Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
واحدة الأرانب، و هو حيوان يشبه العناق، قصير اليدين طويل الرجلين، عكس الزرافة، يطأ الأرض على مؤخر قوائمه. و هو اسم جنس يطلق على الذكر و الأنثى و قال الجاحظ:
فإذا قلت أرنب، فليس إلا الأنثى كما أن العقاب لا يكون إلا للأنثى؛ فتقول: هذه العقاب و هذه الأرنب. و قال المبرد في الكامل: إن العقاب يقع على الذكر و الأنثى و إنما يميز باسم الإشارة كالأرنب، و ذكر الأرنب يقال له الخزز بالخاء المعجمة المضمومة و بعدها زايان و جمعه خزان كصرد و صردان. و يقال للأنثى عكرشة و الخرنق ولد الأرنب، فهو أولا خرنق ثم سخلة ثم أرنب.
و قضيب الذكر من هذا النوع كذكر الثعلب: أحد شطريه عظم و الآخر عصب، و ربما ركبت الأنثى الذكر عند السفاد، لما فيها من الشبق و تسافد و هي حبلى، و تكون عاما ذكرا، و عاما أنثى فسبحان القادر على كل شيء.
غريبة
: ذكر ابن الأثير في الكامل في حوادث سنة ثلاث و عشرين و ستمائة، أن صديقا له اصطاد أرنبا، له أنثيان و ذكر و فرج أنثى. فلما شقّوا بطنه، رأوا فيه ما يدل على ذلك.
قال: و أعجب من ذلك، أنه كان لنا جار له بنت اسمها صفية، بقيت كذلك نحو خمس عشرة سنة، ثم طلع لها ذكر، و نبت لها لحية، و صار لها فرج رجل و فرج امرأة. و سيأتي إن شاء اللّه في الضبع نظير ذلك.
و الأرنب تنام مفتوحة العين، فربما جاءها القناص، فوجدها كذلك، فيظنها مستيقظة.
و يقال إنها إذا رأت البحر ماتت، و لذا لا توجد في السواحل. و هذا لا يصح عندي. و تزعم العرب، في أكاذيبها، أن الجن تهرب منها لموضع حيضها: قال الشاعر:
و ضحك الأرانب فوق الصفا # كمثل دم الحرب يوم اللقا
فائدة
الذي يحيض من الحيوان أربعة: المرأة و الضبع و الخفاش و الأرنب. و يقال: إن الكلبة أيضا كذلك.
روى أبو داود في سننه من حديث جابر بن الحويرث عن عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال في الأرنب: «إنها تحيض» .
و جابر بن الحويرث، قال ابن معين: لا أعرفه و ذكره ابن حبان في الثقات و لا يعرف له إلا هذا الحديث.
و روى البيهقي عن ابن عمر رضي اللّه تعالى عنهما: «أن النبي صلى اللّه عليه و سلم جيء له بأرنب فلم يأكلها و لم ينه عنها» . و زعم أنها تحيض و هي تأكل اللحم و غيره، و تجتر و تبعر، و في باطن أشداقها شعر، و كذلك تحت رجليها.
الحكم
يحل أكل الأرنب عند العلماء كافة، إلا ما حكي عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و ابن أبي ليلى رضي اللّه عنهم، أنهما كرها أكلها، و حجتنا ما روى الجماعة عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال: «أنفجنا أرنبا بمر الظهران، فسعى القوم عليها فغلبوا فأدركتها فأخذتها و أتيت بها أبا طلحة فذبحها، و بعث إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم بوركها و فخذها فقبله » .
و في البخاري في كتاب الهبة: «أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قبله و أكل منه» . و لفظ أبي داود: «كنت غلاما خرورا فصدت أرنبا فشويتها فبعث معي أبو طلحة رضي اللّه عنه، بعجزها إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم
و الحزور بالتشديد و التخفيف: المراهق و قد سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عنها فقال: هي حلال» .
و روى أحمد و النسائي و ابن ماجة و الحاكم و ابن حبان، عن محمد بن صفوان، «أنه صاد أرنبين فذبحهما بمروتين و أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم، فأمره بأكلهما» . و هو في معجم ابن قانع، عن محمد ابن صفوان أو صفوان بن محمد.
و احتج ابن أبي ليلى و من وافقه بما روى الترمذي عن حبان بن جزء، عن أخيه خزيمة رضي اللّه عنه قال: «قلت يا رسول اللّه ما تقول في الأرنب؟قال صلى اللّه عليه و سلم: لا آكله و لا أحرمه، قال: فقلت: و لم يا رسول اللّه؟قال: إني أحسب أنها تدمي. قال: فقلت: يا رسول اللّه ما تقول في الضبع؟قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: و من يأكل الضبيع» ؟ قال الترمذي: إسناده ليس بالقوي. و رواه ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة و ذكر فيه الثعلب و الضب أيضا و في بعض الروايات: «و سألته عن الذئب فقال: لا يأكل الذئب أحد فيه خير» . و ليس في شيء من الأحاديث و إن ضعفت ما يدل على تحريم الأرنب و غاية ما في هذين الخبرين استقذارها مع جواز أكلها.
