يرتبط الحب في أذهان البعض على أنه كل أشكال العلاقات خارج إطار الزوجية، وهذا من الخطأ، لأن الحب هو أسمى من أن يكون عملًا مرتبطًا بما يخالف المقصود منه في الحقيقة، فالهدف منه تأسيس أسرة يسودها الحب بين الزوجين، فينشأ عن ذلك أسرة متحابة مترابطة، ولا يمكن أن يتحقق ذلك بعيدًا عن مفهوم المودة والسكن، كأساس في العلاقات الزوجية.
وعلى الرغم من أن رسولنا الكريم ﷺ، ومع ما تحمله مشقة الدعوة لدين الإسلام والغزوات التي شارك بها في سبيل ذلك، والأذى الذي احتمله، إلا أنه لم ينس أبدًا معاملة زوجاته رضوان الله عليهن بكل حب و مودة.
تمريض السيدة خديجة رضي الله عنها
ما أحب النبي ﷺ أحدًا من زوجاته مثل السيدة خديجة -رضي الله عنها- فقد كان لها مكانة ومنزلة خاصة في قلبه عن غيرها من أزواجه، سواءً في حياتها وحتى بعد مماتها؛ بل إنه كان يعلن عن ذلك على الملأ، فكان يعترف ويعلن حبّه لها ويُكثر من ذكرها والثناء عليها، حتى إن ذلك كان سببًا في غيرة أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- فقالت: “ما غِرتُ على أحدٍ من نساءِ النبي ﷺ ما غِرتُ على خديجةَ، وما رأيْتُها، ولكن كان النبيُّ ﷺ يُكثرُ ذِكرَها، وربما ذبح الشّاةَ، ثمّ يُقَطِّعُها أعْضاءً، ثُمَّ يَبْعَثُها في صَدائِقِ خديجَةَ، فربما قُلْت له: كأنهُ لم يكُن في الدنيا امرأةٌ إلا خديجةُ، فيقول: إنّها كانت، وكانت، وكان لي منها ولدٌ”.
وبعد وفاتها كان يسر أيما سرورًا لقدوم أختها أختها هالة، لأنه كانت تذكره بسيرتها، ويتبادلان حديث الذكريات عنها، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: “استأذنت هالةُ بنتُ خويلدٍ -أختُ خديجةَ- على رسولِ اللهِ ﷺ، فعرف استئذانَ خديجةَ فارتاح لذلك، فقال: اللهم هالةُ بنتُ خويلدٍ.
وبعد اشتداد المرض بالسيدة خديجة لم ينصرف عنها الرسول الكريم ﷺ على الرغم من أنه كان في أولى سنوات الدعوة إلى الإسلام، التي كانت تعد أصعب المراحل في تاريخ الإسلام على الإطلاق، فقد كان يلازمها في معظم فترات اليوم؛ ليهتم بها ويلبي لها احتياجاتها، ويمنحها الكثير من الحب والمودة.
حب النبي ﷺ للسيدة عائشة
ولم يحب النبي ﷺ بعد خديجة أحدًا من زوجاته بقدر حبه للسيدة عائشة رضوان الله عنها، فلقد سأله سيدنا عمرو بن العاص عن أحب الناس إلى قلبه فلم يتردد الرسول الكريم ﷺ قائلًا: عائشة.
وفي أحد الأيام، كان الرسول ﷺ يستضيف أصحابه في منزل السيدة عائشة رضي الله عنها، فتأخرت في إعداد الطعام فلم يجد النبي حلًّا إلا إحضار الطعام من منزل السيدة أم سلمة، وهو ما أثار غيرة السيدة عائشة منها، فانكسر الطبق وهي تقدمه لأصحاب النبي ﷺ.
وبدلًا من أن يتملكه الغضب من الذي حصل ضحك النبي ﷺ أمامهم، وقام بنفسه ليلتقط الطعام المنكب قائلًا لأصحابه “كلوا.. كلوا.. غارت أمكم.. غارت أمكم”.
وكان النبي ﷺ حريصًا كل الحرص على الخروج رفقة زوجاته، وخصوصًا السيدة عائشة، ولم يكتفِ بالتنزه معها فقط، بل كان يتسابق معها، فيجعلها تسبقه مرة ثم يسبقها مرة، ويقول لها في حب “هذه بتلك”.
وكان النبي ﷺ يساعدها في الكثير من الأمور المنزلية بنفسه، فعندما سُئلت السيدة عائشة رضي الله عنها ماذا كان رسول الله ﷺ يعمل في بيته؟ قالت: كان بشرًا من البشر، يخيط ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
قصة السيدة عائشة والسيدة سودة مع النبي ﷺ
ماذا فعلت السيدة عائشة بالسيدة سودة؟
كانَ رسول الله ﷺ يمازح نساءه ويلاطفهن. ومن المواقف هذه ما روته السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنها أتت إلى رسول الله ﷺ ومعها إناءٌ فيه طعام كانت قد طبخته لرسول الله ﷺ فطلبت من السيدة سودة -رضي الله عنها- أن تأكل مما طبخت، فامتنعت عن ذلك فقالت لها أم المؤمنين عائشة: إما أن تأكلي وإما أن ألطخ وجهك بالطعام، لكن أم المؤمنين سودة أصرت أن لا تأكل، فما كانَ من عائشة -رضي الله عنها – إلا أن تُلطخ وجهها بالطعام، فضحك رسول الله ﷺ وأخذَ بشيءٍ من الطعام وأعطاه لسودة لتفعل بعائشة كما فعلت بها وضحك رسول الله ﷺ.