الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على سيّدنا محمّدٍ الصادقِ الوعدِ الأمينِ وعلى إخوانِهِ النبيّينَ والمرسلينَ،
لمّا نزل قول الله تعالى { فَإنْ عَلمتُمُوهنّ مُؤمِنَاتٍ فلاَ تَرجعُوهنّ إِلى الكُفّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُم ولَا هُم يَحِلٌُونَ لَهُنَّ }(سورة الممتحنة (10)) صار حرامًا أن تتزوج المسلمة بالكافر، هذه الآية صريحة في حرمة زواج المسلمة من كافر، وإنما حرّم الله زواج المسلمة من كافر بعد الهجرة بنحو أربع سنوات، لما استوطن النّبي المدينة هاجر بعض النّساء المسلمات اللاتي كن متزوجات من مشركين من مكة إلى المدينة، فنزلت هذه الآية، معناه لا تردوا هؤلاء المسلمات إلى أزواجهم المشركين، بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم زينب كان زوجها مشركًا ثم أسلم، الرسول ما جدد له النكاح، إنما بالنكاح الأول ردها له، وهو كان تزوجها قبل تحريم تزوّج المسلمة بالكافر، أزواج الصحابة كثير منهن كنّ مشركات كافرات، لكن لما نزلت هذه الآية أي آية تحريم زواج المسلمة بكافر غيروا الوضع الذي كانوا عليه.
واحد كان يقال له عبد الله العلايلي كان ملحدًا زنديقًا أجاز للمسلمة أن تتزوج بكافر، حرّف الآية {وَلَعبْدٌ مُّؤمنٌ خَيْرٌ مِنْ مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ}(سورة البقرة (221)) فقال هذا معناه أفضل وليس معناه حرام أن تتزوج المسلمة بكافر، قال هذا ليرضيَ الكفار، لأجل الدنيا كفر بالله. اهـ
اعلَموا أنَّ كُلَّ ما يَنطِقُ بِهِ الانسانُ يُسَجِّلُهُ الـمَلَكانِ رَقيبٌ وَعَتيد، قالَ اللهُ تَعالى {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَولٍ إلَّا لَدَيهِ رَقيبٌ عَتِيد} سورَة ق.
لذلِكَ لا بُدَّ أنْ يُفَكِّرَ العاقِلُ في كَلامِهِ قَبْلَ النُّطقِ بهِ ليَرى هَلْ هوَ موافِقٌ للشَرعِ أم لا، فَهُناكَ عِبَاراتٍ تُناقِضُ الدّين، تُهلِكُ صاحِبَها وتَجْعَلُهُ غير مسْلِم وَهوَ لا يَشعُرْ وَقَدْ يَظُنُّها مِزاحًا أو لَهوًا وهيَ في الحَقيقَةِ تَكونُ كُفْرًا، قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّم (إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ لا يَرَى بِها بَأسًا يَهْوي بِها في النَّارِ سَبْعينَ خَريفًا) يَعني يَنْزِلُ في النَّارِ مسافَةَ سَبعينَ سَنَةٍ.
وَالكفرُ كَمَن يستخف بالله أو ملائكته أو أنبيائه أو دينه أو أحكامه أو وعده أو وعيده.
ومن الردة أيضًا استحلال أو استحسان الحرام وهو يعلم أنه حرام، كالذي يعتبر أن من عمل الحرام فقد عمل حسنًا أو عمل خيرًا، أو نحو ذلك.
ومن الردة كذلك تحريم أو ذم ما استحسنه الشرع مع علمه أنه حسن، كالذي يذم لُبسَ المرأَةِ للحِجاب أو يعتبره تخلفًا أو رجعية.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وَمَنْ نَطَقَ بِكَلامٍ مُخْرِجٍ منَ الإسلام لا بُدَّ لهُ للرجوع إلى الإسلام أنْ ينطق بالشهادتين يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله، ولا يَنفَعُهُ قَولُ أَستَغفرُ الله قبل التَشَهُّد.
فَالحَذَرَ الحَذَر مِن إطلاقِ الكلامِ بلا تَفَكُّرٍ.
اللهمَّ ارزقنا الوَفاةَ على كامِل الايمان.