الأمثال
قالت العرب: «أقطف من أرنب» «و أطعم أخاك من كلية الأرنب» . و هو كقولهم «أطعم أخاك من عقنقل الضب» . يضربان للمواساة. و من أمثالهم المشهورة في ذلك قولهم : «في بيته يؤتى الحكم» . و هو مما زعمته العرب على ألسنة البهائم. قالوا: إن الأرنب التقطت تمرة فاختلسها الثعلب فأكلها فانطلقا يختصمان إلى الضب فقالت الأرنب: يا أبا حسل قال: سميعا دعوت، قالت: أتيناك لنختصم إليك، قال: عادلا حكيما، قالت فأخرج إلينا، قال في «بيته يؤتى الحكم» قالت: إني وجدت تمرة، قال: حلوة فكليها، قالت: فاختلسها الثعلب، قال لنفسه: بغى الخير، قالت: فلطمته، قال: بحقك أخذت، قالت: فلطمني، قال «حر انتصر لنفسه» قالت: فاقض بيننا، قال: قد قضيت. فذهبت أقواله كلها أمثالا.
و مثل هذا أن عدي بن أرطاة أتى شريحا القاضي في مجلس حكمه فقال له: أين أنت؟ قال: بينك و بين الحائط، قال فاسمع مني. قال: للاستماع جلست، قال: إني تزوّجت امرأة،
قال: بالرفاه و البنين، قال: و شرط أهلها أن لا أخرجها من بيتهم، قال: أوف لهم بالشرط، قال:
فأنا أريد الخروج، قال: في حفظ اللّه، قال: فاقض بيننا، قال: قد فعلت. قال فعلى من حكمت؟قال: على ابن أمك. قال بشهادة من؟قال: بشهادة ابن أخت خالك.
و شريح هذا هو ابن الحارث بن قيس الكندي استقضاه عمر رضي اللّه تعالى عنه على الكوفة، و أقام قاضيا بها خمسا و سبعين سنة، لم يبطل إلا ثلاث سنين، امتنع فيها من القضاء، و ذلك أيام فتنة ابن الزبير رضي اللّه عنهما، فاستعفى الحجاج من القضاء فأعفاه، فلم يقض بين اثنين حتى مات رحمة اللّه عليه.
الخواص
قال الجاحظ: كانت العرب في الجاهلية تقول: من علق عليه كعب أرنب، لم تصبه عين و لا سحر و ذلك لأن الجن تهرب منها لمكان حيضها و إذا شوي الأرنب البري و أكل دماغه، نفع من الارتعاش العارض من المرض، و إذا شرب من دماغه، وزن حبتين في أوقيتين من لبن البقر، لم يشب شاربه أبدا. و من أعجب ما في أنفحته أنك إذا طليت بها داء السرطان رأيت العجب. و إذا شربت المرأة أنفحة الأرنب الذكر ولدت ذكرا، و إذا شربت أنفحة الأنثى ولدت أنثى. و إذا علق زبله على المرأة لم تحمل ما دام عليها. قال أبقراط: لحم الأرنب حار يابس، يغسل البطن و يدر البول، و أجوده صيد الكلاب. و هو ينفع من بهظة السمن، لكنه يحدث أرقا و يولد السوداء، و الأبازير الرطبة تدفع ضرره، و يوافق أصحاب الأمزجة الباردة، و دماغه يؤكل مشويا بالفلفل ينفع من الرعشة، و إنما صار يابسا لرعيه الغياض لأن كل ما يرعى الغياض فهو أيبس مما يرعى في البيوت. ا هـ.
و إن سقي إنسان من دماغ الأرنب دانقا مدافا، بعد أن يلقى عليه وزن حبتي كافور، لم يلقه أحد إلا أحبه و لم تنظر إليه امرأة إلا شغفت به و طلبت معاشرته. و دم الأرنب إذا شربت منه المرأة لم تحبل أبدا، و إذا طلي به البهق و الكلف أزالهما. و دماغه إذا أكلت منه المرأة، و تحملت منه، و باشرها زوجها، فإنها تحبل بإذن اللّه تعالى. و إذا مزج به مواضع أسنان الصبي، أسرع نباتها و دم الأرنب إذا اكتحل به منع من نبات الشعر في العين قاله القزويني في عجائب المخلوقات.
و قال مهرارس: مرارة الأرنب إذا عجنت بسمن، و ديفت بلبن المرأة، و اكتحل به أزال البياض من العين، و أبرأ القروح و إذا طلي بدمها البهق الأسود أزاله و لحم الأرنب إذا أطعم من يبول في فراشه نفعه إذا أدامه. و قال أرسطو: إذا شربت أنفحة الأرنب بالخل نفعت من سم الأفاعي.
و إذا شرب منها قدر باقلاة أذهب حمى الربع المتناهية. و إذا شرب منها وزن درهم أسقط الأجنة و سهل الولادة، و إن خلطت أنفحة الأرنب بخطمي، و وضعت على النصل، أخرجته و تخرج الشوكة من البدن، بإذن اللّه تعالى بسهولة. و زبل الأرنب إذا بخر به في الحمام، وقع الضراط على من شمه و لم يتمالك أسفله. و إذا طلي به القوابي و النمش أذهبهما. و خصية الأرنب تبرئ من السم القاتل إذا طلي موضع اللسعة بها، و شحمه إذا وضع تحت و سادة امرأة، تكلمت في نومها بفعلها.
و ضرس الأرنب إذا علق على من يشتكي ضرسه سكن وجعه.