذَا فَلَمْ يُدْرِكْهُ الْهَرَمُ قَامَتْ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ.
38715- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ تَبُوكَ سَأَلُوهُ عَنِ السَّاعَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: لاَ تَأْتِي مِئَةُ سَنَةٍ وَعَلَى الأَرْضِ نَفْسٌ مَنْفُوسَةٌ الْيَوْمَ.
38716- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: عن السَّاعَةُ ؟ فَقَالَ: مَا أَعْدَدْت لَهَا ؟ فَذَكَرَ شَيْئًا إِلاَّ أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَقَالَ: الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ.
38717- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ الْوَاحِدُ قَيِّمَ خَمْسِينَ امْرَأَةً.
38718- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: مَا مِنْكُمْ مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ تَأْتِي عَلَيْهَا مِئَةُ سَنَةٍ وَهِيَ حَيَّةٌ يَوْمَئِذٍ.
38719- حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ صَاحِبِ السِّقَايَةِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِثْلُهُ، وَفَسَّرَ جَابِرٌ: نُقْصَانٌ مِنَ الْعُمُرِ.
38720- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلاَثُونَ كَذَّابًا كُلُّهُمْ يَزْعُمُ، أَنَّهُ نَبِيٌّ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
38721- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ: إِنَّ بَيْنَ يَدَيَ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ، فَقُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْته مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ: نَعَمْ.
38722- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلاَثُونَ كَذَّابًا دَجَّالاً كُلُّهُمْ يَكْذِبُ عَلَى اللهِ وَعَلَى رَسُولِهِ.
38723- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حدَّثَنَا بَدْرُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّعْبِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، أَنَّهُ قَالَ يَوْمًا: يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَرْبَعُ فِتَنٍ يَكُونُ فِي آخِرِهَا الْفَنَاءُ.
38724- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: سُئِلَ حُذَيْفَةُ: أَيُّ الْفِتْنَةِ أَشَدُّ ؟ قَالَ: أَنْ يُعْرَضَ عَلَيْك الْخَيْرُ وَالشَّرُّ لاَ تَدْرِي أَيَّهُمَا تَتْبَعُ.
38725- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: إِنَّ أَخْوَف مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُؤْثِرُوا مَا تَرَوْنَ عَلَى مَا تَعْلَمُونَ، وَأَنْ تَضِلُّوا وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ.
38726- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: أَخْوَفُ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ قَوْمٌ يَتَأَوَّلُونَ الْقُرْآنَ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهِ.
38727- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كَرِيزٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: إِنَّ أَخْوَف مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ شُحٌّ مُطَاعٌ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِرَأْيِهِ، وَهِيَ أَشَدُّهُنَّ.
38728- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، قَالَ: قَالَ: مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ أَحَدُ رَجُلَيْنِ: مُؤْمِنٌ قَدِ اسْتَبَانَ إيمَانُهُ، وَكَافِرٌ قَدْ تَبَيَّنَ كُفْرُهُ، وَلَكِنْ أتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ مُتَعَوِّذًا بِالإِيمَانِ يَعْمَلُ بِغَيْرِهِ.
38729- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ وَاقِعِ بْنِ سَحْبَانَ، عَنْ طَرِيفِ بْنِ يَزِيدَ، أَوْ يَزِيدَ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: إِنَّ بَيْنَ يَدَيَ السَّاعَةِ أَيَّامًا يَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ وَيُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ حَتَّى يَقُومَ الرَّجُلُ إِلَى أُمِّهِ فَيَضْرِبُهَا بِالسَّيْفِ مِنَ الْجَهْلِ.
38730- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي قَوْلِهِ {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} قَالَ: حِينَ لاَ يَأْمُرُونَ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ يَنْهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ.
38731- حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ، عَنِ الْمُسْتَظِلِّ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلَتَجِدُنَّ فِي أَمْرِ اللهِ أَو لِيَسُومَنَّكُمْ أَقْوَامًا يُعَذِّبُونَكُمْ وَيُعَذِّبُهُمَ اللَّهُ.
38732- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ قِيلَ لِحُذَيْفَةَ: مَا مَيِّتُ الأَحْيَاءِ، قَالَ: مَنْ لَمْ يَعْرِفَ الْمَعْرُوفَ بِقَلْبِهِ وَيُنْكِرَ الْمُنْكَرَ بِقَلْبِهِ.
38733- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا تُغْلَبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْجِهَادِ الْجِهَادُ بِأَيْدِيكُمْ، ثُمَّ الْجِهَادُ بِأَلْسِنَتِكُمْ، ثُمَّ الْجِهَادُ بِقُلُوبِكُمْ، فَأَيُّ قَلْبٍ لَمْ يَعْرِفَ الْمَعْرُوفَ وَلاَ يُنْكِرُ الْمُنْكَرَ نُكِّسَ فَجُعِلَ أَعْلاَهُ أَسْفَلَهُ.
38734- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: فَيُنَكَّسُ كَمَا يُنَكَّسُ الْجِرَابُ فَيَنْثُرُ مَا فِيهِ.
38735- حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ االْمَلِكِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنْ زَوْجِ دُرَّةَ، عَنْ دُرَّةَ، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ: مَنْ أَتْقَى النَّاسِ ؟ قَالَ: آمَرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَأَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأَوْصَلُهُمْ لِلرَّحِمِ.
38736- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ، قَالَ عِتْرِيسٌ لِعَبْدِ اللهِ: هَلَكَ مَنْ لَمْ يَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: بَلْ هَلَكَ مَنْ لَمْ يَعْرِفَ الْمَعْرُوفَ بِقَلْبِهِ وَيُنْكِرَ الْمُنْكَرَ بِقَلْبِهِ.
38737- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: إِنَّهَا سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ، فَبِحَسْبِ امْرِئٍ إِذَا رَأَى مُنْكَرًا لاَ يَسْتَطِيعُ لَهُ غَيْر أَنْ يَعْلَمُ اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ، أَنَّهُ لَهُ كَارِهٌ.
38738- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، قَالاَ: حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: قَامَ أَبُو بَكْرٍ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إنَّكُمْ تَقْرَؤُونَ هَذِهِ الآيَةَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} وَإِنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ: إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الْمُنْكَرَ لاَ يُغَيِّرُونَهُ أَوْشَكَ اللَّهُ أَنْ يَعُمَّهُمْ بِعِقَابِهِ، قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى: وَأَنَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ.
38739- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ مَعْقِلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: يُوشِكُ أَنْ لاَ تَأْخُذُوا مِنَ الْكُوفَةِ نَقْدًا وَلاَ دِرْهَمًا، قُلْتُ: وَكَيْفَ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: يَجِيءُ قَوْمٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمَ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ حَتَّى يَرْبِطُوا خُيُولَهُمْ عَلَى السَّوَادِ فَيُجْلُوكُمْ إِلَى مَنَابِتِ الشِّيحِ حَتَّى يَكُونَ الْبَعِيرُ وَالزَّادُ أَحَبَّ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنَ الْقَصْرِ مِنْ قُصُورِكُمْ هَذِهِ.
38740- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ مَعْقِلٍ الأَسَدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: أَوَّلُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الأَمَانَةُ، وَآخِرُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْهُ الصَّلاَةُ، وَسَيُصَلِّي قَوْمٌ وَلاَ دَيْنَ لَهُمْ، وَإِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ الَّذِي بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ كَأَنَّهُ قَدْ نُزِعَ مِنْكُمْ، قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ يَا عَبْدَ اللهِ، وَقَدْ أَثْبَتَهُ اللَّهُ فِي قُلُوبِنَا، قَالَ: يُسْرَى عَلَيْهِ فِي لَيْلَةٍ فَتُرْفَعُ الْمَصَاحِفُ وَيُنْزَعُ مَا فِي الْقُلُوبِ، ثُمَّ تَلاَ: {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إلَيْك} إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
38741- حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَجْتَمِعُونَ وَيُصَلُّونَ فِي الْمَسَاجِدِ وَلَيْسَ فِيهِمْ مُؤْمِنٌ.
38742- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلِمَةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، قَالَ: تَبْقَى رِجْرِجَةٌ مِنَ النَّاسِ لاَ يَعْرِفُونَ حَقًّا وَلاَ يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا يَتَرَاكَبُونَ تَرَاكُبَ الدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ.
38743- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَصِيرَ الْعِلْمُ جَهْلاً وَالْجَهْلُ عِلْمًا.
38744- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: تَكْثُرُ الْفِتَنُ وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ قُلْنَا: وَمَا الْهَرْجُ ؟ قَالَ: الْقَتْلُ وَيَنْقُصُ الْعِلْمُ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ يُنْزَعُ مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ، وَلَكِنْ بقبض الْعُلَمَاءُ.
38745- حدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يُنْزَعُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ, حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ عَالِمٌ, اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالاً, فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ, فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا.
38746- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ وَبَرَةَ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: تَهْلَكُ الْعَرَبُ حِينَ تَبْلُغُ أَبْنَاءُ بَنَاتِ فَارِسَ.
38747- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍوَ قَالَ: لَمْ يَزَلْ أَمْرُ بَنِي إسْرَائِيلَ مُعْتَدِلاً حَتَّى نَشَأَ فِيهِمْ أَبْنَاءُ سَبَايَا الأُمَمِ، فَقَالُوا فِيهِمْ بِالرَّأْيِ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا.
38748- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: يُقْطَعُ رَجُلٌ أوَّلَ النَّهَارِ, وَيَفِيضُ الْمَالُ مِنْ آخِرِهِ, فَلاَ يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهُ, فَيَرَاهُ فَيَقُولُ: يَا حَسْرَتِي فِي هَذَا قُطِعَتْ يَدِي بِالأَمْسِ.
38749- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: إِنَّ الدِّينَارَ وَالدِّرْهَمَ أَهْلَكَا مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، وَهُمَا مُهْلِكَاكُمْ.
38750- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ذَهَبَ الرَّجُلُ إِلَى المَالِ كَنْزِهِ فَيَسْتَخْرِجُهُ فَيَحْمِلُهُ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَقُولُ: مَنْ ضَلَّ لَهُ فِي هَذِهِ فَيُقَالُ لَهُ: أَفَلاَ جِئْتَ بِهِ بِالأَمْسِ، فَلاَ يُقْبَلُ منه فَيَجِيءُ به إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي احْتَفَرَهُ, فَيَضْرِبُ بِهِ الأَرْضَ وَيَقُولُ: لَيْتَنِي لَمْ أَرَك.
38751- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: ثَلاَثٌ إِذَا خَرَجْنَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَالدَّجَّالُ وَالدَّابَّةُ.
38752- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إيمَانُهَا} قَالَ: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا.
38753- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا.
38754- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: إِذَا خَرَجَتْ أَوَّلُ الآيَاتِ حُبِسَتِ الْحَفَظَةُ وَطُرِحَت الأَقْلاَمُ وَشَهِدَتِ الأَجْسَادُ عَلَى الأَعْمَالِ.
38755- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إسْمَاعِيلَ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: يَمْكُثُ النَّاسُ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا عِشْرِينَ وَمِئَةً.
38756- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: كُلُّ مَا وَعَدَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ قَدْ رَأَيْنَا غَيْرَ أَرْبَعٍ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَالدَّجَّالُ وَالدَّابَّةُ وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ.
38757- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ الْجَمَلُ الضَّابِطُ أَحَبَّ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ.
38758- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيٍّ {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} قَالَ: هِيَ أَرْبَعُ خِلاَلٍ، وَكُلُّهُنَّ وَاقِعٌ لاَ مَحَالَةَ، فَمَضَتِ اثْنَتَانِ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِخَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ عَامًا، أُلْبِسُوا شِيَعًا, وَذَاقَ بَعْضُهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ، وَاثْنَتَانِ وَاقِعَتَانِ لاَ مَحَالَةَ: الْخَسْفُ وَالرَّجْمُ.
38759- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ مُسْلِمٍ الْفَزَارِيِّ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي، يَعْنِي الْخَسْفَ.
38760- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُمَيْعٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ ابْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: تَخْرُجُ الدَّابَّةُ لَيْلَةَ جَمْعٍ وَالنَّاسُ يَسِيرُونَ إِلَى مِنًى فَتَحْمِلُهُمْ بَيْنَ عَجُزِهَا وَذَنَبِهَا فَلاَ يَبْقَى مُنَافِقٌ إِلاَّ خَطَمَتْهُ، قَالَ: وَتَمْسَحُ الْمُؤْمِنَ، قَالَ: فَيُصْبِحُونَ وَهُمْ أَشَرُّ مِنَ الدَّجَّالِ.
38761- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ إبْرَاهِيمَ، قَالَ: دَابَّةُ الأَرْضِ تَخْرُجُ مِنْ مَكَّةَ.
38762- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: الدَّابَّةُ تَخْرُجُ مِنْ أَجْيَادَ.
38763- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: تَخْرُجُ الدَّابَّةُ مِنْ جَبَلِ أَجْيَادَ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ وَالنَّاسُ بِمِنًى، قَالَ: فَلِذَلِكَ حُيِّيَ سَابِقُ الْحَاجِّ إِذَا جَاءَ بِسَلاَمَةِ النَّاسِ.
38764- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قالَتْ عَائِشَةُ: إِذَا ظَهَرَ أَوَّلُ الآيَاتِ رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَشَهِدَتِ الأَجْسَادُ عَلَى الأَعْمَالِ وَحُبِسَتِ الْحَفَظَةُ.
38765- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: مَا بَيْنَ أَوَّلِ الآيَاتِ وَآخِرِهَا سِتَّةُ أَشْهُرٍ تَتَابَعُ كَمَا تَتَابَعُ الْخَرَزُ فِي النِّظَامِ.
38766- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَا بَيْنَ أَوَّلِ الآيَاتِ وَآخِرِهَا ثَمَانيَةُ أَشْهُرٍ.
38767- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنِ السُّمَيْطِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: كَأَنِّي بِمُقَدِّمَةِ الأَعْوَرِ الدَّجَّالِ سِتُّمِئَةِ أَلْفٍ مِنَ الْعَرَبِ يَلْبَسُونَ السِّيجَانَ، وَيَزِيدني تَصْدِيقًا مَا أَرَى يَفْشُوا مِنْهَا.
38768- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: قيلَ لِحُذَيْفَةَ: أَلاَ نَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَنَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، قَالَ: إِنَّهُ لَحَسَنٌ، وَلَكِنْ لَيْسَ مِنَ السُّنَّةِ أَنْ تَرْفَعَ السِّلاَحَ عَلَى إمَامِك.
38769- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كُنْتُ رَجُلاً عَزِيزَ النَّفْسِ حَمِيَّ الأَنْفِ لاَ يَسْتَقِلُّ أَحَدٌ مِنِّي شَيْئًا، سُلْطَانٌ وَلاَ غَيْرُهُ، قَالَ: فَأَصْبَحْت أُمَرَائِي يُخَيِّرُونَنِي بَيْنَ أَنْ أَصْبِرَ لَهُمْ عَلَى قُبْحِ وَجْهِي وَرَغْمِ أَنْفِي وَبَيْنَ أَنْ آخُذَ سَيْفِي فَأَضْرِبَ بِهِ فَأَدْخُلَ النَّارَ، فَاخْتَرْت أَنْ أَصْبِرَ عَلَى قُبْحِ وَجْهِي وَرَغْمِ أَنْفِي، وَلاَ آخُذُ سَيْفِي فَأَضْرِبَ فَأَدْخُلَ النَّارَ.
38770- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، أَنَّ أَبَا مَسْعُودٍ خَرَجَ مِنَ الْكُوفَةِ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُحْرِمَ، فَقَالُوا لَهُ: أَوْصِنَا، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّهِمُوا الرَّأْيَ فَقَدْ رَأَيْتُنِي أَهِمُّ أَنْ أَضْرِبَ بِسَيْفِي فِي مَعْصِيَةِ اللهِ وَمَعْصِيَةِ رَسُولِهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالُوا: أَوْصِنَا، قَالَ: عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُنْ لِيَجْمَعَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ عَلَى ضَلاَلَةٍ، قَالَ: قَالُوا: أَوْصِنَا، فَقَالَ: بِتَقْوَى اللهِ وَالصَّبْرِ حَتَّى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ، أَوْ يُسْتَرَاحُ مِنْ فَاجِرٍ.
38771- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَلاَمَةَ أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الرباب وَصَاحِبٍ لَهُ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا ذَرٍّ يَدْعُو، قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: رَأَيْنَاك صَلَّيْت فِي هَذَا الْبَلَدِ صَلاَةً لَمْ نَرَ أَطْوَلَ مَقَامًا وَرُكُوعًا وَسُجُودًا، فَلَمَّا أَنْ فَرَغْت رَفَعْت يَدَيْك فَدَعَوْت فَتَعَوَّذْت مِنْ يَوْمِ البَلاَءِ وَيَوْمِ الْعَوْرَةِ، قَالَ: فَمَا أَنْكَرْتُمْ فَأَخْبَرْنَاهُ، قَالَ: أَمَّا يَوْمُ البَلاَءِ فَتَلْتَقِي فِئَتَانِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَيَوْمُ الْعَوْرَةِ إِنَّ النِّسَاءَ مِنَ الْمُسْلِمَاتِ يُسْبَيْنَ فَيُكْشَفُ عَنْ سُوقِهِنَ، فَأَيَّتُهُنَّ أَعْظَمُ سَاقًا اشْتُرِيَتْ عَلَى عِظَمِ سَاقِهَا، فَدَعَوْت أَنْ لاَ يُدْرِكَنِي هَذَا الزَّمَانُ، وَلَعَلَّكُمَا تُدْرِكَانِهِ، قَالَ: فَقُتِلَ عُثْمَان وَأُرْسِلَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي أَرْطَاةَ إِلَى الْيَمَنِ فَسَبَى نِسَاءً مِنَ الْمُسْلِمَاتِ فَأَقِمْنَ فِي السُّوقِ.
38772- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: إِذَا ظَهَرَ أَهْلُ الْحَقِّ عَلَى أَهْلِ الْبَاطِلِ فَلَيْسَ هِيَ بِفِتْنَةٍ.
