الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين أما بعد،ا
الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين، وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر الكِنَانية ولدت في الإسلام بمكة المكرمة في العام الثامن قبل الهجرة. تَزَوَجَها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة ببضعة عشر شهراً، وهي بنت ست سنوات، ودخل بها في شوّال من السنة الثانية للهجرة وهي بنت تسع سنوات، فعن عائشة رضي الله عنها قالت “تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لست سنين، وبنى بي وأنا بنت تسع سنين” متفق عليه.ا
وقد رآها النبي صلى الله عليه وسلم في المنام قبل زواجه بها، ففي الحديث عنها رضي الله عنها قالت: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ[أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ ثَلاَثَ لَيَالٍ، جَاءنِي بِكِ الْمَلَكُ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ، فَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتَكَ؟ فَأَكْشِفُ عَنْ وَجْهِكِ، فَإِذَا أَنْتِ هِيَ. فَأَقُولُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ، يُمْضِهِ].
رواه مسلم وغيره. قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [جَاءنِي بِكِ الْمَلَكُ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ]، هي بفتح السين المهملة والراء، وهي الشقق البيض من الحرير. ولم يتزوج صلى الله عليه وسلم من النساء بكراً غيرها، وكانت تفخر بذلك، وهي زوجته صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة كما ثبت في الصحيح.ا
كان لها رضي الله عنها منزلة خاصة في قلب رسول الله، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟ قال[عائشة] قال فمن:ا الرجال ؟ قال [أبوها] متفق عليه. وروى البخاري أنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَقُولُ “إِنَّ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ فِي بَيْتِي وَفِي يَوْمِي وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي وَأَنَّ اللَّهَ جَمَعَ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ”.ا
كانت السيدة عائشة رضي الله عنها عالمة مفسرة ومحدثة، تعلم نساء المؤمنين، كانت تتصف السيدة عائشة رضي الله عنها بالعقل النير، والذكاء الحاد، والعلم الجم.وكان في حياة السيدة عائشة رضي الله عنها الدور الفعال في خدمة الفكر الإسلامي من خلال نقلها لأحاديث رسول الله وتفسيرها لكثير من جوانب
حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.
فقد قال عنها عروة بن الزبير “ما رأيت أحداً أعلم بالقرءان ولا بفرائضه ولا بحلال ولا بحرام ولا بشعر ولا بحديث عرب ولا بنسب من عائشة”. وقال أبو موسى الأشعري “ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً”. وكانت تدرس النساء وكذلك الرجال لكن من وراء حجاب وهذا يدل على أن صوت المرأة ليس بعورة. وقال الأحنف بن قيس “سمعت خطبة أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، فما سمعت الكلام من في مخلوق أحسن ولا أفخم من في عائشة رحمة الله عليهم أجمعين”ا
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ
كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ] رواه البخاري ومسلم.
توفيت السيدة عائشة رضي الله عنها وهي في السادسة والستين من عمرها، في الثامنة والخمسين للهجرة بعد أن تركت أعمق الأثر في الحياة الفقهية والاجتماعية والسياسية للمسلمين. وحفظت لهم بضعة آلاف من الحديث عن رسول صلى الله عليه وسلم. رضي الله تعالى عنها وجمعنا بها في أعلى عليين.ا