تمكنت اللغة العربية، خلال فترة حكم المسلمين لشبه الجزيرة الإيبيرية، بين القرنين السابع والخامس عشر الميلادي، من ترك أثر واضح في اللغة الإسبانية، مما جعل المؤرخين يشيرون إلى وجود 4 آلاف كلمة مشتقة من العربية، ما زالت متداولة بين الإسبان إلى يومنا هذا.
وهذا ما يفسر الشعور بأن بعض الكلمات الإسبانية مألوفة لدى العرب، سواء عند الاستماع إلى أغنية، أو مشاهدة مسلسل أو فيلم إسباني.
وتأثرت اللغة الإسبانية بالعربية، التي كانت تعرف سابقاً بالقشتالية، إذ يمكن أن تجد كلماتها منتشرة بشكل كبير في جنوب وشرق إسبانيا “إقليم الأندلس”، وتستعمل في مجالات مختلفة، من بينها الأدب، والتراث، والطعام.
وغالبا ما تكون الكلمات الإسبانية التي تبدأ بتعريف أصلها عربي، لذلك يمكن تمييز الكلمات المشتقة من اللغة العربية بهذه الطريقة، حتى وإن كانت قد اختلفت قليلاً عن طريقة النطق الأصلي.
كلمة “Ojala” مشتقة من “إن شاء الله”
يستعمل الإسبان كلمة “Ojala”، والتي تنطق “أوخالا”، عند الحديث عن شيء مستقبلي، وهي طريقة للتعبير عن الأمل حول شيء، أو حدث معين.
واشتق الإسبان هذه الكلمة خلال فترة حُكم الموريين، متأثرين بالتعبير العربي “إن شاء الله”، والتي يستعملها المسلمون للإشارة إلى أن كل شيء بيد الله ولا يقع إلا بمشيئة الله.
كلمة “Ole” مشتقة من “والله”
يمكن اعتبار كلمة “Ole”، والتي تُنطَق “أوليه”، من بين أكثر التعابير الإسبانية انتشاراً في العالم، ويستعملها العرب في بعض الأحيان في كلامهم، حتى وإن كانوا غير مدركين لأصلها.
وجاءت كلمة “Ole”، للتعبير عن شعورين مختلفين، وهما الفرحة والدهشة، لكن أصلها كذلك عربي، وقد تم اشتقاقها من كلمة “والله”، والتي تستعمل عادة بين العرب للتعبير عن نفس المشاعر، وكذا التأكيد على موضوع ما.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
كلمة “Aceituna” المشتقة من “الزيتون”
هناك الكثير من الكلمات التي تدخل في خانة الأكل، والتي يعود أصلها إلى اللغة العربية، نجد أبرزها “Aceituna”، وتنطق “أثيتونا”، والمشتقة من كلمة الزيتون.
إذ إن فترة حكم المسلمين لإسبانيا، أو الأندلس كما كانت تُدعى آنذاك، اشتهرت بإمداد باقي شبه الجزيرة الإيبيرية وروما بزيت الزيتون. وخلال هذه الفترة، جرى إدخال أنواع جديدة من الزيتون إلى هذه المناطق، ومن هناك بدأ استعمال هذه الكلمة التي استمرت مع الإسبان إلى يومنا هذا.
كلمة “Azucar” المشتقة من “سكر”
يستعمل الإسبان كلمة “Azucar” وتنطق “أثوكر”، والتي تعني باللغة العربية السكر، وعند التركيز في طريقة نطقها، يمكن فهم أن أصلها عربي كذلك.
وهي من بين الأمثلة الكثيرة على الكلمات العربية التي نقلها المسلمون إلى الإسبان، والذين غيروا قليلاً من طريقة نطقها، ومثال ذلك هو استبدال “أل” في بداية الكلمات بـ”أ” فقط.
وقد أخل الموريون العديد من مزارع السكر في جنوب إسبانيا، إذ كان يعتبر صناعة رئيسية وجزءاً مهماً من الاقتصاد المحلي في زمن حكم الموريين للمنطقة، خصوصاً أنه كان مربحاً للغاية حينها.
كلمة “Albaricoque” المشتقة من “البرقوق”
هناك مجموعة من الفواكه في إسبانيا تمت تسميتها من كلمات عربية، من بينها نجد فاكهة البرقوق، والتي تسمى “Albaricoque”، وتنطق “ألبريكوكي”.
وجاءت هذه التسمية من سكان شمال إفريقيا، خصوصاً خلال فترة حكمهم للأندلس، وذلك لأن هناك بعض العرب في دول أخرى يطلقون على نفس الفاكهة اسم مشمش، لكنها تعرف بالبرقوق في دول المغرب والجزائر وتونس.