38773- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: قيلَ لِحُذَيْفَةَ: مَا وَقَفَاتُ الْفِتْنَةِ، وَمَا بَعَثَاتُهَا، قَالَ: بَعَثَاتُهَا سَلُّ السَّيْفِ وَوَقَفَاتُهَا غَمْدُهُ.
38774- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّهُ لَقِيَهُ فَذَكَرَ الْفِتْنَةَ، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْفِتْنَةَ حَيْصَةٌ مِنْ حَيْصَاتِ الْفِتَنِ، وَإِنَّهَا بَقِيَت الرَّدَاحَ الْمُطْبِقَةَ، مَنْ أَشْرَفَ لَهَا أَشْرَفَتْ لَهُ، وَمَنْ مَاجَ لَهَا مَاجَتْ به.
38775- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: مِمَّنْ أَنْتَ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي فِي يَدِهِ، لَتُسَاقُنَّ مِنْهَا إِلَى أَرْضِ الْعَرَبِ لاَ تَمْلِكُونَ قَفِيزًا وَلاَ دِرْهَمًا، ثُمَّ لاَ يُنْجِيكُمْ.
38776- حَدَّثَنَا مُحَاضِرٌ، قَالَ: حدَّثَنَا الأَجْلَحُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ يَقُولُ: لَوْ خَرَجَ الدَّجَّالُ لآمَنَ بِهِ قَوْمٌ فِي قُبُورِهِمْ.
38777- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ جَرِيرٍ الْبَجَلِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: إِنَّ آخِرَ خَارِجَةٍ تَخْرُجُ فِي الإِسْلاَم بِالرُّمَيْلَةِ رُمَيْلَةُ الدَّسْكَرَةِ، فَيَخْرُجُ إلَيْهِمَ النَّاسُ فَيَقْتُلُونَ مِنْهُمْ ثُلُثًا، وَيَدْخُلُ ثُلُثٌ وَيَتَحَصَّنُ ثُلُثٌ فِي الدَّيْرِ دَيْرُ مِرْمَارَي, فَمِنْهُم الأَشْمَطُ, فَيَحْصُرُهُمَ النَّاسُ فَيُنْزِلُونَهُم فَيَقْتُلُونَهُمْ، فَهِيَ آخِرُ خَارِجَةٍ تَخْرُجُ فِي الإِسْلاَم.
38778- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ رَاشِدٍ الأَزْرَقِ، عَنْ عقْبَةَ بْنِ نَافِعٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ: مَعَ مَنْ أُقَاتِلُ، فقَالَ: مَعَ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ لِلَّهِ، وَلاَ تُقَاتِلُ مَعَ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ لِهَذَا الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ.
38779- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ الملائي، قَالَ: حَدَّثَنِي وَبَرَةُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: لاَ تَرَوْنَ الْفَرَجَ حَتَّى يَمْلِكَ أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ مِنْ صُلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَعَسَى.
38780- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: أَوَّلُ الأَرْضِ خَرَابًا الشَّامُ.
38781- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَادِقٍ يُحَدِّثُ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ نَاجِدٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: يَأْتِيكُمْ قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ عِرَاضُ الْوُجُوهِ صِغَارُ الْعُيُونِ كَأَنَّمَا ثُقِبَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي الصَّخْرِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمَ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ، حَتَّى يُوَثِّقُوا خُيُولَهُمْ بِشَطِّ الْفُرَاتِ.
38782- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدَ اقْتَرَبَ، أَظَلَّتْ وَاللهِ، لَهِيَ أَسْرَعُ إلَيْهِمْ مِنَ الْفَرَسِ الْمُضْمَرِ السَّرِيعِ الْفِتْنَةُ الصَّمَّاءُ الْمُشَبَّهَةُ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا عَلَى أَمْرٍ وَيُمْسِي عَلَى أَمْرٍ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، وَلَوْ أُحَدِّثُكُمْ بِكُلِّ الَّذِي أَعْلَمُ لَقَطَعْتُمْ عُنُقِي مِنْ هَاهُنَا وَحَزَّ قَفَاهُ بِحَرْفِ كَفِّهِ اللَّهُمَّ لاَ تُدْرِكَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ إمْرَةُ الصِّبْيَانِ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى جَعَلَ ظُهُورَهُمَا مِمَّا يَلِي بَطْنَ كَفِّهِ.
38783- حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، قَالَ: حدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تَجِدُ النِّسْوَةُ النَّعْلَ مُلْقًى عَلَى الطَّرِيقِ، فَيَقُولُ بَعْضُهُنَّ لِبَعْضٍ: قَدْ كَانَتْ هَذَا النَّعْلُ مَرَّةً لِرِجْلٍ.
38784- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى يَحْضُضُ النَّاسُ أَيَّامَ الْجَمَاجِمِ.
38785- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عِيسَى السَّعْدِيِّ، عَنْ رَجُلٍ كَتَبَ إِلَى أَبِي الْبَخْتَرِيِّ يَسْأَلُهُ عَنْ مَكَانِهِ الَّذِي هُو فِيهِ أَيَّامَ الْجَمَاجِمِ، قَالَ: فَكَتَبَ إلَيْهِ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ: مَنْ شَاءَ قَالَ فِينَا، وَلَوْ عَلِمْت شَيْئًا أَفْضَلَ مِنَ الَّذِي أَنَا فِيهِ لأَتَيْته.
38786- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ سَمِعَنِي طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ ذَاتَ يَوْمٍ وَأَنَا أَضْحَكُ، فَقَالَ: إنَّك تَضْحَكُ ضِحْكَ رَجُلٍ لَمْ يَشْهَدَ الْجَمَاجِمَ.
38787- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَبِيبٍ التَّمَّارِ، قَالَ: سَمِعْتُ زَاذَانَ يَقُولُ: وَدِدْت أَنَّ دِمَاءَ أَهْلِ الشَّامِ فِي ثَوْبٍ، وَأَشَارَ إِلَى ثَوْبِهِ، يَعْنِي فِي ثَوْبِهِ، أَوْ قَالَ: فِي حِجْرِي.
38788- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إبْرَاهِيمَ وَخَيْثَمَة أَنَّهُمَا كَرِهَا الْجَمَاجِمَ.
38789- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً مُنْهَزِمًا أَيَّامَ الْجَمَاجِمِ، فَقَالَ: حرُّ النَّارِ أَشَدُّ مِنْ حَرِّ السَّيْفِ.
38790- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُ كَرِهَ الْجَمَاجِمَ.
38791- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا مُجَالِدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَامِرٌ، قَالَ أَخْبَرَتْنِي فَاطِمَةُ ابْنَةُ قَيْسٍ، قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَاتَ يَوْمٍ بِالْهَاجِرَةِ يُصَلِّي، قَالَتْ: ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَامَ النَّاسُ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، اجْلِسُوا فَإِنِّي لَمْ أَقُمْ مَقَامِي هَذَا لِرَغْبَةٍ وَلاَ لِرَهْبَةٍ، وَذَلِكَ، أَنَّهُ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فِي السَّاعَةِ لَمْ يَكُنْ يَصْعَدُهُ فِيهَا، وَلَكِنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي خَبَرًا مَنَعَنِي الْقَيْلُولَةَ مِنَ الْفَرَحِ وَقُرَّةِ الْعَيْنِ، فَأَحْبَبْت أَنْ أَنْشُرَ عَلَيْكُمْ خَبَرَ تَمِيمٍ. أَخْبَرَنِي أَنَّ رَهْطًا مِنْ بَنِي عَمِّهِ رَكِبُوا الْبَحْرَ فَأَصَابَتْهُمْ عَاصِفٌ مِنْ رِيحٍ، فَأَلْجَأَتْهُمْ إِلَى جَزِيرَةٍ لاَ يَعْرِفُونَهَا فَقَعَدُوا فِي قَوَارِبِ السَّفِينَةِ حَتَّى خَرَجُوا إِلَى الْجَزِيرَةِ فَإِذَا هُمْ بِشَيْءٍ أَسْوَدَ أَهْدَبَ كَثِيرِ الشَّعْرِ، لاَ يَدْرُونَ هُوَ رَجُلٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، قَالُوا: أَلاَ تُخْبِرُنَا ؟ قَالَ: مَا أَنَا بِمُخْبِرِكُمْ وَلاَ مُسْتَخْبِرِكُمْ شَيْئًا، وَلَكِنَّ هَذَا الدَّيْرَ قَدْ رَهَقْتُمُوهُ فَفِيهِ مَنْ هُوَ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالأَشْوَاقِ، وَإِلَى أَنْ يُخْبِرَكُمْ وَيَسْتَخْبِرَكُمْ، قَالُوا: فَمَا أَنْتَ ؟ قَالَتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ, فَانْطَلَقُوا حَتَّى أَتَوْا الدَّيْرَ فَاسْتَأْذَنُوا فَأَذِنَ لَهُمْ فَإِذَا هُمْ بِشَيْخٍ مُوثَقٍ شَدِيدِ الْوَثَاقِ مُظْهِرٍ الْحُزْنَ كَثِيرِ التَّشَكِّي، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلاَمَ، وَقَالَ: مِنْ أَيْنَ نَبَأْتُمْ ؟ قَالُوا: مِنَ الشَّامِ، قَالَ: مِمَّنْ أَنْتُمْ ؟ قَالُوا: مِنَ الْعَرَبِ ؟ قَالَ: مَا فَعَلَتِ الْعَرَبُ، خَرَجَ نَبِيُّهُمْ بَعْدُ، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا فَعَلُوا ؟ قَالُوا: نَاوَأَهُ قَوْمٌ فَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فَهُمَ الْيَوْمَ جَمِيعٌ، قَالَ: ذَاكَ خَيْرٌ وَذَكَرَ فِيهِ: آمَنُوا بِهِ وَاتَّبَعُوهُ وَصَدَّقُوهُ، قَالَ ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ، قَالَ: فَالْعَرَبُ الْيَوْمَ إلَهُهُمْ وَاحِدٌ وَكَلِمَتُهُمْ وَاحِدَةٌ، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ.
قَالَ: فَمَا فَعَلَتْ عَيْنُ زُغَرَ ؟ قَالُوا: صَالِحَةٌ يَشْرَبُ أَهْلُهَا بِشَفَتِهِمْ وَيَسْقُونَ مِنْهَا زروعَهُمْ، قَالَ: فَمَا فَعَلَ نَخْلٌ بَيْنَ عَمَّانَ وَبَيْسَانَ ؟ قَالُوا: يُطْعِمُ جَنَاهُ كُلَّ عَامٍ، قَالَ: فَمَا فَعَلَتْ بُحَيْرَةُ الطَّبَرِيَّةِ ؟ قَالُوا: مَلأَى تَدَفَّقُ جَنَبَاتُهَا مِنْ كَثْرَةِ الْمَاءِ، قَالَ: فَزَفَرَ، ثُمَّ زَفَرَ، ثُمَّ زَفَرَ، ثُمَّ حَلَفَ، فَقَالَ: لَوْ قَدَ انْفَلَتُّ، أَوْ خَرَجْت مِنْ وَثَاقِي هَذَا، أَوْ مَكَانِي هَذَا مَا تَرَكْت أَرْضًا إِلاَّ وَطِئْتُهَا بِرِجْلِي هَاتَيْنِ غَيْرَ طِيْبَةَ، لَيْسَ لِي عَلَيْهَا سَبِيلٌ وَلاَ سُلْطَانٌ.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إِلَى هَذَا انْتَهَى فَرَحِي، هَذِهِ طَيْبَةُ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ هَذِهِ طَيْبَةُ، وَلَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ حَرَمِي عَلَى الدَّجَّالِ أَنْ يَدْخُلَهُ، ثُمَّ حَلَفَ: مَا لَهَا طَرِيقٌ ضَيِّقٌ وَلاَ وَاسِعٌ فِي سَهْلٍ، أَوْ جَبَلٍ إِلاَّ عَلَيْهِ مَلَكٌ شَاهِرٌ بِالسَّيْفِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، مَا يَسْتَطِيعُ الدَّجَّالُ أَنْ يَدْخُلَهَا عَلَى أَهْلِهَا،
قَالَ مُجَالِدٌ: فَأَخْبَرَنِي عَامِرٌ، قَالَ: ذَكَرْت هَذَا الْحَدِيثَ لِلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ: الْقَاسِمُ: أَشْهَدُ عَلَى عَائِشَةَ لَحَدَّثَتْنِي هَذَا الْحَدِيثَ غَيْرَ، أَنَّهَا، قَالَتْ: الْحَرَمَانِ عَلَيْهِ حَرَامٌ: مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ.
7- قَالَ عَامِرٌ: فَلَقِيت الْمُحَرَّرَ بْنَ أَبِي هُرَيْرَةَ فَحَدَّثْته حَدِيثَ عَائِشَةَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي، أَنَّهُ حَدَّثَنِي كَمَا حَدَّثَتْك عَائِشَةُ مَا نَقَصَ حَرْفًا وَاحِدًا غَيْرَ أَنَّ أَبِي قَدْ زَادَ فِيهِ بَابًا وَاحِدًا، قَالَ: فَحَطَّ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ فَأَهْوَى قَرِيبًا مِنْ عِشْرِينَ مَرَّةً.
38792- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهُ الدَّجَّالَ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: تَفْتَرِقُونَ أَيُّهَا النَّاسُ لِخُرُوجِهِ ثَلاَثَ فِرَقٍ: فِرْقَةٌ تَتْبَعُهُ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِأَرْضِ آبَائِهَا بِمَنَابِتِ الشِّيحِ، وَفِرْقَةٌ تَأْخُذُ شَطَّ هَذَا الْفُرَاتِ فَيُقَاتِلُهُمْ وَيُقَاتِلُونَهُ حَتَّى يَجْتَمِعَ الْمُؤْمِنُونَ بِغَرْبي الشَّامِ فَيَبْعَثُونَ إلَيْهِ طَلِيعَةً فِيهِمْ فَارِسٌ عَلَى فَرَسٍ أَشْقَرَ، أَوْ فَرَسٍ أَبْلَقَ، فَيُقْتَلُونَ لاَ يَرْجِعُ مِنْهُمْ بَشَرٌ.
2- قَالَ سَلَمَةُ: فَحَدَّثَنِي أَبُو صَادِقٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِدٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ، قَالَ: فَرَسٌ أَشْقَرُ.
3- ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَيَزْعُمُ أَهْلُ الْكِتَابِ، أَنَّ الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ يَنْزِلُ فَيَقْتُلُهُ، قَالَ
أَبُو الزَّعْرَاءِ: مَا سَمِعْت عَبْدَ اللهِ يَذْكُرُ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ حَدِيثًا غَيْرَ هَذَا.
4- قَالَ: ثُمَّ يَخْرُجُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ فَيَمْرَحُونَ فِي الأَرْضِ فَيُفْسِدُونَ فِيهَا، ثُمَّ قَرَأَ عبد الله: {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} قَالَ: ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ دَابَّةً مِثْلَ هَذَا النَّغْفِ فَتَلِجُ فِي أَسْمَاعِهِمْ وَمَنَاخِرِهِمْ فَيَمُوتُونَ مِنْهَا، قَالَ: فَتَنْتُنُ الأَرْضُ مِنْهُمْ فَيُجْأَرُ إِلَى اللهِ, فَيُرْسِلُ عَلَيْهِمْ مَاءً فَيُطَهِّرُ الله الأَرْضَ مِنْهُمْ، ثُمَّ قَالَ: يُرْسِلُ اللَّهُ رِيحًا زَمْهَرِيرًا بَارِدَةً، فَلاَ تَذَرُ عَلَى الأَرْضِ مُؤْمِنًا إِلاَّ كَفَتتهُ تِلْكَ الرِّيحَ، قَالَ: ثُمَّ تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى شِرَارِ النَّاسِ.
5- قَالَ: ثُمَّ يَقُومُ مَلَكٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ بِالصُّورِ فَيَنْفُخُ فِيهِ، قَالَ: وَالصُّورُ قَرْنٌ، قَالَ: فَلاَ يَبْقَى خَلْقُ للهِ فِي السَّمَاءِ وَلاَ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَاتَ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّك، قَالَ: ثُمَّ يَكُونُ بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، قَالَ: فَيَرُشُّ اللَّهُ مَاءً مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ كَمَنِيِّ الرِّجَالِ، قَالَ: فَلَيْسَ مِنْ ابن آدَمَ خَلْقٌ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مِنْهُ شَيْءٌ، قَالَ: فَتَنْبُتُ أَجْسَادُهُمْ وَلِحْمَانُهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ كَمَا تُنْبِتُ الأَرْضِ مِنَ الثَّرَى، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ: {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ}
6- قَالَ: ثُمَّ يَقُومُ مَلَكٌ بَيْنَ السَّمَاءِ
وَالأَرْضِ بِالصُّورِ فَيَنْفُخُ فِيهِ، قَالَ: فَتَنْطَلِقُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَى جَسَدِهَا فَتَدْخُلُ فِيهِ، قَالَ: ثُمَّ يَقُومُونَ فَيُحَيُّونَ تَحِيَّةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ قِيَامًا لِرَبِّ الْعَالَمِينَ
7- ثُمَّ يَتَمَثَّلُ اللَّهُ لِلْخَلْقِ فَيَلْقَاهُمْ فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الْخَلْقِ مِمَّنْ يَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللهِ شَيْئًا إِلاَّ وَهُوَ مَرْفُوعٌ لَهُ يَتْبَعُهُ فَيَلْقَى الْيَهُودَ فَيَقُولُ: مَنْ تَعْبُدُونَ ؟ فَيَقُولُونَ: نَعْبُدُ عُزَيْرًا، فَيَقُولُ: هَلْ يَسُرُّكُمُ الْمَاءُ، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَيُرِيهِمْ جَهَنَّمَ وَهِيَ كَهَيْئَةِ السَّرَابِ، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ: {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا}
8- ثُمَّ يَلْقَى النَّصَارَى فَيَقُولُ: مَنْ تَعْبُدُونَ ؟ قَالُوا: نَعْبُدُ الْمَسِيحَ، قَالَ: يَقُولُ: هَلْ يَسُرُّكُمُ الْمَاءُ، قَالُوا: نَعَمْ، فَيُرِيهِمْ جَهَنَّمَ وَهِيَ كَهَيْئَةِ السَّرَابِ، قَالَ: ثُمَّ كَذَلِكَ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللهِ شَيْئًا، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ: {وَقِفُوهُمْ إنَّهُمْ مَسْئُولُونَ}
9- حَتَّى يَمُرَّ الْمُسْلِمُونَ فَيَقُولُ: مَنْ تَعْبُدُونَ فَيَقُولُونَ: نَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، قَالَ: فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُونَ رَبَّكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ: سُبْحَانَهُ، إِذَا إِعْتَرَفَ لَنَا عَرَفْنَاهُ، قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ فَلاَ يَبْقَى أَحَدٌ إِلاَّ خَرَّ لِلَّهِ سَاجِدًا، وَيَبْقَى الْمُنَافِقُونَ ظُهُورُهُمْ طَبَقٌ وَاحِدٌ كَأَنَّمَا فِيهَا السَّفَافِيدُ، قَالَ: فَيَقُولُونَ: قَدْ كُنْتُمْ تُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَأَنْتُمْ سَالِمُونَ.
