Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
تفاصيل معركة كربلاء وإستشهاد الإمام الحسين رضي الله عنه
وصف معسكر الإمام الحسين في تلك الليلة على أنه “بات الحسين وأصحابه تلك الليلة، ليلة العاشر من المحرم، ولهم دوي كدوي النحل، ما بين راكع وساجد، وقائم وقاعد.
-معركة كربلاء
في صباح يوم الجمعة عام 61هـ في اليوم العاشر من محرم, نظم الحسين رضي الله عنه أصحابه وعزم على القتال وكان معه اثنان وثلاثون فارسًا، وأربعون راجلاً، فجعل زهير بن القين في ميمنته، وحبيب بن مظاهر في الميسرة، وأعطى رايته العباس بن علي، وجعل البيوت وراء ظهورهم، وأمر الحسين بحطب وقصب فجعله من وراء البيوت، وأشعل فيه النار مخافة أن يأتوهم من خلفهم، وأما عمر بن سعد فقد نظم جيشه، وجعل على الميمنة عمرو بن الحجاج الزبيدي – بدلاً من الحر بن يزيد الذي انضم إلى الحسين-، وجعل على الميسرة شمر بن ذي الجوشن، وعلى الخيل عزرة بن قيس الأحمسي، وعلى الرجال شبث بن ربعي الرياحي، وأعطى الراية ذويدًا مولاه.
خطاب الإمام الحسين وأصحابه
قبل أن تنشب الحرب بين الطرفين قرر الإمام إلقاء الحجّة على جيش عمر بن سعد فركب فرسه وتقدّم نحو القوم في نفر من أصحابه، وبين يديه برير بن خضير، فقال له الحسين : كلّم القوم، فتقدم برير، فقال: «يا قوم اتقوا الله فإن ثقل محمد قد أصبح بين أظهركم، هؤلاء ذريته وعترته وبناته وحرمه، فهاتوا ما عندكم وما الذي تريدون أن تصنعوا بهم؟. فجعل القوم يرمونه بالسهام، فرجع برير إلى ورائه. وتقدم الحسين حتى وقف بإزاء القوم، فجعل ينظر إلى صفوفهم كأنهم السيل، ونظر إلى ابن سعد واقفاً في صناديد الكوفة، فقال: «الحمد لله الذي خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال، متصرفة بأهلها حالا بعد حال…» فتقدم شمر فقال: «يا حسين، ما هذا الذي تقول؟ أفهمنا حتى نفهم»، فقال: أقول:
«اتقوا الله ربكم ولا تقتلوني، فإنّه لا يحل لكم قتلي، ولا انتهاك حرمتي، فإني ابن بنت نبيكم وجدتي خديجة زوجة نبيكم، ولعله قد بلغكم قول نبيكم: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة»
لكن لم تنفع مع الجيش هذه المواعظ والتذكرة اذ كل ما في بالهم وفكرهم الحرب, والسلطة والجاه والدنيا بزينتها الكاذبة الخادعة.
الحسين (عليه السلام) يمنع من البدء بالقتال
لما أقبل القوم يقودهم شمر بن ذي الجوشن يجولون حول الخيام ورأوا الخندق في ظهورهم والنار تضطرم في الحطب والقصب الذي كان أُلقي فيه، فتكلم شمر بكلمات نابية لا تخرج الا من أمثاله، رام مسلم بن عوسجة أن يرميه بسهم فمنعه الحسين من ذلك قائلاً: «لا ترمه فإني أكره أن أبدأهم بقتال»
اندفاع شمر نحو الحرب
وبعد أن انتهت حملة عمرو بن الحجاج على معسكر الحسين حمل شمر بن ذي الجوشن في الميسرة على أهل الميسرة فثبتوا له، فطاعنوه وأصحابه. ولم يكن في جيش الكوفة من هو أقل شوقاً للحرب واندفاعا لها من شمر بن ذي الجوشن حتى أنه لم يرع أخلاقيات الحرب وكاد أن يفتك بالنساء على مرأى من الإمام حتى وبّخه بعض قادة جيش ابن زياد بقوله: «أمرعبا للنساء صرت يا شمر؟!»
