Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
من أهل إفريقية أبو بكر بن اللباد
واسمه محمد بن محمد بن وشاح مولى الأقرع مولى موسى بن نصير اللخمي وكان وشاح حائكاً، من أصحاب يحيى بن عمر وبه تفقه وأخذ عن أخيه محمد بن عمر (842) وابن طالب وحمديس القطان وأحمد بن يزيد، وعبد الجبار بن خالد، والمغامي، وأحمد بن أبي سليمان، وسمع من الشيوخ الذين كانوا في وقته كأبي بكر بن عبد العزيز الأندلسي، المعروف بابن الجزار وحبيب بن نصر وأبي عمران البغدادي وأحمد بن يزيد وأبي الطاهر ومحمد بن المنذر والزبيدي، وأبي عبد الله بن محمد بن معمر وزيدان وغيرهم.
سمع منه جماعة من الناس وتفقه به أبو محمد بن أبي زيد وابن حارث وغيرهم.
وممن روى عنه زياد بن عبد الرحمن القروي ومحمد بن الناظور، ودراس بن اسماعيل ولم تكن له رحلة ولا حجّ.
ذكر الثناء عليه وفضله ودينه وعلمه:
قال ابن حارث وكان عنده حفظ كثير، وجمع للكتب له حظ وافر من الفقه شغله إسماع الكتب عن التكلم في الفقه وكانت مذاكراته تعسر، لم ينتفع به لضيق في خلقه وكان من شيوخ وقته (843).
قال أبو العرب كان فقيها ثبتا ثقة.
قال ابن أبي دليم كان حافظا معينا للناس.
قال غيره وكان مجاب الدعوة حفظت عنه اجابات كثير الاتباع للسنن.
قال الخراط وكان فقيها (844) جليل القدر عالما باختلاف أهل المدينة واجتماعهم مهيبا مطاعا.
قال ابن حارث وكان أولا يكتب لابن الخشاب إذ كان على مظالم القيروان وكان الغالب على خلقه الحرج وفي تعليق أبي عمران كان من أهل الحفظ والضبط لكتبه.
وذكره أبو بكر بن عبد الرحمن فأثنى عليه بالدين والورع والزهد، قال وكان من الحفاظ المعدودين والفقهاء المبرزين.
وذكر عن الابياني أنه قال إنما انتفعت بصحبة ابن اللباد ودرست معه عشرين سنة.
وقال محمد بن ادريس صحبت العلماء بالمشرق والمغرب، ما رأيت مثل ثلاثة أبي بكر بن اللباد وأبي الفضل المَمْسي وأبي إسحاق بن شعبان.
وذكر بعض ثقات أصحابه أنه نظر إلى رجليه بعد أن فلج، وقد تغيرتا وانتفختا، فبكى ثم قال اللهم ثبتهما على الصراط يوم تزل الأقدام فأنت العالم بهما، والشاهد عليهما، أنهما ما مشتا لك في معصية. وألّف أبو بكر كتاب الطهارة، وكتاب عصمة النبيين صلى الله وسلم عليهم أجمعين وهو كتاب إثبات الحجة في بيان العصمة، وكتاب فضائل مالك بن أنس، وكتاب الآثار والفوائد (845) عشرة أجزاء.
ذكر أخباره وإجابة دعوته وبراهينه وجمل من فضائله:
قال محمد بن إدريس كنا يوماً عند ابن اللباد نقرأ عليه، حتى سمعنا فوق البيت حركة فسأل الشيخ خادمه عنها فقالت جعفر بن القوام يطارد الحمام فقال اللهم أصلحه فما كان إلا بعد يوم أو يومين، حتى قرع علينا الباب، فأذن له وجلس في الحلقة فقال له الشيخ اجلس يا مؤمن إلى أن نفرغ وكان أجداده كلهم عراقيين فواظب السماع وانتفع بدعائه ولزم السبائي وبلغ في العبادة مبلغاً عظيماً.
وحكى المالكي أنه دعا على ثلاثة، فأجيبت فيهم دعوته أما أحدهم فدعا عليه بالجنون وعلى الآخر بالعمى فرأيتهما كذلك، وآخر بالجلاء فمات في بلد السودان.
توفي في منتصف صفر يوم السبت سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة قبل دخول أبي يزيد القيروان بخمسة أيام ورثاه أبو محمد بن أبي زيد رحمه الله تعالى بقصيدة طويلة.
(842) ما بين قوسين ساقط من نسخة ط.
(843) ا ط : وكان من شيوخ وقته – م.
(844) ما بين قوسين، من قوله (ثبتا ثقة) إلى قوله هنا (وكان فقيها) كله ساقط من نسخة م.
(845) ط م: والفوائد – أ: والفرائد.
من ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك للإمام القاضي العلامة الحافظ شيخ الإسلام أبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي الأندلسي ثم السبتي المالكي توفي 544 هـ رحمه الله تعالى.