10- وَيَأْمُرُ اللَّهُ بِالصِّرَاطِ فَيُضْرَبُ عَلَى جَهَنَّمَ،
قَالَ: فَيَمُرُّ النَّاسُ زُمَرًا عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ، أَوَّلُهُمْ كَلَمْحِ الْبَرْقِ، ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ، ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ، ثُمَّ كَأَسْرَعِ الْبَهَائِمِ، ثُمَّ كَذَلِكَ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ سَعْيًا، وَحَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ مَاشِيًا، وَحَتَّى يَكُونَ آخِرُهُمْ رَجُلٌ يَتَلَبَّطُ عَلَى بَطْنِهِ، فَيَقُولُ: أَبْطَأْتَ بِي، فَيَقُولُ: لَمْ أُبْطِئْ، إنَّمَا أَبْطَأَ بِكَ عَمَلُك.
11- قَالَ: ثُمَّ يَأْذَنُ اللَّهُ بِالشَّفَاعَةِ فَيَكُونُ أَوَّلَ شَافِعٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رُوحُ الْقُدُسِ جِبْرِيلُ، ثُمَّ إبْرَاهِيمُ خَلِيلُ الرَّحْمَن، ثُمَّ مُوسَى، أَوْ عِيسَى لاَ أَدْرِي مُوسَى، أَوْ عِيسَى، ثُمَّ يَقُومُ نَبِيُّكُمْ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَابِعًا لاَ يَشْفَعُ أَحَدٌ بَعْدَهُ فِيمَا شَفَعَ فِيهِ, وَهُوَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَك رَبُّك مَقَامًا مَحْمُودًا} فَلَيْسَ مِنْ نَفْسٍ إِلاَّ تَنْظُرُ إِلَى بَيْتٍ مِنَ النَّارِ، أَوْ بَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ وَهُوَ يَوْمُ الْحَسْرَةِ، فَيَرَى أَهْلُ النَّارِ الْبَيْتَ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ فَيُقَالُ: لَوْ عَمِلْتُمْ فَتَأْخُذُهُم الْحَسْرَةُ وَيَرَى أَهْلُ الْجَنَّةِ الْبَيْتَ الَّذِي فِي الجَنَّةِ فَيَقُولُونَ: {لَوْلاَ أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لخسف بنا}.
12- قَالَ: ثُمَّ يَشْفَعُ الْمَلاَئِكَةُ وَالنَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ وَالصَّالِحُونَ وَالْمُؤْمِنُونَ، فَيُشَفِّعُهُمَ اللَّهُ، قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، قَالَ: فَيُخْرِجُ مِنَ النَّارِ أَكْثَرَ مِمَّا أُخْرِجَ مِنْ جَمِيعِ الْخَلْقِ بِرَحْمَتِهِ
حَتَّى مَا يَتْرُكُ فِيهَا أَحَدًا فِيهِ خَيْرٌ، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} قَالَ: وَجَعَلَ يَعْقِدُ حَتَّى عَدَّ أَرْبَعًا {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ}
13- ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ: أَتَرَوْنَ فِي هَؤُلاَءِ خَيْرًا، مَا تُرِكَ فِيهَا أَحَدٌ فِيهِ خَيْرٌ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ لاَ يُخْرِجَ مِنْهَا أَحَدًا غَيَّرَ وُجُوهَهُمْ وَأَلْوَانَهُمْ فَيَجِيءُ الرَّجُلُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَيَقُولُ: يَا رَبِ، فَيَقُولُ: مَنْ عَرَفَ أَحَدًا فَلْيُخْرِجْهُ، قَالَ: فَيَجِيءُ فَيَنْظُرُ فَلاَ يَعْرِفُ أَحَدًا، قَالَ: فَيُنَادِيه الرَّجُلُ: يَا فُلاَنُ، أَنَا فُلاَنٌ، فَيَقُولُ مَا أَعْرِفُك، قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ يَقُولُونَ: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ}، قَالَ: فَيَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ: {اخْسَئُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونَ} قَالَ: فَإذَا قَالَ ذَلِكَ أُطْبِقَتْ عَلَيْهِمْ فَلاَ يَخْرُجُ مِنْهُمْ بَشَرٌ.
38793- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: يَكُونُ فِي أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ إِنْ طَالَ عُمْرُهُ، أَوْ قَصُرَ عُمْرُهُ, يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ، أَوْ ثَمَانِيَ سِنِينَ، أَوْ تِسْعَ سِنِينَ، فَيَمْلَؤُهَا قِسْطًا وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا، وَتُمْطِرُ السَّمَاءُ مَطَرَهَا, وَتُخْرِجُ الأَرْضُ بَرَكَتَهَا، قَالَ: وَتَعِيشُ أُمَّتِي فِي زَمَانِهِ عَيْشًا لَمْ تَعِشْهُ قَبْلَ ذَلِكَ.
38794- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي عِنْدَ انْقِطَاعٍ مِنَ الزَّمَانِ وَظُهُورٍ مِنَ الْفِتَنِ يَكُونُ عَطَاؤُهُ حَثْيًا.
38795- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ خَلِيفَةٌ يُعْطِي الْحَقَّ بِغَيْرِ عَدَدٍ.
38796- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لاَ تَمْضِي الأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَلِيَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ فَتًى لَمْ تَلْبِسْهُ الْفِتَنُ وَلَمْ يَلْبِسْهَا . قَالَ: قُلْنَا يَا أَبَا الْعَبَّاسِ يَعْجَزُ عَنْهَا مَشْيَخَتُكُمْ وَيَنَالُهَا شَبَابُكُمْ ؟ قَالَ: هُوَ أَمْرُ اللهِ يُؤْتِيه مَنْ يَشَاءُ.
38797- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ سَمِعَهُ مِنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مِنَّا ثَلاَثَةٌ، مِنَّا السَّفَّاحُ وَمِنَّا الْمَنْصُورُ وَمِنَّا الْمَهْدِيُّ.
38798- حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الأَجْلَحِ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ، أَنْتُمْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِالْمَهْدِيِّ.
38799- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَأَبُو دَاوُد، عَنْ يَاسِينَ الْعِجْلِيّ، عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: قَالَ: الْمَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ يُصْلِحُهُ اللَّهُ فِي لَيْلَةٍ.
38800- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يَاسِينَ، عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ مِثْلُهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ.
38801- حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ، الْمَهْدِيُّ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ.
38802- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: لاَ تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي.
38803- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدَّهْرِ إِلاَّ يَوْمٌ لَبَعَثَ اللَّهُ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَمْلَؤُهَا عَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا.
38804- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: الْمَهْدِيُّ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ وَهُوَ الَّذِي يَؤُمُّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عليهما السلام.
38805- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: يَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ خَلِيفَةٌ لاَ يُفَضَّلُ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ وَلاَ عُمَرُ.
38806- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ ظَبْيَانَ، عَنْ حُكَيْمِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: لَمَّا قَامَ سُلَيْمَانُ فَأَظْهَرَ مَا أَظْهَرَ، قُلْتُ لأَبِي تِحْيَى: هَذَا الْمَهْدِيُّ الَّذِي يُذْكَرُ، قَالَ: لاَ، وَلاَ الْمُتَشَبِّهُ.
38807- حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِطَاوُوس: عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَهْدِيُّ ؟ قَالَ: قَدْ كَانَ مَهْدِيًّا وَلَيْسَ بِهِ، إِنَّ الْمَهْدِيَّ إِذَا كَانَ، زِيدَ الْمُحْسِنُ فِي إحْسَانِهِ، وَتِيبَ عَنِ الْمُسِيءِ مِنْ إسَاءَتِهِ، وَهُوَ يَبْذُلُ الْمَالَ، وَيَشْتَدُّ عَلَى الْعُمَّالِ، وَيَرْحَمُ الْمَسَاكِينَ.
38808- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا مُوسَى الْجُهَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ الْمَاصِرُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَاهِدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي فَُلاَنٌ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: أَنَّ الْمَهْدِيَّ لاَ يَخْرُجُ حَتَّى تُقْتَلَ النَّفْسُ الزَّكِيَّةُ, فَإِذَا قُتِلَت النَّفْسُ الزَّكِيَّةُ غَضِبَ عَلَيْهِمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ، فَأَتَى النَّاسَ الْمَهْدِي، فَزَفُّوهُ كَمَا تُزَفُّ الْعَرُوسُ إِلَى زَوْجِهَا لَيْلَةَ عُرْسِهَا, وَهُوَ يَمَْلأَ الأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلاً, وَتُخْرِجُ الأَرْضُ نَبَاتَهَا, وَتُمْطِرُ السَّمَاءُ مَطَرَهَا، وَتَنْعَمُ أُمَّتِي فِي وِلاَيَتِهِ نِعْمَةً لَمْ تَنْعَمْهَا قَطُّ.
3- ما ذكِر فِي عثمان وغيره من الفتن
38809- حدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: أَنْبَأَنِي وَثَّابٌ وَكَانَ مِمَنْ أَدْرَكَهُ عِتْقُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ، فَكَانَ يَكُونُ بَيْنَ يَدَيْ عُثْمَانَ، قَالَ: فَرَأَيْتُ فِي حَلْقِهِ طَعْنَتَيْنِ كَأَنَّهُمَا كَيَّتَانِ طُعِنَهُمَا يَوْمَ الدَّارِ دَارِ عُثْمَانَ، قَالَ: بَعَثَنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَان، فَقَالَ: ادْعُ الأَشْتَرَ، فَجَاءَ، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: أَظُنُّهُ، قَالَ: فَطُرِحَتْ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وِسَادَةٌ وله وسادة، فَقَالَ: يَا أَشْتَرُ، مَا يُرِيدُ النَّاسُ مِنِّي، قَالَ: ثَلاَثٌ لَيْسَ مِنْ إحْدَاهُنَّ بُد، يُخَيِّرُونَك بَيْنَ أَنْ تَخْلَعَ لَهُمْ أَمْرَهُمْ، فَتَقُولُ: هَذَا أَمْرُكُمْ، فَاخْتَارُوا لَهُ مَنْ شِئْتُمْ، وَبَيْنَ أَنْ تُقِصَّ مِنْ نَفْسِكَ، فَإِنْ أَبَيْت هَاتَيْنِ فَإِنَّ الْقَوْمَ قَاتِلُوك، قَالَ: مَا مِنْ إحْدَاهُنَّ بُدٌّ، قَالَ: مَا مِنْ إحْدَاهُنَّ بُدٌّ، فَقَالَ: أَمَّا أَنْ أَخْلَعَ لَهُمْ أَمْرَهُمْ فَمَا كُنْت لأَخْلَعَ لَهُمْ سِرْبَالاً سَرْبَلَنِيهِ اللَّهُ أَبَدًا، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: وَقَالَ غَيْرُ الْحَسَنِ: لأَنْ أُقَدَّمَ فَتُضْرَبَ عُنُقِي أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ أَخْلَعَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: وَهَذِهِ أَشْبَهُ بِكَلاَمُهِ، وأما أَنْ أَقُصَّ لَهُمْ مِنْ نَفْسِي، فَوَاللهِ لَقَدْ عَلِمْت أَنَّ صَاحِبَيّ بَيْنَ يَدَيّ كَانَا يَقُصَّانِ مِنْ أَنْفُسِهِمَا، وَمَا يَقُومُ
بَدَنِي بِالْقِصَاصِ، وَأَمَّا أَنْ يَقْتُلُونِي, فَوَاللهِ لَئِنْ قَتَلُونِي لاَ يَتَحَابُّونَ بَعْدِي أَبَدًا، وَلاَ يُقَاتِلُونَ بَعْدِي جَمِيعًا عَدُوًّا أَبَدًا، فَقَامَ الأَشْتَرُ فَانْطَلَقَ، فَمَكَثْنَا فَقُلْنَا: لَعَلَّ النَّاسَ، ثُمَّ جَاءَ رُوَيْجِلٌ كَأَنَّهُ ذِئْبٌ، فَاطَّلَعَ مِنَ الْبَابِ، ثُمَّ رَجَعَ، ثُمَّ جَاءَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فِي ثَلاَثَةَ عَشَرَ رَجُلاً حَتَّى انْتَهَى إِلَى عُثْمَانَ فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ، فَقَالَ بِهَا حَتَّى سَمِعْت وَقْعَ أَضْرَاسِهِ، وَقَالَ: مَا أَغْنَى، عَنْك مُعَاوِيَةُ، مَا أَغْنَى، عَنْك ابْنُ عَامِرٍ، مَا أَغْنَتْ عَنْك كُتُبُك، فَقَالَ: أَرْسِلْ لِي لِحْيَتِي يَا ابْنَ أَخِي، أَرْسِلْ لِي لِحْيَتِي يَا أَخِي، قَالَ: فرَأَيْته اسْتَعْدَى رَجُلاً مِنَ الْقَوْمِ يُعِينه فَقَامَ إلَيْهِ بِمِشْقَصٍ حَتَّى وَجَأَ بِهِ فِي رَأْسِهِ فَأُثْبِتَ، ثُمَّ مه ؟، قَالَ: ثُمَّ دَخَلُوا عَلَيْهِ وَاللهِ حَتَّى قَتَلُوهُ.
38810- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا، قَالَتْ: أَلاَ أُحَدِّثُك بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، أَنَّهُ بَعَثَ إِلَى عُثْمَانَ فَدَعَاهُ فَأَقْبَلَ إلَيْهِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: يَا عُثْمَان، إِنَّ اللَّهَ لَعَلَّهُ يُقْمِصُكَ قَمِيصًا، فَإِنْ أَرَادُوك عَلَى خَلْعِهِ فَلاَ تَخْلَعْهُ ثَلاَثًا، فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَيْنَ كُنْت عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَتْ: أُنْسِيتُهُ كَأَنْ لَمْ أَسْمَعْهُ.
38811- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ لِي عُثْمَان وَهُوَ مَحْصُورٌ فِي الدَّارِ: مَا تَقُولُ فِيمَا أَشَارَ بِهِ عَلَيَّ الْمُغِيرَةُ بْنُ الأَخْنَسِ، قَالَ: قُلْتُ: وَمَا أَشَارَ بِهِ عَلَيْك، قَالَ: إِنَّ هَؤُلاَءِ الْقَوْمَ يُرِيدُونَ خَلْعِي، فَإِنْ خُلِعْت تَرَكُونِي، وَإِنْ لَمْ أُخْلَعْ قَتَلُونِي، قَالَ: قُلْتُ: أَرَأَيْت إِنْ خُلِعْت أَتُرَاك مُخَلَّدًا فِي الدُّنْيَا، قَالَ َلا، قُلْتُ: فَهَلْ يَمْلِكُونَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، قَالَ: لاَ، قُلْتُ: أَرَأَيْت إِنْ لَمْ تُخْلَعْ، أَيَزِيدُونَ عَلَى قَتْلِكَ، قَالَ: لاَ، قُلْتُ: أَرَأَيْت تَسُنُّ هَذِهِ السُّنَّةَ فِي الإِسْلاَم كُلَّمَا سَخِطَ قَوْمٌ عَلَى أَمِيرٍ خَلَعُوهُ، وَلاَ تَخْلَعُ قَمِيصًا قَمَّصَكَهُ اللَّهُ.
38812- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: حدَّثَنِي أَبُو سَهْلَةَ، أَنَّ عُثْمَانَ قَالَ يَوْمَ الدَّارِ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَهِدَ إلَيَّ عَهْدًا فَأَنَا صَابِرٌ عَلَيْهِ، قَالَ: فَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ ذَاكَ الْيَوْمُ.
38813- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا لَيْلَى الْكِنْدِيَّ يَقُولُ: رَأَيْت عُثْمَانَ اطَّلَعَ عَلَى النَّاسِ وَهُوَ مَحْصُورٌ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، لاَ تَقْتُلُونِي وَاسْتَعْتِبُونِي، فَوَاللهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُونِي لاَ تُقَاتِلُونَ جَمِيعًا أَبَدًا وَلاَ تُجَاهِدُونَ عَدُوًّا أَبَدًا، وَلَتَخْتَلِفُنَّ حَتَّى تَصِيرُوا هَكَذَا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ: {وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ} قَالَ: وَأَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: الْكَفُّ الْكَفُّ، فَإِنَّهُ أَبْلَغُ لَكَ فِي الْحُجَّةِ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ.
38814- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: أَشْرَفَ عَلَيْهُمْ عُثْمَان مِنَ الْقَصْرِ، فَقَالَ: ائْتُونِي بِرَجُلٍ أُتَالِيهِ كِتَابَ اللهِ، فَأَتَوْهُ بِصَعْصَعَةَ بْنِ صُوحَانَ، وَكَانَ شَابًّا، فَقَالَ: مَا وَجَدْتُمْ أَحَدًا تَأْتُونِي غَيْرَ هَذَا الشَّابِّ، قَالَ: فَتَكَلَّمَ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ بِكَلاَمُ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَان: اُتْلُ، فَقَالَ صَعْصَعَةُ: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}، فَقَالَ: لَيْسَتْ لَكَ وَلاَ لأَصْحَابِكَ، وَلَكِنَّهَا لِي وَلأَصْحَابِي، ثُمَّ تَلاَ عُثْمَان: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} حَتَّى بَلَغَ {وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} .