-الحملة الكبرى
وبدأت المعركة سريعة وكانت مبارزة في بداية الأمر، وجُوبهَ جيش عمر بن سعد بمقاومة شديدة من قبل أصحاب الحسين، حيث إن مقاتلتهم اتسمت بالفدائية فلم يعد لهم أمل في الحياة، وكان الحسين – رضي الله عنه – في البداية لم يشترك في القتال، وكان أصحابه يدافعون عنه ولما قتل أصحابه لم يجرؤ أحد على قتله.
ولمّا قرّر الإمام النزول إلى المعركة جاء إلى المخيم فجمع إخواته وبناته والأطفال فودّعهم وأمرهم بالسكوت وطلب ثوباً عتيقاً لا يرغب فيه أحد، فخرّقه ولبسه تحت ثيابه؛ لئلا يُجرّد منه. فلمّا قُتل ، جرّدوه منه وتركوه عرياناً على وجه الصّعيد. ثم إنّه لما رأى ولده عبد الله الرضيع يجود بنفسه من العطش أتى به نحو القوم يطلب له الماء، وقال: «إن لم ترحموني، فارحَموا هذا الطفل»، فاختلفَ العسكر فيما بينهم فصوب اليه حرملة بن كاهل السهم وهو في حِجر أبيه فذبحته من الوريد إلى الوريد.
بعد أن بقي الإمام الحسين وحيداً صمم على منازلة القوم إلاّ أنهم أحجموا عن مواجهته رغم ما به من جراح، لكنهم حالوا بينه وبين الوصول إلى المشرعة فأصابه سهم في حَنَكه. ورغم الجراح والآلام التي أصيب بها لم يبدِ شيئاً من الليونة، بل كان – رضي الله عنه – يقاتلهم بشجاعة نادرة وروي أنّه لما ضعف عن القتال وقف، فكلّما أتاه رجل وانتهى إليه انصرف عنه حتى جاءه رجل من كندة يقال له: «مالك بن اليسر، فشتم الحسين وضربه بالسيف على رأسه وعليه برنس فامتلأ دماً».وضربه زرعة بن شريك على كتفه اليسرى، وضربه آخر على عاتقه المقدس بالسيف ضربة وطعنه سنان بن أنس النخعي في ترقوته ثم رماه سنان أيضاً بسهم، فوقع السهم في نحره، وطعنه صالح بن وهب المرّي “وقيل سنان بن أنس” على خاصرته طعنة فسقط الحسين عن فرسه إلى الأرض.
في تلك الحالة وبينما هو يجود بنفسه وقد أحاط به العدو خرج عبد الله بن الحسن بن علي وهو غلام لم يراهق من عند النساء يشتد حتى وقف إلى جنب الحسين فلحقته زينب بنت علي لتحبسه فأبى وامتنع امتناعاً شديداً فقال: «لا والله لا أفارق عمّي فأهوى بحر بن كعب وقيل حرملة بن كاهل الأسدي إلى الحسين بالسيف» فقال له الغلام: «ويلك يا ابن الخبيثة أتقتل عمّي!» فضربه بالسيف فاتقاها الغلام بيده فأطنها– أي قطعها- إلى الجلد فإذا هي معلقة… ورماه حرملة بن كاهل بسهم فذبحه وهو في حجر عمّه الحسين. ثم جاء الشمر مع جماعة من جيش عمر بن سعد فيهم أبو الجنوب عبد الرحمن بن زياد وقشعم بن عمرو بن يزيد وصالح بن وهب اليزني وسنان بن أنس النخعي وخولي بن يزيد الأصبحي وهو يحثّهم على قتل الحسين . فلم يمتثل أمره أحد منهم فصاح شمر ما تنتظرون بالرّجل؟ ثم أمر خولى بن يزيد الأصبحي ليحتزّ رأسه فنزل ليحتّز رأسه فأرعد وامتنع عن ذلك، فقال شمر: «فتّ الله في عضدك ما لَك ترعد؟» فنزل شمر “وقيل سنان بن أنس” فقطع رأس الإمام وناوله لخولي.وبعد استشهاده وجد في بدنه: 34طعنة رمح و33 ضربة سيف وجراح أخرى من أثر النبال. ثم جردوا الإمام من ثيابه وتركوه عارياً.
وقتل مع الحسين – رضي الله عنه – اثنان وسبعون رجلاً، وقتل من أصحاب عمر ثمانية وثمانون رجلاً، وبعد أن قُطعت الرؤوس بعث عمرو بن سعد في نفس اليوم برأس الحسين إلى عبيد الله بن زياد مع خولي بن يزيد الأصبحي وحميد بن مسلم الأزدي، ثم أمر بقطع الرؤوس من شباب بني هاشم وأصحاب الحسين وكانت 72 رأساً وأرسلها إلى الكوفة مع شمر بن ذي الجوشن وقيس بن الأشعث وعمرو بن الحجاج.
