فِي دلَالَة الْجِنّ الْإِنْس على مَا يدْفع كيدهم ويعصم مِنْهُم
قَالَ أَبُو بكر عبد الله بن مُحَمَّد حَدثنَا ابو عُثْمَان سعيد بن عُثْمَان الْجِرْجَانِيّ حَدثنَا زيد بن الْحباب العكلي حَدثنِي عبد الْمُؤمن بن خَالِد الْحَنَفِيّ من أهل مرو أَنبأَنَا عبد الله بن بُرَيْدَة الْأَسْلَمِيّ عَن أبي الْأسود الدؤَلِي قَالَ قلت لِمعَاذ بن جبل أَخْبرنِي عَن قصَّة الشَّيْطَان حِين أَخَذته فَقَالَ جعلني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على صَدَقَة الْمُسلمين فَجعلت الثَّمر فِي غرفَة قَالَ فَوجدت فِيهِ نُقْصَانا فَأخْبرت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بذلك فَقَالَ هَذَا الشَّيْطَان يَأْخُذهُ فَدخلت الغرفة وأغلقت الْبَاب فَجَاءَت ظلمَة عَظِيمَة فغشيت الْبَاب ثمَّ تصور فِي صُورَة ثمَّ تصور فِي صُورَة أُخْرَى فَدخل من شقّ الْبَاب فشددت إزَارِي عَليّ فَجعل يَأْكُل من الثَّمر فَوَثَبت عَلَيْهِ فضبطته فَالْتَفت يداي عَلَيْهِ فَقلت يَا عَدو الله فَقَالَ خل عني فَإِنِّي كَبِير ذُو عِيَال وَأَنا فَقير وَأَنا من جن نَصِيبين وَكَانَت لنا هَذِه الْقرْيَة قبل أَن يبْعَث صَاحبكُم فَلَمَّا بعث أخرجنَا مِنْهَا فَخَل عني فَلَنْ أَعُود عَلَيْك فخليته وَجَاء جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَأخْبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَا كَانَ فصلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَنَادَى مناديه مَا فعل أسيرك فَأَخْبَرته فَقَالَ أما إِنَّه سيعود فعد قَالَ فَدخلت الغرفة وأغلقت على الْبَاب فجَاء فَدخل من شقّ الْبَاب فَجعل يَأْكُل من الثَّمر فصنعت بِهِ كَمَا صنعت بِهِ فِي الْمرة الاولى فَقَالَ خل عني فَإِنِّي لن أَعُود إِلَيْك فَقلت يَا عَدو الله ألم تقل إِنَّك لن تعود قَالَ فَإِنِّي لن أَعُود وَآيَة ذَلِك أَنه لايقرأ أحد مِنْكُم خَاتِمَة الْبَقَرَة فَيدْخل أحد منا فِي بَيته تِلْكَ اللَّيْلَة وَسَاقه فِي كتاب مكايد الشَّيْطَان عَن أبي سعيد أَحْمد بن مُحَمَّد بن يحيى بن سعيد الْقطَّان عَن زيد ابْن الْحباب
وَقَالَ ابو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ حَدثنَا اسماعيل بن الْفضل الاسفاطي حَدثنَا مُوسَى بن اسماعيل حَدثنَا ابان بن يزِيد عَن يحيى بن ابي كثير عَن الْحَضْرَمِيّ ابْن لَاحق عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن أبي بن كَعْب عَن جده أبي بن كَعْب أَن أَبَاهُ أخبرهُ أَنه كَانَ لَهُ جرن فِيهِ ثَمَر فَكَانَ يتعهده فَوَجَدَهُ ينقص فحرسه ذَات لَيْلَة فَإِذا هُوَ بِدَابَّة شبه الْغُلَام المحتلم قَالَ فَسلمت عَلَيْهِ فَرد عَليّ السَّلَام فَقلت مَا أَنْت جني أم إنسي قَالَ جني قَالَ قلت ناولني يدك فناولني يَده فَإِذا يَد كلب وَشعر كلب قَالَ فَقلت هَكَذَا خلقه الْجِنّ قَالَ لقد علمت الْجِنّ مَا فيهم أَشد مني قلت مَا حملك على مَا صنعت قَالَ بَلغنِي أَنَّك رجل تحب الصَّدَقَة