38815- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ: حدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ: لَمَّا حُصِرَ عُثْمَان فِي الدَّارِ، قَالَ: لاَ تَقْتُلُوهُ فَإِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ أَجَلِهِ إِلاَّ قَلِيلٌ، وَاللهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُوهُ لاَ تُصَلُّوا جَمِيعًا أَبَدًا.
38816- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ يَقُولُ: إِنَّ أَعْظَمَكُمْ غِنَاءً عِنْدِي مَنْ كَفَّ سِلاَحَهُ وَيَدَهُ.
38817- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قُلْتُ لِعُثْمَانَ يَوْمَ الدَّارِ: اُخْرُجْ فَقَاتِلْهُمْ، فَإِنَّ مَعَك مَنْ قَدْ نَصَرَ اللَّهُ بِأَقَلَّ مِنْهُ، وَاللهِ إِنَّ قِتَالُهَمْ لَحَلاَلٌ، قَالَ: فَأَبَى، وَقَالَ: مَنْ كَانَ لِي عَلَيْهِ سَمْعٌ وَطَاعَةٌ فَلْيُطِعْ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَكَانَ أَمَّرَهُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الدار، وَكَانَ ذَلِكَ الْيَوْمَ صَائِمًا.
38818- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، قَالَ: حدَّثَنَا أَبُو الْيَعْفُورِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: والله لَئِنْ قَتَلُوا عُثْمَانَ لاَ يُصِيبُوا مِنْهُ خَلَفًا.
38819- حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: جَاءَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ إِلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ: هَذِهِ الأَنْصَارُ بِالْبَابِ، قَالُوا: إِنْ شِئْتَ أَنْ نَكُونَ أَنْصَارًا لِلَّهِ مَرَّتَيْنِ، قَالَ: أَمَّا قِتَالٌ فَلاَ.
38820- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ، عَنْ إسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي مُوثِقِي عُمَرُ وَأُخْتَهُ عَلَى الإِسْلاَمِ، وَلَوِ ارْفَضَّ أُحُدٌ مِمَّا صَنَعْتُمْ بِعُثْمَانَ كَانَ حَقِيقًا.
38821- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سِمَاكَ بْنَ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَنْظَلَةَ بْنَ قَنَانَ أَبَا مُحَمَّدٍ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ ذُهْلٍ، قَالَ: أَشْرَفَ عَلَيْنَا عُثْمَان مِنْ كُوَّةٍ وَهُوَ مَحْصُورٌ، فَقَالَ: أَفِيكُمَ ابْنًا محدوج، فَلَمْ يَكُونَا ثَمَّ، كَانَا نَائِمَيْنِ، فَأُوقِظَا فَجَاءَا، فَقَالَ لَهُمَا عُثْمَان: أُذَكِّرُكُمَا اللَّهَ، أَلَسْتُمَا تَعْلَمَانِ، أَنَّ عُمَرَ، قَالَ: إنَّمَا رَبِيعَةُ فَاجِرٌ، أَوْ غَادِرٌ، فَإِنِّي وَاللهِ لاَ أَجْعَلُ فَرَائِضَهُمْ وَفَرَائِضَ قَوْمٍ جَاؤُوا مِنْ مَسِيرَةِ شَهْرٍ، فَهَاجَرَ أَحَدُهُمْ عِنْدَ طَنَبِهِ، ثُمَّ زِدْتهمْ فِي غَدَاةٍ وَاحِدَةٍ خَمْسَمِئَةٍ خَمْسَمِئَةٍ، حَتَّى أَلْحَقْتهمْ بِهِمْ، قَالاَ: بَلَى، قَالَ: أُذَكِّرُكُمَا اللَّهَ أَلَسْتُمَا تَعْلَمَانِ أَنَّكُمَا أَتَيْتُمَانِي فَقُلْتُمَا: إِنَّ كِنْدَةَ أَكَلَةُ رَأْسٍ، وَأَنَّ رَبِيعَةَ هُمَ الرَّأْسُ، وَأَنَّ الأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ قَدْ أَكَلَهُمْ فَنَزَعْته وَاسْتَعْمَلَتْكُمَا، قَالاَ: بَلَى، قَالَ: اللَّهُمَّ، إِنْ كَانُوا كَفَرُوا مَعْرُوفِي وَبَدَّلُوا نِعْمَتِي فَلاَ تُرْضِهِمْ عَنْ إمَامٍ وَلاَ تُرْضِ الإِمَامَ عْنهُمْ.
38822- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ الصَّوَّافِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ جُنْدُبٍ الْخَيْرِ، قَالَ: أَتَيْنَا حُذَيْفَةَ حِينَ سَارَ الْمِصْرِيُّونَ إِلَى عُثْمَانَ فَقُلْنَا: إِنَّ هَؤُلاَءِ قَدْ سَارُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَمَا تَقُولُ، قَالَ: يَقْتُلُونَهُ وَاللهِ، قَالَ: قُلْنَا: فأَيْنَ هُوَ ؟ قَالَ: فِي الْجَنَّةِ وَاللهِ، قَالَ: قُلْنَا: فَأَيْنَ قَتَلَتُهُ ؟ قَالَ: فِي النَّارِ وَاللهِ.
38823- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حُمَيْدٍ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، قَالَ لَمَّا جَاءَ قَتْلُ عُثْمَانَ، قَالَ حُذَيْفَةُ: الْيَوْمَ نَزَلَ النَّاسُ حَافَّةَ الإِسْلاَم، فَكَمْ مِنْ مَرْحَلَةٍ قَدَ ارْتَحَلُوا عَنْهُ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ: وَاللهِ لَقَدْ جَارَ هَؤُلاَءِ الْقَوْمُ عَنِ الْقَصْدِ حَتَّى إِنَّ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ وُعُورَةً، مَا يَهْتَدُونَ لَهُ، وَمَا يَعْرِفُونَهُ.
38824- حدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ خَالِدٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ وَذَكَرَ عُثْمَانَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَمْ أَقْتُلْ وَلَمْ آمُرْ وَلَمْ أَرْضَ.
38825- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، قَالَ: لَمَّا سَارَ عَلِيٌّ إِلَى صِفِّينَ اسْتَخْلَفَ أَبَا مَسْعُودٍ عَلَى النَّاسِ فَخَطَبَهُمْ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ فَرَأَى فِيهِمْ قِلَّةً، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، اخْرُجُوا فَمَنْ خَرَجَ فَهُوَ آمِنٌ، إنَّا وَاللهِ نَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمُ الْكَارِهَ لِهَذَا الأمر الْمُتَثَاقِلَ عَنْهُ فَاخْرُجُوا، فَمَنْ خَرَجَ فَهُوَ آمِنٌ، إنَّا وَاللهِ مَا نُعِدُّها عَافِيَةً أَنْ يَلْتَقِيَ هَذَانِ الْغَارَانِ يَتَّقِي أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ، وَلَكِنَّنَا نُعِدُّهَا عَافِيَةً أَنْ يُصْلِحَ اللَّهُ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَيَجْمَعَ أُلْفَتَهَا، أَلاَ أُخْبِرُكُمْ عَنْ عُثْمَانَ، وَمَا نَقَمَ النَّاسُ عَلَيْهِ، إنَّهُمْ لَنْ يَدَعُوهُ وَذَنْبَهُ حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ هُوَ يُعَذِّبُهُ، أَوْ يَعْفُو عَنْهُ، وَلَمْ يُدْرِكُوا الَّذِي طَلَبُوهُ، إذْ حَسَدُوهُ مَا آتَاهُ اللَّهُ إيَّاهُ.
2- فَلَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ، قَالَ لَهُ: أَنْتَ الْقَائِلُ مَا بَلَغَنِي عَنْك يَا فَرُّوخُ، إنَّك شَيْخٌ قَدْ ذَهَبَ عَقْلُك، قَالَ: لَقَدْ سَمَّتْنِي أُمِّي بِاسْمٍ هُوَ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا، أَذَهَبَ عَقْلِي وَقَدْ وَجَبَتْ لِي الْجَنَّةُ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، تَعْلَمُهُ أَنْتَ، وَمَا بَقِيَ مِنْ عَقْلِي فَإِنَّا كُنَّا نَتَحَدَّثُ بِأَنَّ الآخِرَ فَالآخِرَ شَرٌّ، ثُمَّ خَرَجَ، فَلَمَّا كَانَ بِالسِّيلِحِين
أَوْ بِالْقَادِسِيَّةِ خَرَجَ عَلَيْهِمْ وَضُفْرَاهُ يَقْطُرَانِ، يَرَوْنَ أَنَّهُ قَدْ تَهَيَّأَ لِلإِحْرَامِ، فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ وَأَخَذَ بِمُؤَخَّرِ وَاسِطَةِ الرَّحْلِ قَامَ إلَيْهِ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ، فَقَالُوا لَهُ: لَوْ عَهِدْت إلَيْنَا يَا أَبَا مَسْعُودٍ، قَالَ: عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ وَالْجَمَاعَةِ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَجْمَعُ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ عَلَى ضَلاَلَةٍ، قَالَ: فَأَعَادُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ: عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ وَالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّمَا يَسْتَرِيحُ بَرٌّ، أَوْ يُسْتَرَاحُ مِنْ فَاجِرٍ.
38826- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَطَاوُوس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: مَا قَتَلْت، يَعْنِي عُثْمَانَ وَلاَ أَمَرْت ثَلاَثًا، وَلَكِنِّي غُلِبْت.
38827- حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: مَا قَتَلْت، وَإِنْ كُنْت لِقَتْلِهِ لَكَارِهًا.
38828- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي زُرَارَةَ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ، قَالاَ: سَمِعْنَا عَلِيًّا يَقُولُ: وَاللهِ مَا شَارَكْت، وَمَا قَتَلْت وَلاَ أَمَرْت وَلاَ رَضِيت، يَعْنِي قَتْلَ عُثْمَانَ.
38829- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُصَيْنٌ رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي سُرِّيَّةُ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَتْ: جَاءَ عَلِيٌّ يَعُودُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، وَعِنْدَهُ الْقَوْمُ، فَقَالَ لِلْقَوْمِ: أَنْصِتُوا وَاسْكُتُوا، فَوَاللهِ لاَ تَسْأَلُونِي الْيَوْمَ شَيْئًا إِلاَّ أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ، فَقَالَ لَهُ زَيْدٌ: أَنْشُدُك اللَّهَ، أَنْتَ قَتَلْت عُثْمَانَ، فَأَطْرَقَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، مَا قَتَلْته وَلاَ أَمَرْت بِقَتْلِهِ، وَمَا سَاءَنِي.
38830- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُنْذِرِ بْنِ يَعْلَى، قَالَ: كَانَ يَوْمَ أَرَادُوا قَتْلَ عُثْمَانَ أَرْسَلَ مَرْوَانُ إِلَى عَلِيٍّ أَلاَ تَأْتِيَ هَذَا الرَّجُلَ فَتَمْنَعُهُ، فَإِنَّهُمْ لمْ يُبْرِمُوا أَمْرًا دُونَك، فَقَالَ عَلِيٌّ: لَنَأْتِيَنَّهُمْ، قَالَ: فَأَخَذَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ بِكَتِفَيْهِ فَاحْتَضَنَهُ، فَقَالَ: يَا أَبَتِ، أَيْنَ تَذْهَبُ وَاللهِ مَا يَزِيدُونَك إِلاَّ رَهْبَةً، فَأَرْسَلَ إلَيْهِمْ عَلِيٌّ بِعِمَامَتِهِ يَنْهَاهُمْ عَنْهُ.
38831- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: دَخَلْت مَعَ الْمِصْرِيِّينَ عَلَى عُثْمَانَ، فَلَمَّا ضَرَبُوهُ خَرَجْتُ أَشْتَدُّ قَدْ مَلأْتُ فُرُوجِي عَدْوًا حَتَّى دَخَلْت الْمَسْجِدَ، فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ فِي نَحْوٍ مِنْ عَشَرَةٍ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ، فَقَالَ: وَيْحَك مَا وَرَاك، قَالَ: قُلْتُ قَدْ وَاللهِ فُرِغَ مِنَ الرَّجُلِ، قَالَ: فَقَالَ: تَبًّا لَكُمْ آخِرَ الدَّهْرِ، قَالَ: فَنَظَرْت فَإِذَا هُوَ عَلِيٌّ.
38832- حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: لَمَّا حُصِرَ عُثْمَان أَتَى عَلِيٌّ طَلْحَةَ وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى وَسَائِدَ فِي بَيْتِهِ، فَقَالَ: أَنْشُدُك اللَّهَ، لَمَا رَدَدْت النَّاسَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ مَقْتُولٌ، فَقَالَ طَلْحَةُ: لاَ وَاللهِ حَتَّى تُعْطِيَ بَنُو أُمَيَّةَ الْحَقَّ مِنْ أَنْفُسِهَا.
38833- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ: عَابُوا عَلَى عُثْمَانَ تَمْزِيقَ الْمَصَاحِفِ وَآمَنُوا بِمَا كَتَبَ لَهُمْ.
38834- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: خَطَبَ عَلِيٌّ بِالْبَصْرَةِ، فَقَالَ: وَاللهِ مَا قَتَلْته وَلاَ مَالأْت عَلَى قَتْلِهِ، فَلَمَّا نَزَلَ، قَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: أَيُّ شَيْءٍ صَنَعْت الآنَ يَتَفَرَّقُ عَنْك أَصْحَابُك، فَلَمَّا عَادَ إِلَى الْمِنْبَرِ، قَالَ: مَنْ كَانَ سَائِلاً عَنْ دَمِ عُثْمَانَ فَإِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُ وَأَنَا مَعَهُ، قَالَ مُحَمَّدٌ: هَذِهِ كَلِمَةٌ قُرَشِيَّةٌ ذَاتُ وَجْهٍ.
38835- حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، قَالَ: حدَّثَنَا الْعَلاَءُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ مَيْمُونٍ، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَان، قَالَ حُذَيْفَةُ هَكَذَا وَحَلَّقَ بِيَدِهِ، وَقَالَ: فُتِقَ فِي الإِسْلاَم فَتْقٌ لاَ يَرْتِقُهُ جَبَلٌ.
38836- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْلمُ الْمِنْقَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا وَقَعَ مِنْ أَمْرِ عُثْمَانَ مَا كَانَ، وَتَكَلَّمَ النَّاسُ فِي أَمْرِهِ، أَتَيْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، فَقُلْتُ له: أَبَا الْمُنْذِرِ، مَا الْمَخْرَجُ، قَالَ: كِتَابُ اللهِ، قَالَ: مَا اسْتَبَانَ لَكَ مِنْهُ فَاعْمَلْ بِهِ وَانْتَفِعْ بِهِ، وَمَا اشْتَبَهَ عَلَيْك فَآمِنْ بِهِ وَكِلْهُ إِلَى عَالِمِهِ.
38837- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ صَخْرِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ جُزَيِّ بْنِ بُكَيْر الْعَبْسِيِّ، قَالَ: جَاءَ حُذَيْفَةُ إِلَى عُثْمَانَ لِيُوَدِّعَهُ، أَوْ يُسَلِّمَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَدْبَرَ، قَالَ: رُدُّوهُ، فَلَمَّا جَاءَ، قَالَ: مَا بَلَغَنِي عَنْك بِظَهْرِ الْغَيْبِ، فَقَالَ: وَاللهِ مَا أَبْغَضْتُك مُنْذُ أَحْبَبْتُك، وَلاَ غَشَشْتُك مُنْذُ نَصَحْت لَكَ، قَالَ أَنْتَ أَصْدَقُ مِنْهُمْ وَأَبَرُّ، انْطَلِقْ، فَلَمَّا أَدْبَرَ، قَالَ: رُدُّوهُ، قَالَ: مَا بَلَغَنِي عَنْك بِظَهْرِ الْغَيْبِ، فَقَالَ: حُذَيْفَةُ بِيَدِهِ هَكَذَا، مَا بَلَغَنِي عَنْك بِظَهْرِ الْغَيْبِ، أَجَلْ وَاللهِ لَتُخْرَجَنَّ إخْرَاجَ الثَّوْرِ، ثُمَّ لَتُذْبَحَنَّ ذَبْحَ الْجَمَلِ، قَالَ: فَأَخَذَهُ مِنْ ذَلِكَ أَفكلٌ، فَأَرْسَلَ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَجِيءَ بِهِ يُدْفَعُ، قَالَ: هَلْ تَدْرِي مَا قَالَ حُذَيْفَةُ، قَالَ: وَاللهِ لَتُخْرَجَنَّ إخْرَاجَ الثَّوْرِ وَلَتُذْبَحَنَّ ذَبْحَ الْجَمَلِ، فَقَالَ: ادفنها ادفنها.
38838- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلاَّمُ بْنُ مِسْكِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلاَمٍ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَان يَبْكِي وَيَقُولُ: الْيَوْمَ هَلَكَتِ الْعَرَبُ.
38839- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ نَاسًا كَانُوا عِنْدَ فُسْطَاطِ عَائِشَةَ فَمَرَّ بِهِمْ عُثْمَان، أُرَى ذَلِكَ بِمَكَّةَ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلاَّ لَعَنَهُ، أَوْ سَبَّهُ غَيْرِي، وَكَانَ فِيهِمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَكَانَ عُثْمَان عَلَى الْكُوفِيِّ أَجْرَأَ مِنْهُ عَلَى غَيْرِهِ، فَقَالَ: يَا كُوفِي، أَتَسُبُّنِي ؟ اقْدُمَ الْمَدِينَةَ، كَأَنَّهُ يَتَهَدَّدُهُ، قَالَ: فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ فَقِيلَ لَهُ: عَلَيْك بِطَلْحَةِ، فَانْطَلَقَ مَعَهُ طَلْحَةُ حَتَّى أَتَى عُثْمَانَ، فَقَالَ عُثْمَان: وَاللهِ لأَجْلِدَنَّكَ مِئَة، قَالَ: فَقَالَ طَلْحَةُ: وَاللهِ لاَ تَجْلِدْهُ مِئَة إِلاَّ أَنْ يَكُونَ زَانِيًا، قَالَ لأَحْرِمَنَّكَ عَطَاءَك، قَالَ: فَقَالَ طَلْحَةُ: إِنَّ اللَّهَ سَيَرْزُقُهُ.