وكان الذين قتلوا مع الحسين – رضي الله عنه – من آل أبي طالب، فمن أولاد علي بن أبي طالب الحسين نفسه، وجعفر والعباس وأبو بكر ومحمد وعثمان، ومن أولاد الحسين: علي الأكبر غير علي زين العابدين؛ لأنه كان عنده علي الأصغر، وعلي الأكبر، وعبد الله، ومن أبناء الحسن قتل عبد الله والقاسم وأبو بكر، ومن أولاد عقيل قتل جعفر وعبد الله وعبد الرحمن، ومسلم بن عقيل قتل بالكوفة وعبد الله بن مسلم، ومن أولاد عبد الله بن جعفر: قتل عون ومحمد، ثمانية عشر رجلاً كلهم من بيت رسول الله قد قتلوا في هذه المعركة غير المتكافئة، وممن قتل بين يدي الحسين بن علي – رضي الله عنهما – أبو بكر بن علي وعثمان بن علي وأبو بكر بن الحسن.
وبعد إستشهاد الإمام الحسين خرجت السيدة زينب رضي الله عنها من خدرها في كربلاء مستغيثة بجدها النبي محمد عليه الصلاة والسلام قائلة : يا محمداه يا محمداه صلى عليك ملائكة السماء وهذا الحسين مقطع الأعضاء ,مرمل في الدماء ,وبناتك سبايا, وذريتك مقتلة تجفي عليها الصبا , يا محمداه
يقال أنه عندما قتل الإمام الحسين احمرت السماء وبانت النجوم في النهار وبكت الملائكة البكاء الحقيقي عليه , كما أنه كان يظهر الدم من تحت كل حجر يرفع, فمن جملة ما حصل ,أنه عندما حمل رأسه الشريف الزكي الطاهر الى الشام, احد رهبان النصارى رأى عمود من النور ينزل من السماء الى رأس الحسين فتشهد ودخل الى الإسلام .
ومن عجائب ما حصل أنه الذين اشتركوا في مقتله ,انتقم الله منهم
وعجّل عليهم العقوبة في الدنيا قبل الآخرة.
فمنهم من مات ظمأً وذلك لأنهم منعو ورود الماء الى الإمام الحسين وهو الذي نبع الماء من بين أصابع يد جده عليه الصلاة والسلام.
ومنهم من احترق فمات
وآخرون قالوا انهم اشتركوا بمقتل الحسين ,صعق فمات
ومنهم من اسود وجهه قبل الآخرة.
فخروج الإمام الحسين رضي الله عنه لم يكن من أجل تفرقة المسلمين أو رغبة بالجاه ,إنما كان من أجل نصرة الحق وإبطال الباطل ,وإصلاح ما أفسده الظلمة في أمة جده النبي محمد عليه الصلاة والسلام.
أهم المصادر والمراجع:
1- أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، صحيح البخاري، دار الفكر، الطبعة الأولى، 1411هـ 1991م، رقم (3748).
2- أبو جعفر الطبري، تاريخ الطبري، المسمى بتاريخ الأمم والملوك، دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى، 1407هـ – 1987 م. ج 6، ص ص 309-393.
3- محمد بن عبد الهادي بن رزَّان الشيباني، مواقف المعارضة في خلافة يزيد، المكتبة المكية، دار البيارق، الطبعة الأولى. ص ص 362-366.
4- أبو الحجاج جمال الدين يوسف المزني، تهذيب الكمال في أسماء الرجال، بيروت، الطبعة الثانية، 1403هـ، (6/422).
5- أبو الفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي، البداية والنهاية، دار الرّيان، الطبعة الأولى، 1408هـ – 1988م، ج 11، ص ص 510-512.
6- نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، دار الرّيان، القاهرة، دار الكتاب العربي، بيروت، ج 9، ص 139.
7- أبو الحسن علي بن أبي المكارم الشَّيباني المعروف بابن الأثير، الكامل في التاريخ، تحقيق: علي شيري، دار إحياء التُّراث العربي، بيروت، الطبعة الأولى، 1408 هـ – 1989 م، ج2، ص 582.