فأحببنا أَن نصيب من طَعَامك قَالَ فَقَالَ لَهُ أبي فَمَا الَّذِي يجيرنا مِنْكُم قَالَ هَذِه الْآيَة الَّتِي فِي سُورَة الْبَقَرَة {الله لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الْحَيّ القيوم} من قَالَهَا حِين يصبح أجِير منا حَتَّى يُمْسِي وَمن قَالَهَا حِين يُمْسِي أجِير منا حَتَّى يصبح فَلَمَّا أصبح أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخْبرهُ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صدق الْخَبيث وَهَكَذَا رِوَايَة الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ عَن حَرْب بن شَدَّاد عَن يحيى بن أبي كثير عَن الْحَضْرَمِيّ بن لَاحق عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن أبي ابْن كَعْب عَن جده بِهِ وَفِي الصَّحِيح حَدِيث ابي هُرَيْرَة قَالَ وكلني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِحِفْظ زَكَاة رَمَضَان فَأَتَانِي آتٍ فَجعل يحثو من الطَّعَام فَأَخَذته فَقلت لأرفعنك إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أعلمك كَلِمَات ينفعك الله بِهن قلت مَا هِيَ قَالَ إِذا أويت إِلَى فراشك فاقرا هَذِه الْآيَة {الله لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الْحَيّ القيوم} حَتَّى ختم الْآيَة فَإِنَّهُ لن يزَال عَلَيْك حَافظ من الله تَعَالَى وَلَا يقربك شَيْطَان حَتَّى تصبح فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا فعل أسيرك اللَّيْلَة قلت يَا رَسُول الله عَلمنِي شَيْئا زعم أَن الله تَعَالَى يَنْفَعنِي بِهِ قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ أَمرنِي أَن أَقرَأ اية الْكُرْسِيّ إِذا أويت إِلَى فِرَاشِي زعم أَنه لَا يقربنِي حَتَّى أصبح وَلَا يزَال على من الله تَعَالَى حَافظ قَالَ أما أَنه قد صدقك وَهُوَ كذوب وَقَالَ أَبُو بكر الْقرشِي فِي مكايد الشَّيْطَان والهواتف حَدثنَا اسحاق بن اسماعيل حَدثنَا اسامة عَن اسماعيل بن أبي خَالِد حَدثنَا اسحاق قَالَ خرج زيد ابْن ثَابت إِلَى حَائِط لَهُ فَسمع فِيهِ جلبة فَقَالَ مَا هَذَا قَالَ رجل من الْجِنّ أصابتنا السّنة فأردنا أَن نصيب من ثماركم أفتطيبونه قَالَ نعم ثمَّ خرج اللَّيْلَة الثَّانِيَة فَسمع فِيهِ أَيْضا جلبة فَقَالَ مَا هَذَا قَالَ رجل من الْجِنّ أصابتنا السّنة فأردنا أَن نصيب من ثماركم أفتطيبونه قَالَ نعم فَقَالَ لَهُ زيد بن ثَابت أَلا تُخبرنِي مَا الَّذِي يعيذنا مِنْكُم قَالَ آيَة الْكُرْسِيّ وَقَالَ أَيْضا حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي حَدثنِي عَليّ بن عُثْمَان اللاحقي حَدثنِي عُبَيْدَة بنت الْوَلِيد بن مُسلم عَن الْوَلِيد ابيها أَن رجلا أَتَى شَجَرَة أَو نَخْلَة فَسمع فِيهَا حَرَكَة فَتكلم فَلم يجب فَقَرَأَ آيَة الْكُرْسِيّ فَنزل إِلَيْهِ شَيْطَان فَقَالَ إِن لنا مَرِيضا فَبِمَ تداويه قَالَ بِالَّذِي أنزلتني بِهِ من الشَّجَرَة وَقَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن بن الْمُنْذر فِي كتاب الْعَجَائِب حَدثنَا مُحَمَّد بن عمرَان ابْن حبيب الْبَزَّار حَدثنَا الْقَاسِم بن الحكم حَدثنَا حَمْزَة بن حبيب الزيات قَالَ بَينا أَنا يحلوان فِي خَان وحدي إِذا أَنا بشيطانين قد أَقبلَا فَقَالَ أَحدهمَا لصَاحبه هَذَا الَّذِي يقرئ النَّاس الْقُرْآن تعال نَفْعل بِهِ كَذَا وَكَذَا قَالَ وَيلك مر قَالَ فَلَمَّا دنوا مني قَرَأت هَذِه الْآيَة {شهد الله أَنه لَا إِلَه إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَة وَأولُوا الْعلم قَائِما بِالْقِسْطِ لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الْعَزِيز الْحَكِيم} فَقَالَ أَحدهمَا لصَاحبه لَا أرْغم الله إِلَّا بأنفك أما انا فَلَا أَزَال أحرسه إِلَى الصَّباح
وَقَالَ ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الهواتف حَدثنِي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد حَدثنِي الْحسن بن عُرْوَة حَدثنِي ابي عُرْوَة بن زيد عَن ابي الاشم الْعَبْدي ولقيته بالموصل قَالَ خرج رجل فِي جَوف اللَّيْل إِلَى ظهر الْكُوفَة فَإِذا هُوَ بِشَيْء كَهَيئَةِ الْعَريش وَإِذا حوله جمع قد أَحدقُوا بِهِ قَالَ فكمن الرجل ينظر اليهم إِذْ جَاءَ شَيْء حَتَّى جلس على ذَلِك الْعَريش فَقَالَ وَالرجل يسمع كَيفَ لي بِعُرْوَة بن الْمُغيرَة فَقَامَ شخص من ذَلِك الْجمع فَقَالَ انا لَك بِهِ فَقَالَ على بِهِ السَّاعَة قَالَ فَتوجه نَحْو الْمَدِينَة قَالَ فَمَكثَ مَلِيًّا ثمَّ جَاءَ حَتَّى وقف بَين يَدَيْهِ فَقَالَ لَيْسَ إِلَى عُرْوَة سَبِيل فَقَالَ الَّذِي على الْعَريش ولمه قَالَ لِأَنَّهُ يَقُول كلَاما حِين يصبح وَحين يُمْسِي فَلَيْسَ إِلَيْهِ سَبِيل فَتفرق ذَلِك الْجمع وَانْصَرف الرجل إِلَى منزله فَلَمَّا اصبح غَدا إِلَى الكناس وَاشْترى جملا ثمَّ مضى حَتَّى أَتَى الْمَدِينَة فلقي عُرْوَة بن الْمُغيرَة فَسَأَلَهُ عَن الْكَلَام الَّذِي يَقُوله حِين يصبح وَحين يمسى وقص عَلَيْهِ الْقِصَّة فَقَالَ إِنِّي أَقُول حِين أصبح وَحين أمسي آمَنت بِاللَّه وَحده وكفرت بالجبت والطاغوت واستمسكت بالعروة الوثقى لَا انفصام لَهَا وَالله سميع عليم ثَلَاث مَرَّات وَقَالَ فِي مكايد الشَّيْطَان حَدثنِي الْحسن بن عبد الْعَزِيز الجروي حَدثنَا الْحَارِث بن مِسْكين حَدثنَا ابْن وهب حَدثنَا عبد الرَّحْمَن ابْن زيد بن أسلم قَالَ قدم رجلَانِ من اشجع إِلَى عروس لَهما حَتَّى إِذا كَانَا من نَاحيَة بِموضع ذكره إِذا بِامْرَأَة قَالَت مَا تريدان قَالَا عروسا لنا نجهزها قَالَت إِن لي بأمرها كُله علما فَإِذا فرغتما فمرا عَليّ فَلَمَّا فرغا مرا عَلَيْهَا قَالَت فَإِنِّي متعتكا فحملاها على أحد بعير بعيريهما وَجعلا يتعقبان الآخر حَتَّى أَتَوا كثيبا من الرمل فَقَالَت إِن لي حَاجَة فأناخا بهَا فانتظراها سَاعَة فابطأت فَذهب احدهما فِي اثرها فَأَبْطَأَ قَالَ فَخرجت أطلب فَإِذا أَنا بهَا على بَطْنه تَأْكُل كبده فَلَمَّا