38840- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ذَكْوَانَ أَبَا صَالِحٍ يُحَدِّثُ، عَنْ صُهَيْبٍ مَوْلَى الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَرْسَلَنِي الْعَبَّاسُ إِلَى عُثْمَانَ أَدْعُوهُ، قَالَ: فَأَتَيْته فَإِذَا هُوَ يُغَدِّي النَّاسَ، فَدَعَوْته فَأَتَاهُ، فَقَالَ: أَفْلَحُ الْوَجْهُ أَبَا الْفَضْلِ، قَالَ: وَوَجْهُك أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: مَا زِدْت أَنْ أَتَانِي رَسُولُك وَأَنَا أَغُدِّيَ النَّاسَ فَغَدَّيْتهمْ، ثُمَّ أَقْبَلْت، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: أُذَكِّرُك اللَّهَ فِي عَلِيٍّ، فَإِنَّهُ ابْنُ عَمِّكَ وَأَخُوك فِي دِينِكَ وَصَاحِبُك مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَصِهْرُك، وَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّك تُرِيدُ أَنْ تَقُومَ بِعَلِيٍّ وَأَصْحَابِهِ فَاعْفِنِي مِنْ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ عُثْمَان: أَنَا أول مَا أجبتك أَنْ قَدْ شَفَّعْتُك، أَنَّ عَلِيًّا لَوْ شَاءَ مَا كَانَ أَحَدٌ دُونَهُ، وَلَكِنَّهُ أَبَى إِلاَّ رَأْيَهُ، وَبَعَثَ إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ لَهُ أُذَكِّرُك اللَّهَ فِي ابْنِ عَمِّكَ، وَابْنِ عَمَّتِكَ وَأَخِيك فِي دِينِكَ وَصَاحِبِكَ مَعَ رَسُولِ اللهِ وَوَلِيِّ بَيْعَتِكَ، فَقَالَ: وَاللهِ لَوْ أَمَرَنِي أَنْ أَخْرُجَ مِنْ دَارِي لَخَرَجْت، فَأَمَّا أَنْ أُدَاهِنَ أَنْ لاَ يُقَامَ كِتَابُ اللهِ فَلَمْ أَكُنْ لأَفْعَلَ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: سَمعْته مَا لاَ أُحْصِي وَعَرَضْته عَلَيْهِ غَيْرَ مَرَّةٍ.
38841- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ مُعَاوِيَةُ وَعَمْرٌو الْكُوفَةَ أَتَى الْحَارِثُ بْنُ الأَزْمَعِ عَمْرًا، فَخَرَجَ عَمْرٌو وَهُوَ رَاكِبٌ، فَقَالَ لَهُ الْحَارِثُ: جِئْت فِي أَمْرٍ لَوْ وَجَدْتُك عَلَى قَرَارٍ لَسَأَلْتُك، فَقَالَ عَمْرٌو: مَا كُنْت لِتَسْأَلَنِي، عَنْ شَيْءٍ وَأَنَا عَلَى قَرَارٍ إِلاَّ أَخْبَرْتُك بِهِ الآنَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ، قَالَ: فَقَالَ: اجْتَمَعَتِ السَّخْطَةُ وَالأَثَرَةُ، فَغَلَبَتِ السَّخْطَةُ الأَثَرَةَ، ثُمَّ سَارَ.
38842- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا كَهْمَسٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ شَقِيقٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الأَقْرَعُ، قَالَ: أَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى الأُسْقُفّ، قَالَ: فَهُوَ يَسْأَلُهُ وَأَنَا قَائِمٌ عَلَيْهِمَا أُظِلُّهُمَا مِنَ الشَّمْسِ، فَقَالَ لَهُ: هَلْ تَجِدُنَا فِي كِتَابِكُمْ، قَالَ: نَعَتَكُمْ وَأَعْمَالَكُمْ، قَالَ: فَمَا تَجِدُنِي، قَالَ: أَجِدُك قَرْنَ حَدِيدٍ، قَالَ: فنفط عُمَرُ في وَجْهِهِ وَقَالَ: قَرْنُ حَدِيدٍ، قَالَ أَمِينٌ شَدِيدٌ، قَالَ: فَكَأَنَّهُ فَرِحَ بِذَلِكَ، قَالَ فَمَا تَجِدُ بَعْدِي، قَالَ خَلِيفَةُ صِدْقٍ يُؤْثِرُ أَقْرَبِيهِ، قَالَ، يقول عُمَرُ: يَرْحَمُ اللَّهُ ابْنَ عَفَّانَ، قَالَ: فَمَا تَجِدُ بَعْدَهُ، قَالَ: صَدْعُ حَدِيدٍ، قَالَ: وَفِي يَدِ عُمَرَ شَيْءٌ يُقَلِّبُهُ، قَالَ: فَنَبَذَهُ، وَقَالَ: يَا دَفْرَاه، مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلاَثًا، فَقَالَ: لاَ تَقُلْ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ خَلِيفَةٌ مُسْلِمٌ وَرَجُلٌ صَالِحٌ، وَلَكِنَّهُ يُسْتَخْلَفُ وَالسَّيْفُ مَسْلُولٌ وَالدَّمُ مُهْرَاقٌ، قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتَ إلَيَّ، وَقَالَ: الصَّلاَةُ.
38843- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي الْهَيْثُمَّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لاَ تَسُلُّوا سُيُوفَكُمْ فَلَئِنْ سَلَلْتُمُوهَا لاَ تُغْمَدُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَقَالَ: أَنْظَرُونِي ثَمَانَ عَشَرَةَ، يَعْنِي يَوْمَ عُثْمَانَ.
38844- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: قَالَ كَعْبٌ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى هَذَا وَفِي يَدَيْهِ شِهَابَانِ مِنْ نَارٍ، يَعْنِي قَاتِلَ عُثْمَانَ، فَقَتَلَهُ.
38845- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدَّثَنِي مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْد الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَمِعَ عُثْمَان، أَنَّ وَفْدَ أَهْلِ مِصْرَ قَدْ أَقْبَلُوا، فَاسْتَقْبَلَهُمْ، فَكَانَ فِي قَرْيَةٍ خَارِجًا مِنَ الْمَدِينَةِ، أَوْ كَمَا قَالَ: قَالَ: فَلَمَّا سَمِعُوا بِهِ أَقْبَلُوا نَحْوَهُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي هُوَ فِيهِ، قَالَ: أُرَاهُ، قَالَ: وَكَرِهَ أَنْ يَقْدُمُوا عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ، أَوْ نَحْوًا مِنْ ذَلِكَ، فَأَتَوْهُ فَقَالُوا: ادْعُ بِالْمُصْحَفِ، فَدَعَا بِالْمُصْحَفِ فَقَالُوا: افْتَحَ السَّابِعَةَ، وَكَانُوا يُسَمُّونَ سُورَةَ يُونُسَ السَّابِعَةَ، فَقَرَأَهَا حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى هَذِهِ الآيَةِ: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ} قَالُوا: أَرَأَيْت مَا حَمَيْت مِنَ الْحِمَى آللَّهُ أَذِنَ لَكَ بِهِ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرِي، فَقَالَ: أَمْضِهِ، أنْزلَتْ فِي كَذَا وَكَذَا، وَأَمَّا الْحِمَى فَإِنَّ عُمَرَ حَمَى الْحِمَى قَبْلِي لإِبِلِ الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا وُلِّيتُ زَادَتْ إبِلُ الصَّدَقَةِ فَزِدْت فِي الْحِمَى لِمَا زَادَ مِنْ إبِلِ الصَّدَقَةِ، فَجَعَلُوا يَأْخُذُونَهُ بِالآيَةِ فَيَقُولُ: أَمْضِهِ، نَزَلَتْ فِي كَذَا وَكَذَا. َالَّذِي يَلِي كَلاَمُ عُثْمَانَ يَوْمَئِذٍ فِي سِنِّكَ، يَقُولُ أَبُو نَضْرَةَ: يَقُولُ لِي ذَلِكَ أَبُو سَعِيدٍ، قَالَ أَبُو نَضْرَةَ: وَأَنَا فِي سِنِّكَ يَوْمَئِذٍ، قَالَ: وَلَمْ يَخْرُجْ وَجْهِي، أَوْ لَمْ يَسْتَوِ وَجْهِي يَوْمَئِذٍ، لاَ أَدْرِي لَعَلَّهُ، قَالَ مَرَّةً أُخْرَى: وَأَنَا يَوْمَئِذٍ فِي ثَلاَثِينَ سَنَةً.
ثُمَّ أَخَذُوهُ بِأَشْيَاءَ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنْهَا مَخْرَجٌ، فَعَرَفَهَا، فَقَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمْ: مَا تُرِيدُونَ فَأَخَذُوا مِيثَاقَهُ، قَالَ: وَأَحْسِبُهُ، قَالَ: وَكَتَبُوا عَلَيْهِ شَرْطًا، قَالَ: وَأَخَذَ عَلَيْهِمْ، أَنْ لاَ يَشُقُّوا عَصًا وَلاَ يُفَارِقُوا جَمَاعَةً مَا أَقَامَ لَهُمْ بِشَرْطِهِمْ، أَوْ كَمَا أَخَذُوا عَلَيْهِ. فَقَالَ لَهُمْ: مَا تُرِيدُونَ فَقَالُوا: نُرِيدُ أَنْ لاَ يَأْخُذَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ عَطَاءً، فَإِنَّمَا هَذَا الْمَالُ لِمَنْ قَاتَلَ عَلَيْهِ وَلِهَذِهِ الشُّيُوخِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَرَضُوا، وَأَقْبَلُوا مَعَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ رَاضِينَ، فَقَامَ فَخَطَبَ، فَقَالَ: وَاللهِ إنِّي مَا رَأَيْت وَافِدًا هُمْ خَيْرٌ لِحَوْبَاتِي مِنْ هَذَا الْوَفْدِ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَيَّ، وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى: حَسِبْت، أَنَّهُ قَالَ: مِنْ هَذَا الْوَفْدِ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، أَلاَ مَنْ كَانَ لَهُ زَرْعٌ فَلْيَلْحَقْ بِزَرْعِهِ، وَمَنْ كَانَ لَهُ ضَرْعٌ فَلْيَحْتَلِبْ، أَلاَ إِنَّهُ لاَ مَالَ لَكُمْ عِنْدَنَا، إنَّمَا هَذَا الْمَالُ لِمَنْ قَاتَلَ عَلَيْهِ، وَلِهَذِهِ الشُّيُوخِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَغَضِبَ النَّاسُ وَقَالُوا: مَكْرُ بَنِي أُمَيَّةَ.
ثُمَّ رَجَعَ الْوَفْدُ الْمِصْرِيُّونَ رَاضِينَ، فَبَيْنَمَا هُمْ فِي الطَّرِيقِ إذْ بِرَاكِبٍ يَتَعَرَّضُ لَهُمْ، ثُمَّ يُفَارِقُهُمْ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلَيْهِمْ، ثُمَّ يُفَارِقُهُمْ وَيَسُبُّهُمْ، فَقَالُوا لَهُ: إِنَّ لَكَ لأَمْرًا مَا شَأْنُك، قَالَ: أَنَا رَسُولُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى عَامِلِهِ بِمِصْرَ فَفَتَّشُوهُ فَإِذَا بِالكِتَابٍ عَلَى لِسَانِ عُثْمَانَ، عَلَيْهِ خَاتَمُهُ إِلَى عَامِلٍ مِصْرَ أَنْ يَقْتُلَهُمْ، أَوْ يَقْطَعَ أَيْدِيهمْ وَأَرْجُلَهُمْ.
فَأَقْبَلُوا حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ، فَأَتَوْا عَلِيًّا فَقَالُوا: أَلَمْ تَرَ إِلَى عَدُوِّ اللهِ، أَمَرَ فِينَا بِكَذَا وَكَذَا، وَاللهِ قَدْ أُحِلَّ دَمُهُ قُمْ مَعَنا إلَيْهِ، فَقَالَ: لاَ وَاللهِ، لاَ أَقُومُ مَعَكُمْ، قَالُوا: فَلِمَ كَتَبْت إلَيْنَا، قَالَ: لاَ وَاللهِ مَا كَتَبْت إلَيْكُمْ كِتَابًا قطُّ، قَالَ: فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَلِهَذَا تُقَاتِلُونَ، أَوْ لِهَذَا تَغْضَبُونَ وَانْطَلَقَ عَلِيٌّ فَخَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى قَرْيَةٍ، أَوْ قَرْيَةٍ لَهُ. فَانْطَلَقُوا حَتَّى دَخَلُوا عَلَى عُثْمَانَ فَقَالُوا: كَتَبْتُ فِينَا بِكَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: إنَّمَا هُمَا اثْنَتَانِ، أَنْ تُقِيمُوا عَلَيَّ رَجُلَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، أَوْ يَمِينًا: بِاللهِ الَّذِي لاَ إلَهَ إِلاَّ هُوَ، مَا كَتَبْتُ وَلاَ أَمْلَيْتُ، وَقَدْ تَعْلَمُونَ، أَنَّ الْكِتَابَ يُكْتَبُ عَلَى لِسَانِ الرَّجُلِ وَيُنْقَشُ الْخَاتَمَ عَلَى الْخَاتَمِ، فَقَالُوا لَهُ: قَدْ وَاللهِ أَحَلَّ اللَّهُ دَمَك، وَنُقِضَ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ, قَالَ: فَحَصَرُوهُ فِي الْقَصْرِ، فَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، قَالَ: فَمَا أُسْمِعَ أَحَدًا رَدَّ السَّلاَمَ إِلاَّ أَنْ يَرُدَّ رَجُلٌ فِي نَفْسِهِ، فَقَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ، هَلْ عَلِمْتُمْ أَنِّي اشْتَرَيْتُ رُومَةً بِمَالِي لأَسْتَعْذِبَ بِهَا، قَالَ: فَجَعَلْتُ رِشَائِي فِيهَا كَرِشَاءِ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقِيلَ: نَعَمْ، فَقَالَ: فَعَلاَمَ تَمْنَعُونِي أَنْ أَشْرَبَ مِنْهَا حَتَّى أُفْطِرَ عَلَى مَاءِ الْبَحْرِ.
قَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ هَلْ عَلِمْتُمْ أَنِّي اشْتَرَيْتُ كَذَا وَكَذَا مِنَ الأَرْضِ فَزِدْته فِي الْمَسْجِد، قِيلَ: نَعَمْ، قَالَ: فَهَلْ عَلِمْتُمْ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ مُنِعَ أَنْ يُصَلِّيَ فِيهِ قبلي قِيلَ قَالَ: وَأَنْشُدُكُمْ بِاللهِ هَلْ سَمِعْتُمْ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَذَكَرَ كَذَا وَكَذَا شَيْئًا مِنْ شَأْنِهِ، وَذَكَرَ أُرَى كِتَابَةَ الْمُفَصَّلِ.
قَالَ: فَفَشَا النَّهْي، وَجَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ: مَهْلاً، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَفَشَا النَّهْيُ وَقَامَ الأَشْتَرُ، فَلاَ أَدْرِي يَوْمَئِذٍ أَمْ يَوْم آخَرَ، فَقَالَ: لَعَلَّهُ قَدْ مَكَرَ بِهِ وَبِكُمْ، قَالَ: فَوَطِئَهُ النَّاسُ حَتَّى أُلْقِيَ كَذَا وَكَذَا.
ثُمَّ إِنَّهُ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مَرَّةً أُخْرَى فَوَعَظَهُمْ وَذَكَّرَهُمْ، فَلَمْ تَأْخُذْ فِيهِم الْمَوْعِظَةُ، وَكَانَ النَّاسُ تَأْخُذُ فِيهِمُ الْمَوْعِظَةُ أَوَّلَ مَا يَسْمَعُونَهَا، فَإِذَا أُعِيدَتْ عَلَيْهِمْ لَمْ تَأْخُذْ فِيهِم الْمَوْعِظَةُ. ثُمَّ فَتَحَ الْبَابَ وَوَضَعَ الْمُصْحَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: فَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ دَخَلَ عَلَيْهِ فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَان: لَقَدْ أَخَذْت مِنِّي مَأْخَذًا، أَوْ قَعَدْت مِنِّي مَقْعَدًا مَا كَانَ أَبُو بَكْرٍ لِيَأْخُذَهُ، أَوْ لِيَقْعُدَهُ، قَالَ: فَخَرَجَ وَتَرَكَهُ.
قَالَ: وَفِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ كِتَابُ اللهِ، فَخَرَجَ وَتَرَكَهُ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْمَوْتُ الأَسْوَدُ فَخَنَقَهُ وَخَنَقَهُ، ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ: وَاللهِ مَا رَأَيْتُ شَيْئًا قَطُّ هُوَ أَلْيَنُ مِنْ حَلْقِهِ، وَاللهِ لَقَدْ خَنَقْته حَتَّى رَأَيْت نَفَسَهُ مِثْلَ نَفَسِ الْجَانِّ تَرَدَّدَ فِي جَسَدِهِ.
ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ آخَرُ، فَقَالَ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ كِتَابُ اللهِ وَالْمُصْحَفُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَهْوَى إلَيْهِ بِالسَّيْفِ فَاتَّقَاهُ بِيَدِهِ فَقَطَعَهَا فَلاَ أَدْرِي أَبَانَهَا، أَوْ قَطَعَهَا فَلَمْ يُبِنْهَا، فقَالَ: أَمَا وَاللهِ، إِنَّهَا لأَوَّلُ كَفٍّ قَطُّ خَطَّت الْمُفَصَّلَ.
