ابن تومرت هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله ويعرف بابن تومرت كان فقيهاً عالماً متفنناً مع ذكاء وفطنة عابداً متقشفاً شجاعاً أخذ بقرطبة عن ابن حمدين ثم سافر لبغداد على طريق المهدية ومصر وحج ثم رجع للمغرب ودخل في طريقه المهدية وتونس وبجاية سالكاً تغيير المنكر ولما بلغ المغرب قام بالدعوة سنة 515 هـ وأسس دولة الموحدين في خبر طويل الذيل وفي أوائل تاريخ أبي عبد الله محمد الزركشي أن ابن سعيد حكى في البيان المعرب أن مولده سنة 491 هـ وقال ابن خلكان سنة 485 هـ قال ابن الخطيب الأندلسي سنة 486 هـ وقال الغرناطي سنة 471 هـ وقرأ بقرطبة على القاضي ابن حمدين ثم ارتحل للمهدية وأخذ عن الإِمام المازري ثم الإسكندرية وهو ابن ثماني عشرة سنة وأخذ عن أبي بكر الطرطوشي ثم لبغداد وأخذ عن الإِمام الغزالي ثم رجع للمغرب بعد أن أقام بالمشرق خمسة أعوام وقيل بإفريقية وذلك في مدة علي بن يحيى بن تميم بن المعز ولما بلغ المغرب قام بالدعوة ووقعت بيعته في رمضان سنة 515 هـ وتوفي في رمضان سنة 525 هـ وقال ابن خلدون سنة 522 هـ باختصار ويأتي مزيد كلام عليه في التتمة.
من شجرة النور الزكية في طبقات المالكية لمحمد بن محمد بن عمر بن علي ابن سالم مخلوف (المتوفى 1360 هـ).
ونقول:
فإن صاحب العقيدة المرشدة هو ابْنُ تُوْمَرتَ مَاتَ فِي ءاخِرِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَنسب العقيدةَ المرشدة إلى ابن تومرت الذهبيُّ في سير أعلام النبلاء ج 19-540 – 541، وعمر كحالة في معجم المؤلفين ج 1 0- 206، وابن كثير في تاريخه ج 12 – 231، والبرزلي في نوازله ج 6 – 366، وغيرهم، وقد انتشرت العقيدة المرشدة في بلاد المغرب واشتهر أمرها وتلقاها العلماء بالشرح والتعليق ومن بين شروحها من المغاربة ما يلي (ليس على سبيل الحصر):
شرح ابن عباد التلمساني (ت 792 هـ) أطلق عليه الدرة المشيدة في شرح المرشدة وهذا الشرح توجد منه نسختان بدار الكتب التونسية ونسخة بالخزانة العامة بالرباط.
شرح المرشدة للإمام محمد بن يوسف السنوسي (ت 895 هـ) دفين تلمسان، توجد منه نسخة في مكتبة الشيخ الشاذلي النيفر بتونس ونسخة بدار الكتب الوطنية بتونس.
شرح المرشدة لبيورك (1) بن عبد الله السملالي (ت 1058 هـ) خزانة ابن يوسف بمراكش.
الأنوار المبينة المؤيدة لمعاني عقد عقيدة المرشدة لأبي زكريا يحيى بن الشيخ أبي حفص عمر، مكتبة الجامع الكبير بمكناس.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
شرح المرشدة لأبي عبد الله محمد بن خليل السكوني دار الكتب الوطنية بتونس بعنوان شرح مرشدة محمد بن تومرت.
وكان انتشارها وشيوعها أولاً في المغرب الأقصى ثم في المغرب الأوسط ثم في إفريقية فقد كانت العقيدة المرشدة معروفة بتونس متناولة فيها بالحفظ والدراسة وقد قام بشرحها الفقيه المالكي أبو عبد الله محمد بن خليل السكوني الأشعري ومما يدل على عناية أهل تونس بالعقيدة المرشدة أن أبا القاسم البُرْزُلي أحد أئمة المالكية في المغرب (ت 844 هـ) ذكرها في نوازله وأورد نصها كاملاً، ثم شاعت في المشرق وبقيت أكثر من أربعة قرون يرددها المؤذنون في وقت التسبيح، وقد اهتم بتدريسها الإمام فخر الدين بن عساكر المتوفى سنة 620 هـ، ففي طبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين السبكي ج 5 ص 69 – 70 أن الشيخ فخر الدين ابن عساكر (رحمه الله) كان يقرىء بالقدس العقيدة المرشدة.
وقال الفقيه المغربي المالكي عبد الله بن عبد الصمد كنون الحسني الشهير بعبد الله كنون في كتابه جولات في الفكر الإسلامي بعد عرض مؤلفات المهدي بن تومرت وتخصيص الحديث عن المرشدة قائلاً عقيدة المرشدة التي لقيت رواجاً كبيراً في حياته وبعد مماته، وتلقاها أئمة العلم بالقبول وحكموا عليه من خلالها بسلامة العقيدة وصحة المذهب ولا نشك أنها كانت من أول ما أملى من تآليفه ولقن أصحابه من العقيدة على مذهب الإمام الأشعري لأنها بمثابة المقدمة في هذا الصدد من حيث الاختصار وعدم الاحتواء على الأدلة العقلية التي لا يدركها العموم كما في عقيدة التوحيد ولأنها جاءت خالية من كل شبهة على ما كانت عليه دعوته.
(1) معناه مبارك والكلمة بربرية.