رَأَيْت ذَلِك رجعت فركبت وَأخذت طَرِيقا واسرعت فاعترضت لي فَقَالَت لقد اسرعت قلت رَأَيْتُك أَبْطَأت فاركبي فرأتني ازفر فَقَالَت مَالك قلت إِن بَين ايدينا سُلْطَانا ظَالِما جائرا قَالَت أَفلا أخْبرك بِدُعَاء إِن دَعَوْت بِهِ عَلَيْهِ أهلكته وآخذ لَك حَقك مِنْهُ قلت مَا هُوَ قَالَ قل اللَّهُمَّ رب السَّمَوَات وَمَا أظلت وَرب الارضين وَمَا أقلت وَرب الرِّيَاح وَمَا أذرت وَرب الشَّيَاطِين وَمَا أضلت أَنْت المنان بديع السَّمَوَات وَالْأَرْض ذُو الْجلَال وَالْإِكْرَام تَأْخُذ للمظلوم من الظَّالِم حَقه فَخذ لي حَقي من فلَان فَإِنَّهُ ظَلَمَنِي قلت فرديها على فَجعلت تردها على حَتَّى إِذا أحصاها دَعَا بهَا عَلَيْهَا قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّهَا ظلمتني وأكلت أخي قَالَ فَنزلت نَار من السَّمَاء فِي سوأتها فشقتها بِاثْنَتَيْنِ فَوَقَعت شقة هَهُنَا وشقة هَهُنَا قَالَ وَهِي السعلى تَأْكُل النَّاس وَأما الغول فَمن الْجِنّ تبطل وتلعب بِالنَّاسِ وتضرط وتلعب بِالنَّاسِ لَا تزيد على ذَلِك
وَقَالَ فِي مكايد الشَّيْطَان حَدثنَا عبد الْملك بن إِبْرَاهِيم البارودي حَدثنَا مُعَاوِيَة بن هِشَام الْقصار حَدثنَا سُفْيَان عَن ابْن ابي ليلى عَن أبي ايوب الانصاري قَالَ قلت للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الغول تدخل على من سهوة لي قَالَ إِذا رَأَيْتهَا فَقل أجيبي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ فرأيتها فأخذتها فخدعتني وَقَالَت لَا أَعُود فخليتها فَأتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ مَا فعل أسيرك فَقلت أُخْتهَا حَلَفت لي أَن لَا تعود فَقَالَ كذبت ستعود فعد قَالَ فأخذتها فَحَلَفت أَن لَا تعود فخليتها فَأتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ مَا فعل أسيرك فَقلت أَخَذتهَا فَحَلَفت أَن لَا تعود فخليتها قَالَ كذبت ستعود فَعَادَت فأخذتها فَقَالَت خل عني وأخبرك بِشَيْء إِذا قلته لم يقربك شَيْطَان فخليتها فَقَالَت اقْرَأ آيَة الْكُرْسِيّ قَالَ فَأتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ مَا فعل أسيرك فَأَخْبَرته فَقَالَ صدقت وَهِي كذوب وَرَوَاهُ الإِمَام أَحْمد عَن أبي احْمَد الزبيرِي عَن سُفْيَان نَحوه وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي فَضَائِل الْقُرْآن عَن أبي أَحْمد الزبيرِي بِهِ وَقَالَ حسن غَرِيب والغول فِي لُغَة الْعَرَب هُوَ الجان إِذا تبدى فِي اللَّيْل حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْهَرَوِيّ قَالَ حَدثنَا عبد الله بن عُثْمَان ابْن اسحاق قَالَ سَمِعت من أَب أُمِّي مَالك بن حَمْزَة بن أبي أسيد عَن أَبِيه عَن جده أبي أسيد السَّاعِدِيّ الخزرجي أَنه قطع ثَمَرَة حَائِطه فَجعله فِي غرفَة فَكَانَت الغول تخَالفه إِلَى مشْربَته فتسرق ثمره وتفسد عَلَيْهِ فَشَكا ذَلِك إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ تِلْكَ الغول فاستمع مِنْهَا فَإِذا سَمِعت اقتحامها قَالَ يَعْنِي وجبها فَقل باسم الله أجيبي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَفعل فَقَالَت يَا أَبَا أسيد اعفني ان تكلفني اذْهَبْ إِلَى نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأُعْطِيك موثقًا من الله تَعَالَى لَا أخالفك إِلَى بَيْتك ولااسرق ثمرك وأدلك على آيَة تقرؤها على بَيْتك فَلَا تخَالف أهلك وتقرؤها على إناثك فَلَا يكْشف غطاؤه قَالَ فَأَعْطَتْهُ الموثق الَّذِي رَضِي بِهِ مِنْهَا وَقَالَ الْآيَة الَّتِي قَالَت أدلك عَلَيْهَا آيَة الْكُرْسِيّ ثمَّ حلت استها تضرط فَأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقص عَلَيْهِ قصَّتهَا حِين ولت وَلها ضريط قَالَ صدقت وَهِي كذوب وَسَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي الْبَاب الرَّابِع وَالثَّلَاثِينَ بعد الْمِائَة فِي بَيَان فرار الشَّيْطَان من عمر حَدِيث الَّذِي صرعه عمر وَفِيه قَول الشَّيْطَان للمصروع اقرا سُورَة الْبَقَرَة لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْهَا أَيَّة تقْرَأ فِي وسط شياطين الا تفَرقُوا وَلَا تقْرَأ فِي بَيت فَيدْخل ذَلِك الْبَيْت قَالَ ابْن أبي الدُّنْيَا حدثت عَن اسحاق بن ابراهيم حَدثنِي مُحَمَّد بن منيب عَن السّري بن يحيى عَن أبي الْمُنْذر قَالَ حجَجنَا فنزلنا فِي أصل جبل عَظِيم فَزعم النَّاس أَن الْجِنّ تسكنه فَإِذا شيخ قد أقبل من المَاء فَقلت يَا ابا شمير مَا تذكرُونَ من جبلكم هَذَا هَل رَأَيْت من ذَلِك شَيْئا قطّ قَالَ نعم أخذت يَوْمًا قوسا لي وأسهما فَصَعدت الْجَبَل على وَجل فابتنيت بَيْتا من شَجَرَة عِنْد عين من مَاء فَمَكثت فِيهِ فَإِذا الْبَاب السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ فِيمَا يعْصم بِهِ من الْجِنّ ويستدفع بِهِ شرهم
أَحدهَا الِاسْتِعَاذَة بِاللَّه مِنْهُ قَالَ الله تَعَالَى {وَإِمَّا يَنْزغَنك من الشَّيْطَان نَزغ فاستعذ بِاللَّه إِنَّه هُوَ السَّمِيع الْعَلِيم} وَفِي مَوضِع آخر {وَإِمَّا يَنْزغَنك من الشَّيْطَان نَزغ فاستعذ بِاللَّه إِنَّه سميع عليم} وَفِي الصَّحِيح أَن رجلَيْنِ اسْتَبَّا عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى أَحْمَر وَجه أَحدهمَا فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنِّي لأعْلم كلم لَو قَالَهَا لذهب عَنهُ مَا يجد أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم
الثَّانِي قِرَاءَة المعوذتين روى التِّرْمِذِيّ من حَدِيث الْجريرِي عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتَعَوَّذ من الجان وَعين الْإِنْسَان حَتَّى نزلت المعوذتان فَلَمَّا نزلت أَخذ بهما وَترك مَا سواهُمَا قَالَ التِّرْمِذِيّ هُوَ حَدِيث حسن غَرِيب