َحُدِّثْتُ فِي غَيْرِ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ التّجوبِيُّ فَأَشْعَرَهُ بِمِشْقَصٍ، فَانْتَضَحَ الدَّمُ عَلَى هَذِهِ الآيَةِ: {فَسَيَكْفِيكَهُمَ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} وَإِنَّهَا فِي الْمُصْحَفِ مَا حُكَّتْ. وَأَخَذَتْ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ حُلِيَّهَا فَوَضَعَتْهُ فِي حِجْرِهَا، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَ، فَلَمَّا أَشْعَرَ، أَوْ قُتِلَ تَجَافَتْ، أَوْ تَفَاجّتْ عَلَيْهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَاتَلَهَا اللَّهُ، مَا أَعْظَمَ عَجِيزَتَهَا، فَعَرَفْتُ أَنَّ أَعْدَاءَ اللهِ لَمْ يُرِيدُوا إِلاَّ الدُّنْيَا.
38846- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مِحْصَنٍ أَخُو حَمَّادِ بْنِ نُمَيْرٍ, رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ وَاسِطَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَهْمٌ رَجُلٌ مِنْ بَنِي فِهْرٍ، قَالَ: أَنَا شَاهِدُ هَذَا الأَمْرِ، قَالَ: جَاءَ سَعْدٌ وَعَمَّارٌ فَأَرْسَلُوا إِلَى عُثْمَانَ أَنِ ائْتِنَا، فَإِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَذْكُرَ لَكَ أَشْيَاءَ أَحْدَثْتهَا، أَوْ أَشْيَاءَ فَعَلْتهَا، قَالَ: فَأَرْسَلَ إلَيْهِمْ أَنِ انْصَرَفُوا الْيَوْمَ، فَإِنِّي مُشْتَغِلٌ وَمِيعَادُكُمْ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا حَتَّى أَشْزنَ، قَالَ أَبُو مِحْصَنٍ: أَشْزنَ: أَسْتَعِدُّ لِخُصُومَتِكُمْ.
قَالَ: فَانْصَرَفَ سَعْدٌ، وَأَبِي عَمَّارٍ أَنْ يَنْصَرِفَ، قَالَهَا أَبُو مِحْصَنٍ مَرَّتَيْنِ، قَالَ: فَتَنَاوَلَهُ رَسُولُ عُثْمَانَ فَضَرَبَهُ، قَالَ: فَلَمَّا اجْتَمَعُوا لِلْمِيعَادِ وَمَنْ مَعَهُمْ، قَالَ لَهُمْ عُثْمَان مَا تَنْقِمُونَ مِنِّي، قَالُوا: نَنْقِمُ عَلَيْك ضَرْبَك عَمَّارًا، قَالَ: قَالَ عُثْمَان: جَاءَ سَعْدٌ وَعَمَّارٌ فَأَرْسَلْتُ إلَيْهِمَا، فَانْصَرَفَ سَعْدٌ، وَأَبِي عَمَّارٌ أَنْ يَنْصَرِفَ، فَتَنَاوَلَهُ رَسُولٌ مِنْ غَيْرِ أَمْرِي فَوَاللهِ مَا أَمَرْت وَلاَ رَضِيت، فَهَذِهِ يَدِي لِعَمَّارٍ فَلْيَصْطَبِر، قَالَ أَبُو مِحْصَنٍ: يَعْنِي يَقْتَصُّ.
قَالُوا: نَنْقِمُ عَلَيْك أَنَّكَ جَعَلْت الْحُرُوفَ حَرْفًا وَاحِدًا، قَالَ: جَاءَنِي حُذَيْفَةُ، فَقَالَ: مَا كُنْت صَانِعًا إِذَا قِيلَ: قِرَاءَةُ فُلاَنٍ وَقِرَاءَةُ فُلاَنٍ وَقِرَاءَةُ فُلاَنٍ، كَمَا اخْتَلَفَ أَهْلُ الْكِتَابِ، فَإِنْ يَكُ صَوَابًا فَمِنَ اللهِ، وَإِنْ يَكُ خَطَأً فَمِنْ حُذَيْفَةَ. قَالُوا: نَنْقِمُ عَلَيْك أَنَّك حَمَيْت الْحِمَى، قَالَ: جَاءَتْنِي قُرَيْشٌ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ لَيْسَ مِنَ الْعَرَبِ قَوْمٌ إِلاَّ لَهُمْ حِمًى يَرْعَوْنَ فِيهِ غَيْرَنَا، فَفَعَلْت ذَلِكَ لَهُمْ فَإِنْ رَضِيتُمْ فَأَقِرُّوا، وَإِنْ كَرِهْتُمْ فَغَيِّرُوا، أَوَ قَالَ: لاَ تُقِرُّوا شَكَّ أَبُو مِحْصَنٍ.
قَالُوا: وَنَنْقِمُ عَلَيْك أَنَّك اسْتَعْمَلْت السُّفَهَاءَ أَقَارِبَك، قَالَ: فَلْيَقُمْ أَهْلُ كُلِّ مِصْرٍ يَسْأَلُونِي صَاحِبَهُمَ الَّذِي يُحِبُّونَهُ فَأَسْتَعْمِلُهُ عَلَيْهِمْ وَأَعْزِلُ عَنْهُمَ الَّذِي يَكْرَهُونَ، قَالَ: فَقَالَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ: رَضِينَا بِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، فَأَقِرَّهُ عَلَيْنَا، وَقَالَ أَهْلُ الْكُوفَةِ: اعْزِلْ سَعِيدًا، وَقَالَ الْوَلِيدُ شَكَّ أَبُو مِحْصَنٍ: وَاسْتَعْمِلْ عَلَيْنَا أَبَا مُوسَى فَفَعَلَ، قَالَ: وَقَالَ أَهْلُ الشَّامِ: قَدْ رَضِينَا بِمُعَاوِيَةَ فَأَقِرَّهُ عَلَيْنَا، وَقَالَ أَهْلُ مِصْرَ: اعْزِلْ عَنَّا ابْنَ أَبِي سَرْحٍ، وَاسْتَعْمِلْ عَلَيْنَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، فَفَعَلَ، قَالَ: فَمَا جَاؤُوا بِشَيْءٍ إِلاَّ خَرَجَ مِنْهُ، قَالَ: فَانْصَرَفُوا رَاضِينَ.
فَبَيْنَمَا بَعْضُهُمْ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ إذْ مَرَّ بِهِمْ رَاكِبٌ فَاتَّهَمُوهُ فَفَتَّشُوهُ فَأَصَابُوا مَعَهُ كِتَابًا فِي إدَاوَةٍ إِلَى عَامِلِهِمْ أَنْ خُذْ فُلاَنًا وَفَُلاَنًا فَاضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ، قَالَ: فَرَجَعُوا فَبَدَؤُوا بِعَلِيٍّ فَأَتَوْهُ فَجَاءَ مَعَهُمْ إِلَى عُثْمَانَ، فَقَالُوا: هَذَا كِتَابُك وَهَذَا خَاتَمُك، فَقَالَ عُثْمَان: وَاللهِ مَا كَتَبْت وَلاَ عَلِمْت وَلاَ أَمَرْت، قَالَ: فَمَنْ تَظُنُّ ؟ قَالَ أَبُو مِحْصَنٍ: تَتَّهِمُ، قَالَ: أَظُنُّ كَاتِبِي غَدَرَ, وَأَظُنُّك بِهِ يَا عَلِيُّ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: وَلِمَ تَظُنُّنِي بِذَاكَ، قَالَ: لأَنَّك مُطَاعٌ عِنْدَ الْقَوْمِ، قَالَ: ثُمَّ لَمْ تَرُدَّهُمْ عَنِّي. قَالَ: فَأَبَى الْقَوْمُ وَأَلَحُّوا عَلَيْهِ حَتَّى حَصَرُوهُ، قَالَ: فَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ، وَقَالَ: بِمَ تَسْتَحِلُّونَ دَمِي، فَوَاللهِ مَا حَلَّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاَثٍ: مُرْتَدٌّ، عَنِ الإِسْلاَم، أَوْ ثَيِّبٌ زَانٍ، أَوْ قَاتِلُ نَفْسٍ، فَوَاللهِ مَا عَمِلْتُ شَيْئًا مِنْهُنَّ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، قَالَ: فَأَلَحَّ الْقَوْمُ عَلَيْهِ، قَالَ: وَنَاشَدَ عُثْمَان النَّاسَ أَنْ لاَ تُرَاقَ فِيهِ مِحْجَمَةٌ مِنْ دَمٍ. فَلَقَدْ رَأَيْت ابْنَ الزُّبَيْرِ يَخْرُجُ عَلَيْهِمْ فِي كَتِيبَةٍ حَتَّى يَهْزِمَهُمْ، لَوْ شَاؤُوا أَنْ يَقْتُلُوا مِنْهُمْ لَقَتَلُوا، قَالَ: وَرَأَيْت سَعِيدَ بْنَ الأَسْوَدِ بْنِ الْبَخْتَرِيَّ وَإِنَّهُ لَيَضْرِبَ رَجُلاً بِعَرْضِ السَّيْفِ لَوْ شَاءَ أَنْ يَقْتُلَهُ لَقَتَلَهُ، وَلَكِنَّ عُثْمَانَ عَزَمَ عَلَى النَّاسِ فَأَمْسَكُوا. قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو عَمْرِو بْنِ بُدَيْلٍ الْخُزَاعِيُّ وَالتُّجِيبِيُّ، قَالَ: فَطَعَنَهُ أَحَدُهُمَا بِمِشْقَصٍ فِي أَوْدَاجِهِ وَعَلاَهُ الآخَرُ بِالسَّيْفِ فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ انْطَلَقُوا هِرَابًا يَسِيرُونَ بِاللَّيْلِ وَيَكْمُنُونَ بِالنَّهَارِ حَتَّى أَتَوْا بَلَدًا بَيْنَ مِصْرَ وَالشَّامِ، قَالَ: فَكَمِنُوا فِي غَارٍ، قَالَ: فَجَاءَ نَبَطِيٌّ مِنْ تِلْكَ الْبِلاَدِ مَعَهُ حِمَارٌ، قَالَ: فَدَخَلَ ذُبَابٌ فِي مِنْخَرِ الْحِمَارِ، قَالَ: فَنَفَرَ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِمَ الْغَارَ، وَطَلَبَهُ صَاحِبُهُ فَرَآهُمْ: فَانْطَلَقَ إِلَى عَامِلِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: فَأَخْبَرَهُ بِهِمْ، قَالَ: فَأَخَذَهُمْ مُعَاوِيَةُ فَضَرَبَ أَعْنَاقَهُمْ.
38847- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: لَمَّا ذَكَرُوا مِنْ شَأْنِ عُثْمَانَ الَّذِي ذَكَرُوا أَقْبَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى دَخَلُوا عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ فَقَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَلاَ تَرَى مَا قَدْ أَحْدَثَ هَذَا الرَّجُلُ، فَقَالَ: بَخٍ بَخٍ فَمَا تَأْمُرُونِي قَالَ: تُرِيدُونَ أَنْ تَكُونُوا مِثْلَ الرُّومِ وَفَارِسَ إِذَا غَضِبُوا عَلَى مَلِكٍ قَتَلُوهُ، قَدْ وَلاَّهُ اللَّهُ الَّذِي وَلاَّهُ فَهُوَ أَعْلَمُ لَسْتُ بِقَائِلٍ فِي شَأْنِهِ شَيْئًا.
38848- حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافَ قَالَ: سَأَلَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ، عَنِ الْخَوَارِجِ، فَقُلْتُ لَهُمْ: أَطْوَلُ النَّاسِ صَلاَةً وَأَكْثَرُهُمْ صَوْمًا غَيْرَ أَنَّهُمْ إِذَا خَلَّفُوا الْجِسْرَ أَهَرَاقُوا الدِّمَاءَ وَأَخَذُوا الأَمْوَالَ، قَالَ: لاَ تَسْأَلْ عَنْهُمْ إَلاَّ ذَا أَمَّا إِنِّي قَدْ قُلْتُ لَهُمْ: لاَ تَقْتُلُوا عُثْمَانَ، دَعُوهُ، فَوَاللهِ لَئِنْ تَرَكْتُمُوهُ إحْدَى عَشْرَةَ لَيَمُوتَنَّ عَلَى فِرَاشِهِ مَوْتًا فَلَمْ يَفْعَلُوا وَإِنَّهُ لَمْ يُقْتَلْ نَبِيٌّ إِلاَّ قُتِلَ بِهِ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ النَّاسِ وَلَمْ يُقْتَلْ خَلِيفَةٌ إِلاَّ قُتِلَ بِهِ خَمْسَةٌ وَثَلاَثُونَ أَلْفًا.
38849- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: حدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ الْجَرْمِيِّ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، قَالَ: جَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ: أَخْتَرِطُ سَيْفِي ؟ قَالَ: لاَ أَبْرَأُ إِلَى اللَّهُ إذًا مِنْ دَمِكَ، وَلَكِنْ، شِمْ سَيْفَك وَارْجِعْ إِلَى أَبِيك.
38850- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلٍ، فَقَالَ: قَتَلُوا عُثْمَانَ، ثُمَّ أَتَوْنِي، فَقُلْنَا لَهُ: أَتُرِيبُك نَفْسُك.
38851- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، وَأَبُو أُسَامَةَ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: هَاتَانِ رِجْلاَي، فَإِنْ كَانَ فِي كِتَابِ اللهِ أَنْ تَجْعَلُوهُمَا فِي الْقُيُودِ فَاجْعَلُوهُمَا فِي الْقُيُودِ.
38852- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ حِينَ قُتِلَ عُثْمَان: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتِ الْعَرَبُ أَصَابَتْ بِقَتْلِهَا عُثْمَانَ خَيْرًا، أَوْ رُشْدًا، أَوْ رِضْوَانًا فَإِنِّي بَرِيءٌ مِنْهُ، وَلَيْسَ لِي فِيهِ نَصِيبٌ، وَإِنْ كَانَتِ الْعَرَبُ أَخْطَأَتْ بِقَتْلِهَا عُثْمَانَ فَقَدْ عَلِمْت بَرَاءَتِي، قَالَ: اعْتَبِرُوا قَوْلِي مَا أَقُولُ لَكُمْ، وَاللهِ إِنْ كَانَتِ الْعَرَبُ أَصَابَتْ بِقَتْلِهَا عُثْمَانَ لَتَحْتَلِبُنَّ بِهِ لَبَنًا، وَلَئِنْ كَانَتِ الْعَرَبُ أَخْطَأَتْ بِقَتْلِهَا عُثْمَانَ لَتَحْتَلِبُنَّ بِهِ دَمًا.
38853- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ لِعُثْمَانَ لَوْ أَمَرْتنِي أَنْ أَتَعَلَّقَ بِعُرْوَةِ قَتبٍ لَتَعَلَّقْت بِهَا أَبَدًا حَتَّى أَمُوتَ.
38854- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: لَوْ سَيَّرَنِي عُثْمَان إِلَى صِرَارٍ لَسَمِعْت لَهُ وَأَطَعْت.
38855- حدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِيدَانَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: لَوْ أَمَرَنِي عُثْمَان أَنْ أَمْشِيَ عَلَى رَأْسِي لَمَشَيْت.
38856- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عمْرٍو الْخَارِفِيِّ، قَالَ: كُنْتُ أَحَدَ النَّفَرِ الَّذِينَ قَدِمُوا فَنَزَلُوا بِذِي الْمَرْوَةِ فَأَرْسَلُونَا إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَزْوَاجِهِ نَسْأَلُهُمْ: أَنُقْدِمُ، أَوْ نَرْجِعُ، وَقِيلَ لَنَا: اجْعَلُوا عَلِيًّا آخِرَ مَنْ تَسْأَلُونَ، قَالَ: فَسَأَلْنَاهُمْ فَكُلُّهُمْ أَمَرَ بِالْقُدُومِ فَأَتَيْنَا عَلِيًّا فَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ: سَأَلْتُمْ أَحَدًا قَبْلِي قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا أَمَرُوكُمْ بِهِ ؟ قُلْنَا: أَمَرُونَا بِالْقُدُومِ، قَالَ: لَكِنِّي لاَ آمُرُكُمْ، إِمَّا لاَ، بَيْضٌ فَلْيُفْرِخْ.
38857- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الْعَوَّامِ، قَالَ: حدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الآجرَ، عَنْ شَيْخَيْنِ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ رَجُلٍ وَامْرَأَتِهِ، قَالاَ: قَدِمْنَا الرَّبَذَةَ فَمَرَرْنَا بِرَجُلٍ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ أَشْعَثَ، فَقِيلَ هَذَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَقَدْ فَعَلَ بِكَ هَذَا الرَّجُلُ وَفَعَلَ، فَهَلْ أَنْتَ نَاصِبٌ لَنَا رَايَةً فَنَأْتِيك بِرِجَالٍ مَا شِئْت، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الإِسْلاَم، لاَ تَعْرِضُوا عَلَيَّ أَذَاكُمْ، لاَ تُذِلُّوا السُّلْطَانَ، فَإِنَّهُ مَنْ أَذَلَّ السُّلْطَانَ أَذَلَّهُ اللَّهُ، وَاللهِ أَنْ لَوْ صَلَبَنِي عُثْمَان عَلَى أَطْوَلِ حَبْلٍ، أَوْ أَطْوَلِ خَشَبَةٍ لَسَمِعْت وَأَطَعْت وَصَبَرْت وَاحْتَسَبْت وَرَأَيْت، أَنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ لِي، وَلَوْ سَيَّرَنِي مَا بَيْنَ الأُفُقِ إِلَى الأُفُقِ، أَوْ بَيْنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ، لَسَمِعْت وَأَطَعْت وَصَبَرْت وَاحْتَسَبْت وَرَأَيْت، أَنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ لِي.
38858- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ سَمِعْت أَبَا وَائِلٍ يَقُولُ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَان، قَالَ أَبُو مُوسَى: إِنَّ هَذِهِ الْفِتْنَةَ فِتْنَةٌ بَاقِرَةٌ كَدَاءِ الْبَطْنِ، لاَ يدْرَى أَنَّى نُؤْتَى، تَأْتِيكُمْ مِنْ مَأْمَنِكُمْ وَتَدَعُ الْحَلِيمَ كَأَنَّهُ ابْنُ أَمْسِ، قَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ وَانْتَصِلُوا رِمَاحَكُمْ.