كلمة “Alacena” المشتقة من “الكنز”
يستخدم الإسبان كلمة “Alacena” وتنطق “ألاثينا”، من أجل وصف حصالة النقود التي يتم فيها وضع المال من أجل ادخاره، أو صندوق المال.
وقد وصلت هذه الكلمة إلى إسبانيا عن طريق العرب، وتعني الكنز، وهي الكلمة التي قد ظهرت في بلاد فارس أولاً، لكنَّها أُدخِلَت إلى العربية بعد ذلك.
وتم اعتماد هذه الكلمة من أجل وصف حصالة النقود في العصر الحالي، بعد أن كان المسلمون قديماً، خلال فترة حكم الأندلس، يقومون بحفظ المال في وعاء طيني.
كلمة “Algodon” مشتقة من “قطن”
بعد أن كان المسلمون هم أول من أدخل القطن إلى شبه الجزيرة الإيبيرية، فقد كان من الطبيعي أن يكون اشتقاق هذه المادة من العربي إلى الإسباني.
فقد أصبحت كلمة “Algodon” الإسبانية، وتنطق “ألغودون”، تعني كلمة قطن، وهي قريبة في النطق بشكل كبير من اللغة العربية الفصحى.
كلمة “Almohada” المشتقة من “مخدة”
هناك مجموعة من الكلمات الإسبانية الأخرى المشتقة من اللغة العربية، ولها علاقة بقطاع النسيج، بمختلف مجالاته، وهنا نتكلم عن المخدة.
إذ إن كلمة مخدة جاءت مرة أخرى من شمال إفريقيا إلى إسبانيا، والتي تم تحويلها إلى “Almohada” وتنطق “ألمودة”.
وتم اعتماد هذه الكلمة بشكل رسمي في اللغة الإسبانية، بعد أن تم تغيير القليل من طريقة نطقها، لتصل إلى الطريقة التي هي عليها الآن.
كلمة “Alcala” المشتقة من “القلعة”
هناك كلمة أخرى ظلت مستمرة مع الإسبان وتم اعتمادها في اللغة إلى يومنا هذا، وأصلها مشتق من اللغة العربية هي “Alcala” وتنطق “ألكالا”.
اشتقت هذه الكلمة من القلعة، وذلك لأن القلاع كانت منتشرة بشكل كبير في عهد الحكم الإسلامي، إذ تم اعتماد الإسم ليكون من بين الكلمات الإسبانية الأخرى، التي جاءت من العربي.
كلمة “Ajedrez” المشتقة من “الشطرنج”
في سنة 711 ميلادية، وصل الشطرنج إلى الأراضي الإسبانية عن طريق المسلمين، الذين كانوا يعتبرونه وسيلة للترفيه، فأصبح ذا شعبية كبيرة في البلاد.
وبعد ذلك تم اعتماد كلمة “Ajedrez” وتنطق “أخيدريث” لتكون اسماً لهذه اللعبة مشتقا من العربية، إذ كان حينها حرف “J” في الإسبانية يُنطَق “ش” أو “تش”، وهو ما يجعل الكلمة تبدو أقرب إلى العربية.
وقد تطور شكل الشطرنج بعد ذلك، ليضم أشكالاً مسيحية أكثر، في محاولة لتكريم إيزابيلا ملكة إسبانيا، ويصبح مشهوراً بشكل كبير هناك.
أمثال إسبانية أصلها عربي
الإسبان لم يحولوا فقط الكلمات العربية إلى أخرى إسبانية، وإنما قاموا بترجمة العديد من الأمثلة العربية وتحويلها إلى لغتهم، إذ إن المستعرب واللغوي والناقد والدبلوماسي الإسباني إميليو غارسيا غومي كان قد أشار سنة 1970، إلى ضرورة دراسة الأمثال الأندلسية كمادة من التاريخ.
إذ ساهمت الدراسة التي قام بها غارسيا، والتي حملت عنوان “نحو عملية تحصيل للأمثال العربية الأندلسية” في إعادة ظهور هذا الموروث الثقافي المنسي، من خلال إبراز تأثير اللغة العربية بالإسبانية، ومدى الأثر الذي تركته فيها.
إذ أظهرت هذه الدراسة مدى تطابق الأمثلة الإسبانية بأخرى عربية، ومدى تأثير هذه الأخيرة في نشأة هذه الأمثلة، ومن بين هذه الأمثال نجد:
- اتبع الكذاب إلى باب الدار (Con el mentiroso hasta la puerta).
- خلق الله الداء، وخلق الدواء (Dios, que de el mal, da Su remedio cabal).