الثَّالِث قِرَاءَة آيَة الْكُرْسِيّ فَفِي الصَّحِيح من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ وكلني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِحِفْظ زَكَاة رَمَضَان فآتاني آتٍ فَجعل يحثو من الطَّعَام فَأَخَذته فَقلت لأرفعنك إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكر الحَدِيث فَقَالَ إِذا أويت إِلَى فراشك فاقرأ آيَة الْكُرْسِيّ لن يزَال عَلَيْك من الله حَافظ وَلَا يقربك شَيْطَان حَتَّى تصبح فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صدقك وَهُوَ كذوب ذَاك الشَّيْطَان
الرَّابِع قِرَاءَة سُورَة الْبَقَرَة فَفِي الصَّحِيح من حَدِيث سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَا تجْعَلُوا بُيُوتكُمْ قبورا وَإِن الْبَيْت الَّذِي تقْرَأ فِيهِ الْبَقَرَة لَا يقربهُ الشَّيْطَان
السَّادِس أول سُورَة حم الْمُؤمن إِلَى قَوْله {إِلَيْهِ الْمصير} مَعَ آيَة الْكُرْسِيّ فَفِي التِّرْمِذِيّ من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن أبي مليكَة عَن زُرَارَة بن مُصعب عَن سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من قَرَأَ حم الْمُؤمن إِلَى قَوْله {إِلَيْهِ الْمصير} وَآيَة الْكُرْسِيّ حِين يصبح حفظ بهما حَتَّى يُمْسِي وَمن قرآهما حِين يُمْسِي حفظ بهما حَتَّى يصبح وَعبد الرَّحْمَن الْمليكِي وَإِن كَانَ قد تكلم فِيهِ من قبل حفظه فَالْحَدِيث لَهُ شَوَاهِد فِي قِرَاءَة آيَة الْكُرْسِيّ
السَّابِع لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ لَهُ الْملك وَله الْحَمد وَهُوَ على كل شَيْء قدير مائَة مرّة فَفِي الصَّحِيح من حَدِيث سَمُرَة مولى أبي بكر عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ لَهُ الْملك وَله الْحَمد وَهُوَ على كل شَيْء قدير مائَة مرّة كَانَت لَهُ عدل عشر رِقَاب وَكتب لَهُ مائَة حَسَنَة ومحيت عَنهُ مائَة سَيِّئَة وَكَانَت لَهُ حرْزا من الشَّيْطَان يَوْمه ذَلِك حَتَّى يُمْسِي وَلم يَأْتِ أحد بِأَفْضَل مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أحد عمل أَكثر من ذَلِك
الثَّامِن كَثْرَة ذكر الله عز وَجل فَفِي التِّرْمِذِيّ من حَدِيث الْحَارِث الْأَشْعَرِيّ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِن الله تَعَالَى أَمر يحيى بن زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَام بِخمْس كَلِمَات أَن يعْمل بهَا وَيَأْمُر بني إِسْرَائِيل ان يعملوا بهَا وَأَنه كَاد ان يبطئ بهَا قَالَ عِيسَى إِن الله أَمرك بِخمْس كَلِمَات لتعمل بهَا وتأمر بني اسرائيل أَن يعملوا بهَا فإمَّا أَن تَأْمُرهُمْ وَإِمَّا أَن آمُرهُم فَقَالَ يحيى عَلَيْهِ السَّلَام أخْشَى إِن سبقتني بهَا أَن يخسف بِي أَو أعذب فَجمع النَّاس فِي بَيت الْمُقَدّس فَامْتَلَأَ فقعدوا على الشّرف فَقَالَ إِن الله أَمرنِي بِخمْس كَلِمَات ان أعمل بِهن وآمركم أَن تعملوا بِهن أولهنَّ أَن تعبدوا الله وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا وَأَن مثل من اشرك بِاللَّه كَمثل رجل أشترى عبدا من خَالص مَاله بِذَهَب أَو ورق فَقَالَ هَذِه دَاري وَهَذَا