38859- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ فِطْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مِمَّنْ بَكَى عَلَى عُثْمَانَ يَوْمَ الدَّارِ.
38860- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ النَّاجِي، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: أَتَت الأَنْصَارُ عُثْمَانَ فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، نَنْصُرُ اللَّهَ مَرَّتَيْنِ، نَصَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَنَنْصُرُك، قَالَ: لاَ حَاجَةَ لِي فِي ذَاكَ، ارْجِعُوا، قَالَ الْحَسَنُ: وَاللهِ لَوْ أَرَادُوا أَنْ يَمْنَعُوهُ بِأَرْدِيَتِهِمْ لَمَنَعُوهُ.
38861- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ لَمَّا حُصِرَ عُثْمَان فِي الدَّارِ: لاَ تَقْتُلُوهُ فَإِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ أَجَلِهِ إِلاَّ قَلِيلٌ وَاللهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُوهُ لاَ تُصَلُّوا جَمِيعًا أَبَدًا.
38862- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حدثني العلاء بن المنهال قَالَ: حدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُنْذَرُ الثَّوْرِيُّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، قَالَ: فَنَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ مِنْ عُثْمَانَ فَقَالَ: مَهْ، فَقُلْنَا لَهُ: كَانَ أَبُوك يَسُبُّ عُثْمَانَ، قَالَ: مَا سَبَّهُ، وَلَوْ سَبَّهُ يَوْمًا لَسَبَّهُ يَوْمَ جِئْته وَجَاءَهُ السُّعَاةُ، فَقَالَ: خُذْ كِتَابَ السُّعَاةِ فَاذْهَبْ بِهِ إِلَى عُثْمَانَ، فَأَخَذْته فَذَهَبْت بِهِ إلَيْهِ، فَقَالَ: لاَ حَاجَةَ لَنَا فِيهِ، فَجِئْت إلَيْهِ فَأَخْبَرْته، فَقَالَ: ضَعْهُ مَوْضِعَهُ، فَلَوْ سَبَّهُ يَوْمًا لَسَبَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ.
38863- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حدَّثَنِي الْعَلاَءُ بْنُ الْمِنْهَالِ، قَالَ: حَدَّثَنِي فُلاَنٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ بِالرَّصَافَةِ يَقُولُ: وَاللهِ لَقَدْ نَصَحَ عَلِيٌّ وَصَحَّحَ فِي عُثْمَانَ، لَوْلاَ أَنَّهُمْ أَصَابُوا الْكِتَابَ لَرَجَعُوا.
38864- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِلأَشْتَرِ: لَقَدْ كُنْت كَارِهًا لِيَوْمِ الدَّارِ فَكَيْفَ رَجَعْت عَنْ رَأْيِكَ، فَقَالَ: أَجَلْ، وَاللهِ إِنْ كُنْت لَكَارِهًا لِيَوْمِ الدَّارِ وَلَكِنْ جِئْت بِأُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ لأُدْخِلَهَا الدَّارَ، وَأَرَدْت أَنْ أُخْرِجَ عُثْمَانَ فِي هَوْدَجٍ، فَأَبَوْا أَنْ يَدَعُونِي وَقَالوا: مَا لَنَا وَلَك يَا أَشْتَرُ، وَلَكِنِّي رَأَيْت طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَالْقَوْمَ بَايَعُوا عَلِيًّا طَائِعِينَ غَيْرَ مُكْرَهِينَ، ثُمَّ نَكَثُوا عَلَيْهِ، قُلْتُ: فَابْنُ الزُّبَيْرِ الْقَائِلُ: اقْتُلُونِي وَمَالِكًا، قَالَ: لاَ وَاللهِ، وَلاَ رَفَعْت السَّيْفَ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَأَنَا أَرَى أَنَّ فِيهِ شَيْئًا مِنَ الرُّوحِ لأَنِّي كُنْت عَلَيْهِ بِحَنَقٍ لأَنَّهُ اسْتَخَفَّ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى أَخْرَجَهَا، فَلَمَّا لَقِيته مَا رَضِيت لَهُ بِقُوَّةِ سَاعِدِي حَتَّى قُمْت فِي الرِّكَابَيْنِ قَائِمًا فَضَرَبْته عَلَى رَأْسِهِ، فَرَأَيْتُ أَنِّي قَدْ قَتَلْته، وَلَكِنَّ الْقَائِلَ اقْتُلُونِي وَمَالِكًا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَتَّابِ بْنِ أُسَيْدٍ، لَمَّا لَقِيته اعْتَنَقْته فَوَقَعْت أَنَا وَهُوَ عَنْ فَرَسَيْنَا، فَجَعَلَ يُنَادِي: اقْتُلُونِي وَمَالِكًا، وَالنَّاسُ يَمُرُّونَ لاَ يَدْرُونَ مَنْ، يَعْنِي، وَلَمْ يَقُلْ: الأَشْتَرُ، لَقُتِلْت.
38865- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: أَخَذَ عَلِيٌّ بِيَدِ الأَشْتَرِ، ثُمَّ انْطَلَقَ بِهِ حَتَّى أَتَى طَلْحَةَ، فَقَالَ: يا طلحة إِنَّ هَؤُلاَءِ، يَعْنِي أَهْلَ مِصْرَ, يَسْمَعُونَ مِنْك وَيُطِيعُونَك، فَانْهَهُمْ عَنْ قَتْلِ عُثْمَانَ، فَقَالَ: مَا أَسْتَطِيعُ دَفْعَ دَمٍ أَرَادَ اللَّهُ إهْرَاقَهُ, فَأَخَذَ عَلِيٌّ بِيَدِ الأَشْتَرِ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَهُوَ يَقُولُ: بِئْسَ مَا ظَنَّ ابْنُ الْحَضْرَمِيَّةِ أَنْ يَقْتُلَ ابْنَ عَمَّتي وَيَغْلِبَنِي عَلَى مُلْكِي بِئْسَ مَا رأى.
38866- حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: مَا عَلِمْت أَنَّ عَلِيًّا اتُّهِمَ فِي قَتْلِ عُثْمَانَ حَتَّى بُويِعَ فَلَمَّا بُويِعَ اتَّهَمَهُ النَّاسُ.
38867- حَدَّثَنَا أَبُو الْمُوَرِّعِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَلاَءُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَمِيرَةَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَمَنْ مَعَهُمْ، قَالَ: قَامَ رَجُلٌ فِي مَجْمَعٍ مِنَ النَّاسِ، فَقَالَ: أَنَا فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ، أَحَدُ بَنِي جُشَمٍ، فَقَالَ: إِنَّ هَؤُلاَءِ القوم الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَيْكُمْ، إِنْ كَانَ إنَّمَا بِهِمُ الْخَوْفُ فَجَاؤُوا مِنْ حَيْثُ يَأْمَنُ الطَّيْرُ، وَإِنْ كَانَ إنَّمَا بِهِمْ قَتْلُ عُثْمَانَ فَهُمْ قَتَلُوهُ, وَإِنَّ الرَّأْيَ فِيهِمْ أَنْ تُنَخَّس بِهِمْ دَوَابُّهُمْ حَتَّى يَخْرُجُوا.
38868- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، أَنَّ عُثْمَانَ قُتِلَ فِي أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ.
38869- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَان، قَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ: لاَ يَنْتَطِحُ فِيهَا عَنزَانِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ فُقِئَتْ عَيْنُهُ فَقِيلَ: لاَ تَنْتَطِحُ فِي قَتْلِ عُثْمَانَ عَنْزَانِ، قَالَ بَلَى، وَتُفْقَأُ فِيهِ عُيُونٌ كَثِيرَةٌ.
38870- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ الأَزْدِيِّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: كم مَالَك يَا أَبَا ظَبْيَانَ، قَالَ: قُلْتُ: أَنَا فِي أَلْفَيْنِ وَخَمْسِمِئَةٍ، قَالَ: فَاِتَّخِذْ سابياء فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ تَجِيءَ أُغَيْلِمَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ يَمْنَعُونَ هَذَا الْعَطَاءَ.
38871- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ يَقُولُ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاللهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَاللهِ لَيَقَعَنَّ الْقَتْلُ وَالْمَوْتُ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ, حَتَّى يَأْتِيَ الرَّجُلُ الكِبَا، قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: يَعْنِي الْكُنَاسَةَ، فَيَجِدُ بِهَا النَّعْلَ، فَيَقُولُ: كَأَنَّهَا نَعْلُ قُرَشِيٍّ.
38872- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ شَهْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَلِمَةً، وَمِنَ النَّجَاشِيِّ كَلِمَةً، سَمِعْت النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ: انْظُرُوا قُرَيْشًا فَاسْمَعُوا مِنْ قَوْلِهِمْ وَذَرُوا فِعْلَهُمْ، قَالَ: وَكُنْت عِنْدَ النَّجَاشِيِّ إذْ جَاءَ ابْنٌ لَهُ مِنَ الْكُتَّابِ فَقَرَأَ آيَةً مِنَ الإِنْجِيلِ فَفَهِمْتُهَا فَضَحِكْت، فَقَالَ: مِمَّنْ تَضْحَكُ أَتَضْحَكُ مِنْ كِتَابِ اللهِ ؟ أَمَا وَاللهِ، إِنَّهَا لَفِي كِتَابِ اللهِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى عِيسَى، أَنَّ اللَّعْنَةَ تَكُونُ فِي الأَرْضِ إِذَا كَانَ أُمَرَاؤُهَا الصِّبْيَانَ.
38873- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِقُرَيْشٍ: إِنَّ هَذَا الأَمْرَ فِيكُمْ وَأَنْتُمْ وُلاَتُهُ مَا لَمْ تُحْدِثُوا عَمَلاً يَنْزِعُهُ اللَّهُ مِنْكُمْ، فَإِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ شِرَارَ خَلْقِهِ فَالْتَحُوكُمْ كَمَا يُلْتَحَى الْقَضِيبُ.
38874- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنْ أَبِي كِنَانَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قامَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى بَابٍ فِيهِ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ مَا دَامُوا إِذَا اُسْتُرْحِمُوا رَحِمُوا، وَإِذَا مَا حَكَمُوا عَدَلُوا، وَإِذَا مَا قَسَمُوا أَقْسَطُوا، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ مِنْهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لاَ يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلاَ عَدْلٌ.
38875- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الأَحْوَصِ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي رَبُّ هَذَا الدَّارِ أَبُو هِلاَلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَرْزَةَ الأَسْلَمِيَّ يُحَدِّثُ أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَسَمِعُوا غِنَاءً فَاسْتَشْرَفُوا لَهُ، فَقَامَ رَجُلٌ فَاسْتَمَعَ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُحَرَّمَ الْخَمْرُ، فَأَتَاهُمْ، ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: هَذَا فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ، وَهُمَا يَتَغَنَّيَانِ وَيُجِيبُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ وَهُوَ يَقُولُ:
لاَ يَزَالُ حواريٌّ تَلُوحُ عِظَامُهُ *** زَوَى الْحَرْبَ عَنْهُ أَنْ يُجَنَّ فَيُقْبَرَا.
فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَدَيْهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ ارْكُسْهُمَا فِي الْفِتْنَةِ رَكْسًا، اللَّهُمَّ دُعَّهُمَا إِلَى النَّارِ دَعًّا.
38876- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلاَلٍ، قَالَ: حدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنِ الأَعْشَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن مُكْمِلٍ، عَنْ أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ أَقْبَلَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ حَاجًّا مِنَ الشَّامِ فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَأَتَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، فَقَالَ: يَا عُثْمَان، أَلاَ أُخْبِرُك شَيْئًا سَمِعْته مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: بَلَى، قُلْتُ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ: سَتَكُونُ عَلَيْكُمْ أمَرَاءُ يَأْمُرُونَكُمْ بِمَا تَعْرِفُونَ وَيَعْمَلُونَ مَا تُنْكِرُونَ، فَلَيْسَ لأُولَئِكَ عَلَيْكُمْ طَاعَةٌ.
38877- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ إسْمَاعِيلَ الأَوْدِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي بِنْتُ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ أَبَاهَا ثَقُلَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ زِيَادَة فَجَاءَ يَعُودُهُ فَجَلَسَ فَعَرَفَ فِيهِ الْمَوْتَ، فَقَالَ لَهُ: يَا مَعْقِلُ أَلاَ تُحَدِّثُنَا فَقَدْ كَانَ اللَّهُ يَنْفَعُنَا بِأَشْيَاءَ نَسْمَعُهَا مِنْك، فَقَالَ: إنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ: لَيْسَ مِنْ وَالٍ يَلِي أُمَّةً قَلَّتْ، أَوْ كَثُرَتْ لَمْ يَعْدِلْ فِيهِمْ إِلاَّ كَبَّهُ اللَّهُ لِوَجْهِهِ فِي النَّارِ، فَأَطْرَقَ الآخَرُ سَاعَةً، فَقَالَ: شَيْءٌ سَمِعْته مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، أَوْ مِنْ وَرَاءِ وَرَاءِ، قَالَ: لاَ، بَلْ شَيْءٌ سَمِعْته مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ: مَنِ اسْتَرْعَى رَعِيَّةً فَلَمْ يُحِطْهُمْ بِنُصْحِهِ لَمْ يَجِدْ رِيحَ الْجَنَّةِ، وَرِيحُهَا يُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ مِئَةِ عَامٍ، قَالَ ابْنُ زِيَادٍ: أَلاَ كُنْت حَدَّثْتنِي بِهَذَا قَبْلَ الآنَ، قَالَ: وَالآنَ لَوْلاَ مَا أَنَا عَلَيْهِ لَمْ أُحَدِّثْك بِهِ.
38878- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، أَنَّ رَجُلاً كَانَ يَمْشِي مَعَ حُذَيْفَةَ نَحْوَ الْفُرَاتِ، فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا أخْرِجْتُمْ لاَ تَذُوقُونَ مِنْهُ قَطْرَةً، قَالَ: قُلْنَا: أَتَظُنُّ ذَلِكَ ؟ قَالَ: مَا أَظُنُّهُ، وَلَكِنْ أَسْتَيْقِنُهُ.
38879- حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلاَءِ، قَالَ: قالَوا: لِمُطَرِّفٍ: هَذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَشْعَثِ قَدْ أَقْبَلَ، فَقَالَ مُطَرِّفٌ: وَاللهِ لقد نزى بَيْنَ أَمْرَيْنِ: لَئِنْ ظَهَر لاَ يَقُومُ لِلَّهِ دِينٌ، وَلَئِنْ ظُهِرَ عَلَيْهِ لاَ تَزَالُونَ أَذِلَّةً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
38880- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: لَوْ أَنَّ رَجُلاً هَمَّهُ الإِسْلاَم وَعَرَفَهُ، ثُمَّ تَفَقَّدَهُ لَمْ يَعْرِفْ مِنْهُ شَيْئًا.
38881- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ شَيْخٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: مَنْ أَرَاْدَ الْحَقَّ فَلْيَنْزِلْ بِالْبِرَازِ، يَعْنِي يُظْهِرُ أَمْرَهُ.
38882- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إذْ أَقْبَلَ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فَلَمَّا رَآهُمَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: مَا نَزَالُ نَرَى فِي وَجْهِكَ شَيْئًا نَكْرَهُهُ، قَالَ: إنَّا أَهْلَ البَيْت اخْتَارَ اللَّهُ لَنَا الآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا، وَإِنَّ أَهْلَ بَيْتِي سَيَلْقَوْنَ بَعْدِي بَلاَءً وَتَشْرِيدًا وَتَطْرِيدًا، حَتَّى يَأْتِيَ قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَعَهُمْ رَايَاتٌ سُودٌ يَسْأَلُونَ الْحَقَّ فَلاَ يُعْطُونَه، فَيُقَاتِلُونَ فَيُنْصَرُونَ فَيُعْطَوْنَ مَا سَأَلُوا، فَلاَ يَقْبَلُونَهُ حَتَّى يَدْفَعُوهَا إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، فَيَمْلَؤُهَا قِسْطًا كَمَا مَلؤُوهَا جَوْرًا، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَأْتِهِمْ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ.
38883- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي مَهْلٍ، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي جَعْفَرٍ: إِنَّ السُّلْطَانَ يُوَلِّي الْعَمَلَ، قَالَ: لاَ تَلِيَنَّ لَهُمْ شَيْئًا، وَإِنْ وَلِيت فَاتَّقِ اللَّهَ وَأَدِّ الأَمَانَةَ.
38884- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: لاَ تُعِدَّ لَهُمْ سِفْرًا وَلاَ تَخُطَّ لَهُمْ بِقَلَمٍ.
38885- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ بِالْبَصْرَةِ وَقَدْ أُتِيَ بِجِزْيَةِ أَصْبَهَانَ ثَلاَثَةِ آلاَفِ أَلْفٍ، فَهِيَ مَوْضُوعَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا وَائِلٍ، مَا تَقُولُ فِيمَنْ مَاتَ وَتَرَكَ مِثْلَ هَذِهِ، قَالَ: فَقُلْتُ: أَعْرِضُ بِهِ كَيْفَ إِنْ كَانَتْ مِنْ غُلُولٍ، قَالَ: ذَاكَ شَرٌّ عَلَى شَرٍّ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا وَائِلٍ، إِذَا أَنَا قَدِمْت الْكُوفَةَ فَأْتِنِي لَعَلِّي أُصِيبُك بِخَيْرٍ، قَالَ: فَقَدِمَ الْكُوفَةَ، قَالَ: فَأَتَيْت عَلْقَمَةَ فَأَخْبَرْته، فَقَالَ: أَمَا إنَّك لَوْ أَتَيْته قَبْلَ أَنْ تَسْتَشِيرَنِي لَمْ أَقُلْ لَكَ شَيْئًا، فَأَمَّا إِذَا اسْتَشَرْتنِي فَإِنَّهُ بَحَقٍّ عَلَيَّ أَنْ أَنْصَحَك، فَقَالَ: مَا أُحِبُّ، أَنَّ لِي أَلْفَيْنِ مِنَ الْفَيْءِ وَإِنِّي أَعَزُّ الْجُنْدِ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ أَنِّي لاَ أُصِيبُ مِنْ دُنْيَاهُمْ شَيْئًا إِلاَّ أَصَابُوا مِنْ دِينِي أَكْثَرَ مِنْهُ.
