إن الحمد لله نحمده سبحانه وتعالى ونستهديه ونشكره ونستغفره ونتوب إليه. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا مثيل له، ولا ضد له، ولا شكل ولا صورة ولا أعضاء ولا جسم له، جل ربي لا يشبه شيئًا، ولا يشبهه شيء، ولا يحل في شيء ولا ينحل منه شيء {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
وأشهد أن سيدنا محمدًا عبد الله ورسوله وصفيه مِن خلقه وحبيبُه. اللهّم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى ءاله وأصحابه الطيبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
الحمد لله الذي أعاننا على الصيام والقيام ونسأله سبحانه أن يبلغنا في رمضان مسك الختام.
أما بعد عبادَ الله، فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله جل وعلا امتثالًا لقوله تعالى: {وَتَزَوَّدُاْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاْتَّقُونِ يَــأوْلِى الأَلْبَابِ} [سورة البقرة: ءاية 197].
أيها المؤمنون، بالأمس القريب كنا نستقبل هذا الشهر الكريم وفي هذه الأيام نصوم أيامه الأخيرة فما أسرع مرورَ الليالي والأيام، فبُشرى لمن اغتنم رمضان بطاعة الرحمن وجمع بين خَيْرَيِ الصيام وقراءة القرءان.
عباد الله، في ختام رمضان نقف وقفة لنأخذ العبرة والعظةَ من سرعة مرور الليالي والأيام قال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِى جَعَلَ الّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} [سورة الفرقان: ءاية 62]. فالعاقل من اعتبر مِن ذلك بسرعة انتهاء العمر ليملأ كل لحظة تمرُّ به بخيرٍ طاعةً لربه ابتغاءَ رضوانه قبل أن يدركه الأجل فقد روى الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الكيّسُ مَنْ دانَ نفسَهُ وعَمِلَ لِما بعدَ الموت والعاجِزُ مَن أتْبَعَ نفسهُ هواها وتَمَنَّى على الله” اهـ. وهذه الدنيا تمُرُّ مثل رمضان وتمضي بلذائذها وشهواتها وتعبها ونَصَبِها وينسى الناسُ ذلك ولكنهم يجدون ما قدَّموا مدَّخَرًا لهم إنْ خيرًا فخيرٌ وإنْ شرًّا فشرٌّ فقد قال عزَّ مِن قائل في سورة الزلزلة: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْملْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهْ} [سورة الزلزلة: ءاية 8].
أيها المؤمنون، يا من أكرمكم الله بالإقبال على طاعته حَرِيٌّ بكم أن تداوموا عليها في ما تَبَقَّى من هذا الشهر المبارك وبعده فالمسلم مأمورٌ بطاعة ربه في كل حين حتى يلقى ربه عزّ وجلّ فقد قال ربنا تبارك وتعالى: {وَاْعبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [سورة الحجر: ءاية 99]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أَحَبُّ الأَعْمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل“ اهـ. رواه مسلم.
ومِن المداومة على الطاعة صوم الست من شوال لما لها من الفضل العظيم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن صام رمضانَ ثم أَتْبَعَهُ سِتًّا مِن شوالٍ كان كصيام الدهر” اهـ. رواه مسلم .
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
فحافظوا على ما تعودتم عليه في رمضان من أداء الصلاة في وقتها جماعة في المساجد والزموا ما كنتم عليه من حضور مجالس العلم وما كنتم عليه من معاملة حسنة للناس وصبرٍ عليهم وصلة للأرحام وإطعام الطعام وإفشاء السلام والدوام على القيام، واستقيموا على طاعة ربكم وودّعوا شهركم بمثل ما استقبلتموه بالدعاء والطاعة والعبادة واسألوا الله أن يتقبل صيامكم وقيامكم وأن يُعتقَ رقابَكم واسألوه أن يوسّع أرزاقكم ويبارك لكم في أولادكم ويديم عليكم نعمة الأمن والإيمان.
هذا وأستغفر الله تعالى لي ولكم.