احتفلت دول عدة من بينها فرنسا وبلجيكا، اليوم الأربعاء، بالذكرى السنوية الثانية بعد المئة لهدنة 11 نوفمبر عام 1918، التي أنهت الحرب العالمية الأولى، في ظروف استثنائية، ولكن صفو الاحتفال عكره هجوم بعبوة ناسفة استهدفت الحاضرين في مقبرة لغير المسلمين في جدة غرب السعودية.
وقالت الخارجية الفرنسية، في بيان لها، “تدين السفارات التي كانت تشارك في مراسم الذكرى هذا الهجوم الجبان وغير المبرر على الإطلاق”، داعيةً السلطات السعودية إلى” إلقاء أكبر قدر ممكن من الضوء على هذا الهجوم وتحديد الجناة وملاحقتهم”.
ما هي وماذا تضم؟
ومقبرة غير المسلمين أو ما تعرف سعودياً باسم مقبرة “النصارى” أو “الخواجات”، تقع بمدينة جدة، وهي مخفية خلف الأشجار بجانب طريق رئيسي يحمل الرقم 81، بحسب وكالة “أسوشيتد برس”.
وعن تاريخ المقبرة، سكنت جالية مسيحية أصلها من اليونان مدينة جدة في العصر المملوكي، حيث كان يفرض عليهم ارتداء لباس وزي معيّن يميزهم عن المسلمين، لمنعهم الاقتراب من مدينة مكة لأسباب دينية لإن الشريعة الاسلامية تحرّم دخول غير المسلمين الى مكة المكرمة.
ولكن مع قدوم العثمانيين للحجاز (السعودية سابقاً) ومع تشديد الرقابة وتمكين القوات العثمانية من التحقق من كل من يريد الدخول الى مكة والمدينة، اختلف الوضع من ناحية الازياء، وباتوا يستطيعون دفن أمواتهم في جدة، داخل هذه المقبرة.
وبحسب موقع “سورس” السعودي، الناشر باللغة الإنكليزية، يعود تاريخ المقبرة إلى عام 1520 ميلادي، وبعهد الدولة العثمانية دفن داخلها جنود برتغاليين كانوا يحاصرون مدينة جدة، وينقل المؤرخين انه كان هدف البرتغاليين حينها التوجّه الى المدينة المنورة و نبش قبر النبي صلى الله عليه وسلم ونقل جسده الشريف لكن العثمانيون تصدوا لهم و قتلوا اغلب القوة المهاجمة حينها. كما دفن جثث لبعض الجنود البريطانيين أثناء الحرب العالمية الثانية.
وبسبب كثرة القتلى البرتغاليين لم تتمكن القوات من سحبهم ودفنهم في ايبيريا عن طريق البحر، قرر العثمانيون دفنهم في هذه المقبرة.
وتجدر الاشارة الى ان بعض علماء الوهابية يخرجون ويفتون بفتاوى فيها عناصر متشابهة كثيرة مع فعلة البرتغاليين، أحيانًا يفتون بأن النبي لا ينفع المسلمين بعد موته و انه مجرّد جثة، واحيانًا اخرى يدعون الى هدم الحجرة والقبة الخضراء لأنها “سبب للشرك” حسب معتقداتهم الفاسدة، ضاربين عرض الحائط اقوال المسلمين سلفهم وخلفهم جواز الاستغاثة والتوسل بالنبي او التبرّك بآثاره عليه الصلاة والسلام.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وتسعى المملكة العربية السعودية في شكلها الجديد إلى التخلّص من العبىء الوهابي الموجود هناك, إذ يُعتبر أن منبع هذا الفكر أول ما خرج, خرج من نجد التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ” منها يخرج قرن الشيطان”, و تحاول قيادة المملكة السعودية إلى تقليص نفوذ هذا الفكر و محاربته بعد أن تيقّنت من نزعته الإرهابية التكفيرية مهما اخفى نفسه خلف عناوين فضفاضة.