38886- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الصُّلْبِ بْنِ مَطَرٍ الْعِجْلِيّ، عَنْ عِيسَى الْمُرَادِيِّ، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ: يَكُونُ فِي آخِرِ هَذَا الزَّمَانِ قُرَّاءٌ فَسَقَةٌ، وَوُزَرَاءُ فَجَرَةٌ، وَأُمَنَاءُ خَوَنَةٌ، وَعُرَفَاءُ ظَلَمَةٌ، وَأُمَرَاءُ كَذَبَةٌ.
38887- حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: حدَّثَتْنِي مَوْلاَتِي سِدْرَةُ، أَنَّ جَدّكَ سَلَمَةَ بْنَ قَيْسٍ حَدَّثَنِي، قَالَ: لَقِيت أَبَا ذَرٍّ، فَقَالَ: يَا سَلَمَةُ بْنُ قَيْسٍ، ثَلاَثٌ قَدْ حَفِظْتهَا لاَ تَجْمَعْ بَيْنَ الضَّرَائِرِ فَإِنَّك لَنْ تَعْدِلَ وَلَوْ حَرَصْت، وَلاَ تَعْمَلْ عَلَى الصَّدَقَةِ فَإِنَّ صَاحِبَ الصَّدَقَةِ زَائِدٌ وَنَاقِصٌ، وَلاَ تَغْشَ ذَا سُلْطَانٍ فَإِنَّك لاَ تُصِيبُ مِنْ دُنْيَاهُمْ شَيْئًا إِلاَّ أَصَابُوا مِنْ دِينِكَ أَفْضَلَ مِنْهُ.
38888- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ فِطْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَبْدٍ، قَالَ، قَالَ حُذَيْفَةُ: اتَّقُوا أَبْوَابَ الأُمَرَاءِ فَإِنَّهَا مَوَاقِفُ الْفِتَنِ، أَلاَ إِنَّ الْفِتْنَةَ تشتبه مُقْبِلَةً وَتَبِينُ مُدْبِرَةً.
38889- حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَظُنُّهُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ السَّكَنِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ عَلَى مِنْبَرِهِ: إنِّي أَنَا فَقَأْت عَيْنَ الْفِتْنَةِ، وَلَوْ لَمْ أَكُنْ فِيكُمْ مَا قُوتِلَ فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ وَفُلاَنٌ وَأَهْلُ النَّهَرِ، وَايْمُ اللهِ لَوْلاَ أَنْ تَتَّكِلُوا فَتَدَعُوا الْعَمَلَ لَحَدَّثْتُكُمْ بِمَا سَبَقَ لَكُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ، لِمَنْ قَاتَلَهُمْ مُبْصِرًا لِضَلاَلَتِهِمْ عَارِفًا بِاَلَّذِي نَحْنُ عَلَيْهِ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: سَلُونِي فَإِنَّكُمْ لاَ تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ السَّاعَةِ وَلاَ عَنْ فِئَةٍ تَهْدِي مِئَة وَتَضِلُّ مِئَة إِلاَّ حَدَّثْتُكُمْ بِنَاعِقِهَا وَقَائِدِهَا وَسَائِقِهَا، قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، حَدِّثْنَا عَنِ الْبَلاَءِ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ: إِذَا سَأَلَ سَائِلٌ فَلْيَعْقِلْ، وَإِذَا سُئِلَ مَسْؤُولٌ فَلْيَتَثَبَّتْ؛ إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أُمُورًا تَتِم جَلَلاً، وَبَلاَءً مُبْلِحًا مُكْلِحًا، وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، لَوْ قَدْ فَقَدْتُمُونِي وَنَزَلَتْ كَرَائِهُ الأُمُورِ، وَحَقَائِقُ الْبَلاَءِ، لَفَشِلَ كَثِيرٌ مِنَ السَّائِلِينَ، وَلأَطْرَقَ كَثِيرٌ مِنَ الْمَسْئُولِينَ، وَذَلِكَ إِذَا فَصَلَتْ حَرْبُكُمْ وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقٍ لَهَا, وَصَارَتِ الدُّنْيَا بَلاَءً عَلَى أَهْلِهَا حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ لِفِئَةِ الأَبْرَارِ. قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، حَدِّثْنَا عَنِ الْفِتْنَةِ، فَقَالَ: إِنَّ الْفِتْنَةَ إِذَا أَقْبَلَتْ شَبَّهَتْ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ أَسْفَرَتْ، وَإِنَّمَا الْفِتَنُ تُحُومٌ كَحُومِ الرِّيَاحِ، يُصِبْنَ بَلَدًا وَيُخْطِئْنَ آخَرَ، فَانْصُرُوا أَقْوَامًا كَانُوا أَصْحَابَ رَايَاتٍ يَوْمَ بَدْرٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ تَنْصُرُوا وَتُؤجِرُوا، أَلاَ إِنَّ أَخْوَف الْفِتْنَةِ عِنْدِي عَلَيْكُمْ فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ مُظْلِمَةٌ خَصَّتْ فِتْنَتُهَا، وَعَمَّتْ بَلِيَّتُهَا، أَصَابَ الْبَلاَءُ مَنْ أَبْصَرَ فِيهَا، وَأَخْطَأَ الْبَلاَءُ مَنْ عَمِيَ عَنْهَا، يَظْهَرُ أَهْلُ بَاطِلِهَا عَلَى أَهْلِ حَقِّهَا حَتَّى تُمْلأ الأَرْضُ عُدْوَانًا وَظُلْمًا، وَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ يَكْسِرُ غِمْدَهَا وَيَضَعُ جَبَرُوتَهَا وَيَنْزِعُ أَوْتَادَهَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ.
أَلاَ وَإِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ أَرْبَابَ سُوءٍ لَكُمْ مِنْ بَعْدِي كَالنَّابِ الضُّرُوسِ، تَعَضُّ بِفِيهَا، وَتَرْكُضُ بِرِجْلِهَا، وَتَخْبِطُ بِيَدِهَا، وَتَمْنَعُ دُرَّهَا، أَلاَ إِنَّهُ لاَ يَزَالُ بَلاَؤُهُمْ بِكُمْ حَتَّى لاَ يَبْقَى فِي مِصْرٍ لَكُمْ إِلاَّ نَافِعٌ لَهُمْ، أَوْ غَيْرُ ضَارٍ، وَحَتَّى لاَ يَكُونَ نُصْرَةُ أَحَدِكُمْ مِنْهُمْ إِلاَّ كَنُصْرَةِ الْعَبْدِ مِنْ سَيِّدِهِ وَايْمُ اللهِ لَوْ فَرَّقُوكُمْ تَحْتَ كُلِّ كَوْكَبٍ لَجَمَعَكُمُ اللَّهُ لسر يَوْمٍ لَهُمْ. قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ جَمَاعَةٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: لاَ بها جَمَاعَةٌ شَتَّى غَيْرَ أَنَّ أُعْطِيَاتِكُمْ وَحَجَّكُمْ وَأَسْفَارَكُمْ وَاحِدٌ، وَالْقُلُوبُ مُخْتَلِفَةٌ هَكَذَا، ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، قَالَ: مِمَّ ذَاكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: يَقْتُلُ هَذَا هَذَا، فِتْنَةٌ فَظِيعَةٌ جَاهِلِيَّةٌ، لَيْسَ فِيهَا إمَامُ هُدًى وَلاَ عِلْمٍ يُرَى نَحْنُ أَهْلَ الْبَيْتِ مِنْهَا نُجَاةً وَلَسْنَا بِدُعَاةٍ، قَالَ: وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: يُفَرِّجُ اللَّهُ الْبَلاَءَ بِرَجُلٍ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ تَفْرِيجَ الأَدِيمِ يَأْتِي ابْنُ خَبَرِهِ إِلاَّ مَا يَسُومُهُمَ الْخَسْفُ، وَيُسْقِيهِمْ بِكَأْسِ مُصبرة، وَدَّتْ قُرَيْشٌ بِالدُّنْيَا، وَمَا فِيهَا، لَوْ يَقْدِرُونَ عَلَى مَقَامِ جَزْرٍ جَزُورٍ لأَقْبَلَ مِنْهُمْ بَعْضُ الَّذِي أَعْرضُ عَلَيْهِمَ الْيَوْمَ فَيَرُدُّونَهُ وَيَأْبَى إِلاَّ قَتْلاً.
38890- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، عَنِ السُّمَيْطِ, عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: لِكُلِّ زَمَانٍ مُلُوك، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ خَيْرًا بَعَثَ فِيهِمْ مُصْلِحَهُمْ، وَإِذَا أَرَادَ بِقَوْمٍ شَرًّا بَعَثَ فِيهِمْ مُتْرَفِيهِمْ.
38891- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عُلَيمٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَهُ عَلَى سَطْحٍ وَمَعَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي أَيَّامِ الطَّاعُونِ، فَجَعَلَتِ الْجَنَائِز تَمُرُّ، فَقَالَ: يَا طَاعُونُ خُذْنِي، قَالَ: فَقَالَ عُلَيمٌ: أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ، فَإِنَّهُ عِنْدَ انْقِطَاعِ عَمَلِهِ، وَلاَ يُرَدُّ فَيَسْتَعْتِبَهُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ: بَادِرُوا بِالْمَوْتِ سِتًّا، إمْرَةَ السُّفَهَاءِ، وَكَثْرَةَ الشَّرْطِ، وَبَيْعَ الْحُكْمِ، وَاسْتِخْفَافٌ بِالدَّمِ، وَنَشْوًا يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ، يُقَدِّمُونَهُ لِيُغْنِيَهُمْ، وَإِنْ كَانَ أَقَلَّهُمْ فِقْهًا.
38892- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: إنَّمَا جَعَلَ اللَّهُ هَذَا السُّلْطَانَ نَاصِرًا لِعِبَادِ اللهِ وَدِينِهِ، فَكَيْفَ مَنْ رَكِبَ ظُلْمًا عَلَى عِبَادِ اللهِ، وَاتَّخَذَ عِبَادَ اللهِ خَوَلاً، يَحْكُمُونَ فِي دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ مَا شَاؤُوا، وَاللهِ إِنْ يَمْتَنِعُ أَحَد، وَاللهِ مَا لَقِيَتْ أُمَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا مِنَ الْفِتَنِ وَالذُّلِّ مَا لَقِيَتْ هَذِهِ بَعْدَ نَبِيِّهَا صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
38893- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ: قَالَ: جَاءَ إِلَى عُمَرَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْك يَا مَلِكَ الْعَرَبِ، قَالَ عُمَرُ: وَهَكَذَا تَجِدُونَهُ فِي كِتَابِكُمْ أَلَيْسَ تَجِدُونَ النَّبِيُّ، ثُمَّ الْخَلِيفَةَ، ثُمَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ الْمُلُوكَ بَعْدُ، قَالَ لَهُ: بَلَى.
38894- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ وَذَكَرَ رَجُلاً، فَقَالَ: أَهْلَكَهُ الشُّحُّ وَبِطَانَةُ السُّوءِ.
38895- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ دِينَارٍ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: لاَ تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى تَكُونَ عِنْدَ لُكَعِ ابْنِ لُكَعٍ.
38896- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ، قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَن بْنَ عَوْفٍ بِمِنًى مَحْلُوقًا رَأْسُهُ يَبْكِي، يَقُولُ: مَا كُنْت أَخْشَى أَنْ أَبْقَى حَتَّى يُقْتَلَ عُثْمَان.
38897- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بن موسى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: إنَّا لَنَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ الْمُنَزَّلِ صِنْفَيْنِ فِي النَّارِ: قَوْمٌ يَكُونُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ عَلَى غَيْرِ جُرْمٍ لاَ يُدْخِلُونَ بُطُونَهُمْ إِلاَّ خَبِيثًا، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مَائِلاَتٌ مُمِيَلاَتٌ لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا.
38898- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: حدَّثَنَا الهَيَّاحُ بْنُ بِسْطَامٍ الْحَنْظَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إِنَّهَا سَتَكُونُ أُمَرَاءُ تَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ بَارَأَهُمْ نَجَا، وَمَنِ اعْتَزَلَهُمْ سَلِمَ، أَوْ كَادَ، وَمَنْ خَالَطَهُمْ هَلَكَ.
38899- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قَبِيل، عَنْ يُسَيْعٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، أَنَّهُ قَالَ: ابْعَثُوا إِلَى أَمَلَةٍ يَذِبُّونَ عَنْ فَسَادِ الأَرْضِ، فَقَالَ لَهُ كَعْبُ الأَحْبَارِ: مَهْ لاَ تَفْعَلْ، فَإِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ الْمُنَزَّلِ: أَنَّ قَوْمًا يُقَالُ لَهُمُ الأَمَلَةُ يَحْمِلُونَ بِأَيْدِيهِمْ سِيَاطًا كَأَنَّهَا أَذْنَابُ الْبَقَرِ، لاَ يَرِيحُونَ رِيحَ الْجَنَّةِ، فَلاَ تَكُنْ أَنْتَ أَوَّلَ مَنْ يَبْعَثُ بِهِمْ، قَالَ: فَفَعَلَ، فَقُلْتُ أَنَا لِيَحْيَى: مَا الأَمَلَةُ ؟ قَالَ: أَنْتُمْ تُسَمُّونَهُمْ بِالْعِرَاقِ الشُّرَطَ.
38900- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَرْدَانْبَه، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ وَهُوَ يَقُولُ: مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ قَبْلَ أَنْ يُسَلَّطَ عَلَيْكُمْ شِرَارُكُمْ، فَيَدْعُوَا عَلَيْهِمْ خِيَارُكُمْ، فَلاَ يُسْتَجَابُ لَهُمْ، قَالَ: وَزَحْمَتُهُ حَمْلُهُ فَأَخَذَ بِعَضُدَيْهِ، فَقَالَ: لاَ أَمُوتُ حَتَّى تُدْرِكَنِي إمَارَةُ الصِّبْيَانِ.
38901- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ النَّهَّاسِ بْنِ قَهْمٍ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: قَالَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ يَا طَاعُونُ خُذْنِي إلَيْك، فَقَالُوا: أَمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: كُلَّمَا طَالَ عُمْرُ الْمُسْلِمِ كَانَ خَيْرًا لَهُ، قَالَ: بَلَى وَلَكِنِّي أَخَافُ سِتًّا: إمَارَةَ السُّفَهَاءِ، وَبَيْعَ الْحُكْمِ، وَسَفْكَ الدَّمِ، وَقَطِيعَةَ الرَّحِمِ، وَكَثْرَةَ الشُّرَطِ، وَنُشُوء يَنْشَؤُونَ يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ.
38902- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ طُفَيْلٍ أَبُو سِيدَانَ الْغَطَفَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: اتْرُكُوا هَؤُلاَءِ الْفُطْحَ الْوُجُوهِ مَا تَرَكُوكُمْ، فَوَاللهِ لَوَدِدْت أَنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ بَحْرًا لاَ يُطَاقُ.
38903- حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَسَنٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ: هَلْ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ كُفْرٌ، قَالَ: لاَ أَعْلَمُهُ، وَلاَ شِرْكٌ، قَالَ: قُلْتُ: فَمَاذَا، قَالَ: بَغْيٌ.
38904- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ نَشِيطٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: تَكُونُ فِتْنَةٌ لاَ يُنْجِي مِنْهَا إِلاَّ دُعَاءٌ كَدُعَاءِ الْغَرِقِ.
38905- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنِ ابْنِ المشَّاء، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَحَوَّلَ شِرَارُ أَهْلِ الشَّامِ إِلَى الْعِرَاقِ، وَخِيَارُ أَهْلِ الْعِرَاقِ إِلَى الشَّامِ.
38906- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدَ اقْتَرَبَ: إمَارَةُ الصِّبْيَانِ، إِنْ أَطَاعُوهُمْ أَدْخَلُوهُمَ النَّارَ، وَإِنْ عَصَوْهُمْ ضَرَبُوا أَعْنَاقَهُمْ.
38907- حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ، أَنَّهُ تَكُونُ رِدَّةٌ شَدِيدَةٌ حَتَّى يَرْجِعَ نَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ يَعْبُدُونَ الأَصْنَامَ بِذِي الْخَلَصَةِ.
38908- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ فِطْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: حدَّثَنِي مَنْ دَخَلَ عَلَى ابْنِ مُلْجَمٍ السِّجْنَ وَقَدِ اسْوَدَّ كَأَنَّهُ جِذْعٌ مُحْتَرِقٌ.
38909- حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي الْجَلْدِ، قَالَ: تَكُونُ فِتْنَةٌ بَعْدَهَا فِتْنَةٌ، الأُولَى فِي الآخِرَةِ: كَثَمَرَةِ السَّوْطِ يَتْبَعُهَا ذُبَابُ السَّيْفِ، ثُمَّ تَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ فِتْنَةٌ تُسْتَحَلُّ فِيهَا الْمَحَارِمُ كُلُّهَا، ثُمَّ تَأْتِي الْخِلاَفَةُ خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ وَهُوَ قَاعِدٌ فِي بَيْتِهِ هَنِيًّا.
38910- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَمْرٍو الْبَجَلِيِّ، أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ، قَالَ: لَيُنَادَيَنَّ بِاسْمِ رَجُلٍ مِنَ السَّمَاءِ لاَ يُنْكِرُهُ الذَّلِيلُ وَلاَ يَمْتَنِعُ مِنْهُ الْعَزِيزُ.
38911- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ، قَالَ: بَيْنَمَا قَوْمٌ يَتَحَدَّثُونَ إذْ تَمُرُّ بِهِمْ إبِلٌ قَدْ عُطِّلَتْ، فَيَقُولُونَ: يَا إبِلُ، أَيْنَ أَهْلُك فَتَقُولُ: أَهْلُنَا حُشِرُوا ضُحًى.
تم كتاب الفتن بحمد الله وعونه وحسن توفيقه والحمد لله وحده وصلى الله عَلَى سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ويتلوه إن شاء الله تعالى كتاب الجمل.