قلنا الجواب على ذلك: أن يقال لـه: القرءان متناقض أم متعاضد؟ فإن قال: إن القرءان متناقض كفر، وإن قال بأن القرءان متعاضد وهذا هو الحق الذي لا محيد عنه بدليل قوله تعالى {قل لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} وهم متفقون معنا على أن قول الله تعالى {وهو معكم أينما كنتم} إنما يراد به الإحاطة بالعلم فكما جاز تأويل هذه الآية جاز تأويل غيرها من المتشابه وحملها على ما يناسب قوله {ليس كمثله شىء} مع اعتقاد التنـزيه ونفي المكان والحيز عن الله تعالى وهذا تأويل إجمالي درج عليه السلف كما هو ظاهر من قول الشافعي رضي الله عنه: ءامنت بلا تشبيه، وصدقت بلا تمثيل، واتهمت نفسي في الإدراك، وأمسكت عـن الخوض فيه كل الإمساك. كما رواه البيهقي وغيره على أنه ورد عن بعض السلف وجم غفير من الخلف التأويل التفصيلي الذي يتناسب مع لغة العرب، ومن المعلوم في لغة العرب أن من معاني الاستواء الغلبة والقهر والله تعالى يقول {كتب الله لأغلبن أنا ورسلي} وقال {وهو القاهر فوق عباده} وخير ما يفسر القرءان القرءان فيكون معنى الاستواء بالغلبة والقهر.
وجواب ءاخر على ذلك أن يقال له: المتصف بالفوقية الحسية لا بد وأن يكون له تحت وهذا في حق الله تعالى محال وقد نفى عليه الصلاة والسلام التحت عن الله تعالى كما في الحديث الصحيح الذي رواه البيهقي وغيره من قوله عليه السلام “وأنت الباطن فليس دونك شىء”. أي فليس تحتك شىء.
وجواب ءاخر أن قول الوهابي إن الله فوق العرش بمماسة أو غير مماسة مناقض لقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد”. لأنه لو كان على العرش كما زعمت الوهابية لكان الواقف أقرب إلى الله من الساجد.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website