عَمَلي فاعمل وأد إِلَى فَكَانَ يعْمل وَيُؤَدِّي إِلَى غير سَيّده فَأَيكُمْ يرضى أَن يكون عَبده كَذَلِك وَإِن الله آمركُم بِالصَّلَاةِ فَإِذا صليتم فَلَا تلتفتوا فَإِن الله تَعَالَى ينصب وَجهه بِوَجْه عَبده فِي صلَاته مَا لم يلْتَفت وآمركم بالصيام فَإِن مثل ذَلِك كَمثل رجل فِي عِصَابَة مَعَه صرة فِيهَا مسك وَكلهمْ يعجب أَو يُعجبهُ رِيحهَا فَإِن ريح الصَّائِم أطيب عِنْد الله تَعَالَى من ريح الْمسك وآمركم بِالصَّدَقَةِ فَإِن مثل ذَلِك كَمثل رجل أمسكوه فَأوثقُوا يَده إِلَى عُنُقه وقدموه ليضربوا عُنُقه فَقَالَ أَنا أفديه مِنْكُم بِالْقَلِيلِ وَالْكثير ففدى نَفسه مِنْهُم وأمركم أَن تَذكرُوا الله تَعَالَى فَإِن مثل ذَلِك كَمثل رجل خرج الْعَدو فِي أَثَره سرَاعًا حَتَّى أَتَى على حصن حُصَيْن فأحرس نَفسه مِنْهُم كَذَلِك العَبْد لَا يحرز نَفسه من الشَّيْطَان إِلَّا بِذكر الله تَعَالَى قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا آمركُم بِخمْس الله تَعَالَى أَمرنِي بِهن السّمع وَالطَّاعَة وَالْجهَاد وَالْهجْرَة وَالْجَمَاعَة فَإِنَّهُ من فَارق الْجَمَاعَة قيد شبر فقد خلع ربقة الْإِسْلَام من عُنُقه إِلَّا أَن يُرَاجع وَمن دَعَا دَعْوَى الْجَاهِلِيَّة فَإِنَّهُ من جثا جَهَنَّم فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله وَإِن صَامَ وَصلى قَالَ وَإِن صَامَ وَصلى فَادعوا بِدَعْوَى الله الَّذِي سَمَّاكُم الْمُسلمين الْمُؤمنِينَ عباد الله قَالَ التِّرْمِذِيّ هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح وَقَالَ البُخَارِيّ الْحَارِث الْأَشْعَرِيّ لَهُ صُحْبَة وَله غير هَذَا الحَدِيث
التَّاسِع الْوضُوء وَالصَّلَاة وهما من أعظم مَا يتحرز بِهِ لَا سِيمَا عِنْد ثوران قُوَّة الْغَضَب والشهوة فَإِنَّهَا نَار تغلي فِي قلب ابْن آدم كَمَا روى التِّرْمِذِيّ وَغَيره من حَدِيث ابي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَلا وَإِن الْغَضَب جَمْرَة فِي قلب ابْن آدم أما رَأَيْتُمْ إِلَى حمرَة عَيْنَيْهِ وانتفاخ أوداجه فَمن أحس بِشَيْء من ذَلِك فليلصق فِي الأَرْض وَفِي أثر آخر أَن الشَّيْطَان خلق من نَار وانما تُطْفِئ النَّار بِالْمَاءِ وَفِي السّنَن قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الْغَضَب من الشَّيْطَان وَإِن الشَّيْطَان من النَّار وَإِنَّمَا تُطْفِئ النَّار بِالْمَاءِ فَإِذا غضب أحدكُم فَليَتَوَضَّأ
الْعَاشِر إمْسَاك فضول النّظر وَالْكَلَام وَالطَّعَام ومخالطة النَّاس فَإِن الشَّيْطَان إِنَّمَا يتسلط على ابْن آدم من هَذِه الْأَبْوَاب الْأَرْبَعَة فَفِي مُسْند الإِمَام أَحْمد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ النظرة سهم مَسْمُوم من سِهَام إِبْلِيس فَمن غض بَصَره لله عز وَجل أورثه الله حلاوة يجدهَا فِي قلبه إِلَى يَوْم يلقاه وَالله تَعَالَى أعلم أهـ
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website