Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
ترجمته
أُبَيُّ بنُ كَعْب بن قَيْس بن عُبَيْدٍ سَيّدُ القُرَّاء، أَبُو مُنْذرٍ الأَنْصَاريُّ، النَّجَّاريُّ، المَدَنيُّ، المُقْرئُ، البَدْريُّ. وَيُكْنَى أَيْضا: أَبَا الطُّفَيْل. شَهدَ العَقَبَةَ، وَبَدْرا، وَجَمَعَ القُرْآنَ في حَيَاة النَّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ وَعَرَضَ عَلَى النَّبيّ عَلَيْه السَّلاَمُ وَحَفظَ عَنْهُ علْما مُبَارَكا، وَكَانَ رَأْسا في العلْم وَالعَمَل رَضيَ اللهُ عَنْهُ. حَدَّثَ عَنْهُ: بَنُوْهُ مُحَمَّدٌ، وَالطُّفَيْلُ، وَعَبْدُ الله، وَأَنَسُ بنُ مَالكٍ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَآخَرُوْنَ. فَعَنْ عيْسَى بن طَلْحَةَ بن عُبَيْد الله، قَالَ: كَانَ أُبَيٌّ رَجُلا دَحْدَاحا – يَعْني رَبْعَة – لَيْسَ بالطَّويْل، وَلاَ بالقَصيْر. وَعَن ابْن عَبَّاس بن سَهْلٍ، قَالَ: كَانَ أُبَيٌّ أَبْيَضَ الرَّأْس وَاللّحْيَة.
وَقَالَ أَنَسٌ: قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ لأُبَيّ بن كَعْبٍ: (إنَّ اللهَ أَمَرَني أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ القُرْآنَ). وَفي لَفْظٍ: (أَمَرَني أَنْ أُقْرئَكَ القُرْآنَ). قَالَ: الله سَمَّاني لَكَ؟ قَالَ: (نَعَمْ). فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ. حَدَّثَ مُعَاذُ بنُ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أُبَيّ بن كَعْبٍ، عَنْ أَبيْه، عَنْ جَدّه، عَنْ أُبَيٍّ: قَالَ رَسُوْلُ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ-: (يَا أَبَا المُنْذر! إنّي أُمرْتُ أَنْ أَعْرضَ عَلَيْكَ القُرْآنَ).فَقُلْتُ: بالله آمَنْتُ، وَعَلَى يَدكَ أَسْلَمْتُ، وَمنْكَ تَعَلَّمْتُ. فَرَدَّ القَوْلَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ الله! وَذُكرْتُ هُنَاكَ؟ قَالَ: (نَعَمْ، باسْمكَ وَنَسَبكَ في المَلأ الأَعْلَى) قُلْتُ: اقْرَأْ إذَنْ يَا رَسُوْلَ الله.
وعَنْ عَبْد الله بن عَمْرٍو مَرْفُوْعا: (اسْتَقْرئُوا القُرْآنَ منْ أَرْبَعَةٍ: من ابْن مَسْعُوْدٍ، وَأُبَيٍّ، وَمُعَاذٍ، وَسَالمٍ مَوْلَى أَبي حُذَيْفَةَ). وَلَمَّا سَأَلَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ أُبَيّا عَنْ: (أَيّ آيَةٍ في القُرْآن أَعْظَمُ؟). فَقَالَ أُبَيٌّ: {اللهُ لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّوْمُ} ضَرَبَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ في صَدْره، وَقَالَ: (ليَهْنِكَ العلْمُ أَبَا المُنْذر). قَالَ أَنَسُ بنُ مَالكٍ: جَمَعَ القُرْآنَ عَلَى عَهْد رَسُوْل الله صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ أَرْبَعَةٌ، كُلُّهُم منَ الأَنْصَار: أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ، وَمُعَاذُ بنُ جَبَلٍ، وَزَيْدُ بنُ ثَابتٍ، وَأَبُو زَيْدٍ، أَحَدُ عُمُوْمَتي. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ أُبَيٌّ لعُمَرَ بن الخَطَّاب: إنّي تَلَقَّيْتُ القُرْآنَ ممَّنْ تَلَقَّاهُ منْ جبْريْلَ عَلَيْه السَّلاَمُ وَهُوَ رَطْبٌ.
وَرَوَى: أَبُو قلاَبَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ رَسُوْلُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ : (أَقْرَأُ أُمَّتي أُبَيٌّ). وَعَنْ أَبي سَعيْدٍ، قَالَ: قَالَ أُبَيٌّ: يَا رَسُوْلَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ ! مَا جَزَاءُ الحُمَّى؟ قَالَ: (تُجْري الحَسَنَات عَلَى صَاحبهَا).فَقَالَ: اللَّهُمَّ إنّي أَسْأَلُكَ حُمَّى لاَ تَمْنَعُني خُرُوْجا في سَبيْلكَ. فَلَمْ يُمْس أُبَيٌّ قَطُّ إلاَّ وَبه الحُمَّى. روى مُوْسَى بنُ عُلَيٍّ، عَنْ أَبيْه: أَنَّ عُمَرَ خَطَبَ بالجَابيَة، فَقَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَن القُرْآن، فَلْيَأْت أُبَيَّ بنَ كَعْبٍ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَن الفَرَائض، فَلْيَأْت زَيْدا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَن الفقْه، فَلْيَأْت مُعَاذا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَن المَال، فَلْيَأْتني، فَإنَّ اللهَ جَعَلَني خَازنا وَقَاسما.
قَالَ رَجُلٌ لأُبَيّ بن كَعْبٍ: أَوْصني. قَالَ: اتَّخذْ كتَابَ الله إمَاما، وَارْضَ به قَاضيا وَحَكَما، فَإنَّهُ الَّذي اسْتَخْلَفَ فيْكُم رَسُوْلُكُم، شَفيْعٌ مُطَاعٌ، وَشَاهدٌ لاَ يُتَّهَمُ، فيْه ذكْرُكُم وَذكْرُ مَنْ قَبْلَكُم، وَحَكَمُ مَا بَيْنَكُم، وَخَبَرُكُم، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُم. ومن أقواله أيضا: المؤمنُ بين أربع، إن ابتُلي صبَرَ، وإن أُعطيَ شَكَرَ، وإن قال صَدَقَ، وإن حَكَمَ عَدَل.
وفاته
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الوَاقديُّ: تَدُلُّ أَحَاديْثُ عَلَى وَفَاة أُبَيّ بن كَعْبٍ في خلاَفَة عُمَرَ، وَأَنَّ عُمَرَ قَالَ: اليَوْمَ مَاتَ سَيّدُ المُسْلميْنَ. وَرَأَيْتُ أَهْلَهُ وَغَيْرَهُمْ يَقُوْلُوْنَ: مَاتَ في سَنَة اثْنَتَيْن وَعشْريْنَ بالمَديْنَة، قَالَ: وَقَدْ سَمعنَا مَنْ يَقُوْلُ: مَاتَ في خلاَفَة عُثْمَانَ، سَنَةَ ثَلاَثيْنَ.
رحمهُ اللهُ تعالى وجمعنا به في مقامٍ كريمٍ.